[rtl]ماذا بصندوق حماس الأسود من أسرى إسرائيليين؟[/rtl][rtl]التاريخ:21/4/2015 - الوقت: 7:56م[/rtl]في محاولة للاستفادة من الأجواء التي خلقها الإعلام الإسرائيلي، جاءت دعوة حركة حماس لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن "يتفقد جنوده ويتوقف عن تضليل شعبه"، لتزيد الغموض، وتبقي أسئلة مفتوحة: هل لدى حماس جنود أحياء أو أشلاء؟ وهل تجري مفاوضات لصفقة تبادل؟
ينشغل الإعلام الإسرائيلي منذ نحو أسبوعين بتفاصيل عدوان الصيف الماضي على قطاع غزة، وتحديدا معركتي الشجاعية التي فقدت فيها آثار الجندي شاؤول أرون، ورفح التي فقدت فيها آثار الجندي هدار غولدن.
ومن جهتها ترفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نشر أي تفاصيل عن ما لديها من جنود. وزادت الأمر غموضا بنشر صور لعدة جنود وعليها علامات استفهام، وعرض صندوق أسود خلال مهرجان لها بمدينة رفح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفي حينه، صرح عضو المكتب السياسي لحماس روحي مشتهى بأن حماس لن تكشف عن أي شيء ولن تقول أي كلمة حول مصير جنود الاحتلال في غزة إلا بثمنها.
تهيئة الرأي العام
يقول المدون والمتابع للإعلام الإسرائيلي محمد أبو علان إن تقارير الحرب لا تنشر عادة إلا بعد مرورها على الرقيب العسكري، موضحا أن تناول الإعلام الإسرائيلي بكثافة لمصير الجنديين غولدن وأرون جاء بعد نشر الجيش نتائج تحقيقاته في الحرب الأخيرة على غزة.
لكنه يضيف أن الإعلام الإسرائيلي أداة لخدمة المستوى السياسي، ومن هنا لا يستبعد أن تكون محاولة إسرائيلية لتهيئة الرأي الداخلي لعملية تبادل قادمة وربما كبرى، خاصة مع الغموض حول مصير الجنود الذين بحوزة حماس.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل دعا في تصريحات لمحطات إذاعية محلية هذا الأسبوع إلى الثقة بخبرات المفاوضين وعدم الانشغال بالتفاصيل والمعلومات، مؤكدا أن أي مفاوضات لن تجري بشأن التبادل ما لم يتم الالتزام بصفقة وفاء الأحرار، في إشارة لإعادة اعتقال أسرى تم تحريرهم في صفقة وفاء الأحرار أواسط أكتوبر/تشرين الأول 2011 التي أفرج بموجبها عن جندي إسرائيلي أسر أواسط 2006 مقابل نحو ألف أسير فلسطيني.
ورأى أبو علان في نشر المعلومات عن الجنود الأسرى في غزة إشارة إلى أن عملية التفاوض على رأس أجندة الحكومة الإسرائيلية التي يجري بنيامين نتنياهو مشاورات لتشكيلها.
وقال -في حديثه للجزيرة نت- إن عائلة الجندي شاؤول أرون الذي اختفت آثاره بعد تفجير دبابة في حي الشجاعية برفح، لم تقِم عزاء لابنها ورفضت التسليم برواية الجيش أنه قتل، لافتا إلى تنظير الجيش مؤخرا لفكرة أنه لا يترك جنوده.
مفاوضات قادمة
من جهته، اعتبر رئيس تحرير صحيفة الرسالة الصادرة في غزة، وسام عفيفة، الضخ الإعلامي الإسرائيلي المكثف خلال الأسبوعين الأخيرين، وتحديدا بشأن مصير الجنديين، محاولة لتحريك المياه الراكدة وملف الأسرى.
وأضاف أن الاحتلال يهدف أيضا إلى الحصول على أي معلومة أو شبه معلومة عن ما بحوزة حماس من جنود ومصيرهم، واصفا المرحلة بأنها "مرحلة مناوشات وتهيئة البيئة والأرضية لجولة مفاوضات مقبلة".
وأشار إلى أن محاولة إسرائيل استدراج حماس لتقديم معلومات بأي شكل من الأشكال، قابلها تصريح المسؤول بحماس أمس، في محاولة لاستثمار ما تم نشره إسرائيليا لتشكيل ضغط وتفعيل وتحريك الجبهة الداخلية في إسرائيل لإثارة القضية باتجاه أن كل ما قدمته الحكومة الإسرائيلية غير صحيح وغير دقيق.
وكشف رئيس تحرير الصحيفة المحسوبة على حركة حماس عن محاولة أطراف -لم يسمها- لعب دور الوسيط للشروع في مفاوضات تبادل، مرجحا أن تبدأ قريبا مفاوضات جادة وحقيقية في هذا المجال، لكنه أكد أن حماس لديها ثابت ومفتاح هو أن أي حديث في الصفقة لن يتم إلا بعد الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعيد اعتقالهم.
وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" أقرت بكفاءة مقاتلي حماس، وقالت إنهم تمكنوا خلال أقل من دقيقة من اختطاف جثة غولدن وعادوا إلى النفق، مضيفة أن التقدير الأولي كان أن غولدن حي وأنه أخذ إلى مستشفى في رفح ولهذا تم إطلاق النار بهدف تشويش خطوط الحركة والمس بالخلية، وهو ما نجح حسب مسؤول عسكري.
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني، بينهم ثلاثون أسيرا يعتقلون قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، و480 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد بحسب معطيات مركز أسرى فلسطين للدراسات.
(الجزيرة)