منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 9:57 am

أول موسوعة تاريخية جغرافية متكاملة 
للوطن العربي
تحتوي على خرائط تفصيلية لكل البلدان العربية
و على أحداث مختصرة لمائة سنة الآخيرة
و فهرسة موضوعية للأحداث التاريخية
و على معلومات جغرافية حديثة و رسمية
جميع الحقوق محفوظة للمبرمج و المطور


المملكة الأردنيّة

دولة فلسطين

المملكة المغربيّة

الإمارات العربيّة المتحدة

الجمهوريّة السوريّة

الجمهورية الجزائريّة

الجمهوريّة اليمنيّة

المملكة العربيّة السعوديّة

جمهورية السودان

جمهورية جزر القمر

جمهورية مصر العربيّة

سلطنة عُمان

الجماهيرية الليبيّة

الجمهوريّة التونسيّة

الجمهوريّة العراقيّة

الجمهوريّة اللبنانيّة

جمهورية الصومال

جمهورية جيبوتي

دولة الكويت

دولة قطر

الجمهورية الموريتانية

مملكة البحرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 9:57 am

اقتباس :

[size=48]الأردن[/size]


الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 002

المملكة الأردنيّة

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 001


جغرافيا

أصل التسمية: سميّ الأردن بهذا الاسم نسبة إلى النهر الذي يعبرها والمسمى بنهر الأردن.
ـ الاسم الرسمي: المملكة الأردنية الهاشمية.
ـ العاصمة: عمّان.
ديموغرافية الأردن
ـ عدد السكان: 5153378 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 58 نسمة/كلم.
ـ عدد السكان بأهم المدن:

ـ عمّان: 1287000 نسمة.
ـ إربد: 306000 نسمة.
ـ الزرقاء: 469200 نسمة.
ـ العقبة: 83000 نسمة.
ـ نسبة عدد سكّان المدن: 74%.
ـ نسبة عدد سكّان الأرياف: 26%.
ـ معدل الولادات: 25,44 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 2,62 لكل ألف شخص.

ـ معدل وفيات الأطفال: 20,36 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكّان: 3%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 3,39 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 77,5 سنة.
ـ الرجال: 75,1 سنة.ـ النساء: 80,1 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 86,6%.
ـ الرجال: 93,4%.
ـ النساء: 79,4%.
ـ اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة.
ـ الدين: 92% مسلمون، 8% مسيحيون وآخرون.
ـ الأعراق البشرية: 98% عرب، 8% شركس، 8% أرمن.

جغرافية الأردن

ـ المساحة الإجمالية: 92300 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 98971 كلم2.
ـ الموقع: يقع الأردن في غرب القارة الأسيوية، ويحده السعودية جنوباً، والعراق والسعودية شرقاً، وسوريا شمالاً، وفلسطين المحتلة غرباً.
ـ حدود الدولة الكلية: 1586 كلم؛ منها 134 كلم مع العراق؛ 218 كلم مع فلسطين المحتلة؛ 742 كلم مع المملكة العربية السعودية؛ 375 كلم مع سوريا؛ (97 كلم مع الضفة الغربية).
ـ طول الشريط الساحلي: 26 كلم.
ـ أهم الجبال: جبال الشراه، جبال عجلون، البلقاء.
ـ أعلى قمة: قمة رام (1754 كلم).
ـ أهم الأنهار: نهر الأردن (321 كلم)، نهر الزرقاء، نهر الموجب.
ـ المناخ: بوجه عام حار وجاف صيفاً ومعتدل في المرتفعات، أما في فصل الشتاء فهو بارد جداً وأمطاره متوسطة في المرتفعات، ونادرة في المناطق الصحراوية.
ـ الطبوغرافيا: سطح الأردن في الشرق عبارة عن هضبة صحراوية تعلوها المناطق الجبلية، وهناك شريط من الأرض المنخفضة يمتد من بحيرة طبريا وحتى خليج العقبة يدعى غور الأردن.
ـ الموارد الطبيعية: فوسفات، بوتاس، نحاس، منغنيز، حديد وصلصال زيتي.
ـ استخدام الأرض: الأرض الصالحة للزراعة: 4%، المحاصيل الدائمة: 0,5%، المروج والمراعي 1% الغابات: 0,5%؛ أراضي أخرى 94% ومنها الأرض المرويّة 0,5%.
ـ النبات الطبيعي: تنمو النباتات الحولية في المناطق الصحرواية بعد سقوط الأمطار، وتنمو الغابات فوق المرتفعات أهمها غابات البلوط الفليني، السرو، السنديان، الصنوبر وغيرها.

المؤشرات الاقتصادية

ـ الوحدة النقدية: الدينار الأردني= 1000 فلس.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 8073 مليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 17,3 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:

ـ الزراعة: 7,4%.
ـ الصناعة: 25,6%.
ـ التجارة والخدمات: 72%.
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: 7,4%
ـ الصناعة: 21,4%
ـ التجارة والخدمات: 71,2%
ـ معدل البطالة: 26%
ـ معدل التضخم: 0,7%

ـ أهم الصناعات: فوسفات، بوتاس، تصفية البترول، إسمنت، صناعات ضوئية، وصناعة الأدوية.
ـ أهم الزراعات: شعير، خضار وفواكه، زيتون، حبوب.
ـ الثروة الحيوانية: الماعز، الأغنام والأبقار.
ـ المواصلات:

ـ دليل الهاتف: 962.
ـ سكك حديدية: 619 كلم.
ـ طرق رئيسية: 7500 كلم.
ـ أهم المرافىء: العقبة.
ـ عدد المطارات: 2.
ـ أهم المناطق السياحية: المناطق الأثرية مثل: جرش، مادابا، البتراء، العقبة

المؤشرات السياسية

ـ شكل الحكم: نظام ملكي دستوري.
ـ الاستقلال: 25 أيار 1946.
ـ العيد الوطني: عيد الاستقلال (25 أيار).
ـ حق التصويت: ابتداءً من عمر 20 سنة.
ـ تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1955.


المملكة الأردنية الهاشمية
الموقع 
تقع المملكة الأردنية الهاشمية في غرب قارة آسيا. تحدها من الشمال سوريا ومن الغرب فلسطين المحتلة، ومن الجنوب والجنوب الشرقي المملكة العربية السعودية، ومن الشرق يحدها العراق.
ويمثل خليج العقبة في أقصى الجنوب منفذها الوحيد إلى العالم الخارجي على البحر الأحمر تبلغ مساحة الأردن 98,000كم2، ويبلغ عدد سكانه حوالي 4 ملايين نسمة. وعاصمته عمَّان، وأهم المدن الأخرى الزرقاء، إربد، جرش، العقبة.
نبذة تاريخية:
أظهرت التنقيبات التي أجريت في وادي الأردن عن وجود إنساني في هذه المنطقة يعود إلى ستة آلاف سنة. وقد تعاقب على الأردن العديد من الدول والمماليك المختلفة. وذلك لوقوعه في وسط الطريق الذي يجمع شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام وبمصر.
فقد سكنها بداية الكنعانيون، ثم دخلها الفلسطينيون واستمروا فيها حتى دخلها اليهود العبرانيون. وعلى عهدهم تعرضت المنطقة لهجوم كاسح من قبل الآشوريين والكلدانيين والذين ألحقوا بهم خسائر جمة. أما في عهد دولتي الفرس والروم، فقد كانت المنطقة تتبع الدولة الأقوى فيهما، وقامت فيها عدة ممالك ودول مستقلة بنت فيها حضارتها المستقلة وأهم هذه الممالك.
الأنباط:
وهم قبائل بدوية ظهرت حوالي القرن الخامس قبل الميلاد. ويعود أول تاريخ ثابت للأنباط إلى عام 312 ق.م حين تمكنوا من صد حملتين عن سوريا بقيادة انتيفوس أحد خلفاء الاسكندر. وقد اتخذ الانباط من البتراء عاصمة لهم. ووسعوا سلطتهم ومركزهم إلى المناطق الشمالية. وأصبحتالبتراء منذ أواخر القرن الرابع ق.م. المدينة الرئيسية على طريق القوافل تربط بين جنوبي الجزيرة العربية وبلاد الشام. وكانت حضارة الأنباط عربية في لغتها آرامية في كتابتها. وقد استطاع الرومان اضعاف دور البتراء اقتصادياً بتغيير الطريق التجاري، ثم حاصروها واستولوا عليها وذلك في عام 106م.
وكذلك امتدت إلى هذه المنطقة نفوذ دولة تدمر التي نشأت في قلب بادية الشام وازدهرت وعاشت عصرها الذهبي أيام ملكها أذينة وزوجته زنوبيا. وقد سقطت مملكة تدمر عام 273م.
وفي خضم تصارع الدولتين العظميين «الفرس» و«الروم» سمحت كل دولة منهما بقيام دولة عربية صغيرة على حدودهما الجنوبية، كي تقومان بمهمة الدفاع عن الدولتين العظميين، فأقام الفرس دولة المناذرة. وأقام الروم دولة الغساسنة الذين سكنوا جنوبي بلاد الشام.
والغساسنة قسم من عرب اليمن هجروا بلادهم عقب انهيار سد مأرب واتجهوا شمالاً إلى بلاد الشام. واسسوا دولتهم هناك بزعامة أميرهم «جفنة بن عمرو» وكانت عاصمتهم السياسية الجابية، وعاصمتهم الدينية «بصرى».
وقد ارتبط الغساسنة بعلاقات وطيدة مع الامبراطورية البيزنطية، واتسع نفوذهم حتى امتدت مملكتهم على كل بادية الشام من الرصافة حتى خليج العقبة.
إلا أن الروم عملوا على إضعاف دولتهم بإثارة الخلافات دائماً فيما بينهم، وظلوا على وضعهم حتى دخول الجيوش الإسلامية إلى بلاد الشام وتحريرها في معركة اليرموك الخالدة زمن أمير الغساسنة جبلة بن الأيهم.
العهد الإسلامي:
بعد استتباب الدولة الإسلامية الأولى في شبه الجزيرة ونشر الدين الجديد فيها، توجهت الجيوش الإسلامية لنشر الدين الإسلامي الجديد في الخارج وخاصة في بلاد الشام. فوجه الخليفة الصديق أبو بكر خمسة جيوش باتجاه بلاد الشام وألحقها بخالد بن الوليد الذي كان يحارب في العراق. وكانت الجيوش الإسلامية الخمسة بقيادة كل من:
ـ يزيد بن أبي سفيان إلى دمشق.
ـ عمرو بن العاص إلى فلسطين.

ـ شرحبيل بن حسنة إلى الأردن.
ـ أبو عبيدة بن الجراح الى حمص.
ـ وعكرمة بن أبي جهل دعماً للجيوش الإسلامية.
وقد توحدت هذه الجيوش الخمسة في معركة اليرموك عام 636 م تحت قيادة الصحابي خالد بن الوليد وبعد ذلك تمكن شرحبيل بن حسنة من متابعة سيره وفتح جميع أراضي منطقة الأردن. 

ومع تولي الأمويين زمام الحكم تمتعت هذه المنطقة بازدهار تجاري واقتصادي جيد وذلك لقربها من مركز الخلافة في دمشق.
أما في العصر العباسي فقد قل الاهتمام بشؤونها وخاصة في العصر العباسي الأول.
أما في العصر العباسي الثاني فقد كانت المنطقة معرضة للإنقسام التام عن الخلافة وكانت تتبع الدويلة الأقوى في المنطقة، فقد تبعت الدولة الطولونية والإخشيدية في مصر، كما تبعت برهة من الزمن للقرامطة، وكذلك للدولة الحمدانية والدولة الزنكية والفاطمية، كما تعرضت للهجمات الصليبية حتى حررها صلاح الدين الأيوبي إثر معركة حطين عام 1187م.

وفي الفترة من القرن السادس عشر إلى مشارف القرن العشرين شكل الأردن جزءاً من سوريا خلال الحكم العثماني والذي استمر إلى عام 1916م. حيث اندلعت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي من مكة المكرمة بدعم من البريطانيين والفرنسيين.
نشوء الإمارة بعد الثورة العربية وعهد الأمير عبد الله:
عقب اندلاع الثورة العربية الكبرى عام 1916م. وما صاحبها من وعود الحلفاء الانكليز والفرنسيين عبر (مراسلات حسين مكماهون)، وبعد هزيمة العثمانيين عام 1918، وصل إلى معان في جنوب الأردن عام 1920 الشريف عبد الله بن الشريف حسين على رأس حملة عسكرية، وأعلن عن نيته طرد الفرنسيين من سوريا لإعادة أخيه الملك فيصل إلى العرش. وكان الانكليز قد وعدوا عبد الله سابقاً بعرش العراق، فغيروا خططهم، فنصبوا فيصلاً على العراق. أما عبد الله فقد خشي البريطانيون من أن يعطل اتفاقية سايكس بيكو مع الفرنسيين، فعرضوا عليه إنشاء إمارة خاصة به في شرق الأردن، مع مساعدة مالية، مقابل تعهده بإيقاف حملته، ومنع الغارات ضد الفرنسيين، وتأييده للانتداب البريطاني في فلسطين فوافق عبد الله، وقامت إمارة شرق الأردن بعد أن تنازل الشريف حسين لابنه عن معان والعقبة وألحقتا بالإمارة. علما أن إمارة شرقي الأردن كانت في العهد العثماني متصرفية تابعة لولاية دمشق. وبعد خروج الأتراك من بلاد الشام أصبحت تابعة لحكومة دمشق.
عهد الملك حسين بن طلال(1953 ـ 1999 م):
بعد قيام الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958، دخل الأردن في «الاتحاد العربي» مع العراق، إلا أن ثورة 14 تموز 1958 أطاحت بالوحدة، بعدما أطاحت بالنظام الملكي في العراق وحكومته. ولمنع امتداد الثورة إلى الأردن، طالب الملك حسين بالتدخل العسكري البريطاني، فنقلت قوات جوية بريطانية إلى عمان وفي الوقت نفسه كانت قوات الاسطول السادس الأمريكي تنزل على الساحل اللبناني في بيروت.
بعد هذه المرحلة، دخلت البلاد في فترة من الهدوء النسبي، فتفرغت الدولة للانماء الاقتصادي. حتى كانت نكسة عام 1967، وقد تعرض الأردن للعدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن استيلاء إسرائيل على الضفة الغربية، ولجوء ما يزيد على 400 ألف فلسطيني إلى شرق الأردن، الأمر الذي أدى إلى خلق المزيد من المشاكل السياسية والاقتصادية. خاصة بعد ظهور المقاومة الفلسطينية، التي باتت تهدد مصير العرش الهاشمي، بسبب تمادي بعض عناصر المقاومة بالظهور المسلح وكسر قوانين الدولة و.... الأمر الذي أدى إلى تصادم عسكري كبير مع الدولة الأردنية عام 1970، حيث شكل الملك حسين حكومة عسكرية تمكنت من ضرب المقاومة بشكل قاسٍ، وأخرجتها من الأردن بعد مبادرة عربية قام بها الرئيس جمال عبد الناصر.
بعد ذلك حاول الملك حسين أن يعيد مطالبته بوضع الضفة الغربية تحت سيادته لدى تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، إلا أن منظمة التحرير الفلسطينية نالت الموافقة العربية والدولية على أنها من حقها وحدها حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وذلك بعد قمة الرباط العربية عام 1974

الأردن في الثمانينات:
دعا الأردن إلى مصالحة عربية مع مصر في ربيع 1982 بعد تسلم مبارك الرئاسة، وأعاد هو علاقته معها في 25 أيلول 1984.
وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982 عقدت قمة عربية في فاس بالمغرب، تشكلت على إثرها لجنة عربية سباعية برئاسة الأردن دعت كبار الدول العالمية لمشروع السلام العربي وطلبت منهم تأييده، ثم جرت مفاوضات فلسطينية أردنية على أساس مشروع السلام العربي ومبادرة رونالد ريغان، ثم أعلنت الحكومة الأردنية فشل هذه المبادرة. وفي شباط 1985 وقّع اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن، إلا أن العلاقات عادت وتدهورت مجدداً في 1986 حيث أغلقت الحكومة الأردنية 26 مكتباً لمنظمة التحرير في الأراضي الأردنية. وفي كانونكانون الثاني 1989 عادت العلاقات وتحسنت حيث افتتح الملك حسين وياسر عرفات مكتب سفارة فلسطين في الأردن. كما شهد هذا العام فوز ليلى شرف أول امرأة أردنية في مجلس الأعيان.
الأردن في التسعينات:
في 27 آب 1992 أعلنت السلطات الأردنية أنها اعتقلت جماعة من شباب النفير الإسلامي بينهم النائب الإسلامي يعقوب قرش، وبعد أربعة أيام أوقف النائب ليث شبيلات أيضاً بتهمة تزويد هذه الجماعة بأسلحة ومتفجرات. وقد وجهت إليهم محكمة أمن الدولة تهمة «محاولة قلب الحكم» وحكمت عليهما بالسجن لمدة 20 سنة. وتحت الضغط الشعبي والنيابي، أصدر الملك حسين بمناسبة عيد ميلاده السابع والخمسين في 14 تشرين الثاني 1992 عفواً عاماً شمل شبيلات وقرش.
بعد ذلك مرت المملكة الأردنية بمرحلة ضغط سياسي واقتصادي كبير بسبب موقف الأردن المساند للعراق في حرب الخليج الثانية ضد الكويت، وقد تمثل هذا الضغط بمقاطعة الدول الخليجية قاطبة للأردن، وقد حاول الملك حسين كسر هذا الحاجز عن طريق انتقاده المستمر لسياسة الرئيس العراقي صدام حسين.
وفي 30 تشرين الأول 1991 كان الأردن يشارك دول مجلس الطوق في مؤتمر السلام الذي عقد في مدريد، غير أنه سرعان ما دخل في مفاوضات سرية مع اليهود وتوصل إلى إبرام معاهدة «وادي عربة» التي وقعها الملك حسين مع اسحق رابين في 29 تشرين الأول 1994. لتطوى بذلك صفحة الحرب بين الطرفين والتي استمرت 46 عاماً، وفي تشرين الثاني أقام البلدان علاقات دبلوماسية للمرة الأولى.
وفي شهر آب 1992 خضع الملك حسين لعملية استئصال حالبه الأيسر وكليته اليسرى أجراها في مستشفى «مايوكلينيك» بأمريكا إثر اكتشاف خلايا سرطانية.

وفي آب 1996 جرت تظاهرات كبيرة في جنوبي المملكة احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وعلى ارتفاع الأسعار أدت إلى مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية.
وفي نيسان 1997 عاد الملك حسين إلى مستشفى «مايو كلينيك» حيث خضع مجدداً للعلاج وبقي في المستشفى حتى شهر تشرين الأول من العام 1998. وقد شارك الملك حسين في مفاوضات «واي بلانتيشن» التي أفضت إلى توقيع الاتفاق في واشنطن بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الأسرائيلوياسر عرفات.
وفي كانون الثاني 1998 عاد الملك حسين إلى عمان معلناً شفاءه التام من السرطان، وبعد مجيئه بستة أيام فقط عزل الملك حسين شقيقه وولي عهده الأمير حسن عن ولاية العهد والتي استمرت له 34 عاماً، وعين مكانه نجله الأمير عبد الله.

إلا أن المرض عاود من جديد الملك حسين، فعاد إلى مايو كلينيك في أمريكا في 26 كانون الثاني وخضع في شباط 1999 لعملية زرع ثانية للنخاع العظمي إلا إن عمليته الثانية باءت بالفشل فعاد إلى بلده حيث توفي.
عهد الملك عبد الله الثاني 1999 ـ ....:
تسلم الملك عبد الله الثاني مُلك الأردن عقب وفاة والده وسط دعم عربي ودولي كبير له تجلى في الحضور الرسمي الكبير لجنازة الملك حسين يتقدمهم كبار زعماء العالم (الولايات المتحدة ـ روسيا ـ بريطانيا ـ فرنسا ـ مصر ـ سوريا ـ السعودية ....) وقد أكد الجميع على المحافظة على وحدة وسلامة الأردن، ودعمهم المطلق للملك الجديد عبد الله الذي سرعان ما وطد حكمه في البلد، وقام بزيارة شكر إلى العديد من دول العالم ولتوطيد العلاقة معهم، وكانت المحطة السورية في دمشق من أهم هذه الزيارات، إذ عادت العلاقات السورية ـ الأردنية إلى الأردنية إلى طبيعتها بعدما توترت وانقطعت في عهد الملك حسين قبيل مفاوضات واتفاق وادي عربة مع اليهود عام 1994.

آخر 100 عام
الأردن


30/1/1916 المفاوض البريطاني سير مكماهون يتعهد للشريف حسين بتأييد قيام مملكة عربية كبرى في بلاد الشام والعراق إذا حصل على الدعم العربي لطرد العثمانيين.
30/2/1920 الأمير عبد الله بن الحسين يلتقي وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل في القدس والاتفاق على على تأسيس حكومة في شرقي الاردن برئاسة الأمير عبد الله.
3/10/1924 نفي الشريف حسين إلى قبرص.
28/3/1945 الأردن يشارك ست دول عربية في إنشاء جامعة الدول العربية هي السعودية واليمن ولبنان وسورية والعراق ومصر.

25/5/1946 أعلان استقلال شرق الأردن وتتويج الأمير عبد الله ملكاً.
30/7/1951 اغتيال الملك عبد الله وهو يهم بدخول المسجد الأقصى بيد رجل فلسطيني تبين أن له شركاء أخرين، ثم تتويج الأمير طلال ملكاً.
11/8/1952 إعفاء الملك طلال من مهامه بسبب حالته الصحية وتشكيل مجلس وصاية على العرش لحين بلوغ ولي العهد الأمير حسين السن القانونية.
2/5/1953 تتويج الأمير حسين بن طلال ملكاً.

11/8/1952 إعفاء الملك طلال من مهامه بسبب حالته الصحية وتشكيل مجلس وصاية على العرش لحين بلوغ ولي العهد الأمير حسين السن القانونية.
2/5/1953 تتويج الأمير حسين بن طلال ملكاً.
2/3/1956 الملك حسين يعزل الجنرال كلوب باشا البريطاني عن قيادة الجيش مع عدد من الضباط البريطانيين.
14/2/1958 الملك حسين والملك فيصل ملك العراق يعلنان قيام الاتحاد الهاشمي العربي بين البلدين.
14/7/1958 وصول قوات بريطانية إلى الأردن بعد قيام انقلاب عسكري في العراق بقيادة عبد الكريم قاسم ومصرع الملك فيصل الثاني وافراد العائلة المالكة العراقية ووزراء اردنيين كانوا في زيارة لبغداد.
21/5/1964 الملك حسين يفتتح أول مجلس وطني فلسطيني يعقد في القدس بحضور أحمد الشقيري والذي تمخض عنه قيام منظمة التحرير الفلسطينية في الثامن والعشرين من الشهر ذاته.

7/9/1970 انفجار الوضع بين الأردن والمنظمات الفدائية الفلسطينية مما أدى إلى خروج المنظمات إلى لبنان.
20/4/1989 انفجار الوضع في جنوب الأردن بسبب رفع أسعار المحروقات والعديد من المواد الغذائية مما عرف بهبة نيسان التي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء زيد الرفاعي

30/10/1991 الأردن يشارك في مؤتمر مدريد، بوفد يضم الفلسطينيين.
26/10/1994 توقيع معاهدة السلام الأردنية ـ الإسرائيلية في وادي عربة بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
13/3/1997 جندي اردني يطلق النار على إسرائيليات يقتل سبعا منهن اثناء زيارتهن لمنطقة حدودية أردنية.

25/9/1998 فشل عملية اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والأردن يقايض بالأفراج عن الشيخ أحمد ياسين.
25/10/1998 الملك حسين يشارك وهو في مستشفى مايو كلينك بالتوصل إلى اتفاق واي ريفر بين إسرائيل والفلسطينيين.
7/2/1999 وفاة الملك حسين وإعلان الأمير عبد الله أكبر انجاله ملكاً، والملك يبدأ بجولة عربية يتوجها بأول زيارة للكويت منذ حرب الخليج وأول زيارة للبنان يقوم بها ملك أردني منذ ثلاثين عاما.

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Paperclip الصور المرفقةالموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Attachment الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Attachment 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:00 am

اقتباس :
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 473
[size=48]دولة فلسطين[/size]


ـ الاسم الرسمي: دولة فلسطين.
ـ العاصمة: القدس.

ديموغرافية فلسطين
ـ عدد السكان: 3268832 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 526 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكان بأهم المدن:
ـ غزة: 1178119 نسمة.

ـ أريحا: - ـ جنين: - ـ رام الله: - ـ نسبة عدد سكان المدن:
ـ نسبة عدد سكان الأرياف: - ـ معدل الولادات: 39,15 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 4,29 لكل ألف شخص.

معدل وفيات الأطفال: 23,57 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكان: - ـ معدل الإخصاب (الخصب): مولود لكل امرأة.
ـ معدل الهجرة: 2,54 لكل ألف شخص.

ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 71,64 سنة.
ـ الرجال: 70,17 سنة.
ـ النساء: 73,19 سنة.
اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية، إلى جانب إستعمال اللغة الإنجليزية.

ـ الدين: - ـ الأعراق البشرية: مسلمون 89% مسيحيون 10% أعراق أخرى 1%.
ـ المساحة الإجمالية: 6620 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 6400 كلم2.

ـ الموقع: يشمل ما تبقى من فلسطين السليبة: قطاع غزة والضفة الغربية.وقطاع غزة قطاع صغير يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال شرق شبه جزيرة سيناء المصرية والضفة الغربية تقع غرب نهر الأردن.
ـ طول الشريط الساحلي: 40 كلم.
ـ أهم الجبال: هضاب جبال الجليل.
ـ ـ أهم الأنهار: نهر الأردن.

ـ المناخ: حار وجاف صيفاً في المناطق الداخلية ورطب على السواحل ومعتدل على المرتفعات، معتدل الحرارة وماطر على السواحل وبارد جداً مع تساقط الثلوج على المرتفعات تقل الأمطار في المناطق الداخلية.
ـ الطبوغرافيا: منطقة شبه صحراوية في الجنوب؛ سهول ساحلية منخفضة؛ جبال في الوسط.النقب منطقة شبه صحراوية، وتربة خصبة على الشاطىء وفي شرق البلاد يمتد سهل منخفض من بحيرة طبريا وحتى بحر الميت ويجري فيه نهر الأردن، ويمتد وادي عربة حتى البحر الميت وحتى خليج العقبة، ويلي السهل الساحلي المرتفعات الغربية وأهمها جبال الجليل ونابلس والخليل.
ـ الموارد الطبيعية: نحاس، فوسفات، بوتاس، كبريت، إسفلت، منغنيز.
ـ استخدام الأرض: تشكل الأرض الصالحة للزراعة 17% من المساحة الكلية: تشكل المحاصيل الدائمة 5% المروج والمراعي 40% وتشكل الغابات والأراضي الحرجية 6%، وأراض أخرى 32% تتضمن أراضي مروية بنسبة 11%.
ـ النبات الطبيعي: تنمو فيها غابات إقليم البحر المتوسط منها الصنوبر والسرو والسنديان والبلوط والفلين والفستق الحلبي والخروب والخروع، وفي المناطق الداخلية تنمو الحشائش المعتدلة.
ـ المؤشرات الاقتصادية:

ـ الوحدة النقدية: الشيكل، الدينار الأردني.
ـ إجمالي الناتج الوطني: 4,21 بليون دولار ـ معدل الدخل الفردي: 1300 دولار ـ المساهمة في إجمالي الناتج المحلي: ـ الزراعة: 9%
ـ الصناعة: 28% ـ التجارة والخدمات: 63%

ـ القوة البشرية العاملة: ـ الزراعة: 13%
ـ الصناعة: 21%
ـ التجارة والخدمات: 66%
ـ معدل البطالة: 40%
ـ معدل التضخم: 3%

ـ أهم الزراعات: يزرع في فلسطين الزيتون والحمضيات والفواكه والخضار والحبوب والقمح والشعير والذرة والقطن والشمندر السكري والتبغ.
ـ المواصلات:

ـ دليل الهاتف: 972 ـ طرق رئيسية: 4500 كلم ـ مرافئ رئيسية: ميناء غزة ـ عدد المطارات: 4 


فلسطين

فلسطين المحتلة:
مصطلح سياسي وعربي (وإسلامي) إلى حد كبير، وكذلك لدى الكثير من الدول خاصة دول العالم الثالث. والقوى والهيئات والأحزاب السياسية في العالم، التي ناصرت العرب في نزاعهم مع إسرائيل حول «قضية فلسطين» خاصة منذ بداية خمسينات هذا القرن حتى أواخر هذا القرن (القرن العشرين).
طغى استعمال هذا المصطلح في الخطاب السياسي الفلسطيني والعربي الرسمي والشعبي، منذ نكبة فلسطين 1948 وضياعها واغتصابها على يد الحركة الصهيونية اليهودية العالمية.
الموقع:

تقع فلسطين غربي قارة آسيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي يحدها من الغرب. ويبلغ طول ساحلها عليه 224 كم. ويحدها من الشمال الشرقي سوريا، ويبلغ طول الحدود بينهما 70 كم. وأما من الشمال فيحدها لبنان وسوريا، ويبلغ طول حدودها مع لبنان حوالي 79 كم، ومن الشرق يحدها الأردن حيث يبلغ طول حدودها معه حولي 360 كلم. وتطل فلسطين على الرأس الشمالي لخليج العقبة عبر ساحل طوله 10,5 كم. ويبلغ طول الحدود الجنوبية الغربية مع مصر نحو 240 كلم. وتبلغ مساحة فلسطين كاملة 27009كم2، وهي مستطيلة الشكل.
أما مساحة «السلطة الفلسطينية» حالياً بعد اتفاق أوسلو 13 أيلول 1993 فهي كالتالي: تبلغ مساحة الضفة الغربية، من دون الجزء المتعلق بالبحر الميت 5646كم2. ومساحة قطاع غزة 360كم2. أي أن المساحة الإجمالية لهما هي: 6006كم2، أي نحو 24% من مجموع مساحة فلسطين بالاجمال. وهي المساحة المطلوبة من إسرائيل الانسحاب منها بموجب اتفاقية أوسلو وما بعدها.
نبذة تاريخية:

الفلسطينيون:
يعود أصلهم إلى سواحل بحر إيجه في آسيا الصغرى وإلى جزيرة كريت، هاجروا إلى فلسطين أواخر القرن الثالث عشر ق.م. وقد سميت هذه السواحل التي أقاموا عليها بـ«فلسطين» نسبة لهم.
ويذكر المؤرخون أنهم شيدوا خمسة مدن مهمة هي: غزة وعسقلان وغاث وعقرون وأشدود. وقد هاجمهم العبرانيون كثيراً، واستمر السجال فيما بينهم.
ولم يمض القرن الحادي عشر ق.م. حتى كان الفلسطينيون قد اندمجوا بشكل كامل في الحضارة الكنعانية. وقد دل على ذلك عدة أدلة أثرية وتاريخية.
بعد ذلك، تعرضت فلسطين إلى غزوة من قبل اليهود مارسوا خلالها ضروباً من القسوة والوحشية والإبادة، إلا أنهم لم يستطيعوا طرد السكان الأصليين.
حاول يوشع بن نون احتلال مدينة يبوس (القدس) فقاومه اليبوسيون بقوة، وظلت القدس ممنوعة على اليهود بنحو مائتي عام، وأخيراً نحو عام 997 ق.م. تمكن النبي داود من الاستيلاء على القدس، وبعد وفاته عليه السلام تولى ابنه سليمان عليه السلام حكمها ومن بعده ولده رحيمام سنة 975 ق.م.
وقد انقسمت البلاد إلى دولتين: مملكة يهودا وعاصمتها أورشليم، ومملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة، واشتدت الحرب بين المملكتين مما شجع الآشوريين على مهاجمتهم وإخضاعهم واحتلال القدس، وانقرضت مملكة يهودا سنة 586 ق.م. وبهذا انتهت أسرة داوود المالكة في أورشليم وكذلك انقرضت مملكة إسرائيل وفي سنة 332 ق.م. استولى الاسكندر المقدوني على أورشليم، فانقسم اليهود إلى قسمين: منهم من اقتدى باليونانيين وحضارتهم، ومنهم من بقي متعصباً، وقام بتمرد ضد الاضطهاد اليوناني.
وفي عام 135 ق.م. تمكن الامبراطور الروماني هدريان من إخماد ثورة اليهود ودمر أورشليم، وقتل أعداد كبيرة من اليهود ومنعهم من دخول القدس.
وفي أواخر القرن الأول ق.م. ولد السيد المسيح في بيت لحم وعاش في فلسطين حيث انتشرت تعاليمه رغم ما لقيت دعوته ورسالة من عداء ومقاومة من جانب اليهود والرومان. حتى كان مطلع القرن الرابع الميلادي حيث تنصر الامبراطور قسطنطين فشيد عدة كنائس أشهرها كنيسة القيامة في القدس، وكنيسة المهد في بيت لحم.
العهد الإسلامي:

اتجهت الجيوش الإسلامية لفتح بلاد الشام ومحاربة الروم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وكان على رأس الجيش الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح. فتولى القيادة خلال معركة اليرموك الفاصلة القائد المحنك خالد بن الوليد الذي استطاع الحاق هزيمة منكرة بالجيش البيزنطي، وتوغل الجيش الإسلامي في مختلف المناطق. وسار أبو عبيدة باتجاه بيت المقدس وحاصرها، فأجابوا إلى الصلح ولكنهم اشترطوا أن لا يسلموا المدينة إلا لأمير المؤمنين، فأرسل أبو عبيدة إلى أمير المؤمنين يخبره بالأمر. فخرج الخليفة عمر من المدينة باتجاه بيت المقدس. وترك الإمام علي بن أبي طالب على المدينة، فدخل بيت المقدس ثم دخل المسجد الأقصى وصلى فيه مع المسلمين، ثم سار إلى الصخرة وجعل المسجد في قبلة بيت المقدس، ورجع إلى المدينة المنورة.
وبقيت القدس عربية إسلامية تعاقب عليها الحكام العرب والمسلمون من الخلفاء الراشدين إلى الأمويين والعباسيين إلى بني طولون والأخشيديين فالفاطميين والسلاجقة والمماليك والعثمانيين منذ فتحها الخليفة عمر بن الخطاب سنة 15 هـ/636 م حتى سنة 1367 هـ/1948م. باستثناء فترة الحروب الصليبية، حيث تمكن الناصر صلاح الدين الأيوبي من تحريرها من يد الصليبيين بعد معركة حطين (1099 ـ 1187 م). وقد شهدت فلسطين في العهد الإسلامي انتعاشاً واسعاً، فشيدت المعاهد الإسلامية العلمية، وبرز العديد من العلماء والمفكرين والقادة.
فلسطين والاستعمار:
شكلت فلسطين عبر التاريخ هدفاً مهماً لجميع الدول الهادفة إلى التوسع سواء في التاريخ القديم أو الحديث.
وفي أعقاب احتلال بريطانيا للهند في القرن السابع عشر استعاد الغرب اهتمامه بالمنطقة، كما كان لحملة نابليون على مصر وفلسطين أثر في إبراز الأطماع البريطانية في السيطرة على المنطقة.
وعد بلفور (2 تشرين الثاني 1917):
هو الوعد البريطاني الرسمي الشهير الذي أعلنت فيه بريطانيا تعاطفها مع الأماني اليهودية في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك على شكل رسالة بعث بها اللورد بلفور ـ وزير الخارجية البريطاني آنذاك ـ إلى اللورد روتشيلد، المليونير اليهودي المعروف.
الانتداب البريطاني:
بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، كانت فلسطين من الأراضي التي وقعت بأيدي البريطانيين، وأصبحت فلسطين بالتالي تحت الانتداب البريطاني (1922 ـ 1948 م) بموجب صك منحه الحلفاء وعصبة الأمم لبريطانيا عام 1922 ضد رغبة سكان فلسطين المعبر عنها أمام لجنة كينغ ـ كراين. وقد أدخلت في صك الانتداب مادة تتضمن التزاماً من قبل الدولة المنتدبة بإقامة «وطن قومي لليهود في فلسطين» وتنفيذ وعد «بلفور». وكان لبريطانيا عام 1922 ضد رغبة سكان فلسطين المعبر عنها أمام لجنة كينغ ـ كراين. وقد أدخلت في صك الانتداب مادة تتضمن التزاماً من قبل الدولة المنتدبة بإقامة «وطن قومي لليهود في فلسطين» وتنفيذ وعد «بلفور». وكان المندوب السامي الذي عينته الحكومة البريطانية على فلسطين هو هربرت صموئيل اليهودي الأصل الانكليزي الجنسية الذي أخذ على عاتقه أن يضع إمكانات الدولة المنتدبة لمساعدة اليهود على تنفيذ وعد بلفور، وذلك بتقديم المعونات لهم من تشجيع للهجرة، وتسهيل لعمليات شراء الأراضي وتسجيلها، وإعطائهم مساحات واسعة من أملاك الدولة، والتضييق على الفلاح الفلسطيني بكل الوسائل لإجباره على بيع أراضيه لليهود.
كما جعلت بريطانيا اللغة العبرية إحدى اللغات الرسمية في فلسطين، وسمحت بإقامة مدارسهم الخاصة، وبإنشاء المستعمرات والمنظمات الصهيونية، ومنها الوكالة اليهودية التي كانت بمثابة دولة ضمن دولة، وقد نتج عن ذلك ازدياد كبير في عدد اليهود مما أشعر العرب بالأخطار التي كانت تحيق بهم مما أدى إلى قيام عدة ثورات وانتفاضات. في الوقت الذي كانت فيه معظم الحكومات العربية خاضعة للنفوذ الأجنبي.
ردة الفعل الفلسطينية:
لقد أحس الشعب الفلسطيني أن المهاجرين اليهود الجدد ليسوا إلا محتلين ينوون الاستيلاء على البلاد وطرد أهلها منها، وزاد في هذه القناعة شروع هؤلاء المهاجرين في شراء العديد من الأراضي الفلسطينية، إقامة المستعمرات عليها بدأت المقاومة بانتفاضات عفوية في مختلف المناطق وخاصة إثر وصول هجرة جديدة. وأهم وأكبر هذه الانتفاضات انتفاضة نيسان 1920 في القدس التي عبر فيها عرب فلسطين عن معارضتهم لسياسة بريطانيا ووعد بلفور والصهيونية.



ثورة البراق 1929:
وقعت أحداث هذه الثورة في صيف 1929 وذلك عندما اعتدى جماعة من اليهود على [حائط المبكى لدى اليهود] حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى وقاموا برفع العلم الصهيوني فلم يسكت المسلمون على هذا الاعتداء وقعت أحداث هذه الثورة في صيف 1929 وذلك عندما اعتدى جماعة من اليهود على [حائط المبكى لدى اليهود] حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى وقاموا برفع العلم الصهيوني فلم يسكت المسلمون على هذا الاعتداء وصفد، وقد أدت هذه الحوادث إلى وقوع أكثر من 133 يهودياً. وعدد كبير من الجرحى. كما سقط العديد من الشهداء العرب نتيجة هذه الصدامات.
وبسب تفاقم الوضع في فلسطين اضطرت بريطانيا من أجل تهدئة نفوس العرب إلى إصدار الكتاب الأبيض في تشرين الأول 1930م. الذي نص على أن بريطانيا ستراعي في تحديد الهجرة اليهودية قابلية البلاد للاستيعاب كما ستراقب عملية انتقال الأراضي من العرب إلى اليهود، وتشكل مجلساً تشريعياً في البلاد، إلا أن بريطانيا تراجعت عن كتابها الأبيض بضغط من اليهود فأصدرت بياناً تركت فيه باب الهجرة مفتوحاً، أطلق العرب عليه «الكتاب الأسود».
الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 ـ 1939 م):

هذه الثورة عبارة عن سلسلة من الأعمال المسلحة وإضرابات عامة ومظاهرات شعبية واصطدامات محلية، ونضال سياسي شديد، ومقاومة جدية وفعلية لباعة الأراضي الفلسطينية وسماسرتها لليهود، وقد أخذت هذه الثورة طابعاً شعبياً وقومياً مشتركاً. اشترك فيها الشعب الفلسطيني بكل فئاته وتوحد الصف الداخلي تحت قيادة واحدة هي «اللجنة العربية العليا» وانتظم فيها المتطوعون العرب من جميع الدول العربية أشعلها المجاهد عز الدين القسام وأكملها أيضاً الضابط فوزي الفاوقجي الذي قاد جموع المتطوعين العرب. وعملت هذه الثورة على اغتيال باعة وسماسرة وجواسيس. وقد اشتعلت هذه الثورة اثر اكتشاف العرب شحنات كبيرة من الأسلحة في براميل الاسمنت الآتية لليهود من أوروبا، فأخذ الثوار العرب يهاجمون الثكنات والمنشآت البريطانية والمستعمرات اليهودية، وكبدوا قوات الانتداب البريطاني واليهود خسائر كبيرة.
ولم تهدأ الثورة على الرغم من استقدام بريطانيا قوات إضافية من الخارج واستخدامها للدبابات والطائرات في قصف مواقع الثوار، إلا أن توسط بريطانيا لدى الزعماء والملوك العرب (الملك عبد العزيز بن سعود والملك غازي (العراق) والأمير عبد الله (الأردن) في تشرين الأول 1936 أدى إلى توقف أعمال العنف وتعهد بريطانيا بإيجاد حل عادل.
أوقف الثوار عملياتهم بناءً على نداءات الملوك والزعماء العرب ووعد بريطانيا التي أوفدت لجنة تحقيق برئاسة «اللورد بيل» للتحقيق في أسباب الأضطرابات وكيفية تنفيذ صك الانتداب وبعد عدة لقاءات عقدتها اللجنة مع عدد من اليهود والعرب اقترحت هذه الأخيرة بضرورة الإضراب إقامة دولة يهودية وأخرى عربية تتحد مع شرقي الأردن كما طالبت باحتفاظ بريطانيا بالأماكن المقدسة.
ما إن وصلت أخبار التقسيم إلى الشعب الفلسطيني حتى تجددت الاضطرابات من جديد واتخذت طابعاً أكثر عنفاً وأبعد عمقاً من ثورة 1936 على الرغم من أن القيادة الأساسية لهذه الثورة كانت من أبناء الريف، ذلك أن الحاج أمين الحسيني اضطر إلى مغادرة فلسطين باتجاه العراق، وكذلك خرج معه العديد من القادة الوطنيين.
استخدمت بريطانيا في سبيل إيقاف هذه الثورة مختلف الأساليب البشعة كالقصف بالطائرات الحربية، وترويع السكان وفرض الغرامات النقدية عليهم وتهديم بيوتهم، ثم استقدمت قوات عسكرية إضافية وعينت الجنرال هانيغ قائداً للقوات العسكرية. وقد تمكن هذا الضابط في مطلع عام 1939 من إلحاق خسائر كبيرة بالثوار ومحاصرتهم في الريف، إلا أنها لجأت ومن جديد لمناصريها من الحكام العرب (خاصة وأنها كانت مسيطرة عملياً على الأردن والعراق ومصر، ويساندها الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان. والصهيونية في فلسطين ونفوذها في العالم). لعقد مؤتمر في لندن حول المشكلة الفلسطينية.
وفي 7 شباط 1939 افتتح رئيس الوزراء البريطاني نفيل تشمبرلين المؤتمر بحضور الوفد البريطاني برئاسة مالكوم ماكدونالد والوفود العربية وكان الوفد الفلسطيني برئاسة جمال الحسيني أما الوفد الإسرائيلي فقد اختلف موقفهم مع موقف البريطانيين فانسحبوا من المؤتمر، واستمر العرب في مفاوضاتهم، وتوصلوا بالنهاية إلى بيان ختامي ينص على عدم شرعية وعد بلفور إضافة إلى تنظيم العديد من الأمور الأخرى كالهجرة اليهودية وبيع الأراضي ولكن الحكومة البريطانية تذرعت بالخلافات المحدودة نسبياً هادفة إلى إنهاء أعمال المؤتمر. والانفراد تالياً برسم سياستها الخاصة بالوضع في فلسطين وفقاً لمصالحها المرتبطة مع الصهيونية العالمية.
تطور القضية الفلسطينية بعد الحرب العالمية الثانية:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، برزت الولايات المتحدة كقوة عسكرية عظمى في العالم خاصة بعد أن انهكت الحرب مختلف دول أوروبا بالأخص إنكلترا وفرنسا، فكثفت الحركة الصهيونية نشاطها في الولايات المتحدة. وقد أثمرت هذه النشاطات عندما طلب الرئيس الأمريكي ترومان في 31 آب 1945 من رئيس الوزراء البريطاني السماح بإدخال 100 ألف يهودي إلى فلسطين. وكانت بريطانيا تطمع بزيادة المساعدات إليها من الولايات المتحدة، فلم تكن تريد رفض طلبها، ولكن للتخفيف قليلاً عن العرب طلبت إرسال لجنة انكليزية أمريكية مشتركة للتحقيق في مشاكل مراقبة على هجرة اليهود إلى فلسطين.
وبالفعل، بدأت هذه اللجنة أعمالها في 4 كانون الثاني 1946 في واشنطن ثم انتقلت إلى لندن ثم شكلت عدة لجان للإطلاع على أحوال اليهود في أوروبا كذلك انتقلت اللجنة في 28 شباط 1946 إلى القاهرة حيث التقت بأمين عام جامعة الدول العربية عبد الله عزام، ثم زارت كلاً من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والسعودية وشرقي الأردن للاستماع إلى القادة العرب.
وبعد كل هذه اللقاءات جاء تقرير هذه اللجنة متعاطفاً مع اليهود ويسمح بإدخال 100 ألف يهودي إلى فلسطين، كما طالب التقرير بإلغاء القوانين الصادرة عن سلطات الانتداب عام 1940 والتي تمنع انتقال ملكية الأراضي من العرب إلى اليهود.
ردة الفعل العربي:
كان رد الفعل العربي على تقرير لجنة التحقيق الانكلو أمريكية عنيفاً. فأعلن الإضراب العام في فلسطين (3 أيار 1946) وعمت التظاهرات والإضرابات سورية ولبنان والأردن والعراق. واقترح أمين عام جامعة الدول العربية لقاء قمة عربية وكانت أول قمة لزعماء العرب عقدت في أنشاص قرب القاهرة يومي 27 و28 أيار 1946 وأصدروا البيان التالي:
رفض تقرير اللجنة الانكلوـ أمريكية المشتركة.
ـ التمسك باستقلال فلسطين وصيانة عروبتها.

ثم دعي مجلس الجامعة العربية لعقد دورة استثنائية وتقرر عقدها في بلودان في 8 حزيران 1946 على مستوى رؤساء الحكومات وزراء الخارجية والدفاع لإسباغ مظهر القوة على هذا المؤتمر. وكان من أهم الشخصيات التي حضرت الاجتماع، حمدي الباجة جي (العراق) سعد الله الجابري وفارس الخوري ولطفي الحفار وجميل مردم بك (سورية). صائب سلام وحبيب أبو شهلا (لبنان) وجمال الحسيني (فلسطين). وقد شدد المجتمعون على رفض مقررات اللجنة الانكلو ـ أمريكية.
فدعت الحكومة البريطانية إلى مؤتمر يعقد في لندن من جديد لبحث المشكلة الفلسطينية. إلا أن وجهة نظر الدول العربية المساندة لفلسطين لم تلتقِ أبداً مع وجهة النظر الصهيونية وهذا ما دعا إلى عرض القضية على الأمم المتحدة التي قررت تأليف لجنة خاصة من الأمم المتحدة بشأن فلسطين. وقد توصلت هذه اللجنة بعد أخذ ورد طويلين تقسيم دولة فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية ومنطقة دولية تشمل الأماكن المقدسة والقدس، على أن تمنح الدولتان العربية واليهودية استقلالهما بعد فترة انتقالية مدتها عامين توضعان فيها تحت وصاية الأمم المتحدة.
عرض مشروع التقسيم الذي أوصت به اللجنة على هيئة الأمم المتحدة وفاز رغم معارضة العرب له في 29 تشرين الثاني عام 1947م.
وفي وقت كانت الجمعية العمومية تتجه لإقرار التقسيم، كانت جامعة الدول العربية تعقد اجتماعاً لها في صور (لبنان) في 16 أيلول 1947 قررت فيه تقديم كل إمكانيات الدعم لأهل فلسطين. ثم قررت في اجتماع آخر عقد في عالية (لبنان) 15 تشرين الأول 1947 تقديم ما لا يقل عن عشرة آلاف بندقية مع ذخائرها لأهالي فلسطين.
وتأليف لجنة عسكرية لإعداد الدفاع عن عروبة فلسطين ووحدتها. وبعد إقرار التقسيم دعت الجامعة العربية بعد اجتماع رؤساء الوزراء العرب فيها في القاهرة في 8 كانون الأول 1947 إلى عدم الاعتراف بقرار الأمم المتحدة ورفض تقسيم فلسطين واتخاذ كافة التدابير اللازمة لاحباط مشروع التقسيم وخوض المعركة لأجل ذلك. كما أعلنوا المقاطعة الاقتصادية لليهود، وأسسوا مكاتب عربية للدعاية في أوروبا وأمريكا الشرح القضية الفلسطينية.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 09 مايو 2015, 10:04 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:03 am

دولة فلسطين

استعد اليهود استعداداً كبيراً انتظاراً للحظة جلاء الانكليز عن فلسطين، مستفيدين من العتاد والأسلحة التي تركوها لهم، وشكلوا عصابات إرهابية استولت على المواقع المهمة. وبدؤوا بمهاجمة القرى العربية مرتكبين أفظع المجازر مثل مذبحة ديرياسين ومذبحة بيت الخوري، لإرهاب العرب وإجبارهم على الخروج من ديارهم.
وأما العرب فقد تطوع شبابهم من جميع الدول العربية للدفاع عن فلسطين وشكلوا «جيش الانقاذ» للمشاركة في الحرب.
حرب فلسطين «النكبة 1948»:
أعلن دايفيد بن غوريون عند خروج البريطانيين في 15 أيار 1948 م قيام دولة إسرائيل. وشكل حكومة مؤقتة لها. وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاعتراف فيها بعد 11 دقيقة من اعلانها. وتلاها الاتحاد السوفياتي، ثم توالت بقية الاعترافات من باقي الدول المؤيدة للصهيونية.
وإزاء هذا الوضع تكررت الاعتداءات الصهيونية على القرى العربية عقب انسحاب القوات البريطانية لم يعد أمام الدول العربية إلا التصدي والتدخل العسكري.
وفي 15 أيار 1948 دخلت القوات المصرية (5 آلاف جندي) والاردنية (4550 جندي) والعراقية (2500 جندي) والسورية (1876 جندي) ولبنانية (1000 جندي) وكانت هذه القوات تحت قيادة الملك عبد الله الذي أصر علىتسلم القيادة. وكانت درجة استعداد القوات العربية ضعيفة، وكذلك التنسيق والتعاون بينها. ورغم كل ذلك، فقد حققت الجيوش العربية نصراً سريعاً، وتمكنت هذه الجيوش من الوصول إلى ضواحي تل أبيب، كما دخلوا القدس.وجاءت الهدنة الأولى (11 حزيران 1948) لتتغير الأوضاع بعد ذلك.
الهدنة الأولى 11 حزيران 1948 م:
استنجدت القيادة الإسرائيلية بالولايات المتحدة وبريطانيا، ففرضتا على العرب الهدنة في 11 حزيران فاستغل الصهاينة فترة الهدنة وحصلوا على أسلحة متطورة كالطائرات والدبابات والمدرعات الثقيلة، بينما كان العرب ينتظرون انتهاء مبادرة الكونت برنادوت الذي سقط قبيل انتهاء الهدنة بالرصاص الإسرائيلي.
وفي صبيحة 8 تموز 1948 عادت المعارك من جديد، وحميت خاصة في القدس وتمكن الإسرائيليون من توسيع سيطرتهم على بعض الجبهات، في حين فشلوا في بعضها الآخر. وعاد مجلس الأمن للمرة الثانية وأصدر القرار الثاني بالهدنة في 15 تموز وقد بُدىء بتطبيقها في 18 تموز بعد أن تمكنت إسرائيل خلال عشرة أيام من احتلال مساحات أخرى من الأرض ومن تحسين مواقعها.
ومع عودة القتال على نطاق واسع ونجاح القوات الصهيونية من بلوغ خط التقسيم تراجعت الجيوش العربية عن مواقعها وسلم الجيش الأردني اللد والرملة دون قتال واضطر الجيش المصري إلى الانسحاب بسبب فساد الأسلحة، وجمد الجيش العراقي مكانه بحجة عدم وصول أوامر التحرك إليه.
وهكذا توقفت الحرب بعد أن أخذت إسرائيل الجليل والنقب ووصلوا إلى خليج العقبة ولم يبق من فلسطين إلا قطاع غزة الذي وضع تحت الادارة المصرية، والضفة الغربية التي ألحقت بالأردن، والقدس التي قسمت بين الأردن وإسرائيل. وأجبرت الدول العربية على توقيع معاهدات هدنة منفردة مع إسرائيل.
ضم الضفة الغربية إلى شرقي الأردن 1948 ـ 1967 م:
عمل الأردن على ضم الضفة الغربية لأراضيه، فأقيمت المؤتمرات التي كان يحضرها وفود شعبية فلسطينية تفوض الملك عبد الله مهمة تحرير فلسطين، كما عمل الأردن على حبس بعض المناضلين الفسطينيين الذين كانوا يتزعمون العمل الوطني الفلسطيني أمثال: جمال الحسيني، وأهم هذه المؤتمرات مؤتمر عمان في تشرين الأول 1948 ومؤتمر أريحا كانون الأول 1948 ومؤتمر رام الله ونابلس وقد عملت الحكومة الأردنية في نهاية هذه المؤتمرات على اتخاذ إجراءات ترمي إلى توحيد الضفتين كإضافة وزارة جديدة إلى حكومة أبو الهدى وهي وزارة اللاجئين وعين فلسطينياً وزيراً لها. كما منح الفلسطينيون جوازات سفر أردنية وحل البرلمان، وأقيمت انتخابات جديدة عام 1950 للبرلمان الموحد.
أما في قطاع غزة فقد اختلف الوضع، فالسلطات المصرية قامت بإدارة القطاع إدارة مدنية بمسؤولين عسكريين في أكثر الأحيان، وأعادت الدوائر الحكومية التي كانت قائمة في عهد الانتداب وعينت المجلس الإسلامي الأعلى للمنطقة. وفي عام 1954 أعلن الرئيس محمد نجيب عن تعيين حاكم عام لقطاع غزة.
وفي 5 أذار 1962 أعلن الرئيس عبد الناصر النظام الدستوري لقطاع غزة، ومن أهم بنوده: «إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، وإن شعبها جزء من الأمة العربية...».
وبعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية، فإن الإدارة المصرية وضعت جميع الامكانيات المصرية في خدمتها حتى أصبح القطاع في فترة وجيزة قاعدة شعبية عريضة للمنظمة بوجود «جيش التحرير الفلسطيني».
وقد ظل الوضع على ما هو عليه حتى نكسة حزيران 1967 واحتلال إسرائيل للقطاع.
المقاومة الفلسطينية (1955 ـ .... م):
لقد كان لبداية العمل الفدائي الفلسطيني جذور تمتد إلى عام 1948، إذ ساد الاعتقاد بأن كل تأخير في مكافحة الصهاينة يخدم كيانهم، ويسهم في تثبيت وجودهم الاستيطاني وبعد نكبة 48، كانت هذه الأعمال الفدائية تتجلى في عبور المواطنين الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم إلى المناطق المحتلة لقتل من احتل البيت، أو لاسترجاع ماشيتهم... ثم بدأت هذه الأعمال تنظم أكثر فأكثر، فعينت القيادة المصرية المقدم مصطفى حافظ مسؤولاً وموجهاً لنشاطات الفدائيين في غزة. فنظم صفوف الفدائيين، حتى بلغوا حوالي ألف وخمسمائة فدائي، وقد كانت العمليات الفدائية تصل إلى عمق 65 كلم داخل الأراضي المحتلة، وعلى مساحة قدرها 300 كلم2.
وقد اعترفت إسرائيل بوقوع 180 عملية هجوم خلال 3 أشهر ممتدة من 5 كانون الأول 1955 حتى مطلع أذار 1956م.
وعندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كان أول ما عملته القوات الإسرائيلية بعد دخولها قطاع غزة العمليات الانتقامية التي ذهب ضحيتها عدد من الفدائيين الفلسطينيين.
حرب 1967. النكسة:
قامت في هذه الحرب القوات الإسرائيلية بالهجوم صبيحة يوم الخامس من حزيران 1967 على القوات العربية المصرية والسورية والأردنية، التي كان غائباً عنها وحده التنسيق والقيادة السياسية والعسكرية الواحدة.
وقد جاءت هذه الحرب بعد تنامي القوة العسكرية العربية، لا سيما في مصر وسوريا إضافة إلى تنامي المد القومي العربي الذي قاده جمال عبد الناصر، وظهرت نتائجه في ثورة 14 تموز 1958 في العراق، وفي انتصار الثورة الجزائرية 1962، وفي نشوء منظمة التحرير الفلسطينية 1964 وتعاظم قوة الثورة الفلسطينية.
يذكر أن المنظمة قد قامت في مرحلة ما قبل الحرب بـحوالي 113 عملية هجومية ضد القوات الإسرائيلية.
أضف إلى كل ذلك، مطامع اليهود الاستعمارية في الأراضي العربية المنزوعة السلاح وكذلك مطامعهم في منابع المياه العربية، إن في روافد نهرالأردن، أو في ينابيع هضبة الجولان السورية.
وقد حققت إسرائيل أهدافها العسكرية من الحرب، وكان من أبرز ما حققته السيطرة على مساحات كبيرة من الأرض العربية، تزيد كثيراً على ما سبق لها واحتلته في حرب 48، إذ كانت مساحة «دولة إسرائيل المعلنة» في أيار 1948 تقدر بـ20700كم2. فضمت إليها سيناء 61198كم2، قطاع غزة 363كم2، الضفة الغرببية 5878كم2، والجولان 1150كم2. وبذلك أصبح مجموع الأراضي 89,359كم2.
هذه الحرب، أعادت القضية الفلسطينية بقوة إلى الأمم المتحدة التي أصدرت بياناً رقم 242 في 22 تشرين الثاني 1967 تضمن التأكيد على:
ـ انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير.
ـ تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.

وقد رفضت إسرائيل قرارات منظمة الأمم المتحدة، وبذلك بدأت رحلة جديدة تميزت باتساع إطارالثورة الفلسطينية، وتزايد ساحات المعارك للمقاومة الفلسطينية.
منظمة التحرير الفلسطينية:
جاءت ولادة هذه المنظمة في المؤتمر الفلسطيني الأول الذي انعقد في القدس في 28 أيار 1964، وشهدته عدة وفود عربية، وافتتحه الملك حسين بن طلال، وأهم قرارات هذا المؤتمر إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية. وتم انتخاب السيد أحمد الشقيري رئيساً للجنة التنفيذية.
وقد عملت هذه المنظمة على افتتاح مكاتب لها في العواصم العربية وبعض بلدان أوروبا وأفريقيا وآسيا والولايات المتحدة، وتأسيس مكتب دائم لها في الأمم المتحدة.
وقد واجهت المنظمة في دورتيها الثانية والثالثة صعوبات كبيرة خاصة من ناحية الأردن الذي اعترض على مبدأ التسليح والتجنيد والجباية، فتم نقل مركز اللجنة المركزية من عمان إلى القاهرة. وبعد نكسة 1967، نشط العمل الفدائي، والتفت حوله جماهير فلسطين والدول العربية وسار شعور بضرورة إعادة النظر في بناء المنظمة، فقدم الشقيري استقالته واختير يحيى حمودة ليكون رئيساً بالوكالة.
وفي اجتماع الدورة الرابعة للمجلس الوطني 1968 صححت عدة مفاهيم في الميثاق وحددت الأهداف الرئيسية والتي تتمثل بعدم الاعتراف بوجود إسرائيل، ورفض مقررات الأمم المتحدة القاضية بتقسيم فلسطين وآخرها رقم 242.
وفي الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد عام 1969 في القاهرة (وقد تألف هذا المجلس من: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) طلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة وبعض الشخصيات المهمة واعتذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. انتُخبت اللجنة التنفيذية الجديدة التي بدورها انتخبت ياسر عرفات «أبو عمار» رئيساً لها. بعد هذه الدورة، عاشت الساحة الفلسطينية أحداثاً مهمة أهمها:
صدامات لبنانية فلسطينية تم بعدها توقيع «اتفاقية القاهرة» في 2 تشرين الثاني 1969 التي نظمت العلاقة بين الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير، وكانت أول اتفاقية تعقد بين حكومة عربية والمنظمة.
ـ انضمام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش، والجبهة الشعبية القيادة العامة. إلى عضوية المجلس الوطني واللجنة التنفيذية، وأصبحت المنظمة تضم فصائل المقاومة الأساسية.
ـ معارك دامية بين الفلسطينيين (المنظمة) والجيش الأردني (أيلول الأسود 1970)، توقفت مع عقد مؤتمر قمة عربي استثنائي في القاهرة (26 ـ 27 أيلول 1970) توصل لتوقيع اتقاقيتي القاهرة وعمان لتنظيم العلاقة بين الطرفين.
إلا أن النزاع تجدد خلال الدورة التاسعة للمجلس الوطني في تموز 1971 وانتهى بخروج المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان.
حرب 1973 والجانب الفلسطيني:
ازدادت أعمال المقاومة الفلسطينية المسلحة، التي كانت ترد عليها إسرائيل بغارات جوية على قواعد الفدائيين في سوريا والأردن.
وكانت عمليات المقاومة كبيرة ونوعية استطاعت في بعضها تحرير بعض المرتفعات في فلسطين المحتلة. وفي الأيام الأولى لاندلاع الحرب في 6 تشرين الأول، كانت القوات الفلسطينية تشارك على الجبهتين السورية والمصرية، إضافة إلى عمليات فدائية خارجية كانت قامت بها المقاومة قبيل بدء الحرب كان أهمها عملية ميونيخ في ألمانيا في 5 أيلول 1972، وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل عدد من الرياضيين الإسرائيليين إلى جانب خمسة من الفدائيين.
جميع هذه العمليات والتحركات، كانت تعيد القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، وتُظهر إسرائيل والصهيونية بأنها شكل من أشكال العنصرية، مما أعطى منظمة التحرير صفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ثم جاءت الدعوة التي وجهتها الأمم المتحدة إلى منظمة التحرير للاشتراك في الدورة 29 بمثابة نصراً للمنظمة التي أصبحت أول حركة تحرير وطنية تشارك في أعمال الأمم المتحدة. وكانت هذه الدعوة نتيجة عدة أسباب أهمها:
ـ قرار القمة العربية السابقة في الرباط 1972 بمبايعة منظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.
ـ قرارات حركة عدم الانحياز «ومنظمة المؤتمر الإسلامي» بالاعتراف بمنظمة التحرير ومنحها العضوية الكاملة فيهما.
ـ ازدياد الدول التي اعترفت بالمنظمة بشكل رسمي.
ـ نتائج حرب 6 تشرين الأول 1973.
وفي 13 تشرين الثاني 1974 ألقى ياسر عرفات من على منبر الجمعية العامة في نيويورك خطاباً وجهه إلى وفود دول العالم المشتركة في الدورة 29 للجمعية التي كان يرأسها عبد العزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر آنذاك (وأصبح رئيساً عقب انتخابات نيسان 1999 في الجزائر) واستقبل عرفات في الأمم المتحدة وفق المراسم التي يستقبل بها رؤساء وملوك الدول.
التخاذل العربي والدولي إزاء القضية:

استمرت إسرائيل بعد حرب 1973 في سياستها الاستيطانية والتوسعية على حساب العرب، فكانت تقوم على مصادرة الأراضي العربية من أصحابها وتبني عليها المستوطنات لتستوعب اليهود القادمين من شتى أنحاء العالم. إلا أن الشعب الفلسطيني لم يهدأ ولم يستكين في الداخل، فقام بانتفاضة 30 أذار 1976 والتي تمثلت بإضراب شامل ومظاهرات شعبية في كافة القرى والمدن الفلسطينية احتجاجاً على التصرفات الإسرائيلية ضدهم. وقد سمي هذا اليوم بـ«يوم الأرض» الذي أصبح ذكرى سنوية دائمة حتى الوقت الحاضر. لكن في أعقاب هذه الانتفاضة بدأت سلسلة التخاذل العربي بدءاً بمؤتمر جنيف الدولي بمشاركة أمريكية وسوفياتية وبحضور إسرائيل ومصر والأردن وغياب سوريا ولبنان، ومنظمة التحرير التي لم تدع أصلاً، فكان ذلك كافياً لفشل هذا المؤتمر وكانت الاتصالات السرية تنشط بشكل مكثف وخاصة بين أميركا وإسرائيل ومصر والذي كان يتجه نحو تسويات ثنائية جزئية ضعيفة بين إسرائيل والدول العربية وكان أولها مع مصر، حيث توصلا إلى توقيع اتفاقية كامب دايفيد في 26 أذار 1979 بين أنور السادات ومناحيم بيغين وبرعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. الأمرالذي أدى إلى زيادة الخلافات العربية والتي قطفت إسرائيل ثمارها خاصة على الساحة اللبنانية والفلسطينية، فقامت باجتياح بيروت في حزيران 1982 وأخرجت المقاومة الفلسطينية منها باتجاه تونس والجزائر. وزاد من هذا التراجع والإحباط انشغال العالم بحرب كبيرة بين دولة عربية كبيرة بقوتها العسكرية وموقعها الصامد (العراق) وبين دولة إسلامية مشهود لها بالتزامها بالقضية الفلسطينية (إيران)، وقد جاء تقاتل هذين البلدين بمثابة ضربة موجعة جداً للقضية الفلسطينية. أضف إلى ذلك وبعد خمس سنوات بداية تحييد قوة عالمية صديقة وداعمة للقضية الفلسطينية والقضايا العربية ألا وهو الاتحاد السوفياتي.
ثورة الحجارة الانتفاضة (1987 ـ 1994 م):
في إطار هذه الظروف العربية غير الداعمة، والدولية المتناحرة، وحتى الداخلية الفلسطينية (خلافات متعددة بين الفصائل الفلسطينية) اندلعت انتفاضة أطفال الحجارة في الأراضي المحتلة وذلك في كانون الأول 1987م. ويمكننا أن نذكر هنا بعض أهم العوامل التي أدت إلى الانتفاضة:
1 ـ الإحباط الشديد لدى فلسطينيين الداخل عندما رأوا التخلي عن قضيتهم من قبل المجتمع العربي والمجتمع الدولي.
2 ـ ممارسات الاحتلال الإسرائيلي إزاء سكان الضفة على وجه الخصوص (تمييز، حرمان، مضايقات، ملاحقات....).
3 ـ ازدياد عدد المستعمرات والمستوطنات اليهودية في الصفة، ومصادرة الأراضي العربية.
4 ـ الوضع المزري لأهالي وسكان المخيمات في قطاع غزة الذين تضاعف عددهم في نفس المكان الذي كانوا عليه من قبل.
جميع هذه العوامل والأسباب مجتمعة أدت إلى اندلاع الانتفاضة من غزة ومن مخيم جباليا بالتحديد في 9 كانون الأول 1987 حيث دهست شاحنة إسرائيلية مجموعة من الشبان الفلسطينيين، ومنذ ذلك الوقت انفجرت غزة بالمظاهرات وحالات الغضب ضد الجنود الإسرائيليين وسرعان ما عم الغضب مختلف المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، واكتملت الانتفاضة عندما أعلن فلسطينيو عام 48 مشاركة إخوانهم الفلسطينيين بانتفاضتهم فأعلنوا الإضراب العام والشامل في 21 كانون الأول 1987 ورفعت شعارات واحدة موحدة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ونظمت المسيرات والمظاهرات في مختلف المناطق.
وقد كان تعامل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع هذه الانتفاضة بمنتهى القسوة والوحشية، ولم يسلم منهم لا الصغار ولا الكبار، وقد شاهد العالم بعض مظاهر الوحشية لدي اليهود، عندما نقلت شبكة CNN الأمريكية لقطات لرجال في الجيش الإسرائيلي وهم يجتمعون حول طفلين فلسطينيين ويكسرون أيديهم وأرجلهم بواسطة الحجارة الكبيرة.
وفي خضم الانتفاضة. وقعت حادثة الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى في مدينة القدس في 8 تشرين الأول 1990 والتي أدت إلى سقوط 22 قتيلاً ومئات الجرحى من المصلين وبقيت أثار المجزرة على حيطان المسجد شاهدة على وحشية اليهود.
وقد أدان العالم هذه المجزرة، كذلك قرر مجلس الأمن الدولي إرسال بعثة دولية إلى فلسطين إلا أن إسرائيل رفضت هذا القرار جملة وتفصيلاً بكل وقاحة، وضربت به عرض الحائط، ولم يحرك المجتمع الدولي ساكناً، ورفضت السماح لأي بعثة دولية بدخول الأراضي الفلسطينية.
وقد استمرت وتيرة الانتفاضة الفلسطينية على ما هي عليه من الشدة، وقد ظهر طرف آخر جديد في حركة الانتفاضة إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية ألا وهي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي كان لها دور كبير أيضاً في عمليات الانتفاضة إلى جانب القيام بعمليات فدائية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي. وقد رفضت حركة «حماس» إعلان الدولة المستقلة الصادر عن المجلس الوطني في دورته الطارئة في الجزائر في 15 تشرين الثاني 1988، الأمرالذي أدى إلى وقوع بعض الصدامات بين الفريقين حاول الإسرائيليون إذكاء نارها، إلا أن الطرفان توصلا إلى حل يوحد عملهما ويوقف هذه الصدامات.
مؤتمر مدريد وبدء مفاوضات السلام 30 تشرين الأول 1991:
قبل العمل على مؤتمر مدريد، كان هناك العديد من المبادرات لوضع حد للنزاع الحاصل في المنطقة، ولحل سلمي للقضية الفلسطينية، وكان سبق ذلك أيضاً بدء الحوار بين الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة التحرير الفلسطينية في 16 كانون الأول 1988 في تونس وبعد عدة زيارات قام بها وزير الخارجية الأمريكية جايمس بايكر إلى دول المنطقة (مصر، سوريا، الأردن، لبنان، إسرائيل) استطاع اقناع الجميع بضرورة التفاوض المباشر لايجاد حل سلمي للنزاع العربي الإسرائيلي.
وفعلاً عقد المؤتمر في مدريد في 30 تشرين الأول وأول تشرين الثاني 1991 وبحضور جميع المدعوين وبرعاية مشتركة من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وتمثل الحضور في: رئيس الوزراء الاسباني فيليب غونزاليس، والرئيس الأمريكي جورج بوش، والرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف (آخر رئيس للاتحاد السوفياتي). وممثل المجموعة الأوروبية وزير الخارجية الهولندي هانس فان دن بروك، ووزير الخارجية المصري عمرو موسى، ورئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق شامير، ووزير الخارجية الأردني رئيس الوفد الأردني الفلسطيني المشترك كامل أبو جابر، ورئيس الوفد الفلسطيني حيدر عبد الشافي ووزير الخارجية اللبناني فارس بويز، ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع. كما حضر في هذا المؤتمر وفد عن مجلس التعاون الخليجي، ووفد عن دول الاتحاد المغاربي. وبعد افتتاح المؤتمر كانت الكلمات لرؤساء الوفود، وبعد ذلك جرت ثماني جولات من المباحثات الثنائية، وكانتالبداية في مدريد، ثم انتقلت الوفود المتفاوضة إلى واشنطن حيث استكملت باقي الجولات.
وفي 16 كانون الأول 1992 أبعدت إسرائيل إلى جنوب لبنان 400 فلسطيني رافضة إرجاعهم إلى فلسطين، وقد رفض لبنان استقبال المبعدين، فبقي هؤلاء المبعدين بين البلدين مقيمين في خيم قدمتها لهم قوات الطوارىء. وكانت عملية الإبعاد هذه سبباً في توقف عملية المفاوضات في واشنطن لمدة أربعة أشهر.
وفي 6 أيار 1993 عاد الفلسطينيون لإجراء الجولة التاسعة من المفاوضات في واشنطن ثم عقدت الجولة العاشرة في 3 تموز 1993. وانتهت بتسليم وثيقة فلسطينية إلى وزير الخارجية الأمريكية توضح الحل الأقرب لبداية فك النزاع.
اتفاقية أوسلو ـ غزة ـ أريحا أولاً 13 أيلول 1993:

برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، عقد في واشنطن حفل توقيع اتفاقية أوسلو بين اسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية معلنين بذلك فتح صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط عندما تُصافح الرجلان أمام وكالات الأنباء العالمية.
ويمكن إيجاز أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها بما يلي:
ـ وجود سلطة حكم ذاتي للفلسطينيين في منطقتي غزة وأريحا.
ـ تبدأ إسرائيل بسحب قواتها من قطاع غزة وأريحا في 13 كانون الأول 1993

ـ انتخابات مباشرة لتشكيل مجلس فلسطيني يحكم غزة وأريحا لمدة خمس سنوات وستنسحب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في الضفة الغربية خلال عامين.
ـ إثر مرور ثلاث سنوات على انتخاب المجلس الذي تطول فترته خمس سنوات ستبدأ مفاوضات لتحديد الوضع النهائي للضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة.
قامت في وجه هذا الاتفاق عاصفة من الاجتماعات والاعتراضات في صفوف الفلسطينيين الذي رأوا أن الاتفاق ترك موضوعات كثيرة بلا حل؟ مثل: القدس واللاجئين وحق العودة، والمستوطنات، والترتيبات الأمنية، والحدود، والعلاقات والتعاون مع الجيران والأهم في كل ذلك قيام الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين بالعودة إلى بلدهم فلسطين.
وبالمقابل، فإن فلسطينيون آخرون، ومع اعترافهم بنواقص الإعلان إلا أنهم وجدوا فيه إنجازات يحققها الفلسطينيون للمرة الأولى. (كاعتراف حكومة إسرائيل بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبمطالبه العادلة).
وفي 9 أيار 1994 وقع ياسر عرفات ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز اتفاقاً ضُّم إلى اتفاق غزة -أريحا وتناول تحديد مساحة منطقة أريحا وبعض الترتيبات الإدارية والأمنية. كما تناول قطاع غزة من حيث المستوطنات والمنشآت العسكرية الإسرائيلية على طول حدود القطاع.
مجزرة الخليل 25 شباط 1994:
في الساعة الخامسة وعشر دقائق فجراً من يوم الجمعة الواقع في 25 شباط 1994، اقتحم باروخ غولد شتاين (طبيب يهودي أمريكي) قاعة المصلين المسلمين في الحرم الابراهيمي حيث كان نحو 800 مسلم يؤدون صلاة الفجر جماعة، وبدأ بإطلاق النار عليهم من سلاحه الناري، وقد حاول حارس المسجد الاستنجاد بالجنود الإسرائيليين إلا إنه لم يجد أحداً. وعندما كان غولد شتاين يحاول تغيير مخزن الذخيرة الخامس في بندقيته، ألقى عليه أحد المصلين قارورة الإطفاء، فيسقط على الأرض، فينهال عليه من لم يصب برصاصة من جمهور المصلين ويضربونه حتى الموت.
وفي النتيجة كان الحصيلة 53 قتيلاً مسلماً.
وعند انتشار الخبر، عمت مدينة الخليل بلبلة وفوضى عارمة، فخرجت المظاهرات وأقفلت الطرقات بالإطارات المشتعلة، واصطدم المتظاهرون بالجيش الإسرائيلي. وقد لقيت هذه المجزرة استنكاراً عالمياً.
وبعد هذه المذبحة واستجابة إلى حاجة الفلسطينيين الملحة للأمن، جرى توقيع اتفاق حول مدينة الخليل في 31 أذار 1994 بالقاهرة وذلك بإدخال قوات دولية إلى المدينة لتساهم في إرساء الاستقرار والأمن.
اتفاق القاهرة وتنفيذ الحكم الذاتي في غزة وأريحا (4 أيار 1994):
وقع هذا الاتفاق ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق رابين بحضور الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجية الولايات المتحدة وارن كريستوفر، ووزير خارجية روسيا أندريه كوزيريف. وقد نص الاتفاق على كيفية تطبيق اتفاق غزة أريحا. وعلى الصلاحيات المعطاة لسلطة الحكم الذاتي وإلى العديد من الأمور الأخرى التي تنظم العلاقة بين السلطة الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية.
وفي 17 أيار 1994 أصدر الحاكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة البلاغ رقم 4 أعلن فيه حل الادارة المدنية الإسرائيلية في غزة، ونقل صلاحياتها إلى السلطة الفلسطينية. في حين استمرت الادارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية (وهو انتهاك واضح لإعلان المبادىء).
وفي 29 أيار 1994 تشكلت السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب قرار من منظمة التحرير باعتبار السلطة امتداداً لها. وهذه السلطة هي سلطة مرحلة انتقالية لا تمارس مهامها إلا بعد إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية.
وفي الأول من تموز 1994 دخل ياسر عرفات مع عدد كبير من جماعته الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد غياب طويل، وقد استقبل استقبالاً جماهيرياً حاشداً.
تشكلت أول سلطة فلسطينية في الداخل برئاسة ياسر عرفات.وفي 22 كانون الأول 1995 عين محمود عباس (أبو مازن) رئيساً للجنة المختصة للتحضير والإشراف على الانتخابات المزمع إجراؤها في 20 كانون الثاني 1996. وقد حظي موضوع الانتخابات باهتمامات واسعة في أوساط الفلسطينيين في الداخل والخارج. كما أشرف على هذه الانتخابات مراقبون دوليون، وكانت نسبة المشاركين 88,01% وانتخب ياسر عرفات بنسبة كبيرة جداً. وبالرغم من مقاطعة حركة حماس لهذه الانتخابات إلا أن خمسة من أعضاءها قد فازوا وكان من أهم الفائزين أيضاً: أحمد قريع (أبو علاء)، حنان عشراوي، محمود عباس (أبو مازن)، صائب عريقات، غسان الشكعة، حيدر عبد الشافي، رياض الزعنون، نبيل شعث....) ثم منح المجلس التشريعي الفلسطيني الثقة للحكومة التي تألفت برئاسة ياسر عرفات وكانت إسرائيل منذ بدء المفاوضات تطالب بتعديل الميثاق الوطني لمنظمة التحرير وقد تعهد عرفات بإتمام هذا الأمر في عدة مناسبات، إلى أن جاءت الدورة رقم 21 للمجلس الوطني الفلسطيني والتي خصصت لموضوع التعديل في 24 نيسان 1996.
وقد تضمن قرار التعديل فقرتين: وذلك بإلغاء المواد التي تتعارض مع رسائل الاعتراف المتبادل. ويكلف لجنة قانونية لإعادة صياغة الميثاق على هذا الأساس. وقد لقي هذا التعديل معارضة شديدة من الداخل ومن الخارج.
انتفاضة أيلول 1996:

مجزرة جديدة أيضاً، يرتكب الإسرائيليون مجزرة رهيبة بحق المسلمين المصلين في المسجد الأقصى في مدينة القدس ذهب ضحيتها قتلى وجرحى. وقد كانت ردة الفعل على حجم المأساة إذ أقدمت الجماهير الفلسطينية في مختلف المناطق المحتلة إلى التظاهر ومواجهة الجنود الإسرائيليين. إضافة إلى قيام حركة حماس بعمليات انتحارية كانت رداً على المجزرة، وانتقاماً لمقتل أحد أبطالها المهندس يحيى عياش.
وكانت الحكومة الإسرائيلية آنذاك برئاسة الليكودي المتعصب بنيامين نتنياهو الذي اتبع سياسة عنصرية متشددة واستيطانية توسعية على حساب مفاوضات الوضع النهائي التي توقفت.
وقد عملت الحكومة الإسرائيلية على إرهاق الفلسطينيين وسلطتهم وذلك عبر حصار شديد على جميع أراضي سلطة الحكم الذاتي، إضافة إلى القرى والمدن الفلسطينية التابعة للاحتلال بحجة ايقاف عملية التفجير. وقد أدى هذا الحصار إلى آثار سلبية اقتصادية كبيرة على الفلسطينيين (الفلاحين والعمال). إلا أن هذا الحصار أظهر حقيقة مهمة كانت غائبة وهي السيطرة المطلقة للإسرائيليين على الفلسطينيين الضعفاء في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية، إلا أن الأمر لم يبق على ما هو عليه.
إذ في 25 أيلول 1996 انتفض الفلسطينيون من جديد (وكأنها انتفاضة جديدة) واستطاعوا بأعمالهم البطولية الجريئة، إخراج القوى الفلسطينية بما فيها سلطة الحكم الذاتي من مأزق كبير، كانت إسرائيل تسعى لإيقاعهم به. فأذعنت إسرائيل للضغط الشعبي الهائل ورفعت حصارها عن الشعب الفلسطيني.
إلا أن سياسة نتنياهو الاستيطانية بقيت على ما هي عليه، الأمر الذي أدى إلى تأزم العلاقات مع الجانب الفلسطيني، وقد عمل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ما بوسعه حتى يجمع الطرفين على إعادة المفاوضات المتوقفة عقب العملية الاستشهادية في القدس في 30 تموز 1997 وفد توصل إلى ذلك في 6 تشرين أول 1997، إلا أن الخلافات كانت جذرية خاصة حول الانسحابات الإسرائيلية التي كانت تماطل بها حكومة نتنياهو وبعد عدة وساطات أمريكية، استطاعت الدبلوماسية الأمريكية أن تجمع عرفات بنتنياهو في واي ريفر/واشنطن/ بحضور ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال في 23 تشرين الأول 1998 وهو يتضمن الخطوات الهادفة إلى تسهيل تنفيذ الاتفاق الانتقالي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة والاتفاقات المتصلة به.
إلا أن هذا العام لم ينته إلا وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أوقفت هذا الاتفاق وجمدت تنفيذه تماماً.

اقتباس :
أزمة إعلان الدولة الفلسطينية في 4 أيار 1999:

في خضم العلاقات المحمومة بين الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني، كان أبو عمار يفتتح مطار غزة الدولي الذي اعتبر رمزاً جديداً للسيادة الفلسطينية وباكورة التحضيرات لإعلان دولة فلسطين وعاصمتها القدس وذلك في 4 أيار 1999م.
وقد صرح عرفات في أكثر من لقاء دولي عن نيته بإعلان قيام دولة فلسطين المستقلة في 4 أيار 1999. مع معارضة الإسرائيليين والأمريكيين لهذا الإعلان وخاصة بالوقت الحالي حيث يتذرع الأمريكيون بأن الوقت غير مناسب.
وفي 14 كانون الأول 1998 زار كلينتون مدينة غزة الفلسطينية، وحضر مصادقة أعضاء السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على إلغاء بنود الميثاق الوطني التي تدعو إلى تدمير إسرائيل وعدم الاعتراف بوجودها. وكانت هذه القمة بمثابة دعم أمريكي للفلسطينيين. ومع كل ذلك فإن الإسرائيليين لم يقابلوا تلك المبادرة بحسن النية بل كعادتهم (وخاصة نتنياهو) رفض الانسحاب من أي شبر جديد. الأمر الذي زاد في إضعاف شعبيته في إسرائيل، فدعا الكنيست الإسرائيلي إلى حل نفسه في 21 كانون الأول 1998 تحضيراً لانتخابات مبكرة.
المفاوضات في عهد حكومة باراك:

يسبب الضغوطات الأمريكية على الفلسطينيين، ونظراً لموعد قرب الانتخابات الإسرائيلية في 15/أيار/ فقد أجل ياسر عرفات موعد إعلان قيام دولة فلسطين حتى لا يكون ذلك داعماً لنتنياهو في الانتخابات الى وقت آخر.
وبالفعل فقد مني الليكود بهزيمة أمام منافسة حزب العمل. وفاز ايهود باراك الذي كان قد صرح أثناء حملته الانتخابية عن تصميمه على المضي قدماً في عملية السلام مع الفلسطينيين. والعرب بشكل عام. وعلى نيته كذلك بالانسحاب المبكر من جنوب لبنان. بدأت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجديدة لتطبيق اتفاق «واي بلانتيشن» وقد واجهت المتفاوضين عدة صعوبات.
وبعد ماراثون طويل من المفاوضات، وقع المفاوضون الفلسطينيون واليهود في 2 أيلول (سبتمبر) 1999 اتفاق «واي2» في احتفال أقيم في منتجع شرم الشيخ بمصر بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت وايهود باراك وياسر عرفات وعمرو موسى وزير الخارجية المصرية إلى جانب ملك الأردن عبد الله الثاني.
خطة خارطة الطريق:
في عام 2003 م سلمت اللجنة الرباعية-المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة والمكلفة بالإشراف على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين-خطة الطريق الأمريكية-التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بحلول عام 2005 م-إلى كل من إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وفي أيار من نفس العام وبعد أيام من تسلمها لخطة خارطة الطريق أعلن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عن قبولهما بها.
في شهر أيار عام 2003 تم استحداث منصب جديد في القيادة الفلسطينية من خلال منصب رئيس الوزراء الذي أوكلت له بعض الصلاحيات التي كانت من اختصاص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقد عين محمود عباس (أبو مازن)في هذا المنصب.لكن أبو مازن لم يبق طويلاً في هذا المنصب إذ استقال بعد 90 يوماً فقط من توليه منصب رئاسة الوزراء ليحل محله أحمد قريع. 
وفي 22 من شهر آذار العام 2004استشهد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس واثنان من مرافقيه على إثر هجوم صاروخي استهدف الشيخ ياسين بينما كان عائدا من أداة صلاة الفجر في مسجد المجمّع الإسلامي القريب من منزله مدينة في غزة .

فلسطين
9/5/1916 التوقيع على اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا التي منحت لبريطانيا الإنتداب على فلسطين.
2/11/1917 وزير الخارجية البريطانية بلفور يقدم وعدا لليهود بإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين وبريطانيا ترحب بذلك.
3/7/1920 انعقاد مؤتمر قومي من دمشق يرفض الانتداب الفرنسي ويعلن سورية الكبرى التي تضم فلسطين.
15/8/1929 اندلاع ثورة البراق في القدس بسبب محاولة اليهود الاستيلاء على الحرم الشريف، ومواجهات دموية في حائط المبكى «البراق» امتدت إلى مدن فلسطينية أسفرت عن مقتل 78 فلسطينيا و 120 يهوديا.
1935 سقوط عز الدين القسام، أول شهيد للمقاومة العربية ضد الوجود البريطاني في فلسطين.
20/4/1936 زعماء الأحزاب الفلسطينيون يشكلون اللجنة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني.
7/5/1936 انطلاق الثورة الكبرى في إطار جيش الجهاد القدس بقيادة عبد القادر الحسيني.
13/8/1945 الوكالة اليهودية تطالب بإنشاء دولة يهودية في فلسطين عقب الكشف عن وقوع الهولوكوست.
29/11/1947 الأمم المتحدة تتبنى خطة تقسيم فلسطين لدولتين عربية ويهودية.
1/1/1948 جامعة الدول العربية تشكل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي.
9/4/1948 مذبحة دير ياسين حيث دخل الصهاينة القرية وقاموا بمذبحة مروعة راح ضحيتها 254 شهيدا.
14/4/1948 إعلان دولة إسرائيل بالتزامن مع انتهاء الانتداب البريطاني.
15/5/1948 دخول الجيوش العربية إلى فلسطين، بعد انتهاء الانتداب البريطاني، جيوش من مصر والأردن والسعودية وسورية والعراق.
16/12/1949 شرق الأردن يضم الضفة الغربية ويصبح الإجراء نهائيا عام 1950.
20/7/1951 فلسطيني يقتل الملك عبد الله في القدس آخذا عليه إجراء اتصالات مع اليهود.
4/3/1957 ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل يأمر قوات الاحتلال بالانسحاب من قطاع غزة وشرم الشيخ المصرية، وهي مناطق تم احتلالها خلال العدوان الثلاثي عام 1956.
2/6/1964 اعلان انشاء منظمة التحرير في 28 أيار في القدس الشرقية ورئيس المنظمة أحمد الشقيري يعلن في 27 أغسطس (آب) تأسيس جيش التحرير الفلسطيني.
1/1/1965 حركة فتح تنفذ أول عملياتها بهجوم على منشآت على نهر الأردن، وتعلن أن انطلاقة الثورة جاءت ردا على النكبة.
5/6/1967 اندلاع حرب حزيران واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة.
7/6/1967 إسرائيل تحتل القدس الشرقية.
21/8/1969 حرق المسجد الأقصى على يد إرهابي يهودي، وقامت السلطات الإسرائيلية بقطع المياه ومنعت سيارات الاطفاء من اطفاء الحريق الذي اتى على منبر نور الدين زنكي.
30/3/1976 يوم الأرض واندلاع مواجهات شعبية مع الإحتلال الإسرائيلي بسبب مصادرة إسرائيل لمساحة 21 ألف دونم من أراضي فلسطينيي 1948، واسفرت المواجهات عن مقتل 6 فلسطينيين.
14/3/1978 الجيش الإسرائيلي يجتاح جنوب لبنان كرد فعل على عملية كمال عدوان.
25/2/1980 وفاة أحمد الشقيري مؤسس وأول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي بقي على رأس المنظمة حتى ديسمبر (كانون الأول) 1967 حيث قدم استقالته وانصرف للكتابة.
21/8/1982 خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت بعد أن التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار.
9/12/1987 اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والتي استمرت حتى توقيع اتفاق اوسلو في عام 1993.
16/4/1988 المخابرات الإسرائيلية تفجر سفينة العودة في قبرص التي تولت نقل المبعدين.
16/4/1988 اغتيال أبو جهاد (خليل الوزير) نائب عرفات في تونس.
15/11/1988 اعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر وقبول قرار التقسيم.
14/1/1991 اغتيال القادة الثلاثة في تونس، أبو اياد وأبو الهول وأبو محمد العمري.
30/10/1991 انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في إسبانيا بحضور أطراف الصراع العربي ـ الإسرائيلي كافة.
13/9/1993 المصافحة التاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن والتي توجت بتوقيع اتفاق اوسلو أو اعلان المبادىء.
4/5/1994 توقيع اتفاق القاهرة (غزة. أريحا أولا) بين منظمة التحرير وإسرائيل بحضور ورعاية الرئيس المصري حسني مبارك.
10/5/1994 دخول القوات الفلسطينية إلى غزة والبالغ عددها 150 رجلاً بقيادة اللواء نصر يوسف ايذانا باقامة السلطة الفلسطينية.
1/7/1994 عودة الرئيس ياسر عرفات إلى غزة بعد الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967.
6/1/1996 المخابرات الإسرائيلية اغتالت يحيى عياش، قائد الجناح العسكري لحركة حماس.
20/1 1996 انتخاب ياسر عرفات رئيساً للسلطة الفلسطينية بغالبية 87% من الأصوات.
24/11/1998 افتتاح مطار غزة الدولي.
15/12/1998 زيارة الرئيس كلينتون إلى غزة.
في 2 أيلول (سبتمبر) 1999وقع المفاوضون الفلسطينيون واليهود اتفاق «واي2» في احتفال أقيم في منتجع شرم الشيخ بمصر بحضور وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت وايهود باراك وياسر عرفات وعمرو موسى وزير الخارجية المصرية إلى جانب ملك الأردن عبد الله الثاني.
في عام 2003 م سلمت اللجنة الرباعية-المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة والمكلفة بالإشراف على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين-خطة الطريق الأمريكية-التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بحلول عام 2005 م-إلى كل من إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وفي أيار من نفس العام وبعد أيام من تسلمها لخطة خارطة الطريق أعلن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عن قبولهما بها.
في شهر أيار عام 2003 تم استحداث منصب جديد في القيادة الفلسطينية من خلال منصب رئيس الوزراء الذي أوكلت له بعض الصلاحيات التي كانت من اختصاص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقد عين محمود عباس (أبو مازن)في هذا المنصب، هذا وقد استقال أبو مازن بعد 90 يوماً فقط من توليه منصب رئاسة الوزراء ليحل محله أحمد قريع. 
في 22 من شهر آذار عام 2004استشهد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس واثنان من مرافقيه على إثر هجوم صاروخي بينما كان الشيخ عائدا من أداة صلاة الفجر في مسجد المجمّع الإسلامي القريب من منزله مدينة في غزة .

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Paperclip الصور المرفقةالموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Attachment 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:05 am

اقتباس :
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 266

المملكة العربيّة السعوديّة
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 265


المملكة العربية السعودية
ـ الاسم الرسمي: المملكة العربية السعودية.
ـ العاصمة: الرياض.
ديموغرافية المملكة العربية السعودية
ـ عدد السكان: 22757092 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 10 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكّان بأهم المدن:
ـ الرياض: 2629000 نسمة.
ـ مكة المكرمة: 777000 نسمة.
ـ المدينة المنورة: 614600 نسمة.
ـ جدة: 1502000 نسمة.
ـ نسبة عدد سكّان المدن: 85%.
ـ نسبة عدد سكّان الأرياف: 15%.
ـ معدل الولادات: 37,34 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 5,94 لكل ألف شخص
معدل وفيات الأطفال: 51,25 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكّان: 3,27%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 6,25 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 68,1 سنة.
ـ الرجال: 66,4 سنة.
ـ النساء: 69,9 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 62,8%.
ـ الرجال: 71%.
ـ النساء: 50,2%.
ـ اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية في المملكة.
ـ الدين: جميع السكان مسلمون ويشكلون 100%.
ـ الأعراق البشرية: العرب ويشكلون 90% من السكان، و10% أفرو أسيويين.

جغرافية المملكة العربية السعودية

ـ المساحة الإجمالية: 2149690 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 2149690 كلم2.
ـ الموقع: تقع المملكة العربية السعودية في الجزء الجنوبي الغربي لقارة آسيا، ويحدّها الخليج العربي وقطر والإمارات العربية المتحدة شرقاً وسلطنة عمان واليمن جنوباً والبحر الأحمر غرباً والعراق والكويت والأردن شمالاً.
ـ حدود الدولة الكلية: طول الحدود 4410 كلم، منها: 488 كلم مع العراق، 198 كلم مع المنطقة المحايدة بين: السعودية والعراق، 742 كلم مع الأردن، 222 كلم مع الكويت، 676 كلم مع سلطنة عمان، 40 كلم مع قطر، 586 كلم مع الإمارات العربية المتحدة، و1452 كلم مع اليمن.
ـ طول الشريط الساحلي: 2510 كلم.
ـ أهم الجبال: عسير، الحجاز، شمر، طويق.
ـ أعلى قمة: قمة جبل الرازق (3658 متر).
ـ أهم الأنهار: وادي نجران، وادي جيزان، وادي ينبع، الدواسر، الرمة، الباطن.
ـ المناخ: صحراوي شديد الحرارة صيفاً وبارد شتاءً، أما الأمطار فمنعدمة في المناطق الصحراوية ومتوسطة في الشمال وعلى المرتفعات، تتميز المناطق الساحلية برطوبة عالية يسقط الصقيع ليلاً في الشمال والمرتفعات.
ـ الطبوغرافيا: يتألف سطح المملكة في الغرب من سهل ساحلية برطوبة عالية يسقط الصقيع ليلاً في الشمال والمرتفعات.
ـ الطبوغرافيا: يتألف سطح المملكة في الغرب من سهل ساحلي ضيق على البحر الأحمر ويسمى سهل تهامة وعند حافته سلسلة جبلية هي جبال الحجاز في الشمال وجبال عسير في الجنوب، تمتد على طول الساحل وتزداد ارتفاعاً كلما اتجهت نحو الجنوب، وفي الوسط هضبة نجد القاحلة الهائلةوتنحدر تدريجياً ناحية الخليج، يغطي الربع الخالي جزء من هذه الهضبة في جنوب شرق المملكة: وهو أكبر امتداد صحراوي رملي في الجزيرة العربية، وتوجد صحراء رملية أخرى في الشمال هي صحراء النفود، أما في المنطقة الشرقية فيوجد سهل الأحساء الغني بالبترول حيث توجد حقولهعلى امتداد الخليج العربي.
ـ الموارد الطبيعية: النفط الخام، والغاز الطبيعي، الحديد، الذهب، النحاس.
ـ استخدام الأرض: الغابات 0,8%، المراعي والمروج 55,8%، الأراضي الزراعية والتي تزرع دائماً 8,8%، الأراضي الخالية أو التي عليها مباني وغيرها 41,6%.
ـ النبات الطبيعي: تنمو فيها النباتاتالشوكية كالصبار والأعشاب الحولية.
المؤشرات الاقتصادية

ـ الوحدة النقدية: الريال السعودي= 100 هللة.
ـ الناتج الإجمالي المحلي: 232 بليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 6900 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 7,1%.
ـ الصناعة: 47,8%.
ـ التجارة والخدمات: 45,2%.
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: 12%
ـ الصناعة: 25%
ـ التجارة والخدمات: 63%
ـ معدل البطالة: - ـ معدل التضخم: 0,5%
ـ أهم الصناعات: إنتاج النفط الخام، تكرير البترول، تسييل الغاز الطبيعي، صناعات بتروكيمياوية، إسمنت، تعدين الحديد والفولاذ، مواد البناء، الأسمدة والبلاستيك جلديات، وصناعة كهرومنزلية.
ـ المنتجات الزراعية: القمح، الشعير، الخضار، الحمضيات، التمور والألبان ومشتقاتها.
ـ الثروة الحيوانية: الضأن 8,4 مليون رأس، الماعز 4,4 مليون وهناك الجمال والخيول الأبقار 200 ألف رأس، الدواجن 95 مليون رأس.
ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 966.
ـ سكك حديدية: 1390 كلم.
ـ طرق رئيسية: 159000 كلم (المعيدة منها ييقدر بـ42,7%).
ـ أهم الموانىء: جدّة، الدمام، رأس التنورة، جيزان، الجبيل، ينبوع البحر، ينبوع الصنايا.
ـ عدد المطارات: 25.
ـ أهم المناطق السياحية: المدن المقدسة، مكة والمدينة (الزيارة محددة للمسلمين فقط) والبحر الأحمر.
ـ شكل الحكم: نظام ملكي يتبع الشريعة الإسلامية.
ـ الاستقلال: 23 أيلول 1932 (يوم الإتحاد).
ـ الأعياد الوطنية: 23 أيلول (إتحاد المملكة)، عيد الفطر، عيد الأضحى.
ـ تاريخ الإنضمام إلى الأمم المتحدة: 1945.
الموقع:
تقع المملكة العربية السعودية في الجنوب الغربي من قارة آسيا، في موقع متوسط بين قارات العالم القديم (آسيا وأفريقيا وأوروبا).
يحدها من الشمال الأردن والعراق والكويت، ومن الجنوب سلطنة عمان واليمن، ومن الشرق الخليج العربي والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، ومن الغرب البحر الأحمر. تطل المملكة على بحرين مهمين هما: البحر الأحمر من الغرب وطول ساحله 1800 كم، وعليه عدة موانىء أهمها: ميناء جدة الإسلامي، وميناء الملك فهد الصناعي في ينبع وميناء حازان. وفي الشرق يبلغ طول ساحلها على الخليج العربي 610 كم ومن أهم الموانىء هناك: ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل.
تبلغ مساحتها 2 مليون و240 ألفاً و350 كلم2. وتعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد وعاصمتها الرياض، وأهم المدن: : مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والدمام وغيرها من المدن والقرى والتي يبلغ تعدادها حوالي 6 آلاف مدينة وقرية.
ومؤخراً قسمت المملكة العربية السعودية إلى ثلاثة عشر منطقة وهي:
1 ـ منطقة الرياض، ومقر إقامتها مدينة الرياض.
ـ منطقة مكة المكرمة، مدينة مكة المكرمة.
3 ـ منطقة المدينة المنورة، مدينة المدينة المنورة.
4 ـ منطقة القصيم، مدينة البريدة.
5 ـ المنطقة الشرقية، مدينة الدمام.
6 ـ منطقة عسير، مدينة أبها.
7 ـ منطقة تبوك، مدينة تبوك.
8 ـ منطقة حائل، مدينة حائل.
9 ـ منطقة الحدود الشمالية، مدينة عرعر.
10 ـ منطقة جازان، مدينة جازان.
11 ـ منطقة نجران، مدينة نجران.
12 ـ منطقة الباحة، مدينة الباحة.
13 ـ منطقة الجوف، مدينة سكاكا.
أما عدد السكان في السعودية فيبلغ عددهم حوالي 19 مليون نسمة، منهم حوالي خمسة ملايين من المقيمين من غير السعوديين موزعين على مختلف مناطق المملكة ومدنها. ويدين معظم المواطنون بالدين الإسلامي الحنيف.
وهناك قسم من السكان يعيشون حياة البداوة وهم نوعان:
1 ـ بدو رحَّل وهم قلة في المملكة ويتنقلون في مختلف أنحاء البادية في المملكة.
2 ـ بدو شبه رحَّل وهم الأكثر عدداً ويعيشون في أطراف المدن والقرى، وفي البادية التي تقع بجوار موارد المياه.
وتلعب النهضة العمرانية الواسعة التي شهدتها المملكة دوراً كبيراً في أطراف المدن والقرى، وفي البادية التي تقع بجوار موارد المياه.
وتلعب النهضة العمرانية الواسعة التي شهدتها المملكة دوراً كبيراً في تقليص عدد البدو بتشجيعهم على حياة الاستقرار والعيش في المدن.
التاريخ القديم:
كشفت التنقيبات الأثرية عن أن أرض شبه الجزيرة العربية هي الموطن الأول لأجداد الشعوب السامية، من بابليين وآشوريين وكلدانيين وعموريين وآراميين وفينيقيين وعرب وأحباش، قطنوا فيها برهة من الزمن قبل أن ينزحوا إلى أماكن مختلفة. فقد تضمنت النقوش المسمارية التي اكتشفت في بلاد الرافدين إشارات غامضة إلى بعض المدن والأماكن في شبه الجزيرة العربية. كما أنه ثبت لدى العلماء والمؤرخين أن علاقات مصر بشبه جزيرة سيناء وبالبحر الأحمر قديمة جداً، كما أن حاجتها إلى البخور المستورد من جنوبي شبه الجزيرة العربية قد دفع بسكان هذههذه المنطقة إلى إقامة علاقات متينة مع المصريين.
واستناداً إلى ما كشفه العلماء من خلال تنقيباتهم وأبحاثهم ضمن الألف الأول قبل الميلاد أن الإشارات الأولى إلى العرب وممالكهم ودويلاتهم جاءت في الأدبيات الآشورية والبابلية وتصفهم بأنهم يملكون الجمال (من هنا قول المؤرخين إن الإسهام الحضاري الإنساني الأول للعرب كان في تدجينهم للجمل). ويسكنون في شمال الجزيرة العربية. هذا بالنسبة للمناطق الشمالية في هذا القرن.
أما سكان المناطق الجنوبية فقد نشأت في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، إذ كانت هناك أربع ممالك هي: مملكة سبأ، ومعين، وقتبان، وحضرموت. وكانت كلها تعيش على الزراعة والتجارة. ويعد سد مأرب في مملكة سبأ من أهم الانجازات الهندسية في ذلك الزمان ليساهم في عملية تطوير الزراعة. (والتفصيل في هذه الحضارات في دولة اليمن).
وكانت تعيش في القرن الثامن قبل الميلاد.
وقد سقطت مناطق ثمود هذه بأيدي الفرس عام 539 ق.م. وكانت حملات الاستكشاف لشبه الجزيرة العربية تتعاقب بدءاً بداريوس الأول (ملك الفرس) 521 458 ق.م. ثم جاء بعد ذلك دور الإسكندر المقدوني وأتباعه من البطالسة (الذين نزلوا مصر) والسلوقيين (الذين نزلوا بسورية). وفي القرنين الأخيرين من الألف الأول ق.م. برز الأنباط وهم العرب الذين وفدوا من شبه الجزيرة العربية منذ القرن السادس ق.م. وأقاموا في المناطق التي كانت تحت سيطرة الكنعانيين والأراميين.
بعد الميلاد وحتى ظهور الإسلام:
حاول الفرس كثيراً مد نفوذهم على الطرف الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وذلك من خلال بسط حمايتهم على بعض الممالك والإمارات العربية المتناحرة. وقد أدى الصراع بين الرومان والفرس إلى تحول القتال بين القبائل العربية بسبب العصبيات والمغانم إلى اقتتال دفاعاً عن مصالح الدولتين العظميين آنذاك. وحماية لحدودهما من الغزوات الوافدة من الصحراء، فعمد الفرس إلى إقامة إمارة عربية على حدود بلاد ما بين النهرين وهي إمارة اللخميين، كذلك فعل الروم فأقاموا دولة الغساسنة جنوبي بلاد الشام لتحمي حدودهم الجنوبية. وهكذا كان أمراء ها أمراء هاتين الدولتين العربيتين يتحاربون فيما بينهم وذلك حماية لمصالح الدولتين العظميين.
وفي القرنين الرابع والخامس بدأ الانحلال يدب في أوصال الامبراطورية الرومانية الأمر الذي ترك أثراً كبيراً لصالح الحياة القبلية العشائرية في شبه الجزيرة وعلى حساب الحياة الحضرية فيها. كما أن المسيحية النسطورية واليهودية كانتا قد بدأتا بالتغلغل في بعض حواضر شبه الجزيرة العربية. وكانت مدينة مكة العريقة في القدم والواقعة على الطريق الرئيسية تزداد أهمية، فكانت التجارة في أوج ازدهارها شمالاً صوب بلاد الشام وجنوباً صوب بلاد اليمن
الإسلام:
وفي 17 رمضان عام 13 قبل الهجرة 611م. أنزل الله تعالى على رسوله محمد صل الله عليه وسلّم أولى آيات القرآن الكريم آيذاناً ببدء الرسالة الإسلامية حيث كان عليه الصلاة والسلام يتعبد في غار حراء فهبط جبريل عليه السلام بالوحي من عند الله تعالى. وكانت أولى كلماتالوحي: «إقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق». «إقرأ وربك الأكرم. الذي علَّم بالقلم. علَّم الإنسان ما لم يعلم».
وهكذا بدأت الدعوة الإسلامية الجديدة في مكة المكرمة، وكان الأمر الإلهي أن يقرأ في نفسه أولاً، ثم نزل قوله تعالى «يا أيها المدثر قم فأنذر»فأمره بإنذار عشيرته الأقربين، ثم أنذر قومه ثم من حولهم من العرب، ثم أنذر العرب قاطبة ثم أنذر العالمين.
وهكذا بدأت ملحمة الإسلام الكبرى والتحول العظيم في تاريخ البشرية من شبه الجزيرة العربية حيث بدأ رسول الله صل الله عليه وسلّم ببناء دولة الإسلام في مدينة يثرب بعد هجرته إليها من مكة المكرمة عام 622 م غير أن عقد تأسيس هذه الدولة يعود تاريخه إلى ما قبل الهجرة بثلاث سنوات. ففي ثلاثة مواسم للحج متوالية قبل الهجرة، كان التعاقد على تأسيسها يتم، ويتأكد ويتزايد العاقدون له والقابلون بتنفيذ بنوده.
وفي يثرب، بعد هجرته إليها من مكة المكرمة عام 622 م غير أن عقد تأسيس هذه الدولة يعود تاريخه إلى ما قبل الهجرة بثلاث سنوات. ففي ثلاثة مواسم للحج متوالية قبل الهجرة، كان التعاقد على تأسيسها يتم، ويتأكد ويتزايد العاقدون له والقابلون بتنفيذ بنوده.
وفي يثرب، بعد الهجرة بل قصدوه في داره لقتاله فيها، فنزلت آية الإذن بالقتال مبينة سببه ووجه الحاجة إليه. فكانت المعركة الأولى بين المسلمين والمشركين في بدر ورتلتها غزوة بني قينقاع، وهم قبيلة من اليهود كان النبي عليه الصلاة والسلام قد دعاهم وأمنهم على أنفسهم وأموالهم وحرية دينهم، فنقضوا عهدهم.
وفي السنة الهجرية الثالثة، كانت غزوة أحد، في الرابعة غزوة الرقاع وبدر الثانية، وفي الخامسة غزوة الخندق وغزوة بني قريظة، وفي السادسة غزوة ذي قرد وبني المصطلق، وفيها بعث النبي الرسل إلى كسرى وقيصر والنجاشي وغيرهم من عظماء الملوك كالمقوقس بمصر والحارث الغساني بالشام يدعوهم إلى الإسلام. وفي السابعة غزوة خيبر، وفي الثامنة غزوة مؤتة وحنين، وفي هذه السنة فتح المسلمون مكة أيضاً التي كانت معقل المشركين من قريش وغيرهم. وفي السنة التاسعة للهجرة كانت غزوة تبوك. وفي السنة الهجرية العاشرة أقبلت وفود العرب قاطبة على النبي صل الله عليه وسلّم وهو بالمدينة، وبعث ابن عمه الإمام علي بن أبي طالب إلى اليمن فأسلمت همدان كلها، وتتابع أهل اليمن وملوك حمير على الإسلام.
وحج في هذا العام حجة الوداع (10 هـ) وكانت خطبته فيها وهو على ناقته، والتي من أطولخطبه، وأكثرها استيعاباً لأمور الدين والدنيا.
وفي أواخر صفر سنة (11 هـ) حُمَّ بالمدينة المنورة وتوفي بها في 12 ربيع الأول ودفن في روضته الشريفة.
الخلافة الراشدة (11 ـ 41 هـ/632 ـ 661 م):
وهي امتداد لدولة الإسلام التي أرسى قواعدها رسول الله صل الله عليه وسلّم. وقد قامت هذه الدولة مباشرة عقب وفاته عليه الصلاة والسلام في الاجتماع الذي تم في سقيفة بني ساعده بين المهاجرين والأنصار حيث تم الاتفاق على مبايعة أبي بكر الصديق خليفة لرسول الله على المسلمين. فأصبح أول خليفة في دولة الخلافة الراشدة التي اتخذت من المدينة المنورة عاصمة لها وقد استمر في حكمه سنتين. وأخطر ما واجهته هذه الدولة بعد قيامها هو رفض القبائل العربية المسلمة في غير مكة والمدينة والطائف الخضوع للخليفة فامتنعوا عن تسليمه زكاة أموالهم، فكانت حروب الردة، وكان هناك أناس آخرين ارتدوا بشكل آخر وهم «المتنبئين» وأعوانهم، وقد استطاع الخليفة أبو بكر القضاء على جميع هذه الحركات حيث عقد أحد عشر لواء (أهمها لواء خالد بن الوليد وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم...) انخرط المسلمون خلفها في أحد عشر جيشاً وزحفوا لقتال المرتدين والقضاء عليهم، وكانت أشهر المعارك حينئذ وقعة اليمامة والتي قتل فيها مسيلمة الكذاب. وهكذا عادت للدولة الإسلامية وحدتها السياسية، وبعد ذلك بدأت الفتوحات الإسلامية خارج شبه الجزيرة العربية، على جهتين:
الجبهة الفارسية:
حيث حيث تمكنت الجيوش الإسلامية من فتح العراق وهزيمة الفرس
ـ الجبهة الرومية: وقد توجهت الجيوش الإسلامية لفتح بلاد الشام ومحاربة جيوش الروم وبعد وفاة الخليفة أبو بكر الصديق تسلم زمام الأمور الصحابي الجليل عمر بن الخطاب الذي أكمل مسيرة سابقه، فدعم الجيوش الإسلامية لمواصلة فتوحاتها، فاستطاع الجيش الإسلامي القضاء على الدولة الفارسية بأكملها وبسطت الدولة الإسلامية سلطتها على بلاد فارس.
وفي بلاد الشام انتصر المسلمون على الروم في كبرى المعارك اليرموك بقيادة خالد بن الوليد وزحف الجيش الإسلامي متابعاً سلسلة انتصاراته ففتحت القدس ومصر وجميع بلاد الشام. وينسب للخليفة الفاروق عمر الفضل في وضع الأسس لنظم الدولة المالية والادارية والعسكرية. وقد استمرت خلافة عمر 10 سنوات (13 ـ 23 هـ/634 ـ 644 م) حيث قتل بخنجر مسموم بيد المجوسي أبو لؤلؤة أثناء وجوده في المسجد يؤدي يؤدي الصلاة. وقد كلف الخليفة عمر ستة من كبار الصحابة لاختيار واحد منهم ليكون خليفة عليهم وهؤلاء الستة هم: عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، عبد الرحمن بن عوف، أبو عبيدة بن الجراح، سعد بن أبي وقاص، عبد الله بن عمر، طلحة بن عبيد الله.
فتم الاتفاق على أن يكونالصحابي الجليل عثمان بن عفان هو الخليفة الثالث على المسلمين الذي سار على هدي صاحبيه في تكملة الفتوحات وتوطيد حكم الدولة، وبدأت الغنائم تنهال على مركز الخلافة وما حولها من مدن أخرى، فقامت حالة ازدهار اقتصادي لم تشهد شبه الجزيرة مثيلاً من قبل، ثم كانت حادثةحادثة الفتنة والتي ذهب ضحيتها الخليفة عثمان بن عفان الذي دامت خلافته اثني عشر عاما (24 ـ 35 هـ) (644 ـ 656 م) ومع مقتله ازدادت الفتنة اشتعالاً، وكان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قد تولى زمام الخلافة بعد أن اتفق الناس على ذلك، وقد حاول الإمامعلي ضبط الأمور وإعادتها إلى ما كانت عليه، إلا أنه اصطدم بعصيان والي الشام معاوية بن أبي سفيان الذي طالب بالثأر من قتلة عثمان، كذلك قام بعض الصحابة مع السيدة عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها للمطالبة بدم الخليفة المقتول، فكانت معركة الجمل 36 هـ مع جيش جيش الخليفة الإمام علي وكان النصر له، وقد أعاد السيدة عائشة مكرمة إلى المدينة المنورة برفقة عدد من أهل بيته، ثم انتقل لمحاربة معاوية بن أبي سفيان في صفين 37 هـ. وكان الإمام علي قد نقل مركز الخلافة إلى الكوفة بدلاً من المدينة لقربها من بلاد الشام. مما أفقد
الحجاز تحت سلطة الأمويين:
بعد اغتيال الخليفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب من قبل عبد الرحمن بن ملجم الخوارجي، خلا الأمر لمعاوية بن أبي سفيان الذي أعلن نفسه خليفة على المسلمين عام 41 هـ 662م. والذي سمي بعام الجماعة، بعدما بايع الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما معاويةالخلافة الذي لقي معارضة شديدة كان مركزها شبه الجزيرة العربية وأهم قادتها: الحسين بن علي بن أبي طالب الذي خرج إلى الكوفة ليبايعه أهلها ضد يزيد إلا أن فرقة من جيش هذا الأخير قد واجهت الحسين رضي الله عنه في كربلاء وقتلته مع جماعة من أهل بيته وأصحابه عام 61 ه وأما قائد المعارضة الثاني فهو عبد الله بن الزبير الذي تمكن من بسط نفوذه في سائر أرجاء شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وجزء من بلاد الشام باستثناء النفوذ الأموي وبويع خليفة على المسلمين. إلا أن الخليفة الأموي الجديد عبد الملك بن مروان الذي تسلم زمام الأمور بعد موت والده مروان بن الحكم استطاع مواجهة سلطة ابن الزبير بفضل حنكة ودهاء قائده الحجاج بن يوسف الثقفي الذي استطاع حصار ابن الزبير في مكة ثم قتله وذلك عام 692م.
وبذلك سيطر الأمويون سيطرة فعلية على أرض الحجاز. وفي الوقت نفسه أرسل الأمويونجيشاً آخر إلى شرقي شبه الجزيرة العربية (المنطقة الشرقية) فهزموا الخوارج الذين كانوا يسيطرون هناك. ومنذ هذا التاريخ أخذ الخلفاء الأمويون يعينون أمراء مكة والمدينة وغيرهم من باقي مدن شبه الجزيرة. وقد شهد الحجاز في هذه الفترة ازدهاراً اقتصادياً واجتماعياً كبيرا.
شبه الجزيرة العربية في العهد العباسي:
جاء انتقال مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد ليعزز من مكانه الخليج العربي كطريق بحرية للتجارة مع الصين وبلدان أفريقيا الشرقية، وذلك على حساب طريق التجارة عبر البحر الأحمر. ولم تستمر السلطة المركزية العباسية في فرض هيمنتها على شبه الجزيرة بشكل كامل سوى مائة عام. وقد شجع الخلفاء العباسيون الأوائل الحج إلى مكة من خلال تحسينهم لطرق المواصلات وتأمين السلامة. بعد ذلك شهدت الأوضاع في شبه الجزيرة العربية تدهوراً واضطراباً رافق تفكك الخلافة العباسية وعجزها عن ممارسة سيادتها في سائر أرجاء الدولة. وأخطر ما تعرضت له الدولة العباسية هو حركة القرامطة التي قامت من المناطق الشرقية لشبه الجزيرة العربية على يد أبي سعيد الحسن الجنابي وابنه أبو طاهر سليمان حوالي عام 891م. وكان العباسيون أضعف من أن يواجهوا القرامطة الذين غزوا مدينة البصرة ونهبوها وحرقوها وكذلك مدينة الكوفة، ثم قاموا باحتلال مكة المكرمة وذبح أكثر من سبعين ألف حاج عام 930 م، كما قاموا باقتلاع الحجر الأسود من مكانه ونقله إلى عاصمتهم الإحساء، ثم امتدت سلطة القرامطة إلى بلاد الشام، غير أنهم اختلفوا مع مركز دعوتهم الأصلي في السلمية في سوريا. ثم واجهتهم قواتالفاطميين الذين أجبروهم على التراجع إلى منطقتهم في الإحساء. ثم استطاع العباسيون طردهم من العراق. وفي عام 1077 أي بعد قرنين على ظهورهم استطاعت قبيلة عبد القيس من القضاء عليهم بعدما أنهكوا في حربهم مع السلاجقة.
ثم سيطر الفاطميون على الحجاز بعد ذلك، وعندما أنهى صلاح الدين الأيوبي الدولة الفاطمية في مصر، استطاع أن يفرض سيطرته على الحجاز. وقد ألقى صلاح الدين المكوس عن الحجاج، وعوض عن ذلك لشريف مكة (وهو منصب استحدث في القرن العاشر الميلادي)، ثم امتد سلطان المماليك على هذه البلاد من عام 650 هـ حتى عام 923 حيث تسلم العثمانيون زمام الأمور. وإن كان نفوذ آل رسول في اليمن يصل أحياناً إلى مكة وذلك على عهد عمر بن علي الذي استطاع فرض سيطرته من حضرموت إلى مكة، وعندما اجتاح هولاكو بغداد عام 656 هـ ـ 1258 م أعلن يوسف نفسه خليفة على المسلمين، إلا أن هذا المنصب كان لا يتجاوز مكانه الدولة الرسولية وإمكانياتها، ولذلك لم نجد من يعترف به خارج دولته.
وفي أواسط القرن الخامس عشر هاجر مانع بن ربيعة المريدي، الجد الأكبر لآل سعود من جوار القطيف إلى بلاد نجد حيث استقر هناك.
لقد أحكم العثمانيون سيطرتهم على بلاد شبه الجزيرة العربية وخاصة المدن المقدسة التي كانت تحت الحماية المباشرة بعكس مناطق البادية والبعيدة فإنها لم تكن تحت سيطرتهم بالكامل. إضافة إلى ذلك فإن البرتغاليين كانوا يهاجمون حدود شبه الجزيرة من البحر والخليج العربي، وقد كانت الدولة العثمانية تحارب على جبهتين: : الجبهة الأوروبية ضد النمسا وروسيا والجبهة الشرقية ضد الأسرة الصفوية في فارس.
وفي تلك الفترة كان الضعف قد بدأ يتسرب إلى جسم السلطنة العثمانية فأخذ الولاة يتمردون على سلطتها ويميلون عنها ويطلبون الاستقلال.
أمراء آل سعود وحلفهم مع دعاة الحركة الوهابية:
في ظل هذه الأوضاع عاش مقرن بن مرضان أحد أجداد الأسرة السعودية وأمر الدرعية التي كان قد أسسها جدهم الأكبر مانع من ربيعة المريدي الذي بسط سيادته على الإحساء وقطر والقطيف ولكن ملكه لم يدم طويلاً وكذلك ملك ابنائه الذي لم يكن يختلف عن سواهم من أمراء ذلك الزمان فهو يشتمل على بلد أو بلدين فقط. وهذا ما كانت عليه الدرعية التي كان أميرها محمد بن سعود بن محمد بن مقرن عندما ظهر محمد بن عبد الوهاب محيي السنة وصاحب الدعوة الوهابية التوحيدية والتي تقوم أساساً على ضرورة العودة إلى ينابيع الإسلام الحقيقية وتخليصه من من الشوائب والبدع التي ألحقتها بعض الممارسات وقد لاقت هذه الدعوة معارضة صارمة في حريملة حيث كان يسكن محمد بن عبد الوهاب فاضطر إلى اللجوء إلى الدرعية حيث كانت تقوم إمارة آل سعود التي بادرت إلى تبني دعوته. وهكذا عقد العهد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رجل الدين وبين الأمير محمد بن سعود رجل السياسة. فتعهد الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية بنشر دين التوحيد في البلاد العربية وتعهد ابن عبد الوهاب بأن يقيم في الدرعية مصلحاً وأن لا يحالف أميراً آخر من أمراء العرب.وهذا هو الأساس الديني والسياسي للإمارة السعودية الأولى والتي بدأت تتوسع وتنتشر وتوارثت من أمير إلى أمير، فتمت السيطرة على سائر نجد والخرج والقصيم وسوبر وشمر والإحساء وساحل عمان وقطر والبحرين والحجاز وذلك على عهد عبد العزيز بن محمد الذي تسلم الإمارة بعد بعد وفاة والده.
أما في عهد سعود بن عبد العزيز، فقد امتدت دولة آل سعود إلى قلب اليمن ومشارف العراق وسوريا مهددة السلطنة العثمانية في أهم ولاياتها.
الصراع على شبه الجزيرة بين الشريفيين وبين آل سعود:
لما حلَّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرعية وآمن بدعوته الأمير محمد بن سعود وأعلن نصرته، ارتفعت رايات الجهاد لنشر الدعوة الإسلامية داخل نجد وخارجها. وطهرت نجد من البدع والخرافات، وهدمت القباب المقامة على القبور التي افتتن الناس بها وقدسوها وتضرعوا بها دون الله، عند ذلك اختلف الموقف عند اشراف مكة نحو هذه الدعوة الجديدة التي رفضت كل ما هو موجود في بلاد الحجاز وحاولت منع هذه الأمور التي كانت تدر عليهم أموال كثيرة من حجاج المسلمين الزائرين فأعلنوا حربهم ضد هذه الدعوة، وساعدتهم في ذلك الدولة العثمانية التي خافت على نفسها من مطالبة المسلمين العرب بإعادة الخلافة إليهم. وكان الشريف مسعود بن سعيد أول من تصدى بالعداء الواضح لمحاربة الدعوة فمنع أهالي نجد من الدخول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وحاول قادة الدرعية التعامل مع الموضوع بليونة فأرسلوا وفداً علمائياً لمناظرة علماء مكة حول مبادىء الدعوة، إلا أن علماء مكة أصدروا فتوى بعد مناظرات مع وفد الدرعية كفروا بها صاحب الدعوة وصادق عليها قاضي مكة وصدرت أوامر الشريف بسجن هؤلاء العلماء حتى مات أكثرهم.
آل سعود والسلطنة العثمانية:
عجزت الدولة العثمانية بواسطة حلفاءها عن القضاء على الوهابيين الذين شكلوا خطراً كبيراً على الدولة العثمانية وخاصة أنهم يسيطرون على مقدسات المسلمين والأخطر من كل هذا أن هذه الدعوة السنية لا تعترف بخلافة السلطان العثماني، وهي أول حادثة من نوعها في تاريخ تاريخ الدولة العثمانية. إزاء هذا الواقع استنجد السلطان العثماني بواليه على مصر محمد علي لإيقاف زحف الوهابيين.
فأرسل هذا الأخير حملة عسكرية بقيادة إبنه طوسون في عام 1811م، ثم أرسل حملة أكبر بقيادة ابنه الثاني إبراهيم باشا وقد تمكنت هذه الحملة بعد سنة من من القضاء على الدولة السعودية الأولى ودمرت عاصمتها «الدرعية» وأسرت أمير هذه الدولة عبد الله بن سعود وأرسلته إلى الاستانة حيث قتل، كما نقل إلى مصر أكثر أفراد آل سعود وآل الشيخ ورجع إبراهيم باشا إلى مصر واستطاع الأمير مشاري بن سعود الإفلات من الأسر، ثم لحقه أيضاً الأمير تركي بن عبد الله الذي نجح في الهرب من الجيش المصري، إلا أن الأتراك استطاعوا قتل الأمير مشاري بالتواطؤ مع أمير محلي، إلا أن الأمير تركي عاد فقتله إنتقاماً لمشاري وبذلك أنتقلت الإمارة من بيت عبد العزيز إلى بيت عبد الله أخوه، ثم انتقلت الإمارة إلى فيصل بن تركي بعد مقتل أبيه، وقد تميز عهد فيصل في بدايته بعدم الاستقرار وانتشار الفتن والمشاكل وانتهى بتدخل القائد العثماني خورشيد باشا الذي قبض على الأمير فيصل وعين مكانه الأمير خالد بن سعود وهو من الأمراء المنفيين في مصر، إلا إن خالداً لم يستمر مطولاً فأستلم مكانه الأمير عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن سعود الذي أيضاً لم يستمر طويلاً إذ عاد الأمير فيصل بن تركي مجدداً بعد إخلاء سبيله فاستلم الحكم واستمر فيه 24 سنة تميزت بالهدوء والاستقرار والازدهار ودان له القسم الأكبر من شبه الجزيرة العرببة وبوفاة الأمير فيصل عام 1865 م انتهى العصر الذهبي في الدولة السعودية الثانية وبدأ من بعده عهد الفتن والمشاكل والحروب الأهلية واستمر حتى عام 1890 عندما انتصر ابن الرشيد أمير حائل، ولجأ آخر أمراء الدولة السعودية الثانية الإمام عبد الرحمن بن فيصل ومعه ابنه عبد العزيز إلى الكويت.
عبد العزيز وتوحيد المملكة السعودية:
حاول العثمانيون مناوشة البريطانيين الذين تمركزوا في الكويت وعقدوا معها معاهدة عام 1899 تجعل من بريطانيا الدولة الوحيدة التي تتمتع بامتيازات بالكويت، وهذه المعاهدة شبيهة بمعاهدة بريطانية مع الإمارات السبعة وكذلك مع مسقط.فاستنفر العثمانيون قبائل الشُمَّر (آل الرشيد) الذين كانوا يسيطرون على كامل شبه الجزيرة العربية ضد آل الصباح في الكويت وساندهم تحالف من البدو ضم قبائل مطير وبني مرة الوهابية وقبيلة المنتفق إلى جانب الإمام عبد الرحمن وابنه الأمير عبد العزيز آل سعود اللذان اغتنما هذه الفرصة ليردا الجميل لأمير الكويت وليحاولا استعادة مدينة الرياض من يدا بن الرشيد. إلا أن الشمريين هزموا تلك القوات بعد استدراجها إلى منطقة الظريف، ولم ينج الأمير مبارك الصباح إلا بعد تدخل السفن الحربية البريطانية.
إلا أن الأمير عبد العزيز لم يستسلم بعد تلك الهزيمة فتمكن عام 1902 وهو على رأس مجموعة صغيرة من الخيالة من استعادة مدينة الرياض، التي ساعده أهلها للتخلص من نظام ابن الرشيد. وفي مطلع عام 1904 كان عبد العزيز بن سعود قد استعاد معظم أراضي دولة أجداده. واستطاع تقويض سلطته بعد إخضاع ابن ابن الرشيد عام 1921.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 م 1335 هـ أعلن الشريف حسين في مكة وقوفه إلى جانب الحلفاء وذلك بدءاً من عام 1916 حيث قامت الثورة العربية الكبرى وتقدم ابنه على رأس الجيش باتجاه بلاد الشام. وخرج العثمانيون من أرض الحجاز وانسحبت الحامية التي كانت محاصرة في المدينة.
وانتهت الحرب العالمية الأولى، وراح الشريف حسين يركز أوضاعه في الجزيرة. (وكان عبد العزيز قد شكل قوات مسلحة شديدة المراس أطلق عليها اسم «الإخوان» كانت تقيم في مستوطنات وتشكل القوة الضاربة الطليعية في غزوات الملك عبد العزيز وحروبه، بالإضافة إلى أنها كانت تلعب دوراً كبيراً في نشر الأفكار الدينية التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وفي فرض العدالة الإسلامية وتطبيقها.وكان الشريف حسين قد أعلن نفسه خليفة على المسلمين، عندما أعلن كمال أتاتورك عن إلغاء منصب الخلافة وذلك في 3 أذار 1924 م وقد زاد هذا الإعلان من حدة الخلافات بين السعوديين والهاشميين.بعد هذا الإعلان بيوم عُقد في الرياض مؤتمر عام برئاسة الإمام عبد الرحمن آل سعود والد السلطان عبد العزيز حضره العلماء ورؤساء القبائل وطرحت فيه مسألة الحج وعدم تمكن أهل نجد من تأدية الفريضة. وخرج المؤتمرون بضرورة غزو الحجاز وتحرير الأماكن المقدسة بالقوة بعد استنفاذ جميع الحلول. وهكذا بدأ زحف الإخوان على مدن الحجاز التي أخذت تتساقط الواحدة بعد الأخرى وفي 3 تشرين الأول اجتمع أعيان مكة وجدة وطالبوا الشريف حسين بن علي بالتنازل وتنصيب ولده الأمير علي ملكاً، فرضخ الشريف حسين وانتقل بحراً إلى العقبة، ولكن الإنكليز انذروه بضرورة الرحيل فغادر مكرهاً إلى قبرص فأقام فيها ست سنوات حيث سمح له الإنكليز بالعودة إلى ابنه في عمان حيث وافته المنية هناك ودفن في المسجد الأقصى عام 1931م.
في مكة وجد الأمير علي بن الحسين أن الوضع العسكري محسوم لصالح آل سعود فتراجع إلى جدة لتنظيم صفوفه، فدخل الإخوان مكة في 16 تشرين الأول 1924، ثم جرت عدة مفاوضات بين الطرفين لحقن الدماء إلا أنها باءت جميعها بالفشل فخاضت قوات آل سعود معركتها الحاسمة مع الجيش الهاشمي فسقطت المدينة أواخر عام 1925 وتنازل الأمير علي عن ملك الحجاز، وهكذا تم توحيد نجد و والحجاز تحت سلطة آل سعود وصار السلطان عبد العزيز يلقب «بالملك عبد العزيز».
عهد عبد العزيز آل سعود:

تقويض الوضع الداخلي:
عمل الملك عبد العزيز على إعادة الأمان والطمأنينة إلى بلاده بعدما انتهى عهد الدويلات والإمارات المختلفة، فدعا المسلمين في العالم إلى الحج بأعداد وفيرة. إلا أن بعض الخلافات مع بعض «الإخوان» قد بدأت تظهر، فقد أخذوا على الملك تساهله مع الأجانب وإدخال بعض الحياة العصرية إلى المملكة كالهاتف والسيارة. إضافة إلى أنهم كانوا يستاءون كثيراً من البعثات القادمة إلى الحج وسط الأهازيج والأناشيد فكانوا يتعرضون لها. وقد وقعت صدامات مع البعثة المصرية أدت إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف المصريين. ولم يكتفِ الإخوان بهذا، بهذا، بل أخذوا يحتجون على سياسة الملك عبد العزيز علانية، وازداد الأمر حدة عندما تم توقيع اتفاقية رسم الحدود بين المملكة وكل من العراق والأردن اللتين كانتا تحت الانتداب الإنكليزي (27 ـ أيار ـ 1927) لأنهم حرموا بذلك من حق التنقل بحرية والغزو، مع أن الملك قد منعهم عن ذلك وعوضهم بذلك مداخيل شهرية فأعلنت بعض العشائر المنضوية تحت «الإخوان» بزعامة سلطان بن بجاد التمرد على السلطة واستمرت مناوشاتهم مدة عام ونصف، إلى أن جهز الملك عبد العزيز حملة قوية قضت عليهم نهائياً، وفرضت سلطتها على كامل أرجاء المملكة.
إعلان دولة المملكة العربية السعودية وسياسة الملك عبد العزيز:
في 23 أيلول 1932 توج الملك عبد العزيز إنجازاته بإعلانه توحيد البلاد تحت اسم «المملكة العربية السعودية» وأصدر أمراً ملكياً قضى بتوحيد مناطق البلاد تحت هذا الإسم. ثم جاءت أحداث اليمن التي تحولت إلى حرب مفتوحة مع السعوديين في أذار 1934. إلا أن الملك عبد العزيز استطاع إجبار اليمن على طلب وقف النار بعدما قاد ولداه فيصل وسعود حملتين على اليمن. فوافق الإمام يحيى الدخول في مفاوضات سلمية مع الملك عبد العزيز الذي أظهر مرونة وتساهلاً فقبل بالانسحاب إلى المواقع التي كان يسيطر عليها قبل اندلاع المعارك (ويعني ذلك عملياً اعتراف اليمن بضم عسير إلى المملكة العربية السعودية ووقعت معاهدة سلام في الطائف بتاريخ 22 ـ أيار ـ 1934.
بعد ذلك سعى الملك عبد العزيز إلى القيام بكل الإجراءات المناسبة لسياسة الإصلاح والتطوير وتنويع موارد المملكة وزيادة انتاجيتها، وحتى ذلك الوقت كان معظم الدخل يأتي من تربية الحيوان وبعض الزراعات الخفيفة، ومن إيرادات الحج القليلة. وفي ذلك الوقت كانت فرنسا وبريطانيا تحدان من كل رغبة عربية في الاستقلال. وفي المقابل كانت الولايات المتحدة تعلن دائماً عن مساندتها للتحرير وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وهذا ما دعا الملك عبد العزيز إلى إقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة، محتفظاً بنفس الوقت مع علاقة حسنة مع بريطانيا القوة الأعظم في ذلك الوقت.
اكتشاف الثروة النفطية:
الحاجة الماسة للموارد المالية حدت بالملك عبد العزيز. إلى منح حقوق التنقيب عن البترول إلى شركات أجنبية. وكانت البداية مع الشركات البريطانية 1923 «شركة ايسون أند جنرال سنديكت» إلا أن هذه الشركة لم تستخدم حقها بالتنقيب. ولم يجر تجديد العقد حتى انتهى مفعوله عام 1933. وكان الأمريكيون الذين سبق لهم زيارة شبه الجزيرة العربية في العشرينات وتركوا انطباعا ايجابيا في نفس الملك مما دعاه لاحقا لاختيار شركة أمريكية للتنقيب عن البترول واستغلاله. وبالفعل، ففي 1933 منحت امتيازات التنقيب الى شركة« ستاندرد أويل أوف أوف كاليفورنيا». وفي تموز وقع الملك المرسوم رقم 135 مانحا الامتياز الى الشركة، في أوائل صيف 1934 اتخذ قرار باختبار قمة الدمام بالحفر واستمر الحفر حتى عام 1937. حيث بلغ عمق البئر رقم7 حوالي 1440 مترا عندها تدفعت منها كميات ضخمة من النفط وكان ذلك فاتحة عهد جديد في تاريخ المملكة العربية السعودية والعالم وقد تم انجاز هذا البئر في آذار 1938.
وهكذا بعد خمس سنوات من العمل الشاق في التنقيب تم اكتشاف البترول بكميات كبيرة وتأسست شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) عام 1938 والمعروفة اليوم بشركة أرامكو السعودية. وقد رافقت عملية منح الامتيازات النفطية بعض المظاهر السياسية التي يمكن تلخيصها بثلاث نقاط هي:
1ـ فضل الملك عبد العزيز أن يمنح حقوق التنقيب للأمريكيين وليس للبريطانيين معبرا بذلك عن حرصه على استقلاله ازاء القوة الإستعمارية الأولى أنذاك
2ـ إن التردد الطويل (بين 1923ـ1933) بسبب انه لم يرضخ لبيع الإمتياز الا في حالة حاجة القصوى مرتبط بفكره السيادة الوطنية التي طالما كان يشدد عليها.
3ـ اصراره على انتزاع مكاسب مالية مباشرة كان بأمس الحاجة اليها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:06 am

المملكة العربية السعودية



الملك عبد العزيز والسياسة الخارجية
التزم الملك عبد العزيز سياسة الحذر والحياد بين فريقي الحرب العالمية الثانية(دول الحلفاء ودول المحور) وفي أول من آذار 1945 انضمت السعودية الى الحلفاء شكليا بدون أن تعلن الحرب على ألمانيا محافظة بذلك على حيادها. وقد مكنها هذا الموقف من المشاركة في ميثاق في ميثاق الأمم المتحدة. وقد تمثلت المملكة بالإبن فيصل بن عبد العزيز (الملك فيما بعد) الذي حضر حفل توقيع ميثاق سان فرنسيسكو 6 حزيران 1945 وكان الملك بن عبد العزيز آنذاك من أشد العاملين في سبيل تأسيس جامعة الدول العربية في 22 آذار 1945 أذار.أما العلاقات السعودية الأمريكية فقد بدأت تتطور وتزداد رسوخا ابتداء من سنة 1940 حيث انشئت بعثة دوبلوماسية في المملكة. وفي سنة 1943 منح الملك الأمريكيين حق بناء قاعدة جوية كبيرة في الظهران واستعمالها لمدة ثلاث سنوات تعود بعد ذلك ملكيتها للمملكة وفي الوقت نفسه بدأت بعثة عسكرية أمريكية بتدريب الجيش السعودي وتزويده بالأسلحة.
وفي 15 شباط 1945 تم عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي روزفلت والملك عبد العزيز لبحث التطورات في المنطقة وكانت القضية الفلسطينية من أهم النقاط التي تم التوقف عندها، وقد كان للراحل موقف صلب حيال الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين تحت انظار الأمريكيين وحلفائهم البريطانيين كما أفاض الملك عبد العزيز في بيان ما تعانيه سوريا ولبنان وفلسطين في تلك الحقبة.
وأثناء حرب 48 شاركت المملكة مع بقية الدول العربية في الدفاع عن فلسطين وقد بلغ عدد القوات السعودية المشاركة فعلياً في الحرب حوالي 3 آلاف مقاتل موزعة على كتيبتين.
وفي يوم الإثنين الثاني من ربيع الأول عام 1373 هـ الموافق 9 تشرين الثاني 1953 توفي الملك عبد العزيز عن عمر يناهز 72 عاماً، بعدما أرسى دعائم المملكة ورسم الخطوط العريضة لسياستها الداخلية والخارجية. وقد حكم طوال هذه الفترة (51 عاماً) حكماً مطلقاً لم يكن يجد من صلاحياته سوى التزامه بالشريعة الإسلامية، واحترامه للأعراف والتحالقات العشائرية. فعلى عهده لم يكن قد بدأ التمييز فعلياً بين أموال الملك وأموال الدولة ولم يتغير ذلك جزئياً إلا أواخر حياته حيث أصدر في عام 1951 م 1368 هـ أول ميزانية عامة في تاريخ المملكة وتبع ذلك إنشاء أول مصرف وفي تشرين الأول 1953 م 1373 هـ أمر الملك عبد العزيز بإنشاء مجلس للوزراء. وإضافة إلى كل ذلك فقد عمد الملك عبد العزيز إلى إدخال تحديثات مهمة على أساليب الحياة البدوية رغم المعارضة الشديدة التي كان يلقاها أحياناً من بعض غلاة رجال الدين.
عهد الملك سعود بن عبد العزيز (1953 ـ 1964 م) ـ (1373 ـ 1384 هـ):
تميزت سنوات حكمه الأولى بالتحالف مع مصر ضد الأردن والعراق الهاشميين. وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر، قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا وبريطانيا. وعندما أعلنت الوحدة المصرية السورية انقلبت العلاقة مع مصر إلى عداوة بلغت ذروتها باتهام السعوديةمن قبل مصر بتمويل محاولة اغتيال عبد الناصر. ثم ازدادت هذه العلاقة تدهورا عقب التدخل المصري في اليمن.وقد كان الملك سعود كلما وجد نفسه أمام صعوبات داخلية كبيرة (الاصطدام بمصر الناصرية، تدهور الأوضاع الداخلية، فقدان الريال لقيمته...) يستدعي أخاه وولي عهده الأمير فيصل ليتولى مواجهة الأزمة. وقد ازدادت سلطة فيصل رسوخاً في عام 1958 عندما منح كامل الصلاحيات لإصلاح الأوضاع المالية والادارية في المملكة.
وقد شارك الملك سعود في أول لقاء قمة عربي في مصر عام 1964. وكان هذا المؤتمر آخر نشاط يشارك فيه، إذ ما إن عاد إلى الرياض حتى أعلن تنازله عن العرش في الأول من تشرين الثاني 1964 بطلب من العائلة المالكة ورجال الدين الدين لصالح أخيه الأمير فيصل، وانتقل إلى القاهرة ومنها إلى اليونان حيث توفي عام 1969م.
عهد الملك فيصل (1964 ـ 1975 م) ـ (1384 ـ 1395 هـ):
كان الملك فيصل قد بدأ الإمساك بالسلطة فعلياً منذ نهاية عام 1962م. حيث اتخذ قراراً بإلغاء الرق من البلاد.عمل فيصل على الاستمرار في تنمية البلاد في مختلف القطاعات والصعد. واتبع سياسة دفاعية وتسليحية نشطة فقوى الحرس الوطني، إلا أن الأثر الأكبر قد كان في ابتعاد الملك فيصل عن السياسة المصرية الناصرية، بعد أن تعاطف معها سابقاً. وقد تحول الابتعاد إلى عداء واضح خاصة بعد قرارات الاشتراكية والتحالف مع السوفيات وثورة اليمن) ولم يتوقف هذا الصراع إلا مع هزيمة مصر في حرب حزيران 1967 وانسحابها الكامل من اليمن أواخر ذلك العام. وبدأ نفوذ الملك فيصل يتعاظم على الساحة العربية بعد حرب 67، وبعد انعقاد مؤتمر الخرطوم الذي كرس المصالحة العربية والذي بادر فيه الملك فيصل الى اقتراح استعمال سلاح النفط من خلال العائدات المالية واستخدامها في المعركة بدلاً من قطعة عن البلدان المؤيدة لإسرائيل وقد وافق المؤتمرون على ذلك، بدأت سياسة جديدة في المملكة قائمة على تقديم المساعدات المالية إلى العديد من البلدان العربية في إطار ما سمي سياسة التضامن العربي.
وعلى صعيد العلاقات الخليجية، فقد رعت المملكة في عهد الملك فيصل قيام اتحاد الإمارات العربية بعد الانسحاب البريطاني حرصاً منها على تأمين الاستقرار في هذه المنطقة.
وبرز وزن المملكة وتأثيرها أكثر ما يكون بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر (1970) وعلى أثر حرب 6 تشرين الأول 1973 عندما وقفت إلى جانب سوريا ومصر في حربهما ضد إسرائيل.
وقد أتاحت المساعدات السعودية لمصر السادات على العمل لإخراج السوفيات من مصر، وتقوية علاقاتها مع الولايات المتحد الأمريكية. وكذلك الحال مع السودان وعندما اندلعت حرب 6 تشرين 73 وتضاعفت أسعار النفط أصبحت المملكة تملك قوة مالية هائلة، وأصبحت الممول الرئيسي لعملية إعادة تسليح الجيش السوري والمصري.
وفي ظل هذه الأجواء، وفيما كانت المساعي الدولية لحل الصراع في الشرق الأوسط على أشدها اغتيل الملك فيصل في 25 أذار 1975 م ـ 1395 هـ. تاركاً وراءه فراغاً سياسياً كبيراً.
عهد الملك خالد بن عبد العزيز (1975 ـ 1982 م) ـ 1395 ـ 1403 هـ):
خلف الملك خالد أخاه فيصل، وبادر إلى اختيار أخيه الأمير فهد ولياً للعهد والأمير عبد الله نائباً لرئيس مجلس الوزراء.
وقد استمر الملك خالد باتباع سياسة أخيه الملك الراحل فيصل القائمة على تدعيم وحدة الصف الإسلامي والتضامن العربي واستعادة الأراضي المحتلة. واستمرت المملكة في محاولة ردم بؤر التوتر في المنطقة العربية، وبرز ذلك بوضوح في مؤتر الرياض (تشرين الأول 1976) الذي وضع حلاً دون نجاح ـ للحرب اللبنانية بإنشاء قوات الردع العربية.
وعندما قام السادات بمبادرته الشهيرة (زيارة القدس في تشرين الثاني 1977) بدأت المملكة تتراجع عن تأييده (الذي كان مطلقاً)، ثم تخلت عنه بعدما تأكد اتجاهه نحو التوقيع على اتفاق سلام منفصل مع إسرائيل. وقد برز هذا الموقف في قمة بغداد 1979م.لكن في هذا العام تعرضت المملكة لحادث خطير وهو حادث مكة الشهير عندما قام عدد من المتمردين باقتحام المسجد الحرام، وعلى الأثر دعا الملك خالد المجلس الأعلى للإفتاء إلى الانعقاد برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز وصدرت فتوى بجواز التدخل العسكري بالحرم لإنهاء التمرد. وبالحصول على تأييد العلماء تمكنت السلطة السعودية من اقتلاع المتمردين في 3 كانون الأول 1979م. (أي بعد أسبوعين).وعلى أثر هذا الحادث ومضاعفاته قررت المملكة تشكيل «نظام الشورى». وكلفت لجنة برئاسة الأمير نايف بن عبد العزيز بإعداد النظام الأساسي للبلاد. وفي حزيران 1982 توفي الملك خالد، وخلفه ولي عهده الأمير فهد بن عبد العزيز.
عهد الملك فهد بن عبد العزيز 1982 ـ .... م) (1403 ـ .... هـ):
تميز عهد الملك فهد بن عبد العزيز خاصة في سنواته الأولى، باهتمام بارز أبداه الملك لشؤون الأمن والدفاع والتعليم. فجرت عدة صفقات لشراء الأسلحة المتطورة من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل.كما تم على عهد الملك فهد إجراء أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف وذلك في عام 1405 فأصبح يستوعب أكثر من نصف مليون شخص. وفي 31 تموز 1987 وقعت حوادث دموية في موسم الحج بين قوات الأمن في مدينة مكة المكرمة، وبين الحجاج الإيرانيين، اتخذت على إثرها تدابير مشددة على الحجاج الإيرانيين في المواسم التالية. وقد حضنت المملكة العربية السعودية الحكومة الكويتية التي خرجت من الكويت وفي 20 آب 1993 أصدر الملك فهد قراراً بتشكيل مجلس للشورى من 60 عضواً. وفي 29 كانون الأول ثم افتتاح أول مجلس للشورى في المملكة.وفي الأول من عام 1996 عهد الملك فهد لولي عهده الأمير عبد الله القيام بأعمال الدولة أثناء قضائه فترة راحة بسبب وعكة صحية ألمت به. وقد تعرضت المملكة في حزيران 1996 إلى وقوع انفجار كبير في مدينة الظهران وهي مقر القوات العسكرية الأمريكية، وقد أدى هذا الانفجار إلى سقوط 19 قتيل وحوالي 300 جريح.
وفي 22 آب 1999 توفي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز إثر نوبة قلبية، وقد اتصل العديد من زعماء العالم بالملك فهد في محل إقامته في ماربيا بإسبانيا. التي كان يمضي فيها فترة نقاهة ـ لتقديم التعازي له بوفاة ولده، وقد حال وضعه الصحي دون مشاركته في تشييع ولده.وفي 30 أيلول 1999 عاد الملك فهد إلى الرياض بصحة جيدة، وعاود نشاطه السياسي من جديد بعد فترة طويلة من الاستراحة.في عام 2002م أعلن الأمير عبد الله عن مبادرة سميت «بمبادرة الأمير عبد الله» للسلام في الشرق الأوسط وتقضي هذه المبادرة بانسحاب كامل للصهاينة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967م مقابل علاقات طبيعية مع الإسرائيليين وقد ثبتت قمة بيروت 2002م هذه المبادرة، ولكن اليهود ردوا عليها باجتياح مناطق السلطة في الضفة الغربية وارتكاب أبشع المجازر لا سيما في مخيم جنين.

السعودية
عام 1319 هـ الموافق 15/1/1902 م فتح الملك عبد العزيز الرياض في صبيحة الخامس من شوال 1319 هـ الموافق 15/1/1902 م. عام 1320 هـ/ 1913 م مبايعة الملك عبد العزيز بالأمارة وتنازل والده الأمام عبد الرحمن له عنها. في اجتماع عام في ساحة المسجد الكبير بالرياض.1330 هـ/ 1918 م توطين البادية
فكر الملك عبد العزيز بتوطين البدو، بهدف تأمين حياة مستقرة لهم. وقضت هذه الفكرة على الغزو الدائم والفوضى الداخلية بين أهل البادية بسبب تنقلهم الدائم من مكان إلى آخر بحثا عن الماء والكلأ. 1335 هـ/ 1918 م اتفاقية دارين
وتسمى أيصا «اتفاقية العقير»، حيث كانت الحرب العالمية الأولى على أشدها، وكان على الملك عبد العزيز أن يحدد موقفه من أطرافها. بعد أن بقي على الحياد. واتخذ قرارا صعبا وهو محالفة بريطانيا.1337 هـ/ 1920 م معركة تربة
تعتبر مفتاح توحيد الحجاز، وقعت بين جيش الملك عبد العزيز وجيش الأشراف بقيادة عبد الله بن الشريف حسين، وهزم جيش الشريف، وغنم السعوديون مغانم طائلة.
1344 هـ تسليم المدينة المنورة بعد حصار دام عشرة أشهر استسلمت الحامية العسكرية للمدينة إلى الأمير محمد بن عبد العزيز في صباح 19 من شهر جمادي الأولى. 1345 هـ إنشاء مجلس الشورى
تم إنشاء أول مجلس شورى في عهد الملك عبد العزيز واستمر عشرة أشهر، ثم أعيد تشكيله وتنظيمه عام 1346 هـ للمرة الثانية. وفي غرة ربيع الأول 1349 هـ أعيد تشكيله للمرة الثالثة. وفي 6 محرم 1351 هـ صدر تشكيله للمرة الرابعة إلى أن أعيد تنظيمه وتشكيله كليا بموجب المرسوم الملكي رقم أ/91 وتاريخ 27/8/1412 هـ في طوره الحالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
1351 هـ اعلان المملكة العربية السعودية رغبة في توحيد أجزاء المملكة واستجابة لقرار علماء ووجهاء البلاد صدر أمر ملكي في 17 جمادي الأولى 1351 هـ./ 18 ديسمبر (كانون الأول) 1932 م بتحويل اسم «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها» إلى اسم «المملكة العربية السعودية»، ويكون لقب الملك، ملك المملكة العربية السعودية» اعتبارا من تاريخه.1353 هـ «معاهدة الطائف» مع اليمن
آلمت الحرب التي دارت بين البلدين الشقيقين المملكة واليمن كثيرا من المخلصين، فسعى عدد منهم إلى الصلح بينهما، فعرضوه على الملك عبد العزيز على أن تنسحب قوات الامام يحيى من تجران وفيفا والعبادل وبني مالك، ويسلم إليه الأدارسة،فقبل الامام بذلك واستؤنفت المفاوضات في الطائف، واتفق الطرفان على معاهدة أخوة من بنودها إانهاء الحرب واعتراف كل منهما باستقلال الآخر وملكه وتعيين الحدود. 1357 هـ اكتشاف النفط
محاولات التنقيب عن النفط بدأت منذ حضور نويتشل إلى السعودية حيث توقع بوجود النفط نتيجة تشابه تربة منطقة الأحساء بتربة البحرين التي اكتشف فيها النفط، وكان أن فوضه الملك عبد العزيز بالاتصال بممولين للتنقيب عنه، ونتج عن اتصالاته الاتفاق مع شركة «ستاندر أويل» من كاليفورنيا بامتياز مدته ستون عاما وفي عام 1357 هـ أكتشف النفط قرب الدمام بكميات تجارية في ما يسمى البئر رقم 7.
1364 هـ لقاء الملك عبد العزيز التاريخي مع روزفلت تم اللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على الطراد «كوبنسي» في البحيرة المرة في قناة السويس في صباح 2 ربيع الأول 1364 هـ الموافق 14 فبراير (شباط) 1945 م. واستمر الحديث قرابة الأربع ساعات، تم خلالها رسم الخطوط العريضة للعلاقات بين البلدين. واستعراض القضايا السياسية العربية والدولية، حيث أفاض الملك عبد العزيز في بيان ما تعانيه سورية ولبنان وفلسطين في تلك الحقبة، وكان مما قاله الرئيس الأمريكي «إنني أعدك لا أعمل شيئا يساعد اليهود ضد العرب». 1367 هـ السعودية تشارك في حرب تحرير فلسطين
قرر الملك عبد العزيز اشتراك المملكة العربية السعودية مع شقيقاتها في الدفاع عسكريا عن فلسطين عام 1948 م /1367 هـ وقد بلغ عدد القوات السعودية المشاركة فعليا في الحرب حوالي ثلاثة آلاف مقاتل، موزعة على كتيبتين، وقد أبلت القوات السعودية بلاء حسنا في تلك الحرب.
وكان موقف قائد المدرعات السعودية رشيد البلاع الذي سمي المنقذ والذي غامر بشجاعة في فك الحصار اليهودي عن الجيش المصري في صحراء سيناء موقفا مشرفا. 1373 هـ/ 1953 م إنشاء أول مجلس للوزراء
تشكل أول مجلس للوزراء في المملكة عندما أصدر الملك عبد العزيز أمرا ملكيا في غرة شهر صفر 1373 هـ 1953 م ينص على انشاء مجلس للوزراء تحت رئاسة ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز. ثم صدر أول نظام للمجلس في 12/7/1373 هـ 1954 م. ثم صدر نظام آخر في 22/10/1377 هـ الذي استمر العمل فيه إلى حين صدور النظام الجديد للمجلس في 3/3/1414 هـ.
1373 هـ وفاة الملك عبد العزيز
في يوم الاثنين الثاني من ربيع الأول عام 1373 هـ أصيب الملك عبد العزيز بوعكة صحية توفي على اثرها في الطائف عن عمر يناهز الثانية والسبعين، وصلي عليه في مسجد الحوية. ثم نقل إلى الرياض ودفن في مقبرة العود.
1381 هـ إنشاء رابطة العالم الاسلامي
جاء انشاء الرابطة تلبية لرغبة العلماء المسلمين الذين اجتمعوا على ذلك في موسم حج هذا العام، ويكون مقرها الدائم مكة المكرمة، وهدف هذه الرابطة إيجاد الرابطة الإسلامية بين الدول الإسلامية ونشر الدعوة واغاثة المسلمين ورعاية المساجد والقضايا الفقهية الكبرى.
1384 هـ مبايعة الملك فيصل ملكا للبلاد
في يوم الأثنين السابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة من ذلك العام، اجتمع أعضاء مجلس الوزراء وقرروا مبايعة ولي العهد فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملكا شرعيا على المملكة العربية السعودية.
1385 هـ الدعوة إلى التضامن الاسلامي
تبنى الملك فيصل الدعوة إلى التضامن الإسلامي، فانطلق يزور البلاد الإسلامية، وبالذات دول القارة الإفريقية وشبه القارة الهندية، موضحا أهداف الدعوة، مما مهد لقيام منظمة المؤتمر الإسلامي بعد محاولة إحراق المسجد الأقصى.
1387 هـ النكبة العربية
بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب 1967 م تأثرت الدول العربية كافة من تلك النكبة، وقد تعهدت السعودية بمساندة دول المواجهة، وتعويضها عن باقي الخسائر المادية إلى حين ازالة العدوان الاسرائيلي.
1391 هـ إنشاء هيئة كبار العلماء
أصدر الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود أمره بانشاء هيئة لكبار العلماء تضم نخبة من علماء السعودية تتولى النظر في القضايا الشرعية والإفتاء بشأنها. 1393 هـ سلاح النفط في حرب رمضان
شاركت السعودية مشاركة كبرى في الحرب ضد اسرائيل في رمضان 1393 هـ أكتوبر (تشرين الأول) 1973 م وذلك بقوات عسكرية وطبية على الجبهة السورية، وقوات مرابطة على خط المواجهة في الأردن. إلى جانب المساندة الكبرى على الأصعدة السياسية والديبلوماسية والاقتصادية التي كان لها أكبر الأثر في مناصرة العرب ضد عدوهم المشترك.
وقامت السعودية بإيقاف تصدير البترول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 26 أكتوبر 1973 م نظرا لموقف أمريكا الداعم عسكريا لإسرائيل. وقد أحدث هذا الموقف هزة عالمية على المستويين السياسي والاقتصادي.
1399 هـ إنشاء جائزة الملك فيصل العالمية
بدأت السعودية ممثلة في «مؤسسة الملك فيصل الخيرية» بمنح جائزة الملك فيصل العالمية سنويا إحياء للقيم الاسلامية والانسانية، وشحذا لهمم العلماء والمفكرين ودفعهم إلى العطاء الفكري والعلمي الذي يفيد البشرية. ويدفعها قدما إلى ارتقاء مدارج الحضارة. والمجالات التي تمنح فيها الجائزة هي: خدمة الاسلام ـ الدراسات الاسلامية ـ الأدب العربي ـ الطب ـ العلوم.
1400 هـ حادث الاعتداء على الحرم المكي
استطاعت الأجهزة الأمنية بعون الله أخماد فتنة الحرم المكي الآثمة وفق فتوى هيئة كبار العلماء السعودية، حيث بدأت هذه الفتنة مع مطلع القرن الهجري يوم 1/1/1400 هـ وأخمدت يوم 15/1/1400 هـ.
1401 هـ إنشاء مجلس التعاون الخليجي
في 30/3/1401 هـ (4 فبراير/شباط 1981 م) اجتمع في الرياض وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر وسلطنة عمان. وأصدروا بيانا أعلنوا فيه اتفاقهم على انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية. واثر ذلك انعقد اجتماع القمة الذي يضم قادة الدول في أبو ظبي في 22/7/1401 هـ الموافق 25 مايو (أيار) 1 م تم خلاله التوقيع على النظام الأساسي لمجلس التعاون.
1402 هـ وفاة الملك خالد ومبايعة الملك فهد
في 21 شعبان 1402 هـ توفي الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في الطائف عن عمر يناهز الثانية والسبعين. وبويع ولي العهد الأمير فهد بن عبد العزيز ملكا والأمير عبد الله وليا للعهد.
1402 هـ الجهاد الأفغاني
دعما للمجاهدين الأفغان في حربهم ضد الروس، شكل في السعودية عدد من اللجان الرسمية والشعبية لدعم الجهاد بمختلف أنواع الدعم المالية والعينية.
1403 هـ انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وضع أساسه خادم الحرمين الشريفين في حفل كبير بالمدينة المنورة في 16 محرم 1403 هـ، وأفتتحه في 6 صفر 1405 هـ وقد تجاوز إنتاج المجمع حتى الآن 138 مليون نسخة.
1405 هـ انطلاقة مهرجان الجنادرية
في الثاني من شهر رجب عام 1405 هـ كان موعد انطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة، «الجنادرية» تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وجاء هذا المهرجان تأكيدا على أهمية اظهار الوجه المشرق للمملكة، واستمرار قيامه سنويا بفعاليات متعددة ثقافية وشعبية وفنية.
1405 هـ أول رائد فضاء عربي مسلم من السعودية شارك الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في رحلة المكوك الفضائي ديسكفري 51 جي في الفترة من 7 ـ 24 يونيو (حزيران) 1985 م كأول رائد فضاء عربي مسلم وكانت مشاركته في تمثيل الهيئة العربية للاتصالات عبر الأقمار الصناعية «عربسات» في وضع القمر الخاص بها «عربسات» في وضع القمر الخاص بها «ابي» في مداره حول الأرض، وكان واحدا من ضمن سبعة أشخاص يضمهم المكوك الذي كان يضم روادا من الولايات المتحدة وفرنسا.
1405 هـ أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في يوم الجمعة 9/2/1405 هـ قام خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس للتوسعة الجديد للمسجد النبوي. وبدأت أعمال التنفيذ في 17/1/1406 هـ وبهذه التوسعة الكبرى تكون الطاقة الاجمالية للمسجد النبوي الشريف (500000) نصف مليون مصل. وقد بلغ عدد المآذن 10 مآذن والأبواب 81 بابا مع إتمام جميع الخدمات على أرقى المستويات.
1407 هـ الشغب للحجاج الايرانيين في مكة
بعد صلاة عصر يوم الجمعة 6 ذي الحجة 1407 هـ قام وافدون من ايران بدعوى الحج بأعمال عنف وعدوان سافر على أرواح الأبرياء من الأهالي والحجاج، وأضروا بالممتلكات وأشاعوا الفوضى والذعر بين الحجاج الآمنين في مكة المكرمة. واثر ذلك تدخلت قوات الأمن التي تمكنت من تطويق الحادث وفض المسيرة، وكان لهذا الحادث أصداء واسعة من الشحب والاستنكار على المستويين الإسلامي والدولي. 1409 هـ أكبر توسعة للحرم المكي
في 2 صفر 1409 هـ 15/1/1989 م وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس لتوسعة وعمارة الحرم المكي الشريف. وابتدأ العمل الرسمي فيه بتاريخ 8/6/1409 هـ وتستوعب المساحة الحالية للمسجد بعد التوسعة مليون مصل 1410 هـ الطائف تشهد الوفاق الوطني اللبناني
في يوم السبت 29 صفر 1410 هـ الموافق 30 سبتمبر (أيلول) 1989 م عقد بالطائف مؤتمر الوفاق اللبناني الذي ضم زعماء الطوائف المتناحرة في لبنان برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ممثلا لخادم الحرمين الشريفين الملك الملك فهد بن عبد العزيز، وبعد مناقشات استمرت 23 يوما بذلت خلالها المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة، توصل النواب اللبنانيون في الطائف إلى اتفاق نهائي على وثيقة الوفاق الوطني في يوم الأحد 23 ربيع الأول 1410 هـ 22/10/1989 م). 1411 هـ غزو العراق للكويت
في يوم الخميس 11 محرم 1411 هـ الموافق 2 أغسطس (آب) 1990 م اجتاح الجيش العراقي أرض الكويت بهدف ضمها إلى العراق. وعلى أثر ذلك اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها التارخي بحل النزاع. فجاءت القوات الدولية ومشاركات من الدول العربية والاسلامية التي قامت بشن حرب على العراق أدت إلى استسلام العراق وقبوله لشروط دول التحالف.
1415 هـ حادث التفجير في الرياض
في صباح الاثنين 20/6/1416 هـ 12/11/1996 م انفجرت سيارة مفخخة بجوار مقر البعثة الأمريكية لتطوير الحرس الوطني بحي العليا بالرياض، وقد نتج عن الحادث مقتل خمسة أمريكيين وفلبيني واصابة ستة آخرين. وقد تم القبض على مرتكبي الحادث وهم أربعة من السعوديين، وصدر بحقهم حكم شرعي يقضي بقتلهم، ونفذ الحكم يوم الجمعة 14/1/1417 هـ. 1417 هـ حادث تفجير في مدينة الخبر
في مساء الثلاثاء 9/2/1417 هـ 25/6/1996 م وقع انفجار بأحد المجمعات السكنية التابعة للقوات الأمريكية في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية. وطبقا لما أعلنته وزارة الداخلية فان عدد الوفيات بلغ 19 أمريكيا وعدد المصابين 386 مصابا منهم 147 سعوديا و 118 بنغاليا و 9 أمريكيين و 4 مصريين وأردنيان وأندونيسيان وفلبينيان. وكان الانفجار ناتجاً عن سيارة مفخخة.
1419 هـ الذكرى المئوية السعودية تحتفل في الخامس من شوال 1419 هـ بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية. حيث دخل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مدينة الرياض. وانطلق منها إلى بقية مدن المملكة في مشروعه الوحدوي الكبير. وفاة الأميرفيصل بن فهد بن عبد العزيز
وفي 22 آب 1999 توفي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز إثر نوبة قلبية، وقد اتصل العديد من زعماء العالم بالملك فهد في محل إقامته في ماربيا بإسبانيا. التي كان يمضي فيها فترة نقاهة ـ لتقديم التعازي له بوفاة ولده، وقد حال وضعه الصحي دون مشاركته في تشييع ولده.
مبادرة الأمير عبد الله للسلام في الشرق الأوسط
في عام 2002م أعلن عن مبادرة سميت «بمبادرة الأمير عبد الله» للسلام في الشرق الأوسط وتقضي بانسحاب كامل للصهاينة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967م مقابل علاقات طبيعية مع مع الإسرائيليين وقد ثبتت قمة بيروت 2002م هذه المبادرة، ولكن اليهود ردوا عليها باجتياح مناطق السلطة في الضفة الغربية وارتكاب أبشع المجازر لا سيما في مخيم جنين.

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 267
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:06 am

اقتباس :

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 592

جمهورية مصر العربيّة
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 591

مصر
ـ الاسم الرسمي: جمهورية مصر العربية.
ـ العاصمة: القاهرة.
ديموغرافية مصر:
ـ عدد السكان: 69536644 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 70 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكان بأهم المدن:
ـ القاهرة: 12735000 نسمة.
ـ الإسماعلية: 4879000 نسمة.
ـ الإسكندرية: 3201000 نسمة.
ـ بور سعيد: 479100 نسمة.
ـ السويس: 402500 نسمة.
ـ نسبة عدد سكان المدن: 46%.
ـ نسبة عدد سكان الأرياف: 54%.
ـ معدل الولادات: 24,89 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 7,7 لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 60,46 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكان: 1,69%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 3,07 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة.
ـ الإجمالي: 63,7 سنة.
ـ الرجال: 61,6 سنة.
ـ النساء: 65,8 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 54,6%.
ـ الرجال: 66,4%.
ـ النساء: 42,8%.
ـ اللغة: اللغة العربية الرسمية.
ـ الدين: 90% مسلمون، 10% مسيحيون.
ـ الأعراق البشرية: 99،9% عرب، 0,1% آخرون.
جغرافية مصر
ـ المساحة الإجمالية: 997739 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 995450 كلم2.
ـ الموقع: تقع جمهورية مصر العربية في الزاوية الشمالية الشرقية من قارة أفريقيا، ويحدها البحر المتوسط شمالاً، فلسطين وخلج العقبة والبحر الأحمر شرقاً، السودان جنوباً وليبيا غرباً.
ـ حدود الدولة الكلية: 2689 كلم؛ منها: 11 كلم مع قطاع غزة؛ و255 كلم مع فلسطين المحتلة و1150 كلم مع ليبيا؛ 1273 كلم مع السودان.
ـ طول الشريط الساحلي: 2450 كلم.
ـ أهم الجبال: جبال الطور، الشايب، سيناء.
ـ أعلى قمة جبلية: القديسة كاترينا (2637م).
ـ أهم الأنهار: نهر النيل (6670 كلم).
ـ أهم البحيرات: بحيرة ناصر، قارون، الفيوم، البحيرات المرّة، المنزلة وإدكو.
ـ المناخ: تخضع سيناء والمناطق الوسطى للمناخ القاري الجاف والحار صيفاً والبارد شتاءً مع أمطار قليلة، أما شمال مصر فمناخها مناخ البحر المتوسط معتدل شتاءً مع أمطار وحار وجاف صيفاً.
ـ الطبوغرافيا: سطح مصر صحراوي، توجد الصحراء الغربية إلى غرب وادي النيل التي تتخللها بعض الواحات وترتفع مناطقها الجنوبية عن الشمالية التي تتخللها منخفضات وسهول واسعة، وفي شرق النيل تقع الصحراء الشرقية والتي تحجز سهلاً ضيقاً بامتداد ساحل البحر الأحمر.
ـ الموارد الطبيعية: بترول، غاز طبيعي، حديد خام، يورانيوم، فوسفات، منغنيز، كلس، رصاص، زنك، وزيت طبيعي.
ـ استخدام الأرض: الأرض الصالحة للزراعة 38%، المحاصيل الدائمة 2%، المروج والمراعي تكاد تكون معدومة، الأراضي المرويّة 5%، أراضي أخرى 95%.
ـ النبات الطبيعي: بما أن أرض مصر أرض صحراوية فانها لا تنمو فيها سوى الأعشاب وحشائش الاستبس المعتدلة التي ترعى فيها الماشية.وهناك بعض النباتات على المرتفعات.
المؤشرات الاقتصادية :
ـ الوحدة النقدية: الجنيه المصري = 100 قرش.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 247 بليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 1420 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 17,4%.
ـ الصناعة: 31,5%.
ـ التجارة والخدمات: 51,1%.
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: 29%
ـ الصناعة: 22%
ـ التجارة والخدمات: 49%
ـ معدل البطالة: 11,5%
ـ معدل التضخم: 3%
ـ أهم الصناعات: صناعات غذائية، المنسوجات والقطنيات، صناعة بتروكيماوية، صناعة مواد البناء، صناعة الأدوية، صناعات ميكانيكية وكهربائية.
ـ أهم الزراعات: قطن، حبوب (قمح، أرز، ذرة) خضار وفواكه، حمضيات إلى جانب صيد الأسماك.
ـ الثروة الحيوانية:الضأن 4،3 مليون رأس، الماعز 3،2 مليون، الأبقار 3،02 مليون، الدجاج 86 مليون.
ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 20.
ـ طرق رئيسية: 51925 كلم.
ـ سكك حديدية: 5110 كلم.
ـ ممرات مائية: 3500 كلم.
ـ أهم المرافىء: الإسكندرية، بور سعيد، السويس ودمياط.
ـ عدد المطارات: 10.
ـ المناطق السياحية: أهرامات الجيزة، آثار مدينة الأقصر، منتجع شرم الشيخ، شواطىء الاسكندرية، متاحف وجوامع القاهرة.
المؤشرات السياسية
ـ شكل الحكم: جمهورية رئاسية تخضع لنظام تعدد الأحزاب.
ـ الاستقلال: 28 شباط 1922.
ـ العيد الوطني: 23 تموز (ذكرى الثورة 1952).
ـ حق التصويت: ابتداءً من عمر 18 سنة.
ـ تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1945.


مصر
لمحة تاريخية:
تجمع الناس في وادي النيل ودلتاه منذ أقدم العصور، وما لبثوا أن شكلوا مزارع وتعاونوا فيما بينهم لدرء خطر الفيضان وتنظيم الري، وتحولت هذه المزارع بعد نموها إلى قرى، أصبح بعضها مدناً تعج بالسكان وتتحكم بما حولها، وما لبثت أن نشأت مملكتان مملكة الشمال (في مصر)، ومملكة الجنوب (في شمال مصر).
وقد استطاع ملك الجنوب مينا توحيدهما حوالي عام 3200 ق.م. وأسس مدينة منف (منفيس) عند رأس الدلتا وجعلها عاصمة له.
وقد انقسم التاريخ في مصر إلى أربعة عصور:
1 ـ دور الملكية القديمة: 3200 ـ 2160 ق.م:
وقد تميز هذا العهد ببناء الأهرامات الضخمة (عند الجيزة) بالإضافة إلى قيام الإدارة المنظمة.
2 ـ دور الملكية المتوسطة 2160 ـ 1580 ق.م.
اهتم فراعنتها بتنظيم الري وكانت عاصمتها طيبة. وقد بلغت مصر في عهد هذه الدولة أزهى عصور الرخاء والازدهار الاقتصادي. وقد تمكن الهكسوس من دخول مصر أواخر هذا العهد وحكموها بعدما تسربوا من بلاد الشام وجعلوا عاصمتهم مدينة أفاريس. إلى أن أخرجهم «أحمس» وهو من الجنوب وبدأت بذلك عهد الدولة الحديثة عام 1580 ق.م.
3 ـ دولة الدولة الحديثة: 1580 ـ 1085 ق.م.
وقد توسعت حدود هذه الدولة حتى بلغت إلى نهر الفرات في بلاد الشام تحت قيادة «تحوتمس الثالث».
وفي هذا العهد دخل الفراعنة في حرب طويلة مع الحثيين الذين استغلوا النزاعات الدينية في مصر بعد ثورة «امنحوتب الرابع» أخناتون.
وقد سارع رعمسيس الثاني لمحاربة الحثيين وكانت معركة قادش التي هزم فيها المصريون. وقد استمرت الحرب عدة سنوات إلى أن تم التوصل إلى عقد معاهدة بين الطرفين.
4 ـ عصر الضعف والتدخل الأجنبي 1085 ـ 332 ق.م.
تتالت على مصر ظروف سيئة أضعفت نفوذ الفراعنة فسيطر الكهنة على الحكم فطمع بها جيرانها الليبيون من الغرب، والنوبيون من الجنوب والآشوريون من الشمال الشرقي. ثم وقعت البلاد بيد الفرس، وانتزعها الإسكندر المقدوني، وحكمها من بعده البطالمة الذين صار لهم امبراطورية ضخمة ذات نفوذ مغري في البحر المتوسط.
ثم بدأت روما تبسط نفوذها على مصر تدريجياً، فتدخل بوليوس قيصر، ثم ماركوس انطونيوس في الفصل في النزاع بين كليوباترا وشقيقها. وتم لأكتافيوس (أغسطس فيما بعد) ضم مصر لروما.
مصر ما قبل الفتح الإسلامي:
خضعت مصر للرومان (31 ق.م ـ 641 م) وكانت خلال هذه الفترة مزرعة كبيرة لهم. وقد عمت الثورات والفتن بين اليهود والإغريق في الإسكندرية. ودخلت المسيحية إلى مصر على يد القديس «مرقص». وفي أيام نيرون أثقل الأهالي بالضرائب. أغارت ملكة تدمر زنوبيا على مصر عام 368 م، ثم انسحب جيشها. وفي أيام دقلديانوس انتشرت اضطرابات بسبب اضطهاده للمسيحيين الذين اخذت أعدادهم تزداد بسرعة كبيرة. ولما تولى الإمبراطور قسطنطين جعل المسيحية الديانة الرسمية للدولة. وفي أيام الإمبراطور هرقل توغل الفرس في أملاك الدولة الرومانية، فأغاروا على الإسكندرية عام 617 م، لكنهم ما لبثوا أن انسحبوا منها عام 628م. وعاد الرومان لحكم مصر بيد أن حكمهم لم يطل بسبب وصول الفتح الإسلامي إلى مصر.
العهد الإسلامي:
فتح مصر: أثناء وجود الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب في بلاد الشام بعد تحرير القدس اتفق مع عمرو بن العاص على تحرير مصر من الروم البيزنطيين، فسار الجيش الإسلامي ودخل مدينة العريش وعين شمس، ثم قبل أهل مصر جميعهم الصلح مع المسلمين. وكان عمرو بن العاص قد وجه عبد الله بن حذافة إلى عين شمس فغلب على أرضها وصالح أهل قراها على مثل صلح الفسطاط.
ثم أرسل عمرواً جيشاً إلى الإسكندرية حيث يقيم المقوقس، فاضطر المقوقس لمصالحة المسلمين على أداء الجزية، واستخلف عليها عمرو بن العاص عبد الله بن حذافة وأنشئت مدينة الفسطاط مكان خيمة عمرو حيث بني المسجد الذي ينسب إليه الآن. وأرسل عمرو قوة إلى الصعيد بإمرة عبد الله سعد بن أبي سرح بناء على أوامر الخليفة ففتحها.
وهكذا دانت مصر كلها للخلافة الإسلامية، وبعد فترة وجيزة اعتنق غالبية السكان الدين الإسلامي، وأخذت اللغة العربية تحل تدريجياً مكان اللغتين اليونانية والقبطية وأصبحت ولاية إسلامية في عهد الدولة الأموية وأول العصر العباسي. إذ بعد ذلك نشأت فيها عدة دويلات بدأت بالدولة الطولونية (254 ـ 292 هـ/867 ـ 905 م) التي أسسها أحمد بن طولون أحد حراس الخليفة العباسي المعتصم وتولى الإمارة بعد وفاته ابنه خمارويه، ثم اضطربت أحوال مصر في عهد خلفاء خمارويه وانتشرت الفوضى وبقي الأمر كذلك حتى مجيء الإخشيديين.
الدولة الإخشيدية (323 ـ 358 هـ/936 ـ 971 م): مؤسسها «طغج» وهو من أصل تركي كان يعمل في خدمة الخليفة العباسي عندما ولى إبنه محمد بن طغج على مصر الذي استطاع توطيد مركزه في مصر والشام، فلقبه الخليفة عندئذ بالإخشيد. بعد وفاة محمد بن طغج عام 334 هـ ترك ولدين تحت وصاية كافور الذي كان يعمل في خدمة الإخشيد، فتسلم كافور أمور الدولة كلها. واستطاع أن يحصل من الخليفة العباسي على أمر الولاية على مصر. وقد تعرضت في عهده لغزوات القرامطة، كما استطاع كافور أن يرد عن مصر غزوة قام بها المعز الفاطمي.
بعد وفاة كافور، تسلم الإمارة أحد أحفاده وكان صغيراً، مما سهل الأمر على الفاطميين لدخول مصر والقضاء عليهم عام 358 هـ.
الدولة الفاطمية (297 ـ 567 هـ/909 ـ 1171 م): سميت هذه الدولة بالعبيدية نسبة إلى أول خلفائها عبيد الله المهدي الذي تعاون مع أبي عبد الله الشيعي في نشر دعوتهم السرية المضادة للدولة العباسية، إذ سرعان ما أعلن نفسه خليفة على المسلمين وراح يحارب الدولة العباسية. أهم حكام هذه الدولة المهدي (المؤسس) والقائم والمنصور والمعز لدين الله الذي وسع رقعة بلاده حتى شملت بلاد الشام والحجاز ومصر وأفريقيا ومن أهم أعمال المعز بناءه مدينة القاهرة لتكون عاصمة دولته بعد انتقالهم إليها من المغرب وكذلك على عهده بن جوهر الصقلي جامع الأزهر.
وفي أواخر الدولة الفاطمية ضعف أمر حكامها وتسلم السلطة قواد ووزراء أقوياء فساد الظلم والضعف إلى أن استلم الوزارة في مصر القائد الزنكي سيركوه في عهد الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين، وخلفه صلاح الدين الأيوبي الذي قضى على الدولة الفاطمية العبيدية.
الدولة الأيوبية (532 ـ 589 هـ/1136 ـ 1193 م): استطاع صلاح الدين الأيوبي أن يعيد الدعاء في خطبة الجمعة للخليفة العباسي، بعدما أقصى آخر خليفة فاطمي عبيدي. وتفرغ الأيوبيون بعد ذلك لمحاربة الصليبين. ويمكن القول أنه يرجع للأيوبيين الفضل في استئصال الخطر الصليبي عن مصر، وتحديد نفوذهم في باقي مناطق بلاد فصلاح الدين الأيوبي وخلفاءه من بعده قد تصدوا لحملتين صليبيتين خطرتين على مصر: حملة دمياط (1219 ـ 1221 م) وحملة لويس (1249 ـ 1250).
المماليك (589 ـ 923 هـ/1250 ـ 1517 م): وصل الحكم إلى المماليك عن طريق شجرة الدر أرملة الملك الصالح نجم الدين أيوب التي حكمت ثمانين يوماً في مصر والشام وتم في عهدها التصدي لحملة لويس التاسع ملك فرنسا وأسره في معركة المنصورة، وحين انتخب أمراء الجند عز الدين أيبك قائداً عاماً للمماليك، تنازلت له عن الملك بعد زواجها منه وينقسم المماليك إلى قسمين: مماليك بحرية ـ مماليك برجية (شراكسة).
ـ المماليك البحرية: أسسوا دولتهم على أنقاض الدولة الأيوبية، أهم سلاطينها الظاهر بيبرس والظاهر قطز وهما اللذان يعود إليهما الفضل في وقف زحف المغول عندما ألحقوا بهم هزيمة منكرة في معركة عين جالوت، وكانت هذه أول معركة يخسر فيها المغول أمام المسلمين.
وجاء بعدهم الناصر قلاوون وابنه الناصر محمد.
ـ المماليك البرجية (الشراكسة): من أهمهم برقوق وقايتباي وقانصوه الغوري وقد كان نفوذ دولة المماليك يتخطى مصر حتى بلاد الشام. ضعف أمر المماليك بسبب تفشي الأمراض والأوبئة وكثرة الفتن والاضطرابات الداخلية كل هذا مهد السبيل لانتصار الجيش العثماني عليهم في معركة مرج دابق قرب حلب عام 1516 م ومقتل قانصوه الغوري في المعركة، تم القضاء على دولتهم نهائياً بعد معركة الريدانية قرب القاهرة عام 1517م. وشنق طومان باي آخر سلاطين المماليك.
وادعى السلطان العثماني سليم الأول أن المتوكل على الله آخر خليفة عباسي قد تنازل له عن الخلافة، وبذلك انتقلت الخلافة إلى العثمانيين.
مصر تحت الحكم العثماني: دخل جيش العثمانيين القاهرة بقيادة السلطان سليم الأول عام 1517 وانتصر على جيش المماليك في معركة الريدانية قرب القاهرة، وتم شنق طومان باي آخر سلاطين المماليك. وقد حكم العثمانيون مصر بواسطة والي تركي يمثل السلطان إلى جانب بعض المماليك لإدارة المقاطعات ومساعدة الوالي. وفي عام 1768 م قامت حركة علي بك الكبير ضد الدولة العثمانية، حيث أعلن استقلاله في مصر، وبسط نفوذه على الحجاز وتحالف مع روسيا التي كانت في حالة حرب مع الدولة العثمانية، ثم اتصل بضاهر العمر صاحب عكا واتفقا على محاربة العثمانيين، فوصلت جيوشهما إلى دمشق، إلا أن قائد جيش علي بك انقلب عليه وقتله، وعاد بالجيش إلى مصر، فكافأه العثمانيون بأن ولوه على مصر فعاد المماليك من جديد إلى حكم مصر.
الحملة الفرنسية على مصر: في 19 أيار 1798 م غادر الأسطول الفرنسي ميناء طولون مصطحباً معه بعض المترجمين والعلماء ومطبعة عربية، ووصل إلى شواطىء الإسكندرية في مصر أول تموز 1798م. ونزل الفرنسيون في خليج أبي قير قرب الإسكندرية ثم احتلها بعد معركة مع أهلها. وقد حاول نابليون اقناع الشعب بأنه جاء متفقاً مع العثمانيين لإنهاء حكم المماليك. ثم اتجه نحو القاهرة وتغلب على المماليك في معركة «أمبابة» ودخل القاهرة في 21 تموز 1798. إلا أن الصعوبات بدأت تواجه حملة نابليون بعد انتصاره على المماليك إذ أقدم الأسطول الإنكليزي بقيادة نلسن على تحطيم الأسطول الفرنسي، ومحاصرة الشواطىء المصرية، مما اضطر الفرنسيين إلى الاعتماد على موارد مصر لتأمين حياتهم مما أدى إلى القيام بعدة ثورات ضد الفرنسيين.
ثورة القاهرة الأولى: تألفت في القاهرة لجان ثورية لحض الناس على الفرنسيين، واتخذت من جامع الأزهر مقراً لها، وعندما تقدم القائد الفرنسي لتهدئة الثوار قتلوه مع جنوده حتى بلغت خسائر الفرنسيين حوالي ألفي قتيل، فأمر نابليون بضرب القاهرة بالمدافع لمدة ثلاثة أيام. بعد ذلك قام نابليون بحملة عسكرية صوب سوريا في 2 شباط 1799 فوصل إلى عكا وحاصرها أكثر من شهرين فاستعصت عليه، وتفشى مرض الطاعون في صفوف الجيش الفرنسي، فاضطر الفرنسيون إلى الانسحاب وعوض عن خيبته في عكا بانتصاره على جيش العثمانيين الذي نقله الأسطول الإنكليزي إلى أبي قير.
ثورة القاهرة الثانية: قرر نابليون العودة إلى فرنسا وسلم قيادة الجيش إلى الجنرال كليبر. الذي وقع على اتفاقية العريش مع الإنكليز للخروج من مصر، إلا إنه رفض التوقيع بحجة عدم ترك الأسلحة للعثمانيين. وقام بمواجهة الجيش العثماني على أبواب القاهرة. فاستغل المصريون خروج كليبر لمواجهة الجيش العثماني وقاموا بثورتهم الكبرى وتزعم هذه الثورة نقيب الأشراف السيد عمر مكرم فكبدوا الفرنسيين خسائر فادحة فضربت القاهرة بالمدافع حتى استسلمت ففرض على السكان ضريبة باهظة، وأثناء المفاوضات مع الثوار اغتيل الجنرال كليبر على يد شاب سوري اسمه «سليمان الحلبي» وذلك في حزيران 1800 فتسلم مينو قيادة الفرنسيين في مصر. وعندما وجد أن الجيوش العثمانية والانكليزية تقترب من مصر، أعاد الموافقة على معاهدة العريش التي تقضي بترك الفرنسيين لأسلحتهم ومغادرتهم مصر على متن سفن إنكليزية.
محمد علي باشا والي مصر: وصل محمد علي إلى مصر مع الفرقة الألبانية في الجيش العثماني الذي جاء لمحاربة الفرنسيين، وأثناء الصراع على السلطة بين المماليك والعثمانيين قتل قائد الفرقة الألبانية فتسلم محمد علي قيادة الفرقة بعده. وأخذ يستغل صراع تلك القوى للوصول إلى الحكم، وقد اعتمد على الشعب وممثليه من العلماء وعلى رأسهم «عمر مكرم وعبد الله الشرقاوي» إذ ذهبا إلى داره وألبساه خلعة الولاية، واشترطا عليه ألا يفعل أمراً إلا بمشورتهما. عند ذلك أصدر السلطان العثماني مرسوماً في 9 تموز 1805 م يعترف فيه بمحمد علي والياً على مصر. أراد محمد علي التخلص من سلطة العلماء والشعب عليه، ففرض ضريبة جديدة عام 1809 فاحتج الشعب وطالب زعماؤه بتنبيه محمد علي، لكن محمد علي استمال الزعماء بالوظائف والمال وأوقع بينهم الفتن، ولم يستطع استمالة عمر مكرم فأبعده إلى دمياط واستفرد بالحكم.
حملة فريزر عام 1807 م: أرسلت إنكلترا إلى مصر حملة عسكرية بقيادة فريزر عام 1807 واعتمدت على تأييد المماليك وقابلت جيش محمد علي في منطقة رشيد قرب الإسكندرية لكن الأهالي فتكوا بها. ولكي تظهر إنكلترا حسن نيتها مع العثمانيين سحبت جيوشها، وظهر محمد علي بصورة البطل.
القضاء على المماليك: لم يبق أمام محمد علي من المنافسين سوى المماليك ففكر بالتخلص منهم، وسنحت له الفرصة عندما طلب منه السلطان العثماني القضاء على الوهابيين، فخاف محمد علي أن يغتنم المماليك فرصة غياب جيشه عن مصر وينقضوا عليه، فأقام وليمة في القلعة بالقاهرة بمناسبة سفر ابنه طوسون إلى الحجاز عام 1811، ودعا إليها زعماء المماليك، وأمر جنوده بقتلهم جميعاً أثناء خروجهم من الباب، كما انتشر الجند بأنحاء المدينة وقتلوا كل من وجدوه من المماليك، فلم ينج منهم إلى القليل.
وهكذا خلا له الوضع ليحكم مصر حكماً فردياً.
حروب محمد علي:
أ ـ حروبه في الجزيرة العربية : 1811 ـ 1818 م: كلف السلطان العثماني محمد علي بالقضاء على حركة الوهابيين في شبه الجزيرة العربية فأرسل ابنه طوسون عام 1811 فاستولى على الحجاز، ثم وصل أخوه إبراهيم الذي دخل إلى الدرعية وهدمها وبعث بالزعيم السعودي عبد الله إلى الآستانة، وبسط نفوذه على شبه جزيرة العرب، فتدخلت إنكلترا وأنزلت قواتها في عدن عام 1839 وأجبرته على سحب قواته من شبه الجزيرة العربية.
ب ـ احتلال السودان 1820 ـ 1823 م: أرسل محمد علي ابنه اسماعيل على رأس حملة عسكرية عام 1820 إلى السودان لاستخراج الذهب والاستعانة بالسودانيين في جيشه. فتح اسماعيل مدينة بربر ثم شندي ثم سنار، إلاّ أن ابنه قتل في إحدى المعارك فأرسل صهره محمد الدفتردار الذي أكمل فتح السودان، غير أن أهداف الحملة لم تتحقق.
جـ ـ حملة محمد علي على بلاد الشام 1831 ـ 1841 م: رغب محمد علي بضم بلاد الشام إلى دولته للاستفادة من خيراتها، فأرسل ابنه إبراهيم باشا على رأس حملة برية وبحرية كبيرة فاستولى على غزة ويافا وعكا، وفتح القدس وطرابلس وبيروت ودخل دمشق دون مقاومة وهزم القوات العثمانية عند بحيرة قطينة قرب حمص. ووصل إبراهيم إلى حدود الأناضول وانتصر على الجيش العثماني في معركة قونية عام 1832 وأصبح طريقه إلى الآستانة مفتوحاً فتدخلت الدول الأوروبية لوضع حد له. فضغطت فرنسا وإنكلترا على السلطان لإيقاف القتال وعقدت معه اتفاقية كوتاهية عام 1833، وفيها منح محمد علي ولاية سوريا وإقليم أضنة. عمل إبراهيم باشا على تحسين الأوضاع في سوريا بشكل عام، إلا أن الشعب قد استاء من الاحتكار المصري للبضاعة السورية فقامت ثورات مختلفة في بعض المدن السورية (دمشق حلب ـ جبال اللاذقية ـ جبل لبنان) وقد قمع إبراهيم باشا هذه الثورات بأساليب عنيفة أما السلطان العثماني فكان ينتظر الفرصة المناسبة للاقتصاص من جيش محمد علي فوجه جيشه لدخول سوريا من جهة الشمال، فجرت بينهما معركة عنتاب عام 1839 انهزم فيها الجيش العثماني، فتدخلت الدول الأوروبية مجدداً وفرضت على السلطان العثماني وعلى محمد علي توقيع اتفاقية لندن عام 1841 م التي نصت على:
ـ منح محمد علي ولاية مصر وراثية وينتقل حكمها إلى أكبر أفراد أسرته سناً.
ـ أن يحكم ولاية عكا مدى حياته.
ـ تسري قوانين الدولة العثمانية على مصر باعتبارها ولاية عثمانية.
ـ يدفع محمد علي للسلطان العثماني غرامة قدرها 400 ألف جنيه
وبذلك خابت آمال محمد علي بتكوين دولة مستقلة تشمل بعض الأقطار العربية.
د ـ خلفاء محمد علي وتنافس الفرنسيين والإنكليز على قناة السويس:
بعد وفاة محمد علي خلفه حفيده عباس بن طوسون الذي كان ميالاً للانكليز منصرفاً إلى اللهو فقتل في قصره في بنها عام 1270 هـ. وخلفه في الحكم عمه محمد سعيد بن محمد علي والذي كان بدوره ميالاً للفرنسيين. وما إن تولى العرش حتى عرض عليه صديقه المهندس «فرديناند دولبس» ابن قنصل فرنسا في الإسكندرية مشروع شق قناة السويس. وقد كانت شروط حفر القناة محجفة بحق المصريين وهي:
ـ تستغل الشركة القناة لمدة 99 سنة من تاريخ إنجازها.
ـ تحفر الشركة ترعة مياه عذبة بين القاهرة ومنطقة القناة تكون هذه الترعة ملكاً لها.ـ تستولي الشركة على جميع الأراضي الموجودة على جانبي القناة والترعة.
بدأت الشركة بالعمل في عام 1859 م وقدمت مصر لها الأراضي اللازمة بلا ثمن، وأرسلت الحكومة العمال الذين أخذوا يحفرون الأرض بوسائل بسيطة، وتعرضوا للأمراض والأوبئة ومات منهم أكثر من مائة وعشرين ألف عامل دفنوا في أرض القناة وكان أكثرهم من الفلاحين الذين أخذت منهم أراضيهم.
أما من الناحية المالية، فقد تحملت مصر القسم الأكبر من نفقات حفر القناة، فكانت تدفع نفقات الدراسات العلمية والبحوث الهندسية، ثم اشترت القسم الأعظم من أسهم الشركة البالغة 400 ألف سهم. وكانت تقدم للشركة بين وقت وآخر مساعدات مالية عندما تدعي الشركة الإفلاس وتتأخر في العمل وخاصة في عهد الخديوي اسماعيل الذي خلف سعيدا.
وما إن تم حفر القناة وافتتاحها للملاحة عام 1869 م ـ 1285 هـ حتى دعا اسماعيل ملوك أوروبا وملكاتها لحضور حفلة الافتتاح التي انفق عليها 1,400,000 جنيه وهو مبلغ يظهر مدى استهتار الخديوي اسماعيل وبذخه حتى اضطر لبيع أسهم الحكومة في شركة القناة إلى إنكلترا بمبلغ زهيد «ثلاثة ملايين جنيه» وتفاقمت الأزمة المالية في مصر ما أدى إلى تدخل أجنبي وفرض لجنة إنكليزية ـ فرنسية بحجة تنظيم مالية مصر. وراحت هذه اللجنة تتدخل في شؤون الحكم. وحين حاول الخديوي إسماعيل عزل هذه اللجنة والإستعانة بالعناصر الوطنية سارعت إنكلترا وفرنسا لدى السلطان لعزله بحجة تبذيره وإسرافه، وتولية ابنه توفيق بدلاً منه عام 1879 م ـ 1297 هـ.
ثورة أحمد عرابي عام 1882 م:
نظم ضباط الجيش المصري مظاهرة أيدها الشعب وقاد هذه المظاهرة أحمد عرابي نحو قصر عابدين حيث قدمت للخديوي جملة مطالب منها إقالة الوزارة وإجراء انتخابات نيابية وزيادة عدد افراد الجيش الوطني حسب اتفاقية 1841م.استجاب الخديوي لهذه المطالب، فأقال الحكومة وتألقت وزارة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي وعين أحمد عرابي وزيراً للحربية.
الاحتلال الإنكليزي لمصر:
إلا أن هذه الإصلاحات أزعجت إنكلترا فاختلقت بعض الأحداث في مدينة الإسكندرية تمهيداً لاحتلالها وبعثت بقطع من أسطولها إلى الميناء. فوقعت بعض المشاكل بين المصريين وبين المضاربين الأجانب فوقعت مذبحة 11 حزيران 1882 قتل خلالها العديد من الجانبين، فكانت هذه الحادثة الذريعة للاحتلال البريطاني، فأنذرت أحمد عرابي بتسليم حصون الإسكندرية، وغادر الخديوي توفيق إلى الإسكندرية واحتمى بالأسطول الإنجليزي الذي قصف المدينة وحولها إلى أنقاض.
انسحب أحمد عرابي وتحصن في كفر الدوار وتصدى بمساعدة السكان للغزو البريطاني وقد انتصر الإنجليز في التل الكبير 13 أيلول 1882 ودخل الخديوي القاهرة مع القوات الغازية وحكم على عرابي بالإعدام واستبدل بالنفي إلى جزيرة سيلان. توفي الخديوي توفيق عام 1310 هـ 1892 م وخلفه ابنه عباس حلمي الذي كان ميالاً للاتجاه الوطني، ويخفي كرهه للانجليز، إلا إن الإنجليز كانوا يتحكمون فيه بواسطة الضغط المباشر. وفي هذه المرحلة أسس مصطفى كامل الحزب الوطني عام 1325هـ وقد ألهب مصطفى الحماس مستفيداً من حادثة دنشواي التي وقعت عام 1324هـ عندما تعرض الإنكليز للأهالي. وعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى، وقفت الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء، الأمر الذي أغاظ الانكليز، فقاموا بعزل عباس حلمي وعينوا بديلاً عنه عمه حسين كامل، وأطلقوا عليه لقب السلطان نكاية بالسلطان العثماني وقد توفي حسين كامل قبل انتهاء الحرب العالمية الأولى ونودي بفؤاد سلطاناً جد
ثورة عام 1919:
عرض عدد من زعماء الحركة الوطنية يتزعمهم سعد زغول على المعتمد البريطاني السماح لهم بالسفر إلى لندن لمباحثة الحكومة البريطانية في استقلال البلاد. إلا أن الحكومة رفضت، ونفت سعد زغلول ورفاقه إلى جزيرة مالطا، فثار الشعب المصري وكثرت الصدامات مع الجنود الإنكليزواقتلعت سكك الحديد، وشاركت النساء بالمظاهرات.
حاولت بريطانيا أن تقمع الثورة فاستخدمت الجنود والطائرات، وأعدمت بعض الوطنيين. ثم عينت اللورد «اللنبي» مندوباً سامياً فأفرج عن عدد من الزعماء وسمح للوفد بالسفر إلى باريس، إلا أن الدول الكبرى جميعها اعترفت اعترفت بالحماية الإنجليزية على مصر.
فأرسلت بريطانيا لجنة برلمانية برئاسة «اللورد منلر» لدراسة أسباب الثورة فقاطعها الشعب، واحتج على مجيئها، وأصر على مقابلة الوفد المصري لهذه اللجنة في لندن. وبالفعل فقد سافر أعضاء الوفد إلى لندن ولم تنجح مفاوضاته، لأنه رفض مشروع المعاهدة والاستقلال الذي حاولت بريطانيا فرضه على الشعب المصري، فعادت الثورة من جديد وعمت المظاهرات والمصادمات مع الانكليز. وقابلت السلطات البريطانية هذه الأحداث بالشدة والعنف فألقت القبض مجدداً على سعد زغلول ورفاقه ونفتهم إلى جزيرة السيشل فاشتعلت الثورة من جديد.
فأصدرت بريطانيا تصريح 28 شباط 1922 والذي أعلنت فيه إلغاء الحماية عن مصر وإعلان مصر دولة حرة مستقلة ذات سيادة، على أن تحتفظ بريطانيا بمصالحها المميزة مع مصر، وضمان مواصلاتها. وحولت بريطانيا مصر من سلطنة إلى مملكة وعينت أحمد فؤاد ملكاً عليها.
معاهدة عام 1936 م:
لم يحقق تصريح 28 شباط أماني الشعب المصري، وتتالت المظاهرات والانتفاضات الشعبية وخشيت بريطانيا مع موعد انطلاق الحرب من معاداة الشعب المصري لها أثناء فترة الحرب فعملت على وضع معاهدة جديدة لمصر. وخلال هذه الفترة قامت في مصر جبهة وطنية وتألفت حكومة من حزب الوفد وبعض الأحزاب الأخرى عقدت مع بريطانيا معاهدة عام 1936 التي قررت إنهاء الإحتلال البريطاني ودخلت مصر بموجبها في عصبة الأمم مع احتفاظ بريطانيا ببعض قواتها العسكرية حول منطقة القناة، وأن لا تتعاقد أي دولة منهما مع دولة أخرى بعقد يضر هذا التحالف. نفذت نصوص هذه المعاهدة ودخلت مصر عصبة الأمم عام 1937، وكان الملك فؤاد قد توفي قبل التوقيع عليها وخلفه ابنه فاروق.
وعلى أثر اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 طلبت بريطانيا من الحكومة المصرية قطع علاقاتها مع ألمانيا وحلفاءها تنفيذاً لمعاهدة 1936 وتحمل الشعب آلام الحرب أملاً في تنفيذ بريطانيا لوعودها بالجلاء عن أرضه بعد انتهاء الحرب.
ثورة الضباط الأحرار في 23 تموز يوليو 1952:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تنكرت بريطانيا لوعودها، وأبقت قواتها في القناة، واستمر نفوذها في مصر من خلال القصر الملكي المتعاون معها.وقد تجلى سوء الأوضاع، والتواطؤ بين القصر والمستعمر في حرب فلسطين 1948 وفضيحة الأسلحة الفاسدة، ونية الإنكليز تسليم فلسطين لليهود.وتجلى نضال الشعب في إلزام الحكومة المصرية إلغاء معاهدة عام 1936 م منفردة وإلغاء اتفاقية السودان عام 1899م. إلا أن بريطانيا لم توافق على إلغاء هذه المعاهدات، فأدى ذلك إلى قيام نشاط الفدائيين في منطقة القناة وحريق القاهرة وتفاقمت الأوضاع إلى أن قام الضباط الأحرار في 23 تموز 1952 بانقلاب على الملك فاروق، وأجبروه على التنازل عن العرش ثم ألغوا الملكية وأعلنوا قيام الجمهورية. وقد تزعم هذه الحركة جمال عبد الناصر، وعين محمد نجيب رئيساً للبلاد في بداية الثورة، ثم أقيل وتسلم عبد الناصر رئاسة الجمهورية.
عهد جمال عبد الناصر 1954 ـ 1970 م:
عملت ثورة 23 يوليو على وضع اتفاقية جديدة مع بريطانيا عام 1953 حول السودان تعطيه حق تقرير مصيره، كما سعت بإصلاحات اقتصادية واجتماعية كإلغاء الألقاب والاهتمام بالتعليم والإصلاح الزراعي وتأميم المصانع الكبرى واستملاك الأراضي ومنحها للفلاحين.وفي تشرين الأول 1954، توصلت مصر إلى اتفاقية لجلاء القوات البريطانية عن مصر خلال عشرين شهراً، مع الاحتفاظ بحق العودة إلى قاعدة السويس عند الحاجة. وقد جلت القوات الانكليزية عن مصر في 18 حزيران 1956.
تأميم القناة وعدوان 56:
رفضت بريطانيا تقديم مساعدات لمصر لبناء سد على نهر النيل، ومنعت أي دولة من تقديم هذه المساعدة لمصر. فقام عبد الناصر في 26 تموز 1956 بتوجيه ضربة قاصمة للاستعمار، وذلك بإعلانه تأميم قناة السويس وإعادتها إلى الدولة المصرية، ما أدى إلى قيام إنكلترا وفرنسا وومعهما إسرائيل بعدوان على مصر جواً وبحراً وبراً لإجبارها على إعادة القناة لبريطانيا، إلا أن الصمود الشعبي، وقيام الثوار المصريين بعمليات فدائية في الأراضي التي احتلها المعتدون و إلى جانب قيام الدول العربية بالوقوف إلى جانب مصر (وخاصة دول النفط) أدى إلى إيقاف هذه الحرب وسحب القوات الإسرائيلية والبريطانية من مصر.
الجمهورية العربية المتحدة 1958:
قام وفد من سوريا بزيارة لمصر وطرح موضوع الوحدة مع مصر، وقد بين السوريون تخوفهم من وصول الشيوعيين إلى الحكم إن لم تقم الوحدة، فأحس عبد الناصر بخطورة الموضوع ووافق على المشروع. وتم إعلان الوحدة بين سوريا ومصر في الأول من شباط 1958 وقيام الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر وأعلن عن قيام مجلس تشريعي مؤلف من 400 نائب مناصفة بين سوريا ومصر. وفي 6 أذار 1958 تشكلت الحكومة الأولى للجمهورية العربية المتحدة وضمت أربعة نواب للرئيس هم: أكرم الحوراني وصبري العسلي (سوريا) وعبد اللطيف بغدادي وعبد الحكيم عامر (مصر) و30 وزيراً منهم 12 من سوريا. وقد قام عبد الناصر بزيارة لجميع المدن السورية، وقد استقبل بحفاوة بالغة من قبل الشعب وقد جاءت هذه الوحدة مع سوريا لتقف بوجه الحلف الذي شكلته بريطانيا مع العراق وإيران والأردن والذي عرف فيما بعد بحلف بغداد، وقد سقط الحلف إثر الثورة الشعبية التي قام بها الضباط الأحرار في الجيش العراقي عام 1958. وقد دعمت مصر هذه الثورة.
كما ساندت مصر الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وساعدتها على نيل الاستقلال.
وفي 28 أيلول 1961 قامت بسوريا حركة معادية للوحدة مع مصر وقامت بالانفصال عن الوحدة، وقد حاول عبد الناصر ضبط الوضع لكنه تراجع عن القيام بأي عمل عسكري ضد الانقلابيين.
نكسة حزيران 1967 وحرب الاستنزاف:
في الساعة 8,45 من صباح 5 حزيران 1967 بدأت إسرائيل هجومها الجوي على القواعد الجوية المصرية. وتمكنت بهذه الضربة المباغتة من القضاء على أسلحة الجو في مصر، وتحقيق السيطرة للطيران الصهيوني على أجواء المنطقة، الأمر الذي سهل اندفاع القوات البرية الإسرائيلية في سيناء والضفة الغربية والجولان، وخاضت القوات العربية معركة غير متكافئة وانسحبت من مواقعها وتوقف القتال في 10 حزيران 1967 تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي بعدما احتلت إسرائيل كلاً من شبه جزيرة سيناء والجولان والضفة الغربية. ولقد كان لهذه النكسة أثر كبير في القيادة المصرية، فقدم عبد الناصر استقالته لكنه عاد عنها بعد الضغط الشعبي، وجرت محاكمة لمسؤولي القيادة العسكرية في مصر طالت نائب الرئيس عبد الحكيم عامر.
بعد النكسة عمل عبد الناصر على بناء الجيش المصري من جديد، وأعلن حرب الاستنزاف ضد إسرائيل، فقامت عدة عمليات فدائية كبيرة ضد الجيش الصهيوني وكبدته العديد من الخسائر، ومن أهم هذه العمليات اغراق المدمرة الإسرائيلية البارجة «إيلات» في البحر الأحمر وذلك في تشرين أول عام 1967.
عهد أنور السادات 1970 ـ 1981:
توفي جمال عبد الناصر في 28 أيلول 1970 وخلفه نائبه أنور السادات. فكان الرئيس الثالث في عهد الجمهورية. وفي 15 أيار 1971 قام بانقلابه الشهير ضد زملاءه في القيادة الذين كانوا رجال العهد الناصري وأبرزهم علي صبري وشعراوي جمعة وسامي شرف، والفريق أول محمد فوزي وزير الحربية السابق، وأطلق على انقلابه اسم «ثورة التصحيح».
حرب 6 تشرين 1973:
عقد الرئيس السادات عدة لقاءات قمة مع نظيره السوري حافظ الأسد قبيل إعلان الحرب، وتم الاتفاق على موعد البدء بالمعركة.وفي الساعة الثانية من ظهر يوم 6 تشرين الأول 1973 بدأت العمليات العسكرية على جبهتي سيناء والجولان. وقد استطاع الجيش المصري (الذي أسسه ودربه الرئيس جمال عبد الناصر لعملية الاختراق) اختراق خط بارليف الدفاعي الإسرائيلي والعبور إلى الضفة الشرقية من قناة السويس إلا أن أهداف الحرب عند الرئيس السادات كانت غير أهداف الحرب عند الرئيس الأسد، فبينما كانت الجبهة السورية مستمرة، كان الرئيس السادات يفاوض الأمريكيين على وقف اطلاق النار للبدء بالمفاوضات مع الإسرائيليين حول عملية السلام. وفي 19 تشرين الثاني 1977 قام الرئيس أنور السادات بزيارة مفاجئة لإسرائيل وفي 26 أذار 1979 تم توقيع معاهدة كامب دايفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية. وقد لقيت هذه الاتفاقية استنكاراً لدى الشعب المصري الذي رفض التطبيع مع إسرائيل، وكذلك قطعت جميع الدول العربية علاقتها مع مصر، ونقل مكتب الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.
وفي 6 تشرين الأول 1981 وأثناء العرض العسكري للقوات المصري بمناسبة حرب 73 اغتيل السادات على يد بعض الإسلاميين التابعين لحركة الجهاد الإسلامي.
عهد الرئيس محمد حسني مبارك 1981:
تميز حكم الرئيس محمد حسني مبارك لمصر بالاستقرار والسعي الحثيث لتحسين الوضع الاقتصادي لمصر، والتخفيف من عبء الديون الكبيرة التي ترتبت على كاهل الدولة المصرية في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات. وعلى صعيد العلاقة مع الدولة العبرية، فقد استمرت مصر ـ بعلاقتها الدبلوماسية معها. أما علي الصعيد الشعبي فقد بقيت العلاقات مقطوعة في مختلف المجالات الحياتية (اقتصاد، تجارة، ثقافة، .....) بسبب رفض الشعب المصري التطبيع مع اليهود. وشهدت مصر عدة أحداث أمنية كانت الحكومة المصرية تتهم فيها الجماعات الإسلامية الأمر الذي أدى إلى عدة مواجهات بين القوات الحكومية وهذه الجماعات، إضافة إلى حملة اعتقالات واسعة في صفوفها.
دور مبارك في عملية السلام:
عمل الرئيس مبارك بجد وسعي لترطيب الأجواء العربية الإسرائيلية (وخاصة منها الدول العربية المفاوضة للسلام مع إسرائيل). وخاصة عقب المشاكل التي تواجهها أثناء المفاوضات. فقد تدخل شخصياً عدة مرات بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي لحل الخلافات وإبقاء باب المفاوضات مفتوحاً. وقد توصل في 2 أيلول 1999 إلى جمع الطرفين لتوقيع اتفاق «واي 2» في شرم الشيخ (بين ياسر عرفات وايهود باراك) بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت والملك الأردني عبد الله الثاني. كما عمل الرئيس مبارك وبجدٍ على تقريب وجهات النظر بين الدولة العبرية وسوريا من خلال زياراته المتعددة إلى دمشق لمقابلة الرئيس حافظ الأسد لإقناعه بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
ولاية رابعة لمبارك:
للمرة الرابعة على التوالي، جرى استفتاء شعبي في 27/9/1999 للتجديد للرئيس مبارك، وقد أظهرت نتائج هذا الاستفتاء (حسب وزارة الداخلية المصرية) أن 94% من الناخبين قد أيدوا التجديد للرئيس مبارك لولاية جديدة.

مصر
كان الملك فاروق هو آخر ملوك مصر، إذ أسقطته حركة الضباط الأحرار في 23 يوليو (تموز) 1952، لتنهي النظام الملكي وتعلن قيام الجمهورية في 18 يونيو (حزيران) 1952.
في 22 فبراير (شباط) 1958 أعلنت أول وحدة عربية شاملة في العصر الحديث وكانت بين مصر وسورية، وأطلق على الدولة الجديدة اسم «الجمهورية العربية المتحدة».
تولى جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية حتى وفاته في 28 سبتمبر (أيلول) 1970، وكانت الوفاة حدثا مهماً في التاريخ المصري، وسار في جنازته نحو 5 ملايين مواطن، وهي أكبر جنازة من حيث العدد طوال التاريخ المصري القديم والحديث.
دخلت مصر حرب يونيو (حزيران) 1967 ضد إسرائيل، وخسرت فيها شبه جزيرة سيناء، وقطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية.
ثم دخلت مصر حرب أكتوبر 1973 التي استطاعت فيها اقتحام خط بارليف والعبور إلى الضفة الشرقية من قناة السويس وأبرز نتائج هذه الحرب مفاوضات السلام مع إسرائيل التي انتهت باتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس الراحل أنور السادات عام 1978.
نجح تنظيم الجهاد بقيادة خالد الأسلامبولي وعبود الزمر في اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في 6 أكتوبر 1981 أثناء الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر.
في عهد الرئيس مبارك الذي أعيد انتخابه للمرة الرابعة على التوالي في أكتوبر (تشرين الأول) 1999 تم البدء بتأسيس مشروع توشكى بجنوب الوادي الذي ينقل 275 مليون متر مكعب من منسوب بحيرة ناصر إلى صحراء مصر الغربية، وكذلك مشروع ترعة السلام لاستصلاح 620 ألف فدان في أراضي شمال سيناء، ومشروع ترعة الوادي لاستصلاح 500 ألف فدان بتكلفة إجمالية تصل إلى 7,5 مليار جنيه.
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 593
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:08 am

اقتباس :
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 408
الجمهوريّة السوريّة

سوريا

الاسم الرسمي: الجمهورية العربية السورية.
ـ العاصمة: دمشق.


ديموغرافية سوريا


ـ عدد السكان: 16728000 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 90 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكان بأهم المدن:
ـ دمشق: 2041000 نسمة.
ـ حلب: 1590000 نسمة.
ـ حمص: 549000 نسمة.
ـ اللاذقية: 320000 نسمة.
ـ نسبة عدد سكان المدن: 54%.
ـ نسبة عدد سكان الأرياف: 46%.
ـ معدل الولادات: 30,64 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 5,21 لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 33,8 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكان: 2,54%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 3,95 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 68,8 سنة.
ـ الرجال: 67,6 سنة.
ـ النساء: 70 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 70,8%.
ـ الرجال: 85,7%.
ـ النساء: 55,8%.
ـ اللغة: اللغة العربية الرسمية.
ـ الدين: 91,6% مسلمون، 8,2 مسيحيون، 0,2% آخرون.
ـ الأعراق البشرية: 88,8% عرب، 6,3% أكراد، 4,9% آخرون.

جغرافية سورية


ـ المساحة الإجمالية: 185180 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 184050 كلم2.
ـ الموقع: تقع سوريا في الجزء الغربي لقارة آسيا شرق البحر المتوسط، ويحدها لبنان وفلسطين والبحر المتوسط غرباً والأردن جنوباً وتركيا شمالاً والعراق شرقاً.
ـ حدود الدولة الكلية: 2253 كلم؛ منها 605 كلم مع العراق، و76 كلم مع فلسطين المحتلة و275 كلم مع الأردن، و375 كلم مع لبنان، و822 كلم مع تركيا.
ـ طول الشريط الساحلي: 193 كلم.
ـ أهم الجبال: النصيريّة، الأمانوس، بلعاس، سمعان، جبل العرب.
ـ أعلى قمة: جبل الشيخ (2814 متر).
ـ أهم الأنهار: الفرات (676 كلم) العاصي، بردى.
ـ المناخ: حار وجاف صيفاً في معظم مناطق البلاد، في المناطق الساحلية حار ورطب ومعتدل في المرتفعات، أما شتاءً فبارد وماطر مع تساقط الثلوج على المرتفعات.
ـ الطبوغرافيا: سطحها عبارة عن هضبة تغلب عليها الصحاري والسهوب الرعوية، أهمها السهول الساحلية وهي شريط ساحلي ضيق يطل على البحر المتوسط.
ـ الموارد الطبيعية: زيت خام، فوسفات، كرُوم، منغنيز خام، بترول، غاز طبيعي، حديد أسفلت، صخور ملحية ورخام.
ـ استخدام الأرض: تشكل الأرض الصالحة للزراعة حوالي 28% من المساحة الكلية: المحاصيل الدائمة 3%؛ الأراضي الخضراء والمراعي 46%؛ الغابات والأحراج: 3%؛ أراضي أخرى: 20% من ضمنها 3% من الأراضي المرويّة.
ـ النبات الطبيعي: تنمو فيها غابات إقليم البحر المتوسط كالسنديان، البلوط، الصنوبر، السرو، الفلين، الخروب، الخروع، السدر وغيرها، وفي الهضاب تنمو الحشائش والأعشاب الحولية التي تتغذى عليها الماشية.

المؤشرات الاقتصادية


ـ الوحدة النقدية: 1 ليرة سورية = 100 قرش.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 50,9 بليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 1230 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 29%
ـ الصناعة: 22%
ـ التجارة والخدمات: 49%
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: 40%
ـ الصناعة: 20%
ـ التجارة والخدمات: 40%
ـ معدل البطالة: 20%
ـ معدل التضخم: 1,5%
ـ أهم الصناعات: استخراج النفط وتكريره، الصناعات البتروكيميائية، الصناعات الفوسفاتية، صناعة المنسوجات، الصناعة الغذائية.
ـ أهم الزراعات: الكروم، الخضار والفواكه، الزيتون، الحمضيات، الذرة، القطن، الشمندر والحبوب خاصة القمح والشعير.
ـ الثروة الحيوانية: الضأن 14 مليون رأس، الماعز 1،2 مليون، الأبقار 900 ألف، الدواجن 20 مليون.
ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 963.
ـ سكك حديدية: 2241 كلم.
ـ طرق رئيسية: 27000 كلم.
ـ أهم المرافىء: طرطوس، بانيا واللاذقية.
ـ عدد المطارات: خمسة (1992).
ـ أهم المناطق السياحية: الجامع الأمويّ، قلعة حلب، الآثار البيزنطية، الجوامع التركية، القلاع الصليبية، البوابة الرومانية الشرقية، مقام السيدة زينب، المنارة البيضاء.

المؤشرات السياسية


ـ شكل الحكم: جمهورية ذات بنية اتحادية ونظام متعدد الأحزاب.
ـ الاستقلال: 17 نيسان 1946 (من فرنسا).
العيد الوطني: 17 نيسان.
ـ حق التصويت: ابتداء من عمر 18 سنة.
ـ تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1945.


سورية

الموقع:


تقع سوريا في غربي آسيا على شاطىء البحر الأبيض المتوسط الذي يحدها من الغرب ومن الشمال تحدها تركيا، ومن الشرق يحدها العراق، ومن الجنوب الأردن وفلسطين المحتلة، ومن الجنوبي الغربي لبنان.
تبلغ مساحة الجمهورية السورية 185 ألفاً و 180 كلم2. وعاصمتها دمشق.
أهم المدن: حلب، حمص، اللاذقية، حماه.
ويبلغ عدد سكان سوريا حوالي 17 مليون نسمة.

نبذة تاريخية:
التاريخ القديم لسورية:

كانت سوريا تعرف في الألف الثاني والثالث قبل الميلاد ببلاد «آرام» بعد أن سكنها الأراميون الذين قدموا من بلاد الرافدين. وقد ظهر الآراميون أولاً في مناطق شمالي سورية، ثم امتدوا إلى المناطق الوسطى، وأسسوا لهم دويلات عدة أشهرها «آرام دمشق» وعلى الزمن أخذ هذا الشعب بجميع أسباب الحضارة الأمورية والكنعانية الراقية.
لقد أسس الآراميون في سوريا ممالك صغيرة ولكنها قوية نسبياً. ومنذ عام 1000ق.م بدأت الغزوات الآشورية عليهم. وتدوم هذه الحالة حتى القرن الثامن قبل الميلاد حيث تمكن الآشوريون من اسقاط الممالك الآرامية السورية.
وفي عام 738ق.م احتل الآشوريون جميع سوريا وحولوها إلى ولاية آشورية، وبقيت سوريا تحت حكم الآشوريين حتى مجيء الفرس بقيادة قورش (550 ـ 530ق.م) والتي وسع حدودها ابنه قمبيز وكانت سوريا تعد الولاية الخامسة في دولة الفرس. إلا أن سيطرة الفرس لم تدم، ففي عام 334ق.م زحف الإسكندر المقدوني واجتاح آسيا الصغرى وتابع سيره جنوباً، وأخضع سوريا الشمالية ودمشق لدولته. وبعد موت الإسكندر قسمت امبراطوريته، فكانت سوريا تحت حكم سلوقس مؤسس الدولة السلوقية التي اتخذت من انطاكية عاصمة لها.
وفي عام 64ق.م سيطر القائد الروماني بومبي على سوريا وبلاد الشام جميعها، وجعلها جميعاً في ولاية رومانية واحدة، وبقيت في يدهم حتى عاد كسرى (فارس) وهاجم سوريا في عام 608م وبقي الفرس مسيطرين حتى عام 622م عندما عادت الحملات البيزنطية واستطاعت اعادة سوريا إلى دولتهم وأقاموا على حدود سوريا الجنوبية دويلة عربية لتقوم بمهمة الدفاع عن حدودهم وهم الغساسنة.

العهد الإسلامي:

بعدما استتب الوضع في شبه الجزيرة عقب حروب الردة، إلتفت الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق إلى الفتوحات الإسلامية فأرسل الجيوش الإسلامية إلى الدولتين العظيمتين المجاورتين لشبه الجزيرة العربية والمحتلتين لأراضٍ عربية هما: الفرس في بلاد الرافدين، والروم في بلاد الشام.
توجهت الجيوش الإسلامية لفتح بلاد الشام وكانت أربعة ألوية تحت قيادة كل من: ـ أبو عبيدة بن الجراح ـ عمر بن العاص ـ يزيد بن أبي سفيان ـ شرحبيل بن حسنة، ثم ألحق بهم الخليفة القائد الإسلامي الفذ خالد بن الوليد الذي كان يشارك في فتح العراق وتسلم قيادة الجيش الإسلامي الموحد وقاد معركة اليرموك الفاصلة في عام 13 هـ ـ 634م التي كانت بوابة المرور الأولى للدين الإسلامي إلى بلاد الشام، ثم تسلم أبو عبيدة القيادة واستكمل فتح المدن السورية. وقد قسمت إلى عدة مراكز أساسية سميت «أجناد» وهي: دمشق، حمص، فلسطين، الأردن، قنسرين وقد تسلم حكم دمشق بعد فتحها عام 635م القائد يزيد بن أبي سفيان، وبعد موته عام 639م تسلمها أخوه معاوية بن أبي سفيان الذي أسس فيما بعد الدولة الأموية.
بعد مقتل الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتنازل ابنه الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لصالح معاوية بن أبي سفيان في عام الجماعة 41 هـ. الذي استمر حكمه حتى عام 61 هـ.وقد عمل على توطيد أركان الدولة، وانتقلت العاصمة من الكوفة الى دمشق مما عزز موقعها وجعلها تحتل المركز السياسي التجاري الأول في المنطقة وقد استمرت الدولة الأموية من عام 41 هـ الى عام 132هـ وقد تميزت باتساع رقعة الدولة الإسلامية والازدهار الاقتصادي اما في عهد الدولة العباسية فقذ اتقلت العاصمة الى بغداد وأصبحت بالتالي دمشق مدينة إقليمية، إلا أنها كانت في فترة الضعف بالعهد العباسي كانت دمشق تنفصل عن الخلافة في بغداد، وتتبع الدولة القائمة والمسيطرة في المنطقة، وكانت البداية مع الطولونيون في مصر الذين امتد حكمهم ليشمل أيضاً فلسطين والأردن وسوريا (872 ـ 969م)، ثم جاء بعدهم الاخشيديون حيث وصلوا إلى مدينة حلب التي كانت تحت الحكم «الحمداني» وذلك بين عامي 944 ـ 967م.
ثم جاء بعدهم الفاطميون الذين أقاموا دولتهم في مصر وامتدت إلى شمالي بلاد الشام (969 ـ 1171م).
إضافة إلى هذا كله كان هناك عدة غارات وغزوات تشن على دمشق والمدن التي بقربها من قبل البيزنطيين والقرامطة والتركمان.
ثم جاء بعد ذلك عهد الأتراك السلجوقيين (الذين كان نفوذهم في بغداد قد طغى على الخليفة). ففي سنة 1071م انتزع السلطان السلجوقي ألب أرسلان القدس وفلسطين من الفاطميين. وفي عام 1076م استولى على دمشق ومنطقتها.

الاحتلال الصليبي:

عمل البابا أوربان الثاني على إثارة حماسة الأوروبيين ضد المسلمين، فألقى في 26 تشرين الثاني 1095 خطاباً حماسياً ، كانت نتيجته أن اجتمع في عام 1097م أكثر من 150 ألف مقاتل في مدينة القسطنطينية فأعلن بداية الحملة الصليبية الأولى، فكانت البداية من أنطاكيا، وتتالت المدن العربية وصولاً إلى مدينة القدس.
وقد قسم الصليبيون هذه المنطقة إلى أربع ولايات مهمة هي: القدس وهي الولاية الرئيسية. وأمارة الرها وإمارة انطاكية، وإمارة طرابلس.
وبقيت المدن السورية في ظل الفوضى وعدم الاستقرار حتى مجيء عماد الدين زنكي عام 1129 وهو أمير تركي سلجوقي من الموصل والذي على عهده وعهد ابنه نور الدين الذي تسلم الحكم بعد وفاة أبيه (1146 ـ 1174م)فتحت إمارة الرها ودخل إلى دمشق حيث عمل على إعادة الأمن والأمان، وحقق الوحدة السياسية لسوريا الداخلية واتخذ مدينة دمشق مركزاً له، ثم أرسل أحد ضباطه أسد الدين شيركوه مع ابن أخيه صلاح الدين للقضاء على الدولة الفاطمية «المهترئة». وقد تمكن صلاح الدين الأيوبي بعد وفاة عمه شيركوه من القضاء على الدولة الفاطمية بكل هدوء واتزان، وبعد موت نور الدين في دمشق، قام صلاح الدين الأيوبي بتوحيد سوريا ومصر استعداداً للمعركة الكبرى ضد الصليبيين لتحرير القدس، فالتقى المسلمون مع الصليبيون في 3 تموز 1187 في موقعه حطين بالقرب من بحيرة طبرية وانتصر المسلمون، وتوالت سقوط المدن العربية بيد المسلمين. ثم جرى الاتفاق بين صلاح الدين الأيوبي وملك الإفرنج ريكاردوس حول القدس، بأن تكون تبعاً للمسلمين على أن يسمح للمسيحيين بزيارة الأماكن المقدسة فيها.

العهد المملوكي:

تميز منتصف القرن الثالث عشر بقيام دولة المماليك، وبالغزو المغولي الساحق على بغداد والقضاء على الخلافة العباسية عام 656 هـ ـ 1259م. وبعدها انتقل إلى حلب ودمشق التي دخلوها عام 1259م.
انهزم المغول أمام هجمات المماليك بقيادة الظاهر قطز الذي بسط سيطرته على سوريا وألحقها بمصر. وقسمت إدارياً إلى ست نيابات كانت أهمها مدينة دمشق، ومن أهم حكام دمشق في هذا العهد «تنكز» الذي فرض نفسه وهيبته مدة ربع قرن وعاشت فيها دمشق أيام عز ورخاء.
وقد استمر العهد المملوكي حتى مجيء الدولة العثمانية وسيطرتها على البلاد.

العثمانيين:

استطاع السلطان العثماني سليم الأول الانتصار على المماليك بقيادة قانصوه الغوري في معركة مرج دابق قرب حلب عام 1516م. وقد تابع السلطان سليم زحفه جنوباً باتجاه مصر وكانت معركة كبيرة في الريدانية ضد مماليك مصر عام 1517 استطاع فيها السلطان سليم أن ينهي حكم المماليك وبذلك أصبحت سوريا إحدى ولايات الدولة العثمانية.
وقد استمر الوجود العثماني في بلاد الشام 400 سنة، وذلك حتى موعد قيام الثورة العربية الكبرى. وتميز هذا العهد في بدايته بالأمن والاستقرار، إلا إنه سرعان ما انقلب إلى ضائقة اقتصادية، وحروب عسكرية استدعت سحب العديد من السكان للمشاركة في الحروب التي خاضتها الدولة العثمانية. إلى جانب تفشي الجهل والأمراض والأوبئة الأمر الذي أدى إلى قيام العديد من الحركات الثورية.

تدخل محمد علي باشا في سوريا:

بعد استيلاء محمد علي على مصر والبدء ببناء دولته، أراد توسيع رقعة بلاده باتجاه بلاد الشام لأنها تشكل امتداداً طبيعياً لمصر حتى جبال طوروس التي تشكل حداً طبيعياً مع تركيا وبذلك يتمكن من إنشاء دولة عربية كبيرة موحدة بإمكانها الوقوف بوجه العثمانيين. إلى جانب الخيرات والأطماع الموجودة في بلاد الشام من زيوت وأخشاب وحرير وجلود يمكن الاستفادة منها. فسير حملة عسكرية بقيادة ابنه ابراهيم باشا في عام 1831 م، استطاع على إثرها دخول بلاد الشام، وإلحاق الهزيمة بالجيش العثماني عند بحيرة قطينة في حمص. وكان الجيش المصري يستقبل عند كل مدينة بحفاوة، وقد وصل إبراهيم باشا بجيشه إلى آسيا الصغرى ودخل مدينة أضنة وانتصر على الجيش العثماني في معركة قونية عام 1832 م، فتدخلت الدول الأوروبية وعقدت صلح كوتاهية مع محمد علي عام 1833م. منحت بموجبها ولاية سوريا إلى محمد علي إضافة إلى ولاية مصر.
وقد عمل إبراهيم باشا على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، فشجع الزراعة، وفتح المدارس إلا أن الوضع لم يبق على ما هو عليه، إذ سرعان ما أعاد السلطان تنظيم جشيه وأغار من جديد على قوات إبراهيم باشا عند بلدة نزب قرب عينتاب عام 1839، إلا إنه انهزم ولكن تدخلات الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا نجحت في إقرار معاهدة لندن بعد تهديدها لإبراهيم باشا بإنزال أسطولها في السواحل السورية، وهذا ما حصل فعلاً فاضطر إبراهيم باشا إلى الموافقة على معاهدة لندن عام 1840 والتي تنص على أن يعرض السلطان العثماني على محمد علي حكم مصر حكماً وراثياً له ولأسرته من بعده وأن يحكم ولاية عكا مدى حياته، كما نصت المعاهدة على مساعدة السلطان لإخضاع محمد علي في حالة رفضه.

الثورة العربية الكبرى:

كان الشريف حسين (شريف مكة) يعد نفسه لإعلان الثورة ضد الوجود العثماني، ومن ثم يعلن عن قيام الخلافة الإسلامية من جديد على أراضي شبه الجزيرة العربية إضافة إلى بلاد الشام. وكانت جرت عدة اتصالات بين الشريف حسين والسيد هنري مكماهون المعتمد البريطاني الجديد في مصر. فأكد هذا الأخير دعمه للثورة العربية، وعدم معارضة بريطانيا لقيام دولة عربية موحدة يكون الشريف حسين خليفة عليها، إلا إنه اعترض على بعض النقاط الحدودية في شمالي سوريا، إضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي تتعارض ومصلحة فرنسا حليفة بريطانيا، إلا أن كل هذه النقاط قد حلت من خلال المراسلات العشر التي قامت بين الطرفين.
بدأت الثورة في 10 حزيران 1916 في مكة المكرمة، وقد بين الشريف حسين أسباب هذه الثورة في بيان أصدره، كما أبرق فيصل إلى دمشق يعلم الثوار بالأمر.
وقد استطاعت الثورة فتح جميع مدن الحجاز عدا المدينة المنورة بسبب وجود قوات عثمانية كبيرة فيها ولاتصالها بدمشق بخط حديدي، تابع الأمير فيصل قائد الجيوش العربية طريقه شمالاً يساعده الضابط البريطاني «لورنس» ووصل إلى معان والعقبة في الأردن. وعطل الخط الحديدي الواصل إلى المدينة المنورة، فسقطت واتصل جيش فيصل بالجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي لدخول فلسطين والساحل السوري.
دخل الجيش العربي درعا ثم دمشق ورفع العلم العربي وأعلن انفصال سوريا عن الدولة العثمانية واستكمل النصر بتحرير بيروت وطرابلس وصيدا وصور وحمص وحلب وحماه. وهكذا اقترب العرب من إقامة دولتهم المنشودة الموحدة في الجزيرة وبلاد الشام.

اتفاقية سايكس بيكو:

وهو الاتفاق الذي تم بين بريطانيا وفرنسا بخصوص مستقبل الولايات العربية في السلطنة العثمانية المهترئة، وقد نصت هذه الاتفاقية على تقسيم هذه المنطقة بين فرنسا وبريطانيا على الشكل التالي:
1ـ المنطقة الفرنسية وتمتد من الأناضول إلى رأس الناقورة في جنوب لبنان.
2ـ المنطقة الإنكليزية وتمتد من بغداد إلى البصرة.
3ـ المنطقة الدولية وتشمل فلسطين.
4ـ تتبادل فرنسا وبريطانيا المصالح في المناطق المخصصة لكل منهما، فكان لفرنسا في ميناء حيفا امتياز تجاري، ولبريطانيا مثل ذلك في ميناء إسكندرونة.
وقد بقيت هذه الاتفاقية سرية حتى قيام الثورة الشيوعية عام 1917 في روسيا فقامت بنشرها، وقد عرف العرب بهذه الاتفاقية عن طريق أحمد جمال باشا فكانت موضع احتجاجات عديدة من قبل الحركة العربية في الشرق العربي وخاصة من قبل الشريف حسين لدى الحكومة البريطانية، إلا إنها أوهمته أن وعودها له هي الأساس.

الحكومة العربية في سوريا 1918 ـ 1920 م:

ألف فيصل بعد دخوله دمشق في تشرين الأول 1918 م حكومة عسكرية برئاسة رضا باشا الركابي تشمل صلاحياتها جميع سوريا الطبيعية. وأرسل شكري باشا الأيوبي إلى بيروت لتأسيس إدارة عسكرية فيها ورفع العلم العربي على مقر الحكومة في بيروت، إلا أن المؤامرة الفرنسية البريطانية تقضي بأن تجزأ سوريا إلى ثلاث مناطق مبدئية: الساحل ويكون تحت الإدارة الفرنسية، والداخل تحت الإدارة العربية برئاسة فيصل، والمنطقة الجنوبية وتضم فلسطين تحت الادارة البريطانية. إلا أن فرنسا طالبت بريطانيا بتنفيذ معاهدة سايكس بيكو، وأخذت تثير الفرقة داخل سوريا معتمدة على إثارة النعرات الطائفية، وتظاهرت بريطانيا بالإخلاص للعرب وطلبت من فيصل أن يتفاوض مع فرنسا، وكانت اتفاقية فيصل ـ كليمنصو وهي نسخة معدلة عن معاهدة سايكس بيكو (أي اعتراف بانتداب فرنسا على سوريا).
كانت ردة الفعل عند الشعب السوري كبيرة، إذا قوبلت هذه الاتفاقية بالسخط والشجب، وقامت التظاهرات المنددة، فاجتمع المؤتمر السوري في دمشق 8 أذار 1920م. وقرر إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية ورفض القبول بالانتداب.
فكان مؤتمر سان ريمو بإيطاليا وتقسيم المنطقة بين فرنسا وبريطانيا.

مؤتمر سان ريمو نيسان 1920:

جاء هذا المؤتمر رداً على مقررات المؤتمر السوري العام الذي انعقد في أذار 1920م. وأعلن استقلال سوريا، ومبايعة فيصل ملكاً لها. وألح على رفض الانتداب. وعندما سمع الفرنسيون والإنكليز بمقررات هذا المؤتمر اجتمعوا في سان ريمو لتوزيع الانتدابات في المنطقة العربية على الشكل التالي:
ـ سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
ـ فلسطين والعراق وشرقي الأردن تحت الانتداب الإنكليزي مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور بالنسبة لفلسطين.

الاحتلال الفرنسي لسوريا 1920 م:

أثارت مقررات سان ريمو استياءاً كبيراً عند العرب السوريين، فهاجت البلاد، وقامت المظاهرات وسقطت حكومة الركابي ـ التي كانت تهادن الفرنسيين ـ وتشكلت حكومة جديدة برئاسة هاشم الأتاسي أعلنت برنامجاً وطنياً، وكان يوسف العظمة وزيراً للحربية في هذه الحكومة، وأعلن التجنيد الإجباري، وشجعت الثورات ضد القوات الفرنسية المتواجدة في المناطق الغربية.
وعزم فيصل على السفر إلى أوروبا لعرض موضوع بلاده على مؤتمر الصلح، إلا أن الجنرال غورو الذي عين قائداً جديداً للجيش الفرنسي في سوريا، أعلمه بضرورة البقاء في البلاد وذلك عبر رسالة متغطرسة بعث بها إليه، وقد وصلت هذه المطالب على شكل إنذار عرف فيما بعد بـ«إنذار غورو» وقد تضمن ما يلي:
ـ قبول الانتداب الفرنسي على جميع سوريا.
ـ قبول التعامل بالعملة الورقية التي أصدرتها فرنسا.
ـ تسليم خط حديد رياق ـ حلب.
ـ إلغاء التجنيد الإجباري وتسريح الجيش الوطني.
ـ معاقبة الأشخاص الذين يقومون بأعمال ثورية ضد الفرنسيين.
وقد أعطيت الحكومة السورية مهلة محددة لقبول الإنذار، والإ فإن غورو سيأمر قواته بدخول دمشق عنوة.
درس فيصل وحكومته هذا الإنذار وقرروا قبول بعض شروطه (وقف التجنيد وتسريح الجيش) إلا أن الشعب رفض رضوخ الحكومة السورية، وأصدر المؤتمر السوري قراراً يقضي بعدم شرعية أية حكومة تقبل باسم الأمة أي شرط من هذه الشروط. وأعلن وزير الحربية يوسف العظمة عن تشكيل الجيش الوطني لمقاومة الاحتلال وفتح باب التطوع.
وكان غورو قد أمر قواته بالزحف على دمشق متذرعاً بتأخر وصول الرد من الحكومة السورية فكانت مواجهة غير متكافئة مع القوات السورية الشعبية المتواضعة بقيادة يوسف العظمة في معركة ميسلون التي استشهد فيها عدد كبير من السوريين في مقدمتهم يوسف العظمة ودخل الفرنسيون دمشق وأعلن إلغاء الحكومة السورية وغادر فيصل إلى أوروبا.

تجزئة سوريا والثورات الوطنية:

لاحق الفرنسيون المواطنين الأحرار، وعمدوا إلى كم الأفواه، وفرض الضرائب الباهظة، كما فرضوا اللغة والتاريخ الفرنسيين على المناهج التعليمية، كما عمدوا كذلك إلى تجزئة البلاد إلى دويلات منها: دمشق، حلب، الأسكندرونة، اللاذقية، جبل العرب، لبنان الذي أعلن الجنرال غورو قيامه في 31 آب 1920 (وكان سابقاً مؤلفاً من: أقضية الكورة ـ البترون ـ كسروان المتن والشوف وجزين وزحلة ودير القمر والهرمل إضافة إلى بيروت وصيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وقضاء عكار، ثم أضيف إليه فيما بعد وبعد أيام قليلة: بعلبك والبقاع وحاصبيا وراشيا). وكان قد سبق كل ذلك فك لواء شرقي الأردن عن مرجعه دمشق ليكون تحت الانتداب البريطاني.
قاوم الشعب في سوريا هذه التجزئة والتقسيمات بكل ضراوة، فاضطرت فرنسا إلى إصدار قرار في حزيران 1922 بإنشاء دولة اتحادية تضم دمشق وحلب واللاذقية بصلاحيات محدودة. إلا أن الشعب لم ينخدع بهذه القرارات فقامت الثورات في العديد من المناطق.

الثورات الوطنية:

ـ في جبال اللاذقية: بين عامي 1919 ـ 1921. قاد هذه الثورة الشيخ صالح العلي وقد تعاون مع الحكم الوطني في دمشق، وهزمت القوات الفرنسية في معارك كثيرة واتصلت مع ثورة إبراهيم هنانو في حلب. ولم تتمكن فرنسا من القضاء عليها إلا بحملة عسكرية كبيرة أدت إلى استشهاد عدد كبير من المقاومين.
ـ ثورة إبراهيم هنانو في حلب: قامت هذه الثورة في جبل الزاوية، وسيطرت على الكثير من المناطق منها إدلب ـ جسر الشغور ـ معرة النعمان، وقد هزمت الفرنسيين في عدة معارك. تفرغت لها فرنسا بعد القضاء على ثورة الشيخ صالح العلي، فانسحب هنانو إلى حمص ثم لجأ إلى الأردن حيث سلمه الإنكليز للقوات الفرنسية.

الثورة السورية الكبرى 1925 ـ 1927:

وهي أهم الثورات لأنها كادت أن تشمل كل سوريا، واستمرت حوالي 3 سنوات، اضطرت خلالها فرنسا لاستدعاء خيرة قوادها، كما أجبرت الثورة فرنسا على تغيير مفوضها السامي وخطتها في معاملة السوريين. وكان قائد هذه الثورة سلطان باشا الأطرش في السويداء، وقد استطاع الأطرش مع الثوار إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الفرنسي وخاضوا معهم العديد من المعارك أهمها معركة الكفر ـ معركة المزرعة ـ معركة المسيفرة.

السياسة الفرنسية الجديدة في سوريا:

اضطرت فرنسا إثر الثورة السورية الكبرى إلى تعديل سياستها فعمدت إلى تغيير مندوبها السامي، وسلوك طريق المفاوضات والوقوف على مطالب الشعب.
فألف المندوب السامي الجديد حكومة مؤقتة للإشراف على إجراء الانتخابات للجمعية التشريعية لتضع دستوراً للبلاد، تنبثق عنه حكومة تفاوض الانتداب لنيل الاستقلال. ونجح الوطنيون في هذه الانتخابات بأكثرية ساحقة وأطلقوا على أنفسهم اسم «الكتلة الوطنية» وذلك عام 1928.
وفي عام 1931 جرت انتخابات جديدة رافقتها أحداث دامية في دمشق ومع ذلك فاز الوطنيون بأغلبية ساحقة. واجتمع المجلس الجديد في حزيران 1932 وأعلن النظام الجمهوري وانتخب محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية. وحاول المجلس الجديد الوصول إلى معاهدة صريحة مع فرنسا ينهي فيها الانتداب إلا أن الفرنسيون أفشلوا جميع المحاولات، ثم عطلوا أعمال المجلس وأخضعوا البلاد للحكم المباشر. فحدثت اضطرابات دامية ومظاهرات وإضرابات عام 1936 عمت مختلف المدن السورية واستمرت في العاصمة دمشق لمدة ستين يوماً (الإضراب الستيني) فشلت الحركة الاقتصادية نهائياً، فاضطرت فرنسا لتغيير سياستها والقبول بتأليف وفد سوري للمفاوضة للوصول للمعاهدة.
تألف الوفد برئاسة هاشم الأتاسي وسافر إلى باريس وتوصل بعد عدة مفاوضات إلى عقد مشروع معاهدة عام 1936 والتي تضمنت عدة نقاط أهمها:
ـ تسود بين سوريا وفرنسا علاقة صداقة دائمة وتتشاوران في الشؤون الخارجية.
ـ تنقل جميع الالتزامات التي أبرمتها فرنسا باسم سوريا إلى الحكومة السورية.
ـ تتعاون الدولتان في الحرب.
ـ مسؤولية حفظ الأمن في سوريا على الحكومة السورية.
ـ مدة المعاهدة 25 سنة تبدأ منذ دخول سوريا في عصبة الأمم.
واستقبل الوفد العائد من فرنسا استقبالاً حاراً، ودعي الشعب لانتخابات جديدة نجح الوطنيون بغالبية مقاعدها وانتخب هاشم الأتاسي رئيساً للبلاد. وتألفت حكومة جديدة برئاسة جميل مردم بك لمتابعة تنفيذ هذه المعاهدة إلا أن فرنسا عادت تتلكأ في تنفيذ معاهدتها وتقيم العراقيل إلى أن أعلنت عزوفها عن مشروع المعاهدة بعد اضطرابات عنيفة فاستقال رئيس الجمهورية بعد استقالة حكوماته المتتالية، وعادت البلاد تحت السيطرة المباشرة للفرنسيين.

فصل لواء أسكندرون:

الأسكندرون منطقة سورية معروفة باسم «لواء أسكندرون» ضمت إلى تركيا عام 1938 وباتت تحمل اسم «محافظة هاتاي»، ويقع هذا اللواء في أقصى الشمال الغربي من سوريا وتبلغ مساحته 18 ألف كلم2، كان يسكنه عام 1939 حوالي 220 ألف نسمة منهم 87 ألف نسمة فقط أتراك. وقد ظهرت أول إشارة حول النزاع حول هذا اللواء عام 1951 في مراسلات حسين مكماهون حين أشار مكماهون إلى فصل هذه المنطقة زاعماً أن سكانها ليسوا عرباً، وقد رفض الشريف حسين هذه الادعاءات إلا إنه تنازل عن مرسين وأضنة فقط. وعندما عقد الحلفاء معاهدة الصلح مع الدولة العثمانية في 10 آب 1920 (معاهدة سيغر) تنازلت الدولة العثمانية عن منطقتي الأسكندرون وكيليكيا، لكن هذه المعاهدة أثارت ثائرة بعض الأتراك فالتفوا حول مصطفى كمال (أتاتورك) الذي قاد حركته في شرقي الأناضول ورفض الاعتراف بمعاهدة سيغر ووضع «ميثاق المجلس الوطني الكبير» الذي أعلن بموجبه إعادة تكوين تركيا من جميع أجزاء الدولة العثمانية التي تسود فيها غالبية تركية.
وقد قام «الكماليون» باستغلال الأوضاع الدولية لصالحهم فاستطاعوا اقناع السوفيات بالاعتراف بميثاقهم المعهود وعدم الاعتراف بمعاهدة سيغر، كما قاموا بعقد معاهدة مع فرنسا سميت معاهدة أنقرة قدمت فيها فرنسا لتركيا بعض الامتيازات في لواء أسكندرون واعتبروا اللغة التركية اللغة الرسمية وذلك عام 1921، وفي 24 تموز 1923 عقد الحلفاء معاهدة الصلح مع الحكومة التركية الجديدة (معاهدة لوزان) التي أقرت معاهدة انقرة حيث أصبحت تركيا تتذرع بهذه المعاهدة في مطالبتها فيما بعد بلواء اسكندرون. ثم استغلت تركيا انشغال فرنسا بإخماد الثورة السورية الكبرى فطالبت بتعديل الحدود السورية التركية، فعدلت لمصلحتها، ثم عادت ثانية للمطالبة بتعديل الحدود من جديد وكان لها ذلك ثم قادت تركيا حملة دبلوماسية بهذا الخصوص ونجحت باستصدار قرار من مجلس عصبة الأمم يقضي بتعيين وسيط خاص للنظر بهذا الأمر هو السيد ساندلر ممثل السويد وقد جاء تقريره بمنح هذا اللواء استقلاله التام بشؤونه الداخلية وجعل اللغة التركية هي الرسمية وهكذا تقدمت تركيا خطوة جديدة نحو فصل اللواء عن سوريا، في هذا الوقت لم يكن بيد السوريين في دمشق أي شيء فحكومة سعد الله الجابري كانت عاجزة عن التصدي لمشاريع السلخ هذه، فهي ضعيفة أمام سلطة الانتداب وهي كانت في خضم المعاهدات مع فرنسا للحصول على الاستقلال منها.
إلا أن السوريون في اللواء كانوا قد تحركوا بوجه الأتراك فقام زكي الأرسوزي بتأسيس (عصبة العمل القومي) التي أصدرت جريدة (العروبة) في 30 تشرين أول 1937 وأنشأت نادي العروبة في انطاكية ثم في الاسكندرون وذلك في محاولة للتصدي للدعاية التركية.
وقد حاولت الحكومة السورية أن تحسم الخلاف مع تركيا بتقسيم اللواء بينهما على أن تكون مدينة اسكندرونة في القسم التركي ومدينة انطاكية في القسم السوري إلا أن أتاتورك رفض ذلك، وفي 15 تموز 1938 اجتاز الجيش التركي حدود اللواء واحتل مدن الاسكندرونة وبيلان وقرقمان وبقي الجيش الفرنسي في باقي المدن. ثم حصلت الانتخابات في ظل هذا الوجود فحصل الأتراك على 22 مقعد والعرب السوريين على 18 مقعد ثم قامت فرنسا في 23 حزيران 1939 بتسليم تركيا كامل أراضي اللواء وتم ذلك فعلياً في 23 تموز 1939.

سوريا أثناء الحرب العالمية الثانية ونيل الاستقلال:

خضعت سوريا أثناء هذه الحرب للحكم العسكري الفرنسي، وفي عام 1940 أعلنت حكومة فيشي الموالية للألمان مندوباً سامياً لها في سوريا هو الجنرال دانتز فأثار ذلك البريطانيين حلفاء ديغول فعملوا على انتزاع سوريا من أيدي الفيشيين وتم ذلك عام 1941. وعند دخول مندوب فرنسا الحرة إلى سوريا أعلن استقلال لبنان وسوريا وإلغاء الانتداب عنهما وذلك في 27 أيلول 1941 ووقع هذا الاعلان الجنرال كاترو والرئيس السوري الشيخ تاج الدين الحسني.
فأجريت انتخابات جديدة وأنتخب شكري القوتلي رئيساً للبلاد في 17 آب 1943 وفارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي، وبعد يومين تألفت الحكومة برئاسة سعد الله الجابري. وعملت هذه الحكومة لإنهاء الانتداب فعلياً عن سوريا ولبنان، فكانت النتيجة في 23 كانون الأول 1943 حيث عقد الاجتماع في دمشق بحضور الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس وزراءه سعد الله الجابري ووزير الخارجية جميل مردم بك. وعن لبنان رئيس وزراءه رياض الصلح والوزير سليم تقلا والمندوب الفرنسي. وقد تم بهذا الاجتماع الاتفاق على انتقال الصلاحيات إلى الدولتين المستقلتين مع حق التشريع والإدارة اعتباراً من 1 كانون الثاني 1944م.

سوريا (بعد الاستقلال) 1945 ـ 1970:

بدأ حكم الاستقلال رئيس الجمهورية شكري القوتلي وسط أزمة اقتصادية خانقة سنة 1949 وكانت أولى مهام هذا الحكم رسم سياسة خارجية، والموقف من الدول العربية المجاورة والعلاقة مع تركيا، ولقد تميزت سنتا 1949 و 1947 بانحلال وفساد كبيرين في شكليها النيابي والإداري... فالرجال الذين قادوا العمل النضالي الاستقلالي لا تجربة لهم في الحكم والعمل الحكومي، فبدأت الإضرابات تتوالى، وجرى تشكيل عدة حكومات في هذه المرحلة لتصحيح الوضع، وكان أكبر امتحان في هذه المرحلة مر على حكومة جميل مردم بك هو القضية الفلسطينية، فحين وصل قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين سارت المظاهرات في مختلف المدن السورية، فقام مجلس النواب بإقرار قانون خدمة العلم وزيادة الضرائب وشراء الأسلحة، واستقال كثير من الضباط السوريون كي يشاركوا في جيش الانقاذ، وبدأت عصابات مسلحة يقودها أديب الشيشكلي وأكرم الحوراني بمهاجمة مستوطنات يهودية قرب الحدود مع سوريا، وفي 16 أيار أي بعد يومين من إعلان بن غوريون قيام دولة إسرائيل دخل الجيش السوري فلسطين ولكن سرعان ما صُدَّ في وادي الأردن بعد قتال ضار. وفي آب 1948 تشكلت حكومة جديدة برئاسة جميل مردم بك قامت باعتقال ميشال عفلق بتهمة توزيع منشورات تدعو إلى حل البرلمان. فنشبت بعد ذلك أزمة سياسية صحبها تدهور اقتصادي وحصلت مواجهات دموية فاستقالت الحكومة في أول كانون أول 1948 وأصبحت سوريا بلداً بلا حكومة ويهيمن عليه مواطنون هائجون واقتصاد منهار وقد اخفق معظم السياسيين في تلك الفترة بتشكيل حكومة جديد وفي 3 كانون أول 1948 أمر قائد الجيش حسني الزعيم بالتدخل لوضع حد للاضطرابات الواسعة وأخضع الصحافة لرقابة قاسية ونجح خالد العظم بتشكيل حكومة حكمت تحت مظلة الجيش حتى أواخر 1949.

انقلاب الزعيم:

في صباح 30 أذار 1949 قام الزعيم حسني الزعيم بتسلم زمام الأمور في سوريا فعمد في 3 نيسان إلى حل المجلس النيابي رسمياً وقام بـ7 نيسان بإعلان إقالة كل من شكري القوتلي وخالد العظم ووضعهما في سجن المزة.
شكل الزعيم في 17 نيسان 1949 حكومة وترأسها بنفسه ثم انتخب رئيساً للجمهورية بالإجماع ثم شكل حكومة رأسها محسن البرازي واتخذ الزعيم لنفسه لقب المشير.
وقد حدث على عهده العديد من المشاكل والقضايا الحساسة مع بعض الدول العربية ولعل أهمها كانت قضية أنطون سعادة الذي كان رئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي وهربه من لبنان واستقبل لاجئاً سياسياً في سوريا وقد أكرم الزعيم في وفادته ولكنه فجأة قام في أول تموز بتسليمة إلى السلطات اللبنانية حيث أعدم فوراً. فكانت ردة الفعل السورية شديدة ومستنكرة مما أضعف شعبيته هذا إضافة إلى سياسته العامة الموالية للغرب واصلاحاته العلمانية.

انقلاب الحناوي:

وضع حد للزعيم حين أطاح به خصومه العسكريين في 13 آب 1949 بقيادة سامي الحناوي ومحسن البرازي، وبعد يومين على الانقلاب سلم الحناوي السلطة رسمياً إلى هاشم الأتاسي، وقد أعلن الحناوي أن مهمته قد انتهت.
وحدد موعد الانتخابات في 15 تشرين الثاني 1949 وكان من أبرز المرشحين في حزب البعث: ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار وشكلت رابطة العلماء «الجبهة الاشتراكية الإسلامية الجديدة برئاسة مصطفى السباعي.
قبيل هذه الانتخابات برز موضع الاتحاد مع العراق، وعادت مصر والسعودية لتمارسان ضغطاً معارضاً، وكان الحناوي أقرب إلى الجهات التي تحبذ هذا الاتحاد.
وكان أمام المعادين للاتحاد بديل واحد فقط هو تشكيل تحالف معارض لهذا الاتحاد، وقد كان العقيد أديب الشيشكلي قائد اللواء الأول المتمركز في درعا قائداً لهذه العناصر وأكرم الحوراني في حلقة الوصل وتحرك الشيشكلي في 19 كانون الأول 1949 واحتجز اللواء سامي الحناوي وأعلم الرئيس الأتاسي بالأمر وطلب منه تشكيل حكومة جديدة، وعندما لم ينجح بذلك، قام خالد العظم بتشكيل حكومة جديدة وفي 7 نيسان أدى الرئيس الأتاسي القسم الدستوري.

عهد هاشم الأتاسي:

لقد تغيرت عدة حكومات في هذا العهد فبعد حكومة خالد العظم قام ناظم القدسي بتشكيل حكومتين متتاليتين وكان الجيش ممثلاً بوزير الدفاع فوزي سلو، ثم عاد خالد العظم وشكل وزارة جديدة عام 1951 في شهر أذار وفي شهر تموز قدم استقالته ليقوم حسن الحكيم بتشكيل حكومة جديدة وكان الزعيم سلو وزيراً للدفاع ما يعني موافقة الشيشكلي على هذه الحكومة، إلا أن الخلاف سرعان ما عاد إلى هذه الحكومة حول نفوذ الجيش. فقامت أزمة جديدة أطاحت بوزارة الحكيم في 10 تشرين أول 1951 وبين 10 تشرين الثاني و 28 تشرين الثاني كلف الرئيس الأتاسي على التوالي كل من رشدي الكيخيا ناظم القدسي، زكي الخطيب، معروف الدواليبي، وسعيد حيدر، عبد الباقي نظام الدين بتشكيل الوزارة وجميعهم اعتذر بعد يوم أو يومين. إلى أن اقنع الأتاسي الدواليبي بتشكيل الحكومة وأفلح في ذلك.

انقلاب الشيشكلي:

في اليوم التالي حصل الانقلاب الأبيض برئاسة أديب الشيشكلي فاعتقل الوزراء وقدم الأتاسي استقالته فتولى الشيشكلي كافة أمور الدولة وحلَّ البرلمان وأصدر أمراً بتولى فوزي سلو السلطتين التشريعية والتنفيذية وحظرت الأحزاب ما عدا البعث والاشتراكي إلا انهما في 6 نيسان لقيا المصير نفسه.
وفي حزيران 1952 شكل الشيشكلي حكومة سلو الذي تسلم السلطتين التنفيذية والتشريعية ولم تحوِ أي أسماء لامعة ومنذ أواخر صيف 1952 بدأت تظهر علامات تململ وسخط في الجيش.
ففي 28 كانون الأول كشف عن مؤامرة فأحيل عدد من الضباط على التقاعد. منهم رئيس الأركان السابق أنور بنود، كما اعتقل العديد من المدنيين أهمهم محمود وشوكت وأكرم الحوراني وميشال عفلق وصلاح الدين البيطار.
وفي عام 1953 ثبت الشيشكلي رئاسته باستفتاء شعبي، ثم أعلن عن عفو عام عن السجناء السياسيين وتخلى عن منصبه كرئيس للأركان لشوكت شقير.
وفي أيلول 1953 رفع الشيشكلي الحظر المفروض على الأحزاب مستثنياً الشيوعيين واندمج حزبا عفلق (البعث) والحوراني (الاشتراكي) ليصبحا «حزب البعث العربي الاشتراكي» وجاءت نتائج الانتخاب لمصلحة حركة التحرير العربي (التابعة للشيشكلي).

عودة الأتاسي:

عم الهياج أنحاء سوريا لا سيما بين الطلبة، وبدأت حالة من التمرد العسكري في حلب في 25 شباط 1954 ما لبثت أن انضمت لها القيادات العسكرية في باقي المدن السورية، فتباحث شوكت شقير مع الرئيس الشيشكلي الذي قدم استقالته وهرب إلى بيروت ومنها إلى السعودية. ثم أعلن بعد ذلك شقير أن الأسباب التي منعت استمرار الحكم الشرعي ومنعت صاحب الفخامة هاشم الأتاسي من متابعة ممارسة صلاحياته قد زالت.
بعد مشاورات أجراها الأتاسي شكل سعيد العزبي في 19 حزيران عام 1954 وزراة محايدة ثم عين الرئيس الأتاسي موعدا لإجراء الانتخابات في 24 أيلول وفي 5 تموز عاد القوتلي بعد 5 سنوات من النفي ولقي ترحيباً واسعاً، وجرت بعد مشاورات أجراها الأتاسي شكل سعيد العزبي في 19 حزيران عام 1954 وزراة محايدة ثم عين الرئيس الأتاسي موعدا لإجراء الانتخابات في 24 أيلول وفي 5 تموز عاد القوتلي بعد 5 سنوات من النفي ولقي ترحيباً واسعاً، وجرت الانتخابات ففاز المستقلون بـ29 مقعدا من دون كتلة كان من أهمهم خالد العظم والبعث 17 مقعد وخالد بكداش وغيره...
ثم كلف فارس الخوري بتشكيل حكومة كان من مهامها مواجهة التوتر بين دمشق والقاهرة نتيجة الحلف الذي يقيمه الغرب في المنطقة إضافة إلى اختيار جماعة الإخوان المسلمين دمشق مقراً لها وهي على عداء مع مجلس قيادة الثورة المصرية، ثم كان اعلان العراق في كانون الثاني 1955 عقد ميثاق مع تركيا فشق العالم العربي بذلك الاتفاق. فصرّحت الحكومة السورية أنها لن تنضم إلى حلف بغداد وقدم الخوري استقالته.
بعد ذلك بأيام شكل العسلي وزارته متضامناً مع خالد العظم وكان البيان الوزاري تصريحاً بالحياد ورفضاً مجدداً للحلف العراقي التركي ودفاعاً شديداً عن ميثاق الأمن القومي الذي ترعاه القاهرة وبعد ذلك انضمت سوريا إلى هذا الميثاق مع مصر والسعودية.
ثم جاءت قضية اغتيال عدنان المالكي وهو معاون رئيس الأركان العامة للجيش وكان مقاوماً عنيداً لحلف بغداد وقتله شاب ينتمي للحزب القومي السوري الاجتماعي في 22 نيسان 1955 فكان ذلك سبباً كافياً لتصفية هذا الحزب وتعميق التقارب مع مصر.

عهد شكري القوتلي:

في 18 آب 1955 انتخب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية وشكل سعيد العزبي في 23 آب حكومته الجديدة واكتسب الاندفاع نحو اليسار زخماً جديداً قطباه الأساسيان البعثي والشيوعي.
وفي أواخر 1955 حدث انشقاق في حزب البعث بين جناحيه (الاشتراكي العربي ـ أكرم الحوراني والبعث الاشتراكي ـ ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار) حول الحلف الذي شكله جناح الحوراني مع زعيم الشيوعيين خالد بكداش، وكذلك حول دعوة جناح عفلق الحكومة بضرورة عدم الذهاب بعيداً في معاداة العراق.
وفي 15 حزيران 1956 شكل صبري العسلي وزارته وقالت هذه الوزارة في بيانها أنها ستعمل لتحقيق الوحدة مع مصر والأردن والدول العربية المتحررة الأخرى.
في هذا الوقت حصلت أزمة السويس في مصر وحصل الاعتداء الأثيم الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، فقامت قوات سورية بأمر من عبد الحميد السراج بتدمير عدد من محطات الضخ البترولية الخاصة بنفط العراق.
وأعلن عن كشف مؤامرة لقلب نظام الحكم بدعم من العراق فأوقف أفراد هذه المجموعة بينهم 8 نواب، وفي هذا الجو المحموم أعاد العسلي تشكيل حكومة جديدة أقوى ليتسنى لها التصدي لهذه المؤامرات ولتقترب أكثر من مشروع الوحدة مع مصر.
وقد طرح وفد سوري هذا الموضوع عند زيارتهم لمصر ومقابلة عبد الناصر أوائل أذار 1957 وقد كان رد الرئيس فاتراً نوعاً ما بسبب طبيعة المشاكل السائدة في سوريا، ثم تحول الخلاف الداخلي في سوريا إلى خلاف دولي. فقد أذاع راديو دمشق في 23 آب 1957 عن كشف مؤامرة حاكتها أميركا للإطاحة بالحكومة السورية فقامت حملة تطهير في صفوف الجيش ثم أعلنت مصر في 9 أيلول 1957 أنها تمنح سوريا دعمها غير المشروط. وبعد يومين عقد في القاهرة فجأة اجتماع قمة عسكري سوري ـ مصري برئاسة عبد الناصر انتهى بوضع جيش الدولتين بإمرة القيادة المشتركة وقائدها الفريق عبد الحكيم عامر ووصلت إلى سوريا وحدة من الجيش المصري نزلت في اللاذقية أدت إلى انفجار شعبي حماسي مطالب بالوحدة السورية المصرية.

الوحدة بين سورية ومصر:

الجمهورية العربية المتحدة (1 شباط 1958 أيلول 1961) جاءت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه في 9 كانون الأول 1957 حين عرض ميشال عفلق فكرة حزب البعث حول وضع مشروع قانون من أجل قيام اتحاد فيدرالي مع مصر ليعرضه على الحكومة، وقد كان حزب البعث متخوفاً من ازدياد نفوذ الحزب الشيوعي داخل الدولة فوجد البعثيون في الوحدة مع مصر المخرج الوحيد من هذا المأزق فعبد الناصر لن يسمح بوجود الشيوعيين بالدولة كما فعل فيمصر. أما الأحزاب السياسية الأخرى ومنها البعث فستكون مرغمة على حل نفسها فعبد الناصر قرر ألا متسع للأيديولوجيات السياسية المتصارعة. كما أن عقيدة البعث الوحدوية والاقتصادية تتفق وعقيدة عبد الناصر لذلك فالقيادة البعثية كانت على ثقة بأنه سيسمح لها بالإشراف على الحركة السياسة في البلاد. وعلى حين غرة وصل إلى مصر في 21 كانون الثاني 1958 وفد من الضباط السوريين ولحقه بعد أيام صلاح الدين البيطار وزير الخارجية ليطلبوا من عبد الناصر إقامة اتحاد فوري بين البلدين لأن الشيوعيين على وشك استلام مقدرات البلاد.
بادىء الأمر وافق الشيوعيون على مشروع الوحدة لكن سرعان ما رفض بكداش التوقيع على إعلان الوحدة ورفض حل الحزب وغادر سوريا إلى الاتحاد السوفياتي مقاطعاً جلسة انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:09 am

سورية

عودة إلى الانقلابات:

في اليوم التالي للانقلاب الانفصالي أعلنت في سوريا حكومة جديدة برئاسة مأمون الكزبري وحدد موعد للانتخابات وفاز فيها غالبية الأحزاب والنواب الذين كانو في مجلس 58 واتجه الحكم من جديد باتجاه العراق فبدأت المعاهدات والاتفاقات تعقد بين البلدين.
وبدا اللقاء بين رئيسي الدولتين كأنه يوشك أن يفضي إلى الوحدة بينهما. ولكن سرعان ما غاصت سوريا في الانقلابات والانقلابات المضادة من جديد خاصة في صفوف ضباط الجيش. بدأت الأزمة بقيام العقيد النحلاوي، الذي حطم الوحدة بالقبض على الحكومة وإيداعها السجن مع رئيسها القدسي، وقد أضاف هذا الاستباق باقي الضباط والناصريين فقاموا بتجميع بعضهم ضده وتمردوا عليه واقتحموا قلعة حلب وانضم إليهم فيما بعد حافظ الأسد وصلاح جديد ومحمد عمران. وبدأت هذه الجماعات تخطط للإنقلاب، وفعلاً في 8 أذار 1963 استطاع الضباط البعثيون من السيطرة على الحكم وإنشاء «المجلس الوطني لقيادة الثورة» الذي راح يبحث في توحيد الجبهة مع العراق الذي كان البعث فيها قد سبق البعث في سوريا في الانقلاب الذي أطاح بحكم عبد الكريم قاسم ولإجراء مباحثات مع عبد الناصر لإقامة وحدة ثلاثية (سوريا، مصر، العراق).
وقد أعلنت الوفود المتفاوضة في 16نيسان 1963 عن «ميثاق الوحدة الثلاثية» إلا إن هذا الميثاق لم يعد الثقة ولم يوقف الصراع بين البعث والقوى الناصرية في سوريا والعراق. وبفشل الميثاق اندلعت الاضطرابات من جديد واضطر البعث من جديد لإجراء عمليات إقصاء لكل من هو مخالف لهم، فتم منح المجلس الوطني لقيادة الثورة من نفسه السلطة التنفيذية والعسكرية.
وفي أعقاب هذه الأزمة ومجيء حكومة تهدئة رأسها صلاح البيطار تولت الحكم وزارة برئاسة أمين الحافظ عملت على تأميم موارد البلاد البترولية والمعدنية.
وقد انتقلت هذه الصراعات إلى داخل حزب البعث لا سيما بعد أن احتل العسكريون مواقع مهمة ومؤثرة داخل الحزب وقد ساد تشكيل القيادات والوزارات جو من التنافس الحاد على السلطة وانفجر الصراع الحزبي العلني في حركة حزبية عسكرية ضد القيادة القومية سميت حركة 23 شباط 1966 تسلم مقاليد الأمور في سوريا إثرها كبار ضباط الحزب فعين نور الدين الأتاسي رئيساً للجمهورية ويوسف زعين رئيساً للوزراء وصلاح جديد أميناً قطرياً مساعداً ونشطت الحكومة في إنجاز بعض المشاريع الكبرى: مثل سد الفرات والنزاع مع شركة ABC. بيد أن حرب 67 حدت كثيراً من نفوذ الحكم السوري فيما بعد واستطاع ضابط طيار استغلال تلك الظروف ليمسك بالبلد من جديد بحزم ليصل بعد عامين تقريباً من ذلك لتسلم زمام سوريا فيما بعد.

حرب 67 وخسارة الجولان:

كانت إسرائيل قبل شهرين من اندلاع الحرب قد بدأت سلسلة من الانتهاكات لاتفاقية الهدنة مع سوريا نجم عنها اشتباكات وتهديدات إسرائيلية وفي 13 أيار علمت القيادة المصرية عن طريق المخابرات السوفياتية بوجود حشود إسرائيلية على الحدود مع سوريا، فبدأت القوات المصرية عملية حشد واسعة لقواتها وعلنية لتؤكد أن مصر ستقف مع سوريا إذا ما ضربتها إسرائيل.
وفي صباح الخامس من حزيران 1967 بدأت إسرائيل بهجوم جوي على القواعد الجوية المصرية واستطاعت بفترة قليلة القضاء على القوات الجوية وسيطرت بالتالي على الجو الأمر الذي سهل لقواتها البرية بالاندفاع بقوة في سيناء والضفة الغربية والجولان. ولم يتوقف القتال إلا في 10 حزيران 1967 بعد ما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وسيناء والجولان.

سيطرة الأسد على الوضع الداخلي:

بقي حافظ الأسد بشكل ما محجوباً بظل محمد عمران وأمين الحافظ وصلاح جديد، وبعد حرب 67عقد حافظ الأسد العزم على بناء قاعدة شخصية له في القوات المسلحة. ثم اشتدت الخلافات بينه وبين زملائه في 1968 حول مختلف الأمور السياسية والحزبية وكذلك حول الموقف من الفلسطينيين وثورتهم، وسرعان ما أصبح الخلاف المتزايد بين الأسد وجديد مدار الحديث في الجيش والحزب، وخطوة بعد خطوة راح الرئيس الأسد يخرج رجال جديد من مراكز النفوذ المختلفة فطرد رئيس الأركان أحمد سويداني في شباط 68 وعين مصطفى طلاس صديقه مكانه، واستمر الأسد في إحكام قبضته على الجيش، أما في الحزب فإن المؤتمرين القطري والقومي رفضاً أكثر طروحات الأسد، ولكنه استطاع على أي حال ازاحة اثنين من خصومه رئيس الوزراء يوسف زعين ووزير الخارجية إبراهيم ماخوس. وبانتحار عبد الكريم الجندي في 1 أذار 1969 مدير مكتب الأمن القومي في الحزب المسيطر على جهاز الأمن والاستخبارات في الدولة والسند الرئيسي لصلاح جديد تغير ميزان القوة بشكل كبير لصالح الأسد وشقيقه رفعت الذي كان ذراعه الأيمن في النزاعات الداخلية.

تدخل سوريا في أيلول الأسود:

قبل انفجار الأزمة في الأردن (أيلول الأسود 1970) كان الأسد قد أصبح سيد سوريا الأول ولم يقم بنزاع مع صلاح جديد حول التدخل السوري لدعم الفدائيين. فعبرت القوات السورية الحدود الأردنية (18 أيلول) وسيطرت على مدينة اربد، وكان الأسد يدير هذه العمليات شخصياً، وفي 22 أيلول أمر الحسين اللواء المدرع المعزز بالدعم الجوي بالاشتباك مع الدبابات السورية وبعد ظهر اليوم نفسه كانت الوحدات السورية عائدة أدراجها إلى سورية وكان الملك حسين قبل يومين قد طلب المساعدة من الأمريكيين، عندها قامت دبابات الحسين وطائراته بالاشتباك مع السوريين في 22 أيلول، فأدرك الأسد جدية الموقف ولم تكن لديه النية في الانخراط في معركة غير متكافئة.

الحركة التصحيحية والإمساك بالسلطة (1971 ـ 2000):

بعد أسبوع من مغادرة دبابات سوريا الأردن مات جمال عبد الناصر. وبعد شهر أي في 30 تشرين الأول 1970 دعا صلاح جديد إلى مؤتمر استثنائي للقيادة القومية، وكانت أولى قرارات المؤتمر أنه أمر وزير الدفاع حافظ الأسد بأن يتوقف عن إجراء أي نقل في الجيش طيلة فترة انعقاد المؤتمر، ثم اتبعه بقرارات تجرد الأسد وزميله مصطفى طلاس من مناصبهما القيادية في الجيش والحكومة إلا أن الأسد كان قد اتخذ احتياطاته ونشر قواته حول قاعة المؤتمر وعندما انتهى المؤتمر (12 تشرين الثاني) اعتقل حافظ الأسد العديد من خصومه فزج بصلاح جديد ويوسف زعين ونور الدين الأتاسي بالسجن وهرب وزير الخارجية إبراهيم ماخوس إلى الجزائر وقد أطلق الرئيس الأسد على هذه العملية الحركة التصحيحية.
وبدأ الأسد باتباع سياسة جديدة فعمل على تعديل الخطاب السياسي الذي اعتاده السوريون وكانوا بدأوا يمقتونة لكثرة ما حمل من شعارات لم تأخذ طريقها للتنفيذ الفعلي.
وتخلى عن حرب الطبقات وبدأ يوسع قاعدة تأييده الشعبية وفرغ إلى المصالحة الوطنية. وفي 22 شباط 1971 أصبح متمتعاً بصلاحيات كرئيس الجمهورية وفي 12 أذار أدَّى استفتاء شعبي إلى تثبيته كرئيس للبلاد لمدة سبعة أعوام.

حرب تشرين الأول 1973:

رفضت سوريا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لأنه يعني تصفية القضية الفلسطينية. ووضعت القيادة السورية تسليح الجيش وتقويته في صدارة أولوياتها.
وتعددت اللقاءات بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس المصري أنور السادات لتحديد موعد نهائي لبدء الحرب، وقد اتفقا على أن تكون ساعة الصفر في الساعة الثانية والدقيقة الخامسة بعد ظهر يوم السبت في 6 تشرين الأول 1973. وفي التاريخ المحدد اجتاح المصريون والسوريون حواجز الدفاع الإسرائيلية على جبهتي سيناء والجولان في واحدة من أبرز حالات العبور في تاريخ الحروب، إلا أن الأمور تغيرت في الأيام التالية، فغيرت مصر من خطتها مع سوريا، فقامت إسرائيل باستفراد سوريا بالجولان فأعادت الوضع إلى ما كان عليه وحاولت التغلغل إلى العمق السوري لولا تدخل الجيوش العربية (العراق والأردن) وتشدد الموقف السوفياتي في إيقاف الحرب.
وتفردت مصر في مباحثاتها مع الجانب الأمريكي في موضوع السلام في المنطقة، وأدخلت سوريا في عزلة دولية محكمة.

سوريا والحرب اللبنانية:

بطلب من رئيس لبنان سليمان فرنجية تدخلت القوات السورية في لبنان في 13 أيار 1976 لوقف الاقتتال الداخلي بين الأطراف اللبنانية المتنازعة وكذلك القوات الفلسطينية. إلا أن الأوضاع بدأت تتأزم بشكل متلاحق بين الأطراف اللبنانية فيما بينهما من جهة، وكذلك في الجنوب مع الاحتلال الإسرائيلي، فتذرعت إسرائيل بمحاولة اغتيال سفيرها في لندن وبررت اجتياحها لبيروت عام 1982 بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، وكانت سوريا ضمن هذا النزاع فوقعت عدة معارك بين الطرفين في البقاع الغربي والأوسط واستطاعت إسرائيل تدمير بطاريات صواريخ «سام» السورية في عملية مباغتة. وفي هذه الأثناء كان الرئيس المصري أنور السادات قد توصل إلى حل سلمي مع إسرائيل، فأبلغ الرئيس الأسد في زيارة خاطفة نيته زيارة إسرائيل، وقد حاول الرئيس الأسد ثني السادات عن عزمه، إلا إنه فشل في ذلك. وقام السادات بزيارة مفاجئة لتل أبيب في 20 تشرين الثاني 1977.
وفي 26 أذار 1979 وقعت مصر اتفاقاً للسلام مع الدولة الصهيونية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية في كامب دايفيد، واستطاعت إسرائيل والولايات المتحدة تحييد أكبر وأقوى دولة عربية في الصراع العربي الصهيوني.
في لبنان وبعد اجتياح بيروت عام 82 عملت إسرائيل على إقامة صلح منفرد أيضاً مع لبنان عبر رئيسه المنتخب أمين الجميل (الذي انتخب عقب اغتيال شقيقه الرئيس بشير الجميل) فكان اتفاق 17 أيار وقد عملت القوى الوطنية اللبنانية وبدعم من سوريا على اسقاط هذه الاتفاق. ومن ثم القيام بعمليات فدائية جريئة ضد القوات الإسرائيلية أجبرتها على الانسحاب من بيروت، ومن بعض المناطق الأخرى.

الوضع الداخلي:

كان الوضع داخل سوريا يسير بسرعة نحو الانفجار، فحادثة مدرسة الضباط في حلب 16 حزيران 1979 التي أودت بحياة عدد كبير من الضباط منهم علويون وكان قد سبقها عدة عمليات اغتيال لشخصيات علوية، فاضطر الرئيس الأسد إلى مواجهة تلك المشاكل بحزم شديد، وقد أوكل هذه المهمة إلى شقيقه الأصغر رفعت. وجاءت المعركة الحاسمة في حماه أوائل شباط 1982، حيث استطاعت القوات الحكومية ضبط الوضع وإعادة الأمن، وإلقاء القبض على جميع الأخوان المسلمين.
إلا أن بروز نشاط رفعت الأسد مكنه من أن يصبح على رأس قوة عسكرية وحزبية وسياسية منافسة للرئيس حافظ الأسد. ووصلت المواجهة إلى حد كبير، بحيث قام كل منهما بتوزيع قواته في دمشق استعداداً للمعركة الفاصلة لولا تدارك الرئيس الأسد للموقف في اللحظة الأخيرة واستطاع بحنكته المعهودة ومن موقع الرئيس والأخ الأكبر أن يعيد الوضع إلى طبيعته وانتهى الأمر برفعت منفياً في باريس منذ عام 1986. وفي 10 شباط 1986 أعيد من جديد انتخاب حافظ الأسد رئيساً للجمهورية لولاية ثالثة على التوالي وقد أولى الرئيس في هذه الولاية اهتماماً كبيراً للاقتصاد، فأطلق سياسة الأنفتاح الاقتصادي نوعاً ما. وسار في المشاريع الاقتصادية الكبرى المريحة للبلد.

سوريا وحرب الخليج الثانية:

اجتاحت الجيوش العراقية الكويت في آب 1990. فعقدت قمة عربية طارئة في القاهرة وانقسمت البلاد العربية بين مؤيد ومحايد ومعارض للعراق. سوريا أدانت الغزو العراقي للكويت وقررت إرسال قوات سورية رمزية إلى السعودية، متهمة بغداد بتقديم الذريعة للأمريكيين لإرسال قواتهم إلى المنطقة وسمحت بنفس الوقت للمنظمات الفلسطينية في دمشق أن تشن هجوماً إعلامياً على الوجود الغربي في الخليج العربي. وعمل الرئيس الأسد على حل الأزمة سلمياً فطلب من الرئيس العراقي الانصياع لقرارات الأمم المتحدة القاضية بسحب قواته من الكويت لتجنيب الأمة العربية مخاطر عظيمة.
وفي 17 كانون الثاني 1991 أطلقت الغارات الجوية الأولى على العراق وبعد خمسة أيام من القصف الجوي المتواصل بدأت الجيوش العراقية بالإنسحاب من الكويت.

تسوية الوضع النهائي في لبنان:

تركز الاهتمام في لبنان على الموعد المقرر لانتخاب رئيس جديد يخلف أمين الجميل وتعقد الموقف ولم تجر انتخابات الرئاسة وانتهى وقت الجميل على حكومتين مختلفتين احداهما برئاسة سليم الحص والثانية برئاسة العماد ميشال عون الذي حكم منطقة محاصرة من كل الجهات مساحتها لا تتعدى 1500 كلم2، فأطلق في 14 أذار 1989 حرب التحرير ضد السوريين فتشكلت لجنة عربية خاصة لحل الأزمة اللبنانية تمثلت بالملك فهد بن عبد العزيز والملك الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد التي عملت على اتفاق خاص جمعت عليه النواب اللبنانيين في الطائف سمي «اتفاق الطائف» في 22 تشرين الأول 1989.
وكانت دمشق من مؤيدي الطائف ورفض ميشال عون هذا الاتفاق واعتبر الرئيس اللبناني الياس الهراوي (الذي انتخب رئيساً للجمهورية عقب اغتيال الرئيس رينيه معوض) غير شرعياً ثم قام عون بحرب الإلغاء (يهدف منها إلغاء الميليشيات المسلحة للقوات اللبنانية في مناطقه) وكانت حرباً شرسة بين الفريقين، فطلب الرئيس الهراوي من الرئيس الأسد التدخل لوضع حد للوضع المتدهور، فقامت سوريا مع الجيش اللبناني الشرعي بقيادة إميل لحود في 13 تشرين الثاني بدخول المناطق التي يسيطر عليها ميشال عون وبعد ساعات على بدء المعارك أعلن عون الاستسلام ولجأ إلى السفارة الفرنسية وهكذا بسطت الشرعية اللبنانية سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية وأقرت حل جميع الميليشات وسلمت أسلحتها إلى الجيش اللبناني، وتمت هذه العملية برعاية رئيس الأركان السوري العماد حكمت الشهابي، ثم وقع الرئيسان الأسد والهراوي في 22 أيار 1991 معاهدة أخوة وتعاون وتضامن.

سوريا ومؤتمر السلام الدولي:

لقد كان هنالك عدة أسباب سياسية خارجية دعت إلى تغيير سوريا لسياستها ولنظرتها إلى السلام مع إسرائيل أهم هذه الأسباب:
ـ عودة الحوار بشكل قوي بين الاتحاد السوفياتي وإسرائيل الذي أدى إلى هجرة كثيفة لليهود السوفيات إلى إسرائيل.
ـ كثافة الاتصالات بين العرب والإسرائيليين وخاصة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ـ نقض الاتحاد السوفياتي لكل تعهداته لسوريا السابقة.
إضافة إلى الضغط المتواصل من الولايات المتحدة على سوريا.
فعقد على هذا الأساس في 30 تشرين الأول 1991 مؤتمر السلام الدولي في مدريد برعاية أمريكية سوفياتية وحضور كل من سوريا والأردن وفلسطين ولبنان وإسرائيل. ومن هذا المؤتمر انطلقت المفاوضات الثنائية بين العرب والإسرائيليين.

المفاوضات السورية الإسرائيلية:

جلس السوريون والإسرائيليون على طاولة المفاوضات وكانت صعبة في أول الأمر بسبب تعنت حكومة الليكود الإسرائيلية برئاسة اسحق شامير في قراراتها ببناء المستوطنات، إلا إن نجاح حزب العمل في الانتخابات الإسرائيلية ومجيء رابين على رأس الحكومة الإسرائيلية غيّر الأوضاع فقد قرر تجميد المستوطنات فدارت الجولة السادسة من المفاوضات بين 24 آب و25 أيلول 1992 في جو خف فيه التوتر.
وقد أصبحت دمشق في تلك الفترة مركز لقاء العرب المفاوضين لإسرائيل على أساس الصف الواحد. إلا أن المفاوضات السرية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل لم تكن قد توقفت بل وصلت إلى اتفاق بينهما سمي «اتفاق اوسلو» مكان المفاوضات.
وقد وقع الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي على هذا الاتفاق رسمياً في 13 أيلول 1993 في واشنطن أعلنت فيه إسرائيل عن استعدادها اعادة غزة وأريحا للفلسطينيين ليقيموا عليها حكماً ذاتياً مستقلاً على أن تتبع لاحقاً بتنازلات أخرى.
لم يوافق السوريون واللبنانيون والأردنيون على هذا الاتفاق إلا أن مصر ودول الخليج رحبت به.
وفي 16 كانون الثاني 1994 التقى الرئيسان الأمريكي بيل كلنتون والسوري حافظ الأسد في جنيف، وقد بدى على الرئيس الأسد بعض الاطمئنان بعد اللقاء، وأشرفت المفاوضات الثنائية على الاستئناف إلا أن وقوع مجزرة الخليل (25 شباط 1994) على يد مستوطن يهودي أدى إلى انسحاب الوفود السورية واللبنانية والأردنية، واستمر ياسر عرفات في مفاوضاته إلى أن وقع اتفاقاً جديداً بالقاهرة في 4 أيار 1994 حول نقل السلطة إلى غزة وأريحا. وفي 11 تموز 1994 غادر ياسر عرفات تونس مركز منظمة التحرير بعد 11 سنة من بقاءه فيها وتوجه إلى غزة ليقيم فيها «السلطة الفلسطينية».
وفي 25 تموز 1994 أعلن عن اتفاق «وادي عربة» بين الأردن وإسرائيل، وتالياً وجهت ضربة أخرى للرفض السوري ولوحدة المفاوضات العربية.
ثم عملت سوريا على تعزيز موقفها مع الدول العربية فعقدت قمة ثلاثية بين الرئيس الأسد والرئيس المصري مبارك والملك السعودي فهد في الأسكندرية في 28 ـ 29 كانون الأول 1994. وقد كانت نتائج هذه القمة إيجابية. إذ أخذت دول الخليج والأردن تخفف من أندفاعها باتجاه إسرائيل بل وراحت تبدي بعض الصمود تجاه ضغوطات واشنطن وتعلن دعمها لموقف دمشق.
بعد ذلك اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد شميون بيريز الذي جاء عقب اغتيال اسحق رابين على يد أحد المتطرفين اليهود في 4 تشرين الثاني 1995 بالدور الأساسي لسورية في المنطقة وتمنى العودة إلى المفاوضات الثنائية دون شروط مسبقة.
وعاد الوفدان إلى واشنطن في 28 كانون الأول 1995 لإجراء سلسلة من المحادثات السرية وكانت هذه المفاوضات تسير قليلاً وتتعثر كثيراً بسبب الاصرار السوري على ضرورة الانسحاب أولاً من الجولان وجنوب لبنان ومن ثم الدخول في مناقشة باقي المواضيع.
ثم توقفت المفاوضات بعد انسحاب الجانب الإسرائيلي بسبب ثلاث عمليات استشهادية نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، فقررت إسرائيل مقاطعة المفاوضات واتهمت الأسد بدعم جبهة الرفض في دمشق، وكان الرد السوري أن مثل هذه العمليات هي نتيجة طبيعية للاحتلال في فلسطين وفي جنوب لبنان.
وعقدت في مصر قمة دولية لمواجهة الإرهاب في 13 أذار 1996 لم تقدم شيئاً، فقام بيريز بشن حملة عسكرية على لبنان «عناقيد الغضب» بحجة ضرب «حزب الله» إلا إنه لم يستثنى منطقة في لبنان من غاراته الجوية إلا أن هذه الحملة باءت بالفشل الذريع خاصة بعد عرض المجزرة التي قام بها الإسرائيليون في «قانا»، وقامت سوريا ولبنان باستغلال هذه الأحداث لمصلحتهما إذ استطاعا تشريع عمل المقاومة في الجنوب مع بعض الشروط الهامشية وذلك فيما عرف بتفاهم نيسان.
خسر بيريز بالانتخابات وحل محله بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة عن حزب الليكود الذي نسف كل ما كانت الحكومة السابقة قد تعهدت بقيامه حول السلام فأعلن عن رفض إسرائيل القبول بدولة فلسطينية والتفاوض حول القدس، كما لم يعد وارداً الإنسحاب من الجولان. وقد تزامن ذلك مع زيادة عملية الاستيطان في الجولان وباقي الأراضي المحتلة.
هذا التصعيد المفاجىء من الجانب الإسرائيلي دعا سوريا إلى دعوة البلدان العربية لعقد قمة طارئة هي الأولى بعد حرب الخليج الثانية وعقدت القمة في القاهرة في 22 حزيران 1996 ودعت إلى استئناف المفاوضات على قاعدة المؤتمر الدولي في مدريد وأكدت على ضرورة التمييز بين الإرهاب وأعمال المقاومة، يذكر أن الرئيس حافظ الأسد مني بنكسة كبيرة وذلك بخسارته لابنه البكر باسل في 12/1/1994 في حادث سيارة على طريق مطار دمشق الدولي، ومعلوم أن الرئيس حافظ الأسد كان يعد ابنه باسل لأخذ دور مهم في السياسة السورية خاصة أنه كان على صلة بالعديد من القضايا السياسية المحلية والخارجية وكان برتبة رائد ركن، وبوفاة باسل انتقل الاهتمام إلى شقيقه الأصغر الدكتور بشار الأسد الذي باشر تدريباته بالتحاقه بالمدرسة الحربية وتدرجه بالرتب العسكرية أضف إلى ذلك أنه قد أسندت إليه بعض القضايا السياسية على الساحة الداخلية، وعلى الساحة الخارجية زياراته للعديد من الدول العربية وعلاقاته مع العديد من المسؤولين العرب.

الولاية الرابعة للأسد:

وفي شباط 1998 تم تجديد انتخاب الأسد لولاية رابعة على التوالي بأغلبية ساحقة بلغت 99،9%، وعادت المساعي الأمريكية من جديد لإحياء المفاوضات السورية الإسرائيلية. وكان الرئيس الأسد يؤكد التزامه عملية السلام في ظل القرارات الدولية التي تدعو إسرائيل إلى الإنسحاب من الأراضي العربية التي احتلها في 5 حزيران 1967. ومع مجيء ايهود باراك على رأس الحكومة الإسرائيلية، وتشجيعه لعملية السلام مع سوريا، استطاعت واشنطن جمع باراك مع فاروق الشرع وزير الخارجية السورية في واشنطن، إلا أن مفاوضات الطرفين وصلت إلى طريق مسدود، بسبب التعنت الإسرائيلي بعدم الإنسحاب من الجولان السوري المحتل.
ثم رفعت الادارة الأمريكية يدها عن موضوع المفاوضات عقب قمة جنيف الفاشلة بين الرئيس الأسد وبيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عندما أصر الرئيس السوري على عدم التنازل عن أي بقعة محتلة من الأراضي السورية.

وفاة الرئيس حافظ الأسد:

في 10 حزيران 2000 أذيع نبأ وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد عن عمر يناهز التاسع وسنتين سنة بعد حكم طال 30 سنة في رئاسة الجمهورية، تميز فيها بالحكمة والحنكة وعدم التوقيع على اتفاق للسلام مع الجانب الإسرائيلي وعدم التفريط بالحقوق العربية وقد شارك في تشييع الأسد حوالي مليون شخص تقدمهم كبار الرؤساء في العالم العربي والإسلامي. وقد شهدت جنازة الأسد مبايعة من الشعب السوري لنجل الرئيس الراحل الدكتور بشار حافظ الأسد الذي كان يتقبل التعازي من زعماء العالم على رأس القيادة السورية، فاختار الشعب السوري فيما يشبه الإجماع الدكتور بشار الأسد رئيساً منتخباً للجمهورية بعد حصوله على رئاسة حزب البعث الحاكم وترشيح مجلس الشعب وكافة القوى السياسية الوطنية في المجلس.



سوريا

عند إعلان الثورة العربية الكبرى في العاشر من يونيو (حزيران) 1916، انضم إليها العديد من المتطوعين السوريين، وشكلت قوات الثورة العربية الجناح الأيمن لقوات الحلفاء التي دخلت دمشق في 30 سبتمبر (أيلول)1918، وواصلت زحفها فاحتلت المدن السورية الأخرى، ولم يتوقف القتال إلا بعد إعلان الهدنة في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1918.

عقب تحرير دمشق وفي 5 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1918 أعلن الأمير فيصل بن الحسين في أول بيان له عن قيام دولة عربية في سورية تقوم على الأسس الوطنية والقومية التي تجمع بين ابناء الأمة العربية. إلا أن فرنسا اصرت على تنفيذ اتفاقية سايكس ـ بيكو. فبعد مفاوضات بين المسؤولين البريطانيين والفرنسيين تم الاتفاق على اقتسام مناطق النفوذ في منطقة الهلال الخصيب واتخذ هذا الاتفاق صفته الدولية في مؤتمر سان ريمو الذي عقد في 25 ابريل (نيسان) 1920. وتم بموجبه وضع المستطيل العربي الواقع بين البحر الأبيض المتوسط والحدود الايرانية تحت الانتداب، على أن تقسم سوريا إلى أربعة اجزاء هي فلسطين ولبنان ومنطقة شرق الاردن وما تبقى من سوريا.
رغم قبول فيصل الانذار رفضه الشعب السوري، مما أدى إلى اصطدام الجيش الفرنسي مع القوات العربية عند ميسلون، نتج عنها استشهاد وزير الدفاع السوري يوسف العظمة وتقهقر القوات العربية، مما افسح المجال لقوات فرنسا باحتلال دمشق في 24 يوليو (تموز) 1920.
اتسمت السياسة الفرنسية بين الحربين العالميتين بمعاداة أبسط أماني الوطنيين في سوريا، مما أدى إلى اندلاع العديد من الانتفاضات والحركات العسكرية، وفي مقدمتها اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 التي اتسعت شموليتها لتطال المرتكزات العسكرية الفرنسية في العديد من المدن السورية المهمة.
إثر هزيمة الجيوش العربية في فلسطين شهدت سورية خلال عام 1949 ثلاثة انقلابات عسكرية بسبب فشل الأحزاب السياسية في إدارة الحياة الداخلية بما يوفر الأمن والاستقرار، ويعزز كيان الدولة من جهة، ومن جهة أخرى فان الحكومة فشلت هي الأخرى في إدارة الصراع ضد الصهيونية،مما خلق حالة من الفراغ الذي لا بد من بروز قوة جديد لملئه. وكانت هذه القوة هي الجيش الذي وصل السلطة في أوضاع عصيبة. وفي عهد حكم العسكر عاشت سوريا حالة من عدم الاستقرار السياسي، وتذبذبا في علاقات سوريا مع الاقطار العربية. ففي الوقت الذي أيد فيه العقيد سامي الحناوي الوحدة مع العراق، عارضها حسني الزعيم وأديب الشيشكلي، مما أتاح الفرصة لتدخل دول عربية وغربية في شؤون سوريا الداخلية.
خاضت سوريا معركة حلف بغداد باعتبارها نقطة تحول في مصير الحلف، لأنها كانت مركز التنافس بين البلدان العربية. فكانت مصر تعارض الاتحاد السوري العراقي، لأن ظهوره، حسب اعتقاد الحكومة المصرية، يعني ظهور قوة عربية أخرى لم تتحرر من الاستعمار، إلا حديثا، وهذا ليس في مصلحة الأمة العربية،ويتعارض مع مبادئها القومية التي تعززت في فترة الخمسينات.
في الوقت الذي كانت فيه جماهير الشعب في سورية تعيش الوضع المأساوي الحاد الذي خلفته حركة الانفصال كانت القوى الوطنية في سورية تعمل من أجل إنهاء حكم الانفصال والقضاء على مرتكزاته السياسية. فقامت ثورةالثامن من أذار عام 1963 ردا سريعا على الانفصال والعمل على إعادة سورية إلى مسارها الوحدوي الأصيل.
حرصت القيادة السورية منذ عام 1970 على تعزيز الوحدة الوطنية وتوثيق عراها، وتحقق ذلك من خلال قيام الجبهة الوطنية التقدمية التي اعتبرت واحدة من ابرز منجزات التصحيح.
خطا الاقتصاد السوري خلال الفترة بين 1970. 1995 خطوات متقدمة ومتطورة على صعيد تحقيق اهدافه في توطيد الاستقرار السياسي والاقتصادي، والارتقاء بمستوى الخدمات الاجتماعية والجماعية والشخصية ورفع المستوى المعاشي للشعب. وعلى أساس من التخطيط العلمي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تم تنفيذ عدد من الخطط الخمسية المتعاقبة، تم التركيز خلالها على استثمار الموارد والثروات الطبيعية وادارتها.
وكانت قيادة الرئيس الأسد للبلاد قد جعلت منها قوة اقليمية لا يمكن تجاهلها في عملية التوازن الدولي والاقليمي. وتأكد ذلك في ادارة عملية الصراع مع الكيان الاسرائيلية، إذ أبدت سورية استمرارها في الدفاع عن الحقوق العربية عملية السلام في ظل القرارات الدولية التي تدعو إسرائيل إلى الإنسحاب من الأراضي العربية التي احتلها في 5 حزيران 1967.
رفعت الادارة الأميركية يدها عن موضوع المفاوضات عقب قمة جنيف الفاشلة بين الرئيس الأسد وبيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأميركية، عندما أصر الرئيس السوري على عدم التنازل عن أي بقعة محتلة من الأراضي السورية.
في 10 حزيران 2000 أذيع نبأ وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد عن عمر يناهز التاسع وسنتين سنة بعد حكم طال 30 سنة في رئاسة الجمهورية، وقد شارك في تشييع الأسد حوالي مليون شخص تقدمهم كبار الرؤساء في العالم العربي والإسلامي. وقد في شهر تموز 2000 اختار الشعب السوري فيما يشبه الإجماع الدكتور بشار الأسد رئيساً منتخباً للجمهورية بعد حصوله على رئاسة حزب البعث الحاكم وترشيح مجلس الشعب وكافة القوى السياسية الوطنية في المجلس.

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 409
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:10 am

الجمهوريّة اللبنانيّة
لبنان

ـ أصل التسمية: لبنان كلمة سامية الأصل، لفظها العبرانيون «ليبنون» والأشوريون «ليبانو»، ونسب الاسم إلى البياض بسبب تراكم الثلوج على قمم الجبال، أو قد يكون بسبب بياض طبقات الصخور الكلسية المتواجدة بمرتفعاته.
ـ الاسم الرسمي: الجمهورية اللبنانية.
ـ العاصمة: بيروت.
الديموغرافيا
ـ عدد السكان: 3627774 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 347 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكّان بأهم المدن:
ـ بيروت: 1532729 نسمة.
ـ طرابلس: 165621 نسمة.
ـ صيدا: 41235 نسمة.
ـ نسبة عدد سكّان المدن: 89%.
ـ نسبة عدد سكّان الأرياف: 11%.
ـ معدل الولادات: 20,16 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات: 6,39 وفيات لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 28,35 لكل ألف طفل.ـ نسبة نمو السكّان: 1,38%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 2,05 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 71,5 سنة.
ـ الرجال: 69,1 سنة.
ـ النساء: 74 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:ـ الإجمالي: 85,6%.
ـ الرجال: 91,4%.
ـ النساء: 79,8%.
ـ اللغة: العربية الرسمية.
ـ الديانة: الإسلام والمسيحية.
ـ الأعراق البشرية: 95% عرب، 4% أرمن 1% آخرون.
ـ التقسيم الإداري:
جغرافية لبنان

ـ المساحة الإجمالية: 10452 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 10230 كلم2.
ـ الموقع: يقع لبنان إلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط، وفي غرب القارة الآسيوية ويعتبر جزءاً من بلاد الشام، يحدّه من الشمال والشرق سوريا، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب فلسطين المحتلة.
ـ طول الحدود: 454 كلم؛ منها 375 كلم مع سوريا، و79 كلم مع فلسطين المحتلة.
ـ طول الشريط الساحلي: 225 كلم.
ـ أهم الجبال: المكمل، الشيخ، صنين، المنيطرة.
ـ أعلى قمة: القرنة السوداء (3090 م).
ـ أهم الأنهار: الليطاني، العاصي، الأولي، قاديشا.
ـ أهم البحيرات:بحيرة اليمونة، بحيرة القرعون.
ـ المناخ: معتدل عموماً، المناطق الساحلية حارة ورطبة صيفاً، باردة ورطبة شتاءٍ.المناطق الجبلية معتدلة البرودة صيفاً، شديدة البرودة وغزيرة الأمطار والثلوج شتاءً.يبلغ متوسط درجة الحرارة 83° شتاءً و27° صيفاً.وفي الجبال 14,8° صيفاو8° تحت الصفر شتاءً.
ـ الطبوغرافيا: يتألف سطح لبنان من سهل ساحلي ضيق على طول البحر المتوسط يتراوح ارتفاعه من صفر إلى 200 متر على مستوى سطح البحر.
ـ المناطق الداخلية هي مرتفع هضبي يتراوح ارتفاعه عن سطح البحر بين 450 و2000 متر.
ـ الموارد الطبيعية: حجر حجر الكلس، الحديد الطبيعي، النحاس، الفوسفات، ملح الطعام، موارد مائية.
ـ استعمال الأرض: تشكل الأرض الصالحة للزراعة 28% من المساحة الكليّة؛ تشكل المحاصيل الدائمة 9%؛ المروج والمراعي 1%؛ الغابات والأراضي الحرجية 8%؛ تتضمن أراضي مروية بنسبة 7%.
ـ النبات الطبيعي: تنمو على المرتفعات غابات البحر المتوسط المعتدلة أهمها: البلوط وشجر الأرز والسنديان والخروب والبطم والسرو والخروع والفلين وغيرها، كما تنمو الحشائش فوق الهضاب.
المؤشرات الاقتصادية

ـ الوحدة النقدية: الليرة اللبنانية.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 18,2 مليون دولار ـ معدل الدخل الفردي: 3620 دولار ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 12,4%.
ـ الصناعة: 26,5%.
ـ التجارة والخدمات: 61,1%.
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: - ـ الصناعة: - ـ التجارة والخدمات: - ـ معدل البطالة: 20%
ـ معدل التضخم: 0,02%
ـ أهم الصناعات: المواد الغذائية والمشروبات، الغزل والنسيج، الترابة، المجوهرات، الصناعات المعدنية ومواد البناء.
ـ الزراعة: الخضر والفواكه بأنواعها، الحمضيات، الزيتون، التبغ، الكروم، الشوفان، القطن والذرة.
ـ الثروة الحيوانية: تربى فيه الأغنام والماعز لتوفره على مراعي جيدة، الماعز 450 ألف رأس، الضأن 350 ألف رأس، الدواجن 30 مليون.ـ
المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 961.
ـ سكك حديدية: 378 كلم.
ـ طرق رئيسية: 7370 كلم.
ـ أهم المرافىء: بيروت، طرابلس، جونية، صيدا، الزهراني، صور.
ـ عدد المطارات: 3 مطارات.
ـ أهم المناطق السياحية: مغارة جعيتا، قاديشا، غابات الأرز، الينابيع، المعالم الأثرية (قلعة صيدا، جبيل، بعلبك...) الجبال، الشواطىء.المؤشرات السياسية
ـ شكل الحكم: جمهورية برلمانية تخضع لنظام تعدد الأحزاب.
ـ الاستقلال: 22 تشرين الثاني 1943.
ـ العيد الوطني: (يوم الاستقلال) 22 تشرين الثاني.
ـ حق التصويت: ابتداءً من عمر 21 سنة.
ـ تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1945.
الموقع:
يقع لبنان في غربي قارة آسيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي يحده من الغرب. ومن الشمال والشرق تحده سوريا ومن الجنوب تحده فلسطين المحتلة. تقع على ساحله الممتد على البحر المتوسط المدن التاريخية القديمة: بيروت، طرابلس، جبيل، صيدا، صور. تبلغ مساحة لبنان 10,452كم2، ويبلغ عدد سكانه المقيمين على أرضه حوالي 3,75 مليون نسمة، وهناك مثل هذا العدد من المغتربين اللبنانيين في مختلف أنحاء دول العالم. عاصمته بيروت التي تقع على ساحل البحر المتوسط.

الجمهوريّة اللبنانيّة
الموقع
يقع لبنان في غربي قارة آسيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي يحده من الغرب. ومن الشمال والشرق تحده سوريا ومن الجنوب تحده فلسطين المحتلة. تقع على ساحله الممتد على البحر المتوسط المدن التاريخية القديمة: بيروت، طرابلس، جبيل، صيدا، صور. تبلغ مساحة لبنان 10,452كم2، ويبلغ عدد سكانه المقيمين على أرضه حوالي 3,75 مليون نسمة، وهناك مثل هذا العدد من المغتربين اللبنانيين في مختلف أنحاء دول العالم. عاصمته بيروت التي تقع على ساحل البحر المتوسط.
نبذة تاريخية:
في التاريخ القديم:
استوطن العرب الكنعانيون في بلاد الشام قادمين إليها من شبه الجزيرة العربية. وقد استقروا على ساحل البحر المتوسط، فأنشؤوا مدناً كثيرة منها بيروت وصيدا (صيدون) وقد عرفوا باسم الفينيقيين، وهم لم يشكلوا دولة واحدة، بل شكلوا ممالك مدن مستقلة. واهتم الفينيقيون كثيراً بالزراعة والصناعة والتجارة، فازدهرت أحوالهم، وبلغت سفنهم التجارية مختلف أرجاء البحر المتوسط. فأسسوا عدة محطات تجارية لبضائعهم أصبحت فيما بعد مدنا كبيرة مشهورة وفي مقدمتها «قرطاجة» في تونس. والتي غدت فيما بعد دولة قوية نافست الرومان في السيطرة على البحر المتوسط. وكما نقل الفينيقيون تجارتهم إلى مختلف أنحاء العالم، كذلك نقلوا أبجديتهم التي اخترعوها والتي تعد أقدم أبجدية في التاريخ.
تعرضت هذه البلاد لغزوات آشورية وفارسية حتى جاء الإسكندر المقدوني حوالي 350 ق.م. ثم انتقلت السيطرة إلى الإمبراطورية الرومانية حوالي 64 ق.م. وقد تركوا عدة آثار ضخمة.
العهد الإسلامي:
بعد وفاة النبي محمد صل الله عليه وسلّم عام 11 هـ ـ 632م. بدأت الجيوش الإسلامية بالاتجاه شمالاً وشرقا لنشر الدين الإسلامي الجديد، وتوجه الجيش الإسلامي لفتح بلاد الشام وكان بقيادة خالد بن الوليد الذي انتصر على الروم في معركة اليرموك الخالدة والتي كانت بوابة العبور إلى منطقة بلاد الشام.
وقد توجه الصحابي معاوية بن أبي سفيان على رأس قوة من الجيش لفتح المدن الساحلية على البحر المتوسط بدءاً من صور وصيدا وبيروت وطرابلس. كما توجه القائد أبو عبيدة بن الجراح ويرافقه خالد بن الوليد لفتح دمشق ومنها نحو سهل البقاع فبعلبك ومدينة حمص.
وهكذا تم إخضاع هذه البلاد للخلافة الإسلامية. وكذلك بقيت المنطقة في العهد الأموي والعهد العباسي الأول. وفي العهد العباسي الثاني الذي تميز بالضعف ونشوء الدويلات، فقد كانت هذه البقعة تتبع دويلات مختلفة كالإخشيديين والحمدانيين والأيوبيين والزنكيين والمماليك حتى مجيء العثمانيين، حيث انتصروا على المماليك في معركة مرج دابق قرب حلب عام 1516م. فدخلوا بلاد الشام، وأخضعوها لحكمهم الذي استمر لمدة 400 سنة. وقد قامت في جبل لبنان عدة ثورات مناهضة للوجود العثماني من بدايته كان أهمها حركة فخر الدين المعني الثاني.
أحداث لبنان 1868 والإستقلال الذاتي:
بعد فشل حملة إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر على بلاد الشام في عام 1841 م بدأ تنافس حاد بين الفرنسيين والانكليز أسفرت عنه حوادث دامية بين (1845 ـ 1860 م).ونشأت هذه الحوادث عندما عمد كل من قناصل الدول الأربع (إنكلترا وروسيا والنمسا وفرنسا) إلى نشر الدسائس بين السكان كل لمصلحته، واتخاذ الدين وسيلة لذلك، فقد اعتمد قنصل إنكلترا على الطائفة الدرزية، واعتمد ممثل روسيا على الطائفة الأرثوذكسية، وممثل النمسا على الموارنة الكاثوليك منافساً بذلك الفرنسيين الذين كانوا يعتمدون على هؤلاء. أما الدولة العثمانية فقد بسطت سيطرتها المباشرة على المنطقة ولكنها على الأرض كانت ضعيفة، ونتيجة تأريث البغضاء بين الدروز والمسيحيين قامت بعض الاضطرابات المؤسفة، فأقيم نظام إداري جديد في جبل لبنان قضى على ما كان سائداً من أن يكون حاكم الجبل أحد أمراء الإقطاع هناك، وأصبح يتولى السلطة بدلاً منه حاكم تركي يعين تعييناً، وقسم الجبل إلى قائمقاميتين، وازدادت المنافسة بين إنكلترا إلى جانب الدروز وفرنسا إلى جانب الموارنة ونشبت الاضطرابات ثانية عام 1845، وعمد وزير الخارجية العثماني وقتها شكيب أفندي على الإبقاء على هذا النظام مع تغيير في الإدارة انتقص من قوة زعماء الإقطاع.
وفي عام 1857 م نشبت ثورة الفلاحين الموارنة (ضد الإقطاع) في كسروان وبعض مناطق شمالي جبل لبنان، دعمها رجال الدين الموارنة، وامتدت إلى المناطق الدرزية في عام 1860 م حيث تحولت إلى فتنة طائفية، وامتدت موجتها إلى دمشق كانت ضحاياها في جبل لبنان مروعه، وكادت أن تتزايد لولا تدخل بعض العقلاء والمخلصين من الطرفين (المسيحيين والمسلمين).هذه الأحداث حفزت الباب العالي والدول الكبرى إلى العمل لإنهائها. فأبحرت السفن الحربية الأجنبية إلى المياه السورية. وقام الوالي العثماني بفصل جبل لبنان عن بقية بلاد الشام بأن وضع له نظام حكم جديد تميز بأنه اعتمد على أسس واسعة من الحكم الذاتي. وأعلنت الدول الأجنبية (فرنسا وبريطانيا والنمسا وروسيا وبروسيا وإيطاليا) ضمانها لهذا النظام وبدأت كل منها تعمل على بسط نفوذها السياسي والثقافي فيه، سواء عن طريق الإرساليات التبشيرية والتعليمية أو الامتيازات الاقتصادية.
وهكذا قامت متصرفية جبل لبنان بموجب بروتوكول 1861 والمعدل عام 1864 م وقد تألفت هذه المتصرفية من سبعة أقضية هي:
الكورة ـ البترون ـ كسروان ـ المتن ـ الشوف ـ جزين ـ زحلة ـ بالإضافة إلى مديريتي دير القمر والهرمل.

ـ ولاية بيروت: فقد كانت ولاية عثمانية ملحقة بسوريا ويتبعها صيدا وصور ومرجعيون ثم تبعها أيضاً طرابلس واللاذقية في الشمال وعكا ونابلس في الجنوب.
ـ البقاع: كان ملحقاً بولاية دمشق. وكان مكوناً من أربعة أقضية: بعلبك ـ راشيا ـ حاصبيا ـ البقاع الغربي. أما موقف اللبنانيين من الدولة العثمانية فقد انقسم عبر الجمعيات الثقافية التي أنشأت. وكان بعض هذه الجمعيات يعمل سراً كالجمعية العربية الفتاة والقحطانية، وبعضها الآخر يعمل علناً كجمعية بيروت الإصلاحية، وحزب اللامركزية الادارية العثماني وجمعية العهد. وقد ظهر اتجاهان متبانيان هما:
ـ اتجاه يدعو إلى اللامركزية، أي منح لبنان استقلالاً ذاتياً مع بقاء ارتباطه بالدولة العثمانية.
ـ اتجاه يدعو إلى الإستقلال التام عن الدولة العثمانية.
إلا أن حكم الإستقلال الذاتي الذي منح لمتصرفية الجبل سرعان ما ألغي بقرار من الدولة العثمانية عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى في 5 آب 1914، وجمع جميع الرجال للمشاركة في الحرب إلى جانب الدولة العثمانية.
فازدادت النقمة على الدولة العثمانية وخاصة عقب انتهاء الحرب وهزيمة الألمان وحلفاءهم الأتراك الأمر الذي أدى إلى ازدياد الضائقة الاقتصادية وانتشار الأمراض والأوبئة. ثم قيام محكمة عالية ودمشق العرفية التي شكلها جمال باشا بحملة اعتقالات واسعة تلتها أحكام بالإعدام على رموز المعارضة في 20 آب 1915 و6 أيار 1916، الأمر الذي سرع اندلاع الثورة العربية الكبرى.
الثورة العربية الكبرى:

بعد شهر من تنفيذ أحكام الإعدام في كل من بيروت ودمشق، كانت استعدادات الشريف حسين قد اكتملت في مكة، بالاتفاق مع البريطانيين (حسب مراسلات حسين ومكماهون) وتفاهم الشريف مع شيوخ القبائل، واستدعى ابنه الأمير فيصل من دمشق، واتفق على أن يوم الاثنين في 5/حزيران/1916 موعداً لانطلاق الثورة من المدينة المنورة حيث اعلن استقلال العرب عن الحكم العثماني.
فاندلعت الثورة في الموعد المحدد، فسقطت مكة وصمدت المدينة، وراحت مدن الحجاز تسقط وسار فيصل إلى الشمال صوب بلاد الشام بعد أن حرر شمالي الحجاز بالكامل ونودي بالشريف حسين ملكاً على البلاد العربية في أوائل سنة 1917م.
دخل فيصل مدينة العقبة وأرسل ابن عمه الشريف ناصر باتجاه سوريا فوصل في 30 أيلول 1918 إلى ضواحي دمشق فاستقبلته حكومة مؤقتة كانت قد تألفت برئاسة الأمير سعيد الجزائري للمحافظة على الأمن واستمرت ثلاثة أيام فقط ورفعت الأعلام العربية في دمشق. وكلف فيصل رضا الركابي بتأليف أول حكومة وبعث الفريق شكري الأيوبي إلى بيروت ممثلاً وحاكماً، فعين حبيب باشا السعد حاكماً على لبنان بعد قسم اليمين ولاءً للشريف حسين، وارتفع العلم العربي فوق سراي بعبدا وفوق بعبدا وفوق سراي بيروت.
إلا أن الأمور لم تطل على هذه الحالة إذ في 8 تشرين الأول كانت القوات الفرنسية تنزل على شواطىء بيروت لتنزل علم الحكومة العربية وترفع العلم الفرنسي وهكذا دخلت المنطقة تحت الحكم الأجنبي تنفيذاً للاتفاقية التي جرى توقيعها بين فرنسا وبريطانيا (سايكس بيكو) والتي تقسم البلاد العربية إلى دويلات مستعمرة لكلتا الدولتين.
الاحتلال الفرنسي:
في 8 تشرين الأول 1918 أنزل الأسطول الفرنسي في بيروت بقيادة الكولونيل «دي بياباب» فتسلم مقاليد الأمور في بيروت وأنزل العلم العربي عن سراي بعبدا وبيروت، ورفع العلم الفرنسي.
وقد قسم الفرنسيون سوريا إلى 3 مناطق هي:
أ ـ المنطقة الجنوبية: وتمثل فلسطين من حدود مصر جنوباً إلى الناقورة شمالاً ونهر الأردن شرقاً ويديرها الانكليز.
بـ ـ المنطقة الشرقية: وتشمل ولاية سوريا ومعان، وتمتد إلى الفرات شمالاً. ويديرها الأمير فيصل (ابن الشريف حسين).
حـ ـ المنطقة الغربية: وتضم متصرفية جبل لبنان وولايات بيروت وطرابلس واللاذقية والإسكندرون، ويديرها الفرنسيون.
وراح الفرنسيون يسعون إلى ترسيخ الخلافات الطائفية وبث روح العداء بين الطوائف.
وقد أدى هذا الأمر إلى تباين في موقف اللبنانيين بالنسبة لتقرير مصير بلادهم: فالأكثرية الساحقة من المسلمين والأرثوذكس طالب بالانضمام إلى الوحدة السورية بقيادة الأمير فيصل.
والأكثرية الساحقة من المسيحيين وخاصة الموارنة كانت تطالب باستقلال لبنان الموسع بحدوده التاريخية ورفض الوحدة مع سوريا.
وكان الأمير فيصل في مؤتمر الصلح يتحدث باسم الفريق الأول.
أما الفريق الثاني فقد تحرك عن طريق إرسال وفد إلى مؤتمر الصلح لطرح مطالبة بالإستقلال التام والمساعدة الفرنسية (عبر الانتداب).
هذه الخلافات الواسعة بين الطرفين أدت إلى أرسال لجنة من مؤتمر الصلح عرفت بلجنة كينغ ـ كراين للوقوف على الأراء الصحيحة للأكثرية رغم معارضة الفرنسيين والإنكليز الذين لم ينتظروا نتائج هذه اللجنة بل أسرعوا بتطبيق اتفاقية سايكس بيكو. وعين الجنرال غورو قائداً للجيش الفرنسي بالشرق ومفوضاً سامياً في بيروت فنزل فيها في 18 تشرين الثاني 1919.
وفي 8 أذار 1920 اجتمع المؤتمر السوري وأعلن قيام الملكية واستقلال سوريا ومن ومن ضمنها لبنان الذي يحتفظ بحدوده السابقة، فأغضب ذلك الفرنسيين.
مؤتمر سان ريمو:
سارع الفرنسيين مع الإنكليز، وعقدوا مؤتمراً في مدينة سان ريمو الإيطالية بين 18 و 26 نيسان 1920 إلى جانب إيطاليا واليابان وصدر في 5 أيار 1920 المقررات التالية:
ـ إقرار الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان.
ـ إقرار الانتداب البريطاني على العراق وفلسطين وشرقي الأردن.
ـ إعطاء إيطاليا نفوذاً في جنوب غربي الأناضول.
ـ إعطاء حصة من نفط الموصل في العراق لفرنسا(5%)
ـ الالتزام بتنفيذ وعد بلفور الصادر عن الحكومة البريطانية في 2 تشرين الثاني سنة 1917.
فعمل الجنرال غورو بعد هذه القرارات على القضاء على الحكومة الفيصلية في دمشق ووجه إنذاراً لها في 20 تموز 1920 للدخول إلى سوريا، ولم ينتظر الجنرال الفرنسي رد الأمير فيصل بل أمر قواته بالتوجه إلى دمشق فتصدى له وزير الحربية السورية في الحكومة المستسلمة يوسف العظمة يدعمه بعض الوزراء والحركات الشعبية. والتقى الجيشان في ميسلون على بعد 35 كم من دمشق وكانت معركة غير متكافئة انتهت باستشهاد يوسف العظمة ومئات المقاتلين معه في 24 تموز 1920 ودخل الفرنسيون دمشق. أما الأمير فيصل فقد غادر إلى حيفا ومن هناك أقلته باخرة إنكليزية إلى إيطاليا ومنها إلى بريطانيا حيث مكث حتى عام 1921 عندما عوض عليه الانكليز خسارته لسوريا بتعيينه ملكاً على العراق.
إعلان دولة لبنان الكبير 31 آب 1920:
استعملت فرنسا في الدول العربية المستعمرة سياسة (فرق تسد). فأصدر الجنرال غورو في 31 آب 1920 عدة قرارات هدفت إلى إنشاء دويلات صغيرة كانت ضمن بلاد الشام الموحدة سابقاً وهي:
دولة دمشق ـ دولة العلويين ـ دولة الدروز ـ دوحة حلب ـ دولة لبنان الكبير وذلك بعد توسيع متصرفية جبل لبنان بضم الأقضية الأربعة إليها وهي: حاصبيا ـ راشيا ـ بعلبك ـ البقاع. وولاية بيروت وملحقاتها وتقسيم هذه الدولة إلى أربع متصرفيات ومدينتين ممتازتين:
ـ متصرفية لبنان الشمالي ومركزها زغرتا.
ـ متصرفية جبل لبنان ومركزها بعبدا.ـ متصرفية البقاع ومركزها زحلة.
ـ متصرفية لبنان الجنوبي ومركزها صيدا.
ـ مدينة بيروت الممتازة.
ـ مدينة طرابلس الممتازة.
وأصبحت مساحة لبنان الكبير 10452كم2 بعد أن كانت المساحة أيام المتصرفية 3500كم2.
وقد تولى حكم لبنان في هذه الفترة ثلاثة مفوضين عسكريي
نـ الجنرال غورو (1920 ـ 1923 م) وقد واجهته الثورات، وخاصة في جبل عامل وحوران، وقد تعرض لمحاولة اغتيال على يد أحد أبطال المقاومة (أدهم خنجر) وطلب من حكومته مده بالقوة اللازمة فرفض طلبه، فاستقال من منصبه.
ـ الجنرال ويغان (1923 ـ 1924 م): هدأت الأحوال في عهد بعض الشيء خاصة وأنه وعد اللبنانيين بدراسة مطالبهم.
ـ الجنرال ساراي (1924 ـ 1925 م): سنة 1924 تسلم اليساريون الحكم في فرنسا فعزلوا ويغان وعينوا بدلاً عنه الجنرال «ساراي». وفي عهده نشبت الثورة في سوريا سنة 1925 في جبل الدروز، مما أدى إلى إنهاء عهده ووعهد الحكم العسكري لتبدأ مرحلة جديدة من الحكم عين لها مفوض سامي جديد غير عسكري هو: ـ هنري دي جوفنيل وذلك سعياً لتهدئة الأوضاع. وقد كانت سلطته مطلقة ويهيمن على السلطة القضائية والتشريعية.
وقد استبد هذا المفوض في تطبيق الأحكام وتعسف في فرض القرارات.
المجلس التمثيلي والدستور الجديد وأول رئيس للبلاد:
عام 1921 أجرت المفوضية الفرنسية إحصاء سكانياً واتخذته كأساس لتوزيع مقاعد نيابية بين الطوائف، وفي 8 أذار سنة 1922 صدر قرار عن المفوضية الفرنسية بإنشاء مجلس تمثيلي منتخب يتمتع بحق التشريع. وقد تألف من 30 عضواً. وتعاقب على رئاسته كل من حبيب باشا السعد ثم نعوم لبكي (1923) وإميل إده (1924).
وفي أوائل سنة 1925 أقدم الجنرال ساراي على حل المجلس التمثيلي مسايرة للمعارضة اللبنانية وعين موعداً لإجراء الانتخابات في شهر تموز. وجرت الانتخابات في 28 حزيران 12 تموز سنة 1925 وتألف المجلس الجديد من 30 عضواً. وشهد هذا المجلس ولادة الدستور اللبناني، وقد تحول في 25 أيار 1926 إلى مجلس للنواب تنفيذاً للدستور اللبناني كما شهد هذا المجلس ولادة الجمهورية اللبنانية التي كانت أول جمهورية لبنانية كما كانت أول جمهورية عربية.
أما كيفية وضع الدستور اللبناني؟ فقد انتخب مجلس النواب لجنة تألفت من 12 عضواً ستة من النواب وستة من الأعيان. وقامت هذه اللجنة باستشارة عدد كبير من رجال الفكر والسياسة والدين والموظفين حول الأسس التي يجب أن تعتمد في وضع الدستور (ما شكل الحكومة ـ البرلمان من مجلس أو مجلسين ـ ....)
وبعد ثلاثة أيام من إعلان الدستور في 23 أيار، دعي مجلس النواب ومجلس الشيوخ لانتخاب رئيس للجمهورية في 26 أيار 1926، وكانت سلطات الانتداب قد أعدت مرشحها سلفاً وهو أحد الذين أشرفوا على ولادة الدستور، مدير العدل آنذاك شارل دباس وهو مسيحي أرثوذكسي، ثم جدد له لثلاث سنوات أخرى حتى عام 1931، وظهرت منافسة قوية بين المرشحين إميل إده وبشارة الخوري وكان الخوري يتمتع بتأييد نيابي واسع. فلما أيقن إده أن المعركة خاسرة صرح بتأييد الشيخ محمد الجسر، حيال هذا الوضع وإزاء تخوف سلطات الانتداب من تطور الأمور صدر قرار عن المفوض السامي بوقف العمل بموجب الدستور وحل المجلس النيابي، إقالة الوزارة، وعين الدباس من جديد رئيساً للبلاد. وأواخر سنة 1933 استقال شارل دباس فعين المفوض السامي الجديد دي مارتيل حبيب باشا السعد رئيساً للبلاد لمدة سنة ثم جدد له من جديد، ودعي مجلس نيابي استثنائي لانتخاب رئيس جديد للبلاد
عهد إميل إده
300 ترشح لمنصب الرئاسة ثلاثة: حبيب السعد وإميل إده وبشارة الخوري وفاز إده بأغلبية ضئيلة، وتزعم الخوري المعارضة.
وعلى عهده وقع لبنان مع فرنسا معاهدة عام 1936 والتي تعترف فيها فرنسا باستقلال لبنان وتساعده خلال 3 سنوات لدخول عصبة الأمم، مقابل أن تحتفظ بحاميات عسكرية على الأراضي اللبنانية وتشرف على السياسة الخارجية. وفي 4 كانون الثاني 1937 صدر قرار عن المفوض السامي بالعودة إلى العمل بالدستور. وعقب اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939 علق الدستور من جديد وأقيلت حكومة عبد الله اليافي وثبت إده رئيساً بالتعيين لا بالانتخاب فتقلصت صلاحياته.
لبنان وحكومة فيشي:
بعد أقل من عام (10 أيار 1940) دخلت إيطاليا في الحرب إلى جانب ألمانيا التي زحفت بسرعة فائقة واحتلت فرنسا، وتشكلت حكومة فيشي الموالية للألمان وترأس المعارضة الجنرال ديغول الذي انتقل إلى إنكلترا وأعلن من هناك قيام حكومة فرنسا الحرة ومواصلة الحرب ضد الألمان. وترأس المعارضة الجنرال ديغول الذي انتقل إلى إنكلترا وأعلن من هناك قيام حكومة فرنسا الحرة ومواصلة الحرب ضد الألمان. أما في لبنان فقد انحاز المفوض الفرنسي بيو إلى جانب حكومة فيشي.
وعين كاترو ممثلاً لديغول بالقاهرة الذي راح يعد اللبنانيين بالإستقلال في حال مساعدتهم لحكومة فرنسا الحرة. وعينت حكومة فيشي دانتز بدلاً من بيو، وكان دانتز من المتشددين على اللبنانيين، وقد أدت سياسته هذه إلى استقالة إميل إده أوائل نيسان 1941، فعين دانتز القاضي ألفرد نقاش رئيساً للدولة.
أقنع الجنرال كاترو البريطانيين بضرورة مواجهة حكومة فيشي في سوريا ولبنان (بعد ما عملت هذه الحكومة على تقديم المساعدات لثورة الكيلاني في العراق ضد الانكليز) ووضع الخطة لذلك وبدأ الزحف في أواسط حزيران 1941. وقد استطاعت هذه القوات الانتصار على دول المحور وحكومة فيشي بعد معارك ضارية في بيروت ومرجعيون والدامور.
وعادت سلطة الانتداب الفرنسي من جديد للمندوب السامي كاترو الذي حدد يوم 26 تشرين الثاني 1941 موعداً للاستقلال. وفي الموعد المحدد أعاد كاترو تعيين النقاش واعتبر لبنان دولة ذات سيادة مستقلة.
المعارضة اللبنانية:
اعتبرت المعارضة اللبنانية وخاصة (الكتلة الدستورية برئاسة بشارة الخوري) أن هذا الإستقلال مزيفا ومجحفاً، وتوالت الاعتراضات من رياض الصلح ومن البطرك عريضة والذي أغضب كاترو مساندة الدول العربية لمطلب الإستقلايين وخاصة مصطفى النحاس باشا. وبعد معركة العلمين، وتراجع رومل قرر الجنرال كاتروا إجراء انتخابات نيابية فعمد إلى إقالة النقاش ورئيس حكومته سامي الصلح، وعين أيوب ثابت رئيساً للدولة في 18 أذار 1943 وكانت مهمته الأساسية الاعداد لانتخابات نيابية.
وأصدر ثابت مرسوماً تشريعياً حدد فيه المقاعد النيابية بـ54 مقعد وأصر على إعطاء المهاجرين حق التصويت ومعظمهم من المسيحيين فاختل توزيع المقاعد بين الطوائف فجرت احتجاجات عنيفة من الطوائف الإسلامية، فأقيل أيوب ثابت واختير خلفاً له بترو طراد (21 تموز 1943). وتوسط رئيس الوزارة المصرية مصطفى النحاس باشا فصدر قرار بتحديد عدد المقاعد بـ55 (30 للمسيحيين و25 للمسلمين).
انتخاب بشارة الخوري وعهد الإستقلال:

301 302 في 21 أيلول 1943 جرت الانتخابات النيابية وأسفرت عن فوز بشارة الخوري لرئاسة الجمهورية فكلف رياض الصلح لتشكيل الحكومة، وبدأت الأزمة مع الفرنسيين بعدم قيام الوزارة الجديدة بزيارة المندوب السامي. كما قدم رئيس الوزراء برنامج عمل الوزارة الذي تضمن تعديل الدستور، وجعل التشريع من حق المجلس النيابي وحده، وجعل اللغة العربية اللغة الرسمية الوحيدة فيه. وقد أقر المجلس هذا البرنامج رغم تحذيرات المندوب الفرنسي فما كان منه إلا أن اعتقل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأودعهما في قلعة راشيا، وعين رئيساً جديداً إلا أن بعض أعضاء الحكومة الذين نجوا من الاعتقال (حبيب أبو شهلا ومجيد أرسلان) اجتمعوا في قرية بشامون وشاركهم رئيس المجلس النيابي صبري حمادي وعدد من النواب وعملوا على تمثيل الحكومة الشرعية ودعوا الناس إلى العصيان المدني، فسقط العديد من القتلى والجرحى نتيجة الصدامات بين الطرفين وأحتجت البلاد العربية، فتراجعت فرنسا وأعادت الحكومة الشرعية إلى الحكم في 22 تشرين الثاني 1943 وعدَّ هذا اليوم العيد الوطني للبنان. وبعد مفاوضات بين الحكومة اللبنانية الوطنية وبين سلطة الانتداب تقرر سحب القوات الفرنسية وإعلان استقلال لبنان في 31 كانون الأول 1946م.
عهد بشارة الخوري (1943 ـ 1952 م):
أهم إنجازات هذا العهد هو «الميثاق الوطني» الذي قرب بين مشاعر الوطنيين المسلمين والمسيحيين ممثلين برياض الصلح وبشارة الخوري فتبلور هذا الاتفاق في عزم المسلمين عن ترك فكرة الوحدة مع سوريا وكذلك المسيحيين ترك فكرة الوصاية الفرنسية. والتشديد على جعل لبنان وطناً مستقلاً حراً ذا وجه عربي يتساوى فيه الجميع. وفي 22 أيار 1949 تم تعديل المادة 49 من الدستور والتمديد للرئيس بشارة الخوري مدة ثانية.
محاولة انقلاب فاشلة
: في تموز 1949 صدر عن أنطون سعادة رئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي بالانقلاب وبالسيطرة على مقدرات الدولة، لكن الدولة أحكمت قبضتها على الانقلابيين، وهرب سعادة إلى سوريا غير أن الرئيس السوري حسني الزعيم سلم سعادة للدولة اللبنانية التي اعدمته مع ستة من أنصاره.
وأواخر عهد الرئيس الخوري عم الفساد والمحسوبيات في الإدارات العامة. ومني العهد بنكسة تجلت في اغتيال الرئيس رياض الصلح في عمان على يد أحد القوميين السوريين (16 تموز 1951 م) ففقد بشارة الخوري نصيراً قوياً. ووعد الشيخ بشارة بتنفيذ برنامج اصلاحي ووالى رئيس وزراءه سامي الصلح المعارضة، وتفجر الوضع باستقالة رئيس الحكومة في 9 أيلول 1952 وعجز الرئيس الخوري عن تأليف وزارة جديدة، وتحت ضغط المعارضة والإضرابات الشعبية قدم استقالته في 18 أيلول 1952.
عهد الرئيس كميل شمعون (1952 ـ 1958 م):

303 عمل كميل شمعون منذ انتخابه على تحقيق الإصلاحات الإدارية، ونالت حكومته الأولى برئاسة خالد شهاب سلطات استثنائية لوضع قوانين. إصلاحية. إلا أن نفوذ شمعون كان دائماً يطغى على رئيس الحكومة، فلم يسمح لأحد بمشاركته في القرار فانقطع حبل تفاهمه مع كمال جنبلاط الذي كان يطالب بالمشاركة في وضع سياسة العهد ولم تنقض بعض السنوات على عهد شمعون حتى عادى جميع الزعماء المسلمين والمسيحيين الأمر الذي سرع بإشعال ثورة 1958، خاصة أن العالم العربي كان يعيش فورة عربية لا سابق لها على عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وذلك عقب خروج مصر من العدوان الثلاثي عليها منتصرة. ورفض شمعون مسايرة مصر في قطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا فاستاء رئيس الحكومة عبد الله اليافي ووزير الدولة صائب سلام واستقالا من الحكم. فمال شمعون إلى جهة العراق والأردن للانضمام إلى حلف بغداد، إلا أن الأوضاع الداخلية قد اشتعلت ضد الحكم وخاصة عقب ثورة تموز بالعراق وتسلم الضباط الوطنيين الحكم الأمر الذي أدى إلى إنزال الولايات المتحدة قواتها على السواحل اللبنانية في 15 تموز 1958.
عهد اللواء فؤاد شهاب (1958 ـ 1964 م):

304 305 استطاع قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب أن يبقي الجيش بعيداً عن الصراعات التي حدثت في عهد شمعون وهذا ما رفع رصيده للرئاسة. وقد أتى انتخاب شهاب حلاً مرضياً لمختلف الفئات وشكل رشيد كرامي حكومته الأولى من أقطاب المعارضة السابقة والمحايدين، وأعلن البدء بقطف ثمار ثورة 58. فحاول الطرف المقابل القيام بحركة مضادة فتدخل الرئيس شهاب واستطاع (بعد عدة مشاكل) أن يرأب الصدع. فشكل رشيد كرامي وزارة اتخذت شعار «لا غالب ولا مغلوب» فاستكانت الأمور.
وقد عمل هذا العهد على الاهتمام بالمناطق النائية، واستطاع القيام بما عجز عنه العهدان السابقان من (الإصلاح الإداري).
أما سياسة شهاب الخارجية فقد بدأها باجتماع مع الرئيس جمال عبد الناصر على الحدود اللبنانية السورية، وأبدى الرئيس الجديد تساهلاً حيال الفئة اليسارية وساير التيار العروبي (دون الإساءة إلى التيار الآخر). واستطاع أن يقنع أمريكا بسحب قواتها من السواحل اللبنانية.
عهد الرئيس شارل الحلو (1964 ـ 1970 م):

306 فاز الرئيس الحلو بانتخابات الرئاسة عام 64 (وكان وزير التربية عندما انتخب رئيساً) وعمل على متابعة الإصلاحات الإدارية، وقد واجهت البلاد على عهده مشاكل اقتصادية أهمها (قضية بنك انترا) الذي عجز عن الدفع لزبائنه. وتحرك المجلس النيابي لوضع تشريعات تضمن تضمن الودائع المصرفية. وفي 1969 وقعت عدة اصطدامات بين المقاومة الفلسطينية المسلحة وبين الجيش اللبناني، فجرت مفاوضات بين الطرفين برعاية مصرية بغية التوصل إلى حل، وقد وقع الطرفان في 3 تشرين الثاني 69 على «اتفاق القاهرة» الذي سمح للفدائيين الفلسطينيين بحرية العمل ضمن منطقة محددة في جنوب لبنان برعاية الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وقبل انتهاء مدة شارل الحلو، انتخب المجلس النيابي وزير الاقتصاد سليمان فرنجية رئيساً للبلاد، فتسلم سلطاته الدستورية في 23 أيلول 1970.
عهد الرئيس سليمان فرنجية (1970 ـ 1976 م):

307 عمل الرئيس فرنجية على تحسين الأوضاع في لبنان وخاصة منها الوضع الاجتماعي الذي كان يهدد بالثورة نتيجة الغبن اللاحق بشريحة كبيرة من الشعب اللبناني. كما كان الفلسطينيون قد زاد نشاطهم وكثرت عملياتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي في شمالي فلسطين كما كثرت مكاتبهم في العديد من المناطق اللبنانية، وغالباً ما كانت تحدث استفزازات بسيطة كانت تحل سريعاً، ولكنها كانت تخفي أثراً كبيراً بقي في الأعماق ولم يظهر إلى العلن إلا مع بداية الحرب الأهلية وكانت الشرارة الأولى في 13 نيسان 1975 عندما أطلقت قوات حزب الكتائب النار على حافلة تنقل عدداً من الفلسطينيين واللبنانيين ما أدى إلى سقوطهم بين قتيل وجريح، وسرعان ما انتقلت المعارك إلى بعض المناطق الأخرى في بيروت وجبل لبنان، حيث تقسمت المناطق بشكل سريع بين الفرقاء إثر ذلك قام الرئيس سليمان فرنجية بالطلب من الرئيس السوري حافظ الأسد بدخول قوات الجيش السوري إلى لبنان للفصل بين المتقاتلين، خاصة بعد ورود الأنباء عن حشد عسكري للقوات الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات والأحزاب الوطنية اللبنانية التي يتزعمها كمال جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وعن نية هذه القوات بالدخول إلى المناطق المسيحية بعد عمليات القتل والتشريد التي حصلت داخل المنطقة بحق سكان مخيمات تل الزعتر والكرنتينا والنبعة.
في 31 أيار 1976 دخلت القوات السورية إلى لبنان وعلى الفور فكت حصار الفلسطينيين وقوات الأحزاب الوطنية عن المعاقل المسيحية بدءاً بمدينة زحلة، وقد وقعت اشتباكات عنيفة على طريق بيروت دمشق وفي ميناء صيدا.
هذا التدخل مكن المسيحيين من التحول إلى الهجوم وخصوصاً ضد الجيوب المعادية في مناطقهم ولاسيما تل الزعتر.
عهد الرئيس إلياس سركيس 1976 ـ 1982:
لم يستطيع الرئيس الياس سركيس إيقاف نار الحرب المستعرة، رغم محاولاته الحثيثة، إلا إنه لم يكن يستطيع إيقاف المليشيات المسيحية عن القيام بأي عمل ما، وهذا ما أضعفه.
وقد عكس التدخل السوري في لبنان إلى جانب المسيحيين وضد الفلسطينين صدمة كبيرة لدى الرؤساء العرب الذين تنادوا إلى لقاء قمة عربية عقدت في الرياض عام 76 اتفق على إثره بتشكيل قوات عربية مشتركة تكون القوات السورية عمودها الفقري لوقف الحرب الأهلية في لبنان، ودخلت القوات السورية إلى مناطق تواجد الفلسطينيين والقوى الوطنية التي توزعت في مختلف المناطق، فكانت الصدمة الأكبر عندما بدأت إسرائيل بتمويل حلفاءها في المناطق المسيحية بمختلف أنواع الأسلحة وفي خضم هذه الأجواء الملبدة تم اغتيال كمال جنبلاط في 16 أذار 1977 الذي كان رمز الحركة الوطنية وقائدها. وتحت عنوان حماية المستعمرات الإسرائيلية قامت القوات الإسرائيلية في 14 أذار 1978 باجتياح لبعض القرى اللبنانية في الجنوب، وسرعان ما صدر قرار عن الأمم المتحدة يحمل الرقم 425 يدعو إسرائيل إلى الانسحاب الكامل غير المشروط من لبنان الوضع في بيروت كان محزناً، فقد انقسمت إلى منطقتين وانتشر المقاتلون في كل مكان، وانتشر معهم الموت والرعب، وكانت عمليات القتل والقنص لا ترحم العوام حتى في منازلهم وازدادت أكثر حدة مع موجة القتل الطائفي.
الاجتياح الإسرائيلي وسقوط بيروت:

309 حاولت ميليشيا بشير الجميل المتحالفة مع إسرائيل وضع يدها على مدينة زحلة في البقاع الأمر الذي أدى إلى نشوب معارك قوية مع القوات السورية التي أجبرته على الخروج من المدينة، غير أن الطائرات الإسرائيلية تدخلت واسقطت مروحيتين للسوريين كانتا تنقلان المؤن والإمدادات، فحرك السوريون صواريخ أرض جو من نوع سام إلى البقاع وبدأت أزمة الصواريخ السورية الإسرائيلية في البقاع وفي 6 حزيران 1982 قامت القوات الإسرائيلية وبحجة إطلاق النار من قبل الفلسطينيين على السفير الإسرائيلي في لندن باجتياح لبنان وخلال 40 ساعة كانت القوات الإسرائيلية قد احتلت معظم جنوبي لبنان ودحرت قوات منظمة التحرير الفلسطينية وراحت تتقدم باتجاه بيروت.
وأقدمت القوات الإسرائيلية يدعمها قصف مدفعي من البر والبحر وغارات جوية كثيفة بالهجوم على المواقع السورية والفلسطينية والسكنية في ضواحي بيروت وعلى التلال المطلة على العاصمة وضربت حصاراً على بيروت استمر تسعة أسابيع.
وتحت الضغط الإسرائيلي الأمريكي خرج في أول أيلول 1982 المقاتلون السوريون والفلسطينيون من بيروت. وفي هذه الأثناء تم انتخاب بشير الجميل زعيم ميليشيا الكتائب رئيساً للبنان وبضغط على النواب غير أنه وقبل أن يتسلم سدة الرئاسة تم اغتياله في 14 أيلول 1982، وجاء هذا الاغتيال مناسبة استغلها آرييل شارون وزير الحرب الصهيوني ليدير مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا بحجة مزدوجة: الثأر لبشير، واستمرار وجود المقاتلين الفلسطينيين في المخيمات.
عهد أمين الجميل

310 اجتمع مجلس النواب عقب مقتل بشير الجميل واختار شقيقه أمين الجميل الذي حاول أن يبقى بين الطرفين في بداية الأمر، فزار دمشق والتقى بالرئيس الأسد. إلا أن ضغط وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز، أجبر لبنان على خوض محادثات منفردة مع الجانب الإسرائيلي، ومن ثم التوقيع رغماً عنه على اتفاقية 17 أيار 1983 التي سلخت لبنان عن محيطه العربي، بل وجعلته محمية إسرائيلية.
وقد حاولت الولايات المتحدة عبر الضغط على الرئيس الأسد للموافقة على هذه الاتفاقية إلا إنه رفض رفضاً باتاً، وتشكلت بدعم منه جبهة الانقاذ الوطني في في بيروت المناهضة لهذا الاتفاق والتي استطاعت إسقاطه فيما بعد.
وبدأت في بيروت العمليات الفدائية النوعية ضد الجيش الإسرائيلي الذي راح يتراجع، كما اندلعت معارك حامية بين الجيش اللبناني (يتبع الطرف اليميني بزعامة أمين الجميل) وبين قوات حركة أمل الموالية لسوريا، واستطاعت هذه القوات من إجبار الجيش على الخروج من مناطقها، وجاءت أحداث الشوف عقب اندحار القوات الإسرائيلية من الجبل عقب معارك الشحار إذ قامت قوات الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط (ابن كمال جنبلاط) بدحر القوات اللبنانية الموالية لإسرائيل وإخراجها من الجبل.
وهكذا بدأت الأمور تميل إلى جانب قوات الحركة الوطنية الموالية لسوريا وبدأت إسرائيل تزداد تراجعاً عن المناطق التي احتلتها، وكانت عمليات المقاومين اللبنانيين تتعقب قواتها طيلة عام 1984. وبحلول عام 1985 رضيت إسرائيل لنفسها بمنطقة حدودية سمتها «الحزام الأمني» في جنوب لبنان وأقامت فيه ميليشيا لبنانية تتبع لها أوكلت قيادتها إلى ضابط في الجيش اللبناني يدعى سعد حداد كما تعرضت القوة البحرية الأمريكية لعملية أودت بحياة 241 جندياً أمريكياً من قوات المارينز، كذلك هوجمت القوات الفرنسية بعملية مماثلة أدت إلى سقوط 56 جندياً فرنسياً) يذكر أن هذه القوات دخلت إلى بيروت في إطار القوات الدولية للفصل بين الإسرائيليين وبين اللبنانيين.
وهكذا تمكنت القوات الوطنية بدعم من القوات السورية من بسط نفوذها بعد خروج القوات الإسرائيلية والقوات المتعددة الجنسيات، فاضطر الرئيس اللبناني، أمين الجميل في 29 شباط 1984 للسفر إلى دمشق لملاقاة الرئيس الأسد ليعلن له عن استعداده لإلغاء اتفاقية 17 أيار مع إسرائيل.
عودة مجدداً للحرب الأهلية:
اندلعت في بيروت وبعض المناطق اشتباكات بين الفلسطينيين الموالين لعرفات والمعادين له، وقد أسفرت هذه المعارك عن سقوط حوالي 1000 قتيل و4 آلاف جريح، وخرج أنصار عرفات من بيروت. وعلى الساحة المسيحية انتفض سمير جعجع (12 أذار 1985) من داخل القوات اللبنانية على التقارب الذي كان باشره حزب الكتائب (الحزب الأم للقوات اللبنانية)مع قادة الحركة الوطنية بدعم من سوريا. ولكن بعد شهرين قاد إلياس حبيقة انتفاضة على الانتفاضة، وأصبح الرجل الأقوى على الساحة المسيحية واستقبل رسمياً في دمشق في 9 أيلول 1985.
إلا إن التأزم انتقل إلى بيروت الغربية حيث بدأ حلفاء الأمس (أمل والتقدمي) بصراع عسكري على السيطرة، فاستطاعت دمشق الجمع بين الطرفين عبر «جبهة الوحدة الوطنية». وفي أوائل أيلول 1985 دخل الجيش السوري مدينة زحلة نتيجة إلحاح من وجهاء المدينة وفي أواخر الشهر نفسه دخل مدينة طرابلس فارضاً على الأصوليين المسلمين (حركة التوحيد الإسلامية) تسليم أسلحتهم الثقيلة بعد معارك كبيرة. وهكذا بدا الوضع وكأنه جاهز لتوقيع اتفاق سلام بين مختلف الأطراف في لبنان.
وقع هذا الاتفاق (الذي سمي الاتفاق الثلاثي) أو «اتفاق دمشق» في 28 كانون الأول 1985 في دمشق: الياس حبيقة (عن القوات اللبنانية)، وليد جنبلاط (الحزب التقدمي الاشتراكي)، نبيه بري (حركة أمل) وعدد كبير من الشخصيات الفاعلة على الساحتين الإسلامية والمسيحية. وقد نص هذا الاتفاق على إنهاء حالة الحرب وإقامة توازن في السلطات بين المسيحيين والمسلمين، وبعدها يصار إلى إلغاء الطائفية وإجراء إصلاحات في المؤسسات.
لكن هذا الاتفاق ما لبث أن ضاع بعد نحو اسبوعين فقط، إذ رفض رئيس الجمهورية امين الجميل الانضمام إليه، وقاد سمير جعجع في 13 كانون الثاني 1986 انتفاضته الثانية، الموجهة ضد إلياس حبيقة والاتفاق الذي وقعه، فوقعت معارك داخل المناطق المسيحية أودت بحياة حوالي 300 قتيل هُزم فيها حبيقة وغادر إلى سوريا.
فعاد الوضع إلى تأزمه، وموجة من السيارات المفخخة جعلت من بيروت جحيماً، إضافة إلى الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الأحزاب الوطنية المسيطرة على بيروت خاصة خاصة بين أمل ـ التقدمي الاشتراكي وبين أمل ـ المرابطون (حركة ناصرية سنية) وازدادت حدة المعارك في عام 1987 بين هذه الأحزاب ولم تتوقف إلا بعودة الجيش السوري إلى بيروت في 18 ـ 22 شباط 1987 ومعالجته بحزم بعد طلب رسمي من الحكومة اللبنانية.
خلافة أمين الجميل بين عون والحص:
تركز الاهتمام على الموعد المقرر لانتخاب رئيس جديد للبلاد يخلف أمين الجميل (تنتهي ولايته في 1988) الذي قاطعته سوريا بسبب مسؤوليته عن إفشال الاتفاق الثلاثي. حاول الجميل إيجاد الرجل البديل الذي يكون موضع ثقة بين الطرفين، إلا أن جميع الجهود المبذولة قد فشلت، ولم تجر الانتخابات الرئاسية بعدما ضغطت القوات المهيمينة على المنطقة الشرقية على النواب المسيحيين ومنعتهم من حضور جلسة الانتخاب فعطلتها، فعهد أمين الجميل في ساعاته الأخيرة إلى تكليف قائد الجيش العماد ميشيل عون بتشكيل حكومة، بينما كان الحص رئيساً للحكومة في المنطقة المقابلة (في آخر عهد الجميل قدم الحص استقالة حكومته للرئيس الجميل لكنه لم يقبلها) وهكذا قامت في البلد حكومتان. إلا أن حكومة عون لم يشارك فيها الضباط المسلمين الذين اختارهم عون لمشاركته في الحكومة، فأعلن عون «حرب التحرير» ضد السوريين في 14 أذار 1989، فقامت حرب مدفعية طويلة المدى بين الطرفين أدت إلى وقوع خسائر جسيمة في صفوف المدنيين.
هذه المعارك أثارت ردود فعل عربية وأجنبية عديدة فتشكلت لجنة وساطة عربية ثلاثية (السعودية ـ المغرب ـ الجزائر) إلا أن هذه اللجنة لم تتوصل إلى حل للأزمة فعملت السعودية وبدعم من الولايات المتحدة على جمع 62 نائباً لبنانياً في مدينة الطائف السعودية للقيام بمحادثات لبنانية ـ لبنانية لتصحيح الوضع الدستوري في البلد بشكل يساوي بين الطوائف وذلك في 30 أيلول 1989. أسفرت هذه المحادثات عن «اتفاقية الطائف».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:11 am

الجمهوريّة اللبنانيّة


عهد «الطائف» الجمهورية الثانية:

311 321 313 314 315 316 أعلن العماد ميشال عون نفسه رئيساً لـ«لبنان الحر» في 7 تشرين الثاني 1989 أي بعد أسبوعين من توقيع اتفاق الطائف وأعلن عن حل المجلس النيابي (الذي وقع اتفاق الطائف في 4 تشرين الأول 89). إلا أن النواب اجتمعوا في شتورة وانتخبوا رينيه معوض رئيساً للبلاد إلا إنه اغتيل في 22 تشرين الثاني، فعاد النواب اللبنانيين وانتخبوا إلياس الهراوي مباشرة ليتسلم زمام الرئاسة.
في هذه الأثناء كان الوضع الداخلي في المنطقة المسيحية متأزماً بين الطرفين (المتسلمين لزمام الأمور) سمير جعجع قائد القوات اللبنانية، وميشيل عون قائد الجيش ورئيس الحكومة في المنطقة، فأعلن الأخير «حرب الإلغاء» في 15 كانون الثاني 1990 ضد «القوات» فاندلعت معارك طاحنة بين الفريقين أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل وهروب أكثر من 200 ألف مسيحي إلى المناطق الإسلامية فكان القرار الحازم من رئاسة الجمهورية وهو القيام بحركة عسكرية بمساعدة الجيش السوري لإنهاء حالة تمرد ميشال عون.
وفي 13 تشرين الأول 1991 تحركت القوات السورية وقوات الجيش اللبناني باتجاه الجيب الذي يسيطر عليه عون (وهو لا يتعدى 267 كلم2) وهرب عون إلى السفارة الفرنسية طالباً اللجوء السياسي إلى فرنسا، وهكذا بسطت الشرعية اللبنانية كامل سيطرتها على الأراضي اللبنانية. وبدأت بعملية فرض هيمنتها وكانت البداية بحل الميليشيات العسكرية وتسليم أسلحتها للدولة اللبنانية.
وفي 22 أيار 1991 وقع لبنان وسوريا معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين.
عهد الرئيس الياس الهراوي 1989 ـ 1998 م:
لقد كان عهد الرئيس الياس الهراوي بداية الجمهورية الثانية عقب اغتيال الرئيس رينيه معوض، فعمدت حكومة العهد الأولى برئاسة عمر كرامي إلى حل الميليشيا العسكرية وتسلم الأسلحة الثقيلة والخفيفة منها، وجمع جميع شباب الأحزاب في معسكر إعادة تأهيل لإدخالهم في الجيش في الجيش الوطني اللبناني، الذي سلمت قيادته إلى العماد إميل لحود الذي أثبت حنكة ودراية واستطاع بناء جيش موحد وطني ومنع انقسام المؤسسة العسكرية وذلك بعد إنهاء تمرد العماد ميشال عون في 13/10/1990 بدعم من القوات السورية. وللمرة الأولى بعد الحرب الأهلية في البلاد، جرت الانتخابات النيابية في عام 1992، وجاءت بوجوه جديدة إلى البرلمان، وتشكلت حكومة جديدة برئاسة رجل الأعمال اللبناني رفيق الحريري ليبدأ مرحلة إعادة الإنماء والإعمار.
وكان لمجيء الحريري على رأس الحكومة صدى إيجابي كبير وخاصة على المستوى الاقتصاد والاجتماعي.
فعلى الصعيد الداخلي تحسنت الأوضاع الاقتصادية، وانتعشت قيمة الليرة اللبنانية، كما وضعت مخططات المشاريع الإنمائية لمختلف المناطق اللبنانية وخاصة في ضواحي بيروت المحرومة، فأعيد لبنان إلى الخارطة السياحية في العالم. وبدأت أكبر ورشة إعمار في الشرق الأوسط استعاد لبنان بفضلها بعضاً من عافيته ومركزه الاقتصادي في المنطقة. وعاد لبنان قبلة المستثمرين العرب والأجانب.
استمر الحريري على رأس السلطة التنفيذية لمدة خمس سنوات، حيث تم التمديد للرئيس الياس الهراوي عندما انتهت مدة ولايته في تشرين الأول 1995، فمدد له لمدة ثلاثة سنوات.
نبذة عن الإنماء والإعمار في حكومات الرئيس الحريري:
بعد حلول السلام في البلاد، واجهت لبنان تحديات هائلة، لم تكن هذه التحديات تتمثل في إعادة تعمير البنية التحتية المدمرة للبلد وإعادة تأهيل المؤسسات العامة وأجهزة الدولة فحسب، بل أيضاً قدرة البلاد على أخذ مكانها بين الدول المنافسة في الوقت الذي كانت تلوح فيه فرص حقيقية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ تسلم مهامها في تشرين الأول 1992 وحتى أواخر 1998، ركزت حكومات الرئيس الشيخ رفيق الحريري جهودها على متطلبات النهضة الاقتصادية.
فوضعت خطة عشرية (1993 ـ 2002) تهدف إلى تحقيق نهضة اقتصادية ونمو متوازن في البلاد، وقد أطلق على هذا التحدي «آفاق 2000».
وتنفق هذه الأموال الضخمة بهدف إعادة إعمار مختلف قطاعات البنية التحتية المادية والاجتماعية في البلاد وتنميتها. وأكثر ما تركزت الاهتمامات حول إعادة إعمار منطقة وسط بيروت التجاري الذي كان قبل الحرب يجمع القسم من نشاطات العاصمة، وقد ساهم غياب هذا المركز منذ بداية الحرب في التغيير العميق الذي طاول المجال المديني، فوسط بيروت يضم مناطق سكنية ونشاطات حرفية صغيرة وكثافة عالية من النشاطات، مع وجود عدد كبير من المصارف والمكاتب والفنادق من كل الفئات والمؤسسات التجارية إضافة إلى مصالح الدولة وإداراتها. إن إعادة إعمار وسط بيروت هو في الوقت عينه رمز إعادة توحيد البلاد وعملية ضرورية لاستعادة العاصمة اللبنانية ازدهارها ودورها السابقين.
الغضب الإسرائيلي والمقاومة الباسلة:
في ظل هذه السنوات، كان الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته المباشرة على لبنان واللبنانيين عبر غاراته الجوية وقصفه المدفعي المتواصل، الأمر الذي أدى إلى وقوع العديد من الخسائر في صفوف المواطنين المدنيين، غير أن المقاومة اللبنانية (وبالأخص حزب الله المدعوم من إيران) كان يزعج اليهود بعملياته العسكرية النوعية التي كانت تصيب العدو الإسرائيلي بخسائر مادية وبشرية جسيمة للغاية، الأمر الذي أبقى على الوضع غير المستقر في الجنوب، حتى أن الطائرات الإسرائيلية غالباً ما كانت تقصف مواقع حزب الله في الداخل اللبناني في مدينة «بعلبك» إضافة الى قصف المنشآت الحديثة في البلد. وخاصة محطات التوليد الكهربائية.
وتجسدت الغطرسة الإسرائيلية في عملية «عناقيد الغضب» العسكرية في 13 نيسان 1996 والتي تواصت على مدى خمسة عشر يوماً كاملاً، الأمر الذي أدى إلى نزوح عدد هائل من سكان الجنوب اللبناني إلى بيروت وباقي المناطق. إلا أن وقوف الشعب اللبناني متكاتفاً مع الدولة وداعماً للمقاومة أفشلا الخطة الإسرائيلية وخاصة عقب وقوع «مجزرة قانا» عندما قامت إسرائيل بقصف أحد المواقع التابعة للقوات الدولية في الجنوب حيث كان يلتجىء إليه المدنيين الأمر الذي أدى إلى سقوط 105 قتيل معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن ما أثار حفيظة المجتمع الدولي بأكمله، واضطرت إسرائيل بعد ذلك إلى توقيع اتفاق نيسان مع لبنان وسوريا برعاية أمريكية وفرنسية وفيه اعتراف دولي كامل بشرعية المقاومة اللبنانية وعدم شرعية قصف المدنيين اللبنانيين من قبل الطائرات الإسرائيلية.
كان هذا الاتفاق بمثابة «درع واقي» بالنسبة للمقاومة (حزب الله) الذي عرف كيف يوجه ضرباته الموجعة لجنود الإحتلال الذين أصيبوا بالهلع والخوف والإحباط، وبدأ الشعب اليهودي يطالب حكوماته بالانسحاب من المستنقع اللبناني وإنقاذ أولادهم من الموت المحتم على أيدي رجال المقاومة الذين راحوا يصورون عملياتهم ويقومون ببثها إلى العالم، الأمر الذي أظهر مدى الجبن والخوف والإحباط الذي يعاني منه الجنود اليهود، مقابل التصميم والعزيمة وحب الجهاد والاستشهاد الذي يتحلى به رجال المقاومة اللبنانية.
عهد الرئيس إميل لحود 1998 ـ ....:

317 318 في تشرين الأول 1998 تم انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية اللبنانية بأغلبية ساحقة من أصوات النواب في جلسة انتخاب تاريخية. وقد تسلم الرئيس الجديد ـ الذي يحظى بشعبية كبيرة ـ مقاليد الحكم من الرئيس السابق الياس الهراوي في في القصر الجمهوري وفق الدستور.
أجرى الرئيس الجديد استشارات نيابية لتعيين رئيس جديد للحكومة الأولى للعهد الجديد. وكانت الغالبية تؤيد عودة الرئيس رفيق الحريري، إنما وبعد لغط حصل جراء قيام بعض النواب بتجيير أصواتهم للرئيس لحود ليختار هو من يريد. فكان اعتراض الرئيس الحريري حول دستورية هذا الأمر، ورفض عملية تجيير الأصوات لرئيس البلاد، فاعتذر عن تشكيل الحكومة، فأعاد لحود عملية الاستشارات النيابية التي جاءت هذه المرة لمصلحة الدكتور سليم الحص المعارض الأول لحكومات الحريري السابقة. فشكل حكومة تكنوقراطية، جلها من المعارضة وغابت عنها الأسماء السياسية الكبيرة وممثلي الأحزاب اللبنانية.
عملت هذه الحكومة على هدف واحد مهم وهو تخفيف عبء الدين الذي ترتب على كاهل البلاد من جراء عملية البناء والإعمار، وحاولت تحسين الأوضاع الاقتصادية، غير أن الأمور سارت على غير ما أرادت الحكومة، فبقي الدين على ما هو عليه ودخلت البلاد في أزمة اقتصادية خانقة، وزادت البطالة في صفوف المواطنين وارتفعت أسعار المواد الأولية في البلاد.
الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان:
بسبب تزايد العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية على الجيش الإسرائيلي وعملاءه «قوات جيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد) زاد الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشأن سحب قواتها من لبنان، فأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد إيهود باراك أنه قرر سحب جيشه من الجنوب اللبناني في شهر تموز من عام 2000م. غير أنه وخلافاً لكل التوقعات، وتحت ضربات المقاومة الباسلة قام العدو الإسرائيلي بتفكيك مواقعه في الجنوب وسحب جيوشه تباعاً من المنطقة في بداية شهر أيار، الأمر الذي أدى إلى حالة هلع شديد في صفوف جيش العملاء الذين تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وفروا مع الجيش الإسرائيلي طالبين الهروب من لبنان المقاوم. ودخل الشعب اللبناني تؤازره المقاومة إلى القرى الجنوبية المحررة في 25 أيار 2000 في «يوم المقاومة والتحرير» الذي أعلن عيداً رسمياً في لبنان.


لبنان
1920: 31 أغسطس (آب) الجنرال غورو يصدر مرسوماً بضم بيروت والبقاع وطرابلس وصيدا وصور إلى جبل لبنان وجعلها «دولة لبنان الكبير» وسط اعتراضات المسلمين المطالبين بالانضمام إلى سورية.
1926: في 23 مايو (أيار) ولادة الدستور اللبناني الأول وقيام «الجمهورية اللبنانية».
1932: 1 مايو (أيار) إعلان فرنسا تعليق العمل بالدستور بسبب إصرار المسلم محمد الجسر (رئيس مجلس النواب) على الترشح لرئاسة الجمهورية.
1943: أول انتخابات بعد الاستقلال لمجلس نيابي مؤلف من 55 مقعداً على قاعدة ستة مسيحيين مقابل خمسة مسلمين. واجتماع القيادات المسيحية والإسلامية للاتفاق على تقاسم السلطة (رئاسة الجمهورية للموارنة. رئاسة البرلمان للشيعة ورئاسة الحكومة للسنة). وينص الاتفاق غير المكتوب الذي عرف بـ«الميثاق الوطني» أو «صيغة 43» على أنه لم يعد جائزاً للمسيحيين طلب الحماية الاجنبية مقابل عدم طلب المسلمين الوحدة مع الدول العربية.
11 نوفمبر (تشرين الثاني): قوات الانتداب تعتقل رئيس الجمهورية والحكومة، بشارة الخوري ورياض الصلح والوزراء كميل شمعون وعادل عسيران وسليم تقلا والنائب عبد الحميد كرامي. فاشتعلت البلاد بالتظاهرات وأعلنت في بشامون حكومة الاستقلال التي أقرت العلم اللبناني الجديد وفق صيغته الحالية بدلاً من العلم الفرنسي. وفي 22 نوفمبر (تشرين الثاني): رضخت فرنسا وأفرجت عن المعتقلين. وأصبح هذا التاريخ «عيد الاستقلال» اللبناني.
1946: 31 ديسمبر (كانون الأول): جلاء آخر جندي فرنسي عن لبنان.
1949: محاولة انقلاب فاشلة للحزب السوري القومي الاجتماعي وإعدام قائد الحزب أنطوان سعادة.
1958: 8 مايو (أيار): ثورة مسلحة في طرابلس وصيدا والشوف والأحياء الإسلامية في بيروت.
1966: 15 أكتوبر (تشرين الأول): إفلاس بنك انترا يحدث هزة اقتصادية.
3 نوفمبر (تشرين الثاني): توقيع «اتفاق القاهرة» الذي سمح للفدائيين الفلسطينيين بحرية العمل ضمن منطقة محددة في جنوب لبنان برعاية الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
1975: 13 أبريل (نيسان): قوات كتائبية تطلق النار على حافلة نقل فلسطينيين ولبنانيين تؤدي إلى إطلاق شرارة الحرب الاهلية اللبنانية.
1976: تزايد حدة القتال في الحرب الأهلية. مذابح تستهدف الفلسطينيين والمسلمين في الكرنتينا وتل الزعتر (شرق بيروت) ومذابح مقابلة لسكان الدامور المسيحيين.
الرئيس سليمان فرنجية يدعو سورية للتدخل لإيقاف القتال في لبنان.1978: 14 مارس (أذار): الاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان تحت عنوان حماية المستعمرات الإسرائيلية. وصدور القرار 425 الداعي لإنسحاب إسرائيلي غير مشروط من لبنان.
1982: 5 يونيو (حزيران): الجيش الإسرائيلي يغزو لبنان أثر محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن. ويشن هجوماً على القوات السورية في وادي البقاع، ويحاصر بيروت الغربية ويطلب اخراج الفدائيين الفلسطينيين والسوريين من العاصمة اللبنانية. قوات امريكية وفرنسية وايطالية تجلي عن طريق البحر حوالي 11 ألف شخص من منظمة التحرير.
1982 يونيو (حزيران) اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل بعد خروج القوات متعددة الجنسيات، القوات الإسرائيلية تغزو غرب بيروت ومقتل 2000 فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا.
1983 مايو (أيار) مقرا القوات العسكرية الأمريكية والفرنسية تم تدميرهما بالكامل على يد رجال انتحاريين من منظمة «الجهادالإسلامي»، ومصرع ما يزيد على 300 جندي بعد القصف البحري الأمريكي الذي تعرضت له المناطق الإسلامية لدعم حكومة الجميل.
1985: 28 ديسمبر (كانون الأول): توقيع الاتفاق الثلاثي بين «القوات» و «أمل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي». وانتفاضة سمير جعجع تلغي الاتفاق.: 18 أغسطس (أب): تعطيل جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالضغط على النواب المقيمين في المناطق الشرقية لبيروت.
23 سبتمبر (أيلول): الجميل يؤلف قبيل منتصف الليل موعد انتهاء ولايته حكومة عسكرية برئاسة العماد ميشال عون مؤلفة من أربعة وزراء هم أعضاء المجلس العسكري. العضوان المسلمان يرفضان الالتحاق والرئيس سليم الحص يصر على شرعية حكومته التي كانت قدمت استقالتها في وقت سابق.
1989: 14 مارس (أذار): عون يعلن «حرب التحرير» ضد سورية، ويوجه رسالة إلى الأسد يطالبه فيها بسحب جيشه من لبنان. معارك واسعة تطال أثارها أثارها معظم المناطق اللبنانية.
30 سبتمبر (أيلول): 63 نائباً يجتمعون في الطائف ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يؤكد لهم أن «الفشل ممنوع». اتفاق على إعادة توزيع السلطة، واناطة السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء بدلاً من رئيس الجمهورية، وإقرار المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس النواب.
4 اكتوبر (تشرين الأول): فجراً، عون يحل مجلس النواب بعد معارضته اتفاق الطائف لمنع المجلس من انتخاب رئيس للجمهورية. لكن المجلس ينتخب رينيه معوض رئيساً قبل أن يغتال في 22 نوفمبر (تشرين الثاني). وينتخب الياس الهراوي. 1990: 15 يناير (كانون الثاني): حرب الالغاء بين الجيش والقوات تسفر عن ألف قتيل.
13 اكتوبر (تشرين الأول): اطاحة العماد عون بعملية عسكرية لبنانية ـ سورية. وعون يلجأ إلى السفارة الفرنسية.
1991: 22 مايو (أيار): توقيع معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين سورية ولبنان.
1992: 6 مايو (أيار): الليرة اللبنانية تصل إلى أسوأ مستوياتها مقابل الدولار (3000 ليرة للدولار الواحد). «ثورة الدواليب» تسقط حكومة عمر كرامي.
رفيق الحريري يؤلف أولى حكوماته والدولار يهبط إلى معدل 1500 ليرة. وبدء مسيرة اعادة الأعمار.
مرسوم تجنيس يفيد حوالي 300 ألف شخص يخلق جدلاً بين المسيحيين لإخلاله بالتوازن.
1996: 13 ابريل (نيسان): عملية عناقيد الغضب الإسرائيلية تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والبنى التحتية.
17 ابريل (نيسان): مجزرة قانا، مقتل 105 مدنيين في مركز للقوات الدولية قصفته إسرائيل.
1998: انتخاب العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية بعد تعديل الدستور.
في شهر أيار من العام 2000 وبسبب تزايد العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية على الجيش الاسرائيلي وعملاءه قام العدو الإسرائيلي بتفكيك مواقعه في الجنوب وسحب جيوشه تباعاً من المنطقة في بداية شهر أيار، الأمر الذي أدى إلى حالة هلع شديد في صفوف جيش العملاء الذين تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وفروا مع الجيش الإسرائيلي طالبين الهروب من لبنان المقاوم. وفي 25 أيار 2000دخل الشعب اللبناني تؤازره المقاومة إلى القرى الجنوبية المحررة.


الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 537
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:12 am

اقتباس :
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 040

الإمارات العربيّة المتحدة
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 039


الإمارات العربية المتحدة
ـ الاسم الرسمي: الإمارات العربية المتحدة.
ـ العاصمة: أبو ظبي.
ـ ديموغرافية الإمارات العربية المتحدة:
ـ عدد السكان: 2407460 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 29 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكان بأهم المدن:
ـ أبو ظبي: 666250.
ـ دبي: 686000.
ـ الشارقة: 441000.
ـ رأس الخيمة: 157000.
ـ عجمان: 139000.
ـ الفجيرة: 87000.
ـ أم القيوين: 42000.
ـ نسبة عدد سكّان المدن: 85%.
ـ نسبة عدد سكّان الأرياف: 15%.
ـ معدل الولادات: 18,11 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 3,79 لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 16,68 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكّان: 1,59%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 3,3,23 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 74,3 سنة.
ـ الرجال: 71,8 سنة.
ـ النساء: 76,9 سنة.ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 90,6%.
ـ الرجال: 95,3%.
ـ النساء: 86,5%.
ـ اللغة: العربية هي اللغة الرسمية مع استخدام واسع للفارسية والانكليزية والهندية والأوردية.
ـ الدين: 98% من السكان مسلمون، 2% ديانات أخرى.
ـ الأعراق البشرية: : أغلبية السكان من العرب مع وجود فارسي.
ـ التقسيم الإداري:
جغرافية الإمارات العربية المتحدة

ـ المساحة الإجمالية: 83600 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 83600 كلم ـ الموقع: تقع الإمارات العربية المتحدة على ساحل الخليج العربي في القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وفي القسم الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتضم سبع إمارات يحدها من الشمال قطر وبحر الخليج ومن الجنوب والغرب السعودية ومن الشرق الخليج العربي ومن الجنوب الشرقي سلطنة عمان.
ـ حدود الدولة الكلية: 1016 كلم منها: 410 كلم مع سلطنة عمان، و586 كلم مع المملكة العربية السعودية، و20 كلم مع دولة قطر.
ـ طول الشريط الساحلي: 1448 كلم.
ـ أعلى قمة: جبل حفيب (1189م) ـ الأنهار: توجد فيها بعض المجاري التي تجف صيفاً.
ـ المناخ: شديد الحرارة صيفاً مع ارتفاع الرطوبة في المناطق الساحلية التي قد تصل في بعض أيام فصل الصيف إلى أكثر من 90%، أما فصل الشتاء فهو دافىء وقليل الأمطار
ـ الطبوغرافيا: سطحها عبارة عن سهول ساحلية ضيقة تحصرها مناطق صحراوية رملية من الجنوب والغرب وهي امتداد لصحراء شبه الجزيرة العربية، بينما توجد مرتفعات في أقصى الشرق والشرق الجنوبي، حيث حدود سلطنة عمان، توجد فيها السبخات مثل سبخة أبو ظبي والسعديات.ـ الموارد الطبيعية: البترول، الغاز الطبيعي، الزيت.
ـ استخدام الأرض: لا وجود للغابات، المروج والمراعي 2,4%، الأراضي الزراعية التي تزرع بشكل دائم 0,2%، الأراضي المبنية وغير المستغلة وغير ذلك 97,4%.المؤشرات الاقتصادية
ـ الوحدة النقدية: الدرهم الإماراتي = 100 فلس.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 54,2 مليار دولار
ـ معدل الدخل الفردي: 24000 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي.
ـ الزراعة: 3%
ـ الصناعة: 52%
ـ التجارة والخدمات: 45%ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: 8%
ـ الصناعة: 32%
ـ التجارة والخدمات: 60%
ـ معدل البطالة: - ـ معدل التضخم: 4,5%
ـ أهم الصناعات: مشتقات النفط، مواد بتروكيميائية، مواد البناء، صناعة الزوارق، صناعة اللؤلؤ، صناعات كهرومنزلية.
ـ المنتجات الزراعية: الخضار، التمور، الفواكه.
ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 971.
ـ سكك حديدية: 2000 كلم.
ـ طرق رئيسية: 4750 كلم.
ـ أهم المرافىء: ميناء جبل علي، الفجيرة، زايد، راشد، خالد، خورفاكان، صقر.
ـ عدد المطارات: 6.
ـ أهم المناطق السياحية: المناطق الحرة، المتاحف، الشواطىء والمسابح، حديقة الحيوان.
المؤشرات السياسية

ـ شكل الحكم: اتحاد فدرالي.
ـ الاستقلال: 2 كانون الأول 1971.
ـ العيد الوطني: يوم الاستقلال (2 كانون الأول).
ـ تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1971.

الإمارات العربية المتحدة

الإمارات السبع أو إمارات الهدنة، هي أسماء كانت تطلق على ما يعرف اليوم بالإمارات العربية المتحدة، وتمتد من حدود قطر في الغرب إلى رأس الخيمة في الشرق. والإمارات السبع هي: أبو ظبي ـ دبي ـ أم الفجيرة ـ الشارقة ـ رأس الخيمة ـ أم القيوين ـ عجمان. وتبلغ مساحة دولة الإمارات 83,600كم2، وتعداد سكانها وصل إلى حوالي 2,5 مليون نسمة وأبو ظبي هي عاصمتها الاتحادية.تحد دولة الإمارات من الشمال دولة قطر، تحدها المملكة العربية السعودية من الغرب ومن الجنوب سلطنة عمان، ومن الشرق الخليج العربي.
لمحة تاريخية:
كشفت التنقيبات الأثرية في دولة الإمارات عن مرورها بعدة حقبات تاريخية تدل على وجود حضارات مختلفة في هذا البلد وهي:
العصر الحجري القديم
من حوالي 6000 ق.م الى حوالي 3500ق.م
يقدم هذا العصر أول دليل على وجود مستوطنة سكانية في الإمارات وقد تألفت المجموعة السكانية من جماعات بدوية عاشت على الصيد وتجميع النباتات، وجماعات استقرت على السواحل وفي الجزر وكانت التجارة البحرية قد بدأت وهناك دلائل على قيام روابط مع حضارة عبيد في بلاد ما بين النهرين واشتملت التقنيات المستخدمة على أدوات صوافية دقيقة الصنع من النوع المشطور الوجهين الشائع لدى العرب وأهم مواقع هذه الحضارة جبل بحيص ودلما وعقب أم القيوين.
العصر البرونزي
حقبة جبل حفيت من 3200 ق.م الى 2500 ق.م
بداية العصر البرونزي على صعيد محلي. وسميت بحقبة جبل حفيت نسبة للمدافن التي عثر عليها في جبل حفيت بالقرب من العين وهي مدافن جماعية صغيرة شبيهة بخلايا النحل تزامن تاريخها مع ازدهار صناعة النحاس في المنطقة حيث تم تعدين النحاس الخام من جبال الحجر، ربما لتصديره الى بلاد ما بين النهرين وشهدت هذه الحقبة انشاء مستوطنة زراعية ضخمة في العين تقدم على زراعة الذرة والقمح.
أهم مواقع هذه الحضارة جبل حفيت وحدائق الهيلي في العين وجبل امليح قرب الذيد
حقبة ام النار: من حوالي 2500 ق.م الى حوالي 2000 ق.م
سميت كذلك نسبة لوجود مرفأ وعدد من القبور الجماعية في جزيرة أم النار القريبة من ابو ظبي وتمثل هذه الحقبة ذروة حضارة العصر البرونزي وشهدت قيام روابط تجارية متينة مع حضارة ما بين النهرين وحضارة هرابا في وادي السند وقد انتشرت حضارة أم النار التي اتسمت بالقبور الجماعية الضخمة الحجم والدائرية الشكل المصنوعة من الحجارة والتي استوعبت ما يفوق 200 مدفن في مختلف انحاء البلاد.أهم المواقع: أم النار ـ حدائق هبلي في العين ـ تل أبرق ـ الشارقة.
ـ حقبة وادي سوق: من حوالي 2000ق.م الى حوالي 1300 ق.م
تعود هذه التسمية لأحد المواقع في وادي سوق بين العين والساحل عمان وقد انبثقت عن حقبة أم النار لكن مع شيوع نمط مغاير في التجارة الخارجية نتيجة التغيرات التي شهدتها حضارة بلاد ما بين النهرين وقد عثر في القبور المنقبة على أجمل الجواهر المشغولة بالذهب والفضة التي عثر عليها في الإمارات. أهم المواقع: القطارة، بالعين وتل أبرق بالشارقة وأم القيوين وغيرها.
العصر الحديدي
من حوالي 1300ق.م الى حوالي 300ق.م
مع أن هذا العصر جاء عقب حقبة وادي سوق غير أنه لم يسجل أول ظهور للحديد إلاّ قرابة عام 900ـ 800 ق.م، وتميز هذا العصر باستخدام نظام الإفلاج لاستخراج المياه الجوفية كما شهد أول ظهور للكتابة في الإمارات.أهم المواقع: جرف بنت مسعود في العين، وأم صفاة في الشارقة وحصن المضب في الفجيرة.
ـ الحقبة الهيلينية: من حوالي 300 ق.م الى حوالي 300 ب.م
تأثرت هذه الحقبة بالدول الهيلينية التي خلفت الأمبراطور الاسكندر الكبير وشهدت قيام روابط تجارية مع منطقة البحر المتوسط وعثر فيها على دليل قيام الحكام المحليين باستخدام وصت النقود.
أهم المواقع: صير بني ياس أبو ظبي.
سكن الإنسان منذ القديم في هذه المنطقة، ودخلت في ضمن الدولة الإسلامية مع انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وقامت فيها عدة إمارات مختلفة منها ما خضع لسلطة الخلافة الإسلامية، ومنها ما انفصل واستقل عنها.
إلى أن احتلها البرتغاليون في القرن السادس عشر، ومع انهيار الاحتكار البرتغالي للتجارة في الخليج لمصلحة هولندا وبريطانيا، انتقلت الوصاية والهيمنة لمصلحة بريطانيا بالكامل وذلك خلال الربع الأخير من القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. ثم وقعت بريطانيا والقبائل العربية معاهدة عامة وضعت حداً لأمور عدة تتعلق بالتجارة والقوافل وذلك عام 1820، ثم جرى توقيع معاهدة أخرى عام 1853 اكسبت الساحل تبعاً لها اسم: «الساحل المتصالح»، وأعطت بريطانيا حق مراقبة بنود هذه المعاهدة. ورداً على بوادر أطماع ألمانيا وروسيا في المنطقة، دخلت بريطانيا في اتفاقيات مع شيوخ القبائل تمنع بموجها عليهم بيع أجزاء من أراضيهم، أو التنازل عنها لصالح أي طرف عدا الحكومة البريطانية، ومن إجراء أي علاقات خارجية إلا بموافقة بريطانيا.وفي عام 1952 استقلت الشارقة والفجيرة بعد أن اعترفتا بحق بريطانيا في رسم الحدود وحل النزاعات بين الإمارات. وفي السنة نفسها أقيم مجلس ضمّ حكام الإمارات السبع برئاسة المفوض السياسي (البريطاني) في دبي. وجاء بدء إنتاج النفط. في أبو ظبي 1962 ليفسح مجالاً جديداً للتطور. وجاء بعد ذلك إزاحة الشيخ شخبوط في عام 1966، كذلك استفادت دبي من اكتشافات النفط وفي عام 1965 تمّ خلع الشيخ صقر، حاكم الشارقة، فقدمت كل من مصر والعراق شكوى إلى الأمم المتحدة ضد ممارسات بريطانيا في الإمارات، لكن دون نتيجة.
وبحلول عام 1968، كان البريطانيون قد وسعوا قاعدتهم في الشارقة التي غدت الأهم في المنطقة. وفي السنة نفسها أعلنت بريطانيا أن جميع قواتها ستنسحب في أواخر عام 1971، واقترحت تحويل قوة كشافة عمان المكونة من 1600 رجل والخاضعة لقيادة بريطانية، إلى نواة قوة أمنية إتحادية، غير أن أبو ظبي كانت في هذه الأثناء تبني قوة خاصة بها. وفي عام 1970 تمت تسوية نزاعات الحدود بين قطر وأبو ظبي ودبي.
وحدة الإمارات في دولة واحدة:
كانت مقترحات الاتحاد الأصلية تشمل قطر والبحرين إلى جانب الإمارات المتصالحة السبعة، غير أن قطر والبحرين اختارتا عدم الانضمام. وفي أول كانون الأول 1971 أنهت بريطانيا معاهداتها مع الإمارات المتصالحة. وفي اليوم التالي شكلت إمارات: أبو ظبي ودبي والشارقة ووالفجيرة وأم القيوين وعجمان ورأس الخيمة دولة الإمارات العربية المتحدة التي وقعت معاهدة صداقة مع بريطانيا، وانتخب حاكم أبو ظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً للاتحاد، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم أمير دبي نائباً للرئيس.لقد جاءت ولادة الدولة الاتحادية الجديدة تصحيحاً لوضع شاذ، فقد كانت الإمارات مجرد «مشيخات» صغيرة متناثرة مع أجزائها غير مستقرة فيما بينها بسبب تداخل أجزائها فيما بينها.وفي عام 1972 قتل حاكم الشارقة الشيخ خالد وخلفه أخوه الشيخ سلطان. وكانت إيران قبل ذلك بقليل وعلى أثر زوال الحماية البريطانية، احتلت جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى التابعة للشارقة.اتبعت دولة الإمارات سياسة محافظة منذ نشأتها، فساندت الدول العربية المشاركة في حرب تشرين الأول 1973، وكانت أول دولة فرضت خطراً تاماً على صادرات البترول إلى الولايات المتحدة. وهي بشكل عام تنسق باستمرار مع السياسة السعودية في الخليج وفي المنطقة العربية.لقد عملت حكومة أبو ظبي (بشكل خاص) على تعزيز الوحدة بين الإمارات مستخدمة قوتها الاقتصادية لحض شركائها على الاندماج في الاتحاد بشكل أقوى وأشمل، بالرغم أن بعض المشايخ ظلوا مترددين في التخلي عن سلطاتهم الداخلية.وفي تشرين الثاني 1975 دمجت الشارقة حرسها الوطني في قوة الدفاع الاتحادية، كذلك سلمت الإذاعة التابعة لها إلى وزارة المواصلات الاتحادية، وأخضعت شرطتها لوزارة الداخلية ومحاكمها لوزارة العدل في الاتحاد. كما ألغت علمها الخاص لتتخذ من علم الاتحاد علماً لها. و وسرعان ما اتخذت الفجيرة ودبي قرارات مماثلة... وفي مطلع أيار 1976، تم التوصل إلى اتفاق دمج نهائي لقوة الدفاع الاتحادية مع قوات أبو ظبي ودبي. وعين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات الاتحادية، في ظل والده قائدها الأعلى.وفي السنة نفسها عدلت الفقرة 142 من الدستور المؤقت على نحو حصر حق التجنيد والتسلح بالحكومة الاتحادية.وفي عام 1977 أبرمت دولة الإمارات اتفاقيات تعاون عسكري مع فرنسا التي وافقت على توفير الأسلحة والطائرات لقوات الاتحاد إلى جانب تدريب أفرادها.وعرفت سنة 1976 وسنة 1977 مزيداً من الخطوات في اتجاه دعم المنحى المركزي الوحدوي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 1976 ـ .... م:
وافق الشيخ زايد في عام 1976 على رئاسة الاتحاد مجدداً بعد أن وافق المجلس الأعلى على منح الحكومة الاتحادية سلطة أكبر في مجال الدفاع والمخابرات والهجرة والأمن العام والإشراف على الحدود. وفي مطلع عام 1977 جرى تعديل حكومي أعلن فيه أن اختيار الوزراء يتم وفق الكفاءة الشخصية وليس بموجب تمثيلهم لإماراتهم، كذلك أعيد تشكيل المجلس الوطني الاتحادي وفق المبادىء نفسها. وقد تمكنت الدولة الاتحادية من تخطي بعض الأزمات التي نشأت في سنوات الاتحاد الأولى بين قطبي الاتحاد (أبو ظبي ودبي) حول مسألة الصلاحيات الدستورية، والتمثيل الوزاري. وبعد ترتيب وضع الدولة الداخلي رسمياً ونهائياً. انطلقت دولة الإمارات إلى الساحة الخارجية فعززت علاقاتها الأخوية مع مختلف الدول العربية والإسلامية ثم مع الدول الأجنبية.
الإمارات في الثمانينات:
تميزت هذه الفترة بتمتين العلاقة مع البلدان العربية والأجنبية، فقد قام سمو الشيخ زايد بزيارة العديد من الدول العربية والأجنبية بغية تقوية العلاقات، كما عمل على استيراد السلاح من البلدان المصنعة في خطوة كبيرة نحو تحسين دفاع الدولة، وتقوية جيشها وتحديثه، وذلك عبر تزويده بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة.
كما قامت الإمارات بتشييد المشاريع الإقتصادية الضخمة في مختلف دول العالم كان أهمها مشروع بناء مصفاة النفط في جنوب الصين، لمعالجة النفط الوارد من الإمارات، وقد انتهى العمل بالمشروع في عام 1994 وأعلن عن بدء العمل به.
وعلى الصعيد الداخلي، واجهت دولة الإمارات أزمة خطيرة في حزيران 1987، عندما أعلن حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي تنازله عن الحكم لصالح شقيقه الشيخ عبد العزيز بسبب وقوع أخطاء في إدارة عائدات النفط.إلا أن تلفزيون دبي أعلن في اليوم التالي أن شقيق الشيخ سلطان قد أطاح به، وكان عبد العزيز يتولى منصب نائب الحاكم ورئيس الحرس الأميري، وقد وضع عدة شروط لتسوية الخلاف مع أخيه، وقد استطاع المجلس الأعلى للاتحاد في الدولة من تسوية هذا الخلاف سلمياً وبغضون أيام قليلة، وأعاد الشيخ سلطان إلى مكانه، وأوكل إلى شقيقه عبد العزيز منصب ولي العهد.
الإمارات حديثاً:
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة ازدهاراً اقتصادياً ملفتاً، فقد استطاعت أن تصبح مركزاً استراتيجياً مهماً للتجارة في منطقة الشرق الأوسط، بعدما أولت الحكومة هذا القطاع اهتماماً خاصاً، وأصدرت قرارات وقوانين جديدة ساعدت على تحسينها وازدهارها.كما أولت الحكومة اهتماماً كبيراً بالعمران الحضاري الذي زاد من جمالها وروعتها، فأصبحت بالتالي مركزاً سياحياً مهماً، إلى جانب كونها مركزاً تجارياً وعلمياً من الدرجة الأولى في المنطقة.
الخلاف الإماراتي ـ الإيراني:
تعاني الإمارات العربية المتحدة من مشكلة مهمة ألا وهي مشكلة الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات الثلاث: طنب الكبرى ـ طنب الصغرى ـ أبو موسى.وهذه الجزر الثلاث التي لا تبعد كثيراً عن شاطىء الإمارات، سكانها الأصليون عرب إماراتيون كانوا يعملون بصيد الأسماك والتنقيب عن اللؤلؤ.وتعود فكرة الاحتلال الإيراني لهذه الجزر إلى عام 1920 حيث قامت عدة محاولات من الإيرانيين للاستيلاء على هذه الجزر، وتعود أهمية هذه الجزر إلى موقعها الاستراتيجي في الخليج العربي، فهي تعد بمثابة محطات استراحة مهمة وخاصة خلال العواصف. كما تتميز هذه الجزر بغزارة المياه الحلوة، وقد لجأت إيران إلى عدة وسائل لتنهي هذا الخلاف بضم الجزر إلى دولتها، إلا أن الإمارات لم تستسلم للموضوع، ورفعت القضية إلى محكمة العدل الدولية للبت في هذا الموضوع.وقد وقفت جميع الدول العربية وبالأخص الخليجية منها إلى جانب الإمارات، وكذلك جامعة الدول العربية في هذه القضية، ودعوا جميعاً إيران إلى التراجع عن قراراتها بضم هذه الجزر إليها.وفي 28 أيلول 1993 أعلنت الإمارات أنها تريد حل الخلاف مع إيران سلماً، إلا أن أي جديد لم يطرأ على الساحة بسبب وقوف الجانب الإيراني على عهد الرئيس رفسنجاني على ما هو عليه من التصلب في المواقف، وخاصة تجاه الدول العربية الخليجية. ومع وصول الرئيس محمد خاتمي إلى سده الرئاسة في إيران عام 1997، تغيرت الاتجاهات، فليّنت إيران من سياستها، وعادت العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج وإيران إلى طبيعتها، مما خفف من حدة التصريحات المضادة بين كل من البلدين. بشأن الخلاف على الجزر الثلاث، الأمر الذي ينعكس إيجاباً حول إيجاد حل نهائي لهذه الأزمة.
إمارات ومدن:
أبو ظبي:
الإمارة العاصمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تقع على الخليج العربي جنوب شرقي شبه الجزيرة العربية. مساحتها 73،300 ألفكم2. ويبلغ عدد سكانها حوالي المليون شخص. عاصمتها مدينة أبو ظبي الواقعة على جزيرة أبو ظبي. يحدها غرباً السعودية وقطر شرقاً عمان شمالاً الخليج ودبي وجنوباً السعودية. وتتبع هذه الإمارة حوالي 200 جزيرة. احتلها البرتغاليون في القرن السادس عشر، وتحررت منهم عام 1624م. حكمتها دولة اليعاربة العمانية، إلى أن ظهرت قبيلة بنو ياسر وحلفاؤهم من باقي القبائل وعلى رأسهم آل نهيان في عام 1749م. فأسسوا إمارتهم فيها على يد الشيخ شخبوط بن دياب (1793 ـ 1816م).النمو والتطور: كانت أبو ظبي قبل عام 1769م قرية صغيرة تعاني من فقدان المياه العذبة، إلى أن اكتشفت جماعة من بني ياسر الماء العذب في الجزيرة وكان ذلك في أيام دياب بن عيسى (الذي انتهى حكمه عام 1793م). وهكذا أصبحت هذه المنطقة مركزاً للتجار يتبادلون فيها السلع. وبعدما نقل شخبوط بن دياب (1793 ـ 1816) حكمه إلى أبو ظبي من واحة ليوا في الداخل انفتح أمام الأهالي نشاط البحر فركبوا أمواجه واصطادوا أسماكه وغاصوا في أعماقه بحثاً عن اللؤلؤ الذي أصبح عماد الدولة الأساسي. وفي عام 1963، بدأ تصدير النفط من أبو ظبي على أيام الشيخ شخبوط بن سلطان (1928 ـ 1966) فنما الانتاج وازدادت الثروة بوتيرة هائلة أيام الشيخ زايد بن سلطان الذي نودي به حاكماً في عام 1966 فاهتم، ولأول مرة بالتنظيم الإداري والسياسي للدولة. وعلى عهده قامت دولة دولة الإمارات العربية المتحدة (1971) وأصبحت أبو ظبي عاصمة هذه الدولة. فعرفت إنماءً اقتصادياً كبيراً وتطوراً هائلاً على مختلف الصعد وخاصة في مجالي التجارة والخدمات.
من أهم المعالم الأثرية في أبو ظبي:«الحصن»: المقر الأول لحكام أبو ظبي. بني للمرة الأولى عقب انتقال حكام أبو ظبي من واحة ليوا إلى أبو ظبي، واستغرقت عملية البناء ثلاث سنوات ونصف. وقد رمم هذا المقر عدة مرات كان آخرها في عام 1983 وقد ألحقت به ثلاثة أبنية صغيرة ومسجد «وقصر الحصن» اليوم هو جزء لا يتجزأ من المجمع الثقافي في أبو ظبي. وهو مستغل حالياً كمركز للوثائق والدراسات.
يتكون الحصن من مجموعة من الأجنحة التي تلتف حول مجموعة من الأقنية، يحيط بها سور ويمثل أركانه عدد من الأبراج المستديرة الشديدة البنيان للحراسة ولرصد المعتدين.
دبي:
ثاني أهم إمارات الدولة، تقع بين الشارقة وأبو ظبي إرتفع عدد سكانها من 300 ألف نسمة عام 1990 إلى نحو تسعماية وخمسون ألف نسمة (1998م). عاصمتها دبي التي تضم الأجزاء التالية: شندقة (تقع على لسان بري بين الخور والخليج)، ودبرة (شرقي الخور) وهي أكبر مدينة على شاطىء القرصان. مساحة هذه الإمارة 3885كم2.
النقلة النوعية: قبل نحو ثلاثين سنة لم تكن دبي سوى قرية صغيرة يعمرها صيادو الأسماك. كان سكانها يعيشون حياة بسيطة وموانئها لا ترى السفن القريبة إلا نادراً إذ كانت عدن هي نقطة توقفهم قبل أن يواصلوا رحلتهم شرقاً نحو الهند.
وفي عام 1966 اكتشف النفط في أراضيها. فعكف آل مكتوم حكام الإمارة على استثمار ثروتها الحديثة في بناء المرافق الآساسية ومشاريع التنمية. كما شهدت اهتماماً كبيراً بترميم الآثار والمباني والأسواق التجارية القديمة من ضمن تخطيط يهتم بامتزاج القديم بالجديد.
واقتصاد هذه الإمارة يقوم على النفط، لكن مع نهاية الثمانينات كانت هذه الإمارة قد أنجزت الجانب الأساسي من مشاريع بنيتها التحتية ساعية بذلك إلى الخروج من دائرة الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل. فأنشأت مينائين تجاريين لذلك (راشد، جبل علي) ووالمنطقة الحرة في جبل علي اجتذبت ما لا يقل عن 1000 شركة، وشبكة طرق ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولا سلكية ومصنع لانتاج الالمينوم وحوض جاف لإصلاح السفن وترميمها يضاهي في بنائه أكبر حوضين في العالم. وشركة طيران ومطار حديث ومرافق أخرى عديدة على أحدث طراز. . أضف إلى ذلك ما ساهم في بناءه القطاع الخاص من مصارف تجارية وفنادق سياحية ومنتجات بحرية ومراكز تسوق وصناعات تحويلية خفيفة وغيرها.
ومع مطلع التسعينات أنشأت دبي قرية الشحن «جبل علي» على مساحة 300 ألف م2 بمواصفات تضاهي مواصفات مجمعات الشحن في أمستردام وهونغ كونغ، وأسست مجلس ترويج التجارة والسياحة للترويج لدبي في الخارج. وواكب القطاع الخاص بدوره هذه الإضافات مركزاً على صناعة السياحة ومستلزماتها في وقت يستقر معه اسم دبي على خارطة العالم السياحية (أكثر من مليون سائح عام 1995). واللافت أن قفزات الإنماء التجاري هذه في إمارة دبي إنما جاءت في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية الكبيرة في أوروبا وأميركا الشمالية ظروف كساد اقتصادي رهيب.
ودبي لم تعد تمثل سوقاً محلية قوية فقط، بل أصبحت بوابة مؤدية إلى سوق يقطنها 1,2 مليون نسمة في غرب آسيا وشرق أفريقيا.
الشارقة:
إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة. تقع في الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية بين إمارة أم القيوين وإمارة دبي. تعد نحو 400 ألف نسمة مساحتها 2590كم2. عاصمتها مدينة الشارقة. اقتصادها قائم على الزراعة وصيد اللؤلؤ والنفط. وكذلك على الصناعة الآخذة في الازدهار في السنوات الأخيرة، خاصة الألمنيوم والكهربائيات.
رأس الخيمة:
إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة، وأقربها إلى مضيق هرمز. عاصمتها مدينة رأس الخيمة، مساحتها 1683كلم2 اقتصادها قائم على الزراعة والصيد، وصناعتها آخذة بالنمو، شأنها بذلك شأن باقي إمارات الدولة. اكتشفت بعثة آثار ألمانية في إمارة رأس الخيمة عدة اكتشافات أثرية مهمة يبلغ عمرها ستة آلاف عام، من بينها العثور على مقبرة أثرية كبيرة. ويعتبر «حصن الزباء» في رأس الخيمة أكثر الشواهد الأثرية القديمة ضخامة، وقد ثبت أنه بني بأمرٍ من ملكة تدمر زنوبيا التي حاولت خلال فترة حكمها الاستنجاد بالفرس في قتالها ضد الرومان، وقد استقرت في رأس الخيمة عند مدخل الخليج لفترة.
الفجيرة:
إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة تقع على ساحل بحر العرب مساحتها 1166كم2. ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف نسمة. عاصمتها مدينة الفجيرة الواقعة جنوب البلاد.اقتصادها قائم على الزراعة وصيد الأسماك، مثلها مثل كلبا وخوزفكان والإمارات الشمالية غير المنتجة للنفط. تعرف إنماءً صناعياً مهماً. وتشتهر الفجيرة «بقريتها التراثية» أو الفجيرة القديمة في الساحل ومنطقة «وام» الجبلية في دبا (شمالي الإمارة) التي تعد نموذجاً للعمارة التقليدية. وهذه القرية يسكنها حالياً بعض العمال الآسيويين الفقراء، وفيها بيت مؤسس الإمارة وحاكمها الراحل الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وبيت كل من الشيخ سيف بن حمد وسيف بن سرور وعبد الله بن حمدان والمسجد القديم وحوالي 155 بيتاً قديماً كان يسكنها عامة
أم القيوين:
إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة علاصمتها أم القيوين ومساحتها 777كلم2 تقع جنوب شرقي شبه الجزيرة العربية بين رأس الخيمة وعجمان. عاصمتها مدينة أم القيوين. وهي تشتهر بعدة صناعات جديدة أهمها: الطابوق والكراسي المعدنية، تنقية وتعبئة مياه الشرب. وقد تم اكتشاف عدة أماكن أثرية في إمارة الفجيرة دلت على سكن الإنسان منذ العصور القديمة لهذه المنطقة، حيث توصل إلى اكتشاف منطقة أثرية تقع قرب قرية الراعفة تحتوي على مساكن ومقابر يعود عمرها الافتراضي إلى ألفي سنة.
عجمان:
إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة. عاصمتها مدينة عجمان زمساحتها 259كلم2. وهي تعرف إنماءً صناعياً متسارعاً: البلاط والطابوق والكراسي المعدنية والملابس الجاهزة.
البريمي:
واحة تقع على الحدود بين الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في شبه الجزيرة العربية. مساحتها 21710كم2. يسكنها حوالي 50 ألف نسمة وتتألف من ثمان قرى، ست منها تابعة لأبو ظبي واثنتان لسلطنة عمان.
بني ياس:
يقال لها أيضاً: (صير بني ياس)، وهي جزيرة في الخليج العربي تتبع إمارة أبو ظبي. وهي عبارة عن جبال عالية وميناء لتصدير النفط، كما أنشأت الدولة فيها محمية طبيعية تضم أكثر من 35 ألف حيوان وطائر.
دبا:
مدينة تاريخية على بحر العرب شمالي إمارة الفجيرة وتابعة لها إشتهرت في صدر الإسلام أثناء حروب الردة أراضيها خصبة الأمر الذي أدى إلى ازدهار الزراعة فيها. وقد شهدت ازدهاراً صناعياً وتجارياً بفضل عودة النشاط إلى ميناءها وشبكة الطرقات التي تصلها بمختلف نواحي دولة الإمارات.
العين:
مدينة في إمارة أبو ظبي. عاصمة المنطقة الشرقية ومصيف ممتاز. وهي تعتبر المدينة الثانية في إمارة أبو ظبي من حديث الأهمية، والرابعة في دولة الإمارات بعد أبو ظبي ودبي والشارقة. أهم معالمها التاريخية: بقايا معبد قديم وسور ضخم، وقلعة للشيخ زايد بن سلطان، وفيها أول جامعة في دولة الإمارات، تأسست عام 1977. وترجع تسميتها إلى وجود منابع من المياه الجوفية، وهي واحة تحيط بها التلال والكثبان الرملية من كل جانب، وتبعد عن ساحل البحر أكثر من 120 كلم، وتمتاز بالتربة الزراعية للصالحة ووفرة المياه الجوفية العذبة، وقد شهدت نمواً سريعاً في السنوات الماضية، وفيها حديقة للحيوان من أكبر حدائق الحيوان في العالم.
كما تضم مدينة العين أقدم الآثار في دولة الإمارات بدأ الكشف عنها عام 1958، ومن أبرزها مدافن جبل حفيت التي ترجع إلى نهاية الألف الرابع ق.م. ومدافن أخرى في منطقة الهبلي ومدافن بديع بنت سعود التي تضم أكثر من 40 مدفناً شيدت على قمم وسفوح جرق بنت سعود. وأغلبها مدافن أثرية. كما تشمل آثار المدينة قلعة أرحصن المريجب الذي يعد من أقدم القلاع والحصون التي بناها آل نهيان عام 1820.



الإمارات
عام 1922 أجبر المقيم السياسي البريطاني في الخليج «المستر تريفور» بعض حكام الخليج على التوقيع على تعهد يقضي بأنه إذا ظهر البترول في أراضيهم فعليهم الا يمنحوا الامتياز لأي شركة اجنبية الا لتلك التي تحددها بريطانيا رغم أنه لم يكن في ذلك الوقت أي دلائل على وجود النفط. وقد بدأ الاهتمام النفطي البريطاني يأخذ طابعه العملي عام 1935 عندما حصلت شركة بريطانية اسمها شركة الامتيازات البترولية على امتياز مع كل من أبو ظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة.
وتم تجديد هذه الاتفاقيات التي كانت مدتها عامين في عام 1937 ولكن كانت مدة الاتفاقيات الجديدة 75 عاما.
وقد كانت عمليات الاستكشاف والتنقيب التي تلت تلك الاتفاقيات مصدر تهديد لاستقرار المنطقة وأمنها واثارة الحروب بينها. وكان أبرز الأحداث في هذا المجال حرب دامية بين إمارتي أبو ظبي ودبي استمرت 3 سنوات وامتدت من عام 1945 وإلى عام 1948.وفي عام 1958 تم اكتشاف النفط بكميات تجارية في أبو ظبي وبدأ التصدير الفعلي عام 1962 ليبدأ مع تصدير الشحنة الأولى عهد جديد. أما في دبي فقد بدأ تصدير النفط عام 1966 والشارقة عام 1972 ورأس الخيمة عام 1981.وكان لاكتشاف النفط أثر سياسي مباشر، فقد خلقت العوائد النفطية حاجة إلى تطوير المؤسسات الإدارية والسياسية والاقتصادية، وقد استجابت أبو ظبي لمطالب التغيير حيث أعلن في اغسطس (آب) عام 1966 عن استلام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبو ظبي بدلا من شقيقه شخبوط بن سلطان الذي له طبيعة محافظة.
تميز حكم الشيخ زايد بحماسة واضحة ورغبة في التغيير وفق رؤية أوسع من نطاق إمارة أبو ظبي، ولذلك فقد بدأ مفاوضات مبكرة لإقامة اتحاد مع دبي تم التوقيع عليه من قبل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبو ظبي في ذلك الوقت والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي الراحل وذلك في عام 1968.
واستمرت محاولات جادة لتوسيع الاتحاد وتم تحقيق اتفاق بين الإمارات السبع التي تشكل دولة الامارات في 2 ديسمبر (كانون الأول) عام 1971. وفي الوقت نفسه أعلن استقلال الدولة الجديدة التي لاقت تحديات مبكرة، حيث اقدمت إيران على احتلال 3 جزر تابعة للدولة الجديدة هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى قبل يوم واحد من إعلان الاستقلال. ولا زالت هذه المشكلة عنصرا من عناصر عدم الاستقرار في المنطقة حتى الآن.
جرت محاولات عديدة للوصول إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث وعقدت في سبتمبر (أيلول) عام 1992 جولة مفاوضات في أبو ظبي بين البلدين انتهت بالفشل بسبب رفض إيران قبول التفاوض على السيادة على على الجزر وإصرارها على وصف خلافها مع الإمارات بأنه سوء فهم.
في 28 أيلول 1993 أعلنت الإمارات أنها تريد حل الخلاف مع إيران سلماً، إلا أن أي جديد لم يطرأ على الساحة بسبب وقوف الجانب الإيراني على عهد الرئيس رفسنجاني على ما هو عليه من التصلب في المواقف، وخاصة تجاه الدول العربية الخليجية.


الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 041
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:12 am

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 073
مملكة البحرين
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 072


البحرين
البحرين مجموعة جزر صغيرة في الخليج العربي على بعد نحو 29 كلم من الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية. أكبرها وأهمها جزيرة البحرين.
تبلغ مساحتها 622 كلم2، عاصمتها المنامة التي يقيم فيها ثلث سكان الدولة. والذين يبلغ عددهم حوالي 700 ألف نسمة، وتعتبر البحرين رابع بلد في كثافته السكانية التي تبلغ 1965 شخصاً للميل المربع بعد سنغافورة ومالطا وبنغلادش.
ـ الاسم الرسمي: مملكة البحرين.
ـ العاصمة: المنامة.
ـ ديموغرافية البحرين:
ـ عدد السكان: 645361 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 913 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكان بأهم المدن:
ـ المنامة: 155000 نسمة.
ـ المحرق: 79120 نسمة.
ـ الرفاع: 35090 نسمة.
ـ نسبة عدد سكان المدن: 92%.
ـ نسبة عدد سكان الأرياف: 8%.
ـ معدل الولادات: 20,7 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 3,92 لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة: 19,77 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكان: 1,73%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 2,79 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
الإجمالي: 73,2 سنة.
ـ الرجال: 70,7 سنة.
ـ النساء: 75,7 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 85,2%.
ـ الرجال: 89,1%.
ـ النساء: 79,4%.
ـ ـ اللغة: العربية هي اللغة الرسمية، هناك لغات تستخدم بدرجات متفاوتة كالأوردية، الفارسية والإنجليزية.
الدين: يدين معظم الناس بالدين الإسلامي.
ـ الأعراق البشرية: عرب من أصل بحراني 63%، أسيويون 13%، ايرانيون 8%، أجناس أخرى 10%، عرب آخرون 6%.
الأعراق البشرية: عرب من أصل بحراني 63%، أسيويون 13%، ايرانيون 8%، أجناس أخرى 10%، عرب آخرون 6%.

جغرافية البحرين
ـ المساحة الإجمالية: 707 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 707 كلم2.
ـ الموقع: البحرين جزيرة في الخليج العربي وأقرب البلدان إليها قطر والسعودية ويربطها مع السعودية جسر لعبور السيارات، تبلغ طوله حوالي 25 كلم.
ـ حدود الدولة الكلية: هي عبارة عن رأس، يحدّها الخليج العربي من الشمال والشرق والغرب، وتحدها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الجنوب.
ـ طول الشريط الساحلي: 161 كلم.
ـ أهم الجبال: لا جبال في البحرين، إنما أعلى نقطعة هي جبل الدخان 134 متر.
ـ أهم الأنهار: لا أنهار في البحرين، هناك بعض المجاري التي تجف صيفاً.
ـ المناخ: شديد الحرارة صيفاً مع ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة قد تصل إلى أكثر من 90%.أما فصل الشتاء فهو دافىء ويميل إلى البرودة في الليل في بعض الأحيان، وأمطاره قليلة.
ـ الطبوغرافيا: سطح البحرين عبارة عن سهول منبسطة يترواح ارتفاعها عن سطح البحر بين 10 و210 متر ونادراً ما توجد تلال أو مرتفعات، والبحرين عبارة عن جزر صغيرة في الخليج العربي يبلغ عدد 33 جزيرة وأكبرها جزيرتا المحرق والبحرين.
ـ الموارد الطبيعية: بترول، غاز طبيعي، زيوت، ألومينيوم، الأسماك.
ـ استخدام الأرض: الأرض الصالحة 2%، المحاصيل الدائمة 2%، المروج والمراعي 6%، لا وجود للغابات، أراضي أخرى 90%.
ـ النبات الطبيعي: بسبب كونها منطقة صحراوية فإنها لا تنمو في البحرين سوى النباتات الشوكية والحشائش الحولية التي تنمو مع سقوط الأمطار.
المؤشرات الاقتصادية
الوحدة النقدية: الدينار البحريني = 1000 فلس.
ـ إجمالي الناتج المحلي: 10,1 بليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 8320 دولار.
ـ المساهمة في الناتج الداخلي الخام:
الزراعة: 0,9%.
ـ الصناعة: 39,9%.
ـ التجارة والخدمات: 59,2%.
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: 1%
ـ الصناعة: 29%
ـ التجارة والخدمات: 70%
ـ معدل البطالة: 15%
ـ معدل التضخم: 2%
ـ أهم الصناعات: الصناعات البترولية ومشتقاتها، تسييل الغاز الطبيعي، صناعة الألومينيوم، صناعة السفن.
ـ المنتجات الزراعية: الخضر والفاكهة، ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 973.
ـ سكك حديدية: 200 كلم.
ـ المرافىء الرئيسية: ميناء سلمان، المنامة.
المؤشرات السياسية
ـ شكل الحكم: مملكة دستورية تخضع لنظام تعدد الأحزاب.
ـ الاستقلال: 15 آب 1971.
ـ العيد الوطني: 16 كانون الأول.
ـ تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1971.



مملكة البحرين
نبذة تاريخية:

توصلت فرق التنقيب عن الآثار في البحرين إلى اكتشاف آثار مهمة تدل على وجود حضارة قديمة تعود إلى الألف الثالث ق.م. وتسمى حضارة دلمون التي كانت تتوسط طرق التجارة والنقل بين حضارات مصر وبلاد ما بين النهرين والهند.
وبعد «دلمون» لم يسجل التاريخ أي شيء يذكر عن البحرين حتى فجر الإسلام في القرن السابع الميلادي فارتبطت جزيرة البحرين سياسياً واجتماعياً. بمجتمع الجزيرة العربية. وكانت دائماً تحت سلطة الخلافة الإسلامية في مختلف العهود. وفي أواخر القرن الثالث الهجري احتل أبو سعيد الجنابي ـ أحد قادة القرامطة ـ مدينة هجر عاصمة البحرين وقتها واتخذ من مدينة الإحساء عاصمة لدولة القرامطة. وقد انتهت هذه الدويلة سنة 976م. ثم تعرضت هذه المنطقة لغزو جينكزخان ثم زعيم المغول هولاكو وبقي المغول فيها إلى أن استولى عليها البرتغاليون وحصنوها كما حصنوا بعض موانىء الخليج العربي لتأمين طريق تجارتهم إلى الهند.
ظل البرتغاليون يسيطرون على البحرين من سنة 1521 إلى سنة 1602 م حين أجلاهم عنها الفرس واحتلوها. ولكن سلطان عمان ما لبث أن انتزعها منهم. ثم عاد الفرس لاحتلالها في عهد نادر شاه، فتصدت لهم القبائل العربية بزعامة آل خليفة وأخرجتهم منها عام 1783م.
في عام 1861 تعهد أمير البحرين الامتناع عن الحرب والقرصنة وتجارة العبيد مقابل المساعدة والحماية البريطانية، وكان هذا الاتفاق نتيجة تخوف حاكم البحرين من الأطماع الإيرانية، ورغبة بريطانيا في منع فرنسا وروسيا وألمانيا من التقدم باتجاه الهند.
وفي عام 1880 و1892م تعهد الحاكم مجدداً بعدم التنازل عن أجزاء من أرضه أو رهنها لأحد ما عدا الحكومة البريطانية، وكذلك عدم إقامة أية علاقات مع أي حكومة أجنبية دون موافقة الحكومة البريطانية.
في تلك الفترة بدأت البحرين تتأثر بالأحداث العربية التي كانت تحصل في بعض الدول العربية وخاصة عقب الحرب العالمية الثانية، وإبّان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 شهدت البحرين تحركات شعبية واضطرابات. وفي عام 1957 أعلنت سيادتها القانونية على الأجانب الذين كانوا يخضعون لامتيازات خاصة بحيث لايطالهم القانون المحلي، ثم أصدرت طوابعها الخاصة في عام 1960 وكذلك أول عملة خاصة بها. وشهدت البحرين إضراباً آخر في عام 1965 سببه الرئيسي التخوف من صرف العمال في شركات النفط. وفي أيار 1966م أعلنت بريطانيا أنها سوف تنقل قاعدتها الرئيسية في الخليج من عدن إلى البحرين في عام 1968م. غير أنها أعلنت مجدداً أنها ستسحب كل قواتها الموجودة في شرقي السويس قبل نهاية 1971.
الاستقلال:

أعلن استقلال البحرين التام في آب 1971، وعقدت معاهدة صداقة مع بريطانيا، وأطلق الحاكم الشيخ عيسى على نفسه لقب «أمير». وفي أيلول 1971 انضمت البحرين إلى جامعة الدول العربية وإلى الأمم المتحدة. وفي كانون الأول 1972 أجريت انتخابات مجلس تأسيسي وضع دستوراً جديداً أجريت على أساسه انتخابات مجلس وطني في كانون الأول 1973.
البحرين ما بعد الاستقلال:

من انعكاسات حرب الخليج الأولى (العراق ـ إيران) على البحرين إعلانها عن كشف محاولة تغيير للحكم بدعم من إيران، فسارعت السعودية إلى توقيع اتفاقيات أمنية مع دول الخليج ومنها دولة البحرين الأمر الذي زاد في توطيد الأمن وتثبيته.
وفي 15 كانون الأول 1992 أعلن أمير الدولة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة عزمه على إنشاء مجلس للشورى، وما لبث أن شكله بالفعل بعد أسبوع من 30 عضواً علماً أن البحرين تختلف عن باقي دول الخليج العربي بميزة كبيرة ألا وهي وجود الأحزاب السياسية المختلفة فيها، وسبب ذلك يعود إلى تركيبتها الاجتماعية المتشكلة من عدة طبقات عمالية لم تغيرها فورة البترول فجعلت من مجتمعاتها قريبة من مجتمعات العراق وسوريا ولبنان. وقد أثر ذلك كثيراً على طبيعة القوى السياسية التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالحركات السياسية في أرجاء البلدان العربية مثل أحزاب البعث والناصرية وتيار الإخوان المسلمين.
وقد عاشت البحرين أجواء شغب وأعمال عنف متكررة بدأت في 21 كانون الأول 94 إلا أن حكمة السلطات في البحرين كانت كبيرة. حيث أنها حالت دون توسع دائرة الاضطرابات كما كانت تسعى حل المشاكل المستعصية لتخفف من حدة المتظاهرين. وقد عملت هذه السلطات على توطيد علاقتها مع مختلف الدول كي تحد من دعم مثيري الشغب واحتضانهم وعلى رأسهم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
أما بخصوص النزاع الحدودي بين البحرين وقطر حول جزر حوار والمنزور والذي يعود إلى عام 1939 فإن محاولات الوساطات كانت متعددة وخاصة مبادرة المملكة العربية السعودية في هذا الخصوص، والتي كانت شديدة الحرص على انهاء هذا الخلاف. ثم جاءت محاولة قطر عرض هذا النزاع على محكمة العدل الدولية وذلك في العام 1994 إلا أن أمير دولة قطر الجديد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والذي تسلم زمام الأمور في قطر بعد والده في حزيران 1995 أكد أن تسوية هذه الخلافات يمكن أن تسوى ضمن البيت العربي الخليجي وهذا ما شجع على المضي قدماً في المبادرة السعودية توفي الأمير عيسى بن سلمان في آذار 1999 وقد تقاطر رؤساء الدول العربية والإسلامية إلى البحرين لتقديم التعازي. وتسلم الحكم من بعده ابنه الأمير حمد بن عيسى آل خليفة الذي بدأ عهده الجديد بإصداره عفواً عن بعض الذين صدرت بحقهم أحكام لإدانتهم بأعمال تخريبية خلال السنوات الماضية، وعلى رأسهم الشيخ الشيعي عبد الأمير الجمري، في خطوة إيجابية بمثابة صفحة جديدة يفتحها الأمير في عهده هذا.
وفي عام 2002 أعلن أمير البحرين نفسه ملكاً على البلاد بعد أن صارت البحرين مملكة وفقاً للإصلاحات الدستورية الأخيرة التي أدخلت على دستور البلاد.

البحرين
في سنة 1904 عين وكيل سياسي بريطاني في البحرين الذي أخذ تدريجيا يسيطر على شؤون الإدارة الداخلية. وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر أنشئت في البحرين أول بعثة تبشيرية مسيحية. كانت فرعا من البعثة القائمة في البصرة. وأنشىء أول مستشفى وأول صيدلية في البحرين على يد هذه البعثة سنة 1902.
اللؤلؤ والسفن والخزف والنسيج :
كانت البحرين مشهورة بصناعة السفن، بل كانت في موقع الريادة في تلك الصناعة. فالغوص لجلب اللؤلؤ كان يحتاجها، والتجارة البعيدة المدى، لأهل البحرين وجيرانهم تتطلبها، وكانت السفن التي تأتي البحرين من الخارج تحتاج إلى صيانة. وبسبب التطور التجاري وتبدل أنواع السفن المستعملة، ضعفت هذه الصناعة في البحرين، بحيث لم يعد يتجاوز عدد ما تصنعه من السفن المائة أو يزيد، بعد أن كانت تصنع المئات منها سنويا. إلا أن الصناعة التي استمرت قوية مدة من الزمن ولا تزال كذلك هي صناعة القوارب الصغيرة التي يقبل عليها هواة الصيد البحري، ويقيم أكثر صناع القوارب في ساحل الغيم وساحل المحرق.
كان النفط قد اكتشف مبكرا في البحرين (منح الامتياز سنة 1925 وتم اكتشاف أول بئر ذات إنتاج سنة 1932 وفي سنة 1934 تم شحن أول دفعة من النفط وفي سنة 1935 زاد الإنتاج على مليون وربع مليون برميل، وفي سنة 1940 وصل الإنتاج إلى سبعة ملايين برميل، وفي سنة1970 بلغ 28 مليون برميل ثم انخفض الإنتاج لرغبة الحكومة في المحافظة على هذه الثروة خاصة وان احتياطي النفط المعروف في البحرين محدود لا يتعدى 360 مليون برميل.
1936: خطت البحرين خطوة هامة في سبيل ازالة الأمية. وكانت الخطوة اللاحقة افتتاح أول مدرسة ثانوية للبنين سنة (1939).
1969: (التي اعتبرتها البحرين سنة يوبيل التعليم الذهبي) خطت الدولة خطوات واسعة في إنشاء معاهدة للمعلمين والمعلمات وكلية للدراسة الصناعية العليا وأخيرا أنشأت البحرين جامعتها وفق أحدث الاسس التربوية الحديثة.
أعلن استقلال البحرين في 14 أغسطس (آب) 1971. وفي اليوم الذي أعلنت فيه البحرين استقلالها ألغت بريطانيا المعاهدات التي كانت تربط البحرين بها. فتبادل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مع المقيم المعتمد السياسي في الخليج السير آرثر جفري المذكرات الخاصة بالغاء كل ما سبق من معاهدات، واستعيض عن ذلك بمعاهدة صداقة أساسها التشاور بين البلدين. وفي 16 اغسطس (آب) 1971 صدر القرار القاضي بتسمية الإمارة (دولة البحرين) وسمي حاكمها أميرا، وأصبح مجلس الدولة (انشىء سنة 1970) مجلسا وزاريا.
في مارس (أذار) 1999 توفي امير البحرين عيسى بن سلمان آل خليفة وخلفه ولي عهده حمد بن عيسى آل خليفة.
في عهد الأمير حمد بن عيسى آل خليفة، أطلق سراح الشيخ عبد الأمير الجمري أحد زعماء المعارضة البحرينية.
وفي عام 2002 م أعلن أمير البحرين نفسه ملكاً على البلاد بعد أن صارت البحرين مملكة وفقاً للإصلاحات الدستورية الأخيرة التي أدخلت على دستور البلاد.





الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 074
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:12 am

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 510
دولة قطر
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 509


قطر
ـ الاسم الرسمي: دولة قطر.
ـ العاصمة: الدوحة.
ـ ديموغرافية قطر:
ـ عدد السكان: 769152 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 67 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكان بأهم المدن:
ـ الدوحة: 384 396 نسمة.
ـ الريّان: 127 167 نسمة.
ـ الوكرة: 891 35 نسمة.
ـ نسبة عدد سكان المدن: 92%.
معدل الولادات: 15,91 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 4,26 لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 21,44 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكان: 3,18%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 3,17 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 72,6 سنة.
ـ الرجال: 70,2 سنة.
ـ النساء: 75,2 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 80,8%.
ـ الرجال: 79%.
ـ النساء: 82,6%.
ـ اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية، تعتبر الانكليزية اللغة الثانوية في البلاد.
ـ الدين: يدين 95% من السكان بالدّين الإسلامي.
جغرافية قطر
ـ المساحة الإجمالية: 11437 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 11437 كلم2.
ـ الموقع: تقع قطر في الجزء الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية والجزء الجنوبي الغربي للقارة الآسيوية، وهي شبه جزيرة في سواحل الخليج العربي على شكل قوس مستطيل يتجه نحو الجنوب ويحدها من جهات الشرق والغرب والشمال الخليج العربي أما من الجهة الجنوبية فتحدها المملكة العربية السعودية.
ـ حدود الدولة الكلية: 60 كلم منها، 40 كلم مع المملكة العربية السعودية، 20 كلم مع الإمارات العربية.
ـ طول الشريط الساحلي: 563 كلم.
ـ المناخ: صحراوي ساحلي حار صيفاً مع ارتفاع في نسبة الرطوبة ودافىء شتاءً يميل إلى البرودة في المناطق الداخلية، وأمطاره قليلة شتوية موسمية.
ـ الطبوغرافيا: سطح قطر عبارة عن سهل منبسط يترواح ارتفاعه ما بين مستوى سطح البحر إلى 200 متر فوق سطح الأرض.وتغلب عليه المناطق الصحراوية الرملية، وتوجد بعض الواحات الزراعية القليلة.
ـ الموارد الطبيعية: النفط الخام، الغاز الطبيعي، السمك، الحديد.
ـ استخدام الأرض، تشكل الأرض الصالحة للزراعة نسبة ضئيلة من المساحة الكلية، نسبة المحاصيل الدائمة ضئيلة، المروج والمراعي 5%، الغابات والأراضي الحرجية معدومة.
ـ النبات الطبيعي: توجد بعض الواحات الزراعية بشكل بسيط.
المؤشرات الاقتصادية
ـ الوحدة النقدية: الريال القطري = 100 درهم.
ـ إجمالي الناتج المحلي: 15,1 مليار دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 20300 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 1%.
ـ الصناعة: 49%.
ـ التجارة والخدمات: 50%.
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: - ـ الصناعة: - ـ التجارة والخدمات: - ـ معدل البطالة: - ـ معدل التضخم: 2,5%
ـ أهم الصناعات: صناعات بتروكيماوية، تكرير النفط، سمدة، فولاذ وصلب، مواد البناء.
ـ المنتجات الزراعية: خضر وفاكهة وتمور.
ـ الثروة الحيوانية: الضأن 200 ألف رأس، الماعز 172 ألف رأس، الدواجن 3,75 مليون رأس.
ـ المواصلات: ـ دليل الهاتف: - ـ طرق رئيسية: 1230 كلم.
ـ المرافىء الرئيسية: الدوحة، أمسعيد.
ـ عدد المطارات: 4.
المؤشرات السياسية
ـ شكل الحكم: ملكي ويحكم البلاد الأمير، لا توجد أحزاب سياسية ويوجد رئيس للوزراء.
ـ الاستقلال: 3 أيلول 1971.
ـ العيد الوطني: 3 أيلول.
ـ تاريخ انضمام إلى الأمم المتحدة: 1971.

قطر
تقع شبه جزيرة قطر وهي لسان كبير يمتد داخل الخليج العربي على الساحل الغربي من الخليج العربي، وعاصمتها الدوحة.
تحدها من الجنوب المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومن الشمال الشرقي البحرين.
وتبلغ مساحتها 11437كم2 ويبلغ عدد السكان حوالي 600,000 نسمة أهم مدنها بعد العاصمة الدوحة: الريان والوكرة.
نبذة تاريخية:
العصر الإسلامي:
فتح خالد بن الوليد إقليم اليمامة ـ وكانت قطر تشكل جزءاً منه ـ عام 633م. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الإقليم تابعاً من الناحية الإدارية للخلافة الإسلامية إلى أن احتله القرامطة عام 900م. وقد مكثوا فيها حتى عام 1075م. حيث قضى عليهم العيونيون حتى انقرضت أيضاً دولة الأخضريين في اليمامة.
ومع زوال هذه الدولة تفرق شمل القبائل، فكانت السيطرة للأقوى. وقد استمر هذا حتى انتهاء العصر العباسي ومجيء عصر المماليك، وقد زاد أمر اليمامة ضعفاً وعاش سكانها على هامش التاريخ حتى خضعت هذه البقعة لبني خالد عام 1180 هـ ـ 1776م. وقد اتصل بهم آل مسلم الذين يمتون بصلة النسب إليهم. ويساعدوهم في توطيد حكمهم في قطر، وكان المعاضيد من آل علي يقيمون في (الفويرط) في الشمال الشرقي من شبه الجزيرة. وهناك بعض السودانيين الذين يقيمون في الدوحة التي كانت تعرف باسم (البدع).
وفي عام 1179 نزل آل خليفة وهم من العتوب في الزبارة قادمين من الكويت، وبعد مدة تبعهم أقرباؤهم الجلاهمة، ولم يلبث أن وقع الخلاف بين الطرفين. ولكنهم أبيدوا على أيدي آل خليفة. ومن بقي منهم انتقل إلى خورجستان.
حاولت إيران إخضاع الزبارة لكنها فشلت عام 1197 هـ. وقام آل خليفة عام 1198 بهجوم على البحرين التي كانت تتبع لإيران، واستسلم الإيرانيون وانتقل آل خليفة من الزبارة إلى المنامة، وكان الشيخ أحمد بن خليفة أول شيخ من عرب العتوب يحكم البحرين.
توسعت الدولة السعودية في المنطقة الشرقية وضمت إليها قطر والبحرين وذلك عام 1224. لكنهم خرجوا من قطر عام 1226 بمساعدة سلطان مسقط.
حدث خلاف في أسرة آل خليفة في البحرين إذ نافس محمد بن خليفة ابن عمه عبد الله بن أحمد لكنه هزم أمامه فالتجأ إلى السعوديين وطلب الدعم والمساعدة فأيدته قبائل النعيم والجلاهمة والبوكوارة فرجع إلى قطر بعد أن انتصر على ابن عمه وتسلم حكم البحرين عام 1258 هـ.
في عام 1285 هـ اتفقت بريطانيا مع الشيخ محمد آل ثاني بالعودة إلى الدوحة، وتعد قبيلته أكثر القبائل رجالاً ونفوذاً، وهي فرع من المعاضيد الذين هم بطن من آل علي. واستمر نفوده حتى عام 1288 حيث خلفه ابنه قاسم الذي تعرض لهجوم عثماني بقيادة أمير الكويت. واضطر قاسم بن محمد لرفع العلم العثماني عام 1288 بعدما هزمت القوات العثمانية جنوب الدوحة، كما واضطر أيضا للتنازل عن الإمارة لشقيقه أحمد بن محمد كمصالحة مع العثمانيين، واغتيل أحمد بن محمد بيد أحد خدامه من بني هاجر وتولى الأمر بعده عبد الله بن قاسم، وفي عهده بدأت المفاوضات بين العثمانيين والإنكليز وذلك عام 1329هـ لحل مشاكل الخليج بينهما ومنها قطر. وكان الانكليز يهدفون إلى طرد العثمانيين، كما كانوا لا يقرون بسيادة البحرين على قطر. وتم توقيع المعاهدة في لندن تخلت نتيجتها الدولة العثمانية عن حقوقها في قطر، واعترفت بخط يفصل بين نجد وقطر ثم نشبت الحرب العالمية الأولى وانسحبت الدولة العثمانية من قطر نهائياً عام 1334.
عهد الاستقلال:
في عام 1335 هـ ـ 1916 م وقع الشيخ عبد الله بن قاسم حاكم قطر مع إنكلترا اتفاقية حماية مقابل إشراف بريطانيا على شؤون قطر الخارجية والتشريعات. ثم منح الشيخ عبد الله بن قاسم شركة قطر للنفط حق التنقيب في بلاده وهي شركة إنجليزية إيرانية، إلا أن عمليات الانتاج تأخرت بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية حتى سنة 1949 حيث تم استخراج حوالي 80 ألف طن من النفط.
وفي عام 1960 م تنازل الشيخ علي آل ثاني لابنه الشيخ أحمد بعد حكم دام 11 سنة سعت قطر عام 1968 للاتحاد مع البحرين والإمارات العربية بعد إعلان بريطانيا عزمها سحب قواتها من الخليج عام 1970م. وفي نفس العام أصبح الشيخ خليفة آل ثاني رئيساً للوزراء.
وفي عام 1971 نالت قطر استقلالها بعد ما فشلت في محاولاتها للاتحاد مع جيرانها من دول الخليج. واستبدلت معاهدة 1916 بمعاهدة صداقة مع بريطانيا.
وفي عام 1972 قام الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بانقلاب أبيض وأصبح أميراً لقطر وأعلن عن إصلاحات سياسية واقتصادية وقلص الامتيازات التي تتمتع بها العائلة الحاكمة في قطر. ثم وقعت قطر اتفاقية دفاع مشترك مع السعودية عام 1982.
وفي نيسان أبريل 1986 نشأت مشكلة حدودية بين قطر والبحرين على جزيرة فشت الديبال المتنازع عليها بين البلدين، ثم تم حسم هذه المشكلة عن طريق مجلس التعاون الخليجي. كذلك وقع خلاف بين الدولتين بخصوص جزيرة هاوار، وقد حاولت المملكة العربية السعودية التوسط لحل المشكلة، ثم جاءت محاولة قطر لعرض هذا النزاع على محكمة العدل الدولية وذلك في العام 1994.
إلا أن تسلم أمير قطر الجديد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زمام الأمور بدلاً من أبيه في حزيران 1995، قد غير من بعض الأمور، إذ أكد الشيخ حمد أن تسوية هذه الخلافات يمكن أن تسوى ضمن البيت العربي الخليجي وهذا ما شجع السعودية على المضي قدماً في مبادرتها.
وفي يونيو (حزيران) 1995 تسلم ولي العهد يومها حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم، وفي عهده ألغيت وزارة الإعلام وجرت في مارس (أذار) 1999 انتخابات بلدية شاركت فيها للمرة الأولى النساء القطريات.


قطر
بدأت المحاولات الأولى للتنقيب عن النفط في قطر سنة 1935 عندما منح امتياز التنقيب عن البترول لشركة البترول الإنجليزية الإيرانية. وجاءت البوادر الأولى للنفط سنة 1940، إلا أن عمليات الإنتاج تأخرت بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية حتى سنة 1949، ففي ذلك العام تم استخراج حوالي 80 ألف طن من النفط ثم عملت أربع شركات في التنقيب عنه في قطر واستغلاله، فتطور إنتاج النفط بشكل سريع حيث ارتفع سنة 1977 إلى حوالي 22 مليون طن ثم قفز إلى ارقام أخرى.
بلغت استثمارات الشركات في صناعة النفط سنة 1970 حوالي 165 مليون ريال قطري. وقفزت قيمة العائدات النفطية في أعقاب حرب أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1973 إلى 5 آلاف و 538 مليون ريال قطري. أي ما يعادل مليارا و 851 مليون دولار، منذ سنة 1977. تطورت صناعة الحديد والصلب وصناعة الإسمنت والصناعات الغذائية في قطر بشكل ملفت. صناعة الاسمنت بدأت سنة 1968 حيث تم إنتاج حوالي 100 ألف طن سنويا.
مع بداية الستينات بدأت ملامح الجهاز الإداري تتبلور بشكل تدريجي بعد أن أصبحت الحاجة إلى اجهزة إدارية متخصصة تتزايد مع تزايد الأعباء الاقتصادية والخدماتية التي أحدثها استخراج البترول الذي جلب معه العديد من الشركات والأيدي الأجنبية العاملة.
شهدت سنة 1970 ميلاد النظام الأساسي المؤقت للحكم الذي يعتبر بمثابة أول دستور مدون لهذه الدولة ليؤكد استقلالها وانتماءها إلى الأمة العربية وإيمانها بالإسلام دينا ومصدرا أساسيا للتشريع.
وفي سنة 1971 ألغي لقب الحاكم ونائب الحاكم وأصبح لقب رئيس الدولة أمير دولة قطر وأصبح نائب الحاكم نائبا للأمير.
قطاع التربية والتعليم تعود بدايات إلى سنة 1952 عندما أنشئت أول مدرسة ابتدائية ضمت 240 طالبا. ثم أنشئت أول مدرسة ابتدائية للبنات سنة 1955 ضمت 50 طالبة. في سنة 1979 كان عدد الطلبة من البنين والبنات ما يقرب من 36 ألف طالب وطالبة. وفي سنة 1974 تم افتتاح كلية التربية وفي سنة 1978 تم افتتاح «جامعة قطر» اشتملت على خمس كليات ثم توسعت حتى أصبحت من الجامعات المرموقة في الخليج.
كان النفط قد اكتشف في قطر سنة 1935 ويعد المصدر الأساسي للواردات القطرية.
وفي سنة 1968 أنشئت شركة توزيع البترول الوطنية لتتولى التوزيع المحلي وتكرير المنتجات البترولية. ولها مصفاتان للزيت تبلغ طاقة الأولى 680 ألف برميل يوميا ويغطي انتاجها نسبة كبيرة من احتياجات البلاد.
في يونيو (حزيران) 1995 تسلم ولي العهد يومها حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم، وفي عهده ألغيت وزارة الإعلام وجرت في مارس (أذار) 1999 انتخابات بلدية شاركت فيها للمرة الأولى النساء القطريات.


الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 511
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:13 am

اقتباس :
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 201
دولة الكويت
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 200


الكويت
ـ أصل التسمية: من كوت أي القصر الصغير، وكانت البلاد تسمى في القرن الثامن عشر القُرين من قرن.
ـ الاسم الرسمي: دولة الكويت.
ـ العاصمة: الكويت.
ديموغرافية الكويت
ـ عدد السكان: 2041961 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 115 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكّان بأهم المدن:
ـ الأحمدي: 317780 نسمة.
ـ الكويت العاصمة: 309103 نسمة.
ـ الفروانية: 500023 نسمة
.ـ الفروانية: 500023 نسمة.
ـ الحولي: 488542 نسمة.
ـ الجهراء: 254139 نسمة.
ـ نسبة عدد سكان المدن: 97%.
ـ نسبة عدد سكّان الأرياف: 3%.
ـ معدل الولادات: 21,91 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 2,45 لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 11,18 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكّان: 3,38%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 3,2 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 76,3 سنة.
ـ الرجال: 75,4 سنة.
ـ النساء: 77,2 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة ووالكتابة:
ـ الإجمالي: 78,6%.
ـ الرجال: 82,2%.
ـ النساء: 74,9%.
ـ اللغة: العربية هي اللغة الرسمية، معظم السكان يحسنون التكلم بالانجليزية.
ـ الدين: 85% مسلمون، 15% مسيحيون وهندوس.
ـ الأعراق البشرية: 45% كويتون، 40% عرب غير كويتيين ، 5% ايرانيون، 5% هنود وباكستانيون.

جغرافية الكويت

ـ المساحة الإجمالية: 17818 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 17818 كلم2.
ـ الموقع: تقع الكويت في الجزء الشمالي الغربي من الخليج العربي والقسم الغربي من قارة آسيا، ويحدها من الشرق الخليج العربي، ومن الغرب والشمال العراق، ومن الجنوب المملكة العربية السعودية.
ـ حدود الدولة الكلية: طول الحدود 462 كلم؛ منها: 240 كلم مع العراق، 222 كلم مع المملكة العربية السعودية.
ـ طول الشريط الساحلي: 499 كلم.
ـ أعلى قمة: جبل الشقاية (290م) ـ المناخ: صحراوي حار جداً في فصل الصيف مع ارتفاع في نسبة الرطوبة تصل 100% بسبب ساحل الخليج العربي، وتقل الرطوبة في المناطق الداخلية أما في فصل الشتاء فهو بارد جداً في المناطق الداخلية، ودافىء في المناطق الساحلية، وتكثر فيه العواصف الرملية، وأمطاره قليلة.
ـ الطبوغرافيا: سطحها عبارة عن سهول ساحلية شبه منبسطة واسعة تشغل ثلاثة أرباع مساحة البلاد وتزداد اتساعاً في الشمال، والربع الباقي تشغله هضبة تسمى الدبدبة وتقع غرب البلاد.
ـ الموارد الطبيعية: النفط الخام، السمك، القريدس، الغاز الطبيعي.
ـ استخدام الأرض: تشكل الأرض الصالحة للزراعة نسبة ضئيلة من المساحة الكليّة كما تشكل المحاصيل الدائمة نسبة ضئيلة كذلك؛ المروج والمراعي .%؛ تشكل الغابات والأراضي الحرجية نسبة ضئيلة؛ تتضمن أراضي مروية بنسبة ضئيلة.

المؤشرات الاقتصادية

ـ الوحدة النقدية: 1 دينار كويتي = 1000 فلس.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 29,572 بليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 15370 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 0,4%.
ـ الصناعة: 53,5%.
ـ التجارة والخدمات: 46,1%.
ـ القورة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: - ـ الصناعة: - ـ التجارة والخدمات: - ـ معدل البطالة: 1,8%
ـ معدل التضخم: 3%
ـ أهم الصناعات: البترول ومشتقاته، صناعات غذائية، مواد البناء، ملح، صناعات بتروكميائية.
ـ أهم الزراعات: الأرض الصالحة للزراعة 1% وهي أرض مستصلحة للزراعة إذ يزرع فيها الخضار والفواكه بكميات قليلة لا تكفي حاجة السكان.
ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 965.
ـ طرق رئيسية: 3000 كلم.
ـ أهم المرافىء: الشوابيه، الشوايخ، الأحمدي.
ـ عدد المطارات: واحد (1991).
ـ مناطق اجتذاب السياح، متحف الكويت (artifacts)، ومتحف العلوم الطبيعية، الصحراء.
المؤشرات السياسية

ـ شكل الحكم: إمارة تخضع للنظام الملكي الدستوري.
ـ الاستقلال: 19 حزيران عام 1961.
ـ العيد الوطني: 25 شباط.
ـ حق التصويت: يحق الاقتراع للذكور الراشدين الذين بلغوا عمر الـ21 سنة، وآباؤهم من سكان الكويت قبل سنة 1920.

دولة الكويت
الموقع:

182 تقع دولة الكويت في غربي آسيا على الجانب الشمالي الغربي للخليج العربي، عاصمتها مدينة الكويت. يحدها من الشمال والشمال الغربي العراق، ومن الجنوب والغرب المملكة العربية السعودية، ومن الشرق الخليج العربي.
معظم الأراضي صحراوية وفيها سهول رملية متموجة تتخللها بعض السلاسل الجبلية أهمها جبال الأحمدي.
تبلغ مساحة دولة الكويت 17,818 كلم2. وعدد سكانها حوالي 2 مليون نسمة أهم المدن إلى جانب العاصمة الكويت: السالمية ـ الحولي ـ الفرواتية.
إضافة إلى عدة جزر مهمة مثل: وربة، بوبيان، فيلكا، أم المرادم
نبذة تاريخية:

183 184 كان يسكن المنطقة المعروفة اليوم بالكويت في الجاهلية وصدر الإسلام قبائل عربية تركت من آثارها أسماء لا تزال معروفة حتى اليوم.وفي عام 633م. وقعت قرب مدينة كاظمة معركة حربية بين العرب المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وبين الفرس بقيادة هرمز على عهد الخليفة أبو بكر الصديق أنتصر فيها المسلمون ولقد ظلت هذه المنطقة خاضعة للدولة الإسلامية سواء في المدينة المنورة أو في دمشق أو في بغداد. حتى نهاية القرن الثالث الهجري، حيث خضعت هذه المنطقة لسيطرة القرامطة فعاثوا في الأرض فسادا، وأفسدوا العقائد، وأساؤوا إلى الحياة الاجتماعية.
ولما جاء السلاجقة إلى الحكم العباسي، وأنهوا نفوذ آل بويه (البويهيين) في بغداد عام 447 هـ. طمع عبد الله بن علي العيوني أحد رجالات بني عبد القيس في البحرين بالقضاء على القرامطة فيها، فطلب دعم السلاجقة له، فأرسلوا له أربعة آلاف مقاتل عام 467 هـ، واستطاع بذلك الدعم أن يقضي على القرامطة ودولتهم، وأن يؤسس دولته التي عرفت بالعيونية نسبة إليه، أو نسبة إلى بلدة العيون التي ينتمي إليها بالإحساء واستمرت هذه الدولة حتى عام 642 هـ حيث خلفها في الحكم أسرة بني عقيل الذين حكموا الإحساء حتى عام 933 هـ.
الغزو الخارجي والخلافات الداخلية:
وصل البرتغاليون إلى الكويت بقيادة الفونسو البوكيرك، وكانت تسمى (القرين)، واحتلوا جزيرة (فيلكا)، وأقاموا فيها حصناً وذلك في الوقت الذي دخلوا فيه البحرين، غير أن البرتغاليين خرجوا عام 932 هـ، ثم استغلوا خلاف راشد بن مغامس مع العثمانيين فرجعوا إليها عام 952 هـ. وفي النهاية طردوا منها عام 957 على يد العثمانيين.
وعند ضعف الدولة العثمانية استغل بنو خالد هذا الضعف، واستقلوا بالإحساء ثم سيطروا على المنطقة كلها عام 1081. وفي أيامهم أخذت الكويت اسمها، وذلك نسبة إلى حصن صغير كان موجوداً فيها قيل بناه (براك بن بن غرير) زعيم بني خالد وناؤوا حركة ابن عبد الوهاب في أول نشأتها بنجد. ولما توفي رئيسهم سعدون بن محمد انقسم آل عريعر فيما بينهم، وتطاحنوا حتى استقر الأمر لعريعر بن دجين، والتف حوله أمراء بني خالد في الوقت الذي بدأت فيه حركة ابن عبد الوهاب تكبر وتتسع بالدرعية. فسار بجيش لقتال محمد بن سعود، ولكنه انهزم. وتفككت القبيلة وثار عليها سكان الإحساء حتى اضطرت لتركها وهاجرت إلى الشمال. وكانت أسرة آل الصباح ممن هاجروا معهم وكان هؤلاء يقطنون الهدار بنجد قبل أن يهجروها مع أبناء عمومتهم آل خليفة (حكام البحرين الحاليين) إلى قطر، حيث رحب بهم أمراؤها آل مسلم، إلا أن الخلاف دب فيما بينهم، فركب على أثره آل الصباح وآل خليفة السفن إلى مشرقي الخليج العربي حيث نزلوا الأراضي العراقية، ولما أمرتهم السلطات التركية بالنزوح، عادوا إلى سفنهم التي أقلتهم إلى الصبية التي تبعد التي تبعد عن مدينة الكويت حوالي 24 كم، ولكنهم لم يستطيعوا البقاء، فهاجروا هجرتهم الأخيرة إلى كويت بني عريعر.
وفي أواسط القرن الثامن عشر الميلادي اختار أهل الكويت أول أمير لهم وهو رأس الأسرة الحاكمة حالياً الشيخ صباح بن جابر، ولم تتأثر الكويت بالحركة الوهابية، وأدرك آل سعود أهمية الكويت باعتبارها ميناء تموين لنجد، فقامت مناوشات صغيرة بين نجد والكويت في عامي 1793 م 1796م. وحاول الإنجليز استغلال الموقف، فعرضوا على الكويت أن توضع تحت حمايتهم لكي يجنبوها هجمات الوهابيين، ولكن الأمير عبد الله الأول لم يقبل، ولم يكن للأتراك منذ أن قامت الكويت أية صلة بها إلا بعد تولي الأمير عبد الله الثاني الحكم عام 1866 م 1288 هـ حين قبل رفع العلم العثماني.
وبعد وفاة عبد الله الثاني آل الصباح خلفه ابنه محمد الذي حكم 4 سنوات حيث قام عليه أخوه مبارك وقتله. وعلى أيامه ضعف حكم آل سعود وسيطر آل رشيد على نجد، وكانت الإحساء بيد العثمانيين. ووقعت العداوة بين مبارك آل الصباح وبين آل رشيد. وكان يوسف آل إبراهيم ينافس الشيخ مبارك، ويستعين عليه بحكام قطر وحكام حائل، وقد اتفق مع محمد آل رشيد على حرب الشيخ مبارك إلا إن ابن رشيد قد توفي عام 1315 هـ وهو يستعد للسير إلى الكويت. وكرد فعل، جهز الشيخ مبارك حملة للتوجه إلى حائل، واستنهض معه قبال المنتفق العراقية، والظفير، وقد غنم في هذه الحملة، ثم سير حملة أخرى استنهض معه قبائل مطير، والعجمان، ومره، وقد سار معه في هذه الحملة هذه المرة عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ومعه ابنه عبد العزيز، والتقى الجمعان في الصريف قرب القصيم فانتصر ابن الرشيد.
في عام 1367 هـ 1899 م وقع الشيخ مبارك على وثيقة الحماية البريطانية، وألا يقيم علاقات مع أية دولة دون موافقة بريطانيا. وفي هذا الوقت استطاع عبد العزيز آل سعود أن يدخل مدينة الرياض وينتزعها من حكم آل رشيد، وهذا ما أضعف إمارة حائل فخف ضغطها على الكويت.اتفق الشيخ مبارك مع الملك عبد العزيز ضد إمارة حائل وهزماها عام 1321 هـ 1903م. لكنهما هزما أمام الشيخ سعدون شيخ قبائل المنتفق وذلك في عام 1328 هـ. ثم جرى الصلح بين الشيخين مبارك وسعدون. وعينت إنكلترا مندوباً سياسياً لها في الكويت عام 1322.توَّلى حكم الكويت بعد وفاة الشيخ مبارك ابنه جابر، الذي لم يلبث في الحكم سوى عام واحد توفي بعده وخلفه أخوه سالم الذي ساءت العلاقة على أيامه بين الكويت والإنكليز بسبب مساعدته العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى.كما ساءت العلاقات بينه وبين آل سعود وحدثت بينهما معركتين عنيفتين الأولى معركة حمض (1919 م) وقد انتصر فيها السعوديون، فوضعت الحدود بين البلدين برأي من إنكلترا وشيد الكويتيون سوراً لحماية مدينتهم الكويت.والثانية معركة الجهرة 1920 حيث قاد فيصل الدويش أحد قادة السعوديين جيشاً لمحاربة الكويتيين، وبعد معركة شديدة انسحب الدويش إلى نجد بعد أن ألحق بالكويتيين. خسائر فادحة، غير أن الكويتيين قد وصلتهم نجدات من ذويهم في المدينة فقلبوا هزيمتهم إلى نصر. وجرت بعد ذلك ذلك محاولات للصلح بين البلدين العربيين، وسافر من الكويت وفد لمقابلة ابن سعود عام 1921 م برئاسة الأمير أحمد ابن جابر ابن أخي الحاكم. وأثناء المحادثات مات الشيخ سالم (1921)، فرأى ابن سعود أن المشاكل القائمة بين البلدين قد انتهت بوفاة خصمه، وعاد الشيخ أحمد أميراً للكويت في 2 أذار 1921 ومكث في الحكم 30 سنة. وأهم ما عمل عليه ازالة سوء التفاهم بين البلدين الكويت والمملكة السعودية. وحددت التخوم بين البلدين عام 1922، وعقدت اتفاقية حسن الجوار والصداقة وتبادل التجارة. وفي عام 1923 اعترفت بريطانيا بالحدود بين الكويت والعراق. وقد اكتشف في هذه الفترة البترول، وبُدء في تنظيم الأمور الإدارية وفتحت المدارس التعليمية.
عهد الأمير عبد الله السالم الصباح 1950 ـ 1965 م:
تولى الحكم بعد وفاة الشيخ أحمد الجابر ولي عهده وابن عمه الأمير عبد الله السالم الصباح. وفي عهده استكملت الكويت سيادتها على أرضها ونالت استقلالها في عام 1961، وأنشىء أول مجلس تأسيسي يتألف من 34 عضواً، وقد أفتتح عام 1962، ثم انضمت الكويت إلى جامعة الدول وتم تشكيل أول مجلس وزراء. في 30 حزيران 1961، طلب أمير الكويت مساعدة الجيش البريطاني ضد تهديد العراق بضم الكويت إليه. وقد لبت الحكومة البريطانية الطلب الكويتي. وفي 10 أيلول 1961 بدأ وصول القوات العربية (الأردنية ـ السعودية ـ السودانية التونسية ـ الجمهورية ـ الجمهورية العربية المتحدة) إلى الكويت لتحل محل القوات البريطانية المنسحبة. وبعد ثورة 8 شباط 1963 في العراق اعترف هذا الأخير باستقلال الكويت.
عهد الشيخ صباح السالم الصباح (1965 ـ 1977 م):
توفي الأمير عبد الله السالم وتسلم مقاليد الحكم شقيقه الأمير صباح السالم الذي أكمل مسيرة سلفه في فتح المدارس التعليمية وتطوير المناهج ودعم الاقتصاد وتحسينه. وتم على عهده افتتاح جامعة الكويت عام 1966. وانضمت الكويت بعد ذلك إلى معاهدة الدفاع المشترك، ومجلس التعاون الخليجي، وساهمت مادياً في دعم دول المواجهة العربية في حرب 6 تشرين 1973.
وفي سنة 1975 أعلن عن تأميم النفط الكويتي، وقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً شعبياً وعربياً كبيرين.
عهد الشيخ جابر الأحمد الصباح (1977 .... م):

185 186 بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح تسلم إمارة البلاد سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح وعين الشيخ سعد العبد الله الصباح ولياً للعهد. وقد عاشت البلاد فترة من الرخاء والازدهار الاقتصادي الذي انعكس إيجاباً على حياة المواطنين.إلا أن عدة حوادث إرهابية قد هزت الكويت واستهدفت عدة مواقع للدولة من ضمنها بعض المنشآت النفطية وذلك في عام 1983. وبعد عامين تعرض الأمير جابر لمحاولة اغتيال، وألقي القبض على الفاعلين بعد عدة تحقيقات، ثم قام أنصارهم باختطاف طائرة ركاب كويتية قادمة من تايلاند وقد حول الخاطفون خط سير الطائرة إلى إيران ثم إلى الجزائر، وعمدوا إلى قتل بعض الركاب الكويتيين من أجل الضغط على الحكومة الكويتية للإفراج عن زملائهم منفذي محاولة الاغتيال.
الكويت تحت الاحتلال العراقي
أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران عام 1980. وقفت الكويت إلى جانب العراق وأمدته بالأموال والبترول، وبعد انتهاء الحرب وقع خلاف بين العراق والكويت بشأن الديون المتوجب دفعها على العراق فقام هذا الأخير باجتياح عسكري للكويت وذلك في 2 آب (اغسطس) 1990، فلجأت الحكومة الكويتية إلى السعودية وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل، فصدر قرار رقم 660 عن مجلس الأمن الدولي ينص على الانسحاب الفوري للجيش العراقي من الكويت. وقد استنكرت غالبية الدول العربية عملية الاجتياح (ما عدا الأردن ـ اليمن ـ منظمة التحرير الفلسطينية الفلسطينية والسودان).
وقد أعلن العراق عن تشكيله حكومة كويتية مؤقتة. وفي 25 آب سمح مجلس الأمن باستخدام القوة لفرض الخطر على العراق. فأعلن هذا الأخير في 28 آب عن تحويله الكويت إلى محافظة عراقية تحمل الرقم 19.
القوة العسكرية العالمية ضد العراق لتحرير الكويت:
في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) 1990 حشدت الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 200,000 جندي أمريكي في منطقة الخليج، وأضافت عليهم 200,000 آخرين في تشرين الثاني وقد ضم التحالف الدولي ضد العراق كلاً من: الولايات المتحدة الأمريكية ـ فرنسا ـ بريطانيا ـ اليونان ـ المجر ـ إيطاليا ـ إسبانيا ـ أستراليا ـ بلجيكا ـ كندا ـ كوريا الجنوبية ـ الدانمارك ـ الأرجنتين ـ بنغلاديش ـ نيوزيلاندا ـ هولندا ـ رومانيا ـ باكستان ـ النيجر ـ السنغال. سيراليون ـ السويد ـ تشيكوسلوفاكيا.
وأما الدول العربية المشاركة فهي: المملكة العربية السعودية ـ مصر ـ سوريا ـ الإمارات ـ المغرب ـ عمان. وفي 16 كانون الثاني (يناير) 1991 بدأت عملية عاصفة الصحراء العسكرية لتحرير الكويت. وقد استخدمت في هذه الحرب أحدث الأسلحة العالمية (طيران ـصواريخ ـ بوارج ـ مدرعات....).
وفي 27 شباط فبراير 1991 تدخل القوات الكويتية مدعمة بقوات التحالف الدولي إلى العاصمة الكويت بعد انسحاب الجيش العراقي وفي اليوم الثاني تعلن إذاعة بغداد أن قواتها المسلحة قد أوقفت إطلاق النار بعد أن تكبدت خسائر فادحة بلغت أكثر من 20 ألف قتيل و 60 ألف جريح عراقي (حسب المصادر العراقية) و100 ألف قتيل حسب مصادر الحلفاء.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال العراقي للكويت قد دام سبعة أشهر.
الكويت بعد التحرير:

187 188 189 190 عملت الحكومة الكويتية بعد تحريرها للكويت على إزالة آثار الاعتداء العراقي الهائلة. وأهمها إطفاء نيران آبار النفط الكويتية التي أشعلها العراق قبل انسحابه، وكذلك ايقاف ضخ بعض الآبار الأخرى للنفط في البحر الأمر الذي أدى إلى حدوث كارثة بيئية وقد طلبت الكويت من القوات الأمريكية والبريطانية ابقاء قواتها العسكرية على الأراضي الكويتية تحسباً لأي تحرك من الجانب العراقي. وفعلاً، فإن استنفاراً شديداً وقع بين البلدين على الحدود في عام 1994. إلا أن القوات العراقية قد تراجعت إلى داخل أراضيها بعد التهديدات الأمريكية بضربها.
وفي عام 1999 حُلَّ البرلمان الكويتي للمرة الثالثة في تاريخه إلا أن هذه المرة لم يعمد الأمير لتعطيل الحياة النيابية، بل دعا لانتخابات جديدة وفقاً للمهلة التي حددها الدستور والبرلمان الجديد الذي أتى كانت غالبيته من القوى المعارضة للتوجهات الحكومية.
وقد أصدر أمير الكويت قراراً بتعديل قانون الانتخاب ليصبح مسموحاً للمرأة الكويتية المشاركة ترشيحاً وتصويتاً في كافة الانتخابات العامة التي تجري في الكويت ابتداءً من العام 2003م.

الكويت

1900: مرور الذكرى الأولى لاتفاقية الحماية مع بريطانيا التي وقعها حاكم الكويت مبارك الكبير وذلك لتأمين جانبه من الحملات التي كان يشنها عليه التاجر الكويتي يوسف بن ابراهيم الذي الذي تصدى لمسألة الانتقام من الشيخ مبارك بسبب قتله أخوية محمد وجراح الصباح وكان يجمع بينهما ويوسف بن ابراهيم نسب ومصاهرة.

1901: موقعة الصريف بين الشيخ مبارك حاكم الكويت وعبد العزيز المتعب الرشيد أمير حائل وفيها كانت الغلبة لجيش ابن رشيد. أمير حائل وفيها كانت الغلبة لجيش ابن رشيد.

1904: الموافقة على تأسيس مكتب بريدي بريطاني في الكويت وتعيين معتمد سياسي بريطاني في الكويت وكان أول معتمد هو الكابتن كوكس.
1914: : بعد نشوب الحرب العالمية الأولى ظهر في الكويت شيء من العطف على تركيا مما أدى إلى التبليغ البريطاني للكويت والذي وجهه المقيم السياسي البريطاني في الخليج بضرورة تعاون الشيخ مبارك ومشايخ العرب الموالين لبريطانيا لهدف أساسي وهو تحرير البصرة من السيطرة التركية وان يهاجموا لذلك ام قصر وبوبيان.
1918 : نزل الجنود البريطانيون في الكويت لأول مرة في التاريخ حيث سدت منافذ الكويت لإحكام الحصار على تركيا.
1920 : نشوب معركة الجهراء بين الكويتيين وجيش الأخوان الذي حاول غزو الكويت وكانت الغلبة أول الأمر للإخوان ثم جاءت النجدة للكويتيين من ذويهم في المدينة فتحولت الخسارة إلى نصر.
1921 : توفي الشيخ سالم المبارك وتولى الشيخ أحمد الجابر حكم الكويت.
1923 : أبلغ الشيخ أحمد بواسطة الوكيل السياسي أن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية اعترفت بالحدود العراقية الكويتية.
1936 : اكتشاف النفط في الكويت في حقل بحره.
1938
: إنشاء المجلس التشريعي للمرة الأولى في الكويت واعتمد فيه نظام الانتخاب الحر المباشر.
1940
: عقدت اتفاقيات حسن جوار وصداقة مع المملكة العربية السعودية.
1950
: وفاة الشيخ أحمد الجابر امير الكويت الأسبق ووالد الأمير الحالي.
1954
: صدور أول جريدة رسمية في الكويت وهي «الكويت اليوم».
1960
: صدور قانون النقد الكويتي واعتماد الدينار عملة الدولة الجديدة عوضا عن الروبية الهندية.
1961
: إعلان استقلال الكويت.
1964: أول أزمة دستورية بسبب رفض اغلب النواب للتشكيل الوزاري الذي جمع فيه وزراء بين مناصبهم الوزارية والتجارة الأمر الذي لا يجيزه الدستور مما أدى إلى استقالة الحكومة بعد أقل من شهر على تشكيلها بسبب ذلك الرفض.
1965
: وفاة أمير الكويت الأسبق الشيخ عبد الله السالم وتولي شقيقه الشيخ صباح مقاليد الحكم.
1966
: افتتاح جامعة الكويت.
1976: أول حل لمجلس الأمة الكويتي وتعطيل بعض أحكام الدستور واستفراد الحكومة بالسلطة في الكويت.
1977
: وفاة أمير الكويت السابق الشيخ صباح السالم.
1978
: تولي الشيخ جابر الأحمد مقاليد الحكم وتعيين الشيخ سعد العبد الله وليا للعهد.
1981
: انتخابات برلمانية جديدة بعد فترة تعطيل للدستور استمرت خمس سنوات.
1985
: محاولة لاغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد.
1988
: عاش الكويتيون على اعصابهم بعد اختطاف إحدى طائرات مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية القادمة من تايلندا والخاطفون يحولون مسارها إلى ايران ثم إلى الجزائر ويعمدون لقتل عدد من ركابها الكويتيين لتنفيذ مطالبهم الرامية إلى الإفراج عن منفذي محاولة اغتيال أمير الكويت.
1990
: الكويت تتعرض لغزو واحتلال عراقي واستنفار دولي لتحريرها.
1991
: تحرير الكويت بعد احتلال عراقي لها دام سبعة أشهر.
1995
: إسلاميون في البرلمان يعمدون لاستجواب وزير التربية الأسبق د. أحمد الربعي وطرح الثقة فيه واتضاح مدى التنافس السياسي بين القوى الليبرالية والقوى الاسلامية في المجتمع الكويتي وخروج الصراع السياسي في الكويت من إطار معارضة وحكومة إلى إطار قوى سياسية بين بعضها البعض.
1996
: انتخابات برلمانية جديدة بعد انتهاء فترة البرلمان السابق وسقوط لشخصيات معارضة في مقابل زيادة حجم القوى الحكومية في البرلمان. 
1999
: حل البرلمان الكويتي للمرة الثالثة في تاريخه إلا أن هذه المرة لم يعمد الأمير لتعطيل الحياة النيابية بل دعا لانتخابات جديدة وفقا للمهلة التي حددها الدستور والبرلمان الجديد يأتي بأغلبية تعرف بأنها معارضة للتوجهات الحكومية.
1999
: أمير الكويت يصدر أمره بتعديل قانون الانتخاب ليصبح مسموحا للمرأة الكويتية المشاركة ترشيحا وتصويتا في الانتخابات العامة التي تجري في الكويت اعتبارا من عام 2003.

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 202
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:14 am

اقتباس :
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 445

سلطنة عُمان
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 444

سلطنة عُمان ـ أصل التسمية: من إسم الزعيم عُمان بن قحطان (القرن الثاني الميلادي) الذي هاجر إلى عُمان بعد انهيار سد مأرب.وقد عرفت البلاد حتى العام 1970 باسم مسقط وعُمان.
ـ الاسم الرسمي: سلطنة عمان.
ـ العاصمة: مسقط.
ـ عدد السكان: 2622198 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 8,5 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكان بأهم المدن:
ـ مسقط: 678000 نسمة.
ـ نيزوى:- ـ صلالة:- ـ صحار:- ـ نسبة عدد سكّان المدن: 82%.
ـ نسبة عدد سكّان الأرياف: 18%.
ـ معدل الولادات: 37,96 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 4,1 وفيات لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 22,52 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكّان: 3,43%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): 6,04 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 72 سنة.
ـ الرجال: 69,9 سنة.
ـ النساء: 74,3 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 70,3%.
ـ الرجال: 81%.
ـ النساء: 59,6%.
ـ اللغة: العربية الرسمية، يتكلم بعض السكان أيضاً الانكليزية، وبعض اللهجات الهندية.
ـ الديانة: 86% مسلمون، 13% هندوس، 1% غير ذلك.
ـ الأعراق البشرية: 73,5% عرب، 18,7 باكستانيون معظمهم من البلوش، غيرهم 7,8%.
ـ التقسيم الإداري:
ـ المساحة الإجمالية: 212460 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 212460 كلم2.
ـ الموقع: تقع سلطنة عمان في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية ويحدها من الجنوبي الغربي اليمن ومن الغرب السعودية ومن الشمال الإمارات والخليج العربي ومن الشرق خليج عمان ومن الجنوب بحر العرب.
ـ حدود الدولة الكلية: 1374 كلم، منها: 676 كلم مع السعودية، و288 كلم مع اليمن و410 مع الإمارات العربية المتحدة.
ـ طول الشريط الساحلي: 2092 كلم.
ـ أهم الجبال: الجبل الأخضر، جبل الشام، جبال ظفار.
ـ أعلى قمة: قمة جبل الشام (3170 متر).
ـ الأنهار: لا أنهار في عُمان.
ـ المناخ: صحراوي وجاف؛ شديد الحرارة صيفاً ودافىء شتاءً، حار ورطب على طول الشاطىء، حار وجاف في الداخل؛ وتهب رياح موسمّية في الصيف.
ـ الطبوغرافيا: سطحها بوجه عام صحراوي تتخلله الرمال التي تمتد إلى داخل عمان والتي تعتبر امتدادالصحراء الربع الخالي.وفي الجنوب تمتد السهول الشبه الصحراوية.
ـ الموارد الطبيعية: بترول، غاز طبيعي، زيت خام، نحاس، كروم، مواد البناء، رخام.
ـ استخدام الأرض: مساحة الأرض الصالحة للزراعة صغيرة جداً والمحاصيل الدائمة كذلك أما الأراضي الخضراء والمراعي فتشكل 5% من المساحة الكلية، الغابات والأحراج تكاد تكون معدومة.الأراضي المروّية قليلة جداً.
ـ النبات الطبيعي: تنمو بعض أشجار النخيل في الواحات وتنمو فوق المرتفعات أشجار الغابات المعتدلة الحارة.
ـ الوحدة النقدية: الريال العماني = 1000 بيزة.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 16,9 بليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 6500 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 3,3%.
ـ الصناعة: 40,4%.
ـ التجارة والخدمات: 56,3%.
القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: - ـ الصناعة: - ـ التجارة والخدمات: - ـ معدل البطالة: - ـ معدل التضخم: 0,8%
ـ أهم الصناعات: تسييل الغاز الطبيعي، الإسمنت ومواد البناء، تكرير النفط، الصناعات النحاسية.
ـ أهم الزراعات: النخيل، الحبوب، التبغ، الموز، الفوا القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: - ـ الصناعة: - ـ التجارة والخدمات: - ـ معدل البطالة: - ـ معدل التضخم: 0,8%
ـ أهم الصناعات: تسييل الغاز الطبيعي، الإسمنت ومواد البناء، تكرير النفط، الصناعات النحاسية.
ـ أهم الزراعات: النخيل، الحبوب، التبغ، الموز، الفوا القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: - ـ الصناعة: - ـ التجارة والخدمات: - ـ معدل البطالة: - ـ معدل التضخم: 0,8%
ـ أهم الصناعات: تسييل الغاز الطبيعي، الإسمنت ومواد البناء، تكرير النفط، الصناعات النحاسية.
ـ أهم الزراعات: النخيل، الحبوب، التبغ، الموز، الفواكه والخضروات.
ـ أهم الزراعات: النخيل، الحبوب، التبغ، الموز، الفواكه والخضروات.
ـ الثروة الحيوانية: الماعز 725 ألف رأس، الأبقار 146 ألف الضأن 155 ألف رأس، الدواجن 3 مليون.
ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 968.
ـ طرق رئيسية:
ـ أهم المرافىء: ميناء قابوس، ميناء ريصوت.
ـ عدد المطارات: 6 (1992).
ـ شكل الحكم: نظام ملكي.
ـ الاستقلال: عام 1650 (طرد البرتغاليين).
ـ العيد الوطني: 18 تشرين الثاني.
ـ تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1971.

سلطنة عمان
كلمة «عمان» كانت في الأصل «قجان» أو «مغان». وهو اسم خام النحاس الذي تخصصت هذه المنطقة المناجم وصناعته سلاح الحضارات منه. وما زالت آثار المناجم موجودة بل وما زالت المراجل تنفث نارها في مناجم «سحار» حتى الآن. وهناك قول أن اسم «عُمان» يدل على لفظة مشتقة من اسم رجل يدعى عمان بن قحطان، نسبة إلى أول من استوطن الأراضي العمانية من القبائل العربية التي قدمت من اليمن ومن الشمال في شبه الجزيرة العربية.
الموقع:
تقع سلطنة عمان في أقصى الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية. يحيط بها البحر من ثلاث جهات، فالمحيط الهندي وبحر العرب من الجنوب والشرق، والخليج العربي من الشمال. والربع الخالي يفصل بينها وبين المملكة العربية السعودية لجهة الغرب.
حدودها مشتركة من جهة الشمال الشرقي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك جزء من أراضي الامارات يفصل أراضي عمان عن رأس مسندم العماني الواقع في أقصى الطرف الشمالي من عمان والمطل على مياه مضيق هرمز، بينما تتاخم حدود منطقة ظفار في الجنوب الغربي لدولة اليمن. ويمتد الساحل العماني لمسافة 1700 كلم تقريباً من مدخل الخليج العربي في الشمال إلى نقطة تقع في الوسط من الشاطىء الجنوبي لشبه الجزيرة العربية.
تبلغ مساحة سلطنة عمان بين حدي مسندم في الشمال وظفار في الجنوب حوالي 310 ألف كم وتعد مقاطعة ظفار هي أكبر المقاطعات في البلد 100 ألفكم2. وبذلك تكون سلطنة عمان البلد الثاني في شبه الجزيرة العربية من حيث المساحة بعد المملكة السعودية.
وتؤلف بحكم موقعها الإستراتيجي مفتاحاً للخليج العربي حيث يقع مضيق هرمز ضمن مياهها الاقليمية. وبذلك تسيطر عمان جغرافياً على أقدم وأهم الطرق التجارية البحرية في العالم أما عدد السكان في السلطنة فيبلغ تعدادهم حوالي المليوني نسمة، وينتمي الغالبية العظمى منهم إلى المذهب الإباضي. وهناك أقلية كبرى (حوالي ربع السكان) من المسلمين السنة ومن المرجح أن تسمية الإباضيين قد أطلقت عليهم في بداية العهد الأموي نسبة إلى عبد الله بن إباض الذي عاصر معاوية ابن أبي سفيان ومروان بن الحكم. بيد أن مؤسس المذهب الإباضي هو جابر بن زيد الأزدي العماني المولود في بلدة الفرق والمتوفى في البصرة سنة 93 هـ.
نبذة تاريخية:
في التاريخ القديم:
يعود تاريخ عمان إلى حوالي 3 آلاف عام ق.م. حيث كانت تعرف باسمها السومري «مغان» وقد عاصرت مملكة مغان مملكة دلمون في البحرين ومملكة مالوخا في الهند، وقد أسهم موقع عمان بين حضارتين عريقتين حضارة الهند وحضارة بلاد ما بين النهرين في تحديد مسارها التاريخي.
وقد كان جزءاً من نشاط حضارة مغان صهر النحاس وتصديره إلى بلاد ما بين النهرين وهذا يدل على أن حضارة قديمة قد قامت وتطورت على الأراضي العمانية.
ويرجح المؤرخون أن حضارة مغان بدأت بالأفول مع الإجهاز على السومريين في بلاد ما بين النهرين وقدوم الآشوريين (1200 ق.م.) ثم الفرس (580 ق.م.).
عمان في الدولة الإسلامية:
مع ظهور الدين الإسلامي كان عبد وجيفر ابنا الملك الجلندي يحكمان عمان. وقد أرسل إليهما النبي محمد صل الله عليه وسلّم كتاباً حمله عمرو بن العاص طلب إليهما فيه اعتناق الدين الإسلامي (وذلك في السنة السادسة للهجرة) فاعتنق الأخوان الدين الجديد دون تحفظ ولم ينقض إلا قليل من الوقت حتى عم الإسلام في عمان. وبهذا الفتح الطوعي احتلت عمان والعمانيون مكانة خاصة عند المسلمين وعند رسول الله الذي ورد عنه أنه قال: «رحم الله أهل الغبيراء (عُمان) آمنوا بي ولم يروني».
وقد لعب العمانيون منذ فجر الإسلام دوراً فعالاً في تثبيت الإسلام ونشره، وأسهموا في قمع حركات المرتدين، كما شاركوا لاحقاً في نشر الإسلام في آسيا وأفريقيا وعملوا على توطيده في شمال أفريقيا.
ومع بداية العهد الأموي قوي أمر الخوارج في عمان، وانتشر بينهم رأي عبد الله بن إباض المتوفي عام 86 هـ. وعندما سقطت دولة بني أمية بويع جلندي بن مسعود إماماً على منطقة عمان عام 135 هـ. غير أن قوات أبي العباس السفاح قد تمكنت من قتل جلندي وبسط نفوذ العباسيين على تلك الجهات.
وفي أيام الرشيد بايع العمانيون محمد بن عفان إماماً لهم، وبعد عامين أنتخبوا وارث بن كعب، وبعث هارون الرشيد قوة لإخضاع عمان لكنها هزمت قرب صحار، وأسر قائدها عيسى بن جعفر.
حاول القرامطة غزو عمان مرتين أيام أبي سعيد الجنابي، غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك، وزالت كل سلطة للعباسيين على عمان منذ نهاية القرن الرابع الهجري. وبدأ العمانيون بالانفصال عن الخلافة الإسلامية. وكانوا يختارون الأئمة من بينهم، غير أن الإمام ربما يخلع ويختار غيره. ثم أصبح الأمر وراثياً منذ منتصف القرن السادس مع تسلم آل نبهان حكم عمان وذلك حوالي 543 هـ 1154م. وامتد نفوذ آل نبهان إلى شرقي أفريقيا وبرز منهم قحطان بن عمر الذي حكم عام 670 هـ ثم ضعف أمر بني نبهان، وخضع ساحل عمان لمملكة هرمز التي قامت في مطلع القرن الثامن الهجري بعد أن دمرت هجمات المغول مدينة هرمز القديمة. فانتقل أهلها إلى جزيرة جرون المقابلة لمدينتهم وعرفت الجزيرة بعدئذ باسم هرمز. ونشطت التجارة فيها، وقامت فيها إمارة فرضت سيطرتها على المناطق المجاورة من البحرين إلى عمان.
بعد ذلك قام حاكم البحرين أجود بن زامل الجبري وقضى على حكم الأسرة النبهانية عام 829 هـ، وولى عليها عمر بن الخطاب الاباضي. واستمر حكم الإباضيين فيها حتى جاء البرتغاليون عام 913 هـ وكان يحكمها آنذاك محمد بن اسماعيل الخروصي والذي استمر حكمه من 906 ـ 942.
الاحتلال البرتغالي لعمان:
وصل البحار البرتغالي «ألفونسو دي أبوكرك» إلى الهند عام 904 هـ 1502م. وكانت هذه أول زيارة له للهند، فوضع خطة للاستيلاء على منافع البحر الأحمر والخليج العربي لاستمرار السيطرة البرتغالية. فوضع خطة محكمة تقضي باحتلال عدن لتأمين باب المندب وإغلاق الملاحة في البحر الأحمر، وباحتلال هرمز والمرافىء العمانية والسيطرة على التجارة في الخليج.
وفي 10 آب 1508 م / 912 هـ. أنطلق الهجوم على جزيرة سوقطرة اليمنية ثم اقتحمت السفن البرتغالية في أقل من 10 أيام أربع مدن عمانية وأحرقتها وهي: قلهات ـ قريات ـ مسقط وخورفكان. ونكلت القوات البرتغالية بالأهالي بصورة وحشية وفي الشهر نفسه احتلت جزيرة هرمز. وفرض على ملكها سيف الدين دفع جزية سنوية للبرتغاليين وليس للفرس.
هذه الأعمال الوحشية التي قام بها البرتغاليون والقرصنة التي لجؤوا إليها في الخليج وبحر العرب، والمحيط الهندي، أثارت مشاعر السكان فكانوا يتحينون الفرص المناسبة للثورة على الغزاة البرتغاليين. ففي عام 928 هـ انتفض أهل الخليج جميعاً من قلهات حتى البحرين، وكانت الحركة بقيادة شيخ هرمز شاه بندر الذي يخضع للبرتغاليين وقد أمر شاه بندر بإحراق المراكب البرتغالية، وقتل الحامية، وعمت هذه الحركة المراكز كلها باستثناء مسقط التي كان حاكمها الشيخ راشد على خلاف مع حاكم هرمز. وجاءت النجدة للبرتغاليين من الهند، فاضطر حاكم مسقط الشيخ راشد أن يهرب من مدينته وأن يترك الأمر للوالي ولأمير شاه، إلا أن القائد البرتغالي تمكن من إخضاع مسقط، ثم توجه إلى صحار فدمرها، ومنها انتقل إلى هرمز فدمروها أيضاً. وأثناء كل ذلك فإن العثمانيين قد حاولوا مراراً ارسال النجدات البرية والبحرية لأيقاف البربرية البرتغالية، فكانت المعارك تدور على أشدها بين العثمانيين وبين البرتغاليين، وقد استطاع العثمانيون في عدة معارك الانتصار على البرتغاليين وحلفاءهم الصفويين.
بدأ النفوذ البرتغالي يضعف في منطقة الشرق ومنها عمان، إذ احتلت اسبانيا البرتغال عام 988 هـ. وكان الإنكليز قد وضعوا قدمهم في منطقة الخليج بفضل اتصالاتهم مع الدولة الفارسية عام 996 هـ. فأسسوا شركة الهند الشرقية الإنكليزية عام 1008 هـ 1600م. وبدأت التجارة مع الشاه عباس الصفوي الذي عمل على بناء ميناء جديد مقابل لميناء هرمز وأسماه «بندر عباس» وقد استطاع هذا الميناء أن يطغى على ميناء هرمز، وقام الفرس بالتعاون مع الإنكليز بالإستيلاء على هرمز من البرتغاليين عام 1040 هـ 1615م.
وأخير قوي أمر أهل عمان بمجيء اليعاربة إلى الحكم عام 1050 هـ ـ 1624 هـ.
الدولة اليعربية وتصفية الوجود البرتغالي:
بعد مرحلة طويلة من التمزق الداخلي، وتجذر الروح القبلية، إضافة إلى الاحتلال الأجنبي. اجتمع حوالي سبعون من نخبة علماء عمان الاباضيين في قرية قصوى، في منطقة الرستاق عام 1624م. وانتخبوا ناصر بن مرشد بن مالك اليعربي مرشداً وإماماً، إلا إنه اشترط وبشكل غير عادي الولاء التام، فأدى العلماء القسم على ذلك.
وقد استطاع الامام ناصر بن مرشد بفضل سياسته الثابتة والحازمة تجاه القبائل المتمردة أن يخضع كافة الممالك الصغيرة في المقاطعات والمناطق، ثم سقطت في يده القرى والمدن الواحدة تلو الأخرى.
بعد ذلك بدأ بدحر الاحتلال البرتغالي فاستطاع أن يطرده من كل أنحاء عمان باستثناء بعض المناطق المحصنة مثل: مسقط، ومطرح، وصحار. توفي ناصر بن مرشد عام 1050 هـ ـ 1649م. بعد 26 سنة من الحكم، وكانت انجازاته تاريخية. فمحى آثار خمسة قرون من التمزق.
وخلفه ابن عمه سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، الذي استطاع أن ينقذ مسقط من أيدي البرتغاليين، كما أخذ قائده سعيد بن خليفة قلعة الميراني المشهورة في مسقط. وعلى عهده قويت الدولة العمانية كثيراً حتى إنها شنت هجوماً على منطقة ديو قرب خليج بومباي، وقام ببناء قلعة نزوى الشهيرة التي موَّل بناءها من الغنائم التي حملتها القوات العمانية من معركة ديو، وقد دام بناؤها حوالي 12 سنة.
وفي عام 1090 هـ ـ 1688 م توفي السلطان بن سيف وخلفه ابنه بلعرب الذي كان مشهوراً بسخائه حتى لقب بـ«أبي العرب».
وعلى الرغم من كفاءة بلعرب، إلا أن انتخابه أعطى مؤشراً على بداية تغيير طبيعة الإمامة في التاريخ الحديث، إذ بدا أن الإمامة تتحول من الانتخاب إلى الوراثة. وهذا ما حدث بعد ذلك، إذ تعاقب ذلك توالي سبعة أئمة ينتمون إلى الأسرة نفسها، لكن الأخيرين منهم لم يتمتعوا بشرعية كلية. فأعيد انتخاب سيف بن سلطان ثلاث مرات، وعليه تقع مسؤولية إنهاء التجربة اليعربية، ومسؤولية إهانة وطنه بطلبه مساعدة من الفرس في محاولة يائسة لتوطيد إمامته، الأمرالذي أدى إلى اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد.
وعلى الرغم من كل ذلك، كانت عمان قد توصلت خلال تلك الفترة إلى تحرير البحرين من الفرس، كما احتل العمانيون مواقع على الساحل الفارسي مثل قشم، لارك، هرمز. وهكذا تم إرساء السيطرة العمانية على منطقة الخليج والتي سوف تستمر حتى القرن التاسع عشر ميلادي. إن هذه الحروب الأهلية قد أدت إلى سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل من الجانبين.
ومع ضمور التقاليد الإباضية، في هذه الحرب، وضعف نفوذ العلماء وأهل الحل والعقد، التف العمانيون حول قبائلهم، وبدأت هذه الأخيرة تلعب دوراً سياسياً متنامياً على حساب الامامة والوحدة الاجتماعية، ولوضع حد للنزيف اتفق العلماء على ترشيح شخصية من خارج الأسرة اليعربية. فانتخب محمد بن ناصر الغافري إماماً عام 1724م. لكنه قتل في إحدى المعارك في صحار عام 1728، فأعيد انتخاب سيف بن سلطان فعادت المشاكل من جديد. إلى أن تمت البيعة لرجل آخر جديد هو سلطان بن مرشد اليعربي وبموته انتهى عهد الدولة اليعربية عام 1740.
دولة البوسعيديون:
انتهى نظام الإمامة مع الدولة اليعربية إبان الحرب الأهلية (1728 ـ 1738 م) وبدأ نظام السلطنة مع مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد الذي استطاع أن يوقف الحرب الأهلية، ويخرج عمان من أزمتها الداخلية، وطور إدارة البلاد، وبنى اسطولاً تجارياً وبحرياً، ووطد موقع دولته كقوة أقليمية في المحيط الهندي والخليج العربي. وأعاد تثبيت سلطة عمان على الممتلكات العمانية في شرقي أفريقيا.
وداخلياً تمكن الإمام أحمد من القضاء على حركتي تمرد قام بها ولداه سيف وسلطان. وبدأ يغير في بنية السلطة مبتعداً عن النموذج التقليدي الإباضي للإمامة. فلم تعد تستند إلى العلماء وحدهم، فضعف نفوذهم.
خلافة الإمام أحمد وانقسام الدولة:
هيأ الإمام أحمد أبناءه لخلافته في الحكم ومنحهم لقب «السادة».
وعقب وفاته عام 1783م. 1191 هـ. انتخب ابنه الرابع سعيداً إماماً الذي أرغم على التنازل عن الحكم لصالح ابنه حمد بن سعيد الذي نقل العاصمة من نزوى إلى مسقط. ولكن حمداً لم يلبث أن توفي في السنة نفسها التي تولى فيها الحكم، وبذلك تجدد الصراع على السلطة بين سعيد وأخويه قيس وسلطان، وكانت النتيجة اجتماعاً بين ورثة السلطة أسفر عن عقد اتفاق يتعلق بتقسيم عمان بين: سعيد الذي بقي في الرستاق وسلطان استولى على السلطة في مسقط، وقيس اتخذ منطقة صحار قرب مضيق هرمز مركزاً لسلطته.
وفي سنة 1798، نجح الإنكليز من خلال أحد ممثلي شركة الهند الشرقية في بوشهر في إقناع السيد سلطان بضرورة عقد اتفاق مع بريطانيا الذي تم توقيعه في 12 تشرين الأول 1798 ويقضي بصورة رئيسية إلى تحييد عمان وقطع علاقاتها مع الفرنسيين عن طريق استرجاع المقر الذي أعطي للوكالة الفرنسية في مسقط.
بعد ذلك بدأ المد الوهابي بالوصول إلى عمان، فطلب السيد سلطان المساعدة العسكرية من البريطانيين والفرنسيين والعثمانيين، إلا أن الدعوة الوهابية كانت قد كسبت مؤيدين ومريدين كثر لها بين القبائل في المنطقة.
سعيد بن سلطان البوسعيدي (1806 ـ 1856 م):
خلال السنتين اللتين تلتا وفاة السيد سلطان بن أحمد دخلت عمان من جديد طور الصراعات الداخلية بين ولديه القاصرين: سالم وسعيد وولدي عمهما قيس وبدر. وبفضل النفوذ الوهابي انتصر بدر ووافق على دفع مبلغ سنوي للدرعية، إلا إنه قتل في الصراع العائلي، فاستولى على الحكم سعيد بدءاً من عام 1807 وحكم طوال نصف قرن وكان أول سيد لعمان لقب بـ«السلطان». وكان قوياً وطموحاً. وعاشت عمان عصرها الذهبي في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي في ظل هذا السلطان. فالنفوذ العماني اتسع حتى شمل زنجبار وبعض الأجزاء الأخرى من شرقي أفريقيا بالإضافة إلى المقاطعات الجنوبية من بلاد فارس وبلوشستان.
ثويني بن سعيد (1856 ـ 1866 م):
بعد وفاة السلطان سعيد في 30 تشرين الأول 1856، أعلن ثويني نفسه الوريث الوحيد للسلطة في عمان وتوابعها. لكن ماجداً، الابن الآخر للسلطان سعيد، أعلن نفسه بعد وفاة أبيه سلطاناً على زنجبار. وهو ما كان يعني عملياً انفصال القسم الأفريقي عن عمان. وقد عمل الإنكليز على تأكيد هذا الانفصال وأجبرت ثويني على قبول هذا الانفصال في اتفاق وُقع في 31 أيلول 1859م.
وهكذا فإن تاريخ عمان بعد انفصال القسم الافريقي دخل طور الانحدار، فقد انتقل التجار والأثرياء إلى القسم الأفريقي، الذي كان أكثر ازدهاراً، وعانت البلاد من تدهور اقتصادي إضافة إلى الصراعات الداخلية التي كانت تواجهها الدولة ضد الوهابيين.
وبينما كان السلطان ثويني يعد ابنه مع قوة مسلحة لمواجهة الوهابيين فإذا بابنه يدخل عليه ويقتله ليتسلم الحكم من بعده.
سالم بن ثويني (1866 ـ 1868 م):
دعمت القبائل الغافرية (حليفة الوهابيين) سالماً. وقد ظهر أول تحدي لسلطة سالم من جانب عمه السيد تركي بن سعيد الذي وجد معارضة قوية له من الإنكليز (وكان تركي ضد القرار الإنكليزي بفصل زنجبار عن عمان) واعترفت بريطانيا بسالم وفتحت قنصلية في مسقط.
عزَّان بن قيس والثورة الجديدة:
في أيلول 1869 سار عزان بن قيس (من وجوه اسرة البوسعيدي) على رأس قوة مدعومة من العلماء إلى مسقط وأسقطها، فتدخل الإنكليز وأنقذوا سالماً فنقلوه إلى بندر عباس وبويع عزان بالإمامة وانتهى بها نظام السلطنة وشكل مجلس الشورى. ثم وقع اتفاقية معاهدة مع الوهابيين في واحة البريمي.
ومع أن نظام عزان لقي اعترافاً دولياً ملحوظاً إلا إن الأحداث المتسارعة التي أعقبت هذا الاعتراف قضت على نظام عزان، فقد استطاع تركي بن سعيد قلب النظام بعد ما لقي الدعم المطلوب من بريطانيا وقبائل الغافري وكذلك المساعدة المالية من زنجبار. وهكذا استطاع إلحاق الهزيمة بجيش عزان وقتله مطلع عام 1871م.
تركي بن سعيد (1871 ـ 1888 م):
أعاد تركي بمساعدة بريطانية نظام السلطنة، لكنه لم يسيطر على الوضع تماماً في الداخل فقد كان من أهم معارضيه زعيم الإباضية وداعم ثورة عزان الشيخ صالح بن علي الحارثي.
كما حاول تركي مجدداً إعادة الوحدة مع زنجبار إلا أن بريطانيا أفشلت الموضوع. وبقي الوضع على ما هو عليه حتى تسلم ولده فيصل بن تركي.
فيصل بن تركي (1888 ـ 1913 م):
حاول فيصل منذ توليه إرضاء الثوار فلقب نفسه بالإمام بدلاً من السلطان ومع ذلك فإن الثوار لم يرضوا وخاصة بعدما وقعت السلطنة «معاهدة الصداقة» مع بريطانيا التي عارضها العمانيون بشدة، فكان تحالف قبائل عمان مع بعضها ضد فيصل وقامت بمهاجمة مسقط وكان إمام الإباضية عبد الله ابن الشيخ الحارثي، فهرب السلطان فيصل من عاصمته. لكنه عاد واستردها في 10 أذار 1894. ونتيجة عدم مساعدة بريطانيا له في هذه المحنة حاول فيصل إقامة علاقة جيدة مع فرنسا، إلا أن بريطانيا وبمالها من نفوذ وقوة كبيرين في ذلك الوقت استطاعت منع أي مساعدة للسلطان، بل راحت تجهز ابنه تيمور لخلافته فإرسلته إلى جامعاتها في الهند. وفي شهر تشرين الأول 1913 توفي السلطان فيصل وخلفه ابنه تيمور.
تيمور بن فيصل (1913 ـ 1932 م):
سعى تيمور لإخماد نار الثوار بالتفاوض معهم، غير أنهم لم يقبلوا بأي تنازل، بل شنوا عليه هجوماً كبيراً بقيادة الشيخ عيسى بن صالح الحارثي، إلا أن السلطان تمكن وبمساعدة من الجيش الإنكليزي من الانتصار على القبائل، ولكنهم لم يقضوا عليهم، بل ظلت الأوضاع على ما هي عليه فكان السلطان تيمور مسيطراً على مسقط والمدن الساحلية، وكان الإمام مسيطراً على بقية المناطق. وفي عام 1920 وقعت «معاهدة السيب» بين السلطان تيمور والقبائل التي كان يمثلهم الشيخ عيسى بن صالح الحارثي.
وهكذا أصبحت عمان منذ توقيع تلك المعاهدة في 25/9/1920 ولمدة حوالي نصف قرن مقسمة بشكل فعلي إلى عمان الساحل تحت سلطة السلطان، ومسقط وعمان الداخل تحت سلطة الإمام. ثم عمدت بريطانيا على إغراق السلطان تيمور بالديون، فأدرك السلطان عجزه عن القيام بأي شيء فتخلى في عام 1932 عن العرش لولده سعيد.
سعيد بن تيمور 1932 ـ 1970 م):
تولى سعيد بن تيمور الحكم رسمياً في 10 شباط عام 1932، وكان في العشرين من العمر. تربى سعيد في مدرسة الأمراء في مايو في مقاطعة أجمير في الهند.
عمد سعيد إلى فرض ضرائب باهظة على الشعب بحجة تسديد الديون لبريطانيا فكانت البلاد تعيش في حالة تخلف تام وكأنها في القرون الوسطى واستمرت على هذه الحال طيلة عهده أي حتى عام 1970.
وبالنسبة لسلطة الإمام فقد توفي الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، فانتخب الإمام طالب بن علي مكانه وقد عمل على استرجاع بعض ما فقدته الإمامة من نفوذ، إذ أن السلطان إضافة إلى تدعيم سلطته في المناطق الساحلية أخذ يمد نفوذه شيئاً فشيئاً إلى بعض المناطق الأخرى. فأعلن الإمام الثورة على السلطان لكنه وبمساعدة القوات الانكليزية استطاع إفشال ثورته. واستطاع الإمام طالب بن علي شقيق الإمام غالب من الهرب إلى السعودية ومنها إلى القاهرة حيث أسس مكتباً لنصرة عمان.
الدول العربية تثير القضية في الأمم المتحدة:
لاقى مكتب نصرة إمامة عمان في القاهرة دعماً كبيراً من السلطات المصرية زمن الرئيس جمال عبد الناصر، فعاد الإمام طالب إلى عمان في صيف 1957م. وقاد ثورة مسلحة ضد السلطان، وراح يهدده بشكل واضح، فاستعان السلطان سعيد مجدداً بالإنكليز فتمكن من إعادة سلطته وتدعيم موقعه.
إلا أن الأوضاع السيئة التي كانت تعيشها عمان نتيجة الحظر المفروض عليها من كافة الجوانب دعا العديد من الدول العربية إلى طرح «القضية العمانية» على الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشتها وذلك عام 1960. فأفشلت بريطانيا المناقشة ثم أثير الموضوع مجدداً عام 1961 وكذلك أفشل الموضوع.
إلا أن إصرار العديد من الدول العربية على طرح هذا الموضوع دعا بالأمم المتحدة إلى إرسال لجنة عام 1963 لتقصي الحقائق، إلا أن هذه اللجنة وضعت تقريراً منافياً لأخبار الدول العربية، فاتهمتها الدول العربية والعديد من دول العالم الثالث بالانحياز لبريطانيا فتكونت لجنة ثانية من أعضاء الأمم المتحدة لدراسة القضية العمانية كانت نتيجتها أن وضعت تقريراً يوصي بأن تنهي بريطانيا «حمايتها» أو احتلالها لعمان فوراً.
ثورة ظفار:
اندلعت ثورة ظفار عام 1963 بقيادة «جبهة تحرير ظفار» التي كانت تتألف من عناصر مختلفة المشارب السياسية. وبعد مؤتمر حمرين عام 1968 أصبح توجه هذه الجبهة ماركسياً، بفضل الدعم اليمني الجنوبي (سابقاً).
وقد لاقت هذه الجبهة تأييداً واسعاً من مختلف القطاعات نتيجة حالة البؤس والحرمان والضنك الذي كانت تعيشه البلاد. وقد حققت أفواج هذه الثورة انتصارات كبيرة وكادت تقضي على السلطان سعيد، إلا أن السلطان قابوس ابن السلطان سعيد تسلم زمام الحكم في 23 تموز 1970.
السلطان قابوس بن سعيد (1970 ـ.... م):
بعد توليه الحكم في 23 تموز 1970بادر السلطان قابوس إلى جعل اسم «سلطنة عمان» الإسم الرسمي لدولته، وعمد إلى نهج سياسة جديدة قائمة على إزالة كل مظاهر التخلف الشديد التي طبعت عهد السلطان سعيد، والانفتاح على العواصم العربية والأجنبية. أراد السلطان قابوس (الذي كان متفهماً ومتعاطفاً مع كثير من مطالب الثوار قبل تسلمه السلطة) أن يخرج الجيش العماني من مأزقه، فطلب دعماً من الأردن، ثم من المملكة العربية السعودية، وكذلك من باكستان، وفي عام 1973 أرسل شاه إيران حملة عسكرية مؤلفة من 8 آلاف رجل (مزودة بطائرات هيليكوبتر وسفن حربية)، فنزل قسم منهم في صلالة عاصمة ظفار. وبدأت المعارك مع الثوار. وفي أقل من سنتين، تمكن السلطان قابوس مع هذه القوات من القضاء نهائياً على هذه الثورة.
النهضة العمرانية والاقتصادية في عهد السلطان قابوس
ما إن توصل السلطان قابوس إلى القضاء على ثورة ظفار 1975، حتى وقع اتفاق لوقف إطلاق النار مع جمهورية اليمن الجنوبي (الذي كان الداعم الأساسي للثورة) وذلك في 11 أذار 1976.
بعد ذلك، أطلق السلطان قابوس بن سعيد خطته التنموية الأولى. أعقبها بالثانية فتحقق تقدم، أجمع المؤرخون على اعتباره فريداً من نوعه وقياسياً، إذ نقل عمان وفي غضون سنوات قليلة من عصر القرون الوسطى إلى العصر الحديث، وعلى مختلف الأصعدة والقطاعات خاصة في التربية والتعليم والمواصلات.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية فقد وضع السلطان قابوس خطوط عريضة لهذه العلاقات أهمها:
ـ انتهاج سياسة حسن الجوار مع الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة.
ـ تدعيم علاقة عمان مع مختلف الدول العربية، وإقامة علاقات ودية مع باقي دول العالم.
ـ الوقوف إلى جانب القضايا العربية في المجالات الدولية.
ـ الالتزام بالخط الذي تسير عليه دول العالم الثالث.
انضمت عمان إلى جامعة الدول العربية عام 1971 وكذلك إلى الأمم المتحدة في ذات العام. وقد ارتفع عدد البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى سلطنة عمان من 5 بعثات عام 1979 إلى 75 بعثة في عام 1980. وانفردت عمان بعدم قطع علاقاتها مع مصر بعد زيارة الرئيس المصري السادات إلى إسرائيل.
ولدى قيام مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 انضمت سلطنة عمان إلى عضويته، وما لبثت أن أصبحت عضواً فاعلاً ومؤثراً.
وفي 2 حزيران عام 1995م صدر بيان صحفي مشترك بمناسبة الاحتفال بانتهاء ترسيم الحدود الدولية بين الجمهورية اليمنية وسلطنة عمان.
في 10 تموز عام 1995م جرى التوقيع على الخرائط النهائية للحدود بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
في العام 1996م صدر أول دستور في سلطنة عمان ينظم شؤون الدولة ويحدِّد المبادىء العامة لسياستها في الداخل والخارج.
في عام 1997م جرت انتخابات الولاية الثالثة لمجلس الشورى.
في عام 1998م تقبل السلطان قابوس في قصر العلم أوراق اعتماد أول سفير فلسطيني لدى سلطنة عمان مفوض من قبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقد امتازت سياسة السلطان قابوس بحسن الجوار مع الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، وتدعيم علاقات عمان مع الدول العربية وإقامة علاقات ودية مع دول العالم، والوقوف بجانب القضايا العربية.

سلطنة عُمان
مؤسس الدولة العمانية هو أحمد بن سعيد الذي طرد الفرس وأقام مملكة بني سعيد عام 1750، وقد حمل هو وابنه سعيد من بعده لقب «امام». فيما سمي من أتى بعدهما «سيد» ولاحقاً أصبحت التسمية «سلطان».
وفي العام 1951 تم التوقيع على اتفاق جديد بين السلطان سعيد بن تيمور الذي حكم من العام 1932 إلى العام 1970 وبين بريطانيا، وكان ذا بعد سياسي وتجاري وذلك عقب اكتشاف البترول في البلاد عام 1949.
وفي عام 1965 ظهرت في البلاد حركة تمرد ذات ميول ماركسية لقيت دعماً من اليمن الجنوبي وتمركزت في ظفار. وكان الرد عليها من قبل السلطان سعيد بن تيمور بأن أعلن أن البلاد كلها اسمها سلطنة عمان ولقي دعماً من إيران التي قدمت له الجنود والمعدات لقمع هذه الانتفاضة.
في 23 يوليو (تموز) عام 1970 انقلب السلطان قابوس بن سعيد على والده واستلم مكانه مقاليد الحكم بتأييد من الحكومة البريطانية وواصل قمع الانتفاضة بحيث قضى عليها نهائياً عام 1976.
في العام 1990 وبناء على أمر من السلطان قابوس تم تشكيل مجلس الشورى ليحل محل المجلس السابق الذي كان يدعى «المجلس الاستشاري للدولة» الذي كان قد إنشأ عام 1981.
وقد تم إفتتاح مجلس الشورى في ديسمبر (كانون الأول) عام 1991 ويضم 59 عضواً بحيث يمثل كل عضو ولاية من ولايات البلاد.
يوجد في عمان 16 مطبوعة إعلامية منها خمس صحف يومية ثلاث منها بالعربية واثنتان بالإنكليزية واربع مجلات أسبوعية.
كان لدى عمان نزاع حدودي مع اليمن وقد تمت تسويته عام 1991. وفي 10 تموز عام 1995م جرى التوقيع على الخرائط النهائية للحدود بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وبالرغم من صغر هذه الإمارة فإنها تلعب دوراً مهماً في منطقة الشرق الأوسط وذلك بفضل علاقاتها المميزة مع الأطراف كافة وبفضل ديبلوماسيتها النشيطة. فقد استضافت عقب انعقاد مؤتمر مدريد للسلام المفاوضات المتعددة بشأن المياه في الشرق الأوسط ووقعت في يناير (كانون الثاني) عام 1996 مع تل أبيب مذكرة تفاهم بشأن تبادل المكاتب التمثيلية، ثم أوقفت تنفيذ هذه الخطوة احتجاجاً على عدم جدية إسرائيل في المسيرة السلمية.
في عام 1997م جرت انتخابات الولاية الثالثة لمجلس الشورى.
في عام 1998م تقبل السلطان قابوس في قصر العلم أوراق اعتماد أول سفير فلسطيني لدى سلطنة عمان مفوض من قبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقد امتازت سياسة السلطان قابوس بحسن الجوار مع الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، وتدعيم علاقات عمان مع الدول العربية وإقامة علاقات ودية مع دول العالم، والوقوف بجانب القضايا العربية.



الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 446
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي   الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي Emptyالسبت 09 مايو 2015, 10:15 am

اقتباس :
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 299
الجمهوريّة اليمنيّة

اليمن

تحتل اليمن المثلث الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. وعاصمتها صنعاء تحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب خليج عدن أو بحر العرب، ومن الشرق سلطنة عمان وتتميز معظم أراضيها بخصوبة كبيرة، ووفرة بالمياه في الجبال.تبلغ مساحتها 555,000كم2، ويبلغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة وعاصمتها: صنعاء، ومن أكبر المدن فيها: عدن وتعز والحديدة وحضرموت.

تحتل اليمن المثلث الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. وعاصمتها صنعاء تحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب خليج عدن أو بحر العرب، ومن الشرق سلطنة عمان وتتميز معظم أراضيها بخصوبة كبيرة، ووفرة بالمياه في الجبال.تبلغ مساحتها 555,000كم2، ويبلغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة وعاصمتها: صنعاء، ومن أكبر المدن فيها: عدن وتعز والحديدة وحضرموت.
ـ أصل التسمية: اليمن يعني «اليمين» لأن البلاد واقعة إلى يمين الكعبة، الحجر الأسود المقدّس الموجود في مكة المكرمة.
ـ الاسم الرسمي: الجمهورية اليمنية.
ـ العاصمة: صنعاء.
ـ عدد السكان: 1807835 نسمة.
ـ الكثافة السكانية: 34 نسمة/كلم2.
ـ عدد السكّان بأهم المدن:
ـ صنعاء: 981000 نسمة.
ـ عدن: 560000 نسمة.
ـ تعز: 183000 نسمة.
ـ الحديد: 158330 نسمة.
ـ نسبة عدد سكّان المدن: 37%.
ـ نسبة عدد سكّان الأرياف: 63%.
ـ معدل الولادات: 43,36 ولادة لكل ألف شخص.
ـ معدل الوفيات الإجمالي: 9,58 لكل ألف شخص.
ـ معدل وفيات الأطفال: 38,53 حالة وفاة لكل ألف طفل.
ـ نسبة نمو السكّان: 3,38%.
ـ معدل الإخصاب (الخصب): , 6,97 مولود لكل امرأة.
ـ توقعات مدى الحياة عند الولادة:
ـ الإجمالي: 60,2 سنة.
ـ الرجال: 58,5 سنة.
ـ النساء: 62,1 سنة.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 45,2%.
ـ الرجال: 66,5%.
ـ النساء: 23,9%.
ـ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة:
ـ الإجمالي: 45,2%.
ـ الرجال: 66,5%.
ـ النساء: 23,9%.
ـ اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية..
ـ الديانة: الإسلام مع وجود أقلية مسيحية.
ـ الأعراق البشرية: عرب، إضافة إلى بعض الهنود والصوماليين.
ـ التقسيم الإداري:
ـ المساحة الإجمالية: 527970 كلم2.
ـ مساحة الأرض: 527970 كلم2.
ـ الموقع: تقع اليمن في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وجنوب القارة الآسيوية يحدّها من الشمال السعودية ومن الشرق سلطنة عمان ومن الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب بحر العرب.
ـ حدود الدولة الكلية: 1746 كلم، منها 288 مع دولة عمان و1458 مع المملكة العربية السعودية.
ـ طول الشريط الساحلي: 1906 كلم.
ـ أهم الجبال: جبال السرات، منار، ديمة وصابور.
ـ أعلى قمة: جبل النبي شعيب (3760 كلم).
ـ أهم الأنهار: وادي مريد، زبيد، الجوف، يلكا، ومور.
ـ المناخ: معتدل في المرتفعات وحار صيفاً في الصحاري والمناطق الساحلية، بارد في المناطق الصحراوية شتاء ودافىء في المناطق الساحلية، أمطاره موسمية.
ـ الطبوغرافيا: سطح اليمن عبارة عن مناطق جبلية وعرة تحجز سهولاً ساحلية، تقع خلفها هضاب وجبال.وفي الوسط؛ تقع المنطقة الصحراوية التي تمتد حتى داخل شبه الجزيرة العربية.
ـ الموارد الطبيعية: النفط ومشتقاته، كميات قليلة من الفحم الحجري، النحاس، الذهب، الرصاص النيكل، زيت خام، سمك، رخام، التربة غنية في غرب البلاد
ـ استخدام الأرض: تشكل الأرض الصالحة للزراعة 6% من المساحة الكليّة.المحاصيل الدائمة قليلة جداً.تغطي الأراضي الخضراء والمراعي 30% من المساحة الإجمالية، الغابات والاحراج 73% وأراضي أخرى 57% من ضمنها الأراضي المروية القليلة جداً.
ـ النبات الطبيعي: تنمو الغابات الموسمية في المرتفعات والحشائش في الهضاب.
ـ الوحدة النقدية: الريال اليمني = 100 فلس.
ـ اجمالي الناتج المحلي: 14,4 بليون دولار.
ـ معدل الدخل الفردي: 400 دولار.
ـ المساهمة في اجمالي الناتج المحلي:
ـ الزراعة: 17,5%.
ـ الصناعة: 40,5%.
ـ التجارة والخدمات: 42%.
ـ القوة البشرية العاملة:
ـ الزراعة: - ـ الصناعة: - ـ التجارة والخدمات: - ـ معدل البطالة: 34%
ـ معدّل التضخم: 10%
ـ أهم الصناعات: إنتاج الزيت الخام، تكرير البترول، منسوجات وجلديات، تعدين، إسمنت، تعليب المواد الغذائية، صناعات يدوية وحرفية.
ـ المنتجات الزراعية: الحبوب، البن، الخضار والفواكه، القات، الكروم، القطن، البلح والموز.
ـ الثروة الحيوانية: الضأن 3,7 مليون رأس،الماعز 3,2 مليون، الماشية 1,1 مليون.
ـ المواصلات:
ـ دليل الهاتف: 967.
ـ طرق رئيسية: 15500 كلم.
ـ المرافىء الهامة: عدن، الحُديدة، الخلف، رأس خطيب، صليف، موشى.
ـ عدد المطارات: 12.
ـ شكل الحكم: جمهورية اتحادية تخضع لنظام تعدد الأحزاب.
ـ الاستقلال: تأسست جمهورية اليمن الحالية في 22 أيار 1990.
ـ العيد الوطني: يوم إعلان الجمهورية (22 أيار).
ـ حق التصويت: لمن بلغ 18 سنة.
ـ الانضمام إلى الأمم المتحدة: 1947.



اليمن


تحتل اليمن المثلث الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. وعاصمتها صنعاء تحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب خليج عدن أو بحر العرب، ومن الشرق سلطنة عمان وتتميز معظم أراضيها بخصوبة كبيرة، ووفرة بالمياه في الجبال.تبلغ مساحتها 555,000كم2، ويبلغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة وعاصمتها: صنعاء، ومن أكبر المدن فيها: عدن وتعز والحديدة وحضرموت.

نبذة تاريخية:
التاريخ القديم لبلاد اليمن:

كانت هذه البلاد تدعى «العربية السعيدة» بسبب وفرة مياهها، وخصوبة أرضها وقد نشأت فيها عدة دول قبل الإسلام أولها:

العهد الإسلامي في بلاد اليمن:

مع مجيء الدين الإسلامي الحنيف، أسلمت مختلف المدن في اليمن من دون معارك كبيرة وخاصة عندما يسلم أمير المدينة، فإن معظم السكان يدخلون في الدين الجديد. فكان معظم الأمراء الحميريين العرب مسلمون ما عدا إمارة صنعاء كان يحكمها باذان بن ساسان من الفرس وكان مسلماً.وبعد وفاة رسول الله كان في اليمن بعض المرتدين أمثال الأسود العنسي (مع أنه ارتد على أيام رسول الله صل الله عليه وسلّم) فوجه إليهم الخليفة كبار قادته من الصحابة أمثال: الطاهر بن أبي هالة وخالد بن أسيد وجرير بن عبد الله البجلي.بقيت اليمن تحت الخلافة الراشدة، فلم تقم بها أي حركة تذكر حتى قيام العصر العباسي حيث ضعف أثر الدولة في هذه المنطقة فقامت عدة دويلات في مناطق مختلفة في اليمن: فقامت دولة بني يعفر في صنعاء أسسها إبراهيم بن يعفر سنة 225 هـ. ثم تسلم قيادة هذه الدولة أل حاتم بن علي الهمذاني الذي استطاع بسط سيطرته. تبعه بعد ذلك الإمام المتوكل أحمد سليمان عام 556 هـ حيث استولى الأيوبيون على البلاد. وكذلك قامت دولة بني زياد في زبيد وقد كانت اليمن كلها تحت نفوذهم إلى أن استولى بنو يعفر على صنعاء عام 225 هـ. ثم انتقلت هذه الدولة إلى بني نجاح ومنهم إلى الصليحيين الذين استمروا في الحكم حتى عام 569 هـ حيث دخلها توران شاه من قبل الدولة الأيوبية.
وكذلك قامت الدولة الزيدية على يد يحيى بن الحسين الطالبي في مدينة صعدة عام 284 هـ.وقد بقي الأيوبيون مسيطرين على بلاد اليمن حتى عام 612 هـ، حيث استطاع بنو رسول (وهم من قادة الأيوبيين) استلام الحكم وقد تمكنوا من بسط سيطرتهم على اليمن، وكانوا على خلاف دائم مع المماليك، واستمروا بالسلطة حتى عام 858 هـ حيث تسلم بنو طاهر السلطة في زبيد عام 859 هـ بمساعدة الأمير جيّاش أحد موالي أهل زبيد وبدأوا بتوسيع نفوذهم وبسط سيطرتهم، حتى كانت اليمن جميعها خاضعة باستثناء شمالها لسلطانها عامر بن عبد الوهاب في مطلع القرن العاشر. وفي هذه الأثناء وصل البرتغاليون إلى أطراف الجزيرة العربية وبدؤوا يغيرون عليها فهاجموا عدن وقصفوها بالمدافع. وقد عمل المماليك على الدفاع عن بلاد اليمن فأرسلوا أشهر قادتهم لمواجهة المعتدين وهو حسين الكردي، غير أن الطاهريين وقفوا بوجهه، بينما ساعده الأئمة الزيديين الموجودين في شمال البلاد، فحارب الطاهريين ولاحقهم إلى داخل اليمن.وعندما سقطت دولة المماليك في مصر بيد العثمانيين عام 923 هـ. انسحبت قواتهم الموجودة في اليمن حتى زبيد ونزلت القوات العثمانية في اليمن عام 945 هـ بقيادة سليمان باشا الذي حاول بسط سيطرته على البلاد إلا إنه فشل أمام الإمام المنصور القاسم بن محمد علي الذي استطاع بسط نفوذه، واستمرت أسرته بالحكم حتى عام 1252 هـ حين قامت الخلافات فيما بينهم. وكان الانكليز قد احتلوا عدن أيام الناصر عبد الله بن الحسن. واستمرت الخلافات بين الأئمة في صنعاء وفي صعدة حوالي ربع قرن. إلا أن العثمانيين رغم كل ذلك لم يستطيعوا بسط سيطرتهم بسبب المقاومة الكبيرة التي أبداها الأئمة، ثم عادت السيطرة من جديد لأسرة القاسم بن محمد علي وذلك عام 1307 هـ، واستطاع هذا الامام مجابهة العثمانيين، وكذلك فعل من بعده ابنه يحيى الملقب بالمتوكل فوقف بوجه حكومة الاتحاديين. واستمر الأمر كذلك حتى عقد الصلح مع الاتحاديين ودخلوا معهم في الحرب العالمية الأولى وانتهت الحرب العالمية الأولى وانهزم العثمانيون، فانسحب الوالي العثماني من صنعاء وتسلم الإمام يحيى الحكم كاملاً منذ عام 1337 هـ، إلا إن اليمن كانت قد أصبحت قسمين: الأول تحت حكم الإمام يحيى حميد الدين ومع الاتحاديين ودخلوا معهم في الحرب العالمية الأولى وانتهت الحرب العالمية الأولى وانهزم العثمانيون، فانسحب الوالي العثماني من صنعاء وتسلم الإمام يحيى الحكم كاملاً منذ عام 1337 هـ، إلا إن اليمن كانت قد أصبحت قسمين: الأول تحت حكم الإمام يحيى حميد الدين والثاني تحت السيطرة الإنكليزية وتشمل حضرموت والمهرة.

عهد الرئيس علي عبد الله صالح (1990 م ـ ....):

عمل الرئيس علي عبد الله صالح على توطيد أركان الوحدة بين شطري اليمن على أساس العدل والمساواة بين الجميع، إلا أن جماعات كثيرة كانت تنتظر هفوة صغيرة لتتحرك، فكانت أحداث الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1994 وخاصة حول مدينتي عدن والمكلا، وقامت عدة مبادرات عربية(الأردن وسلطنة عمان) وأجنبية (روسيا) لحل المشاكل بين الأطراف المتنازعة مع الرئيس صالح، إلا أنها فشلت جميعاً. فكانت الكلمة الأخيرة للرئيس صالح الذي شن هجوماً على الانفصاليين في تموز 1994 في مدينة عدن، واستطاع وضع حد نهائي لهذه المشاكل، وعاد اليمن الجنوبي إلى السيطرة التامة.
وشهد شهر شباط 1995 مشاكل حول الحدود مع السعودية تطورت إلى اشتباكات محدودة بين الطرفين أدت إلى سقوط بعض الضحايا، ثم اتفق البلدان على إنهاء التوتر القائم بينهما، على أمل بدء التفاوض حول مسألة ترسيم الحدود النهائية.وفي 6 أيار 1995 قامت القوات الأريترية باحتلال جزيرة حنيش اليمنية (بمساعدة إسرائيلية) مدعية بأن هذه الجزيرة تتبع لها. فوقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى سقوط آلاف القتلى وتهجير حوالي 300 ألف شخص.
فرفع اليمن شكوى إلى محكمة العدل الدولية بشأن الجزيرة.تتبع لها. فوقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى سقوط آلاف القتلى وتهجير حوالي 300 ألف شخص.
فرفع اليمن شكوى إلى محكمة العدل الدولية بشأن الجزيرة. وجاء الحكم في 9 تشرين الأول 1996 لصالح اليمن، فانسحبت القوات الإريترية مرغمة من الجزيرة،وعادت تحت السيطرة اليمنية.

اليمن الشمالي واليمن الجنوبي:

استقل اليمن الشمالي تحت حكم الإمام يحيى حميد الدين منذ عام 1918م، وقد عمل الإمام على تحصين دولته جيداً لمنع دخول الإستعمار الإنكليزي لمنطقته، بعدما كان الإنكليز قد احتلوا المناطق الجنوبية من اليمن. وبعد موت الإمام يحيى خلفه ابنه سيف الإسلام أحمد. وكانت اليمن على عهد الإمام يحيى قد حاولت التوسع في الأراضي السعودية مستغلين انشغال آل سعود بحربهم مع الأشراف، إلا أن السعوديين صدوهم وقاموا بهجوم قوي استطاعوا من خلاله دخول منطقة عسير وأعلنوا ضمها إلى المملكة فقامت معارك ضارية بين البلدين للسيطرة على هذه المنطق، وبعد قيام وساطات عربية عديدة توقفت الحرب، وعقدت اتفاقية الطائف عام 1934 م اعترف فيها آل حميد الدين بحدود المملكة السعودية القائمة (وضمنها عسير). وقد ساهم اليمن الشمالي في تأسيس الجامعة العربية، وانضم إلى ميثاق الأمن المشترك عام 1956، كما وقع مع الجمهورية العربية المتحدة ميثاق اتحاد الدول العربية عام 1958 م على أن تبقى كل دولة محتفظة بشخصيتها الدولية ونظام حكمها. إلا إن اليمن عادت وانسحبت من الاتحاد عقب الانفصال.

ثورة السلال 270 أيلول 1962 م:

قام عبد الله السلال بثورة على نظام الإمام نتيجة تأثره بالجو العربي المعاصر وتضييق الحريات من قبل أسرة الإمام التي كان لها كل النفوذ في البلاد. فقام بانقلابه وأعلن قيام الجمهورية. حاول الإمام محمد البدر استعادة الحكم في اليمن بدعم من السعودية فقام السلال بالاستعانة بمصر التي أرسلت فرقة عسكرية للدفاع عن النظام الجديد، ونشبت بين الطرفين حرب طويلة انهكتهما دون أن يتحقق النصر لأي منهما. وعقب هزيمة حزيران 1967 اتفقت مصر والسعودية أثناء انعقاد قمة الخرطوم على حل المشكلة اليمنية، وذلك بسحب مصر لقواتها من اليمن وتوقف السعودية عن تقديم الدعم للإمام، وجرت مصالحة وطنية بين الطرفين، واتفقا على إقصاء السلال ومحمد البدر، والابقاء على النظام الجمهوري، وتشكيل حكومة يتمثل فيها الطرفان. وكان أول رئيس هو قحطان الشعبي بعد تعدد الانقلابات.

اليمن الجنوبي والاحتلال الإنكليزي:

عمل الاحتلال الإنكليزي إلى تقسيم اليمن الجنوبي إلى مستعمرة عدن وإلى عدد من المحميات. وكانت أوضاعها سيئة، بحيث سادها الجهل والفقر والمرض فظهرت الحركة الوطنية كرفض لهذا الواقع منذ عام 1953 وشكلوا رابطة أبناء الجنوب اليمني المحتل وقد عملت هذه الرابطة على توحيد الآراء والأفكار في اليمن الجنوبي، فاستبقت بريطانيا الأمر وعملت على توحيد اليمن الجنوبي بحيث يكون تحت سيطرتها وذلك في عام 1959، وقد نصت هذه المعاهدة على قيام اتحاد اليمن الجنوبي على أن تتولى بريطانيا شؤونه الخارجية وقيادة جيشه.

ثورة اليمن الجنوبي:

بدأت الثورة بإضرابات ومظاهرات في عدن وبعض المناطق الأخرى، وتحولت إلى حرب شرسة انطلقت من الجبال واتسعت لتشمل اليمن الجنوبي بأكمله وتمكن الثوار من توحيد صفوفهم في جبهة واحدة، وأقاموا حكومة موحدة نظمت العمليات الثورية ضد الإنكليز أدت إلى إلحاق خسائر فادحة بالقوات البريطانية. قامت الدول العربية بعرض قضية اليمن الجنوبي على هيئة الأمم المتحدة التي أصدرت عام 1965 قراراً يقضي بإنهاء الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، ويعترف بحق تقرير مصير الشعب اليمني ويطالب بالسماح للجنة دولية بالتحقيق في أوضاع المنطقة. فرفضت بريطانيا هذا القرار، ولجأت إلى إرهاب السكان وقمعهم مما دفع بقسم كبير من جيش الاتحاد اليمني بالانضمام إلى الثوار، الذين شددوا من عملياتهم ضد القوات البريطانية، عندئذ اضطرت بريطانيا إلى التفاوض مع الثورة اليمنية ثم الانسحاب الكامل. وأعلن عن قيام الجمهورية في عام 1967م. وعاصمتها مدينة عدن، وانتخب إبراهيم الحمدي رئيساً للجمهورية، لكنه اغتيل في عام 1977، كما قتل خليفته أيضاً أحمد بن حسن القشمي، فانتخب من بعده الرئيس علي عبد الله صالح.

اليمنين قبل الوحدة:

تعددت النزاعات في شطري اليمن، وقامت الانقلابات ففي الجمهورية العربية اليمنية قتل الرئيس إبراهيم الحمدي عام 77، وكذلك قتل خلفه الرئيس أحمد بن حسن القشمي، فانتخب خلفا له علي عبد الله صالح. وفي اليمن الديمقراطية تم خلع سالم ربيع علي وأعدم على يد المعارضة، واختير مكانه الرئيس علي ناصر محمد الذي أقصى عبد الفتاح اسماعيل ونفاه إلى موسكو. وفي عام 1985 عاد عبد الفتاح إلى سكرتارية الحزب الحاكم. فعاد الصراع ونشب بين جماعة الرئيس علي ناصر محمد وجماعة عبد الفتاح اسماعيل حيث قتل هذا الأخير. وهرب علي ناصر محمد وحوكم غيابياً، وخلفه بالرئاسة حيدر أبو بكر العطاس.

الوحدة بين شطري اليمن:

في عام 1989 أعلن عن دستور للوحدة بين اليمنين طرح للاستفتاء وقد وافقت عليه الأغلبية في البلدين في أيار 1990. وأطلق على دولة الوحدة اسم: الجمهورية العربية اليمنية، برئاسة علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض وحيدر أبو بكر العطاس لرئاسة الوزراء.

انتخابات داخلية:

في نيسان 1997 فاز الحزب الحاكم الذي يرأسه علي عبد الله صالح بالانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد وجاءت بأكثرية نيابية لصالح الرئيس مقابل بعض المقاعد الأخرى لبقية الأحزاب المعارضة.كما شهد اليمن عام 1998 نزاعات واضطرابات داخلية عديدة خاصة في جنوب اليمن، وفي 20 حزيران 1998 وقعت أعمال شغب هي الأوسع في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1994 وذلك عقب قرار الحكومة زيادة الأسعار في العديد من المواد اليومية الغذائية أسفرت عن مقتل 52 شخصا.كذلك أدت الاشتباكات والمناوشات المحدودة بين الجيش الحكومي وقبائل يمنية إلى سقوط بعض القتلى في 8 حزيران.
وفي عام 1999 تطورت الأعمال الإرهابية في اليمن، إذ أقدم رجال من القبائل اليمنية على اختطاف رهائن أجانب أوروبيين، وبعد مناورات مع القوات العسكرية، أقدم الخاطفون على قتل الرهائن، واستطاعت السلطات اليمنية إلقاء القبض على الخاطفين.

إعادة انتخاب صالح رئيساً لليمن:

في 23 أيلول 1999 أجريت الانتخابات الرئاسية في اليمن بين مرشحين اثنين هما: الرئيس علي عبد الله صالح، ومنافسه الوحيد نجيب قحطان الشعبي، انتهت هذه الانتخابات بفوز الرئيس صالح بـ70% من أصوات الناخبين المسجلين.وفي 13 حزيران 2000 توجت الاحتفالات الكبرى بمناسبة مرور عشر سنوات على إعلان الوحدة بتوقيع معاهدة ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية.في 13 حزيران 2000 توجت الاحتفالات الكبرى بمناسبة مرور عشر سنوات على إعلان الوحدة بتوقيع معاهدة ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية.
20 شباط 2001:انطلقت أول انتخابات للمجالس المحلية منذ تحقيق الوحدة في منتصف العام 1990، وقد فاز بها في جميع أنحاء اليمن الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام.
و في 28 كانون الأول 2002 اغتيل الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي المعارض جار الله عمر برصاص طالب إسلامي متشدد.في 11 أيار 2003 أعاد الرئيس علي عبد الله صالح اختيار عبد القادر باجمال للاستمرار في رئاسة الحكومة الجديدة، يذكر أن باجمال كان قد شكل أول حكومة له في أيار 2001 خلفاً لحكومة عبد الكريم الأرياني.


اليمن

احتلت بريطانيا ميناء عدن عام 1839، واتخذته مركزاً تجارياً وعسكرياً لها نظراً لأهميته الأستراتيجية في البحر العربي وقربه من مستعمراتها في الهند وجنوب شرقي آسيا. وفي سنة 1873، حدث أول صدام عسكري بين الاحتلالين البريطاني والتركي في اليمن وانتهى باتفاقهما على ترسيم الحدود بينهما عام 1914، وهو تاريخ شطر اليمن إلى شطرين شمالي وجنوبي.
وفي 29 مارس (أذار) 1955 ثار بعض ضباط الجيش في تعز على الامام وأرغموه على الاستقالة. واعتقلوه في قصره في تعز إلا أن تناحراً داخلياً اندلع داخل قيادات الجيش المتمردة أدى إلى فشل التمرد العسكري. وفي عام 1955 نشأت الجبهة الوطنية المتحدة التي ضمت كل القوى المناوئة للاستعمار، وبعدها قامت الجبهة القومية التي قادت الكفاح الوطني حتى الاستقلال التام. وفي الشمال تأسس المؤتمر القومي الشعبي عام 1963.
استمر العهد الملكي في اليمن قرابة الألف عام وانتهى صبيحة 26 سبتمبر (أيلول) 1962 في الشطر الشمالي، وفي 14 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1963 وقعت ثورة أكتوبر (تشرين الأول) للقضاء على الوجود الاستعماري واستمر نضال اليمنيين ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب من سنة 1963 إلى 1967.
اندلعت حرب اليمن واستمرت من 1962 إلى 1967، وقد تمخض عن انسحاب الجيش المصري عقد اتفاقية الخرطوم (إبان مؤتمر القمة العربية).
في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1967، حقق اليمن الجنوبي استقلاله وحرر الجزء المحتل من ارضه وطرد الاستعمار البريطاني الذي انتزع اليمن من يد محمد علي عام 1839. كما حدث انقلاب عسكري في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1967 حقق مصالحة مؤقتة مع المملكة العربية السعودية عام 1970.
في 15 فبراير (شباط) 1977، تم لقاء قعطبة، الذي حضرته قيادات مهمة من شطري اليمن كالمقدم أحمد حسين الغشمي عضو مجلس القيادة نائب القائد العام ورئيس هيئة الأركان العامة الذي أصبح رئيساً للشطر اليمني فيما بعد قبل اغتياله. في خضم تلك الأحداث بتاريخ 21/10/1978 صدر الدستور المعدل لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
وفي فبراير (شباط) 1979، اندلعت أحداث مؤسفة عنيفة بين شطري اليمن، وتدخلت الجامعة العربية لوقف تدهور الأوضاع المؤلمة بفضل لقاء القمة في الكويت برعاية أمير الكويت. وتجدر الاشارة إلى أن الحرب انفجرت مرتين بين شطري اليمن في عامي 1972 و 1979.
عاشت اليمن الجنوبية تجربة مريرة في أحداث 8 يوليو (تموز) 1986 بعد عملية عاصفة الصحراء العسكرية وبعد أن تفجرت الخلافات داخل القيادة السياسية لليمن الديمقراطية في الشطر الجنوبي كنتيجة للصراع على السلطة والتي تميزت بدمويتها بين مجموعة عبد الفتاح إسماعيل ومجموعة علي ناصر محمد الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي التي انتهت بخروج الأخير من اليمن ومقتل عبد الفتاح إسماعيل ورفاقه وسيطرة الأمين العام للحزب آنذاك علي سالم البيض على زمام السلطة وبروز نجم حيدر العطاس الذي كان رئيساً للوزراء ثم أصبح رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية فترة زمنية قصيرة سبقت التوقيع على اتفاق الوحدة.
وفي عام 1988، جرت انتخابات مجلس الشورى في الشطر الشمالي لليمن وتم ترشيح عدد من النساء إلى عضوية المجلس. وفي 22 مايو (أيار) 1990، تحققت الوحدة اليمنية كمشروع حضاري قائم على الديمقراطية والتعددية السياسية وصدر قانون الأحزاب في اليمن الموحد.
وفي 29 مايو (أيار) 1992، وافقت المملكة العربية السعودية على فتح ملف عسير ونجران مع اليمن من أجل إجراء حوار أخوي وودي لحل الاشكال القائم بين البلدين منذ عشرات السنين. ولم تنظر الدوائر الصهيونية للتقارب اليمني السعودي بعين الارتياح فما كان من إسرائيل إلا أن حركت موضوع اليهود اليمنيين في 10/4/1992.
في عام 1994 حدثت حرب أهلية وانقسم اليمن من جديد، إلى أن حسمت الحرب لصالح حزبي المؤتمر والاصلاح وأعيد إعلان الوحدة.
وفي 6 أيار 1995 قامت القوات الأريترية باحتلال جزيرة حنيش اليمنية (بمساعدة إسرائيلية) مدعية بأن هذه الجزيرة تتبع لها. فوقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى سقوط آلاف القتلى وتهجير حوالي 300 ألف شخص فرفع اليمن شكوى إلى محكمة العدل الدولية بشأن الجزيرة. وجاء الحكم في 9 تشرين الأول 1996 لصالح اليمن، فانسحبت القوات الإريترية مرغمة من الجزيرة،وعادت تحت السيطرة اليمنية.
في نيسان 1997 فاز الحزب الحاكم الذي يرأسه علي عبد الله صالح بالانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد وجاءت بأكثرية نيابية لصالح الرئيس مقابل بعض المقاعد الأخرى لبقية الأحزاب المعارضة.
شهد اليمن عام 1998 نزاعات واضطرابات داخلية عديدة خاصة في جنوب اليمن، وفي 20 حزيران 1998 وقعت أعمال شغب هي الأوسع في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1994 وذلك عقب قرار الحكومة زيادة الأسعار في العديد من المواد اليومية الغذائية أسفرت عن مقتل 52 شخصاً.
في عام 1999 تطورت الأعمال الإرهابية في اليمن، إذ أقدم رجال من القبائل اليمنية على اختطاف رهائن أجانب أوروبيين، وبعد مناورات مع القوات العسكرية، أقدم الخاطفون على قتل الرهائن، واستطاعت السلطات اليمنية إلقاء القبض على الخاطفين.
13 حزيران 2000:توجت الاحتفالات الكبرى بمناسبة مرور عشر سنوات على إعلان الوحدة بتوقيع معاهدة ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية.
20 شباط 2001:انطلقت أول انتخابات للمجالس المحلية منذ تحقيق الوحدة في منتصف العام 1990، وقد فاز بها في جميع أنحاء اليمن الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام.
11 أيار 2003:أعاد الرئيس علي عبد الله صالح اختيار عبد القادر باجمال للاستمرار في رئاسة الحكومة الجديدة، يذكر أن باجمال كان قد شكل أول حكومة له في أيار 2001 خلفاً لحكومة عبد الكريم الأرياني.



الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي 300
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة الجغرافية المصغرة جغرافية البحار والمحيطات
» أهم الاكتشافات الجغرافية
» الخليج العربي بين الأطماع الإيرانية والحقائق التاريخية!!
» الاقتتال الداخلي: كيف نفهم معضلة القرن للوطن العربي؟ التجاني صلاح التجاني صلاح
» الموسوعة الفلسطينية الشاملة : مسيرة الكفاح الشعبي العربي الفلسطيني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الجغرافيا-
انتقل الى: