ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: قرية الدوايمة السبت 25 أبريل 2015, 10:31 am | |
|
قرية الدوايمة رمز حضاري قبل النكبة وبعدها.. لا يلخصها برنامج ركيك بثته قناة عودة التي أكن لها كل الإحترام, والتي تحتاج إلى جاهزية أكبر حينما تتناول برنامجاً وطنياً عن قرى فلسطين المدمرة مثل قرية الدوايمة التي تمثل علامة بارزة في تاريخ نكبة فلسطين.. حيث شهدت أكبر المجازر التي اقترفتها الأيادي الصهيونية الملوثة بدماء شهدائنا الأبرار عام 1948.. لا أريد هنا أن أبخس بمقدم البرنامج الذي رغم اجتهاده, قد أساء لأبناء الدوايمة ببرنامجه الضحل الذي غيب مثقفي القرية عنه وحرم المشاهد الشغوف عما في جعبتهم من حديث مسترسل لا يتوقف عن مذبحة قريتهم,لأن دورهم المناط على عاتقهم كان سيتجاوز الإستعراض الفطري البائس لمشهد بدائي غير مدروس الأبعاد, إلى صنع وثيقة تفصيلية على لسان الرواة المنتخبون من أصحاب الذاكرة القوية والموثوق بها, وأهل المعرفة من الباحثين والمثقفين, للحديث عن تفاصيل ما جرى في مذبحة الدوايمة الشهيرة, ببعديها الصهيوني والعربي.. واستكمالاً للفكرة كان يمكن التحدث بعد ذلك في البرنامج عن العادات والتقاليد, كيف كانت وما أثر النمو الشامل عليها في عصرنا الراهن. مع اعتقادي أن مقدم البرنامج ( له العذر مني) لا يصلح أبداً لتقديم هذا البرنامج المهم .. وكأن عنوان البرنامج منذ البداية هو أن أصل بعض أبناء القرية يعود لعبد السلام مشيش المنتسب للأشراف.. (هذا ما أثبت خطأه في كتابي بورصة الأنساب المنشور على الرابط التالي" اسفل المقال" ) لأن فاتحة الرنامج كان عليها أن تطل بنا إلى انتساب أهل القرية لقضيتهم الفلسطينية من منطلق انتمائهم المثبت لقرية الدوايمة المنكوبة..وبعيداً عن الأساطير المنقولة بالتواتر والغير مثبتة أبداً.. لا بد أن يتناسب أداء القناة التي نحبها مع حجم الإسم الذي تحمله, العودة..( هذا من قبيل غيرتي عليها وعلى قضيتي التي سخرت قلمي لها, ومن منطلق الواجب النقدي البناء) .. الدوايمة ليست حدثاً عابراً كما أرادته إسرائيل..الدوايمة علامة بارزة في الإقتصاد الوطني جنوب فلسطين قبل النكبة .. وأهل الدوايمة الآن يشكلون نقطة وضاءة في النضال الفلسطيني.. وحالة تنموية خاصة تعزز موقف الفلسطينيين الوجودي في عالم يتنكر لهم.. ما لم تستطع إسرائيل تدميره بعدما أنجزت مذبحتها الشهيرة في تلك القرية بعد تحويلها إلى ركام؛ هو الإنسان .. الذي خرج من تحت الرماد قوياً.. وساهم في قيادة الصراع مع العدو حيث أفرزت القرية المئات من كبار المثقفين والكتاب والفنانين والسينمائيين.. والعلماء الذين تصاعدت أسماؤهم عالمياً رغم أن أبناء القرية برمتهم يتمتعون بروح البذل والعطاء, مثل: الفنان التشكيلي العالمي عبد الحي مسلم زرارة.. ( ألفت عنه كتاباً باسم" رائد الفطرية والترقين"),والكتاب المبدعين: إبراهيم العبسي, خليل قنديل, الدكتور المهندس يوسف قنديل استشاري تشارترد, العالم في قضايا البيئة, الذي عمل في بريطانيا وأندنيسيا والفلبين,الناشط في الحركة العمالية وحركة حق من حقوق الإنسان، والعضو المؤسس لحملة التضامن مع فلسطين هذه المنظمة التي تسلط الضوء على فلسطين.. الشاعر جميل ابو صبيح رئيس رابطة الكتاب فرع الزرقاء, الروائي أحمد أبو صبيح. الدكتور المبدع والروائي علي عشا, الصحفي والشاعر جهاد هديب، والباحث في التراث الفلسطيني كمال هديب, والصحفي الشاعر منذر أبو حلتم( في الكويت), والصحفي الشهير ياسر الزعاترة, وحسن أبو هنية, ومحرر الصفحة الثقافية في جريدة الرأي الأردنية الفنان الشاعر حسين نشوان, والصحفي في مجال الرياضة جمعة نصار الذي ترأس تحرير العديد من المجلات الرياضية في الوطن العربي, الشاعر محمد هديب، المطرب الجاد عبد الحليم أبو حلتم الذي ينافس عربياً سميح شقير.. ,والفنان يوسف لافي صاحب أبريت القدس التي شارك فيها عمالقة الطرب العربي ( صباح فخري, ميادة الحناوي, سعدون جابر, لطفي بشناق), المخرج محمود الدوايمة صاحب الدراما العربية التاريخية الضخمة" رايات الحق", الدكتور طه العيسه, الدكتور حسن زارع, الدكتور الطبيب النقابي علي قنديل رئيس مؤتمر الأطباء العرب الذي عقد مؤخراً في الأردن, الدكتور المهندس أحمد قنديل, رجل الأعمال المهندس عمر السباتين, الدكتور شكري حجي ( عميد كلية قرطبة), النائب ورجل الأعمال الدكتور عبد المجيد الأقطش, النائب المحامي محمد حجوج الدوايمه, الفيزيائي العالمي البرفوسور محمد المقوسي الذي وضعته اليابان في المرتبة الخامسة من العلماء الذين قدموا إنجازاتهم على صعيد الهندسة والفيزياء في القرن المنصرم, ورئيس مؤتمر الفيزيائيين العرب الذي عقد في نهاية القرن الماضي في عمان.. المرحوم يوسف قنديل أحد رواد المعلماتية وعلم المكتبات رئيس اتحاد المكتبيين العرب السابق , وعالم الذرة الفرنسي الدكتور محمد مصطفى عشا.. وصاحب سلسلة أكبر مستشفيات في المانيا الدكتور إبراهيم عشا.. والقيسية نائب رئيس مجلس إدارة قناة إنفنتي.. وأبو نشوان صاحب أكبر مكاتب التنسيق التجارية العربية الصينية في الصين.. والدكتور المهندس رجل الأعمال العالمي محمد خليل عشا الذي اعتبرته جامعة الدول العربية من أكبر رجال الأعمال العرب التنمويين في الشرق الأوسط.. وقد تقلد جائزة فرنسية عالمية باعتباره من التنمويين العالميين الملتزمين بالمواصفات العالمية.. وتغطي أعماله آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا.. وغيرهم من التجار والصناعيين من أمثال أبو حلتم صاحب مصانع تلفزيون جنرال, وخالد أبو حنيف صاحب وكالة سنجر.. وشريف القيسية وإخوته أصحاب وكالة كاسيو.. آل أبو دبور أصحاب مصنع الدوايمة , والصناعي ياسين نشوان, ويمتلك أبناء الدوايمة المئات من المصانع والمؤسسات والشركات ( خدماتية وتجارية وشحن ومكاتب عقارية) الكبيرة المنتشرة في أبو علندا والمدن الصناعية داخل الأردن وخارجه وخاصة مصر ودول الخليج وأمريكا.. حتى في المشهد السياسي فلهم حضور متميز سواء في المشهد النيابي أو الحزبي.. فقبل نكبة فلسطين أسس المرحوم موسى هديب أول حزب للفلاحين في فلسطين.. وفي وقتنا الراهن برز من الحزبيين المخضرمين في المشهد السياسي المرحوم يوسف السباتين القيادي في حزب التحرير الإسلامي.. والدكتور خالد محمد السباتين( قانون), والدكتور أحمد إسماعيل السباتين( تطوير تربية الموهوبين), الدكتور إبراهيم محمود السباتين(أدب إنجليزي), الشيخ حسن السباتين, والمرحوم يوسف قنديل في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, وأبو زيد من القادة البارزين في فتح.. الدكتور راجح السباتين(شريعة إسلامية), المرحوم الدكتور عبد القادر هاشم رمزي( من الرواد الذين أسسوا نظام التربية والتعليم القطري), علي السباتين(صاحب مجموعة كورسات المكتمل وموقعها الخاص على النت),ومدير شرطة بيت لحم في السلطة الوطنية, وم هديب سفير فلسطين في بنغلادش.. والمقاول المحامي إبراهيم العيسه, وقد تقلد أبناء القرية مناصب رفيعة في السلطة الوطنية الفلسطينية وبعض دول العالم , وكان للمرأة دورها التنموي في كافة المجالات.. فبرز منهن الطبيبات والمهندسات وصاحبات الأعمال والمفكرات, على سبيل المثال لا الحصر, المفكرة السياسية نجاح السباتين, ورئيسة جمعية النساء العربيات/ الزهور, فرحة أبو خضرة, وهناك من ترشحن كنائبات عن محافظة الزرقاء ولم يحالفهن الحظ مثل خولة هديب.. ويشارك عدد من أبناء الدوايمة في امتلاك بعض الجامعات الخاصة.. والمدارس والكليات والمستوصفات الطبية.. وهذا فيض من غيظ.. فهناك الكثيرون ممن أسقطتهم ذاكرتي سهواً من أدباء وفنانين وعلماء وصناعيين.. وهذا ما سوف لا يعجب إسرائيل التي خططت لإبادة أجدادهم عن بكرة أبيهم في مذبحة الدوايمة الشهيرة.. فنفض طائر الفينيق أجنحته من تحت الرماد .. وها هو ينمو حتى يستعيد قريته السليبة عملاقاً كشأن أبناء القرى الأخرى الذين لا يقلون عنهم في التميز والعطاء..ولن يعجب إسرائيل حينما تعلم بأن الجيل الناشيء من أبناء القرية يشارك في كل مسيرات العودة.. وكلهم ثقة بالعودة إلى الديار التي سلبت عنوة من أجدادهم في وضح النهار
بكر السباتين
2/5/2012
:كتاب بورصة الأنساب
لبكر السباتين
http://www.bakeralsabatean.com/cms/component/option,com_docman/task,cat_view/gid,9/Itemid,15/
اللوحات المرفقة للفنان العالمي عبد الحي مسلم زرارة, من الدوايمة
يمكن الرجوع إلى الرابط التالي للحصول على معلومات عن القرية:
http://www.palestineremembered.com/Hebron/al-Dawayima/Picture73065.html
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 06 يونيو 2017, 1:12 am عدل 2 مرات |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: قرية الدوايمة السبت 25 أبريل 2015, 10:33 am | |
| بقلم بكر السباتينالمجاهد الكبير عبد السلام بن مشيشبين أبنائه من صلبه, ومريديه من أتباعه المخلصين من أمثال أبو الحسن الشاذلي (التونسي), وأحمد الغماري المغربي), جد بعض عشائر قرية الدوايمه الفلسطينية) إذ نستذكر سيرة هذا الشيخ الجليل الذي تصدى للفتن في بلاد المغرب في زمن سادته الفرقة وتفشت بين فئاته الصراعات الدامية.. وما أشبه اليوم بالماضي, فلم يقف إبن مشيش مكتوف اليدين إزاء الفتن التي تفشت في البلاد.. ونزل عن منصة الخطابة كي يفعل شيئاً من أجل التصدي لمثيري الوقيعة والفتن بين الطوائف الإسلامية المختلفة.. من شيعة وسنه.. فما أحوجنا اليوم لأمثاله؛ فمن هو إبن مشيش!!؟ * دولة الأدارسة: فتحت المغرب على يد إدريس بن عبد الله ابن الحسن المثنى بن الحسن بن علي، وأسس دولة الأدارسة العلوية في المغرب عام 754م وجعل كل سكان المغرب الأقصى مسلمين، فيما نشر اللغة العربية في ربوعهم. وقد تلا حكم الأدارسة سلسلة من الدول التي يحمل جلّها المذهب الشيعي، ومنها:الرستميون وهم من الخوارج، ثم الأغالبة السنيون، وجاء على أنقاض دولتهم الزيريون الفاطميون، فقضى عليهم أبناء عمومتهم الفاطميين بنو حماد، وجاء بعدهم المرابطون، وحل محلهم بعد ذلك الموحدون.حكم الموحّدون المغربَ في الفترة ما بين عام ( 1147 – 1269م )، وهم سلالة مغربية سنية، أسس دولتهم المهدي ابن تومرت على أنقاض دولة المرابطين.*مولد إبن مشيشوهي الفترة ذاتها التي ولد فيها ابن مشيش وترعرع ونشأ في ظل حكم الموحدين البربر، القائم على مذهب التوحيد الذي دعا إليه محمد بن تومرت المتوفى سنة 1130م، وكان يلقب بالمهدي، حيث قاد ثورة إصلاحية لإقرار الإسلام الصحيح ( في نظره) الخالي من كل آثار الوثنية، والمنسجم مع المذهب الأشعري القائم على أهل السنة والجماعة والحديث.. وكان يتأسى هذا المذهب بالرسول.ولد عبد السلام بن مشيش في أجواء هذه البيئة التي كثر فيها الجدل.. وهي آخر مراحل حكم الموحدين.. إذ نشطت الصوفية، وعمت البدع البلاد، واحتدم الصراع المذهبي - وخاصة بين السنة والشيعة- ثم برز في هذه المرحلة العلامة الإمام المجاهد القطب الشريف عبد السلام إبن مشيش * نسبه إلى آل البيت( عبد السلام بن أبي بكر بن حرصة بن عيسى بن سالم بن جعفر بن علي بن العمد بن عبدالله بن الأصفر بن عبدالله بن إدريس الأكبر بن عبدالله بن كامل بن الحسن بن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه- ابن عم الرسول الكريم - صل الله عليه وسلم- وزوج ابنته الزهراء فاطمة أم الحسن والحسين - رضي الله عنهم -). تتلمذ على يد الغوث أبي مدين. وبذلك يكون ابن مشيش من الأشراف؛ نظراً لانتسابه لآل الحسن بن علي - رضي الله عنه- وقد قال فيهم في كتاب صلوات إبن مشيش: "يا ربّ صلِّ على الموصوف بالكرم محـــمد وعلى آل أولــي الهمم" ***********************************************************إبن مشيش يتصدى لمثيري الفتن شهدت المغرب في آخر حكم الموحدين صراعاً داخلياً. فبعد موت السلطان أبو يعقوب يوسف عام1224م، نشب صراع دامي بين الورثة الشرعيين للبلاد؛ فنصب أبو محمد الواحد عام 1224م والذي ما لبث أن خلع ليحل محله السلطان العادل أبو عبد الله محمد في نفس العام، فازداد الوضع فساداً وظلماً وجهلاً طال حتى السلاطين؛ إذْ انبرى ابن مشيش يحاجج خصومه من مثيري القلاقل والفتن( كما جاء في الغصن الرطب النضير)، بكل ما أوتي من علم غزير، ومنطق محكم غير مراوغ. بداية ضاق إبن مشيش ذرعاً بخصومه وترك الأمر للسلاطين.. ثم نأى بنفسه إلى عزلة اختيارية في الجبال، متخذاً لنفسه كهفاً نائياً استغله للعبادة منقطعاً فيه عن الناس، وكان لا يزوره في خلوته تلك سوى أبنائه من صلبه ومريديه الذين كانوا يتلقون العلم على يديه.. ولكن الحال في بلاد المغرب قد ساء جداً فلم يعد يطاق بالنسبة للشيخ الإمام إبن مشيش؛ إذ تناهى إلى سمعه ما يروجه كثير من الضالين الغاوين في أنهم يتلقون الوحي، وإعلانهم بالتالي النبوة؛ الأمر الذي شجع ضعاف النفوس والجهلاء لاتباعهم، فيما انشغل العلماء في صراعهم المذهبي.وتحت إلحاح تلاميذه شمّر الشيخ ابن مشيش عن ساعديه.. وهبط عن الجبل.. يناجز الضالين ويقارعهم بما أوتي من علم وحنكة وحجة يعززها فقه عميق وعقل مستنير؛ ناهيك عن شخصيته الوديعة الحسنة القبول، وابتسامته التي لا تفارق محياه. فأخذ عليهم إبن مشيش بالمنطق والحجة، داحضاً كل ما ادّعوه ومضيّقاً عليهم الخناق..كان يعلم إبن مشيش أن البلاد تفتقر للأمان، لانشغال السلاطين في صراعاتهم الداخلية، والعلماءِ في صراعاتهم المذهبية؛ فأحكم خصومه المتربصين به تطويقه، وترصدوا له بعد أن ضيّق عليهم الخناق بين الناس وعزلهم عنهم؛ فاغتاله أبو الطواجن الكتامي الساحر المدعي النبوة عام 662هجري(كما جاء في الغصن الرطب النضير) عام 1225م( كما جاء في المنجد)، ودفن في جبل العلم قرب مدان وعلى بعد مئة كيلو متر شمال مدينة فاس. ويتوزع دم إبن مشيش بين الجهة المنفذة للإغتيال (مدّعي النبوة) ؛ وبعض الفرق المذهبية المتخاصمة من جهة أخرى، بدوافعها الغير مباشرة؛ فجاء هدْرُ دمه كتصفية حساب مذهبي،أو نتيجة فتنة تفشت بين الناس وفتكت بالكثيرين، فخرجت من ثوبها الدعوات المشبوهة، التي تصدى لها إبن مشيش كفقيه اعتمد في محاججة موقديها على القرآن والسنة. وكان مصير دولة الموحدين البربر بعد إبن مشيش إلى زوال على يد المنصور أبو يوسف المريني عام 1286م. *******************************************طريقة إبن مشيش الصوفية بين التأثر والإنتشاروقد عُرف من تلامذة ابن مشيش ممن حملوا رسالته وساروا على دربه، أبو الحسن الشاذلي، من قرية شاذلة في تونس، والذي قضى حياته في غمارة في المغرب ليتلقى العلم من إبن مشيش ثم انتقل إلى بلده تونس فغادرها بعد ذلك للإسكندرية، حاملاً معه طريقته الشاذلية التي تلقاها عن ابن مشيش، وخلفه في ذلك أبو العباس المرسي.كذلك أحمد الغماري الذي نشر طريقته في بلاد الشام.وكان ابن مشيش قد تأثر جوهرياً بالفيلسوف المتصوف أبو حامد الغزالي صاحب كتاب تهافت الفلاسفة، وتأثر بخلاصة تلك المسجالات الفلسفية الخالدة التي تضمنتها بطون الكتب بين الإمام الغزالي وابن رشد على أثر رد الأخير على كتاب الغزالي بكتاب " تهافت التهافت" ناقداً في بعض فصوله إقبال الغزالي للصوفية على حساب إرثه الفلسفي. ويعتبر إبن مشيش من أقطاب الصوفية الأربعة. ولإبن مشيش كتاب " صلوات إبن مشيش" الشهيرة التي طبعت في الأستانة سنة 1840م (كما جاء بالمنجد في اللغة والأعلام). ____________________________________________________________________*أشهر تلامذة وأتباع إبن مشيش(أبو الحسن الشاذلي وأحمد الغماري) أتفق كثيراً مع الباحث عبد المغيث محمد مصطفى البصير في كتابه عن إبن مشيش إلى أن أبناء الشيخ إبن مشيش كانوا يعدّون بالعشرات.. وكثيراً ما كان يختلط الأمر على زوار الشيخ القادمين إليه من نواحي المغرب العربي.. ولشدة الالتباس في ذلك.. وبدافع محبتهم للشيخ ومريديه؛ ابتكروا طريقة يميزون بواسطتها بين المقربين من ابن مشيش.. فأبناء الشيخ من صلبه كان يناديهم الزوار بأبيهم إبن مشيش،وهم سيدي محمد أبو عبد الكريم، وأحمد الأول جد شرفاء أولاد الطريبق في المغرب، وسيدي عبد الصمد جد أولاد ادريس والشنتوف،كما جاء في كتاب الغصن الرطب النضير فيما كانوا ينادون مريدي الشيخ إبن مشيش بأسماء المدن والقرى التي قدموا منها، وسأضيف مثالاً على ذلك: 1- الشيخ أبو الحسن الشاذلي، فهو ليس من أبناء الشيخ إبن مشيش كما يشاع عنه أحياناً، لأنه مثبت في كتب التاريخ بأنه من قرية شاذلة التونسية، وهو صاحب الطريقة الشاذلية التي خرجت من روح طريقة أبيه الروحي إبن مشيش؛ ودرءً للإلتباس بين زوار الشيخ، فقد نسب أبو الحسن إلى قريته، فنودي بأبي الحسن الشاذلي. 2- الشيخ أحمد الغماري نسب لمدينته، لأنه أيضاً ليس من صلب الشيخ ابن مشيش. (ومن الطبيعي أن لا يقبل الشيخان بأن ينسبا لغير أبيهما.. فيخالفان بذلك شرع الله).. تناها إلى مسامع الشيخ أحمد الغماري نبأ مقتل الإمام إبن مشيش بينما كان في طريقه إلى بيت المقدس قادماً من أرض الحجاز ليقدس حجته، ويمكن تصور واستنتاج مشاعر أحمد الغماري وهو في غربته إزاء مقتل مولاه الشيخ إبن مشيش على النحو الآتي:(إذ تفطر قلبه كمداً على شيخه الذي لاقى ربه شهيداً. وتساءل!!. هل يعود إلى المغرب وهي تعج بأعداء الشيخ إبن مشيش ومريديه؟!! أم يحط رحاله إلى جوار بيت المقدس، فيقيم هناك!. ولا شك أنه تحرى واستقصى أمر نفسه، فوجد بأنه من الأفضل له ترك المغرب؛ إذ ليس له فيها مقام يطيب بعد استشهاد مولاه، فهل سيرثه كأبنائه الذين من صلبه؟! أم عليه واجب التعهد بأهله من بعده؟!. وكأنه قرر أمراً في باطنه في أن يستقرّ مقاماً في بيت المقدس، فذلك أنفع أجراً كلما صلى في أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، وهي فرصته السانحة لنشر طريقة الشيخ إبن مشيش وصلواته بين الناس في بلاد الشام؛ حيث أطبقت شهرتها الآفاق هناك). خضعت مصر وبلاد الشام إبان وجود أحمد الغماري في بيت المقدس لحكم الأيوبيين ما بين 1171- 1250م، فانهمك المسلمون آنذاك بمناجزة الصليبيين الذين غزوا ديار الإسلام وبيت المقدس في حملتهم الصليبية السادسة. وفي العام 1228- 1229م استطاع فريدريك الثاني الإمبراطور الجرماني استعادة القدس والناصرة عن طريق المفاوضات واستمر احتلالهم لبيت المقدس حتى عام 1291م حتى طردوا منه على يد المماليك.. وأثناء حكم الصليبيين لبيت المقدس كان يشعر أحمد الغماري بالضيق وعدم الارتياح.. وربما قارع الصليبيين مع المجاهدين اقتداءً بشيخه ابن مشيش! بدليل أنه استقبل في قرية الظاهرية قضاء مدينة الخليل، التي إلجتأ اليها استقبال الأبطال. ويوجد واد في الظاهرية يطلق عليه واد الغماري، وقيل أن أهل الظاهرية منحوه هذا الواد تقديراً لعلمه وصوفيته ومواقفه البطولية؛ فأطلقوا عليه اسمه؛ حيث دفن هناك عند وفاته، وشيد له مقام عرف بمقام الغماري._______________________________________________________________* الحلقة المفقودة وإزالة اللبس ( بين أحمد الغماري وحفيده عبد الدايم والد الشيخ علي) لا أحد ينكر الحقيقة التاريخية التي تشير إلى أن عبد الدايم بن أحمد الغماري قتل على يد العثمانيين، وهذا ما تؤكده جميع الروايات الشفوية (الغير مثبتة؛ لما يشوبها من الأساطير الدارجة عند أهل قرية الدوايمة)، ورغم ذلك اعتمدها جميعُ الباحثين.. مما يعني أن عبد الدايم كان يعيش في زمن الحكم التركي الذي دخل بلاد الشام عام 1516م خلال القرن السادس عشر الميلادي، وهذا لا يتعارض مع الروايات الشفوية التي تشير إلى أن عبد الدايم فعلاً عاش في هذا القرن. وهذا بدوره يرغمنا على المباعدة بين الزمن الذي عاش فيه أحمد الغماري من جهة؛ وزمن ابنه عبد الدايم من جهة أخرى، ويمكن تقدير ذلك بمسافة زمنية تقترب من الثلاثة قرون.. فالمراجع تؤكد دون أدنى شك بأن الغماري عاش في القرن الثالث عشر؛ فكيف بنا إذن نغطي هذا القطع الكبير، الذي أحْدِثَ بسلسلة النسب التي تربط عبد الدايم، بجده الأول الغماري ؟!!!!!!! إذن فعبد الدايم سيحتاج إلى سبعة أجدادٍ على الأقل حتى يتصل بجده الأول أحمد الغماري!!!.. بما يقارب الثلاثمئة عاماً.. وكان الغماري مستقراً حينذاك في الظاهرية. ويبدو أن سلالة الغماري قد نشأت وترعرعت في الظاهرية مستمرةً حتى القرن السادس عشر؛ إلى أن غادرها الشيخ علي بن عبد الدايم حفيد الغماري؛ إذ جاء في كتاب قرية الدوايمة لأحمد العداربة نقلاً عن رواية شفوية للحاج عبد المجيد أحمد الحاج: " بأنه جرت العادة أن تجمع الدولة العثمانية الخراج من فلاحي منطقة الخليل، وجاء موسم الجفاف وهذا أثقل كاهل الفلاحين مما دفعهم إلى التذمر لعدم قدرتهم على دفع الخراج، ووضع وجهاء القرى ثقتهم بالشيخ عبد الدايم ليوضح للدولة عدم قدرتهم على دفع الضرائب ذلك العام، واعتبر الحاكم هذا الأمر تمرداً على أمر الدولة وخرقاً للقانون، فأخبر عبد الدايم العبد الذي يرافقه بأن الحاكم سوف يعدمه، وعليه أن يمنع الكلب من الوصول إلى رأسه، فقال له العبد: فلماذا لا تهرب؟ فرد عليه: هذه مشيئة الله ". وعندما وصل عبد الدايم إلى القدس إعتقله الحاكم ووضعه في سجن القشلة، وبعد ذلك قطع رأسه بالسيف،" وحاول الكلب الاقتراب من الجثة، ولكن بقدرة الهية نطق الرأس ونهر الكلب" حسب ما جاء في الرواية الشفوية لأبناء القرية، وعندما شاهد الحاضرون ذلك، تأكدوا من أن عبد الدايم قتل ظلماً، فأقاموا قبرين، واحداً للجثة و آخراً للرأس، ويقال أن العبد هرب إلى عين الديوك في أريحا، والقبران موجودان حتى يومنا هذا في باب الخليل. كان ذلك في زمن الحكم التركي الذي ساد البلاد عام 1516 أي خلال القرن السادس عشر، وهذا يتفق مع الرواية الشفوية المعتمدة كمصدر وحيد لهذه المعلومات .. مما سيتفق أيضاً مع حقيقة وجود قطع في سلسلة النسب بين عبد الدايم .. وجده الأول أحمد الغماري.. ولا يستطيع كائن من كان أن يبرز وثائق تغطي هذا القطع إلا بالتزوير.. رحم الله إبن مشيش وأتباع طريقته الصوفية من المخلصين لها.. الذين ناضلوا من أجل بيت المقدس منذ الحروب الصليبية.. وصولاً إلى أبناء الدوايمة وخاصة ممن ينتسبون إلى تلميذ إبن مشيش وحامل طريقته, الشيخ المناضل أحمد الغماري..رحمهم الله جميعاً وسسدد خطانا على نهجهم الصالح.بكر السباتين_______________________________________بكر السباتين من كتابه: "الطريق إلى أين, بورصة الأنساب" يحتوي الكتاب على 15 مرجعا إضافة إلى مجموعة كبيرة من الوثائق: الرابط لتحميل الكتاب: http://www.bakeralsabatean.com/cms/component/option,com_docman/task,cat_view/gid,9/Itemid,15/_______________________________________نشر المقال في جريدة صوت العروبة على الرابط:http://arabvoice.com/49753/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%B4%D9%8A%D8%B4/ |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: قرية الدوايمة الثلاثاء 06 يونيو 2017, 1:13 am | |
| ((الدوايمة )) الدوايمة قرية فلسطينية مهجّرة، تبعد عن مدينة الخليل نحو 24 كيلو متر، وتبلغ مساحة أراضيها "60585" دونم. يمكن أن تعد من أراضي الخليل. ترتفع الدوايمة 350 م عن سطح البحر، ويحيط بها أراضي قرى إذنا ودورا والقبيبة وبيت جبرين وعرب الجبارات. قدر عدد سكانها عام 1922 (2441) نسمة وفي عام 1945 (3710) نسمة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 (4304) نسمة. وكان ذلك في 1948. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1948 حوالي (3358) نسمة. التسمية:- وقد أسماها الكنعانيون "بَصقة" أي "المرتفع"؛ وقد ذكرت بهذا الاسم في العهد القديم. نزلت بها بعض الحملات الصليبية في العصور الوسطى وأسماها الأوروبيون الغزاة "بيتا واحيم". في القرن الرابع عشر الميلادي سكنها رجل صالح اسمه "علي بن عبد الدايم بن أحمد الغماري" ويرجع نسبه إلى العالم الجليل "عبد السلام بن مشيش"، والذي يرجع نسبه بإجماع العلماء إلى الإمام علي بن أبي طالب، فسميت الدوايمة باسمه تخليداً لذكراه. التاريخ:- في العصر التاريخي 3000 قبل الميلاد، نزل الكنعانيون أراضي منطقة الخليل، وإليهم تنسب معظم مدن وقرى تلك المنطقة. وأن قرية الدوايمة، ربما تقوم على البقعة التي كانت تقوم عليها قرية بصقة - BASCCA- الكنعانية. وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، نزلت جماعات أمورية، وهي قبائل عربية جنوب فلسطين، وانشأوا لهم مدناً في مناطق لخيش، وتل الحسي، وتل النجيلة، فضلاً عن تجديد وتوسيع مدينة لخيش نفسها، وأحاطوها باسوار حجرية ضخمة قوية، فصاروا بذلك يسيطرون على المواقع العسكرية جنوب فلسطين. وعندما نزل الفلسطينيون في بلادنا، قبل الميلاد، بأكثر من ألف عام، من جزيرة كريت، امتد نفوذهم في الأراضي الداخلية حتى المرتفعات. فقد عثر في منطقة لخيش على نماذج الخزف، أدخلوها معهم، وأوان خزفية للشرب وأخرى لشرب الخمرة. وفي زمن الممالك اليهود، كانت الدوايمة ضمن نفوذ مملكة يهودا. وبعد أن فرغ نبوخذ نصر البابلي من تدمير المملكة، حاصر لخيش، ثم أمر بتدميرها تدميراً كاملاً، وسبي سكانها. وفي العهد الروماني، عادت لخيش ونهضت، وأعيد لها بعض عمرانها ويدل على ذلك عشرات الكهوف والمغائر الكبيرة. فضلا عن بقايا معاصر الخمر، والمدافن الجماعية المنحوتة في الصخر. ويقول الأهالي، أن بعض الكهوف مقسم من الداخل إلى حجرات نوم، وقاعات استقبال، وبعضها الآخر، ربما كان يستخدم نكثات للجيش. وفي صدر الإسلام، وطئت أقدام المسلمين أراضي الدوايمة، أثناء ز حفهم الأول بقيادة عمرو بن العاص لاحتلال قلعة بيت جبرين الرومانية. ولما دانت كل فلسطين للسيطرة الإسلامية، تدفق إليها عشرات العلماء والفقهاء، لوعظ وإرشاد المسلمين. فكان إن نزل أحدهم ويدعى - بشير بن عقربة أبو اليمان – منطقة الدوايمة، ما لبث أن دفن في خربة تحمل اسمه حتى اليوم، وهي خربة بشير، بجوار فرية الدوايمة. وفي العصور الوسطى، استولى الإفرنج أثناء الحروب الصليبية على منطقة الخليل عام 1099م. وكانت من أملاك غود فري دي بوايون. وقد ورد ذكر الدوايمة في كتاباتهم باسم (Bethawahin)، أي بيت واهين. وأثناء معارك التحرير، اتخذت جيوش صلاح الدين، مواقع لها في أراضي الدوايمة، لضرب الصليبيين في قلعة لخيش الحصينة. ولما رحل الافرنج عن قلعة الداروم قرب غزة، ونزلوا على ماء الحسي، قلاب الدوايمة من جهة الغرب، خرج عليهم المسلمون، وقاتلوهم قتالاً شديداً. ثم انهزم الصليبيون ورحلوا عن الحسي، وتفرقوا فريقين، فريق ذهب إلى الساحل، وفريق جاء بيت جبرين، وكانت قلعتها لا تزال في أيدي الصليبيين. وفي عهد دولة المماليك، وربما كانت اراضي الدوايمة، منطقة عسكرية، أو مقرا لجماعات سكانية كبيرة، عاشت فيها لسنوات طويلة. ويدلنا على ذلك عدد من المقامات، وبقايا محراب لمسجد قديم متهدم، عثر عليه الأهالي قرب أحد الكهوف في خربة حزانة جنوب الدوايمة، كان الرعاة والمزارعون منهم يصلون فيه أحيانا. بعد نكبة عام 1948م وتهجير سكانها العرب قسراً منها، أقيم على أنقاضها عام 1955م مستعمرة "أماتزياه" اليهودية، ودعيت باسمها هذا نسبة إلى "أمصيا" أحد ملوك المملكة اليهودية الذي امتد حكمه من "800- 783 قبل الميلاد ومن جرائمه قتله عشرة آلاف "آدومي" وسبي عشرة آلاف آخرين جنوب البحر الميت وأتى بالأسرى إلى البتراء شرق نهر الأردن وأمر بطرحهم من فوقها فماتوا جميعاً. أدت حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي عاشتها فلسطين، ومعظم أجزاء بلاد الشام في عهود خلت، إلى أن تشهد كثير من المناطق فراغاً سكانياً أو شبه فراغ. بعد أن باتت حياة الناس فيها، حياة خوف وتنقل من منطقة إلى أخرى، حيث يوجد الأمن والسلام والرزق. من هنا فإن الباحث في تاريخ نشأة أي قرية، لا يستطيع أن يقطع بالبدايات، وكل ما يمكن التثبت منه بخصوص النشأة الحديثة لمدينة الدوايمة إنها تعود إلى بضعة قرون من السنين. وقد يتفق ذلك مع مجئ العثمانيون إلى البلاد العربية في عام 1516م، وقبل ذلك بقليل، على أنقاض دولة المماليك. والمعروف بين أهالي الدوايمة بالتواتر والتوارث، أن (الزعاترة) هم أول من سكنوا الدوايمة في وقتنا الحاضر. وذلك بعد أن ارتحل إليها جدهم الشيخ - حسين بن أحمد الكيلاني وعائلته- من خربة البرج في دورا، وسكنوا بعض مغارات خربة المجدلة. بمضي الوقت، أخذت أفواج أخرى من العائلات والأسر والأفراد في التوافد على الدوايمة والاستقرار فيها، يحرثون ويزرعون، في حياة هادئة. فكثر سكانها وكبر حجمها. فغدت قرية كبيرة، بعد أن كانت خربة بسيطة. وكانت من أوائل العائلات التي سكنت الدوايمة بعد الزعاترة عائلة ال الواوي التي ترد اصولها إلى الرحالة المقدسي شمس الدين ابو عبد الله محمد بن احمد بن ابي بكر البناء المقدسي الملقب (بالواوي). وعائلة الشيخ علي الغماري من أحفاد الشيخ عبد السلام بن مشيش الحسني (نسبة إلى الحسن بن علي)المغربي، وعائلةالدين والشيخ علي هو الابن الوحيد لعبد الدايم بن أحمد بن عبد السلام بن مشيش بن أبو بكر بن على بن عيسى الحسني المغربي. ويروي بأن جده "أحمد الغماري" كان رجلاً مباركاً، قدم المغرب العربي من بلده غماره قصد الحج، ثم جاور في المدينة المنورة فترة من الوقت، رحل بعدها مع عدد من الحجاج المغاربة، لزيارة المسجد الأقصى، ثم انتقل بعدها إلى منطقة الخليل، وسكن قرب بلدة الظاهرية، ثم تزوح من عائلة ابي علان وله فيها مقام معروف، يزوره الناس في مناسبات كثيرة. أما الشيخ عبد الدايم، فقد كان خازندار الدولة العثمانية في القدس وتم إعدامه من قبل العثمانيين. وعلى ذلك ترك ابنه الوحيد، الشيخ على - قرية الظاهرية، ونزل خربة المجدلة بجوار مساكن الزعاترة وأبو قطام. وقد نشات علاقة مصاهرة بينه وبينهم. وبعد وفاته، اقيم على قبره مقام كبير، يقع فوق جبل عال، غرب الدوايمة بحوالي 4كم. أطلق عليه اسم الشيخ علي. تحيط به اشجار حرجية كثيفة وهي شجر الخروب، كان الأهالي يزورونه في مناسبات مختلفة. ويروى بأن الشيخ علي أنجب خمسة أولاد. أربعة منهم، عاشوا في القرية، ولهم فيها ذرار كثيرة. وهم أعمر ومنصور وخليل واسبيتان. أما الخامس، وهو جاد الله فقد هجر القرية نهائياً، ورحل إلى شمال فلسطين ومن ذريته يسكنون بلدة عنبتا، وأما أعمر فقد خرج أحد ابنائه من القرية نتيجه خلاف وهاجر إلى باقة الحطب ومن ذريته في قلقيلية عشائر الداود وشريم ونزال وهم من الأشراف الأدارسة. مجزرة الدوايمة:- وقعت فيها مجزرة الدوايمة في 29/ 10/ 1948، وهي واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية المسلحة (عملية يوآف)، وأسفر الهجوم على القرية عن قتل حوالي مائة شخص حتى لم يتبق بيت بدون شهيد، ومارست القوات الإسرائيلية عنصريتها الإرهابية بتكسير رؤوسهم بالعصي، وأعقب المجزرة عملية نزوح كثيفة للسكان من المنطقة خوفاً على حياتهم. * على أنقاضها أنشئت عام 1955 مستعمرة "أماتسيا". كان في البلدة عدد من المدافعين عنها غير نظاميين.. وقفت أمام الكتيبة 89 من لواء هنيغف "النقب" وبعد أن احتلت الكتيبة البلدة جمعت ما بين 80-100 من النساء والأطفال وقام الجنود الصهاينة بتحطيم رؤوس الأطفال بالعصي حتى أنه لم يبق بيت في البلدة إلا وبه قتيل، كما تم احتجاز النساء وكبار السن من الرجال داخل البيوت وحرمانهم من الماء والغذاء، وعندما حضر خبير المتفجرات رفض هدم بيتين على رؤوس كبار السن في القرية، ولكن أحد الجنود تبرع بذلك وهدموا كثيرا من البيوت على رأس الأحياء. لقد تبجح أحد الجنود بأنه قتل امرأة وطفلها الرضيع على يديها ولم تتحرك القيادة الإسرائيلية لوقف المذبحة، وبعد أن انتشرت أخبار المذبحة تم إجراء تحقيق صوري مع أفراد الكتيبة التي هاجمت البلدة، وجاء في التقرير بأن سكان القرية قاموا بمهاجمة مستوطنات يهودية قريبة. ومساعدتهم في الهجوم على غوش عصيون. بعد تسرب أنباء عن المذبحة، هجم الصهاينة على بعض الكهوف التي التجأ إليها السكان وقاموا بتوقيف ما بين 500 عربي في صف واحد وقتلوهم بنيران الرشاشات. لقد أكد الجندي الإسرائيلي أن الكتيبة 89 تكونت من إرهابيين سابقين من عصابتي الأرغون وشتيرن، وشدد على أن المذبحة ارتكبها قادة ومثقفون، وقد وضع القادة الإسرائيليين عقبات أمام زيارة مراقبي الأمم المتحدة للبلدة، وبعد عدد من الطلبات تم السماح للضابط البلجيكي هوفي وفريقه بزيارة القرية في 8 تشرين الثاني، وقد شاهد الدخان المتصاعد من المنازل وذلك لإخفاء الجثث المتعفنة في القرية وأكد على ذلك عندما قال " أشتم رائحة غريبة وكان بداخلها عظماً يحترق" عندما سأل الضابط البلجيكي عن سبب تفجير المنازل، قال الضابط الإسرائيلي أن بها حشرات سامة، ولذلك قام بنسفها، وعندما سأل عن مسجد البلدة، قال له الضابط الإسرائيلي إنهم يحترمون قدسيته ولا يدخلونه، ولكن بعد أن أطل أحد مرافقي الضابط البلجيكي، وجد اليهود قد استوطنوه، ولم يسمح لفريق الأمم المتحدة بزيارة جنوب القرية بحجة وجود الألغام، مدعين أن سكان القرية قد هربوا قبل أن يصل الجيش الإسرائيلي إليها. كان تعليقاً رائعاً من قبل وزير الزراعة الإسرائيلي في ذلك الوقت أهارون سيزلينغ الذي قال في مجلس الوزراء الإسرائيلي " أشعر أن هناك أشياء تحدث وتؤذي روحي وروح عائلتي وأرواحنا جميعاً... اليهود أيضاً تصرفوا مثل النازيين وأحس بأن كياني كله قد اهتز
|
|