[rtl]
عبدالله المجالي[/rtl]
[rtl]
خطأ لا تجعلوه خطيئة[/rtl]
[rtl]
التاريخ:24/8/2015 - الوقت: 12:17ص[/rtl]
القصة بدأت حين نشر شخص على وسائل التواصل الاجتماعي معلومة تقول إن منهاج التربية الاسلامية للصف التاسع يعترف بالسيدة فاطمة بنتا وحيدة للرسول محمد صل الله عليه وسلم.
بعد التحري تبين أن الكتاب يحتوي على شجرة نسب آل البيت وحسب الشجرة فإن فاطمة فقط تظهر في الشجرة، ولا تظهر كل من أم كلثوم وزينب ورقية رضي الله عنهن.
الشخص الذي نشر المعلومة أسهب في تفسير ورود ذلك الخطأ مرجحا أن القضية مقصودة.
تحركت القضية وطالب عدد من النواب تفسيرا لذلك. لكن وزارة التربية والتعليم حتى الآن لم تدل بدلوها في الموضوع.
المنسق العام لمناهج التربية الاسلامية في وزارة التربية والتعليم الدكتور خالد طقاطقة أدلى بدلوه بشكل شخصي في مقال طويل كتبه على صفحته على فيسبوك، نفى فيه كل التهم التي وجهت للمؤلفين ولوزارة التربية، وقال إن «الشجرة المذكورة في الدرس هي ترجمة لما ورد في الدرس من معلومات وهي بمثابة خريطة مفاهيمية لما ورد في الدرس ولا يعني عدم ذكر باقي بنات النبي صل الله عليه وسلم أنهن لسن من آل البيت».
للأسف ما زلنا نحن الأردنيين جميعا – الا من رحم ربي- نتميز بالعناد ومحاولة الهروب من الاعتراف بالخطأ، مما يجعل المسألة البسيطة تصبح قضية خلافية عامة.
مع احترامي الشديد للدكتور طقاطقة فإن كل المبررات التي ساقها في مقاله لا تسوغ ورود هذا الخطأ، والأولى أن تعترف «التربية» بهذا الخطأ وتصححه وهو أمر بالغ السهولة، والا نسمح للتأويلات والتفسيرات أن تطغى على الخطأ وأن تجعلنا نعاند.
دعونا نتخيل أن درسا في التربية الوطنية يتحدث عن الهاشميين ودورهم في بناء تطور الأردن ثم ينتهي بشجرة نسب الملك عبد الله الأول تغفل اسم أحد أحفاده أو أبناء أحفاده، ماذا سيكون رد فعل وزارة التربية وإدرة المناهج إذ ذاك؟
أعتقد أنهم لن ينتظروا أن ينبههم أحد، وسيعيدوا طبع المنهج ويصححوا الخطأ حتى لو كلف ذلك ملايين الدنانير.
ما ورد في كتاب التربية الإسلامية للصف التاسع من إغفال ذكر سائر بنات النبي محمد صل الله عليه وسلم خطأ، مجرد خطأ، وتصحيحه واجب وزارة التربية مهما كلف ذلك من مبالغ، والإصرار على عدم التصحيح يجعلنا ننتقل من وصف ما حصل من أنه خطأ، إلى أنه خطيئة مقصودة.
ولا تجعلوا العناد سيد الموقف.
(السبيل)