منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014    مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Emptyالأحد 08 يوليو 2018, 11:32 pm

قائد حرب 2014: ''إسرائيل'' لن تكسب شيئا بحرب على غزة

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  -331457814

كشف بحث أعده قائد المنطقة الجنوبية السابق في الجيش الإسرائيلي الجنرال "شلومو ترجمان" أن الانجرار حاليا إلى عملية عسكرية أخرى في قطاع غزة سيكون عملا عقيما ومبالغا فيه.

وقال إن  "على تل أبيب العمل على تحسين الوضع الاقتصادي في غزة من أجل تقليل مستوى المخاطر الأمنية بالنسبة لإسرائيل، وفي المقابل وقف إمكانيات تعاظم قوة حركة "حماس"، كما نقل عنه موقع "واللا" العبري اليوم.

ترجمان الذي كان قائدا للحرب التي شنتها إسرائيل في صيف عام 2014 على قطاع غزة، حذر في البحث الذي أعده لصالح "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" من أن احتلال القطاع من جديد يعني عمليا اضطرار إسرائيل للتحكم بحياة مليوني فلسطيني. 

وحول العبر من هذه الحرب في الذكرى الرابعة لها، أوصى الجنرال احتياط، إسرائيل والدول التي وصفها بالمعتدلة في المنطقة والأطراف الأخرى ذات المسؤولية الدولية بالعمل على بناء اقتصاد غزة، مقابل وقف حركة حماس تعزيز قوتها العسكرية، بدلا من المطالبة بنزع سلاحها.

وطالب "بالعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادي في الضفة لتشكل ثقلا في موازاة حماس في غزة".

ويرى ترجمان أن إسرائيل قد تتورط في عملية عسكرية للقضاء على حكم حماس في غزة، لعدة أسباب أبرزها الجمود السياسي، والأزمة الإنسانية في غزة، أو أن تقوم الحركة بالمبادرة بعمل عسكري ضد إسرائيل.

ويضيف أن عملية عسكرية إسرائيلية في غزة قد تؤدي إلى اشتعال المنطقة خاصة في الجبهتين السورية واللبنانية، وحتى دون هاتين الجبهتين، فإن المواجهة العسكرية في غزة لن تكون لصالح إسرائيل.


وهذه المواجهة يقول ترجمان، قد يطول أمدها، وتصبح أكثر تعقيدا، وقد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية، أو الى اندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله والقوات الإيرانية على الحدود السورية اللبنانية.

ويضيف أن إسرائيل في غنى عن كل هذا، خاصة إذا وجدت نفسها مضطرة لحكم مليوني فلسطيني في غزة من جديد، وهذا الأمر يجب أن لا تقبله "حتى لو قدمت غزة لإسرائيل على طبق من فضة" حسب تعبيره، فهذا الأمر سيكلف إسرائيل عبئا ماليا هائلا وسيشكل كارثة اقتصادية بالنسبة لها.

وفي حالة إسقاط إسرائيل حكم حماس والخروج من غزة، يشير ترجمان إلى ان إسرائيل ستترك خلفها فوضى دون وجود سلطة مركزية تحكم القطاع، وهذا سيجعل القطاع يدخل في حالة انفلات أمني قد تؤدي إلى تشكيل خلايا عسكرية متطرفة جدا وهذا سيعقد الوضع الأمني.


وحول خيار إبقاء الوضع الحالي كما هو في غزة، حتى ينفجر الشبان الغزيون ضد حركة حماس في تحرك عنيف، قال ترجمان إن هذا الخيار هو وهم أيضا.

وأردف "إطالة أمد الأزمة في غزة ستقود إلى تصعيد جديد ضد إسرائيل، ولن يكون داخليا، خاصة أن السنوات الأربع الماضية، ليست مؤشرا على استقرار في الأوضاع، بل مقدمة لتصعيد عسكري قادم".


ويرى القائد العسكري السابق في الجيش أن أفضل خيار متاح حاليا هو أن تبادر إسرائيل إلى تحسين الأوضاع في غزة (وكذلك في الضفة)، مقابل خفض حماس قوتها العسكرية لتخفيف خطرها على إسرائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014    مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Emptyالأحد 08 يوليو 2018, 4:21 am

كيف أدارت كتائب القسام معركة العصف المأكول؟

نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تقريرا خاصا عبر موقعها الإلكتروني اليوم السبت، حول تفاصيل إدارتها لمعركة العصف المأكول في عام 2014، والتي استمرت 51 يوما.

وقالت الكتائب إنها استطاعت أن تقدم نموذجاً فريداً خلال معركة العصف المأكول، ويعود ذلك  للمعارك التي خاضتها مع العدو، واستخلاصها للدروس والعبر وتحويل ذلك إلى سياسات وعقيدة تدريب، وأساليب قتال تُتَّبع بعد كل جولة تصعيد أو حرب.

ولفتت إلى أن خبراء عسكريون شهدوا أن كتائب القسام تستفيد من كل تجربة تخوضها، وفي ذلك يقول قائد استخبارات الاحتلال الأسبق (عاموس يادلين) معلقاً على أداء المقاومة في معركة العصف المأكول : «مرة أخرى، أثبتت حماس أنها منظمة متعلمة، تدرس خبراتها في المعركة, وتطور الدروس, ومن ثم تقوم بتضمينها في كل من عقيدتها القتالية، وقواتها، وعملياتها»
وبينت الكتائب أن إدارة المقاومة لمعركة العصف المأكول قامت على مجموعة من المبادئ، كان أهمها بحسب الموقع:


منظومة قيادة وسيطرة متكاملة:


استطاع سلاح الاتصالات التابع لكتائب القسام الذي كان يقوده الشهيد العطار إنشاء بنية تحتية لقيادة وسيطرة آمنة، بعيدة عن قدرات العدو التقنية، هيأت الظروف لقيادة القسام للقيام بدورها في القيادة والسيطرة على كافة تفاصيل المعركة، إذ كان المجلس العسكري لكتائب القسام بمثابة هيئة أركان حربٍ منعقدة، يدير كافة شئون المعركة بجميع تفاصيلها، وكان القائد العام ويساعده قادة الألوية والدوائر يقود ويوجه جميع القوات منذ اليوم الأول للمعركة وحتى بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ. 


الإعداد الجيد للمعركة:


وقد تمثل ذلك في محورين أساسيين:
1- التخطيط المحكم: حيث تميزت خطة المواجهة والعمليات بالفهم العميق لمقومات العقيدة القتالية لجيش العدو والتكتيكات الميدانية والأساليب القتالية المنبثقة عنها، والمعرفة الجيدة لتشكيلات وتسليح العدو من جهة، ومن جهة ثانية فقد تم دراسة كافة السيناريوهات المحتملة بما فيها أكثرها صعوبةً وتعقيداً، ووضع الخطط وتجهيز الميدان وإعداد القوات وفقا لذلك، مما مكن الوحدات والصنوف المختلفة من القيام بمهامها الدفاعية والهجومية على حدٍ سواء في البر والبحر والجو فوق الأرض وتحت الأرض.


التدريب العالي للقوات:


 بدأ خوض كتائب القسام لمعركة بناء القوة في شقها البشري تحضيراً لمعركة العصف المأكول منذ انتهاء معركة الفرقان في يناير2009، إذ قامت هذه المعركة على التأهيل الجسدي والفكري والاحترافي للمقاتلين وإعدادهم ميدانياً وأكاديميا، لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءةٍ واقتدار، وقد ظهر ذلك واضحاً في الإرادة القتالية غير المسبوقة لجنود القسام والأداء النوعي للقوات الذي لا يزال العدو يتحدث عنه إلى يومنا هذا، ومن نافلة القول أن معركة الإعداد والتدريب كانت أصعب على المقاتلين من خوضهم لمعركة العصف المأكول ذاتها.


القتال القائم على المعلومات الاستخباراتية:


امتلكت المقاومة بفضل الله منظومة استخبارات تكتيكيةً واستراتيجية، أهلتها لخوض معركةٍ عسكريةٍ ذات تأثير استراتيجي، وبفضلها كان لدى القسام معرفة بقدرات العدو وتحركاته، وأوجدت بنك أهداف عن العدو استخدمته قوات المدفعية، وقوات النخبة، وقوات الهندسة، وقوات مضاد الدروع، وغيرها من القوات، وهو ما اعترف به وزير حرب العدو حين استهدفته مفارز المدفعية في «ناحل عوز» فقال: "يوجد لدى حماس استخبارات قوية تراقب من خلالها تحركاتنا".


امتلاك زمام المبادرة وحرمان العدو منها:


فقد درجت العادة في الصراع مع العدو ان يمتلك زمام المبادرة والضربة الاستباقية على سبيل ما حدث في الفرقان والسجيل إلا أن معركة العصف المأكول كانت تميزت بـإعلان كتائب القسام حالة الطوارئ في صفوفها منذ إعلان العدو عن فقدانه ثلاثة من جنوده في الضفة قبيل الحرب، حيث خلصت تقديرات الموقف المختلفة إلى أن العدو يتجه نحو شن عدوانٍ يبدأ باغتيالات مركزةٍ لقادة من المستويين السياسي والعسكري.

وحذرت التقديرات من قيام العدو بمناورة هدنة تؤدى للاسترخاء يستفيد منها العدو في الضربة الاستباقية، ومع تصاعد الأحداث حافظت الكتائب على حالة التأهب بل وتم رفعها إلى أعلى درجاتها مما أفقد العدو أي إمكانية لتحقيق عنصري المفاجأة والمباغتة.
في المقابل فقد امتلكت كتائب القسام المبادرة وبدأت بمشاغلة العدو عبر الرشق المدفعي لغلاف غزة -دون الإعلان عن ذلك - رداً على جرائم العدو في الضفة والقدس خصوصاً بعد حرق الفتى محمد أبو خضير ومروراً بالرد على اغتيال شهداء رفح وخانيونس في 6/7 و 7/7 بتوجيه ضربةٍ صاروخيةٍ قاسية للعدو، وقد حافظت كتائب القسام على إبقاء زمام المبادرة بيدها وفاجأت العدو على مدار المعركة وتجلت مفاجآتها في المجالات التالية:
البحر (مباغتته في زيكيم ومنعه من الإبرار في السودانية).
البر (مباغتته خلف الخطوط وتدفيعه ثمناً باهظاً في الحرب البرية).
المدفعية (وصول الصواريخ لحيفا والطلب من تل أبيب الاستعداد للضربة الصاروخية وإغلاق المجال الجوي والمطار وضرب الحشودات العسكرية وتهجير غلاف غزة).
الجو (تسيير طائرات بدون طيار استخبارية وقتالية تجاه عمق العدو ونجاح الدفاع الجوي بتحييد الطيران المروحي كمكون هام من مكونات سلاح جو العدو ).
التصنيع العسكري (ظهور أسلحة وصواريخ جديدةً ومتطورة واستمرار الإمداد والتصنيع خلال المعركة).
الحرب النفسية والإعلامية (تفوق رواية المقاومة على رواية العدو وتوجيه ضرباتٍ معنويةٍ له عبر الصورة، وفضحه أمام جمهوره والعالم، وفي المقابل الحفاظ على روح معنوية عالية لدى جبهتنا الداخلية).


الإدارة المدروسة للنيران:


نجحت كتائب القسام والمقاومة في إدارة النيران باتزان وزخم واستمرارية وعمق مدروس، كما حافظت على تنسيق ناري عالٍ بين القوات في كل مراحل المعركة وأدارت معارك مساندة على الصعيد الاستخباري والإعلامي والحرب النفسية، وقد اعتمدت في ذلك على أربعة أسس: خطة معدة مسبقا وفقا لسيناريوهات متعددة وتقدير موقف يرى بأن المعركة ستطول والمرونة العالية والتركيز على نقاط ضعف العدو. 
وقد استثمرت قيادة القسام ذلك في كسب مساحةٍ جيدة للتعامل مع كافة التطورات الميدانية من جهة، وإدارة وتوجيه القوات والنيران المباشرة وغير المباشرة في كافة محاور التماس وعلى عرض وعمق المناطق الدفاعية مما كان له الأثر البالغ على جبهة العدو الممتدة من حيفا المحتلة شمالاً وحتى ديمونا جنوباً.


تحييد قدرات العدو:


نظراً لتفوق العدو عدة وعتاداً، وامتلاكه لأفضل تقنيات الأسلحة قامت خطة المقاومة على تحييد وسائله الحديثة إلى أقصى حدٍ ممكن، وقد نجحت في تحقيق مبتغاها، إذ تم تحييد قوات الدروع والدبابات من خلال مهاجمة مؤخرة قوات العدو المدرعة بالعبوات الناسفة والقذائف القصيرة المدى، كما تم تحييد قواته الجوية من خلال الالتحام مع مشاة العدو من نقطة صفر، واستخدام المعابر الوصولية تحت الأرضية -الأنفاق- والقتال في المناطق المبنية بشكل ناجح في العمليات الهجومية والدفاعية أيضاً، كما تم تحييد قدراته الاستخباراتية بشكل عام من خلال حصر التواصل عبر شبكات تواصل آمنة يصعب اختراق العدو لها.


ضرب العدو في نقاط ضعفه:


«إذا التقت نقطة قوتنا مع نقطة ضعف عدونا انتصرنا عليه» هذا ما قاله الشيخ الشهيد أحمد ياسين لتتحول كلماته إلى عقيدة قتالية لدى كتائب القسام، حيث بنيت خطة الحرب الهجومية قائمة على استهداف العدو في نقاط ضعفه، وكان أبرزها:
البعد تحت الأرضي: وعدم قدرة العدو على مواجهة الوحدات التي تعمل عبره، ومعرفة كتائب القسام المسبقة أن قدراته التقنية لا تسمح له بكشف وحداتها تحت الأرض، فشكل ذلك بالنسبة لها استراتيجية عمل محورية.
البعد تحت المائي: وعدم قدرة العدو على كشف قوات الضفادع البشرية، برز ذلك من خلال عملية زيكيم البطولية، التي استطاع المجاهدون أن يستخدموا البحر فيها دون أن تكشفهم أدوات المراقبة التابعة للعدو.
عدم قدرة جبهة العدو الداخلية على الصمود: لذا فقدتم بناء جزء مهم من الخطة على نقل المقاومة للمعركة إلى «أرض العدو»، وذلك باستخدام قوةٍ صاروخية غطت معظم أرضنا المحتلة، وهو ما فرض طوقاً على معظم المغتصبين الصهاينة الذين باتوا يعيشون في الملاجئ أكثر من عيشهم في بيوتهم، وكان ذروة ذلك في عملية التهجير التي استخدمتها المقاومة لسكان الغلاف الذين شكلوا عامل ضغطٍ على حكومة العدو، وكان ذلك سبباً في دفعها لإنهاء المعركة.
أسلوب المعركة الطويلة: رغم أن إطالة أمد المعركة كان بسبب الظرف السياسي، إلا أن خوض المقاومة لمعركة طويلة يُعد مكوناً أساسياً من مكونات الاستعداد لأي معركة، ويعود ذلك لعدة أسباب، أهمها عدم قدرة العدو السياسية والاقتصادية والعسكرية على خوض معركةٍ طويلةٍ وتبنيه لمبدأ الحرب القصيرة وخشيته من الدخول في حرب استنزاف يدفع فيها ثمناً باهظاً جدا. 


الحفاظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة:


لقد كانت الحاضنة الشعبية للمقاومة نصب أعين القيادة العسكرية، لفهمها أن ثبات الجبهة الداخلية هو عاملٌ مهمٌ في المعركة، كون العدو يرى فيها الخاصرة الرخوة للمقاومة فيعمد إلى استهدافها والضغط على المقاومة من خلالها، لذا فإن المقاومة عمدت لرفع معنويات الجمهور من خلال إدارة عمليات نفسية وإعلامية تعكس الأداء الرائد في الميدان وتنقل لجمهورها صورة وحقيقة المعركة، وقد نجحت المقاومة بشكلٍ كبيرٍ في كسب تأييدٍ لامحدود من قبل حاضنتها الشعبية رغم شراسة ما قام به العدو من استهداف لتلك الحاضنة.
ختاماً/ إن المقاومة ورغم اعتراف العدو والصديق بأدائها المتميز إلا أنها وفور انتهاء الحرب، شكلت العديد من اللجان، لاستخلاص العبر وتطوير الأداء استعداداً لأي معركة قد تفرضها المرحلة القادمة، ومن البديهي  أن تكون معظم الدروس المستفادة قد ضُمّنت في عقيدة المقاومة وكتائب القسام القتالية وأساليب عملها، وخططها الدفاعية والهجومية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014    مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Emptyالأحد 30 يوليو 2017, 10:40 am

غزة على حافة الإنهيار
29/07/2017

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  3_1385275906_8554

أمد/تل أبيب: بثت القناة العبرية الثانية، مساء اليوم السبت، تقريرا اشتمل على مقابلات مع قيادات عسكرية وأمنية إسرائيلية وخصص لمحاولة قراءة المشهد في غزة بعد ثلاث سنوات من الحرب الأخيرة التي استهدفت القطاع.
وقالت القناة في تقريرها أن قطاع غزة على حافة الهاوية نتيجة الظروف الاقتصادية والحياتية الصعبة التي تعيشها منذ سيطرة حركة (حماس) عليها عام 2007، فيما تطرقت إلى الضائقة المالية التي تمر بها حركة (حماس).
وقال سامي ترجمان، القائد السباق لما يسمى بالمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، "ان (حماس) ليس لديها ما تخسره لكي تدخل معركة جديدة في غزة"، مشيرا إلى "ان قطاع غزة مثل البركان الذي من الممكن أن ينفجر في أي لحظة".
وأضاف : "كل يوم يمر يجعل من غزة طنجرة ضغط تغلي بكثافة، ويجب العمل من أجل أن لا تقع في الهاوية".
من جانبه، قال إفرايم هاليفي، رئيس جهاز (الموساد) السابق، "أنه يجب فتح حوار حقيقي مع (حماس)، وإن رفضت فإننا سنواجه مشاكل مع الأجيال القادمة وسيكون هناك جولات من القتال وفي نهاية المطاف سنجد أنفسنا في غزة ونفقد السيطرة على مصيرنا".
وقال الجنرال احتياط عاموس جلعاد، المسؤول السابق في وزارة الجيش، أن (حماس) ليس لديها استعداد على الإطلاق للحديث مع إسرائيل. واضاف: "لا يوجد حل جذري مع (حماس) .. علينا أن نفهم ما يريدون وما يفعلون".
بدوره، قال الوزير يسرائيل كاتس "أنه لا توجد لدى إسرائيل سياسة واضحة تجاه غزة .. جميع الحكومات تسير بحماقة وليس لديها رؤية استراتيجية".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014    مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Emptyالأحد 30 يوليو 2017, 3:31 am

........  تابع



في الذكرى الثالثة لعدوان 2014 على غزة.. وحدتنا الحرب وفرقنا السلم وتحيا مصر

جمال أبو لاشين


مؤتمر باريس
بعد الهجوم البري الذي دعمته أمريكا بيومين صرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السيد (ياسر عبد ربه) قائلا، فشلنا في المفاوضات .. وغزة تدافع حالياً عن المشروع الوطني الفلسطيني، وفي 22/7/ 2014 ألقى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير السيد (محمود عباس) بخطاب وصف بأنه عالي السقف وغير مسبوق حيث قال " لن يرهبنا القتل، ولا التدمير ، وسنضمد جراحنا حين يأتي اليوم المحتوم الذي ننتصر فيه ، وترفرف رايات القدس عاليا فوق الأقصى ، والقيامة " داعيا الجميع إلى الوحدة ونبذ الخلافات في هذه اللحظات العصيبة ، والابتعاد عن الفصائلية الحزبية الضيقة خلال هذه المرحلة جرى لقاء الرئيس محمود عباس بالسيد خالد مشعل لأول مرة في الدوحة يوم 21/7 أي قبل الخطاب بيوم، كما انه طرح فكرة هدنة مؤقتة للتفاوض بتاريخ23/7/2014.
أدى هذا الموقف إلى تزايد الحراك الشعبي في الضفة الغربية، والقدس وزاد الالتفاف الشعبي حول موقف الرئيس الفلسطيني الذي عبر عن حالة من التضامن الكبيرة مع المطالب الفلسطينية العادلة وهو ما وضع وقتها في إطار مطالب المقاومة، مما دفع إسرائيل للهجوم عليه، والحديث عن عدم وجود شريك في عملية السلام، وأن أبو مازن بات أقرب لحركة حماس منه للمفاوضات مع إسرائيل.
في هذا الوقت تيقنت الولايات المتحدة من عدم قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في تحجيم قوى المقاومة وأن الأمر أخذ من الوقت أكثر مما هو متوقع، وأن إسرائيل باتت متهمة بارتكاب مجازر حرب من هول الدمار الذي خلفته، ومع تصاعد الحراك في الضفة الغربية والقدس أسرعت الدبلوماسية الأمريكية لإنقاذ إسرائيل كما فعلت في العدوانين السابقين على قطاع غزة، وفي حرب لبنان 2006 خصوصاً وأنها باتت مأزومة وتبحث عن مخرج ، لذلك سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من خلال إعادة تسويق المبادرة المصرية بإعطائها بعدا دوليا يبحث حسب رأيه تفاصيل وشروط وقف إطلاق النار فأعلن من القاهرة دعوته لانعقاد مؤتمر باريس، وهو ما رأى فيه المراقبين تجاوزاً لصاحبة المبادرة مصر الأولى في الدعوة للمؤتمر ، وأنه بمثابة التفاف يقصد منه تحجيم دور مصر الإقليمي، وقد قصد كيري من وراء دعوة تركيا وقطر مع الولايات المتحدة والأوربيين استبعاد الأطراف المعنية خصوصا منظمة التحرير الفلسطينية والأطراف التي اجتمعت في 26.يوليو.2014 كانت تبحث عن هدنة مؤقتة ولو حتى تحت عنوان هدنة إنسانية، وإيجاد حل وتسوية ما لقطاع غزة منفصلة عن الكل الفلسطيني، وهو ما فهمه الرئيس أبو مازن من مباحثاته السابقة مع كل الأطراف لذلك كان خطابه الذي تبنى فيه مطالب المقاومة حتى يوقف اللعبة الأمريكية التي تسعى لدولة في غزة منزوعة السلاح بمساعدة الأطراف الإقليمية المؤثرة على حركة حماس.
وقد كشف بعدها الرئيس أبو مازن أن عدم حضوره، مؤتمر باريس " جاء بسبب عدم دعوة القاهرة لهذا المؤتمر مؤكدا أنه أصر على أن تكون مصر هي من توجه الدعوات لحضور المؤتمر باعتبارها راعية مبادرة وقف إطلاق النار مشددا على ضرورة الالتزام بالمبادرة المصرية، ورفض قبول أي مبادرات أخرى منوهاً أن أي شيء سيأتي من جانب مصر على أساس هذه المبادرة فنحن على استعداد للمشاركة به، ولن نقبل تلبية مبادرات من أطراف أخرى، خصوصا هذه المبادرات التي ستعمل على تشتيت العمل الفلسطيني.
بيان باريس دعي لتحقيق أمن إسرائيل مقابل تنمية اقتصادية طويلة الأمد في قطاع غزة، وتجريد سلاح المقاومة، وهو ما تهدف إليه إسرائيل.
حركة الجهاد الإسلامي على لسان (زياد النخالة) القيادي في الحركة رفضت ما جاء في بيان باريس حول غزة الذي يتحدث عن تهدئة، كما ذكر (موسى أبو مرزوق) القيادي في حركة حماس أن الحركة لا تقبل بأي حلول للازمة المالية في غزة لا تراعي شروط وقف إطلاق النار التي سبق ووضعها الحركة.
كل هذا تطلب عملاً فلسطينياً مشتركاً بعيداً عن تأثير المحاور الإقليمية التي تتلاعب بها أمريكا، وإسرائيل اللتان تحاولان استثمار المجازر في قطاع غزة لصالح إسرائيل سياسياً، د. إبراهيم أبراش في مقال له بعنوان (احذروا مؤتمر باريس المشئوم) قال : "مؤتمر باريس يوم السادس والعشرين من يوليو 2014 يجب أن يبقى عالقاً في أذهان الفلسطينيين، لأنه ليس مجرد مؤتمر لعقد هدنة عادية، أو مؤتمر لجهات مانحة، بل هو أخطر بكثير ويستحضر للذاكرة المؤتمرات الاستعمارية في بداية القرن الماضي حيث كان مصير الشعوب يتقرر في مؤتمرات تغيب عنها الشعوب المعنية وممثلوها.
لقد عقد مؤتمر باريس وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق وسجل في هذا اليوم بالذات سقوط 151 شهيدا وبدت إسرائيل وكأنها تريد الضغط على الجميع حتى آخر لحظة للقبول ببيان باريس وهو ما لم يتم.
فالسلوك الإسرائيلي منذ بدء العدوان كان يتحرك سياسيا على فكرتين:
1- أن عدوانها الثالث على قطاع غزة جاء ضمن بيئة غير مواتية فيما يخص علاقة حركة حماس بمصر.
2- أن الانقسام الفلسطيني لايزال قائما وبالتالي هناك من يشجع على التخلص من حركة حماس.
إلا أن المتغيرات التي أحدثها صمود الشعب الفلسطيني ، وتلاحم مقاومته التي فاجأت العدو الصهيوني الذي لا يريد أن يعطى شيئا للفلسطينيين ، ويراهن على الانقسام في نفس الوقت ، قاد في 29/7 إلى تشكيل وفد موحد للتفاوض ضم ممثلين عن السلطة الوطنية الفلسطينية وحركتي الجهاد وحماس وباقي فصائل العمل الوطني بقيادة عزام الأحمد وهو ما يؤكد أن الجميع وصل إلى مرحلة يمكن فيها وضع أسس شراكة حقيقية في الداخل والخارج ، وان المقاومة باتت تمثل رافعة للمشروع الوطني الفلسطيني بعد أن اصطدمت عملية السلام بجدار من فولاذ لا يمكن اختراقه ، وتوقفت العملية السياسية التي باتت لا تقدم شيئا للفلسطينيين ، في حين أن محاولات إسرائيل الواضحة لإظهار مصر كمتحالف معها كلها فشلت أمام الموقف المصري الصلب الذي لم ينساق للعديد من التصريحات العدائية ضده وأمكن بالمقابل استثمار العلاقة الايجابية للسلطة الفلسطينية مع مصر للوصول إلى التفاهمات الممكنة ، وهو ما أكدته حركة الجهاد الإسلامي وبات يظهر في موقف حركة حماس من مصر الذي أصبح أكثر تفهما وايجابية منه قبل وبداية العدوان على غزة .
في ذلك الوقت كانت أرقام الشهداء في تصاعد مستمر ، وفاق عدد النازحين إلي مدارس وكالة الغوث مائتي ألف نازح ، وتعرضت مناطق متفرقة من قطاع غزة إلى مجازر منها قرية خزاعة التي بقى سكانها فتعرضت للقصف برا وجوا بحيث تم تدمير ثلثيها ، واستشهد من سكانها 29 مواطنا وجرح العشرات يوم 23 يوليو كما عمدت إسرائيل يوم 24 يوليو إلى قصف مدرسة تابعة للأونروا في بيت حانون والتي كانت ملاذاً للنازحين من منازلهم مما أدى إلى استشهاد 16 مواطناً وجرح 200 آخرين، وقد أكد المتحدث باسم الأونروا ( كريس غانيس ) أن الوكالة أعطت إحداثيات المدرسة مسبقاً للجيش الإسرائيلي كتدبير وقائي لمنع الإغارة عليها، ورغم طلبه فتح نافذة للمدنيين لمغادرة المدرسة إلا أن طلبه لم يوافق عليه، في حين ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي( بيتر ليرنير ) أنهم طلبوا من الأونروا إجلاء الناس منذ ثلاثة أيام، وأن أجهزة الاستشعار الإسرائيلية رصدت إطلاق حماس صواريخ ومقذوفات سقطت في بيت حانون.
في حين انتشل خلال الهدنة الإنسانية التي دعي لها المجتمعون في باريس لمدة عشر ساعات أكثر من 132 شهيداً من تحت الأنقاض موزعين على مختلف مناطق قطاع غزة.
أما يوم 29/7/2014 فكان من الأيام الأكثر دموية في الحرب حيث بلغ عدد الشهداء 144 شهيداً، فقد جن جنون الجيش الإسرائيلي وبدأ بقصف المساجد والمدارس رداً على عملية اقتحام وتسلل خلف خطوط العدو في اليوم السابق أسفرت عن قتل قرابة العشرة جنود، وفي اليوم الثاني 30/7 كانت حصيلة الشهداء 132 شهيداً، وبقت أعداد الشهداء في تصاعد.
وبحلول 31 يوليو. كان قد استشهد قرابة 1400 فلسطيني معظمهم من المدنيين بما في ذلك مئات من النساء والأطفال مقابل ثلاثة مدنيين إسرائيليين فقط فإسرائيل ومع هذا الفرق في أعداد المدنيين إلا أنها واصلت خرق قواعد القانون الدولي وآثرت الإمعان في محرقتها للسكان الآمنين من المدنيين فاستمرت في قصف المواطنين والمنازل، وتحولت مناطق واسعة من قطاع غزة إلى ركام، وتعرضت أربعة مستشفيات لهجوم الأمر الذي يرتقي لمصاف جرائم الحرب
الوفد الموحد لمفاوضات القاهرة
بعد خطاب الرئيس أبو مازن الذي دعى فيه للوحدة الوطنية، وتحدث عن الانتصار، وتضميد الجراح في 22/7 حيث كان قد مضى على العدوان أسبوعين، وبعد أن فهم الجميع أن الحرب وتداعياتها ستطال الجميع تم في29 /7 تشكيل وفد موحد للتفاوض ضم ممثلين عن فصائل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وحركتي حماس والجهاد وقد ضم الوفد كل من:
1- عزام الأحمد رئيساً للوفد
2- ماجد فرج رئيس المخابرات العامة
3- موسى أبو مرزوق عن حركة حماس
4- خليل الحية عن حركة حماس
5- عزت الرشق عن حركة حماس
6- محمد نصر عن حركة حماس
7- عماد العلمي عن حركة حماس
8- بسام الصالحي عن حزب الشعب
9- قيس عبد الكريم عن الجبهة الديمقراطية
10- زياد النخالة عن حركة الجهاد الإسلامي
11- خالد البطش عن حركة الجهاد الإسلامي
12- ماهر الطاهر عن الجبهة الشعبية
يوم الجمعة 1/8/ 2014 كان قد انهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة بعد ساعات من سريانه حيث خرقته إسرائيل بذريعة اختطاف جندي إسرائيلي، وواصلت قصف قطاع غزة خصوصاً رفح ليسجل في هذا اليوم استشهاد 160 مواطناً جلهم مدنيين.
رغم ذلك وصل أعضاء المنظمة والسلطة الفلسطينية من الضفة الغربية للقاهرة في اليوم الثاني، وتبعهم يوم 3/8 وفد حركة حماس من الدوحة فيما تأخر الوفد من القطاع لتدهور الوضع الأمني هذا في حين سارع نائب وزير الخارجية الأمريكي ( بيل بيرنز)، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق وممثل الرباعية الدولية( توني بلير) للقاهرة للمشاركة في المفاوضات بعد انهيار التهدئة مطلع أغسطس .
في اليوم الثاني كان الوفد المشترك من الفصائل الفلسطينية قد بدأ اجتماعاته لبلورة موقف موحد وتم الاتفاق على ورقة مطالب فلسطينية وقد عقد إثر ذلك مباحثات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني، والإسرائيلي في مقر جهاز المخابرات المصرية من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم في قطاع غزة.
وقد توصلت الأطراف إلى هدنة لمدة 72 ساعة تبدأ في 5/8 وتنتهي في 7/8 بحيث يتم استغلال فترة التهدئة لمقاربة المواقف حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي، ولم تسجل في تلك الفترة أية خروقات تذكر وبعد انتهاء المهلة ورغم أن الأجواء كانت تبدو إيجابية إلا أن إسرائيل تمسكت بموقفها في عدم الرضوخ للمطالب الفلسطينية وبهذا الخصوص صرح عضو الوفد الفلسطيني (قيس عبد الكريم) قائلاً إذا أردنا أن تستقر المنطقة فلا بد من تنفيذ كل المطالب، لأن وقف إطلاق النار دون تنفيذها سيكون غير مجد، وقد نكون بعدها على موعد مع حرب جديدة.
كما أكد (عزت الرشق) عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو الوفد المفاوض لمباحثات التهدئة "أن استئناف الوفد الفلسطيني المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي برعاية مصرية جاء على قاعدة التمسك بكل مطالب الشعب الفلسطيني كونها حقوق أساسية سرقها العدو دون حق.
 
كان هناك تخوف من البعض مفاده أن الانغماس في مفاوضات تجري فقط لمعالجة قضايا إجرائية إنسانية من رفع الحصار، أو فتح المعابر وفتح مطار غزة بأنه وضع مقلق إذ يخشى تبديد الانجازات التي حصلتها المقاومة، وان الانجاز في ظل عدم دعم عربي له سيتبدد أيضاً وانه من الجيد التفكير بإطلاق مشروع للتحرير على قاعدة التناغم والتناسب بين المسارين السياسي، والعسكري، والانجاز الكبير يجب ألا يكتفي به لتحقيق نتائج قصيرة الأمد.
وفي هذا رأى البعض أنه يجب التقليل من مصطلح (معركة غزة) ليحل محلها (معركتنا في فلسطين)، وأن نخفف من ذكر حركة حماس لتعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة التي تجسدت في حكومة الوفاق ومن بعدها الوفد المفاوض في القاهرة، وحتى يركز الوفد المفاوض على قضايا أمنية واستراتيجية في الوقت نفسه وأهمها المصالحة الفلسطينية حيث تكون وحدة الوفد المفاوض مرحلة يبنى عليها.
آخرون رأوا في صلابة ووحدة موقف الوفد المفاوض، وخلال الفترة القصيرة التي اتفقوا فيها على ورقة ومطالب موحدة مؤشرات ايجابية يجب أن نبني عليها مستقبلاً، وأن ذلك يدعو لمراجعة استراتيجية وشاملة في المرحلة المقبلة خصوصاً وأن الركائز التي دفعت للصمود الفلسطيني توزعت على ثلاث محاور وهي المقاومة، والصمود الشعبي، والوحدة الوطنية التي جسدها الوفد المفاوض كممثل للكل الفلسطيني.
د. بهاء أبو كروم في حلقة نقاش تحدث قائلاً يتوجب منا بعض المقاربات بحيث لا يحمل الشعب الفلسطيني كلفة أكبر من قدرته على الاحتمال، فقد كان من مؤشرات العدوان سهولة تحشيد المجتمع الدولي مع العدو ضد غزة " ويقول أيضاً " مع ظهور مبادرات مصرية وقطرية وتركية بدا أن القضية غير موجودة فخلال عدوان غزة هناك دول قدمت أموال وسلاح ومظاهرات، ولكن هذا استثمر لصالح الدول، والدم هو الدم الفلسطيني، فليس هناك أي محور ساعد القضية الفلسطينية ، " مضيفاً أنه لو أراد المفاضلة بين شيئين بيئة عربية قوية في ظل انقسام فلسطيني، وبيئة عربية ضعيفة في ظل توحد الموقف الفلسطيني فالثانية هي الأهم، فالوحدة الفلسطينية هي التي ستؤدي للمكاسب السياسية الرئيسية .
هذا في حين ورقة المطالب الفلسطينية التي اتفق عليها وسلمت للجانب المصري يوم 3/8/2014 نصت على التالي:
1- الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
2- رفع الحصار كاملاً عن قطاع غزة.
3- الإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا خلال الثلاثة شهور الماضية في الضفة الغربية.
4- ضمان تدفق الأموال إلى موظفي قطاع غزة.
5- إلغاء المنطقة العازلة على حدود قطاع غزة.
6- السماح للصيادين بالوصول إلى مسافة 12 ميل داخل البحر.
7- تشغيل ميناء ومطار غزة.
8- أن تقوم السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق بإعادة الاعمار في غزة.
في 7 أغسطس وبعد أن انتهت مدة أل 72 ساعة من التهدئة كانت المفاوضات غير المباشرة تراوح مكانها دون أي اختراق يذكر، رجح البعض تمديدها إلى 72 ساعة أخرى إلا أن رفض إسرائيل أغلب الشروط الفلسطينية كان يشير إلى انهيار التهدئة خصوصاً وأن إسرائيل رفضت الإفراج عن محرري صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم في الضفة الغربية، وعن باقي الأسرى والنواب كما رفضت السماح ببناء ميناء بري أو بحري في القطاع ، وأن فتح المعابر متفق عليه في 2005 ولن يتم فتحها إلا بناء على الاتفاقات الموقعة، كما أضاف الجانب الإسرائيلي شرطاً تعجيزياً وأصر عليه وهو (نزع سلاح المقاومة الفلسطينية) وهو ما رأى فيه السياسيين والمراقبين أمر مستحيل بالنسبة للجانب الفلسطيني.
في المقابل بقي الوفد الفلسطيني مصراً على مطالبه برفع الحصار بشكل كامل عن القطاع وفتح المعابر الإسرائيلية جميعاً مع ضمان تدفق الأموال لموظفي القطاع وكذلك فتح الميناء البحري والمطار.
وقد انهارت التهدئة وغادر الوفد الإسرائيلي القاهرة في حين بقي الوفد الفلسطيني الذي تابع مع رئيس المخابرات المصرية (محمد فريد التهامي) لمقاربة المواقف أكثر، في نفس الوقت واصلت إسرائيل قصفها لقطاع غزة لثلاثة أيام عقب انهيار التهدئة مما أدى لاستشهاد 46 مواطناً وجرح المئات، ودخلت إسرائيل في حالة استنزاف للمقاومة علها تلين في مواقفها.
في يوم 10 أغسطس كان يبدو جلياً أن إسرائيل تريد وقف إطلاق النار والتفاوض على كل البنود لذلك اقتنع الجانب الفلسطيني بتأجيل البحث في الميناء والمطار عقب تثبيت التهدئة وكان الوسيط المصري قد اقترح هدنة لمدة تتراوح بين 25 إلى 30 يوم ثم البدء في المفاوضات بشكل مفصل من خلال التطرق لما يخص مطالب الوفدين عقب انتهاء الهدنة، وقد صرح طارق فهمي وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تأخر المفاوضات في تحقيق نتائج يرجع إلى إصرار الوفدين على مطالبهما خلال المفاوضات، وأن صعوبة المفاوضات بسبب حجم ما هو مطروح وهو لا يتلاءم مع حجم الصلاحيات الممنوحة لكل وفد خصوصاً الوفد الإسرائيلي الذي كان يعود لحكومته في جميع الأمور.
كما تشير بعض المصادر أن التعنت الإسرائيلي في المفاوضات كان يؤدي بالمقابل إلى عودة الوفد الفلسطيني للتمسك ببنود كان قد أجلها، وأراد تجاوزها مؤقتاً.
في 11 أغسطس تم التوصل لتهدئة لمدة 48 ساعة تنتهي بعدها عله يحدث اختراق في المفاوضات. لم يتوصل الطرفين لاتفاق فتجدد العدوان يوم 13 /8 وسقط في هذا اليوم عشرة شهداء وجرح عشرات المدنيين، وفي 14/8 تجددت التهدئة لخمسة أيام بحيث تنتهي في 18 /8 في تلك الفترة كان الوفد الفلسطيني يدرس الورقة المصرية الأخيرة التي عرضت عليه وتتضمن وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، والذي كان مطلوباً هو الخروج بموقف فلسطيني موحد إما الرفض أو القبول، وكانت مصر عرضت على الأطراف ورقة توفيقية تنص على وقف الأعمال العدائية من الطرفين، وفتح المعابر بما يحقق إنهاء الحصار وحركة الأفراد والبضائع، ومستلزمات الاعمار طبقاً للضوابط التي يجري الاتفاق عليها بين السلطات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وقيام إسرائيل بالتنسيق مع السلطة بشأن الموضوعات المالية المتعلقة بقطاع غزة ، وإلغاء المنطقة العازلة على حدود غزة بانتشار قوات الأمن التابعة للسلطة على مراحل، وتوسيع منطقة الصيد البحري على مراحل أيضا ، والعودة إلى استكمال المفاوضات خلال شهرين من تاريخ الاتفاق بشأن تبادل الأسرى والجثامين بين الطرفين، أما بحث أسلوب وإنشاء وتشغيل المطار والميناء البحري في قطاع غزة فيكون طبقاً لاتفاقية أوسلو، والاتفاقيات الموقعة.
وفي الوقت الذي كان يتباحث الوفد الفلسطيني المفاوض للوصول إلى ورقة تكون منصفة للجانب الفلسطيني، كانت الإسعافات وسيارات الدفاع المدني تنتشل الشهداء من تحت ركام المنازل بحيث سجل في أيام التهدئة الخمس عدداً وصل إلى 67 شهيداً كانوا تحت الأنقاض.
بعدها تم الاتفاق على تمديد التهدئة لمدة 24 ساعة إلا أنها انهارت عصر نفس اليوم بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي وفده بمغادرة القاهرة، وقد حمل رئيس الوفد الفلسطيني (عزام الأحمد) إسرائيل مسئولية انهيارها، ووصفها بأنها نية مبيتة في إنهاء الهدنة والعودة إلى دائرة العنف.
مشيراً إلى أن الوفد الفلسطيني ورغم مغادرة الوفد الإسرائيلي القاهرة إلا أنهم سلموا المصريين ورقة فلسطينية وبانتظار الرد عليها.
القاهرة بدورها أبلغت الوفد الفلسطيني أن المفاوضات لم تنته بعد وستواصل جهودها لإعادة الوفدين للقاهرة، في الوقت نفسه حملت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية (ماري هارف) حركة حماس المسئولية عن خرق التهدئة، وإطلاق صواريخ من غزة.
أما المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي (مارك ريغيف) فقد قال: "إن إطلاق صواريخ من قطاع غزة جعل مواصلة المحادثات غير ممكنة فإطلاق الصواريخ من غزة لم يكن خرقاً واضحاً لوقف إطلاق النار بل دمر أيضاً الفرضية التي قامت عليها المحادثات".
في ذلك الوقت كان الرئيس الفلسطيني يتهيأ لجولة تشمل الأردن، وقطر، ومصر لإنقاذ الوضع المتدهور.
في 19/8 ومع انهيار التهدئة أطلقت إسرائيل مساءً عدة قذائف اتجاه منزل لعائلة الدلو والمنازل المحيطة به، ورشح بعد ذلك أنها محاولة فاشلة لاغتيال قائد كتائب القسام (محمد الضيف) والتي ذهب ضحيتها زوجته وولديه وعدد كبير من المواطنين سقطوا بين شهيد وجريح وقد فسر البعض تعمد إسرائيل إرجاع وفدها من القاهرة والإصرار على خرق التهدئة وعدم تمديدها بوجود صيد ثمين كانت تنوي النيل منه، وهو ما فشلت فيه ليضاف إلى سجل فشلها المتلاحق في الحرب على غزة، لا سيما وأن نتنياهو خلالها لم يتمكن من رفع رصيده السياسي، وبقى عاجزاً طوال الوقت عن رفع شعبيته، وشعبية حزبه، ويبحث عن أي فرصة ليسجل انتصاراً ولو محدود، هذا وقد بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع انهيار التهدئة نحو 2016 شهيداً وأكثر من 10193 جريح فيما قدرت أعداد النازحين بحوالي ربع مليون نسمة يعيشون في مدارس الأونروا أو لدى أقاربهم أو مستأجرين لشقق ومنازل بديلة غرب غزة.
صباح الأربعاء غادر الوفد الفلسطيني للمباحثات غير المباشرة القاهرة بعد انهيار الهدنة مع إسرائيل، وتوجه وفد حركة حماس إلى الدوحة حيث حضر الاجتماع الذي جمع بين الرئيس أبو مازن، وأمير قطر تميم بن حمد والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فبعد أن توجه الرئيس أبو مازن للأردن واجتمع مع الملك عبدالله بن الحسين توجه لقطر التي وصلها يوم الاربعاء 21 / 8 واجتمع مع أمير قطر أولاً ومن ثم حضر السيد خالد مشعل ومعه السيد موسى أبو مرزوق نائبه والسيد خليل الحية وآخرين وكان يرافق الرئيس د. صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والسيد ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية، وقد رشح في وسائل الإعلام أن الاجتماع كان يركز على مسألتين وهما:
1- المسار السياسي: وفيه تم طرح استراتيجية سياسية مفادها أن تقبل إسرائيل وأمريكا خطياً بدولة فلسطينية على حدود العام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، وبسقف زمني محدد يتم بعده مباشرة ترسيم الحدود، ومن ثم يتم مناقشة الوضع النهائي فإن قبلوا ذلك خطياً سنواصل في مسار المفاوضات، وإن لم يقبلوا سنعمل التالي:
ا- وقف التنسيق والتعامل مع إسرائيل.
ب- دعوة نتنياهو لتسلم السلطة ولتتحمل إسرائيل مسئولياتها كدولة احتلال.
جـ- وفيما يخص القدس فسوف تتخذ نفس الخطوات السابقة وهو ما تم إبلاغه للملك عبد الله في الأردن.
2- المصالحة الفلسطينية: وجرى فيها الحديث عن الشراكة، وعن مفاوضات القاهرة وما يجري فيها من عدم صلاحيات لوفد حماس بالذات، وعن قرار الحرب والسلم وحكومة التوافق الوطني ومصداقية إنجاحها.
وقد رشح في الإعلام أن الرئيس الفلسطيني كان قلقاً جداً لما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، وتحدث بعصبية خصوصاً وأن المفاوضات مع الإسرائيليين قد انهارت، وحكومة التوافق لم ترض بها إسرائيل، وجاء العدوان على قطاع غزة، وأنه يجب وقف نزيف الدم الفلسطيني، فالأمور في غزة بغاية السوء، والدمار بات يزداد كل يوم ويجب التحرك في كل الاتجاهات بأسرع وقت، وكان أمير قطر يوافقه في الوصول إلى تهدئة حفاظاً على الأطفال والنساء.
في ذلك الوقت كان الأمريكان يضغطون على إسرائيل بعد ارتفاع عدد الشهداء من المدنيين، وسط تجاهل إسرائيلي بات واضحاً خصوصاً وأن إسرائيل سحبت قواتها البرية لداخل الخط الأخضر واعتمدت فقط على قصف الأهداف المدنية داخل قطاع غزة مما قلل خسائرهم بحيث أنه منذ 2 أغسطس وحتى 25 أغسطس لم تسجل أي خسارة بشرية في صفوفهم، لذلك كان لزاماً على الفلسطينيين وسط التجاذبات الإقليمية، من توحيد الجهد السياسي لتخطي الفخ والاستدراج الأمريكي لاستثمار عدوان إسرائيل على غزة في تحقيق مكاسب سياسية لإسرائيل يساعدهم في ذلك غياب الموقف العربي الموحد، والذي أيضاً كانت الولايات المتحدة سبباً رئيسياً في تشتته، فكان الطرح الفلسطيني لاستراتيجية موحدة تقود لتحرير فلسطين في هذا الظرف العصيب مطلوباً، واستثمار المقاومة الناجحة في قطاع غزة وفر رافعة للتحرك السياسي، وهو ما ظهر من طرح الرئيس الفلسطيني ولقي تجاوباً من كافة الفصائل الفلسطينية.
وهو أيضاً ما تم بحثه في مصر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في 23 /8 فقد تم الاتفاق على طرح حل نهائي بعد التباحث في معالم هذا الحل، لتكون تلك الرؤية التي يجري تباحثها مع أطراف عدة خارطة طريق للتخلص النهائي من الاحتلال، وعدم قصر المشكلة في عدوان إسرائيل على قطاع غزة.
كان العدوان قد وصل يومه الثامن والأربعين على قطاع غزة، وكانت حصيلة الشهداء خلال فترة ما بعد انهيار التهدئة على قطاع غزة قد وصلت 103 شهداء ومئات الجرحى، من بينهم ثلاثة من قادة القسام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014    مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Emptyالأحد 30 يوليو 2017, 3:30 am

في الذكرى الثالثة لعدوان 2014 على غزة.. وحدتنا الحرب وفرقنا السلم وتحيا مصر

جمال أبو لاشين
في 8 يوليو وبعد اجتماع الكابينيت الإسرائيلي بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة وهي الحرب الثالثة التي يشنها على القطاع في ستة أعوام البعض آثر تسميتها حرب، وآخرون أطلقوا عليها مصطلح نزاع عسكري بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وغيرهم سماها عدوان على قطاع غزة إلا أن المصطلح الرائج طوال 51 يوماً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو مصطلح "الحرب"، لاسيما وأن هذا المصطلح يلامس مدى ما يشعر به الناس من بطش اليد الإسرائيلية ويعبر عن فداحة الخسائر في الجانب الفلسطيني، وبالرجوع لأساتذة القانون الدولي وسؤالهم عن صوابية استخدام مصطلح الحرب أجابوا التالي: "إن مصطلح العدوان في حالتنا الفلسطينية خاصة وأن إسرائيل لا تزال تحتل الأراضي الفلسطينية هو الأصح فالحرب تقوم بين دول وجيوش، بينما العدوان يتم من الطرف المحتل على الشعب الخاضع للاحتلال ، ومقاومة الشعب لهذا العدوان كفلته الشرائع الدولية لذلك لا يرقى لمسمى حرب طالما هو دفاعا عن النفس وعن الأرض، و أن من عاش في أوروبا واختلط بمؤسساتها يعلم جيداً أن المجتمع الأوروبي يفهم الفرق بين مصطلح الحرب والعدوان، وأن مجرد الحديث عن نزاع مسلح، أو حرب يضع الطرف الأضعف في موقف على نفس القدر مع الجاني وهو ما ظهر في اتفاق وقف إطلاق النار عام 2012 ويتكرر اليوم من خلال عبارة وقف الأعمال العدائية بين الطرفين وبذلك ساوى بين الضحية والجلاد.
وهذا يؤكده المقترح الأمريكي مساء 26/7/2014 في مؤتمر باريس لاسيما وقد غابت عنه (السلطة الفلسطينية، ومصر، وممثلو الفصائل) والذي ركز على مصطلح وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل والفلسطينيين.
لم تكتف إسرائيل بما فعلته في الضفة الغربية والقدس بل ارتأت أن تشن حرباً شرسة على قطاع غزة وكانت الفترة من 1 وحتى 7 يوليو عملياً هي جر للمقاومة الفلسطينية للدفاع عن نفسها وعن شعبها ضد العدوان الإسرائيلي حيث شنت إسرائيل سلسلة غارات عنيفة على مطار غزة جنوب القطاع أدت لاستشهاد ستة عناصر من حركة حماس في أحد الأنفاق شرق مدينة رفح هذا عدا استهدافها عدة بيوت وأراضي زراعية في مختلف مناطق القطاع الأمر الذي دعى المقاومة لإطلاق عدة صواريخ سقطت جنوب إسرائيل لتبدأ بعده إسرائيل عدوانها يوم الثلاثاء 8.يوليو حيث سقط في هذا اليوم 28 شهيداً وأصيب المئات، وظهر جلياً أن إسرائيل تركز على المدنيين في محاولة منها لدب الرعب في قلوب سكان قطاع غزة، وهو ما ظهر من خلال قصف عائلة كوارع في خانيونس الذين اعتلوا سطح منزلهم مع عشرات المواطنين لمنع قصفه، مما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين من بينهم ستة أطفال وإصابة 28 مواطناً عشرة منهم بحال الخطر، وفي أول يومين للحرب كانت إسرائيل قد شنت 500 غارة على قطاع غزة استهدفت بها 55 منزلاً، والبني التحتية، وشبكات الصرف الصحي، والكهرباء، والاتصالات.
ردت المقاومة الفلسطينية بصواريخ ابعد مدى عنه في الحرب السابقة لتصل محيط مطار نيفاتيم ويبعد 63كم عن قطاع غزة وديمونا وتبعد 72كم.
ووصلت حصيلة الشهداء خلال 48 ساعة الى 62 شهيد والمئات من الجرحى في حين لم يسجل أي إصابة إسرائيلية.
فتح الإسرائيليون ملاجئهم للاحتماء بها من صواريخ المقاومة التي طالت وسط إسرائيل وشمال تل أبيب، ومدينة القدس في حين بقى الفلسطينيون تحت نيران الصواريخ الإسرائيلية التي ارتكب مطلقوها عدة مجازر في المدنيين فبعد مجزرة عائلة كوارع، كان هناك مجزرة عائلة النواصرة في المغازي التي راح ضحيتها خمسة أفراد بينهم طفلان وامرأة، ومجزرة عائلة حمد في بيت حانون التي راح ضحيتها ستة أفراد من نفس العائلة جلهم من النساء، ومجزرة استراحة على شاطئ القرارة بخانيونس حيث راح ضحيتها عشرة أفراد كانوا يتابعون مباريات كأس العالم.
حتى عصر الجمعة 11.يوليو.2014 كانت حصيلة الشهداء 109 شهداء ، والجرحى قاربوا 700 جريح في حين قتل مستوطن في مدينة أسدود، وأصيب عدة جنود في أشكول وبئر السبع وثلاثة آخرين في محطة وقود في مدينة أسدود أحدهما بحال الخطر إثر سقوط صاروخ لكتائب القسام على المحطة، وقد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إثر ذلك مؤتمراً صحفياً في مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب رداً على إعلان دبلوماسيين عن اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث العمليات العسكرية المتصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين إثر دعوة المجموعة العربية في الأمم المتحدة لهذا الاجتماع وقد صرح انه لن يخضع لأية ضغوط دولية لوقف الحرب، لأن استعادة الهدوء للشعب الإسرائيلي هو الأولوية بالنسبة له، وأنه بصدد توسيع الهجوم على غزة من جوي إلى حرب برية،، وحمل في خطابه حركة حماس المسئولية عن الأضرار التي تحدث في غزة. لقد ظهر في خطابه أنه سيسير بالحرب على غزة، وعدوانه الغاشم إلى نهايته فلم يحقق بعد أي أهداف سياسية وباتت حكومته مطالبة أكثر بوضع حد لرد المقاومة على العدوان الإسرائيلي، والمحافظة على صورة إسرائيل التي اهتزت أمام العالم.
المبادرة المصرية:
نشرت وسائل الإعلام نص المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الفصائل في غزة، وإسرائيل بعد أسبوع على العدوان الإسرائيلي، وتحديداً يوم 14/7/2014 وكان عدد الشهداء قد وصل إلى 186 شهيداً، والجرحى اقتربوا من الألف جريح، والتي تحددت في خمس نقاط وهي:
1- تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة براً، وبحراً، وجواً مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين.
2- تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبراً، وبحراً وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود.
3- فتح المعابر، وتسهيل حركة الأشخاص، والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
4- أما باقي القضايا بما فيها موضوع الأمن سيتم بحثها مع الطرفين.
5- يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية، والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار، واستكمال بناء الثقة بين الطرفين على أن تتم المباحثات مع الطرفين كل على حدي " طبقا لتفاهمات تثبيت التهدئة في القاهرة 2012.
والغريب أن صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية سبقت نشر المبادرة المصرية بساعات قليلة وكتبت تقول " إسرائيل، وحماس تطلبان العودة إلى تفاهمات 2012وتستكمل .. لكن حماس تقول إن إسرائيل لم تلتزم بها، كما تطلب فتح معبر رفح الذي وضع المصريين شروطاً على حركة حماس لفتحه كتولي السلطة من رام الله شئون المعبر، وألا يكون معبر رفح مفتوحاً طول الوقت ".
حاولت الصحيفة أن تعزز دور المعبر المصري وتقحمه في المبادرة المصرية للتهدئة، وهو ما ترفضه مصر وتعده شأناً داخلياً لا علاقة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة به، ولا يمكن أن يكون جزءاً من المبادرة وكان أسلوباً إسرائيلياً رخيصاً لحرف الصراع نحو مصر مستغلة الوضع الإقليمي وما أفرزه من تجاذبات.
وافقت إسرائيل على المبادرة المصرية للتهدئة، وأعلنت أنها ستوقف إطلاق النار في التاسعة من صباح يوم 15/7/2014 في حين رفضتها فصائل المقاومة وأعلنت حركة حماس ظهر نفس اليوم أنها لم تتسلم أي مبادرات رسمية من أية جهة.
لقد فهم البعض من إعلان إسرائيل المباشر بالموافقة على المبادرة أنها قد تمت بالتنسيق مع مصر وباطلاع مسبق منها على بنودها، وأعلن بعض السياسيين عن تواطؤ مصري مع إسرائيل وكانت إحدى السقطات التي تنكرت للدور المصري على مر التاريخ، وقد عزز هذه السقطة لديهم ما تلفظ به إعلاميين مصريين مؤثرين من هجوم على قطاع غزة لم يكن توقيته ولا مكانه وبذلك نالت إسرائيل مبتغاها بحرف البوصلة الإعلامية عنها وهي التي ظهرت أمام العالم بالساعية نحو التهدئة في حين رفضها الجانب الفلسطيني.
وبانت النوايا الحقيقية من خلال دعوة وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) لعقد اجتماع سياسي في باريس تشارك به قطر وتركيا في حين تمسكت إسرائيل بالدور المصري وهو ما فهم من البعض وقتها بأنه اتفاق في الأهداف بين إسرائيل ومصر. وهذا مخالف للدور العروبي لمصر التي وإن اختلفت معنا فلم يسجل في تاريخها أنها لوثت أيديها بأي دماء فلسطينية أو كانت طرفا في أي انقسام فلسطيني.
لقد لعبت إسرائيل وأمريكا على التناقضات الإقليمية، وأفسح الأمريكان الوقت لإسرائيل كي تكمل مهمتها في قطاع غزة. ساعدهم في ذلك الوضع العربي والإقليمي المنقسم حيث دفع الثمن من دماء الشعب الفلسطيني، فحركة حماس حاولت تحسين شروطها للتهدئة خاصة وأن اتفاق 2012 لم تلتزم به إسرائيل، كما أنها تحاول في نفس الوقت أن تخرج من الحصار السياسي الذي بدأ يلتف حولها، وهذا بحد ذاته ما تلاعب به الأمريكان وإسرائيل (وهم المحاصرين لقطاع غزة) ، وفي الوقت نفسه يبحثون عن حلول للقطاع بعيداً عن مصر لإغلاق آخر نافذة لنا على العالم، ونحن بضغط الإقليم وتجاذباته والعدوان وما يلحقه من ضغوطات داخلية وخارجية أردنا طوال الوقت تحسين شروطنا لرفع الحصار إلا أننا لم نكن في تلك الفترة تحت سقف قيادة واحدة، وهو ما شتت جهودنا ووسع العدوان الإسرائيلي علينا.
ومع رفض الفصائل للمبادرة واصلت المقاومة إطلاق الصواريخ لتصل مدينة حيفا وقتل إسرائيلي بقذيفة هاون سقطت على معبر بيت حانون على حدود غزة الشمالية.
في وقت واصل الطيران الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة فاستشهد يوم 15/7/2014، 13 مواطناً، ودمرت إسرائيل أكثر من 30 منزلاً في أنحاء القطاع، وفي اليوم الثاني زادت وتيرة القصف الصهيوني ليستشهد 29 مواطناً، وارتكبت مجزرة بحق 4 أطفال أعمارهم ما بين 9 الى 11 عاماً من عائلة بكر كانوا يلهون بلعب كرة القدم على شاطئ بحر الشيخ عجلين غرب غزة، وارتفع العدد في يوم 17/7 ليصل الى 41 شهيدا وظهر من هذا التدرج في أعداد الشهداء أن إسرائيل مقدمة على توسيع عدوانها على القطاع خصوصاً وأن جبهتها الداخلية بدت أقل تماسكاً وأكثر ضعفاً مما تحاول إسرائيل تصويره وبات المستوطنون في غلاف غزة يضغطون على الحكومة وعلى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الذي بان ضعيفا وغير قادر على إدارة المعركة لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة رغم أنها لم تلحق أضراراً في إسرائيل نظراً لبدائيتها.
العدوان البري على قطاع غزة
في يوم الخميس 17/7/2014 توصلت الأمم المتحدة لهدنة إنسانية لمدة خمس ساعات تنتهي في الثالثة عصراً، وبعد انتهاء الهدنة التي لم يسجل فيها أي خرق لتلك التهدئة أعلنت إسرائيل بدء عدوانها البري على قطاع غزة بعد أن استدعت 8 آلاف جندي احتياطي أضيفوا ل 40 ألف تم استدعائهم منذ بداية الحرب، وأشارت إلى أن هدف توسيع العدوان هو ضرب الأنفاق مع مصر، ومنع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل.
مساء نفس اليوم وعقب إعلانها العملية البرية ارتكبت إسرائيل مجزرة بحق عائلة شحيبر في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ليصل عدد الشهداء يومها إلى 41 شهيداً، وفي اليوم التالي وصل عدد الشهداء إلى 53 شهيد حيث بدأت أعداد الشهداء في تصاعد، وأعلنت إسرائيل بالمقابل مقتل رقيب وإصابة خمسة من جنودها اثنين منهم بحال الخطر.
ردود الفعل على العملية البرية
في أول ردود الفعل على العملية البرية دعي (بان كيمون) الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لمنع سقوط قتلى مدنيين من الفلسطينيين وأعرب عن أسفه لتصاعد الصراع بشكل خطير.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد أعلنت دعمها للعملية البرية وبحسب بيان وزير خارجيتها (جون كيري) خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) فقد عبر عن دعم بلاده القوى لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديد الإرهابي القادم من الأنفاق المؤدية لإسرائيل، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية (جين بساكي) أن كيري طالب إسرائيل ببذل المزيد لتجنب الخسائر البشرية المدنية.
وفي فرنسا قال وزير الخارجية الفرنسي (لوران فابيوس) أن فرنسا تشعر بقلق بالغ من القرار الإسرائيلي ببدء هجوم برى في غزة وتدعوها لإظهار أقصى درجات ضبط النفس.
وعلق فابيوس الذي اجتمع مساء الخميس مع كل من الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) ووزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) في القاهرة ضمن جهود ترتيب (وقف دائم لإطلاق النار) أن حماية المدنيين وتجنب سقوط ضحايا أمراً جد حيوي حسب تعبيره.
أما بريطانيا فقد هاجم نائب رئيس وزرائها (نيك كليغ) الضربات الجوية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، واعتبرها غير متناسبة بشكل متعمد وتصل حد العقاب الجماعي، وقال: "سأطلب من حكومة إسرائيل الآن أن تتوقف، فقد أثبتت وجهة نظرها مع علمي أن لها الحق في الدفاع عن نفسها".
كما دعي الاتحاد الأوروبي إلى وضع حد للهجمات الصاروخية على إسرائيل ووقف العمل العسكري ضد قطاع غزة فوراً، مطالباً الجانبين باستئناف محادثات السلام المباشرة، وقد أكد البيان أنه لا يوجد مبرر لتدمير البنية التحتية واستهداف المدنيين المتعمد معتبراً هذه الخطوات (جريمة حرب) فكل من المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين لديهم الحق في العيش بسلام وامن.
وفي خطوة مفاجئة أعلن الاتحاد الأوروبي أن مباريات الأندية الإسرائيلية في مسابقات دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي لن تقام في إسرائيل بسبب الوضع الحالي.
وفي تركيا وصف رئيس وزرائها (رجب طيب أردوغان) القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه محاولة إبادة منظمة للفلسطينيين منتقداً عدم تحرك المجتمع الدولي حيال ما يجري لقطاع غزة.
أما مصر فقد نقل عن المتحدث الرئاسي المصري (إيهاب بدوي) قوله: أخذت مصر على عاتقها بذل كل الجهود للتوصل إلى التهدئة لوقف نزيف الدم الفلسطيني إلا أن ذلك يتطلب توافر المرونة الكافية من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وأن الرئيس المصري أبلغ نظيره الفلسطيني عقب اجتماعهما يوم الخميس عزم القاهرة الاستمرار في تقديم كافة إشكال الدعم إلى الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة.
من جانب آخر نقلت وكالة أنباء الشرق الوسط عن وزير الخارجية المصرية (سامح شكري) اتهامه لقطر، وتركيا، وحركة حماس بالتآمر لتقويض جهود مصر الرامية لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وأنه لو قبلت حماس المبادرة المصرية لتم إنقاذ أرواح 40 فلسطينياً على الأقل.
برغم كل الردود الدولية إلا أن إسرائيل أقدمت على توسيع نطاق المجازر وسط المدنيين ومع فجر السبت 19/7 كان قد مضى على بدء العدوان 11 يوماً وعلى الحرب البرية يومان أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء بلغوا 316 شهيداً، وأن الجرحى وصل عددهم إلى 2300 جريح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
في الوقت نفسه شهدت منطقة أشكول داخل إسرائيل والشوارع المحيطة بها لا سيما عسقلان توتراً أمنياً مع دخول العملية البرية يومها الثالث فقد أعلنت كتائب القسام في بيان لها أنها قامت بعملية إنزال يوم الخميس 17 يوليو شرق رفح وتسببت بخسائر في صفوف العدو، وكذلك كمين فجر الجمعة 18.يوليو في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ومقتل عدد من جنود الاحتلال، إلى جانب تفجير دبابة إسرائيلية شرق خانيونس مساء الجمعة، كذلك تفجيرات في إحدى القوات فجر السبت شمال بيت حانون، وصباح السبت عملية إنزال جديدة خلف خطوط العدو في منطقة أبو مطبق العسكري ، أسفرت عن تدمير دورية عسكرية تدميراً كاملاً ومقتل ستة من جنود الاحتلال، وقتل خمسة آخرين في عملية إنزال أخرى في منطقة الريان برفح، إضافة لاستهداف دبابة، وجرافة بعبوات التاندوم مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف العدو.
الأحد الدامي وذاكرة النكبة
لقد أدى توسيع العدوان، والدخول البري إلى قطاع غزة لزيادة الخسائر في الجنود الإسرائيليين، وبالمقابل أقدمت إسرائيل على الانتقام من أهالي القطاع بحيث أخذت أعداد الشهداء في تزايد إذ سجل يوم الأحد 20 يوليو 149 شهيداً، وبالتالي كان رقماً غير مسبوق منذ أن بدأت الحرب.
مع التصعيد في العدوان ازداد الحراك السياسي فقد التقى الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي)، وأعلن تأييده الكامل، والمطلق للمبادرة المصرية والتي تتضمن وقف إطلاق النار ومن ثم الاتفاق عبر التفاوض، في حين أصرت حركة حماس على الاتفاق أولاً ومن ثم وقف إطلاق النار.
بعدها التقى الرئيس أبو مازن بوزير الخارجية الفرنسي (لوران فابيوس) في القاهرة، والذي دعم المبادرة المصرية والمؤيدة من جامعة الدول العربية، وطلب منه الاتصال بتركيا وقطر قبل زيارته لإسطنبول أملا منه في سرعة التوصل لاتفاق يبعدنا عن التجاذبات في المنطقة التي سندفع ثمنها بالتأكيد من دماء شعبنا حيث عقد بعدها أبو مازن اجتماعاً مغلقاً مع رئيس الوزراء التركي أردوغان ليلة الجمعة، وفجر السبت تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ودار الحديث حول المبادرة المصرية، وقد انتشر حديث وقتها عن مبادرة قطرية إلا أن صحيفة (جيروزاليم بوست ) على لسان مسئول إسرائيلي لم يذكر اسمه نفت وجود مبادرة قطرية مطروحة على الطاولة، وأن إسرائيل تريد ترتيباً لوقف إطلاق النار بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومن خلال وسيط واحد هو مصر وليس قطر.
وقد أدى ارتفاع حصيلة أعداد الشهداء نتيجة العنف الإسرائيلي على المدنيين إلى إخراج السكان من بيوتهم خصوصاً المناطق الشرقية من قطاع غزة والتي كان لها نصيب من القذائف التي سقطت على البيوت الآمنة فكان يوم الأحد يوماً دامياً خرجت فيه جموع المواطنين بوضع وصف بأنه اشد مأساوية من نكبة فلسطين عام 1948، وليدفع الاحتلال الإسرائيلي المواطنين الذين لم يغادروا بيوتهم منذ الحرب للهجرة من شرق غزة إلى غربها قام بارتكاب مجازر كان أشدها مجزرة حي الشجاعية التي راح ضحيتها 72 شهيدا في يوم واحد، وقد وصف السكان هجرتهم من بيوتهم إلى مدارس الوكالة أو أقرباء لهم غرب غزة بالمأساة التي لن تنمحي من ذاكرتهم خصوصاً وأنهم فقدوا أحباءهم أثناء الهجرة القسرية عن بيوتهم ، وعانوا خوفاً وألماً شديداً لجثث الشهداء ، والجرحى الملقاة أمام ناظريهم وهم يرحلون تحت وابل من قذائف الدبابات ، وبات يوم 20/7/2014 يوماً لم ولن ينسى من ذاكرة الفلسطينيين، في حين أنه قتل 15 جندياً إسرائيلياً وهذا رقم غير مسبوق وفي اليوم التالي سقط 78 شهيداً اثر توسيع إسرائيل لعملياتها الانتقامية، ورداً على ذلك تمكنت المقاومة من نصب كمين بعبوات برميلية لقوات إسرائيلية كانت تتقدم شرق حي التفاح بغزة مما أدى لتدمير الآليات المتقدمة ومن ثم تم الاشتباك مع ناقلة جند وتم الإجهاز على من فيها من مسافة صفر، وأسفرت العملية حسب بيان كتائب القسام عن مقتل 14 جندياً إسرائيلياً، وأسر الجندي (شاؤول ارون)، في وقت نفت إسرائيل وقوع جنود لها بالأسر وتحدثت عن مقتل تسعة جنود فقط، مما دفع الجمهور الإسرائيلي لاتهام نتنياهو بالكاذب وطالبوه بالاستقالة، وبضرورة توضيح كل ما يجري في العمليات العسكرية على غزة، كما شتموا وزير الخارجية ليبرمان باعتباره هو الذى ورط الجيش في الحرب على غزة، فيما طالب البعض بتوقف العمليات العسكرية والانسحاب الفوري من غزة، أما المتطرفين اليمينيين والمستوطنين فقد رأوا أن إسرائيل فقدت هيبتها، وأرادوا إكمال المعركة لإعادة هيبة الجيش.
مع تصاعد الخسائر في الجيش الإسرائيلي الذي دخل القطاع برياً لعشرات الأمتار وتراجع تقدمه لقوة المقاومة إلى جانب تصاعد عدد الشهداء من المدنيين دفع الأمريكان للتحرك بعد أن باركوا العملية البرية وأيدوا العدوان على غزة، فقد أظهر مقطع مسرب خلال مقابلة أجراها وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) مع قناة (فوكس نيوز) الأمريكية وهو يتحدث إلى مساعده قبل دقائق من بدء المقابلة تعليقاً عبر فيه عن قلقه من أعداد المدنيين المتزايدة حيث قال بتهكم في مكالمته الهاتفية " يالها من عملية دقيقة، يا لها من عملية دقيقة" ثم تابع " نعم إن العملية تتصاعد بشكل ملحوظ، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى وقف لإطلاق النار، يجب علينا الذهاب إلى هناك... جون، أعتقد أنه يجب علينا الذهاب إلى المنطقة الليلة، أعتقد أنه من الجنون، أن نبقى هنا"
وفي رده على هذا التسريب أجاب ردة فعلي هي ردة فعل أي شخص فيما يتعلق بالأطفال الصغار والمدنيين. الحرب صعبة قلتها من قبل بشكل علني وأقولها مرة أخرى. نحن ندعم حق إسرائيل في أن تفعل ما تفعله لتدمير الأنفاق فإسرائيل قبلت بوقف إطلاق النار بين الطرفين، وقبلت المبادرة المصرية التي ندعمها بدورنا. من المهم أن تفهم حماس الآن أنه يجب عليها القبول بوقف إطلاق النار لحماية الأرواح. هذه هي الطريقة الصحيحة للمفاوضات في كل المسائل العالقة.

........يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014    مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Emptyالسبت 08 يوليو 2017, 8:12 am

وقفات في ذكرى العصف المأكول

إبراهيم المدهون
أدركت كتائب القسام أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي تحولت منذ حرب الفرقان من مواجهات محدودة بمكانها وزمانها وأسلحتها ووسائلها ومداها، لحرب مفتوحة لا ضابط لها ولا حد، استخدم الاحتلال فيها جميع الأسلحة بما فيها المحرم دوليا، وتستهدف الأمكنة مهما كانت خدماتية إنسانية.
فلا محرم عند الاحتلال الذي يصب نيرانه بكثافة دون ضابط على المدارس والمستشفيات والاسواق والتجمعات والابراج السكنية وما إلى ذلك فتمثل حرب الفرقان فاصلا زمنيا بين مرحلتين الأولى تعتمد على التوغلات المحدودة والقصف الضيق، والفترات الزمنية القصيرة، والمواجهات الفردية بالأسلحة الخفيفة، والقدرات شبه الارتجالية من المقاومة، أما بعد الفرقان فبدأ القسام يعد لمتطلبات الحرب المفتوحة، ذات المواجهة الواسعة والشاملة والممتدة، مما حدى بقيادته التركيز على مجموعة عناصر وتعزيزها كالتحكم والسيطرة فأسس لجهاز اتصالات خاص بعيدا عن أعين ومراقبة وتحكم العدو، مما يوفر وسيلة تواصل آمنة بين المستويات المختلفة للقسام، كما بنيت أنفاقا دفاعية لتمنع اختراق العدو ولتسهل الحركة والتنقل للمقاومين، كما تم إعداد دورات متقدمة تعتمد على المهارات القتالية واستخدام السلاح ومواجهة المخاطر، والالتزام بالخطة والقدرة على تحمل القتال في أوقات عصيبة وأماكن قاسية، كما أعدت خطة دفاعية تجعل غزة عصية على الكسر او الاجتياح، وقسمت الكتائب وفق تخصصات ممتدة يعرف كل مقاتل فيها دوره وثغره، فكان الدفاع الجوي والمدفعية والمشاة والنخبة والقناصة والهندسة والبحرية وما الى ذلك، مما حول القسام لجيش شبه نظامي قادر على العمل بتكامل مدروس.
وكانت جولة حجارة السجيل دليل واضح على تطور اداء كتائب القسام، وظهر جليا أنها انتقلت نوعيا، واستطاعت سد الثغرات وعالجت نقاط ضعف المقاومة فحيدت الطيران الإسرائيلي، وزاد لدى قيادتها التحكم والسيطرة، وظهرت استخباراتها تفوقا أمنيا نسبيا، حيث لم يظفر العدو بقيادات ميدانية مقارنة بالفرقان، كما ان صواريخها المصنعة استمرت في قصف التجمعات الصهيونية طيلة المعركة بنفس الرتم والكثافة.
ولم تفوت قيادة المقاومة فرصة الاستفادة من مرحلة السجيل، والتي اعتبرت نموذجا مصغرا قبل المواجهة المفتوحة، حيث تحفزت كتائب القسام واستطاعت تطوير منظومتها كما وعددا ونوعا، وأُدخل لترسانة القسام أسلحة جديدة كالأنفاق الهجومية ومضادات الطائرات، وطائرات الاستطلاع المصنعة على أيدي القساميين، بالإضافة للضفادع البشرية والقوات البحرية الهجومية، وكان لكل ذلك أثرا واضحا في سير المعركة. كما تميزت بطفرات في قطاعات أخرى أهما الأنفاق الدفاعية.
والمدقق الحصيف يدرك حجم التفوق الاستخباراتي للمقاومة ومدى تطوره وما أثره على الميدان في العصف المأكول، فلم يعد الجهد الاستخباراتي دفاعي فوجدناه يمد المقاتل القسامي ما يخدمه في ميدانه وعملياته، كما أبدعت كتائب القسام في ميدان الاعلام المركز والموجه في هذه المعركة وأجادت إدارة الحرب النفسية وطريقة توجيه الخطاب العسكري ومصداقيته، مما عظم من قدرته على التأثير.
وقت قصير ما بين حرب وحرب وفي كل حرب هناك رجال ينفقون أوقاتهم وعرقهم وجهدهم في بناء سلمة جديدة للصعود، وما شهدته معركة العصف المأكول من تطور نوعي وأداء ميداني عسكري متكامل يبشرنا أن القادم أعظم، وأن مسيرة التحرير بدأت تقترب من أهدافها، فقد جسرت كتائب القسام في سنوات قليلة فجوة هائلة بين قوة عسكرية متطورة جدا مدعومة تكنولوجيا وماليا من الولايات المتحدة، وبين مقاومة تعتمد على الله أولا وأخيرا وعلى قدراتها الذاتية رغم الحصار والتضيق والخذلان العربي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Empty
مُساهمةموضوع: مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014    مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)  9/3/2014  Emptyالأربعاء 03 سبتمبر 2014, 8:22 am

مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 
9/3/2014 1:22:00 AM 
محمد نزال*

ها هي الحرب قد وضعت أوزارها، بعد خمسين يوماً من (الملحمة البطولية)، التي خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب عز الدين القسّام -الجناح العسكري لحركة حماس-، في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة..

وأجد من الضروري التوقف عند حصاد الأيام الخمسين، بموضوعية وواقعية، بعيداً عن العواطف والمشاعر الوجدانية، وبعيداً عن المنهج الدعائي والتسويقي، إذ إن السؤال الذي يطرح نفسه دائما، بعد كل معركة أو حرب: من الذي انتصر؟ ومن الذي هزم؟..

قد تبدو الإجابة سهلة في الحروب والمعارك، التي تقع بين الجيوشّ النظامية، ولكنها ليست كذلك في المعارك، التي تقع بين المقاومة والمحتل، لأنها معركة لا تخضع لقواعد المعارك بين الدول، التي هي ليست معارك جذرية أو صفرية، وإنّما تكون - في الغالب - نزاعاً أو صراعاً حدودياً، وليس صراعاً وجوديا وجذريا، كما هو حال الصراع بين المقاومة والمحتل (أي احتلال).

إن الإجابة على هذا السؤال ضرورية، لأن الإشكالية ليست في العدو، الذي يمكنه ادعاء الانتصار، وهزيمة المقاومة، وهو ما أعلنه نتنياهو واثنان من كبار "جنرالاته"، بعد انتهاء الحرب، مخالفين ومعاكسين الرأي العام عندهم، الذي رأى فيما جرى هزيمة منكرة لهم، ولكن الإشكالية تقع في المنافقين والمرجفين والمخذّلين، من بني جلدتنا، الذين بدأوا يسنّون "أسنانهم، ويحدّون "شفراتهم"، ويجّهزون أقلامهم لهجاء المقاومة، وصبّ اللعنات عليها، على اختلاف في الأسلوب والطريقة بينهم، مع اتفاق على "الجوهر"، وهو إدانة المقاومة، واتهامها بأنها "ورّطت" الشعب الفلسطيني، وأن نتيجة هذه المعركة هي الهزيمة، لأن آلاف المنازل قد هدمت، ومئات الآلاف قد شرّدوا، وبضعة الآف من البشر قد قتلوا وجرحوا..

وهنا ينبغي الإشارة إلى أن هؤلاء أساساً لا يريدون لـ "المقاومة" أن تنجح أو تنتصر، وإنما معنيون بهزيمتها!.. لذلك، إن انتصرت، سارعوا إلى تجريدها "من أوسمة الانتصار"، ونعتوا انتصارها بالهزيمة، وإن هزمت حقاً، سارعوا إلى "تقريعها" ولومها وهجائها، ولنا أن نعود إلى سلوك أولئك في حرب تموز عام 2006م، عندما وصفوا فعل المقاومة اللبنانية، بأنه كان "مغامرة غير محسوبة"، وسلوكهم في حرب 2008م / 2009م وحرب 2012 في قطاع غزة ، وفي الحرب الحالية 2014م، وفي أي حرب قادمة يمكن أن تقع!

لذا فإن "مرافعتي" لا تأتي لإفحام أولئك "القوم"، الذين "قد بدت البغضاء في أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر" ، لأنهم ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: "إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها" والتوجيه القرآني لنا في مواجهتهم هو: "وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط".

معايير الانتصار والهزيمة إذن، لا بد من التبيان والبيان، أن قناعتنا بانتصار المقاومة في معركة (العصف المأكول)، ينطلق من معايير الانتصار والهزيمة، التي نطبقها هنا على "الحالة الفلسطينية" المتمثّلة بوجود شعب احتلت أرضه منذ نحو سبعة عقود، وهو يجاهد ويكافح، ويناضل لتحرير أرضه وشعبه من نير الاحتلال، فلقد وقعت خلال العقود السبعة الماضية صولات وجولات من المواجهة العسكرية بين المقاومة والاحتلال، كان معظمها خارج فلسطين، أهمها وأبرزها: في الأردن (معركة الكرامة في 21 أذار/ مارس 1968م)، وفي لبنان (اجتياح بيروت في حزيران يونيو 1982م)، لتنتقل بعدها المواجهات إلى داخل فلسطين، حيث بدأت بمعركة (مخيم جنين في نيسان / أبريل 2002م)، ثم ثلاث معارك ومواجهات هامة، شهدها قطاع غزة، خلال أقل من ستة أعوام، كان أولها معركة (الفرقان) التي وقعت في كانون أول / ديسمبر عام 2008م، وثانيها، معركة (حجارة السجيل) في تشرين ثاني / نوفمبر عام 2012م، وثالثها، معركة (العصف المأكول) في تموز / يوليو عام 2014م، أي يمكن الحديث عن أربع معارك عسكرية كبرى، شهدتها أرض فلسطين، مستثنين بذلك المعارك المحدودة، سواء من جهة محدودية الفترة الزمنية، أو محدودية حجم المعركة وتداعياتها وآثارها على الطرفين، أو أي منهما.

ولا بد من الإشارة هنا إلى نقطة جوهرية، وهي أن البادئ في جميع هذه المعارك كان هو الاحتلال، ولم تكن المقاومة التي اعتمدت أسلوب (الاستنزاف) المستمر طويل الأمد للعدو الصهيوني، عبر العمليات العسكرية بمختلف أنواعها، لإدراكها أن الذهاب إلى مواجهة ومعركة واسعة، ينبغي أن يكون مدروسا ومحسوبا، ومستندا إلى تغيّر أو تحسّن في موازين القوى بمعناها الشامل، وليس بالمعنى العسكري فحسب، إضافة إلى أن هذه المعركة في حال إشعالها، ينبغي أن تكون معركة "الحسم" ، أي حسم الصراع برمّته، وهو ما لا ترى المقاومة أن أوانها قد حان.

وعليه، فإن تقييم نتائج هذه المعارك، يستند إلى تحديد أهداف الطرف الذي قرر إشعالها، وهو العدو الصهيوني في هذه الحالة، ولا يستند إلى تحديد أهداف الطرف المعتدى عليه (المقاومة الفلسطينية) التي من الطبيعي أن تدافع عن نفسها وشعبها، لذلك، فإن معايير الانتصار والهزيمة يعتمد على مدى تحقيق المُعْتدي لأهدافه، إضافة إلى مدى صمود المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة.

انتصار مبين بناء على هذه المعايير، يمكن القول باطمئنان، ودون مبالغة، أو مغالاة، أو افتئات، إن المقاومة الفلسطينية انتصرت في معركة (العصف المأكول) انتصارا مبينا، وفقا لثلاثة معايير أساسية:

أ‌- فشل العدو في تحقيق أي من الأهداف المعلنة أو المضمرة، التي أرادها، وهنا يمكن تحديد الأهداف المعلنة بـ (تدمير الأنفاق العسكرية، تدمير العتاد الصاروخي للمقاومة، تحقيق الأمن "للمواطنين الإسرائيليين" في مستوطنات غلاف قطاع غزة).

ب‌- صمود المقاومة، والبيئة الشعبية الحاضنة لها، فالصمود هنا، لا نعني به مجرّد شعار نظري، ولكنه صمود عملي، تجسّد بأبهى صوره بالثبات والصبر والبطولة في إيلام العدو وإيذائه، وليس صدّه ودفعه للانسحاب فحسب.

ت‌- لعلّ ما ميّز المقاومة في هذه المعركة، عن المعارك السابقة، ليس إفشالها لأهداف العدو، وصمودها البطولي فحسب، ولكن لأنها تمكّنت من تحقيق انجازات إستراتيجية، سيكون لها تداعيات وآثار عميقة على المديين القصير والطويل بالنسبة للقضية الفلسطينية..

ويمكن تحديد الإنجازات التي حققتها المقاومة على النحو التالي:

أولاً: كسرت نظرية "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر"، وهي نظرية اعتاد الإسرائيليون على الترويج لها، وتعبئة أبنائهم وجنودهم بها، حتى أصبحت هذه النظرية من المسلّمات، التي يتحدّث بها الصغير والكبير.

ولا شك أن الهزائم التي تلقّتها الأنظمة العربية في حروبها ومعاركها مع العدو، رسّخت للأسف هذه النظرية. ولكن المقاومة هزّت هيبة الجيش وأطاحت بها أرضاً، وشاهدنا ضباط وجنود الاحتلال، يفرّون من المقاومين، كالجرذان المذعورة!

ثانياً: كسرت نظرية "التوازن الاستراتيجي"، التي دأبت بعض النظم العربية على ترديدها، لتبرير عدم مواجهتها العسكرية للعدو، وأنها تحتاج إلى تحقيق هذا التوازن، حتى يمكنها مواجهته. وأثبتت أنه لا يلزم تحقيق هذا التوازن لمواجهة العدو، أو حتى هزيمته، بل يمكن الاستناد إلى نظرية "توازن الرعب"، وهي النظرية التي كان لها دور ومفعول كبير في دحر الاحتلال عن قطاع غزة، وفي دفعه نحو وقف العدوان.

ثالثاً: كسرت نظرية "الأمن القومي"، التي كان يتذّرع الإسرائيليون بها دائماً، لتبرير احتلالهم "هضبة الجولان"، أو الشريط الحدودي في جنوب لبنان، أو المنطقة العازلة في قطاع غزة، وتبرير حصولهم على السلاح النووي، أو المتقدّم تكنولوجياً، حيث أبطلت صواريخ المقاومة وقذائفها بمختلف مدياتها هذه النظرية.

رابعاً: رسّخت محاولات جديدة في الصراع مع الكيان الصهيوني، أهمها:

أ‌. معادلة الحصار مقابل الحصار، فهم يحاصرون قطاع غزة، ابتزازا، أو عقوبة، أو ضغطاً على المقاومة، فيمكن لنا الرد عليهم بنفس منطقهم، عبر إغلاق مطارهم الرئيس (بن غوريون)، واستهداف الموانئ البحرية، والمنافذ البرّية، بما يذيقهم ألوان الحصار والمعاناة.

ب‌. معادلة النزوح مقابل النزوح، فإذا كانوا قد دفعوا عشرات الآلاف إلى النزوح عن بيوتهن، فالمقاومة أجبرت سكان مستوطنات ما يسمّى بـ"غلاف غزة" إلى النزوح.

خامساً: عزّزت ثقافة المقاومة ببعدها العسكري، وأن المقاومة قادرة على هزيمة الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي بدا مستحيلاً أو شبه مستحيل في الذهنية والعقلية العربية، نتيجة الوهن والضعف والتخاذل الفلسطيني والعربي والإسلامي على الصعيد الرسمي.

سادساً: أنعشت المقاومة الأجيال الناشئة والصاعدة، وانتشلتهم من حالة الإحباط التي أصابتهم بعد انتكاسة الثورات العربية، وانقلاب "الثورات المضادة" عليها. وأعادت الأمل إلى هذه الأجيال مرة أخرى، وأصبحت رموز المقاومة، خصوصاً العسكرية منها "نجوماً" تعلّق صورها في الشوارع والأزقة والبيوت، وتمثّل للشباب "فرساناً" يقتدى ويحتذى بها.

سابعاً: أعادت هذه المعركة "البوصلة إلى القضية الفلسطينية من جديد ، بعد أن "تاهت"خلال السنوات القليلة الماضية، وتراجع زخمها وتأثيرها لحساب قضايا أخرى، ولكنها عادت بقوة إلى صدارة الاهتمامات السياسية، والإعلامية والشعبية.

ثامنا: إذا كان العمق العربي والإسلامي، يعد المجال الحيوي والطبيعي للقضية الفلسطينية، فإن عمقا جديدا برز بشكل واضح هذه المرة ، وهو "العمق الإنساني" ، المتمثّل بقطاعات معتبرة ومهمة في الرأي العام الغربي، سواء كان في أوروبا، أو أمريكا الشمالية والجنوبية، حيث لوحظ أن هذه القطاعات "انتفضت" على الكيان الصهيوني، ووجّهت له إدانات شديدة اللهجة، متهمة إياه بارتكاب "جرائم حرب"، وانتهاك حقوق الإنسان.

تاسعا: أعادت المعركة الاعتبار إلى "الحركة الإسلامية الوسطية" ، التي أسسها وأرسى قواعدها الإمام الشهيد – بإذن الله – حسن البنا، حيث تمّت شيطنتها "، سياسياً ، وإعلامياً ، وشعبياً ، في الأعوام الثلاثة الأخيرة ، بعد شعور أعدائها وخصومها، أنها "البديل" الأول، الذي أفرزته صناديق الاقتراع، في الدول التي اندلعت فيها الثورات العربية، أو الدول الموجودة عل "قائمة الانتظار"، فجاءت هذه المعركة، لتنصفها، بحكم أن حماس خرجت من رحم هذه الحركة.

تلك أهم وأكبر الإنجازات، التي تحققت خلال خمسين يوما، لذا ليس غريبا، ولا مفاجئا، أن تبدأ الحملات السياسية والإعلامية لـ " تبهيت" وتشويه صورة المقاومة، والبحث عن عثراتها، وأخطائها، وسلبياتها، سواء كان ذلك في أتون المعركة، أو بعد من ذلك، حيث باشر "الطابور الخامس" الموجود في بلادنا، المدعوم من قوى محلية، وإقليمية، ودولية، مهماته في هجاء المقاومة.

من هنا، فإن معسكر المقاومة، بما يضمه من قوى فاعلة ومناصرة، عليه أن يستعد لمعركة جديدة، ذات طابع مختلف، وأن يشحذ الهمم، ويرصّ الصفوف لاستكمال حصاد هذه المعركة، التي انتهت عسكريا، ولكنها لم تنته سياسيا وإعلاميا، ثقافيا، وقانونيا.

فهل يكون الأداء فيها بمستوى ما تم من إنجازات ؟.. هذا ما نتمنّاه ونأمله, والله معنا، ولن يترنا أعمالنا "فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم".

*عضو المكتب السياسي لحركة حماس

(الشرق القطرية)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مرافعة سياسية حول حصاد المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول) 9/3/2014
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» استراتيجية كتائب القسام القتالية: معركة العصف المأكول 2014
» مشعل: معركة العصف المأكول محطة على طريق التحرير
» "القسام" يطلق "العصف المأكول" ضد "الجرف الصامد (فيديو) 
»  حماس بين العصف المأكول وطوفان الأقصى ماردٌ يتمطى
»  معركة الشجاعية 2014 عمليات القسام في حرب غزة 2014

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: