ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: مآذن «الأقصى».. منارات الشام نورها «الله أكبر الله أكبر» السبت 19 يوليو 2014, 12:04 am | |
| [rtl] مآذن «الأقصى».. منارات الشام نورها «الله أكبر الله أكبر»[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
وليد سليمان - «من المدهش أن تشاهد المآذن الرائعة الجمال، وأنت على الأرض تنظر إليها تشق عنان السماء، مرتفعة بمقاماتها بوحدانية الواحد الأحد، ومن خلالها ينادى على الناس أجمعين أن هلموا إلى أرض بيت المقدس، هلموا إلى الطهر والعفاف، حيث الركوع والسجود ومضاعفة الأجر. نعم إنَها مآذن مدهشة في بنيانها وإتقانها ودورها، ولكن هنالك ما هو أشدَ إدهاشاً حينما تصعد إلى ظهر هذه المآذن لتشهد أرض المحشر والمنشر وتعيش في خيال واسع لا تنتهي معه الكلمات ولا تحدَه حدود الصورة. وحتى نعيش مع هذه الآيات العمرانية التي ينبغي النظر إليها صباح مساء، والعمل على حفظها ورعايتها، ومعرفة الأيادي التي سطرتها ورفعتها، والتي سوف يكشفها كتاب « أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك» للمؤلفين د. عبدالله معروف، وا. رأفت، عن عدد المآذن في الأقصى، فهي أربع مآذن يعود تاريخ إنشائها جميعاً إلى الفترة المملوكية في الفترة الواقعة مابين677-769هجري /(1278-1367م)، حيث تقع ثلاث منها على امتداد الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك، ابتداءً من باب الغوانمة مروراً بباب السلسلة ثم باب المغاربة، والرابعة تقع في الجهة الشمالية بين باب الأسباط وباب حطة. أما عن وجود مآذن في الجهتين الجنوبية والشرقية، فيجيب الكتاب أن الدارس لطبوغرافية الأرض التي بُني عليها الأقصى وما فيه من قباب ومدارس وعمائر، يدرك تماماً أنّ هناك سببين واضحين لعدم وجود مآذن في الجهتين الجنوبية والشرقية، الأول أن الأقصى بني على تلّة ارتفعت في الوسط والشمال، وانخفضت في الشرق والجنوب، وإنّ المآذن بحاجة إلى مكان صلب ومرتفع. أما الثاني أن النشاط الإنساني والسكاني بعد الفترة الأموية تمركز في الجهتين الغربية والشمالية، وكانت الحاجة لاستخدامها في هذه الأنحاء أكثر من غيره».
مئذنة باب المغاربة (المئذنة الفخرية) «تقع هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى المبارك، قريباً من باب المغاربة، وتحديدا فوق الطرف الشمالي الغربي لجامع النساء، الواقع داخل المسجد الأقصى المبارك، وتسمى أيضا المنارة الفخرية، نسبة إلى الشيخ القاضي شرف الدين بن فخر الدين الخليلي، ناظر الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، والذي أشرف على بنائها وعلى بناء المدرسة الفخرية القريبة منها عام 677هجري/1278ميلادي، أي في العهد المملوكي. وهذه المئذنة بنيت بلا أساس، وتعد أصغر مآذن المسجد الأقصى المبارك إذ يبلغ ارتفاعها 23.5م فقط. تعرض الجزء العلوي منها للتصدع في زلزال عام1341هجري/ 1922ميلادي، فهدمه المجلس الإسلامي الأعلى، وأعاد بناءها في العام نفسه على طراز جميل، ووضعت لها قبة فوق المربع العلوي لم تكن موجودة من قبل، كما قامت لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك مؤخرا بترميمها وكَست قبتها بالرصاص. والمئذنة اليوم يصعد إليها من ساحات المسجد الأقصى المبارك بـ 50 درجة تقوم أمام المتحف الإسلامي (جامع المغاربة سابقا). وتصارع المئذنة الجليلة منذ سنوات طويلة محاولات المحتلين إسكات الأذان فيها بدعوى أنه يزعجهم, مما أجبر إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس على تعديل وضع السماعات فيها بحيث تتجه داخل الأقصى، وتخفيض صوتها’ليحرم سكان قرية سلوان الواقعة جنوبي الأقصى المبارك من سماع أذانها!
مئذنة باب السلسلة تقوم فوق الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، قرب منتصفه، إلى الشمال قليلا من باب السلسلة .عرفت كذلك بمنارة المحكمة’حيث تقع بالقرب من مبنى المحكمة الشرعية- الذي يعرف أيضا بالمدرسة التنكزية. وكل من المئذنة والمدرسة من أبنية الأمير سيف الدين تنكز الناصري سنة 730هجري/ 1922ميلادي، كما أعيد ترميمها قبل بضعة أعوام على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك, ويبدو هذا واضحا في بياض حجرها. يصعد إليها من خلال مدخل المدرسة الأشرفية بحوالي 80 درجة، وهي مربعة القاعدة والأضلاع، يبلغ ارتفاعها 35 مترأ. وتعتبر مئذنة باب السلسلة المئذنة الوحيدة من بين مآذن الأقصى الأربع التي ظل المؤذنون يرفعون منها الأذان يوميا إلى أن بدأ استخدام مكبرات الصوت الموجودة في غرفة المؤذنين المقابلة للباب فوق صحن قبة الصخرة «الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك». وتقع المئذنة في موقع حساس جداً حيث تشرف على حائط البراق المحتل.
مئذنة باب الغوانمة تقع على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك, في أقصى غربه، قرب باب الغوانمة المدعوة به. وكغيرها من مآذن الأقصى, يعود بناؤها الحالي للعصر المملوكي، وتحديدا إلى عهد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين عام 697هجري/ 1297ميلادي، إلا أن بعض الأثريين نص على أنها بنيت أصلا في العصر الأموي. كما جددت في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 730هجري/1329ميلادي فسميت «منارة قلاوون «, كما سميت منارة السرايا لقربها من مبنى السرايا الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك والتي اتخذت مقرا للحكم في العهد المملوكي’ كما جددها المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1346هجري/ 1972ميلادي (أثناء الاحتلال البريطاني). وهي أكثر مآذن المسجد الأقصى المبارك ارتفاعا وإتقانا في الزخارف. يبلغ ارتفاعها 38.5م, وتقوم على قاعدة رباعية الأضلاع، وبدنها رباعي إلا أن جزأها العلوي ثماني الأضلاع، ويصعد إليها بـ 120 درجة. وبسبب هذا الارتفاع الذي يجعلها تشرف على مختلف نواحي المسجد الأقصى المبارك، سعى الصهاينة إلى السيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة والتي كانت بلدية الاحتلال قد وضعت يدها عليها منذ بدء الاحتلال . كما أن النفق الغربي المشؤوم الذي افتتح عام 1996، يمر قرب أساسات هذه المئذنة الجليلة, مما أدى إلى تصدعها واستلزم ترميمها الأخير عام2001.
مئذنة باب الأسباط تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك’ بين بابي الأسباط وحطة. ومن أسمائها «مئذنة الصلاحية» لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية(الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك، والتي أصبحت «كنيسة القديس حنة» خلال العهد العثماني). بنيت في عهد السلطان المملوكي الملك الأشرف شعبان على يد الأمير سيف الدين قطلوبغا في سنة 769هه- 1367، على قاعدة رباعية كباقي مآذن الأقصى وفي الفترة العثمانية، أعيد بناؤها بشكل أسطواني على غرار المآذن العثماني، فأصبحت المئذنة الوحيدة الأسطوانية الشكل في المسجد الأقصى المبارك. يبلغ ارتفاعها 28.5 متراً، وقد تصدعت بفعل زلزال عام 1346هجري/1927ميلادي، مما اضر المجلس الإسلامي الأعلى إلى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد. وعند الاحتلال الصهيوني للقدس سنة 1967، تضررت المئذنة اثر إصابتها بالقذائف، وجرى ترميمها كاملا مرة أخرى بعد ذلك على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وكست قبتها بالرصاص.[/rtl] |
|