الخروج إلى الشارع
هآرتسإيريس ليعال13/8/2017رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يترأس اجتماعا لحكومته في القدس المحتلة
القصة التي يقوم بترويجها أتباع نتنياهو هي قصة بسيطة وقابلة للاستيعاب: في العام 2015 جرت في إسرائيل انتخابات، وكان يلوح في الأفق أن نتنياهو قد يُستبدل. مصوتو الوسط – اليسار ومن يكرهون نتنياهو كانوا على يقين من أنه قد حان الوقت الذي سيتم فيه استبدال رئيس الحكومة. وعندما عرفت النتائج أدركوا أنه لا يمكن استبدال نتنياهو بالطريقة الديمقراطية، لهذا ركزوا الجهود للقيام بانقلاب ضد الحكم.
"هم"، الجسم غير المعروف، الذي تلتقي معه وسائل الإعلام واليسار وقوى أخرى ظلامية وحركة عصيان مدني تقف في كل أسبوع أمام منزل افيحاي مندلبليت وتطالب بالإعلان أن نتنياهو مدان حتى تثبت براءته، ويقومون باختلاق آلاف القضايا (الدليل هو أنهم وصلوا إلى ملف 4000). بأمل أن ينجح أحد هذه الملفات – بغض النظر عن مدى عبثيته، حتى لو كان فنجان الشاي الذي قدمته زوجة رئيس الحكومة لوالدها – المهم أن يدخل نتنياهو وزوجته السجن. وعندها سيخرج رجلا مع لحية من بين الظلال وهو يضحك ويستولي على الحكم.
يمكن الرد على هذه الاقوال بطريقتين؛ الاولى الاكثر منطقية، وهي أن الحديث يدور عن مؤامرة، هو إشارة على وجود مشكلة نفسية، والمصحات مليئة بمجانين مع قصص مشابهة. الثانية هي احترام الخوف من الاستخدام السياسي غير السليم في التحقيق مع رئيس الحكومة. ومقابل استخفاف نتنياهو وأتباعه العميق بالمؤسسة القضائية يجب التعبير عن التأييد الحاسم لمن يواجهون المهمة المعقدة، وهي التحقيق بهذا الحجم والاعتراف بأن هناك ضغط يستخدم على المستشار القانوني، وأن عمله يحتاج إلى التعمق وإلى الوقت.
الصراع الحقيقي هو من اجل الشارع، وهو الذي يزعج نتنياهو. بدون ضغط كبير من الجمهور سيقوم بزيادة قوة التدمير. واذا كان أحد ما يشك في أنه على استعداد لاسقاط السقف على رأسنا في محاولة لتخليص جلده، فهو لم يدرك بعد حجم الخطر. المظاهرات في بيتح تكفاه تقلقه، لكنها تفيده في نفس الوقت وهذا كان واضحا في خطابه. لذلك، قبل أن تقوم لافتة غبية بتأجيج النار اللفظية، تجدر اعادة النظر في المسار.
يجب الاحتجاج على ما هو معروف، على السيجار والشمبانيا، وهي القضايا التي يحاول نتنياهو تحويلها إلى قضايا هامشية واظهار أن من ينتقدونه أقزام. والتظاهر أيضا ضد رفضه التسليم بمستوى الحياة الذي تعطيه الدولة له، وتوقعه استكمال الدخل من المليونيرات. وبدون ضغط الجمهور المستمر لن يتنازل نتنياهو عن كرسيه حتى لو تم تقديم لائحة اتهام ضده. الشوارع بانتظار المتظاهرين كي يصرخوا ضد رئيس الحكومة الذي يتحدث مع صاحب صحيفة حول التغطية المؤيدة له مقابل الإضرار بصحيفة أنشئت من أجل تأييد حكمه. وبدون هذا الضغط فإن هذا السلوك قد يتحول إلى قيمة مقبولة وسائدة.
اضافة إلى الاحتجاج المستمر الذي هو مثابة الدرع الواقي المدني لمباديء الحكم، يجب الاعتراف بأهمية المستشار القانوني للحكومة واحترامه. يجب الطلب منه العمل باستقامة وحذر وتجاهل الضغط من اجل التأكد من أنه لن تتم محاولة تصفية سياسية اخرى لرئيس حكومة باسمه، والتأكيد لمصوتي الليكود أن أحدا لم يسرق الحكم، بل إن رئيس الحكومة هو الذي خسره.