مساعد روحاني من لندن: إما أن نبقى جميعا في «الاتفاق النووي» أو ننسحب منه
محمد المذحجي
لندن ـ «القدس العربي»: اعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية ومساعد الرئيس الإيراني، علي أكبر صالحي، وضع الحرس الثوري على قائمة التنظيمات الإرهابية بأنه إعلان حرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، قال علي أكبر صالحي إن نقض الاتفاق النووي من قبل الجانب الأمريكي سيؤدي إلى تداعيات دولية خطيرة، منوهاً إلى أن بلاده ستتخذ التدابير المناسبة إزاء مواقف الحكومة الأمريكية.
وأوضح خلال لقائه مجموعة من الإعلاميين والباحثين في مراكز الأبحاث البريطانية في لندن الموقف الإيراني من بعض القضايا الإقليمية والدولية.
وقدّر صالحي موقف الدول الأوروبية وبقية أعضاء مجموعة 5+1 الملتزم تجاه الاتفاق النووي واعتراضهم على إجراءات الرئيس الأمريكي المناقضة لهذا الاتفاق الدولي، مثمناً المحادثات مع الجانب البريطاني وبذل جهود أكثر للحفاظ على الاتفاق النووي، موضحاً أن إيران أيضاً ترغب في الحفاظ على الاتفاق النووي لكنه ليس بأي ثمن.
وأشار إلى أن إيران أعلنت عن موقفها من الإجراءات السلبية لبعض الدول تجاه الاتفاق النووي، مصرحاً بأنه أما أن يبقى الجميع ملتزمين الاتفاق النووي أو يخرج الجميع.
وعلق صالحي على السياسات الأمريكية الأخيرة، قائلاً «أشعر أن أمريكا تعاني من اضطراب سياسي وهم لا يعرفون أين يتجهون، وهذا الموضوع لا يتوقف على الاتفاق النووي فحسب بل يتعداه إلى قضايا دولية أخرى».
وأردف قائلاً إن الأسلوب الأمريكي المتبع حالياً تجاه الاتفاق النووي يثير أسئلة الجميع حتى الأوروبيين، متمنياً أن يتم الحفاظ على الاتفاق النووي، وأنه يستمر دون أن يتأثر باللعبة السياسية الغير مبررة وغير منطقية.
واعتبر مساعد الرئيس الإيراني الإجراء الأمريكي المحتمل بإدراج الحرس الثوري ضمن لائحة المنظمات الإرهابية بمثابة إعلان الحرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكد أن هذا الإجراء فيما لو جرى تنفيذه فإنه يعد مؤشراً للسلوك العدائي للحكومة الأمريكية ضد بلاده، لأن القوات المسلحة لأي دولة هي ضمانة لصونها وأمنها، فإنهم يعتبرون مثل هذا الإجراء بمثابة إعلان الحرب.
وفي السياق، صرح وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني، العميد أمير حاتمي، أن إيران ستحبط بقوة إجراءات الأعداء، وزعم أن الحرس الثوري هو المؤسسة الأقوى ضد الإرهاب وفي الخط الأمامي لمكافحته.
وفي الرد على المواقف والتهديدات الأخيرة الصادرة عن الحكومة الأمريكية ومسؤوليها، قال العميد حاتمي إن الحرس الثوري والجيش وباقي القوى المسلحة في البلاد تقف موحدة ومتلاحمة أمام سياسات الحكومة الأمريكية وإجراءاتها العدائية، وأنها وسوف لن تسمح لها بتعريض أمن المنطقة للخطر عبر توسيع نطاق الحرب النيابية والإرهاب.
واعتبر وزير الدفاع الإيراني التعرض لأركان النظام مثل الحرس الثوري بأنه تعرض للنظام كله، وأضاف أن البلاد بشعبها وسلطاتها الثلاث وقواتها المسلحة ستحبط هذه المؤامرة بقوة.
ووصف وصم الحرس الثوري بالإرهاب وفرض الحظر عليه نوعاً من الممارسات الإرهابية، مضيفاً أن أي مؤامرة وإجراء يؤدي إلى إضعاف هذه المؤسسة ونشر الإرهاب وزعزعة الأمن في المنطقة والعالم.
وتابع قائلاً «من الواضح أن اللوبي الصهيوني في أمريكا كامن وراء مثل هذه الإجراءات العدائية وهي بطبيعة الحال إشعال نيران جديدة ستطال تداعياتها الشعب والجيش الأمريكي».
وصرح أن الطريق الذي اختاره ترامب سيقود العالم نحو الحرب وإراقة الدماء، وأنه لا يليق بدولة تعتبر نفسها منادية للسلام ومدافعة عن حقوق الإنسان، وأضاف أن الشعب والنخب والعقلاء في أمريكا والعالم لا يتحملون مثل هذه السياسات والإجراءات المتسمة بالعنف والخطورة.
ودعا العميد حاتمي في الختام، ترامب إلى عدم اتخاذ إجراء يؤدي به إلى أن يصبح عزله عن السلطة مطلباً عالمياً وإجراء ضرورياً لإنهاء الحرب والعنف وزعزعة الأمن.