نسيبة: المكتبات العالمية ممتلئة بكتب وضعها الصهاينة وتؤازر الجريمة النكراء بحق شعب فلسطين
توقيع كتاب "ذكريات مقدسية - سيرة ذاتية" في المركز الثقافي الملكي
جمال القيسي
عمان - قال الدكتور حازم نسيبة إن كتابه "ذكريات مقدسية - سيرة ذاتية" يمثل سيرة عاشها يوما بيوم وعقدا بعد عقد، حين كانت القدس إبان الانتداب البريطاني، "عاصمة فلسطين المزدهرة"، ومقر فعالياتها السياسية والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية والرياضية.
وأوضح في حفل توقيع الكتاب في المركز الثقافي الملكي أول من أمس برعاية وزير الثقافة نبيه شقم، ومشاركة د.أمين محمود، أنّ كتابه جاء باللغة الإنجليزية إضافة إلى العربية بسبب أن "المكتبات العالمية امتلأت وما تزال بأعداد لا تحصى من كتب وضعها الصهاينة ومؤازروهم لطمس أو تبرير الجريمة النكراء بحق شعب فلسطين".
وشدّد على ضرورة تذكير العالم العربي والخارجي بما تؤكده الوثائق والسجلات بأنّ البيوت والمرافق التي يسكنها الإسرائيليون في القدس الكبرى بما في ذلك ضواحيها في أراضي عين كارم التي بني عليه الكنيست وأكبر مول إسرائيلي تجاري في القدس الغربية "هي من الأراضي العربية المغتصبة، وليست لليهود كما يدعون".
وبيّن نسيبة أنّ كتابه لا يقتصر في الحديث عن القدس والضفة الغربية وعموم فلسطين وحسب، وإنما يسرد سيرة حياته في عمان والأردن عبر ستة عقود تولى خلالها مناصب مهمة وحساسة، "كانت سياسة الدولة فيها موجهة لبناء صرح وطني وقومي وحدودي، ناهض وقوي قادر على خدمة مواطنيه بالتوازي مع خدمة القضية الفلسطينية".
وقال إنّ الكتاب تحدّث بإسهاب عن حكومات تلك المرحلة التي شارك فيها وكان لها العديد من الإنجازات مثل "أول برنامج تنمية اقتصادية واجتماعية من 1962-1967"، إضافة إلى إقامة "الجامعة الأردنية في عهد الحسين الباني، وإغاثة وتعليم وتوفير الحياة الكريمة لبضعة ملايين لاجئ ونازح شردتهم نكبتا 1948 و1976".
وأشار إلى أن الكتاب تطرّق إلى العلاقات العربية وقيام وحدات عربية لم تدم طويلا (الجمهورية العربية المتحدة، ودولة الاتحاد بين العراق والأردن) وكذلك الحديث عن قيام مؤسسة القمة العربية، ودور الأردن في تفعيلها، وجهوده في مجلس الأمن في "ملاحقة اسرائيل وإدانتها واحتلالها واستيطانها وبطلان شرعيتها".
وانتقل نسيبة إلى القول عما جاء في الكتاب من تحليله للعناصر الأساسية المختلفة التي تقوم عليها السياسة الدولية، من خلال تجاربه التي تراكمت لديه كوزير خارجية للأردن، وسفيرا لدى عدة عواصم عالمية مهمة، مبينا أنه تعرّض فيه أيضا إلى انطباعاته المثيرة حول "الدول والمجتمعات والأماكن السياحية التي عشت فيها".
وختم نسيبة بالقول إنه لا يدعي التنجيم، ولكنه من خلال قراءته لجميع المعطيات التي "تحيط بقضيتنا المقدسة" يرى حتمية دوران عجلة التاريخ بما يحقق "انحسار الوجود الصهيوني"، رادا ذلك إلى أنّ الأمة العربية سوف تبلغ نصف بليون نسمة في أقل من عقدين، مع تحولات كبرى في "الكيفية وليس الكم".
اللقاء استهله وزير الثقافة بالتقدير الجم للكتاب معتبرا إياه "سفرا من أسفار أدب السيرة الذاتية". وأكد على أنّ مؤلفه أعطى وما يزال من "مداد قلمه وعصارة فكره وجهوده الكبيرة، الكثير في خدمة القضايا العربية"، وبشكل خاص القضية الفلسطينية والقدس "درة العواصم العربية والإسلامية ومركز القلب من الجسد".
وأشار شقم إلى أنّ المستشرق رينولدز والبرفيسور طريف الخالدي على سبيل المثال كناقدين ومؤرخين للأدب يريان بأن السير الذاتية العربية "من مفاخر الثقافة العربية" وأنه من الممكن - حسبهما - اعتمادها مرجعا" لاستكشاف ما خفي من الحياة السياسية، وما طمس من يوميات الناس وطرائق معيشتهم، خصوصا عندما تأتي جريئة الطرح".
بدوره اعتبر د.أمين محمود الكتاب عملا إبداعيا يعكس حيوية فكرية متجددة ومنهجية علمية رصينة، ووصفه بالعطاء العلمي المميز الذي "توج به نسيبة مسيرته العلمية والمهنية في أواخر العقد التاسع من عمره"، ذاهبا إلى أن الكتاب يستحق بجدارة أن "يحتل ويتبوأ موقعا متقدما من بين المصادر والمراجع المهمة التي تناولت قضية القدس وفلسطين"
وأكد محمود على تميز المؤلف بالخروج بكتابه من قالب السيرة الذاتية كسرد تاريخي إلى كتابة "التاريخ الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني"، مبينا أنّ ذلك لا يتوافر إلا لقلة من كتاب السير الذاتية