أضواء على الهيكل المزعوم
د. فايز الربيع
في عقيدة اليهود هو هيكل سليمان عليه السلام الذي يعتقدون أنه تحت المسجد الأقصى، ويعتبر الهيكل أحد أسس عقيدة اليهود، ومن أسباب استعمار فلسطين، فلقد جاء المتدينون اليهود ليس من أجل بناء دولة ومغتصبات فحسب، وإنما لتحقيق حلم الهيكل، والقاعدة عندهم لا إسرائيل بدون القدس ولا قدس بدون الهيكل، وفي العقيدة اليهودية (إن الرب قد وعد اليهود فلسطين لأنها أرض الميعاد وأمرهم أن يهدموا المسجد الأقصى ويبنوا الهيكل، وبعد بناء الهيكل سينزل عليهم الرب، وسيتبعه مائة ألف من اليهود ويحكم بهم العالم ويحارب بهم الكفار أعداء الرب (أي المسلمين) ويجعلهم عبيداً عندهم، وفي عقيدتهم أن سيدنا نوح قد وهب أرض فلسطين لابنه سام ( الذي من سلالاته اليهود)، وحرمها على حام الذي من سلالته العرب، وأخبر سام أن يجعل حام وذريته عبيداً عند سام وذريته.
وهناك علامات للتبشير بهدم المسجد وبناء الهيكل وهو ظهور بقرة حمراء خالصة الحمرة، وقصة البقرة الصفراء معروفة عند اليهود في سورة البقرة، ثم يرعونها ويقدسونها ثلاث سنوات ثم يذبحونها ويحرقونها ويتطهرون بترابها لأن الهيكل لا يبنيه إلا المتطهرون.
وهذه البقرة الآن موجودة وترعى في مزرعة خاصة يقدسونها ويسجدون تقديراً لها.
ولذلك هيأ اليهود لعملية الهدم بعملية الحفر تحت أساس المسجد الأقصى، والذي هو الآن فارغ في انتظار اللحظة المناسبة بتصنيع زلزال يؤدي إلى تقويض أركانه.
واليهود أدخلوا جزءاً من هذه العقائد لدى الفريق المتصهين في أوروبا وأمريكا، والمعروف أن جورج بوش لم يحتل العراق إلا لأسباب عقائدية بالإضافة إلى الأسباب الأخرى، فالتوراة تقول أن المسيح لن ينزل إلا بعد قتل وتشريد أهل العراق وسوريا وذبحهم وإذلالهم.
إن هناك عشرة آلاف مدرسة دينية يهودية تم إنشاؤها، ومن أساسيات التدريس فيها هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل، وكذلك الحال مئات المدارس الدينية الكاثوليكية في أمريكا والتي تؤمن بأن المسيح لن ينزل إلا بعد بناء الهيكل.
لقد قال حاخام اليهود أن رب اليهود أقوى من رب المسلمين، فسنهدم المسجد الأقصى إن كان له رب قادر على حمايته فليفعل، وكل ما يطرح الآن من حلول من طرف اليهود إنما هي مسألة وقت بالنسبة للتنفيذ، وهم يقومون الآن بتهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية وبناء المعالم اليهودية بدلاً منها.
إذن قلب الصراع الذي يرفعه اليهود هو صراع عقيدة ووجود، والموضوع ليس موضوع حكومة وإنما شعب يُربى على ذلك ويقود ويفرض شروطه وواقعه، ولا بد من جهد واستراتيجية مكافئة لما يحدث، حيث استغل اليهود فرقتنا وتمزقنا وتناحرنا، وذبح بعضنا البعض، وإنهاك كل قوة يمكن أن تشكل خطراً عليهم، القضية ليست سهلة، إنها بحاجة إلى جيل جديد اسمه جيل صلاح الدين، وتجسير الفجوة بين الأمة والعلماء والحكام من أجل تعبيد الطريق نحو مستقبل نطرح فيه ضمن خطتنا الإستراتيجية ما يكافئ ويتفوق على ما يطرح اليهود من مخططات يربون عليها شبابهم وأجيالهم.