كتاب : دكتور سيوك يتحدث إلى الأمهات " مشكلات الأطفال في أطوار نموهم "[rtl]نبذة عن الكتاب :[/rtl]
[rtl]إن اسم مؤلف هذا الكتاب بنجامين سيوك يعتبر في الولايات المتحدة اسم علم في كل منزل يذرع في جنباته ذلك المخلوق الجبار حيناً ، الضعيف ، والذي يسمونه الطفل . فمنذ ألف كتابه الأول من سبعة عشر عاماً خلت عن العناية بالطفل ، أصبح اسمه أنيس كل أم في الولايات المتحدة ، ترجع إلى الكتاب كلما عرضت لها مشكلة في حياة طفلها ، حيث تجد فيه ما تبغى في أسلوب سهل جذاب لكنه مقنع . والمشكلات في حياة الطفل عديدة ، والطفل مخلوق ضعيف قاصر يرقب الأفق من بعيد فيخاله في قبضة يده ويعيش للساعة التي هو فيها غير مفرق بين أمس وغده . وهو أحياناً جبار عنيد عنيف ، يتخطى المسئوليات دون مبالاة ، حتى إذا ما وجد نفسه فجأة متمسكاً بالعشب الأخضر النامي على حافة هاوية انزلق إليها دون أن يقصد بنفسه ضراً ، تلفت يمنياً ويساراً عساه أن يجد من يأخذ بيده .[/rtl]
[rtl]ويعتبر كتاب الدكتور بنجامين سبوك "العناية بالطفل" أشهر وأهم مرجع من نوعه في العالم. فهو كتاب يجمع بين الشمولية الموسوعية والدقة العلمية والبساطة اللغوية. ولقد لاقى هذا الكتاب النفيس رواجا هائلا فطبع منه أكثر من عشرين مليون نسخة في الولايات المتحدة وحدها وترجم إلى جميع اللغات الحية، وجعل صاحبه من الشخصيات الذائعة الصيت والنافذة الأثر.[/rtl]
[rtl]أثناء بحثي على شبكة الإنترنت، وجدت الكثير من الملخصات باللغة العربية لهذا الكتاب. لهذا فإنني في هذا العرض، سأتحدث عن أكثر ما أعجبني في هذا الكتاب بصفة شخصية، وما جعله فعلا برأيي يستحق هذه الشهرة وهذا النجاح الكبير.[/rtl]
[rtl]أهم الأسباب برأيي أن الدكتور سبوك، يتحدث مع الأم لا بلهجة الطبيب الآمر، وإنما بلهجة الأب الحنون إن جاز التعبير. فهو يفهم تماما مشاعر الأم ويعبر عنها بطريقة فذّة. ودائما ينصح الأم أن لا تخجل من التعبير عن مشاعرها حتى السلبية منها. بدءا من الحمل، والذي وإن كانت الأم متشوقة له، إلا أنها تدرك أنه سيضع نهاية لحريتها، وستغرب شمس نشاطها وحيويتها. كذلك بعد الولادة ستتغير معالم حياتها الاجتماعية وغير ذلك من المتع خارج المنزل. بل حتى في مجالي الميزانية واهتمام الزوج، ستجد مخلوقا آخر يشاطرها فيهما.[/rtl]
[rtl]وعند الحديث عن سرير الطفل يفهم الدكتور رغبة الأم في أن يكون سرير طفلها أنيقا ومبطنا بالحرير. لكنه يوجهها إلى أن الطفل لا يهمه ذلك فالأهم أن يكون للسرير جوانب تقي الطفل من السقوط. وعند الحديث عن العناية الطبية يفهم الدكتور أن معظم الآباء والأمهات الجدد يخجلون من إثارة أسئلة بشأن العناية بالطفل يخشون أن تكون سهلة جدا وربما سخيفة. ولكنه يطمئنهما إلى أن مهمة الطبيب هي الإجابة عن أي سؤال يوجه إليه، فصحة الطفل أثمن من مشاعر الطبيب.[/rtl]
[rtl]في فصل ( تغذية الطفل ) يشرح الدكتور بطريقة رائعة مشاعر الطفل الوليد، الذي يبدي تلهفا شديدا على أن تتلمس شفتاه طريقهما إلى فم الزجاجة، أو يتصبب عرقا أثناء الرضاعة. وإذا حدثتك نفسك بقطع الطعام عنه قبل أن يشبع فإنه يبكي بحرقة متميزا من الغيظ. حتى وهو نائم يحلم بالغذاء، فهو يحرك فكيه وكأنه يمتص الحليب وتبدو على وجهه علامات الرضا التام، ومعنى ذلك أن الغذاء هو مصدر الابتهاج الأكبر لديه![/rtl]
[rtl]من أهم المعلومات التي يقدمها الدكتور (سبوك) في فصل الرضاعة الطبيعية هي: اختلاف التصرفات عند الرضاعة باختلاف الأطفال. فهناك الطفل المتلهف والذي قد يؤذي الحلمة. وهناك الطفل السريع الهياج والذي قد يبلغ به الهياج حدا يجعل الثدي يفلت من فمه. وهناك الطفل المتمهل الذي يبقى في انتظار أن يتكون الحليب في الثدي بوفرة. ثم هناك الطفل الذواق الذي يذوق أولا نقط الحليب المتسربة من الحلمة. وأخيرا هناك الطفل المسترخي الذي يؤثر أن يرضع بضع دقائق ليرتاح بضع دقائق أخرى.[/rtl]
[rtl]في فصل (العناية اليومية) يقدم الدكتور سبوك معلومات هامة جدا عن تربية الأطفال. فلا ينبغي للأم محادثة طفلها طيلة أوقات يقظته أو أن تدغدغه وتداعبه بصورة مستمرة، فهذا من شأنه أن يجعل منه طفلا متوتر الأعصاب أفسده الدلال. أما عن إصلاح الدلال فالأمر يتطلب كثيرا من الإرادة وقليلا من القسوة.[/rtl]
[rtl]ويفرد الكتور (سبوك) فصلا كاملا لمشكلة مص الإبهام. إلا أنه يطمئن الأم إلى أن مص الإبهام ليس دليلا على الشقاء أو سوء التكيف أو قلة التعاطف، فالأطفال المحرومون فعلا من المحبة لا يمصون إبهامهم. لكن الأسباب الحقيقية قد تكون الضجر أو الافتقار إلى الألعاب، أو لأنه مرغم على الجلوس في البيت ساعات طويلة. ولا ينصح الدكتور باستعمال الجبيرة أو الطلاء الكريه في الإبهام، أو توبيخ الطفل أو سحب إبهامه من فمه لأنه يؤدي إلى نتيجة معاكسة. والنصيحة باختصار: هي محاولة إدخال البهجة إلى حياته. ويستحسن على المدى الطويل أن تذكريه بشكل ودي بأنه سيشبّ ذات يوم ويقلع عن عادة المص، فتشجيعه بهذا الشكل يجعله يرغب في الإقلاع عن المص في أقرب وقت ممكن. وهو سيقلع عن العادة كليا على الأرجح في سن السادسة.[/rtl]
[rtl]أما في فصل (مشكلات التغذية والنمو )، فيؤكد الدكتور أن سبب نشوء مشكلات التغذية بوجه عام هو اندفاع الأمهات إلى تغذية أطفالهن على أفضل وجه. وينصح الأم بعدم اللجوء إلى الرشوة، كأن تعد طفلها أن تحمل والده على الوقوف على رأسه إذا أنهى وجبته! ويقول إن خير الأمور الوسط، فمن المستحسن أخذ رأي الولد في شؤون الغذاء اليومي، ولكن لا يجوز قطعا أن يعتقد بأن مشيئته هي فوق كل مشيئة.[/rtl]
[rtl]كان هذا أهم ما استفدته من كتاب ( العناية بالطفل)، ربما لأن ابنتي لم تتجاوز الرابعة بعد. لكن الدكتور يستمر في معالجة مشكلات التربية حتى نهاية المراهقة، والأمراض وكيفية تقديم الإسعاف الأولي، ويختتم الكتاب بالحديث عن الطفل المتبنى. [/rtl]
و للمزيد من المعلومات القيمة والفؤائد العظيمية التي يحتويها هذا المحتوى فإننا ندعوكم الآن لتحميله والاستفادة منه http://www.lakii.com/vb/a-9/a-250614/