[rtl]الهجرة المعاكسة تهدد مستقبل الاحتلال الإسرائيلي[/rtl] [rtl]11/17/2014 3:26:00 PM[/rtl] يتزايد القلق داخل الكيان الإسرائيلي من تزايد كبير في نزيف هجرة اليهود العكسية، من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أوروبا والدول الغربية.
وعبّر الكاتب الإسرائيلي "روجيل ألفر" في مقالة له قبل شهرين بصحيفة هآرتس بعنوان "إسرائيل وطني.. ولكن لا أستطيع العيش فيه"، عن رغبته في مغادرة "وطنه" المزعوم لأنه "لا يستحق الثمن الباهظ الذي يدفعه المواطنون من أجله".
وبعد تلك المقالة بأسابيع قليلة؛ صرّح المحلل السياسي الإسرائيلي البارز "يدعون ليفني"، في مقالة له بالصحيفة ذاتها، بأن "إسرائيل أصبحت اليوم المكان الأكثر خطورة لليهود في العالم".
وبحسب مراقبين ومختصين؛ فإن هجرة اليهود العكسية تهدد استمرار وجود الاحتلال في فلسطين، وتمثل له فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه الاستيطانية التوسعية.
وأكد المختص بالشأن الإسرائيلي ناجي البطة أن الهجرة المعاكسة "تدخل الكيان الصهيوني في مستقبل مظلم"، مشيرا إلى أن المشروع الصهيوني يعتمد في الصراع الديمغرافي على الهجرة الوافدة، ومعدلات النمو الطبيعي التي تصل لدى الفلسطينيين إلى 3.5 بالمئة، فيما تبلغ 1.7 بالمئة عند الإسرائيليين، بحسب دائرة الإحصاء المركزية للاحتلال.
6 آلاف يهودي سيهاجرون
وتعليقا على خبر نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، مفاده أن ستة آلاف يهودي سيهاجرون هذا العام إلى ألمانيا؛ قال البطة لـ"عربي 21" إن الذين يهاجرون خارج "إسرائيل" هم من "المستثمرين، وضباط الجيش، والأكاديميين، والمؤثرين في المجتمع"، بينما يمثل الذين يهاجرون إليها "الطبقة الهشة الفقيرة التي تأتي طلبا للحاجة"، مشيرا إلى أن ذلك "ينتج بعد سنوات مجتمعا ضعيفا غير قادر على مواجهة التحديات".
وربط بين الهجرة المعاكسة والحرب الأخيرة على غزة "التي فتحت بابا كبيرا لهدم المشروع الصهيوني، وإحداث حالة من الفزع داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي يتطلع إلى أن يكون المجتمع الأكثر استقرارا في العالم"، مؤكدا أن معركة "العصف المأكول" أوصلت النفسية الصهيونية الاستيطانية إلى نتيجة مفادها أنه "لا مكان لكم على أرض فلسطين".
اختلال المعايير السكانية
من جانبه؛ أوضح الباحث في شؤون القدس و"إسرائيل" عليان الهندي، أن المخاوف الإسرائيلية من الهجرة المعاكسة لليهود تنبع من أن تلك الهجرة "يقابلها زيادة في عدد السكان العرب الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن "الاحتلال يمتنع عن كشف المعطيات الحقيقية لهذه الزيادة".
وأضاف لـ"عربي21" أن "الفلسطينيين اليوم في جميع أراضي فلسطين التاريخية يبلغ عددهم أكثر من اليهود بحوالي 500 ألف نسمة"، مبينا أن حركة الهجرة المعاكسة، مع زيادة عدد السكان الفلسطينيين "ستؤدي إلى تشكل دولة واحدة في فلسطين التاريخية ذات أغلبية عربية وأقلية يهودية".
وكان الخبير في الشؤون الأوروبية حسان شاكر، أعد مؤخرا تقريرا أشار فيه إلى تصاعد موجة الهجرة الإسرائيلية العكسية صوب أوروبا والبلدان الغربية، "لتسجِّل ظواهر جديدة في المعادلة الديمغرافية في فلسطين المحتلة".
حالة جماهيرية
وأوضح التقرير أنّ الهجرة الإسرائيلية العكسية آخذة بالتحوّل إلى حالة جماهيرية جارفة متعددة المستويات، خاصة مع اختيار وجهات جديدة للتمركز، الأمر الذي "يشكل هاجسا كامنا لدى المؤسسة الإسرائيلية التي تدرك أن قرابة ثلث الإسرائيليين ليسوا في فلسطين المحتلة في أي وقت من الأوقات".
وبيّن أن "الإقامة في فلسطين المحتلة عندما تفقد جدواها الاقتصادية، فإنّ بحث الإسرائيليين عن وجهة سفر أو هجرة متاحة سيكون الخيار المباشر بالنسبة للذين يملكون مفاتيح الإقامة في الخارج عبر جواز سفر بديل أو تصريح إقامة، بينما يختار مغامرون آخرون الانتقال إلى مستوطنات في الضفة الغربية تتيح مزايا اقتصادية مغموسة بالتهديدات الوجودية"، حسب ما خلص إليه التقرير.
يذكر أن القناة الإسرائيلية العاشرة أجرت استطلاعا أظهر أن 50 بالمئة من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة إلى الخارج، بحسب تقرير نشرته صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2014.
وكان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، الذي اغتيل على أيدي مستوطنين متطرفين، قد وصف المهاجرين من "إسرائيل" بأنهم "من أحقر أنواع الطفيليات"، وهو مصطلح مقتبس من مفاهيم تلمودية توراتية، تطلق على المهاجرين كلمة "يرديم" وتعني "المجرمين السفلة الخونة" الذين تركوا المشروع اليهودي لوحده في مواجهة الأعداء.
(عربي21)