ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: حب التملك.. قصة أزلية بين الحماة والكنة الأربعاء 11 مارس 2015, 2:00 am | |
| [rtl]حب التملك.. قصة أزلية بين الحماة والكنة[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
أبواب - ريحان الروابدة - شهر واحد من زواج علي ودعاء كان كفيلا لرسم نهاية مأساوية لعائلة حديثة التكوين ، فما هي إلا أيام قليلة وبدأ الخلاف يدب بين العروس والحماة ، في مشهد يتكرر يوميا ، إلى أن وصلت العلاقة إلى طريق مسدود قضى على أحلام دعاء وعلي في تكوين عائلة سعيدة. حالة دعاء و «حماتها» ليست الوحيدة فالكثير من القصص والحكايات التي نسمع عنها يوميا تصور لنا الصراع الشائك والأزلي في مختلف المجتمعات حتى أصبح سلوكا واضحا ومتكررا. و تكثر الخلافات بصورة واضحة بين الكنة والحماة ، وتتعدد أسبابها دون معرفة السبب الرئيس لهذا التوتر في العلاقة بينهم فكل طرف منهما تدافع عن حقها المشروع في الرجل الذي يكون الخاسر الأكبر في هذا الصراع فكل طرف يسعى للسيطرة والتأثير عليه. ولاحقت الأمثال والطرائف هذه العلاقة القائمة بين الحماة والكنة منها « إذا تفاهمت العجوز والكنة ، إبليس يدخل للجنة ، « مكتوب ع باب الجنة كره الحماة للكنة «، « الحماة عمى ولو كانت ملاك»، « لابد يا كنة تصيري حماة «. كل هذه الأمثلة والطرائف صورتها القصص والحكايات وبعض وسائل الإعلام الذين شوّهوا هذه العلاقة حتى اعتقد المقبلين على الزواج أن هناك معركة مع أم الزوج أو الزوجة بانتظارهم . وفي هذا السياق تقول أم عدنان « ربة منزل « أن من الأسباب التي تشحن الأجواء بين الكنة والحماة شعور الأم بتغير سلوك ابنها في معاملتها ، وإفصاح الابن عن مشكلاته للأهل عموماً وخصوصاً للأم يزيد من توترالعلاقة ،خاصة وأن الأم أكثر من يتأثر إذا شعرت أن ابنها غير مرتاح أو أن أمواله تضيع. تضيف أم عدنان أن سوء الفهم من قبل الطرفين يزيد من حجم الفجوة في العلاقة ، فالكنة تريد الاستقلال في حياتها ورسم مخططات لمستقبلها دون أية تدخلات بالمقابل لا تتخيل الحماة أنها ستفقد حقها في التدخل في شؤون ابنها . بدورها تشير العشرينية عُلا المصري إلى أن الأنثى طبيعتها تميل للغيرة وحب التملك وهما المحوران الأساسيان اللذان تتمركز حولهم هذه العلاقة فالابن قبل الزواج كان لصيقا بأمه أمّا الآن فهو صاحب مسؤولية بعيدا عنها، والكنة أيضا تعتقد أن هذا الرجل هو ما تحلم به وتريد امتلاكه بعيدا عن كل نساء الأرض. وتضيف المصري هذا الصراع يقع عواقبه على الزوج فهو المسؤول أولا وآخرا عن تقريب المسافات بين زوجته ووالدته أو زيادة الأمور سوءاً إن لم يستطع أن يوازن بين المسؤوليات الموكلة إليه دون أن يُهمل واجباته مما يؤدي إلى تراكم الخلافات ليحدث شرخا كبيرا قد يصعب رتقه. وفي المقابل ترى الثلاثينية هبه أيوب أن لكل شيء وجها آخر فإن العلاقة المتوترة بين الحماة والكنة اختفت ظاهرياً نتيجة لتغير وتطور الظروف الاجتماعية والنفسية وزيادة نسبة الوعي والثقافة بين الطرفين . وأكدت أيوب أن بعض المشاكل التي تُخلق هي ملح الحياة في العلاقات الاجتماعية وهذا أمر طبيعي جدا والعكس قد يكون غريبا. ويوافقها بالرأي الثلاثيني أحمد عبيدات إذ يرى أن المشاكل بين أفراد العائلة موجودة وتحدث باستمرار لكن يبقى الاختلاف في الاحترام الذي يقع على كاهل الطرفين ومحاولة للجوء إلى كافة أساليب الحوار المُجدي والبنّاء لكي نحصد من وراء هذه العلاقة وردا لا شوكا . ويُشير علماء الاجتماع إلى أن البحث عن مسببات هذا الصراع من الصعب حصرها، ولا يوجد أي حلول لطرح معاهدات السلام إذا ما كان هناك أسس سابقة مبنية على المحبة والتفاهم. وفي هذا السياق يقول الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور موسى المطارنة أن العِداء الزمني بين الكنّة والحماة نتيجة لثقافة قديمة ازدادت على مر العقود ، فالأم تعتبر أن الزوجة أخذت ابنها بسهولة منها ، والزوجة تعتبره مملكتها الجديدة وحياتها المسقبلية من هنا يبدأ الصراع . ويُضيف المطارنة أن أغلب الأسباب النفسية لهذا الصراع مبنية على الجانب الأناني والنرجسي المنطلق من حب التملك لكلا الطرفين، يقع بسببها الزوج في الحيرة الكبيرة والصعبة في اتخاذ قراره بين إرضاء والدته وراحة زوجته خاصة وأنه الوحيد القادر على التعامل مع هذه الظاهرة ويدرك أبعادها. وأشارالمطارنة الى أن العلاقة بين الزوجين يجب أن تبنى على الصراحة والصدق والحوار الحقيقي، ليستطيع كل واحد منهم أن يتقبل أخطاء الطرف الآخر بكل صدر رحب. وبين المطارنة أن القليل من الحب وتحكيم العقل من طرف الحماة والكنة يستطيعان أن يحافظا على ديمومة نجاح العلاقة الأسرية. وأوضح المطارنة أن غالبية الفتيات يلجأن في مشاكلهن الزوجية الى أقربائهم أو صديقاتهم من ذوات خبرة وتجربة قليلة للبحث عن الحل المناسب وقلما يجدن ، ليزدن الأمور تعقيدا. وأكد المطارنة أن مجتعمنا يفتقر لمؤسسات تثقيف وتوعية تحمل على عاتقها ايجاد الحلول لمشاكل الأسرة تضم تحت مظلتها أخصائيين ومستشارين لديهم سعة أفق وحنكة في التعامل والحل.[/rtl] |
|