تعرف على عمليات القـسـام في معركة “العصف المأكول” قلبت موازين الصراع مع الاحتلال
ستة أعوام على معركة خاضتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام والتي كانت بمثابة الجحيم لقادة الاحتلال وجيشهم المهزوم والمستوطنين، وانتصار سطرته الكتائب بدماء قادتها وجنودها.
في الـ 7 من يوليو 2014 أشعل الاحتلال فتيل المعركة دون أن يعلم كيف ستتجه نتائجها وتبعاتها، بحرق مستوطنيه الطفل الفلسطيني “محمد أبو خضير” في شعفاط وقصف نفق للمقاومة في رفح، ليقرر القسام الردّ بشكل قوي على الاحتلال، ويطلق معركة “العصف المأكول” في مواجهة “الجرف الصامد”.
51 يوماً خاضتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام كانت بمثابة الجحيم لقادة الاحتلال وجيشهم المهزوم والمغتصبين، كما تحدت الكيان بأكمله حينما وجهت ضربة صاروخية لمدينة “تل أبيب” بموعد حدد مسبقاً.
وخلال المعركة نفذت كتائب القسام عمليات نوعية خلف الخطوط والتي كانت بمثابة المفاجأة للاحتلال الإسرائيلي بل للعالم أجمع، وسجّلت كتائب القسام صفحات من نور في تاريخ المقاومة للاحتلال منذ عام 1948م.
توالت تراتيل النصر، بضربات مدفعية الكتائب، وطلقات قنص الغول، وغوص (الكوماندوز) البحري، واستهدافات وحدة الدروع لآليات العدو، وتطاير عبوات وحدة الهندسة، وتوثيق العمليات بكاميرات دائرة الإعلام، وليس انتهاء بزلزلة الحصون من خلال عمليات الإنزال خلف الخطوط.
ونستعرض خلال التقرير أبرز أحداث المعركة في ذكراها الخامسة …
الإنزال خلف الخطوط
عملية الكوماندوز البحري “زيكيم”
الثلاثاء 8-7-2014م نفذت كتائب القسام أول عملية كوماندوز بحرية قسامية، حيث هاجم المجاهدون موقع زيكيم العسكري وقاعدة سلاح البحرية وأوقعوا خسائر محققة في صفوفها.
عملية “موقع صوفا” شرق رفح
الخميس 17-7-2014م، قامت مجموعة خاصة من مجاهدي القسام بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا، ونفذت عملية استطلاع بالقوة بالإضافة إلى نسف إحدى المنظومات الاستخبارية التي قام العدو بوضعها.
عملية “موقع أبو مطيبق” شرق المحافظة الوسطى
السبت 19-07-2014م تمكنت إحدى الوحدات القسامية المختارة وعديدها 12 مجاهداً من التسلل إلى موقع “أبو مطيبق”، خلال عملية إنزال خلف خطوط العدو، وتمكن المجاهدون من إبادة ثلاثة جيبات من مسافة صفر وقد قتل المجاهدون 6 من جنود الدورية، وغنموا اثنتين من بنادق الجنود .
عملية “موقع 16” شرق بيت حانون
الاثنين 21-07-2014م نفذ تشكيلٌ قتاليٌ من قوات النخبة القسامية عملية إنزال خلف خطوط العدو قرب “موقع 16” العسكري، حيث أطلق مقاتلو المجموعة الأولى قذيفة RPG تجاه الجيب الأول ما أدى إلى تفحمه، ثم اقتربوا منه وأجهزوا على من فيه من الجنو، فيما اشتبكت المجموعة الثانية مع الجيب الآخر وأجهزت على من فيه.
عملية “ناحل عوز” شرق الشجاعية
الاثنين 28-7-2014م، تمكن تشكيلٌ قتاليٌ من قوات النخبة من تنفيذ عملية إنزالٍ خلف خطوط العدو، وهاجموا برجاً عسكرياً محصناً تابعاً لكتيبة “ناحل عوز” به عددٌ كبيرٌ من جنود العدو وأجهزوا على جميع من فيه، كما حاولوا أسر أحد الجنود ولكن ظروف الميدان لم تسمح بذلك، وقد أكد المجاهدون أنهم تمكنوا من قتل 10 جنودٍ، واغتنموا قطعة سلاح من نوع Tavor.
– أسر الجندي الصهيوني “شاؤول أرون”.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تمكنها من أسر الجندي شاؤول أرون، مساء الأحد 20 يوليو 2014، بعد استدراجها لقوة اسرائيلية حاولت التقدم شرق حي التفاح شرق غزة.
– عملية “الريان”.
– تصدي لوحدة كوماندوز بحري صهيونية في منطقة السودانية. إضافة إلى عشرات الكمائن التي أوقعت قتلى وجرحى بصفوف جنود الاحتلال.
مفاجآت المعركة
وخلال المعركة أعلنت الكتائب عن العديد من المفاجآت التي بحوزتها، وكان منها: –
• طائرات الأبابيل
سيرت كتائب القسام ولأول مرة طائرة دون طيار من صُنع مهندسيها، وأعلنت الكتائب حينها أنها أنتجت من هذه الطائرات 3 نماذج، هي: “طائرة A1A” ذات مهام استطلاعية، و”طائرة “A1B وهي ذات مهام هجومية- إلقاء، و”طائرة A1C” وهي ذات مهام هجومية – انتحارية.
• الصواريخ المصنعة محلياً
فخلال معركة العصف المأكول الأخيرة كشفت كتائب القسام عن صواريخ جديدة استخدمتها لأول مرة في تاريخ الصراع، وكان منها صاروخ R160 بعيد المدى الذي طوره مهندسو كتائب الشهيد عز الدين القسام، قصفت به الكتائب مدينة حيفا المحتلة لأول مرة في تاريخ الصراع.
وأيضاً استخدمت الكتائب خلال المعركة أيضاً، صاروخ J80 حيث قصفت به كتائب القسام “تل أبيب” وهذا الطراز مزود بتقنية لتضليل القبة الحديدية، وصاروخ S55، قصفت به كتائب القسام “رحوفوت” و”بيت يام” لأول مرة، كما قصفت بعدد آخر منها مدينة بئر السبع المحتلة.
• بندقية الغول
حيث أعلنت الكتائب استطاعتها صناعة بندقية قنص من عيار 14.5 وحملت اسم “الغول” تيمناً بالشهيد القسامي عدنان الغول أحد أبرز مهندسي كتائب القسام والذي اغتاله الجيش الصهيوني عام 2004م. وذكرت أنها استخدمت خلال عمليات القنص منذ بدء الحرب على غزة 2014.
ونفذ القسام العشرات من عمليات الصد والاستدراج للقوات الصهيونية خلال الالتحام البري، منها 22 عملية قنص، استهداف 91 آلية، إطلاق 57 قذيفة مضادة للدروع، تفجير 28 عبوة، 38 اشتباك مسلح، إطلاق 11 صاروخ موجه.
وخلال أيام معركة (العصف المأكول)، أطلق القسام 3621 قذيفة صاروخية، ثمانية صواريخ باتجاه حيفا، و(تل أبيب) بـ 109 صواريخ، والقدس المحتلة بـ 19 صاروخا، وديمونا بـ 12 صاروخ، إضافة لمئات الصواريخ التي طالت المغتصبات والمواقع المحاذية للقطاع.
وشمل بنك الأهداف، قواعد عسكرية، ومطارات عسكرية، ومواقع عسكرية، ومواقع في مدن كبرى كحيفا والقدس و”تل أبيب” وديمونا، ومطار بن غوريون، واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود، وصولا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع.
وخلال المعركة قتل 72 صهيونياً بينهم 64 جنود، وأصيب أكثر من 1620 صهيونيًا، 322 خرجوا من الحرب بإعاقة، فيما سجل هروب 292 جندي صهيوني من الخدمة العسكرية خلال معركة فيما أصيب 3000 جندي بصدمات نفسية.
وبلغت خسائر العدو الاقتصادية أكثر من 9 مليار شيكل في كافة القطاعات والمنشآت التي تعطلت خلال 51 يوماً من الحرب.
كما ارتقى 2147 شهيداً منهم 530 طفل و302 امرأة، بالإضافة إلى آلاف الجرحى جراء الغارات الصهيونية على كامل قطاع غزة، ودمّر الطائرات الصهيونية مئات المنازل المدنية.
بعد سنوات من المعركة
كما عودتنا كتائب القسام خلال جولات سابقة بأنها تعود بشكيمة أقوى، وقدرات أكبر، وزخم قتالي يجوز بكثر ما مضى.
فالاحتلال اليوم يتحدث عن تمكن الكتائب من ترميم ترسانتها العسكرية بأكبر مما مضى، وأنها على جاهزية لأية مواجهة محتملة.
بل تعداه الأمر ليقر الاحتلال بأنه وبعد متابعاته لتجارب القسام الصاروخية، فإن كتائب القسام أصبحت تمتلك صواريخاً أكثر دقة وبقوة انفجارية أكبر مما مضى.
ستبقى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام كابوساً يلاحق جيش الاحتلال، وستخرج لهم الكتائب بعزيمة أقوى وقوة أكبر بعد كل جولة، وأثبتت لنا الأيام ذلك.
وفي تاريخ 26/09/2014م انتهت معركة العصف المأكول بانتصار المقاومة، واندحار العدو من المناطق التي تغول فيها دون أن يحقق أياً من أهدافه التي أعلنها في بداية المعركة.