ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75827 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: لا تقلق...؟! المشكلات تعلم أيضاً الأحد 30 نوفمبر 2014, 7:10 am | |
| [rtl]لا تقلق...؟! المشكلات تعلم أيضاً[/rtl] [rtl] [/rtl][rtl]
أمينة منصور الحطاب - واجه الإنسان منذ أن وجد على سطح هذا الكوكب كماً لا حصر له من المشكلات التي وقفت حائلاً دون تحقيق أهدافه ، ونجح في التغلب على بعضها ، وفي أحيان كثيرة تمكن من التعاطي معها والتكيف وفق متغيراتها المتباينة وفي جميع الأحوال فقد كان سعي الإنسان منذ أمد بعيد - ولا يزال - العمل على تحسين مستوى معيشته ورفاهيته من خلال تسخير بيئته الطبيعية والاجتماعية ليحيا حياة سعيد . وفي خضم الكم الهائل من المشكلات التي بدأت تفرض نفسها نتيجة الانفجار المعرفي الهائل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية وغيرها من المجالات ، أصبح التفكير والإبداع ضرورة حتمية للتمكن من التغلب على حل المشكلات التي أصبحت أحد الملامح الرئيسية للألفية الثالثة . وبناءً على ما تقدم فإن حل المشكلات يتطلب توافر قدرات إبداعية لدى الأفراد على اختلاف مواقعهم ، وفي هذا السياق يتسائل قادة المجتمعات من رجال الفكر والسياسة والاقتصاد وغيرها، عما إذا كان بالإمكان تطوير القدرات الإبداعية لدى الأفراد ومساعدتهم على التفكير بشكل يمكنهم من التصدي للمشكلات التي تواجههم ، والعمل على حلها حلاً إبداعيا . إن مراجعة متعمقة لأدبيات تعليم التفكير وحل المشكلات تُظُهر بوضوح أن التفكير وحل المشكلات مهارات وقدرات قابلة للتعلم كأي مهارة أخرى من خلال إعداد البرامج التدريبية المناسبة . ونظراً لأهمية موضوع التفكير وحل المشكلات فإنني سأًلقي بعض الضوء على نموذج التعلم المستند إلى المشكلة على أمل تحقيق الفائدة للقارئ الكريم. إن مراجعة شاملة لمفهوم التعلم المستند إلى المشكلة تفضي إلى وجود مفاهيم متعددة لهذا النوع من التعلم ، بيد أن تعدد المفاهيم للتعلم المستند إلى المشكلة لا يعني الاختلاف حول العناصر الأساسية المكونة لمفهوم التعلم المستند إلى المشكلة ، بقدر تعدد الاتجاهات التي عالجت هذا المفهوم وسأورد هنا رأي العالم روبرت ديليسيل (1997) الذي عرف التعلم المستند إلى المشكلة بأنه إستراتيجية تعلمية – تعليمية تستند إلى تقديم موقف يقود الطلبة إلى مشكلة ومن ثم يتعين عليهم التفكير بخطوات لإيجاد حل لها، وليس بالضرورة أن يكون للمشكلة حل واحد صحيح ؛إذ أن كثيراً من المشكلات لا يكون لها إجابة صحيحة ، كما تتطلب هذه الإستراتيجية من الطلبة التفكير في طرح مجموعة من الأسئلة وجمع معلومات من مصادر متنوعة وتوليد حلول محتملة، ومن ثم العمل على تقييم البدائل لإيجاد أفضل حل وأخيراً يقدمون استنتاجاتهم الخاصة حول المشكلة قيد البحث . إن الغرض من التعلم المستند إلى المشكلة ليس التوصل إلى إجابة نهائية للمشكلة ، حيث أن مثل هذا النوع من التعلم ليس له إجابة صحيحة واحدة يمكن أن يُجمع الطلبة عليها ، بل إن التعلم وفق هذا النوع يحدث من خلال عملية الحل ، والتفكير في خطوات الحل والبحث والاستقصاء عن المعلومات ذات العلاقة من مصادر متعددة .كما أن ثمة هدف آخر يتمثل في إيجاد روابط بين الطلبة والمجتمع الذي يعيشون فيه وبالتالي العمل على جعل الطلبة مهيئين للمجتمع الكبير والخروج بهم من نطاق المناهج الدراسية المقررة إلى مجال المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المجتمع وفيما يتعلق بالمعلم فإن التعليم المستند إلى المشكلة سيفرض على المعلم على الأقل تغيير مكانه في غرفة الصف، من خلال إتاحة الفرصة للطلبة للتنقل من مكان إلى آخر باثاً بينهم أبهى صور التفاعل العلمي ، بدلاً من دوره التقليدي والمتمثل في مركزيته في كل معلومة هو مصدرها . وقد يكون الهدف الرئيس من التعلم المستند إلى المشكلة رفع سوية معايير أداء الطلبة النوعي ، إذ أن استراتيجياته تتطلب من الطلبة بذل الجهد الكبير المدعم بالعمليات الذهنية مقارنة بالتعلم التقليدي، حيث أن المشكلة المقدمة للطلبة والمحضرة بشكل جيد تمكن الطلبة من التعلم من مصادر متنوعة ونعمل على تدريبهم على اتخاذ القرارات المستندة إلى مصادر بحثهم وهذه الخطوات البحثية تمكن الطلبة من تنمية مهاراتهم البحثية وبالتالي العمل على مواجهة المشكلات التي تواجههم. في مثل هذا النوع من التعلم يلعب المعلم دوراً مختلفاً عما هو متعارف عليه في التعلم التقليدي، حيث أن ثمة مجموعة من الأدوار الحيوية التي يمكن إن يقوم بها المعلم فيما يلي تفصيل لها : 1. المعلم مصمم للمنهاج : وفق هذا الدور فإن المعلم يصوغ المشكلة من طبيعة المحتوى المتوافر لديه أو بالرجوع إلى المعايير التي يستند إليها المنهاج أو مستوى الإتقان المطلوب بلوغه من قبل الطلبة ، وكلما كانت المشكلة متسقة مع ميول وقدرات الطلبة واهتمامهم كان التفاعل في قمته وسيجتهدون في حلها، وفي هذا السياق فإن صوغ المشكلة يمكن إن يتم من خلال طريقتين ، هما : صوغ المشكلات قبل بدء العام الدراسي من محتوى المادة المقررة على الطلبة والطريقة الثانية ؛ تبرز أثناء عملية التعليم والتعلم من خلال بعض المشكلات التي تثير اهتمام الطلبة دون تحضير مسبق، وبالتالي يغتنم المعلم هذه الفرصة ليُكسب طلبته خبرة مرتبطة بحياتهم العملية . 2- المعلم موجه : وفي هذا الدور يقوم المعلم بتهيئة الجو المناسب للسير في خطوات حل المشكلة ، وإن من الأدوار الفرعية للمعلم وفق هذا الدور هو توفير أكبر عدد ممكن من مصادر المعلومات وتوجيه الطلبة لتحديد ما يعرفونه حول المشكلة ، وما يتعين عليهم إن يعرفوه ، وكيف يمكنهم أن يجيبوا عن أسئلتهم ، وقد يقدم لهم اقتراحات عندما لا يتمكنون من ذلك 3- المعلم المقيّم: من المتعارف عليه تربوياً أن التقييم عملية مستمرة وفي هذا النوع من التعلم فإن دور المعلم المراقبة الفاعلة للمشكلة، وجودة إنتاج الطلبة والبدائل التي يقترحونها لحل المشكلة ومستوى العمل الجماعي.إن تقييم أداء الطلبة أمر ضروري، ليس لمجرد العلامة، بل لمساعدتهم على التحسن والتطور واجتياز العقبات التي تواجههم. إن نموذج التعلم المستند إلى المشكلة يتسق بدرجة كبيرة مع حركة الانتقال المتطور والايجابي التي تنادي بوجوب بلوغ المتعلمين معايير عالية في التحصيل الدراسي ؛ إذ يعتمد هذا النموذج إلى تطوير قدرات الطلبة على تكوين الفهم العميق للمادة الدراسية التي يتعلمونها ، كي يحققوا تقدماً ونجاحاً عالياً في مستوى التحصيل في عالم غدا التسارع المعرفي والتكنولوجي أحد سماته الأساسية ، إضافة إلى إثارة مستوى عالِ من الدافعية الداخلية ، كما يركز على تبني مهارات التفكير الاستدلالي وتعزيز مستوى توليد الحلول الخلاقة والاستقلالية ،وفي الوقت نفسه يتبنى التعلم المستند إلى المشكلة خيارات التعلم الإتقاني للمهارات والمفاهيم التي تُعلَّم للطلبة .[/rtl] |
|