ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: «الهولوكوست» الفلسطيني! الخميس 23 أبريل 2015, 9:03 am | |
| [rtl]«الهولوكوست» الفلسطيني![/rtl] APRIL 22, 2015
يحيي الاسرائيليون ذكرى الإستقلال، ومن يتابع الصحف الاسرائيلية يعرف أهمية الهولوكوست في الفكر الصهيوني والطريقة التي يستخدمها الاسرائيليون واليهود كوسيلة لاستدرار التعاطف الغربي وتبرير قيام دولة إسرائيل واستخدام المحرقة النازية كسيف ديموقليس على رقاب من ينكر وجود دولة إسرائيل أو يدافع عن الفلسطينيين أو حتى ينتقد سياسات إسرائيل العدائية تجاه جيرانها العرب. يقال أن ملكا في صقلية قبل 2500 سنة أراد أن يحقق أمنية أحد تابعيه و يدعى ديموقليس بأن يصبح ملكا لمدة يوم واحد لكن الملك اشترط أن يضع فوق رأس تابعه سيفا معلقا بشعرة حصان واحدة فقط ليحقق الحلم وهكذا تحققت أمنية ديموقليس بأن يعيش يومه الملكي وشبح الموت يجثو فوق رأسه نذيرا بالشؤم متربصا له بالمرصاد. هذا ما سيحل بكل من تسول له نفسه بأن يستنكر المحرقة أو يدافع عن حق الشعب الفلسطيني بالحياة و الحرية أسوة بشعوب العالم. اعرف عدوك أسلوب ناجع للغوص في أسفار شخصية العدو والرد عليه بأسلوب علمي ومنهجي ولا أبالغ بأن معرفة ودراسة الهولوكوست بشكل خاص ستكون أحد أسباب نجاحات العرب بكسب تعاطف وتأييد الحكومات الغربية وتغيير آراء بعضها وإحراز تقدم جوهري يخدم المصالح العربية برمتها. ما يميز صحيفة «القدس العربي» انفرادها بترجمة المقالات عن الصحف الاسرائيلية ونشرها مما يعطي القارئ العربي وسيلة لمعرفة العدو عن قرب و قراءة أفكاره و قد عجت خلال الأيام الماضية بمقالات وتحليلات عن إرتباط الشعب اليهودي الوجودي بوطنه الأم اسرائيل وبديهية اليهود الطبيعية التي قادتهم من شتى أرجاء المعمورة الى أرض الميعاد بعد رحلة تشرد وشتات دامت ألفي عام فلم تكن إسرائيل وليدة المحرقة بل رغما عن الكارثة مشروع تحد من أجل البقاء لتجسيد حق مشروع و تثبيت هوية وطنية و ممارسة حريات ككل شعوب العالم. هذا ما أكده الرئيس الإسرائيلي مؤخرا عندما قال لسنا دعاة حرب أولادنا لم يذهبوا لساحات القتال متعطشين للدماء لا في الصيف المنصرم ولا ما سبقها ولا بما سيأتي لا قدر الرب. نحن أناس أجبرنا على القتال وقدر لأطفالنا أن يحملوا السلاح ليدافعوا عن الحدود ويحموا حمى الوطن والمنازل والمصانع التي بنيت بسواعدنا الدفاع عن الوجود هو أسلوب حياة لنا. صحيح أن المحرقة كانت من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث وأن أفران الغاز ومراكز التعذيب الجماعية هي حقائق يندى لها جبين الإنسانية جمعاء ولكن اسرائيل بسياساتها الإجرامية والتوسعية وتبريراتها التاريخية اللاأخلاقية المزيفة للحقائق في المناطق الفلسطينية المحتلة هي أكثر انكارا للمحرقة وعداء للسامية من كل ممن تتهمهم. على الأرض تشرع إسرائيل بمشروعها الاستيطاني العنصري بتدمير مشروع حل الدولتين و إنكار الوجود الوطني الفلسطيني وإنتزاع حقوقه واعتداءات المستوطنين وجنود الإحتلال لا تقل فظاعة ووحشية عن جرائم عصابة داعش الإرهابية فما الفرق بين حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة و حرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضيرة و قتل الناشطة الأمريكية راشيل كوري تحت شفرات البلدوزر الاسرائيلي وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين من الهدم والتجريف وما الفرق بين قطع رؤوس الاثيوبيين و المصريين الأبرياء و قتل الناشط البريطاني توم هرندل و هو ينقل الأطفال الفلسطينيين في غزة بعيدا عن رصاص قناصة الاحتلال وما الفرق بين هدم الآثار والكنائس والمساجد التاريخية في سوريا والعراق وسياسات إسرائيل بهدم المنازل والمدارس والمساجد والكنائس والأديرة وقلع الأشجار وجرف البساتين والحقول وحرق المزروعات ضمن سياسة الأرض المحروقة وحرق البشر ودفنهم تحت أنقاض المنازل و التنكيل بالأسرى و اضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية بمماطلة المفاوضات و تهويد المقدسات و سماحها للمستوطنين باقتحامات المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي مما يذكي لهيب نيران دينية وعرقية تنذر بجر المنطقة برمتها إلى مهاوي الفوضى والدمار والتطرف. هذا هو الهولوكوست الحقيقي الذي تنكره اسرائيل بشنها مزيدا من الدمار والتهويد والاستيطان لتحقيق حلم زائف لطالما روجت له وحاولت تسويقه بيهودية الدولة وما يدعو للأسف بأن السفير الفلسطيني في لندن وقع ضحية عن علم أو جهل بنشر مقال معترف بيهودية إسرائيل مع بروفسور يهودي في جامعة هل البريطانية ناكرا فيما بعد علمه بعذر أنه لم يقرأ مسودة المقالة الأخيرة قبل نشرها. المعركة الدبلوماسية لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية بل أهم وأشد وطأة وهناك أكثر من مليون فلسطيني داخل الخط الأخضر ما زالوا يقفون في الخندق الأمامي بعمق الانتماء يحملون طيلة السنوات التي خلت هموم الوطن متحدين مرارات الظلم والاضطهاد والعنصرية والقهر متشبثين بعروبتهم كتشبث الروح بالجسد وتشبث السنديان بتراب الأرض يؤكدون زيف وبطلان المزاعم الاسرائيلية. مهما سعوا إلى تزييف الحقائق والتاريخ وتمادوا في سياسات القهر الإجتماعي والسياسي والاقتصادي والصحي والبيئي والإنساني سيبقى قيام دولة فلسطينية حقا مقدسا للشعب الفلسطيني و فجرا قادما لا محالة. علينا توخي الحذر والوعي و معرفة العدو والهجوم الإعلامي الدبلوماسي لفضح الكذب اليهودي الإسرائيلي. د. منجد فريد القطب |
|