« كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ» الآية رقم 35 من سورة النور.
..على هدوء فجر الأيام التي وجدها صاحبنا وهو يرنو الى بستان الزيتون ،متأملا قمم الاشجار وقد علا كوكبها الدري وياقة دراريها الجميلة.
عاشق صفوة النظر الى طيب الزرع..!
كانت حكايتة مشرقة ،سعيدة، ميسرة ، حاس مثل اي مزارع عند آوان القطاف
(...) ،جال الى ان تناول «صرة السهل الرومي» وصاح بالنيام :
-يالله العون..
- يالله العون!
..وسرح الى بيادر روحه ،تبادل المناجاة مع ثمار زيتونات حائرات عز عليهن صهللة الخيل ؛ تدحرجت الحبات الى صفوة الخيل وظل الشاهد يحمل الصرة والاثر وعطر الزيتون المغطس بالندى وعبق التراب.
..تجادل الاطفال في رحلتهم الصباحية نحو الكرم،حملوا ما يشغلهم عند القطاف(..) وبدت لهم الثمرات على عز اخضرارها مثل سطوة الذهب و..كأنها كوكب من دُرّ.
..تدافعو ا نحو الخير كبروا وجادت أرواحهم بالعون العون ..وكان زايد الخير معهم يبتسم لتناثر ثمرات الزيتون ذات الشمال وذات اليمين .
والعرب تسمي ما لا يعرف من الكواكب دراريّ.
..وعلى غفلة من تناثر الصور،تدافع العون، الاشجار الحبلى بالوعد ( لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) ، غرغرت عينا صاحبنا بالدمع العزيز متذكرا انه في أرض كرمها سبحانة وتعالى بالخير والجمال والصبر وان شجراته الزيتونات : ليست في شرقي بقعة تصل إليها الشمس من أول النهار، ولا في غربيها فيتقلّص عنها الفيء قبل الغروب، بل هي في مكان وسط، تَفْرَعه الشمس من أول النهار إلى آخره، فيجيء زيتها معتدلا صافيا مشرقا.
وانها تنال قسطها من روح الكريم جل وعلا وانها تتبارك على ضربات فأسة ومعوله واقنية الماء المراق من مزن وهتون الغيم: لا يظلها جبل ولا شجر ولا كهف، ولا يواريها شيء،الا رحمة رب العالمين.
..- يا الله العون!
بدا لمعشر الناس في اطراف البيوت والمزارع والجرود ، ان صاحبنا؛ لن يبيت في عرزاله الا وقد حزم الرزق واعاد الصرة الى مكانها بريئة من الدين والحاجة . تجمعت النسوة في نون الزيتون وعزمن الخيش ،الى سفر يراق ،بعده دم- زيت الزيتونات الثمار الغنية بالحب والجمال والهوا الغلاب.