ثغرات للملالي في الاتفاق النووي
هيئة التحرير - (وول ستريت جورنال) 1/9/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يشاع عن الفيلسوف اليوناني، سقراط، قوله إن الحكمة الحقيقية الوحيدة هي معرفة أنك لا تعرف شيئاً، وربما يجب أن نتبنى نسخة من شعار الفيلسوف اليوناني عندما يتعلق الأمر بالاتفاق النووي مع إيران. ويعني هذا أن نتعلم مرة أخرى أن ما تقول إدارة أوباما إن إيران تستطيع فعله بموجب الاتفاق، وما هو مسموح لإيران بأن تفعله حقاً، ليسا الأمر نفسه أبداً تقريباً.
تم الكشف عن التناقض الأحدث في تقرير جديد أعده ديفيد أولبرايت وأندريا سترايكر من معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، متخصص في القضايا النووية. وينص الاتفاق النووي على أن تحد إيران من مخزونها من اليورانيوم المعالج منخفض التخصيب إلى ما لا يزيد على 300 كيلوغرام لمدة 15 عاماً. وقد شحنت طهران أكثر من 11 طناً من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا في العام الماضي. وفي ذلك الحين، هللت الإدارة الأميركية لامتثال الجمهورية الإسلامية المفترض للاتفاق، كوسيلة لتبرير إجراء تخفيف أوسع للعقوبات.
لكن "امتثال" إيران جاء، كما لاحظ أولبرايت وسترايكر، بفضل سلسلة من الإعفاءات السرية والثغرات التي خلقتها الإدارة والموقعون الآخرون على الاتفاق، والتي مُنحت للملالي في وقت ما من العام الماضي. ويشير كاتبا التقرير إلى أن الاستثناءات والثغرات لم تُنشأ من فراغ، وإلى أن "بعض المنشآت النووية الإيرانية لا يمكن أن تكون ممتثلة" لشروط الاتفاق.
ومن بين الاستثناءات: تم السماح لإيران بالاحتفاظ بأكثر من 300 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، شريطة أن يكون في شتى "أشكال النفايات". كما كان يفترض أن يضع الاتفاق سقف إنتاج إيران من الماء الثقيل عند 130 طناً، لكن هناك ثغرة أخرى تسمح الآن لإيران بتجاوز هذا السقف. وفي إعفاء ثالث، تم السماح لإيران بالاحتفاظ بنحو 19 حجرة كبيرة لاحتواء الإشعاع أو الخلايا الساخنة، والتي من المفترض أن تستخدم لإنتاج النظائر الطبية، وإنما التي يمكن أن "يساء استخدامها لبذل جهود سرية لفصل البلوتونيوم على نطاق صغير".
لكن البيت الأبيض رفض تقرير المعهد من خلال الإصرار على أنه "لم ولن يسمح لإيران بالالتفاف على" التزاماتها. وكان هذا الإنكار سيكون أكثر مصداقية لو أن الإدارة لم تكن قد وافقت في العام الماضي على عملية سرية سُمح لإيران من خلالها بتفقد منشآتها النووية ذات الصلة بالأنشطة العسكرية.
وكان سيصبح أكثر مصداقية أيضاً لو أن إيران لم تكن بصدد اختبار الصواريخ البالستية بفضل اتفاق جانبي نووي آخر. وكان من المفترض أن يحظر ذلك الاتفاق إجراء مثل هذه الاختبارات لمدة ثماني سنوات، لكنه تضمن ثغرة دلالية تزعم إيران أنها تجعله غير قابل للتطبيق. وكان من المفترض أن تخضع إيران لحظر لمدة خمس سنوات على شراء الأسلحة التقليدية الرئيسية. لكنها اختارت في الأسبوع الماضي فقط نشر نظام الدفاع الجوي S-300 الذي حازته مؤخراً -والذي اشترته من روسيا بفضل ثغرة أخرى تركتها لها الأمم المتحدة- لتدافع به عن منشأة فوردو النووية الموجودة تحت الأرض. وكان من المفترض أن يجعل الاتفاق منشأة فوردو غير مؤذية بتحويلها إلى مركز للعلوم والتكنولوجيا.
خلال كل هذا، بذلت الإدارة جهوداً غير عادية للإبقاء على صفقاتها الجانبية سراً. ويشير تقرير المعهد إلى أنه تم إبلاغ الكونغرس سراً بالإعفاءات والاستثناءات في كانون الثاني (يناير)، لكنه لم يتم الإفصاح عنها للعموم مطلقاً. كانت "مواثيق السلام المفتوحة، التي يتم التوصل إليها علناً" أحد ثوابت الدبلوماسية الأميركية على مدى قرن كامل تقريباً، لكنها أصبحت مبدأ أميركياً آخر تمت التضحية به في اتفاق إيران. أما بالنسبة لإيران، فيلاحظ أولبرايت وسترايكر أن العملية السرية التي تُكسب البلد هذه الاستثناءات "تنطوي على خطر تقديم ميزة لإيران؛ حيث تسمح لها بأن تحاول بشكل منهجي إضعاف" الاتفاق. وبالنظر إلى الأدلة المقدمة في تقرير الباحثين، فإن الملالي يواصلون مسعاهم بشكل جيد.
Loopholes for the Mullahs
Secret side deals allow Iran to skirt limits in the nuclear deal.
Sept. 1, 2016 7:11 p.m. ET
Socrates is rumored to have said that the only true wisdom is knowing you know nothing, and maybe we should adopt a version of the Greek philosopher’s motto when it comes to the nuclear deal with Iran. To wit, we are learning again that what the Obama Administration says Iran can do under the agreement, and what Iran is allowed to do, are almost never the same.
Loopholes for the Mullahs Secret side deals allow Iran to skirt limits in the nuclear deal.
Posted By Ruth King on September 2nd, 2016
Socrates is rumored to have said that the only true wisdom is knowing you know nothing, and maybe we should adopt a version of the Greek philosopher’s motto when it comes to the nuclear deal with Iran. To wit, we are learning again that what the Obama Administration says Iran can do under the agreement, and what Iran is allowed to do, are almost never the same.
The latest discrepancy was revealed Thursday in a report by David Albright and Andrea Stricker of the Institute for Science and International Security (ISIS), a think tank in Washington D.C. that specializes in nuclear issues. The agreement specifies that Iran is to limit its stockpile of reactor-grade, low-enriched uranium (LEU) to no more than 300 kilograms for 15 years. Tehran shipped more than 11 tons of LEU to Russia last year, and the Administration has trumpeted the Islamic Republic’s supposed compliance with the deal as a way of justifying wider sanctions relief.
But as Mr. Albright and Ms. Stricker note, Iran‘s “compliance” came about thanks to a series of secretive exemptions and loopholes that the Administration and the deal’s other signatories created for the mullahs sometime last year. Had those exemptions and loopholes not been created out of thin air, the authors report, “some of Iran’s nuclear facilities would not have been in compliance” with the deal.
Among the exemptions: Iran was allowed to keep more than 300 kilos of low-enriched uranium provided it was in various “waste forms.” The deal was also supposed to cap Iran’s production of heavy water at 130 tons, but another loophole now allows Iran to exceed that. In a third exemption, Iran was allowed to maintain 19 large radiation containment chambers, or hot cells, which are supposed to be used for producing medical isotopes but can be “misused for secret, mostly small-scale plutonium separation efforts.”
The White House has waved off the ISIS report by insisting it “did not and will not allow Iran to skirt” its commitments. The non-denial would be more credible if the Administration hadn’t last year agreed to a secretive process in which Iran was allowed to inspect its own nuclear-related military facilities.