المحتلون ينتفضون على أنفسهم !!!
<< الأربعاء، 21 أكتوبر/تشرين الأول، 2015
كتب: كمال زكارنة
على باب كل بيت في القدس المحتلة جنود احتلال، وعلى مدخل كل زقاق حاجز عسكري احتلالي، وحول كل حي مقدسي جدار فصل عنصري تحرسه مجموعات امنية وعسكرية وتراقبه كاميرات متطورة جدا تنقل صوت وصورة دبيب النمل، حتى اصبحت احياء ومناطق القدس الشرقية المحتلة سجونا ومعتقلات كبيرة متجاورة يصعب التنقل منها واليها وباتت الحركة فيها محفوغة بمخاطر الموت.
سلطات الاحتلال بهذه الطريقة تحاصر نفسها قبل ان تحاصر الفلسطينيين المقدسيين والاحتلال بهذا الاسلوب ينتفض على نفسه ذعرا وهلعا وخوفا وقلقا فهو يعيش حالة غير مسبوقة من التوتر والارتباك جعلته يتخبط في تصرفاته الامنية وقراراته السياسية ويرفض كل شيء ولا نسمع منه الا صراخا وعويلا واصوات الرصاص التي تعبر عن جبن المحتل وهروبه من الواقع والحقائق والمسؤولية .
سياسة القمع اليومية وممارسات التهويد الممنهج والمنظم تتواصل في القدس المحتلة وقد ازدادت عنفا وترويعا وعنجهية خلال الايام الاخيرة تجلت في اغتصاب جيش الاحتلال للمنازل المقدسية والاستيلاء عليها من اصحابها الشرعيين بشكل مباغت دون سابق انذار وتسليمها للمستوطنين المتطرفين، وهذه مسالة في غاية الخطورة عندما يقوم جيش الاحتلال المدجج بالسلاح بمهمة خطف المنازل الفلسطينية في القدس وطرد اصحابها منها واسكان المستوطنين فيها بالقوة وتوفير الحماية الامنية لهم.
افعال اسرائيلية هدفها تقطيع الاوصال وحبس الانفاس الفلسطينية والتبريرات الامريكية جاهزة للدفاع عنها وادراجها تحت بند الدفاع عن النفس حتى اصبح العالم بحاجة ماسة الى تعريف اممي لمصطلح «الدفاع عن النفس « يصدر عن مجلس الامن الدولي او هيئة الامم المتحدة لان حشر جميع الاعتداءات والانتهاكات الصهيوينة في القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة في زاوية الدفاع عن النفس لم يعد مقبولا ولا معقولا كما ان هذه الزاوية لم يعد بوسعها استيعاب تبريرات الادارة الامريكية وامثالها للعدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
بعض المسؤولين من غير العرب يطالبون حكومة الاحتلال بالحفاظ على الوضع القائم في الاقصى والقدس ويرددون هذه العبارة باستمرار عبر تصريحات صحفية من هنا وهناك؛ ما يتسبب «بازعاج» حكومة الاحتلال ؟؟، ولا ندري اذا كان هؤلاء المسؤولين يدركون معنى الحفاظ على الوضع القائم ..هل يقصدون الوضع الحالي القائم الان وعدم تغييره والتوقف عنده وتركه على حاله كما هو، ام المعنى الحقيقي للعبارة وهو عودة الاوضاع في المسجد الاقصى المبارك والقدس الى ما كانت عليه قبل الاحتلال عام 1967 والغاء جميع الاجراءات والتغييرات والقرارات الاسرائيلية منذ اليوم الاول لاحتلال المدينة المقدسة وحتى الان وعدم تكرارها.
وهذا باختصار يعني عودة الصلاحيات الادارية كاملة للمسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة لوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية تحت مظلة الوصاية الهاشمية ومسؤولية مباشرة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على جميع المقدسات في القدس.
الانتفاضة الثالثة اعادت القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث ، ونقلت الشعب الفلسطيني خطوة الى الامام ومكنت المفاوض الفلسطيني من التمترس في موقع محصن ورفض العودة الى الوراء والتعامل مع الاحتلال على اساس النمط التفاوضي الذي كان سائدا وعقيما ولم ينتج عنه الا الدمار والخسائر .