منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Empty
مُساهمةموضوع: احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة   احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Emptyالخميس 11 يناير 2018, 7:07 am

احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة


أسامة شحادة
رغم أن الكثير من الناس مهتمون ومؤيدون لإنهاء احتلال الأقصى من قبل اليهود والصهاينة، إلا أنهم لا يدركون كثيرا من تاريخ الأقصى وقضيته، ولا يدركون الكثير من الدروس التي ارتبطت بفتحِه وعمارته ونهضته وتقدمه، ولا بدروس احتلاله واغتصابه من الصليبيين، ولا بدروس استعادته وتحريره على يد صلاح الدين، ولا بدروس تكرّر احتلاله من الصليبيين بعد تحريره بـ 42 سنة ولمدة 10 سنوات، ثم احتلاله مرة ثالثة من الصليبيين لمدة سنة!
في هذا المقال سنركز الحديث عن تاريخ الاحتلال الصليبي الثاني والثالث والدروس غير المستفاد منها لليوم في التعاطف والاهتمام والعمل لنصرة الأقصى المحتل للمرة الخامسة على يد اليهود سنة 1948 جزئياً حيث القدس الغربية، وسنة 1967 كلياً باحتلال القدس الشرقية، بعد احتلاله للمرة الرابعة على يد بريطانيا سنة 1917 لمدة 30 سنة.  
كثير من الناس لا يعرف أن القدس والأقصى بعد تحريرهما على يد صلاح الدين سنة 583 هـ/ 1187 م تم إعادة احتلالهما من الصليبيين سنة 627هـ/ 1229م لمدة عشر سنوات، فبعد وفاة صلاح الدين سنة 589هـ / 1193م انقسمت دولته بين أبنائه: الملك الأفضل علي بن صلاح الدين، الذي تولى على القدس ودمشق، والملك العزيز عماد الدين عثمان بن صلاح الدين، الذي تولى على مصر، وبين إخوة صلاح الدين: الملك العادل الذي تولى على الأردن والكرك، وبعض ولاة صلاح الدين أعلنوا استقلالهم عن الدولة الأيوبية التي أسسها صلاح الدين، مثل عز الدين مسعود، والي الموصل، وقد حذر العلماء من خطورة هذا التفتّت للدولة الأيوبية.
وفوق مصيبة التفتت والتشتت كان كلا الملكين الأفضل علي بن صلاح الدين والعزيز عماد الدين سيئي التعامل مع العلماء والأمراء والعامة، فشاع الظلم وتفشت الضرائب المجحفة، كما نشبت بينهما النزاعات والخلافات المتكررة.
وأرسل أهل دمشق للملك العزيز عماد الدين عثمان يطلبون قدومه من مصر وتخليصهم من شر أخيه الأفضل، الذي وجدها فرصة سانحة للاستيلاء على ملك أخيه وليمدد ملكه! لكن عمه العادل نصحه بالبقاء في مصر فاستجاب له وعاد لمصر بعد أن كان قد وصل جيشه لجنوب فلسطين، ولكن أهل دمشق كرروا الطلب من العزيز فتحرك مرة ثانية واستعان بعمه العادل الذي فشل في الإصلاح بينهما، فرأى معاونة العزيز على الأفضل الذي اعتبره الأسوأ، وفعلا استولى العزيز على القدس ودمشق ولكن العادل طلب منه العودة لمصر وأن يتولى هو أمر دمشق، فأصبح العزيز يحكم مصر وفلسطين والقدس، وتم إرضاء الأفضل بحكم منطقة حوران.
وفي ظل هذه الخلافات والصراعات (الأخوية) قامت الإمارات الصليبية في عكا وصور وطرابلس وأنطاكية بالتنسيق فيما بينها ومراسلة بابا روما لشنّ حملة صليبية جديدة ضد القدس والأقصى، لكن قدّر الله عز وجل أن تدبّ الخلافات بين هذه الممالك والجيش الألماني القادم لهذا الغرض، والذي عاد أدراجه بسبب هذه الخلافات!
ومع كل هذه التحديات تضاعفت صراعات الأيوبيين فيما بينهم، فحين توفي الملك العزيز سنة 595هـ، خلفه ابنه المنصور، وكان عمره 10 سنوات، فطلب أمراء الجيش من الأيوبيين في الشام أن يرسلوا وصيّا على المنصور، فبادر الملك الأفضل لذلك واستلم حكم مصر، وسرعان ما أساء السيرة مع أهل مصر، وحبك المكائد ضد عمه الملك العادل في الشام، وفعلا شن هجوما على دمشق استمر لستة شهور لكنه فشل وعاد لمصر، لكن العادل لاحقه وهزمه واستولى على حكم مصر، وبذلك عادت دولة صلاح الدين لتتوحد تقريباً من جديد على يد العادل، لكنه كرر سياسة صلاح الدين بتولية أبنائه الحكم في عدة مناطق، فلما مات سنة 615هـ، تفرقت الدولة إلى ثلاث ممالك يتولاها: الكامل، والمعظم، والأشرف، مما حدا بالبابا الدعوة لحملةٍ صليبية جديدة، والتي تحركت ووصلت لدمياط في مصر، واحتلتها وهددت الملك الكامل باحتلال مصر إذا لم يسلمهم القدس، لكن أخاه المعظم، والي دمشق، أرسل له نجدة صغيرة.
رافق ذلك هجوم المغول من جهة الشرق حتى وصلوا مشارف العراق مما أشغل الناس عن مناصرة الملك الكامل في مصر ضد الصليبيين، فرضخ الكامل وتفاوض على القدس! لكن الصليبيين طمعوا بمصر مع القدس مما اضطر الكامل والمصريين للمقاومة، وفعلا بقيت مقاومة الصليبيين قائمة مدة 3 سنوات حتى تراجع الصليبيون إلى عكا.
وفي سنة 624هـ، توفي الملك المعظم، فاقتسم أخواه مملكته، فالكامل ضمّ القدس لملكه في مصر، والأشرف ضم دمشق لحكمه في الأردن، وقبل تولي الكامل لحكم القدس كان قد استنجد بإمبراطور ألمانيا، فريدريك الثاني، لمعاونته ضد أخويه المعظم والأشرف مقابل أن يسلّمه القدس!! لكن فريدريك لم يصل إلا في سنة 625هـ، مع 500 فارس فقط بعد تولي الكامل لحكم القدس مما جعل الكامل يتراجع عن وعده وبدأ مفاوضات طويلة مع فريدريك، أسفرت عن موافقة الكامل على اتفاقية هدنة مدتها عشرة سنوات تنازل فيها عن القدس والناصرة وبيت لحم واللد وصيدا لفريدريك دون قتال شريطة أن لا يبني بها الصليبيون قلاعا، حيث كان الملك المعظم قد خرب أسوارها عندما حاصر الفرنج دمياط، بل تترك كمدينة دينية مفتوحة لا يُمنع منها المسلمون مقابل عدم مهاجمة ملكه في فلسطين ومصر، ليتفرغ لقتال أخيه!!
ووصف المؤرخ المقريزي حال المسلمين عند عقد الاتفاق سنة 627 ه بقوله: "إن الملك الكامل أرسل رجاله، فنودي بالقدس بخروج المسلمين منها لتسليمه إلى الفرنج.. فاستعظم المسلمون ذلك، وأكبروه، ووجدوا من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه.. واشتد البكاء وعظم الصراخ والعويل، وحضر الأئمة والمؤذنون من القدس إلى مخيم الكامل، وأذّنوا على بابه في غير وقت الأذان، واشتد الإنكار على الملك الكامل، وكثرت الشفاعات عليه في سائر الأقطار".
واستمرت القدس محتلة حتى سنة 635هـ حيث تفاقمت خلافات الأيوبيين بعد وفاة الملك الأشرف والملك الكامل، وانتهز الصليبيون الفرصة وبدأوا يعدّون لحملة جديدة باعتبار اتفاق الكامل سقط بموته، وبنوا قلعة برج داود بالقدس، مما عدّه الناصر داود ابن المعظم نقضا للهدنة والاتفاق فاستعان بالخوارزميين، وجاء من الأردن وهاجم القدس وهدم البرج بالمنجنيق وحرّر القدس بعد عشر سنوات (636 ه‍).
ولكن مع الأسف سرعان ما عادت الخيانات والخلافات بين الأيوبيين لتجعل الناصر داود نفسه يتفق مع الصالح إسماعيل، والي دمشق، على تسليم القدس للصليبيين لكسب معونتهم ضد ابن عمهم الصالح نجم الدين أيوب، ملك مصر، وذلك سنة 641هـ، ويروي المؤرخ ابن واصل الحموي تلك المصيبة فيقول: "فرأيتُ الرهبان والقسوس على الصخرة المقدسة، وعليها قناني الخمر برسم القربان، ودخلتُ الجامع الأقصى وفيه جرس معلّق، وأُبطل بالحرم الشريف الأذان والإقامة، وأُعلن فيه بالكفر"!!
ومرة ثانية استعان الصالح نجم الدين أيوب ملك مصر بالخوارزميين لتحرير القدس سنة 642هـ، في معركة رهيبة قرب غزة سماها بعضهم بحطين الثانية، تجمعت فيها جيوش ممالك الصليبيين وجيش الصالح إسماعيل ضد جيش مصر الصغير الذي تمكن من هزيمتهم، وساعده في ذلك انشقاق أغلب جيش الشام وانضمامه إلى جيش مصر ضد الصليبيين، وبذلك انتهى الاحتلال الصليبي للقدس، والذي بلغ مجموع سنواته 99 سنة، ليتجدد مع الاحتلال البريطاني، ومن ثم اليهودي.
ومن أهم الدروس الواجب الاستفادة منها في واقعنا الحالي من هذه التجربة المرة خطورة الخلافات والصراعات الداخلية داخل الصف الواحد. وكيف أن الأعداء كانوا على أهبّة الاستعداد لاقتناص الفرصة ونصرة طرف على آخر طالما أن إن كانوا سيجنون فائدة.
ومشابهة ذلك الحال السيئ لما هو حاصل اليوم في واقعنا السياسى مشابهة واضحة، حيث تتراشق الدول العربية والإسلامية فيما بينها الحملات الإعلامية، وأحياناً العسكرية، وأسوأ هذه الصراعات العسكرية على الإطلاق هو عدوان إيران ومليشياتها ضد عدد من الدول بقيادة (فيلق القدس)، بحجة البحث عن طريق القدس! والمستفيد الوحيد من تدمير هذه الدول وقتل أهلها وتشريدهم هم اليهود محتلو القدس! 
 والأخطر من الحروب الأهلية بين الدول العربية والإسلامية انجرار الشعوب العربية لهذه الصراعات الإعلامية والسياسية وتراشقها التخوين والشتائم، مما يفتت الوحدة الباقية على مستوى الشعوب، فمرة تنشب هذه المعارك بين الشعوب لسبب تافه كالمعارك بسبب كرة القدم، ولعل نموذج مصر والجزائر مثال واضح على ذلك، وقد يكون بسبب أكاذيب وإشاعات يتم ترويجها بين الشعوب ضد الشعوب الأخرى من قبل سفهاء أو خبثاء بإشراف عالمي، وقد يكون بسبب تحليلات سياسية مضللة. 
إن وعينا بضرورة وحدة شعوب الأمة على الحق بانتهاج صحيح الإسلام من جهة والحرص على الوحدة والاتفاق والاجتماع مع تقديم النقد البناء وحصر الصراع والعداء مع الأعداء الحقيقيين للأمة وعدم الانجرار خلف الشائعات والمعارك الجانبية والوهمية لهو من الواجب الذي على الجميع التزامه.
لنتوقف جميعا عن نشر الخلافات المبنية على الإشاعات والأكاذيب، ولنتوقف عن نشر الكراهية وتفريق الصف في وسائل التواصل الاجتماعي أو في حواراتنا المباشرة، فالأقصى لا يُنصر بالوقيعة بين الناس والشعوب والدول وتفتيت الصف واللحمة وإثارة الحروب الأهلية والبينية، فهل نتعلم الدرس التاريخي!


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 11 يناير 2018, 7:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة   احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Emptyالخميس 11 يناير 2018, 7:09 am

"فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا"





د. محمد المجالي
حاولت الرجوع إلى مقالات حول حديث التوراة نفسها عن هلاك بني إسرائيل، ووجدت أشياء كثيرة، وفي أسفار متعددة، ولغتها غريبة نوعا ما، وهناك ما له علاقة بكيانات قائمة مثل (ناطوري كارتا: حارس المدينة)، والأهم من هذا الأحداث المتسارعة التي تجري لليهود على أرض فلسطين، حيث يهودية الدولة التي من خلالها سيقترفون مزيدا من الخطايا، وارتكاب الخطايا وفق كتابهم هي من أسباب هلاكهم، يسيطر عليهم مفهوم الهيكل وبناؤه على أنقاض المسجد الأقصى، ووفق نبوءاتهم فإن هذا قريب، وهم ينتظرون المسيح الحقيقي (لأنهم لا يعترفون بعيسى عليه الصلاة والسلام)، ولا يظهر المسيح الحقيقي إلا بعد بناء الهيكل، والهيكل قد أُعِد منذ فترة، ولكنهم ينتظرون الفرصة السانحة، وما جرى أخيرا من تواطؤ أميركي قد يتبعه تواطؤ عالمي بل ربما عربي، كل ذلك ينبئ عن قرب حدوث شيء عظيم، أقله هدم المسجد الأقصى المبارك، فقد قرأت عن شيء اسمه (عيد الحانوكاة التوراتي) الذي يصادف هذه الأيام، حيث تطهير المعبد من اليونان، ويهمون الآن بنقل شمعدان كبير إلى داخل المسجد الأقصى، إيذانا بتدشين بناء معبدهم من جديد.
ولحيرتي حول النصوص الكثيرة الواردة، ولأن مصداقيتها مشكوك فيها أصلا بعد التحريف الذي حدث لها كما يخبرنا القرآن: "يحرفون الكلم من بعد مواضعه"، فما وجدت أكثر من القرآن صدقا ليخبرنا عن حقيقة بني إسرائيل وما جرى لهم، وما سيجري لهم حتى نهاية العالم، وكذلك ما أخبر به الصادق المصدوق صل الله عليه وسلم من أحاديث حول حقيقة يهود وما يكون بيننا وبينهم في قابل الأيام.
تحدثت سورة الإسراء في مطلعها عن إفسادَيْ بني إسرائيل، وهذان الإفسادان مقرونان بعلو كبير لهم في الأرض، والصحيح أن الإفسادين في زمن الإسلام لا ما قيل إنهما قبل ذلك زمن الأشوريين وغيرهم، فالإفساد الأول ينتهي ببعث عباد لله أولي بأس شديد، ونسبة العباد إلى الله تقتضي أنهم من خيرة الناس، وهذا ما كان زمن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. وتتحدث الآيات عن إمهال بني إسرائيل مرة أخرى، وأن الله رد لهم الكرة على المسلمين، ربما لفساد وقع فيهم حين نسوا واجبهم ودينهم، وأمدهم الله بأموال وبنين وجعلهم أكثر نفرة في الحرب، وهذا ما أخبرتنا به الوقائع منذ تأسيس كيانهم حتى الآن، وذكر الله هنا موضوع الإحسان: "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها"، وكأني بالآيات تخبر أنكم يا بني إسرائيل في اختبار الإحسان والإساءة، ولكن الواقع يشهد بما أساؤوا وما ارتكبت أيديهم من جرائم وقتل وظلم، فلا يمكن –والحال هكذا- إلا أن تذوقوا من جنس ما أذقتم الآخرين، فهذه الأرض مقدسة طيبة، ولا يُعمَّر فيها ظالم، فلا بد من نهاية، هي التي ذكرتها الآية، فاستحقاق القضاء على بني إسرائيل هو إفسادهم الثاني المرتبط بالإساءة: "فإذا جاء وعد الآخرة..."، وحينها تساء وجوههم، ويدخل المؤمنون الصالحون المسجد كما دخلوه أول مرة، ويدمروا كل هذا العلو، ماديا كان أو معنويا.
ليس هناك أكثر من القرآن وضوحا وصدقا بأن هذا كائن لا محالة لبني إسرائيل، والنص كان في غاية الإنصاف، فالذي يقضي على بني إسرائيل هم أنفسهم، حين أساؤوا، بل تجاوزوا الحد كثيرا، فإفسادهم ليس على الأرض المقدسة فقط، بل يكاد يعم الأرض كلها.
قد نفهم أن ما حل بالمسلمين جميعا أنه من صنع أيديهم، حين تركوا أسباب العزة، وتشتَّتَ ولاؤهم، بل أصبح بأسهم بينهم شديدا، ولا شك أن وجود اليهود مرة أخرى على أرض فلسطين كان في حالة غفلة من الأمة وضعف، حيث استعمار تحكم بقوة في تشتيت الأمة وتقسيمها والتحكم بمقدراتها وإرادتها، وكانت الفرصة القوية للاستعمار بزرع كيان غريب بيننا، ومع تقسيم العالم الإسلامي إلى دول وكيانات ازداد التشتت، وإذا أضفنا إلى ذلك ارتباط كثير من هذه الدول بأصل المستعمِر، إذ له الكلمة الأولى، فهنا ندرك كم نحن بحاجة إلى نهضة شاملة واعية قوية.
إنه وعد الله تعالى، وتسارع الأحداث الآن دليل قوي على مصداقية القرآن، فاليهود هم الذين يجنون على أنفسهم هذه المرة، يتجرؤون وما زالوا يظنون أن العالم تبع لهم، وها هي الشعوب الحرة في العالم تدرك خطورة اليهود، ولا شك أن تهوّرهم هذا سيعجل بالقضاء عليهم، ومن يدري؟ أهي أيام أم أشهر أم أعوام قليلة، ولكن لا بد لأمر الله تعالى أن يقع، وسيهيئ الله الظروف وفق حكمته ومشيئته.
يعز علينا أن يكون هذا كله أمرا مؤكدا وبعض الأمة يعيش في سبات، وبعض الأنظمة الحاكمة لا تعي الصراع التاريخي، ولا تأخذ بأبسط أسباب القوة بأن تحرر شعوبها، أن تكون لهم قيمة وكرامة. وبعض هذه الأنظمة مشغولة في صراعات وخلافات سخيفة أقرب إلى الصبيانية، فالعدو وما يمكر به تجاهنا كفيل بأن يوحدنا ويلم شعثنا، فلا بد لهؤلاء الذين ربطوا مصالحهم وأهواءهم بالغرب وباليهود أن يعوا حقيقة الواقع، وأن الكفة –وفق الوعد الإلهي- تميل إلى صالح المسلمين.
كان الأجدر باليهود –وقد عانوا من الشتات والتشرد- أن يحترموا النفس الإنسانية، ولكن العجيب أنهم طبقوا على الفلسطينيين ما حل بهم هم أنفسهم، وهذه رعونة وقلة إنسانية، ولا بد يوما محاسبون عليها، فكما تدين تدان.
بقي أن أشير إلى ما ورد في سنة النبي صل الله عليه وسلم من أخبار في حتمية انتصار المسلمين على اليهود ولو بعد حين، فهو نص صحيح بأن ذلك كائن حتى قبل علامات الساعة الكبرى، ولا ربط بينه وبين المهدي، فلعل ذلك يكون قريبا على أيدي أهل الجباه الساجدة، والضمائر الحية، وأهل القرآن على وجه التحديد، فحين ذكر الله تعالى إفساديْ بني إسرائيل في سورة الإسراء ذكر بعدها فورا: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، دليلا على أن أهل القرآن هم الذين سينهون علو بني إسرائيل.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 11 يناير 2018, 7:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة   احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Emptyالخميس 11 يناير 2018, 7:12 am

حال بيت المقدس في قبضة الفاطميين



أسامة شحادة
من المعلوم ما لِبيت المقدس من مكانة عالية في الإسلام، فقد كان هو القبلة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم، ولمدة تزيد عن 13 سنة، قبل أن تتحول إلى مكة المكرمة "قد نرى تقلّب وجهك في السماء فلنولينّك قبلة ترضاها فوَلِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فَولّوا وجوهكم شطره" (البقرة: 144)، كما أنه قد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنة تقريباً إليه من مكة المكرمة "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" (الإسراء: 1)، ومن هناك وفي نفس الليلة عُرج به صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى فوق السماء السابعة كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وقد أشار القرآن الكريم للمعراج النبوي في قوله تعالى عن رؤية النبي صل الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام على حقيقته: "ولقد رآه نزلةً أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى" (النجم: 13-15).
ولمكانة بيت المقدس القيمة رحل الخليفة الفاروق رضي الله عنه بنفسه من المدينة المنورة إليها ليتسلم مفاتيحها سنة 15هـ، ولم يفعل ذلك مع مدينة غيرها، وقد كان رهبان القدس وأحبارها امتنعوا عن تسليمها إلا لمن هو مكتوب عندهم صفته، وهي صفة الفاروق رضي الله عنه!
وقد بقيت بيت المقدس منذ تلك اللحظة محل التقدير والاهتمام بعمارتها ورعايتها، حيث قام الفاروق بتأسيس المسجد القبلي وتنظيف الصخرة من القمامة التي راكمها الروم عليها، ودخل كنيسة القيامة ولم يصلّ بها حتى تبقى ملكا للنصارى، وهو الأمر الذي استمر منذ ذلك الوقت، إلا مدة قصيرة أيام الفاطميين سنشير لها بعد قليل، وبعد استرداد بيت المقدس على يد صلاح الدين تم إعادة كنيسة القيامة للنصارى وفاءً للعهدة العمرية، ولكن بسبب تفرّق النصارى واختلافهم إلى طوائف متعددة، وتحسبًا لنشوب الصراعات بينهم حول من هو أحق بمفاتيح الكنيسة، عهِد صلاح الدين بمفتاح الكنيسة إلى عائلتين مسلمتين هما عائلة جودة وعائلة نسيبة، واللتان تقومان بفتح أبواب الكنيسة وإغلاقها كل يوم منذ ذلك الوقت وإلى اليوم.
وفي دولة بني أمية أضيف لبيت المقدس أهمية سياسية -مع مكانتها الدينية- حيث كان الخلفاء يجتمعون بولاتهم فيها، وكان الخليفة يؤمّ الناس في المسجد الأقصى بنفسه، وكانت الخطوة الكبرى في الاهتمام ببيت المقدس بِناء الخليفة عبدالملك بن مروان قبة الصخرة في سنة 66هـ، والتي أتمّها ابنه الوليد سنة 72هـ، والتي بقيت لليوم معلما فريداً تدلّ على مكانة وتميز وفرادة بيت المقدس عن سائر المدن في المعمورة. 
وفي عهد العباسيين أصدر الخليفة أبو جعفر المنصور تقليدا يُلزم الخلفاء العباسيين بزيارة القدس -ولو لمرة واحدة- في تعبيرٍ عن أهمية بيت المقدس ومكانتها وشرفها. 
ظل بيت المقدس محل الرعاية والاهتمام على تعاقب الخلافات والدول والإمارات والسلطنات التي حكمته إلا في زمن الدولة الفاطمية التي شذّت عن تلك السياسة، وهو ما سنبيّنه في النقاط التالية:
1 - الدولة الفاطمية هي دولة شيعية إسماعيلية قامت سنة 297هـ/ 910م في تونس، وهي دولة عقائدية سعت إلى نشر فكرها وهدم الخلافة العباسية، ثم توسعت فاستولت على مصر سنة 358هـ/ 969م، على يد جوهر الصقلي، بعد حملات عسكرية فاشلة سنتي 301هـ و 306هـ، والتي استبدلت بحملة غزو ديني عبر دعاة الفاطميين الشيعة، والذين تمكنوا من نشر دعوتهم في مصر واستقطاب الكثير من أهلها وقادتها للتبعية للفاطميين مما سهّل سقوطها في حض جوهر الصقلي دون قتال!
وفي نفس العام (358هـ) تحرك جوهر الصقلي نحو بلاد الشام للسيطرة عليها ومدّ سلطان الفاطميين هناك لتحقيق مطامعها، وفعلاً تمكن من الاستيلاء على فلسطين ودمشق في 360هـ، ومن هنا بدأ الحكم الفاطمي على الشام، والذي استمر لمدة قرن تقريبا، وشهد خلال ذلك مدّا وجزا بحسب الصراعات مع الخلافة العباسية والدول والإمارات والقوى الموجودة بالشام حتى سنة 465هـ حيث طردهم السلاجقة من القدس.
2 -ومنذ استيلاء الفاطميين على فلسطين والشام ومصر بدأوا في نشر عقيدتهم وفكرهم الشيعي برغم أنهم تعهّدوا لأهل مصر أن لا يتدخلوا في شؤونهم الدينية، لكنهم -فور تمكنهم- - غيرّوا الأذان وأضافوا له "حيّ على خير العمل" وفرضوه على الجماهير بالقوة، وفي زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي أضيف للأذان أيضا "أشهد أن محمداً وعلياً خير البشر"، وتُورد الموسوعة الفلسطينية قصة الفقيه الزاهد أبي القاسم الواسطي الذي تجاهل هذه العبارة في الأذان في المسجد الأقصى فتمّت معاقبته بالسجن وقطع لسانه!!
ويسجّل خليل عثامنة في كتابه (فلسطين في خمسة قرون) أن الفاطميين منعوا صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان المبارك، وأمروا بسبّ الشيخين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق، رضي الله عنهما، علناً، وكتابة ذلك السبّ على جدران بيوت السنة، وتخيلوا مدى الجريمة التي يأمر بها الفاطميون أن الفاروق رضي الله عنه (فاتح بيت المقدس) يؤمر بسبّه في بيت المقدس نفسها، وسائر بلاد الشام ومصر!  
3 - كان تعامل الفاطميين مع أهل الشام سيئاً، ويقوم على البطش والتنكيل، فعندما سيطر الفاطميون على مدينة الرملة نهب جنودهم المدينة، فقام الإمام أبو بكر النابلسي بالذهاب إلى قائد الفاطميين وطلب منه أن يكف رجاله عن ذلك فاستجاب له، وعندما لم يتوقف النابلسي عن التصدي لظلم الفاطميين طاردوه من الرملة إلى دمشق حتى قبضوا عليه، وأرسلوه إلى مصر فسُلخ جلده وهو حيّ ثم ملئ تبنًا وعُلّق على جدار القصر في (داعشية) مبكرة! وذلك بعد أن ثبت في وجههم وصرّح لهم بقوله: لو كان معي عشرة أسهم لرميتُ أهل الكفر بسهمٍ، ورميت بالباقي الفاطميين". 
ولم يرضخ أهل الشام لظلم الفاطميين فكانوا يثورون ويحتجّون على بطشهم وظلمهم، وأورد المقريزي أنه في مرةٍ طلبوا من زعيم الفاطميين التخفيف من قمعهم وتنكيلهم فقال لهم: "ما أعفو عنكم حتى تخرجوا إليّ ومعكم نساؤكم مكشوفات الشعور، فيتمرغن في التراب بين يديّ لطلب العفو"!! وهو موقف لا يختلف كثيراً عن موقف محافظ درعا قبيل قيام الثورة السورية حين طلب من أهل درعا إحضار نسائهم!!
4 - ومع اعتداء الفاطميين على دين الناس وعقائدهم وعلى أموالهم وأعراضهم وأرواحهم قاموا بتأسيس دار للعلم مهمّتها بث الدعوة الإسماعيلية والعقيدة الشيعية بين الناس، فالدولة الفاطمية دولة دعوية قامت على نشر فكرها بين الناس وسخرت لذلك جهازا إعلاميا كبيرا قاده داعي الدعاة في القصر الفاطمي.
وبسبب ذلك الجهد الدعوي الفاطمي تقلص عدد زوار القدس وقلّ عدد العلماء فيها، وخلا المسجد الأقصى من الجماعات ومجالس العلم، ولم تعد القدس منارة للعلم كعادتها على مر العصور قبل الفاطميين وبعدهم.
5 - ولم يقتصر البطش الفاطمي في القدس على المسلمين السنة، بل شمل ظلمهم النصارى واليهود أيضاً في سنة 395هـ، وتصاعد ذلك في سنة 403هـ حين أصدر الخليفة الفاطمي أمراً بأن يعلق النصارى في أعناقهم صلباناً من الخشب، طول الواحد منها ذراع وعرضه ذراع، ووزنه خمسة أرطال! وأن يعلق اليهود في رقابهم قرامي من الخشب (بمثابة رأس العجل الذي عبدوه) وزن الواحد منها خمسة أرطال أيضاً!! 
وكان الحاكم بأمر الله الفاطمي في سنة 399هـ، أمَر بهدم بعض كنائس القاهرة وكنيسة القيامة في القدس وأمر كاتبَه النصراني ابن عبدون بكتابة ذلك الأمر! فهُدمت كنيسة القيامة سنة 400هـ، وبقيت مهدمة سنوات طويلة حتى رضخ الفاطميون لضغط البيزنطيين سنة 419هـ وسمحوا بإعادة بنائها، وهذا الهدم لكنيسة القيامة هو اعتداء على العهدة العمرية التي أقرّتها وحمتها عبر القرون قبل أن يكون اعتداءً على الكنيسة نفسها، والتي كان هدمها أحد مبررات وأسباب الهجوم البيزنطي على بلاد الشام والحملات الصليبية التي نجحت لاحقاً في احتلال القدس.
6 - وبعد أن تمكّن السلاجقة من طرد الفاطميين من القدس سنة 465هـ، بقيت خلاياهم تعمل لصالحهم، ولما انشغل السلاجقة بمقاتلة طلائع الصليبيين الزاحفة على بلاد الشام ومقاومة نشوء الإمارات الصليبية في الرها وأنطاكيا والدفاع عن المدن الإسلامية في شمال الشام، استغل الفاطميون ذلك بتواطؤ مع أتباعهم في القدس وهاجموها سنة 491هـ، واستولوا عليها في موقف غادر بالمصلحة الإسلامية، ويزداد الغدر دناءة حين نعرف أن الفاطميين كانوا قد تفاوضوا مع الصليبيين من قبل على إقامة حلف معهم ضد السلاجقة، نعرف مقدار جريمتهم ومشاركتهم في ضياع بيت المقدس واحتلالها حيث لم يتصدوا للصليبيين ولم يساندوا المقاومين والمدافعين من السلاجقة، بل خذلوهم وقاتلوهم، كحال محور المقاومة والممانعة اليوم الذي يتفرج على احتلال القدس ويطلق لها التغريدات والشعارات، ويطلق على أهل الشام الصواريخ والبراميل المتفجرة!
بل يتّهم ابنُ الأثير الفاطميين بأنهم هم من حرّض الصليبيين على مهاجمة الشام نكايةً بخصومهم السلاجقة، ولما نجح الصليبيون بإلحاق الهزيمة بالسلاجقة، نقضوا اتفاقهم مع الفاطميين وتوجهوا لبيت المقدس الذي كان بيد الفاطميين وردّوا وفدهم، ورغم مرور أشهر على النقض واستنجاد والي القدس الفاطمي بخليفته الفاطمي ووزيره الأفضل لنجدته والذي كان في وضع جيد وتمكن من صد هجوم الصليبيين أكثر من 40 يوماً، لم تصل نجدة الخليفة الفاطمي أبداً للقدس، بل وصل الأفضل لعسقلان بعد 20 يوما من سقوط القدس بيد الصليبيين، والذين قضوا أسبوعاً كاملاً يقتلون فيه المسلمين، رجالاً ونساءً وأطفالا، حتى بلغ عدد القتلى أكثر من 70 ألفا!
ولذلك كانت أولوية نور الدين زنكي وصلاح الدين لتحرير بيت المقدس القضاء على الدولة الفاطمية لتوحيد المسلمين وتوحيد مصر والشام والتخلص من الاطماع الطائفية والخيانات مع الصليبيين. 
هذه هي أبرز المحطات في تاريخ القدس زمن الفاطميين، والتي لا يدركها كثير من المقدسيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين، وما لم ندرك تاريخ القدس ومحطاته ونفحص دروسه وعظاته لن نتمكن من نصرته والدفاع عنه في حاضرنا ومستقبلنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة   احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة Emptyالإثنين 29 يناير 2018, 7:35 pm

الوصاية على القدس والتضليل السياسي والديني

 حازم عياد
الصورة الآخذة في التشكل توحي بأنه سيأتي يوم يدير المسجد الاقصى واوقافه مجموعة من رجال الدين المستوردين من عالم التطرف، يدافعون عن طاعة ولي الامر نتنياهو وحلفائه العرب، ويبررون الاحتلال بالقول: «انه تلاقح ثقافي وليس احتلالا»، ويحرمون خروج المرأة لمواجهة الاحتلال لأن ذلك يكشف عورتها امام جنوده.
والأسوأ من ذلك انهم قد يعمدون الى تصفية الائمة والعلماء وملاحقة المثقفين كما حدث في اليمن وليبيا؛ بحجة انهم خارجون على ولي الامر وفساق وزنادقة.
الصورة المتخيلة بشعة جدا؛ اذ سيعمد هؤلاء الى تكريس الاحتلال كواقع على ارض فلسطين باعتبار ان الصهاينة والعرب ابناء ابراهيم ومن ملة واحدة.
الغريب ان خبراء التطرف صامتون فباحثو «بزنس الجهاد» لم يعالجوا الظاهرة الى الان بالتحليل والتوضيح، إنما يواصلون تضليلهم السياسي بالحديث عن الجيل الخامس من المتطرفين نازعين من رؤيتهم الأبعاد الاقليمية والدولية في انتاج الظاهرة وتغذيتها، متناسين الحقائق المتعلقة بتخلق هذه الظاهرة التي في جيلها الخامس باتت منعكسة بصورة قوات «لحد الداعشية» التي تعمل كحرس حدود لتشديد الحصار على قطاع غزة، وفي صورة الغارات الجوية على قاعدة حميمين لطائرات دروون موجهة بالاقمار الصناعية، او في شكل جيوب آمنة على حدود العراق وسوريا.
الصورة مرعبة للشكل الذي ستتطور فيه الامور، ورغم ذلك فإن حالة الوعي بهذا التهديد كبيرة في الشارع الفلسطيني؛ امر عبر عنه قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية كحاتم عبد القادر من حركة فتح المسؤول عن ملف القدس او كحركة حماس التي بدأت بملاحقة العناصر اللحدية التي تعمل على محاصرة قطاع غزة وقطع شريان الحياة عن ساكنيه.
الحالة الفلسطينية فيها اطفال كـ عهد التميمي بشعرها الذهبي، وفيها رجال ونساء وشيوخ واطفال يتصدون للاحتلال في القدس الشريف، هم القادة الفعليون والاوصياء الحقيقيون على المسجد الاقصى، ورغم تغيب قيادات الداخل الفلسطيني في السجون وعلى رأسهم رائد صلاح وبتحريض من جهات عربية، الا ان المعركة لا زالت محتدمة مع الاحتلال في المسجد الاقصى؛ فالاحتلال في نظر اهل فلسطين ليس تلاقحا ثقافيا كما يروج المتصهينون او ظاهرة «كوزموبوليتية» كما يروج المهووسون بفضائيات التسلية والمسابقات، كما انه ليس طاعة لولي الامر نتنياهو كما يروج بعض ادعياء العلم الشرعي. 
ما يحدث في العالم العربي من فوضى وتصارع فاض على فلسطين وقدسها واهلها، وبات التصدي لهذه الظاهرة المرضية مسؤولية اجتماعية وسياسية وثقافية؛ فهي خطر حقيقي يهدد الفلسطينيين وجوديا؛ فالناتو الامريكي الصهيوني العربي ليس مجرد مشروع سياسي وامني، اذ يحمل في باطنه مقولات دينية شاذة ومتطرفة في نفس الوقت، وجيل خامس من المتطرفين الذين تم إعدادهم في مختبرات سياسية محكمة الاغلاق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
احتلال "الأقصى" والدروس غير المستفادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: