[size=48]العبــر والدروس ؟[/size]
[size=24]ظواهر أوجعت القلوب وأدمت .. وحكايات وحكايات تروى .. أوجدت الظروف أقواماً ليعبروا حفاةَ فوق حمم البراكين .. يبتغون الوصول إلى ظل دوحة تقبلهم لحين مرور العواصف الظالمة .. وأجبرتهم ساحات الموت إلى الفرار صوب كل الجهات المتاحة .. وحكايات ومرارات تروى في تلك الجهات .. قصص تدمع العيون وتعصر القلوب .. ظواهر أطلت من رحم العصر الحديث هي ما كانت في الماضي .. ولم تكن يوماً من اجتهادات الخيال .. اشتكت الخيام من كثرة الرواد .. وأشتكى البعض من كثرة الضيوف .. والضيف ما كان ليميل هامته في مهانة ومذلة لو لا تلك الظروف الضاغطة .. وما الذي يجبر الناس أن يقبلوا بالمر إلا الأمر .. ولكن في النهاية الحكمة هي ضالة المؤمن .. فلا يعرف نعمة الأمن والطمأنينة إلا من يمر بتجربة الفوضى والقتل والسلب وهتك الأعراض .. عندما تصبح الدنيا مظلمة في الأعين .. وتظل الأيدي فوق القلوب .. وتهون الأنفس والقيم .. وهناك الويل على الأسر وعلى الأهل والأطفال والنساء .. جحيم يطال الصغير والكبير والنساء والرجال .. بيئة غالباَ ما تظهر فيها الأيدي الباطشة الناهبة الفارضة للجبايات .. تظهر فيها البلطجة بحجج حماية مفروضة مزعومة أو بغير حجج حتى .. والأوجع والأمر عندما تملك تلك الأيدي نفسها السطوة في هتك الأعراض كيف شاءت ومتى شاءت .. وعندما تتحول ناحية من أفراد الأمن والنظام إلى قوة خارجة عن طاعة القوانين وتتمرد .. ثم تبدأ بطشها وهي تملك القوة والسطوة والسلاح والخبرة في القتال .. خالية من جهات فوقية تحاسبها أو تمنعها أو تردعها . [/size]
[b].............تلك بيئة مظلمة قاتمة .. والذين يمرون بتلك التجارب القاسية المؤلمة تكون غاية أحلامهم في قطرة أمن ولو كان في ظل حاكم ليس هو بذلك المطلوب أو المرغوب متى ما أوجد أمناً وهيبة توجد الطمأنينة والسلام بين الناس .. والتجارب أثبتت أن نعمة الأمن نعمة جاثمة بين الناس ولكن لا يقدرها ولا يعرف قيمتها الناس إلا عند الفوضى وسيطرة الأشرار .. والصبر على الجوع والعطش والأمراض يقبل التحايل ويقبل المواساة لحين الفرج ,, ولكن من العسير الصبر على الظلم والعيش في ظل الخوف وعدم الأمن .. ومن الصعب جداَ السكوت ومجاراة القتل والفوضى وهتك الأعراض والحياة في ظل انكسار يجرح الكبرياء .. وكلها تؤدي في النهاية للموت والخزي والدمار والفناء .[/b]