[rtl]البطالة تدفع الشبان والفتيات العرب للتطوع في الجيش الاسرائيلي
[/rtl]
[rtl]تتخوف الاوساط العربية من ارتفاع وتيرة اقبال الشباب العربي داخل فلسطين المحتلة عام 1948 للتطوع في جيش الاحتلال الاسرائيلي
وقال أيمن عودة، مسؤول لجنة الجماهير العربية المناهضة للخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي، إن إسرائيل نجحت خلال السنتين المنصرمتين يتجنيد قرابة 550 شابا وشابة عربية من عرب الشمال الفلسطيني في الأجهزة العسكرية الإسرائيلية، مرجعا لجوء الفتيات العربيات للجيش الإسرائيلي للمعاناة من البطالة وقلة منهن يذهبن إلى الجامعات. إلا أنه أكد أن هذا العدد يبقى ضئيلا جدا وذلك بسبب نجاح الحملة المناهضة للتجنيد، ولكون المؤسسة الإسرائيلية لا تريد أن يعرف العربي أصول الحرب والسلاح، فهي تأتي بالإسرائيليين من الخارج.
وتبقى مخاوف بعض المحللين قائمة من ارتفاع النسبة في السنوات القادمة بسبب قلة فرص العمل أمام الشباب العربي.
وتقول قناة العربية نقلا عن عضو الكنسيت، عباس زكور أن فكرة انضمام الشابات العربيات للجيش الإسرائيلي مرفوضة عربيا ودينيا حيث "يرى العرب إسرائيل دولة معادية لشعبنا العربي"، ونفى زكور أن يكون هناك أعداد كبيرة من الشابات المسلمات في الجيش الإسرائيلي وإنما هناك نسبة لا تكاد تذكر .
واشار زكور إلى أن "هناك بعض المتطرفين اليهود بين الحين والآخر يطرحون هذا الموضوع كلما طالب العربي بحقوقه كمعجزة أمام المواطن العربي والمواطنات العربيات لأن المتطرفين الإسرائيليين يريدون النيل من عزيمتنا العربية وابعادنا عن شعبنا العربي وثقافتنا وهويتنا العربية الفلسطينية". وطالب زكور إسرائيل بالتنازل عن هذا الطرح.
يشار إلى أن اليمين المتطرف في إسرائيل قدم اقتراحات لخدمة العرب وانخراطهم في المؤسسات المدنية الإسرائيلية ولكن هذا العرض لم يجد الاهتمام المطلوب والكافي.
من جهته قال أحد الصحفيين الإسرائيليين إنه لا يوجد قرار جماعي في إسرائيل يلزم الجميع بأداء الخدمة، ولا احد يستطيع فرض قرار على فرد معين أو جهة معينة، مشيرا إلى أن نفس المشكلة في الطبقة المتدينة اليهودية الرافضة بشدة مشاركة وخدمة الفتاة اليهودية المتدينة في الجيش وهذا بسبب تقاليد اليهود المتدينين المحافظة حيث أن الفتاة لا يمكن أن تخدم بالجيش إلا اذا جاءت بتصريح من محام أو موافقة من ولي أمرها.
وأكد ارنون أن التجنيد في إسرائيل يكون أمرا فرديا بحسب الانتماء والديانة وأمورا أخرى تتبعها، فعلى سبيل المثال هناك الطائفة الدرزية والبدو في النقب والجليل وبعض القرى يتجندون في الجيش الاسرائيلي، أما المدن التي تسودها نشاطات وفيها أحزابا عربية مثل "بناء البلد" أو "الجبهة الديمقراطية" فالشباب لا يتجندون.
وأوضح ارنون أن اليمين المتطرف وضع اقتراحات بالخدمة المدنية، فوجد أن هناك مواقف مختلفة حيث يريد الإسرائيليون الخدمة العسكرية دون إعطاء حقوق للعرب وفي نفس الوقت العرب يطالبون بالحقوق.
وتقول صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان عدد الشبان الاسرائيليين الراغبين في التطوع في الجيش الاسرائيلي بصفة ضباط اختصاص يزداد تراجعا, نظرا الى تراجع رغبة الالتحاق بالجيش اثر اخفاقات حربه على لبنان.
ويصيب هذا التحول بالدرجة الاولى الوحدات غير القتالية في حين ان معدل الالتحاق يبقى مرتفعا في وحدات الكوماندوس, بحسب الصحيفة.
واوضحت "معاريف" ان عدد المتطوعين في الجيش من ذوي الاختصاصات انخفض باكثر من النصف في السنوات الاخيرة.
ولم تتمكن مديرية الموارد البشرية ان تملأ سوى ثمانين بالمئة من المراكز الشاغرة فيها, بينما كانت الحال في المديرية اللوجستية اسوأ حيث بلغت نسبة التطويع ستين بالمئة, وهي النسبة عينها في مديرية سلاح الاشارة, وذلك بحسب احصاءات للجيش كشفتها "معاريف".
وبحسب تقارير عسكرية داخلية, فان هذا التحول يعود ايضا الى دور القطاع الخاص في اجتذاب الشباب لانه يعرض عليهم رواتب اعلى بكثير من رواتب الجيش, والى ان الجيش قلص في السنوات الاخيرة عدد العاملين لديه.
وتخلف اكثر من ربع الشبان الاسرائيليين هذا العام عن اداء الخدمة العسكرية, بحسب ارقام رسمية نشرت في تشرين الثاني.
ويمثل اليهود المتشددون الذين يمكنهم التخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية بسبب متابعة دراسات دينية, نسبة 11% من اجمالي المدعوين لخدمة العلم, في حين اعفي 7% من المدعوين للتجنيد لدواع صحية و5% لسوابق قضائية و4% لاقامتهم في الخارج.
وبينت الارقام الرسمية ايضا ان 35% من الشابات الاسرائيليات يتهربن من الخدمة العسكرية ومدتها سنتان لاسباب دينية.
من المعلوم أن قانون التجنيد الإجباري الإسرائيلي يشمل فقط الشبان اليهود، وفي العام 1956 تم سن قانون ضم الشبان العرب الدروز والشبان الشركس لقانون التجنيد الإجباري. وهناك في المقابل ظاهرة تطوع العرب البدو في الجيش الإسرائيلي ، كما هناك حالات تطوع انفرادية، قليلة ومحدودة جدا بين باقي الشبان العرب.
وعلى ما يبدو فإن معطيات الجيش المعلن عنها تتجنب ذكر الأرقام وتكتفي بالنسب المئوية، إذ تقول المعطيات انه في العام 2000 حصل انخفاض بنسبة 17% بنسبة البدو المتطوعين مقارنة بالعام 1999, وفي العام 2001 طرأ انخفاض بنسبة أكثر من 40%، الأمر الذي استدعى «استنفارا» في الصف القيادي في الجيش وعلى المستوى الحكومي، واقيم طاقم خاص «لمعالجة» الظاهرة، الناجمة عن الانتفاضة، وايضا عن هبة الاقصى 2000 في الداخل الفلسطيني مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية.
وعلى ضوء عمل الطاقم، وحسب ادعاء الجيش فإن نسبة المتطوعين البدو في العام 2002 ارتفعت بنسبة 49% مقارنة بالعام 2001, وفي العام 2003 حصل ارتفاع آخر بنسبة 41% مقارنة بالعام 2002، وهذه الوتيرة مستمرة في العام الحالي.
في المقابل تجدر الإشارة إلى انه كان لانتفاضة الأقصى انعكاسات إيجابية على أوضاع البدو، تمثلت في أحد جوانبها في حدوث انخفاض حاد في عدد البدو المتطوعين للخدمة في الجيش الإسرائيلي ، إذ أشار تقرير داخلي قدم الى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في أواسط شهر حزيران 2001 إلى حدوث هذا الانخفاض، إذ توقفت الزيادة في عدد المتطوعين البدو التي بدأت تظهر منذ العام 1999 بسبب الانتفاضة، وفي حين بلغ عدد المتطوعين البدو في النصف الثاني من العام 1999 نحو 80 شخصا.
وحسب إحصائيات الجيش، فان مجموع عدد المتطوعين البدو للجيش الإسرائيلي تنامى على النحو التالي في السنوات الأخيرة: 208 من المتطوعين عام 1995, و 189 متطوعا عام 1996, و 281 في عام 1997, و 235 متطوعا عام 1998, و 315 متطوعا عام 1999, و 330 في عام 2000, و 301 من المتطوعين في النصف الاول من العام 2001.
وعزا، من جهته الضابط البدوي الرائد حسن الهيب، وهو رئيس مجلس بيت زرزير السابق ، قرب الناصرة ، انخفاض عدد المتطوعين البدو الى ان خدمة البدو في الجيش لا تعود عليهم بالنفع ، فهم يضحون بحياتهم لإسرائيل، لكن الدولة لا ترد لهم الجميل، بل تعاملهم بالتمييز، وتجعل قراهم فقيرة للغاية، ولا تقدم لهم اية امتيازات تذكر.
وتأتي الوقائع لتشير ايضا الى وجود مخططات لترحيل البدو، او وضعهم في ما يشبه المحميات. فقد نقلت صحيفة «هآرتس» مؤخرا عن البدو قولهم انه في عهد حكومة شارون السابقة احيا وزير البنى التحتية افيغدور ليبرمان، ووزير الداخلية ايلي يشاي خطة عرضت العام 2000 لحشر 60 الف بدوي، يعيشون في التجمعات التالية: الدلام، كديرات والعزازمة في ثلاثة قرى جديدة هي: مرعيت وبيت بدط وبئرغيل.
عندما اجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مع وزير دفاعه، شاؤول موفاز، ومجموعة كبار قادة الجيش والاستخبارات للبحث في سبل الرد على الفلسطينيين بعد تفجير النفق تحت الموقع العسكري في رفح، فوجئ بمشكلة غير متوقعة ففي احدى القرى العربية في اسرائيل، التي قتل احد ابنائها الجندي في العملية، لم يجدوا شيخا مسلما يقيم الصلاة الميت في المسجد على روح الجندي.
وطلب رئيس الاستخبارات من رئيس الحكومة ان يامر بحل هذه المشكلة مرة والى الابد (فليس من المعقول ان يكون هناك حوالي 400 أمام مسجد في اسرائيل، يقبضون مرتباتهم من الدولة العبرية، من دون ان يكون احد منهم مستعد لاقامة الصلاة على الميت، فقط لانه جندي) قال.
عندما تحمس قائد المنطقة الجنوبية، فروى ان عائلتي اثنين من الجنود رفضتا ان تتم جنازة عسكرية لولديهما وطلبا عدم لف النعش بالعلم الاسرائيلي. فيما قامت العائلة الرابعة بلف النعش بحرام يغطي العلم الاسرائيلي. وشكا اخر من ان العرب في اسرائيل من فلسطيني 48 يقاطعون عادة جنازات الجنود العرب في الجيش الاسرائيلي، ولايزورون بيوت العزاء، الا من العائلةالقريبة جدا.
وكالعادة، في مثل هذه الحالات انشغل كثيرون بموضوع خدمة العرب في الجيش الاسرائيلي داخل اسرائيل وخارجها فكيف يمكن للعرب، ابناء الشعب الفلسطيني ان يخدموا في الجيش الاسرائيلي الذي يحتل ارض شعبهم ويمارس كل هذه الجرائم القمعية. ليس هذا فحسب، بل انهم يقفوا في خط الهجوم الاول. وحسبما سنرى لاحقاً، فانهم يمارسون بشائع ضد ابناء شعبهم تفوق بشائع الجنود الاسرائيليون في احيان كثيرة.
اجل. فما هي قصة هؤلاء الجنود؟ من هم؟ وما هي دوافعهم؟ والى اين يريدون الوصول؟ هل هم مجرد مرتزقة؟ ام انهم يؤمنون بما يفعلون؟ وما هو هدف اسرائيل من تجنيدهم؟ وكيف تعاملهم؟ وهل تثق بهم؟.
شي من التاريخ
منذ ان قامت اسرائيل (سنة 1948) وحتى قبل ذلك عندما كانت تعمل باسم الوكالة اليهودية وبضع عصابات عسكرية تابعة لها او متمردة عليها، كان هناك عرب يتعاونون معها ضد شعبهم.
نتيجة هذا التعاون. مثل كل تعاون مماثل لم تعد عليهم بالخير. ففي احسن الاحوال تم ابقاء المتعاونين في وطنهم ولم يشردوهم الى الخارج. ولكن حتى هذا البقاء، ما فتئ ان تحول الى كابوسا في مراحل عدة اذ تم نهب اراضيهم لمصلحة اليهود. ومورست ضدهم سياسة تمييز عنصري بشعة. ولايزالون يعانون من الاضطهاد.
ولذلك، فان اسرائيل لم تثق بهم في يوم من الايام. وظلت وما زالت تخشى ان ينتقموا منها في يوم من الايام. وفي بداية نشؤها لم تقم بتجنيدهم في الجيش. ولم تسند اليهم اية خدمة عسكرية واخذت منهم بعض الشبان فقط من الخبراء في قص الاثر وفي الخدمات الشرطوية. والمعروف ان القادة الاسرائيليين احتاروا في حينه ماذا يفعلون بالعرب الذين بقوا (150 الف فلسطيني) ومعظمعم لم يكونوا عملاء بالطبع. وقد فكروا في ترحيلهم ليلحقوا باهلهم المشردين. وفي سبيل دفعهم الى ذلك هدم الجيش الاسرائيلي 482 قرية فلسطينية عن بكرة ابيها، حتى لايبقى لمعظمهم مكان يعودون اليه. ولكن الاسرائيليين وازاء الضغوط الدولية اضطروا لتقبلهم بشكل مؤقت على امل ان تحين الفرصة في ترحيلهم من جديد.
بيد ان هناك من راح يفكر بطريقة اخرى فقالوا ان العرب الباقين هم اقلية ضئيلة وضعيفة ولا حول لها ولا قوة. فالامة العربية نسيت هذه الاقلية ووضعتها في اطار الشبهات. والافضل ان تستوعبهم اسرائيل في صفوفها. من هنا جاءت الفكرة لتجنيد الشبان العرب في الجيش. وبعد نقاشات طويلة ودراسات متشعبة توصلوا الى قناعة بان تكون الخدمة اجبارية فقط لابناء الطائفة العربية الدرزية. واما بقية العرب من المسلمين والمسيحيين فتقرر ان يفتح المجال لهم ان يتطوعوا للخدمة بشكل اختياري.
لكن التطوع كان محدودا للغاية ففي البداية اقتصر على شبان بعض القبائل البدوية في الشمال (الجليل) وفي الجنوب (النقب) ونفر قليل من بقية العرب. وكانت وراء كل واحد منهم دوافع محددة للاقدام على هذه الخطوة:
ـ هناك من قالوا انهم بوصفهم مواطنين في دولة اسرائيل ينبغي ان يكونوا مخلصين لها والخدمة في الجيش هي قمة الاخلاص.
ـ والبعض اخذ الخدمة العسكرية بالوراثة من الوالد.
ـ البعض اعتبرالزي العسكري والسلاح والنفوذ بمثابة ظاهرة قوة، مهمة في المجتمع العربي الداخلي، اذا كان من عائلة صغيرة مستضعفة في بلدة توجد فيها صراعات عائلية، اذا كان من طائفة اقلية تخضع لعسف الطائفة الاكبر، اذا كان من يريد ان يظهر على قدم المساواة مع اليهود في بلدة مختلطة.
ـ الغالبية رأت في الجيش خلاص اقتصادي، فالخدمة تطوعية لمدة سنتين ونصف السنة. وفي نصف السنة الاخيرة يصبح الاجرة حوالي 1100- 1200 دولار شهريا. وبعد انتهاء الخدمة توجد امكانية لاخذ المتطوع الى الخدمة في الجيش النظامي او في الشرطة اوحرس الحدود براتب تدريجي يبدا من 1200 دولار. ولكن هذه الامكانية محدودة جدا. فالجيش غير معني بفتح ابوابه امام الوف الجنود العرب. ويحرص على اكثرية ساحقة دائما لليهود (اكثر من 96 في المئة).
ـ هناك الكثير من الوظائف المخصصة لموظفين او عمال ممن يشترط فيه الخدمة في الجيش مثل: شركة الكهرباء، والمصانع العسكرية او شبه العسكرية وفروع الالكترونية والحراسة وشركة القطارات وغيرها.
من اليوم الاول للخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي يفهم الجندي العربي انه سيدخل في مواجهة مع (عدو) هو ابن شعبه وامته العربية. ويمكن ان يكون هذا (العدو) ابن عائلته، المشردة في الطرف الاخر من الحدود. وعليه ان يكون(محصنا) ضد المشاركة الوطنية والقومية. والا فانه سيخون القسم للجيش الاسرائيلي.
في البداية كانت قيادة الجيش تاخذ في الاعتبار هذه المشكلة، فلا ترسل الجنود العرب الى خطوط النار. لكنها الان فقدت هذا الاحساس ولم تترك جبهة قتال الا وارسلت اليها جنودا عربا، من لبنان الى قطاع غزة وحتى الضفة الغربية. وفي المقابل شعر هؤلاء الجنود بانهم تحت مجهر الشك دائما، لذلك حاولوا في كل يوم وفي كل معركة ان يثبتوا اخلاصهم، فكانو ملكيين اكثر من الملك.
وفي الوقت نفسه كانوا يعانون من تناقض اخر، فالجندي العربي كان يخدم في الجيش ويعرض حياته للخطر (من اجل الدولة) فيعود الى بلده مرة في الاسبوع او الاسبوعين ليجد الدولة تهمله وتهمل بلده فسياسة التمييز العنصري الاسرائيلية جعلت البلدات العربية في اسرائيل مجرد فنادق بائسة، بلا اماكن عمل (الصناعة اليهودية بالاساس) وبلا ارض للزراعة معظم الاراضي صودرت وبلا خدمات اساسية. لا بل ان البلدات التي خرج منها اكثر الجنود (البلدات الدرزية والبدوية) عانت من سياسية التمييز العنصري اكثر من البلدات التي قاومت التجنيد وقاومت السياسة الحكومية.
ومع تنامي الوعي في البلدات العربية اصبح الجندي العربي منبوذا في قريته وبين اهله. فيقاطعه معظم اصدقائه وحتى اذا توفي قلما يجد من يسير في جنازته.
العرب في الجيش
لايُعرف بالضبط عدد العرب في الجيش الاسرائيلي. لكنه يقدر ببضعة الاف قليلة (4 -5 آلاف) معظمهم موزعون على الوحدات العسكرية العامة باستثناء كتيبة واحدة للعرب، تسمى (الدورية الصحراوية) وقوامها 800 جندي، 70 منهم نظاميون والباقون متطوعون (مسلمين ومسيحيين الدروز منتشرون في مختلف الوحدات.
ولقد انعكس التمييز العنصري ضد العرب عموما في الجيش من ناحية المناصب والرواتب فقط في السنوات الاخيرة بدات تمارس المساواة تجاه بعض الجنود والضباط العرب (الدروز بالاساس) في بعض الوحدات العسكرية واصبح الان هناك عضوا عربي للمرة الاولى في رئاسة اركان الجيش (الجنرال يوسف مشلب، رئيس دائرة التنسيق بين الحكومة والارضي الفلسطينية المحتلة) وقائد اول لحرس الحدود الجنرال حسين فارس، وقائد سلاح المظليين عماد فارس. لكن هذه المساواة لم تتغلغل الى داخل القواعد العسكرية خصوصا فيما يتعلق بالجنود العرب من غير الدوز نحن جيدون لان نكون عبيدا في الجيش لدى اليهود اما نكون قادة ويكون تحت مسؤوليتنا يهود، فهذا محظور يقول المقدم رائد الذي تجاوز دوره ضباط وطلب ان يخدم في احدى الوحدات المشهورة فارسلوا الى (الدورية الصحراوية).
الوحدة العربية في الجيش الاسرائيلي تعتبر حديثة العهد فقد تاسست سنة 1987 على ابوات الانتفاضة الفلسطينية الاولى مؤسسها الجنرال متان فلنائي اراد ان يجعلها وحدة مستقلة لمراقبة الحدود المصرية - الاسرائيلية البرية من البحر المتوسط حتى البحر الاحمر.وقد عينوا لها قائدا يهوديا طول الوقت، وعددا من المساعدين اليهود العرب (لاول مرة سيكون لها قائد عربي في مطلع العام المقبل).
في الانتفاضة الاولى حصلت احتكاكات بين الفلسطينين والوحدة العربية، لكنها كانت نسبيا بسيطة واما في الانتفاضة الاخيرة فقد وضعت هذه الوحدة في خط النار الاول امام الفلسطينيين. اذ تم تسليمها الشريط الحدودي بين قطاع غزة الفلسطيني وبين سيناء المصرية. وكلفت بمهمات تعتبر جرائم حرب بكل المقاييس هدم المئات من البيوت الفلسطينية اقتلاع الوف الاشجار وتدميرا لمزروعات والمواجهة مع المواطنين قتلا وجرحا واعتقالا واهانة واذلالا.
وقام افرادها بهذه المهمات بالروح نفسها لتعاليم الجيش الاسرائيلي. بل زادو من عندهم ما يثبت انهم مخلصون اكثر من اليه.
وبقيت افعال هذا الوحدة سرا من اسرار الجيش لفترة طويلة ولكن وبشكل مفاجئ بدات تتسرب معلومات تفيد بانها ارتكبت جرائم بشعة وان افرادها جنودا وضباطا، متورطون في مخالفات حتى ضد الجيش، والسبب في كشف هذه المعلومات يكمن في الخلافات الشخصية والعائلية التي تنتاب افراد هذه الوحدة. فعلى سبيل المثال هناك 35 جنديا من عشيرة الهزيل في النقب وعدد مماثل من قبيلة الهيب في الشمال ومجموعة اخرى من عائلة الزيادنة في مدينة رهط وهكذا. وقادت الخلافات والصراعات بين هذه الاطراف، الى الوشاية ببعضهم البعض، فوصلت المعلومات الى جهات تناضل من اجل طهارة السلاح في الجيش وطهارة الحكم عموما في اسرائيل. فحملتها هذه القيادة الى قيادة الجيش. لكن هذه القيادة حاولت لفلفة الموضوع واخفاء الحقائق وطمس التحقيق.
وفقط عندما تورط احد الضباط بقتل مواطن بريطاني، بدات تتكشف الجرائم لتصل الى جهاز القضاء واليوم تطرح في المحاكم قضايا ضد افراد عديدين من هذه الوحدة منها:
ـ في مطلع تشرين الاول 2003 اعتقل 11 جنديا وضابطا من الوحدة ثم بدات محاكمتهم وادينوا بتهمة استعمال المخدرات داخل معسكرات الجيش.
ـ في 16 تشرين الاول 2003 قام احد الضباط العرب في الوحدة المذكورة بقتل المتطوع البريطاني توم هورندل الذي يعمل في احدى المنظمات الدولية التضامنية في قطاع غزة. قتله بدم بارد من دون اين يقدم على اي خطأ او مخالفة.
ـ في نهاية الشهر نفسه تم قتل مواطن فلسطيني برئ غير مسلح ايضا بدم بارد وتبين في التحقيق ان جنديين اثنين راهنا على قتله بالتسلية فقد تحدى احدهم الاخر ان كان يستطيع ان يقتله برصاصة واحدة في راسه فقبل الجندي الاخير التحدي. وقتل الرجل وهو اب لاربعة اولاد.
ـ بعد شهرين تم الكشف عن فضيحة اخرى تتعلق بالمخدرات، هذه المرة ضبطوا مع مجموعة من الضباط والجنود 65 كيلو غراما من الهيرويين يقدر ثمنها بمليونين وربع المليون دولار.
ـ بعد فترة ضبطت مجموعة اخرى تتاجر بالسلاح والمخدرات. وبين ان افرادها سرقوا الاسلحة الخفيفة والمتوسطة من مخازن الجيش وباعوها بالاف الدولارات الى رجالات العالم السفلي في اسرائيل.
ـ وفي العام الماضي تم الكشف عن مجموعتين قام افرادهما ببيع (حزب الله) اللبناني خرائط ومعلومات عسكرية مهمة في مقابل الحصول على المخدرات.
ويدافع افراد هذه الوحدة عن انفسهم في وجه هذه الهجمة بوسائل اعلامية وقضائية وبتصريحات او شهادات في المحاكم، وتتلخص مواقفه في الاتي:
ـ لم نعمل شيئا خراقا، كل ما عملنا يمارس ضد الفلسطينيين في وحدات اخرى واكثر من ذلك. ولكن لاننا عرب يكتبون عنا ويثيرون زوبعة ضدنا ويقدموننا الى المحاكمة. ولو كنا يهودا. لما كان احد يهتم بما نفعل.ـ الوضع الذي نعيشه في المواقع العسكرية في قطاع غزة لا يطاق. فنحن تحت القصف والعمليات الفلسطينية التي تتم يوميا ولا تهدا. وقد فقدنا عددا من زملائنا قتل لهم 6 جنود وجرح 20 شخصا وذلك قبل عملية النفق التي قتل فيها 50 جنودعرب وجرح 13 اخرون.ـ الظروف التي نخدم فيها غير انسانية ولم يوضع فيها جنود يهود في يوم من الايام فالوحدات اليهودية لاتخدم في مكان واحد اكثر من 3 - 4 اشهر ثم يتم نقلها الى مكان اهدا، حتى يرتاح الجنود من الضغط. بينما نحن قابعون في المواقع نفسها منذ اربع سنوات في بعض الاحيان نخدم 20 ساعة متواصلة في اليوم من دون ان يحضر شخص لاستبدالنا ويمر على الجندي شهر من دون ان يخرج الى عطلة.هذا الغضب، يتحول ضد الفلسطينيين في الطرف الاخر من المتراس. فما لايستطيعون قوله للمسؤولين اليهود في الجيش، تحول الى طاقة عداء للفلسطينيين ابناء شعبهم وجلدتهم. لذلك يتصرفون بهذه الهمجية والقسوة وقد سبق ان هددهم الفلسطينيون بانتقام كبير.
[/rtl]