منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المغتربون مشكلات وحلول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغتربون مشكلات وحلول  Empty
مُساهمةموضوع: المغتربون مشكلات وحلول    المغتربون مشكلات وحلول  Emptyالجمعة 26 يناير 2024, 9:53 pm

المغتربون مشكلات وحلول (1)


المغتربون مشكلات وحلول  %D8%B9%D8%B1%D8%B6%D9%8A-82-1687672990



إن الاغتراب عن الوطن الأم، والبعد عن الأهل والأحباب وعلاقات الطفولة والصبا والشباب أمر شاق على النفس بلا شك، ولذا كان النفي والتهجير والإبعاد بحد ذاته عقوبة مؤلمة على كل إنسان تقع عليه هذه العقوبة، وكان الحنين الدائم والأبدي لأول منزل ألفه المرء من طبيعة البشر وفطرتهم السوية، وسببا لمعاناة الكثير من المغتربين حتى يصل بعضهم إلى التأزم النفسي الحاد، سواء كانت الاغتراب في بلد مسلم أو في بلد غير مسلم، أو في بلد يتحدث اللغة نفسها أو يتحدث بلغة مختلفة.
إن لهذا الاغتراب تحدياته ومشكلاته ومعاناته، وفي هذا المقال لن نطيل الحديث عن الغربة والمغتربين في أمور معلومة للجميع، لندخل مباشرة في استعراض أبرز المشكلات التي تواجه المغتربين، واقتراح الحلول الممكنة لها في سلسلة من مجموعة من الحلقات.
اقتباس :
المغترب هو من عليه أن يكيف نفسه ولن يكيف البلد نفسه له، وهنا نرى المغترب الذي يتقبل الوضع الجديد، فيسارع للحركة والاندماج والبحث عن عمل وتعلم اللغة إن كانت هناك حاجة لتعلم اللغة

مشكلة التكيف

إن مشكلة التكيف مع الوضع الجديد تقع على رأس المشكلات التي يعاني منها المغترب، فهو الآن أمام واقع جديد في تفاصيل كثيرة، تختلف شدتها ودرجتها بين بلد وآخر، ومطلوب منه أن يتكيف فكريا ونفسيا معه، فالمغترب هو من عليه أن يكيف نفسه ولن يكيف البلد نفسه له، وهنا نرى المغترب الذي يتقبل الوضع الجديد، فيسارع للحركة والاندماج والبحث عن عمل وتعلم اللغة -إن كانت هناك حاجة لتعلم اللغة- بينما نرى آخر يعيش في أزمة نفسية تقعده عن الحركة، وتشل قدراته، وتذكي في داخله السخط والنقمة.
إن حل هذه المشكلة يكون من خلال التقبل الكامل، واعتبار الغربة تجربة جديدة ترفد خبراته بالمزيد، وأن حالة الرفض في البداية أمر طبيعي، ما يلبث المرء أن يتجاوزها بالعمل الدؤوب في تأسيس وضعه الجديد، والتكيف الكامل أو النسبي معه.

مشكلة الاستقرار

إن المغترب الذي لم يحسم أمره بعد، هل سيبقى في مهجره دائما أو لوقت طويل جدا أو سيبقى لوقت لا يعرف مدته وطوله ليرجع في النهاية إلى بلده؟ حالة عدم الاستقرار هذه تزيد من مشكلة التكيف التي ذكرناها آنفا، وتجعل المغترب يعيش في حالة طوارئ دائمة واستثناء مستمر، فالتخطيط لحياته ليس استراتيجيا، وتأسيس الحياة العلمية والعملية والاقتصادية سيكون غائبا، وباختصار فإن كل شيء عنده سيكون مؤقتا، لكن إلى أي وقت؟ هو لا يدري.
إن حل هذه المشكلة يكون من خلال بذل الجهد من خلال الاستشارة والاستخارة لحسم التردد والحيرة، أو الاقتراب من الحسم وترجيح أحد الخيارين، وفي اعتقادي أن الحكمة والتجربة تقتضي في كثير من الأحيان أن يفكر استراتيجيا بحسم بالبقاء في المهجر، وتأسيس حياته وفقا لذلك، فإن قرر الرجوع للوطن الأم كان له رصيد علمي واقتصادي، وإن قرر البقاء فقد سلك المسلك الصحيح.
اقتباس :
حل مشكلة العلاقات يكون من خلال تقبل الشخصيات الجديدة وطبائعها كما هي، دون وضع معايير صارمة، ودون استدعاء نماذج الصداقات القديمة

مشكلة العلاقات

مشكلة العلاقات متفرعة عن مشكلة التكيف ومشكلة حسم الاستقرار، فالمغترب مطالب بتكوين علاقات جديدة قد لا تتسنى له دائما، فقد يحظى بعلاقة معرفة وصداقة مع من يتوافق معه وقد لا يحظى، وتبقى الذاكرة معلقة بأصدقاء الطفولة والوطن الذين عرفهم وخبرهم وأحبهم وعاش معهم حياته الماضية لسنوات طويلة، وإذا أقام علاقات فإن يقيم علاقات مع أبناء بلده الذين معه في المهجر وليس مع أبناء البلد الأصليين.
إن حل هذه المشكلة يكون من خلال تقبل الشخصيات الجديدة وطبائعها كما هي، دون وضع معايير صارمة، ودون استدعاء نماذج الصداقات القديمة، مع ضرورة التوازن في العلاقة ما بين أبناء البلد الأم وأبناء البلد الأصليين.

مشكلة العمل

قد يكون الاغتراب لأجل أسباب متعددة، مثل الاضطهاد والتعليم والعلاج وغير ذلك، لكن السبب الرئيس للهجرة والغربة في العادة بلا شك هو العمل وطلب الرزق، وتكمن المشكلة والمعاناة في توافر شروط التأهل للعمل في بلد المهجر، وفي حجم الفرص المتوافرة، والصبر على عملية البحث عن العمل المناسب الذي قد لا يناله المغترب أو لا يناسبه إلا بعد زمن طويل، خصوصا مع غياب العلاقات والتزكيات والوسائل التقليدية التي تكون عادة في الوطن الأم.
إن حل هذه المشكلة يكون من خلال أمور ثلاثة:  
  • الأول: الإيمان الكامل بأن الله هو الرزاق، وأن الرزق سيأتيه لا محالة في الوقت المناسب، والتوكل على الله، والدعاء بالرزق الواسع منه سبحانه، واليقين بأن الله يرزق العبد في كل مكان فالملك ملكه وحده.
  • الثاني: بذل كل الأسباب والوسائل التي توصله للعمل المناسب والسعي الدؤوب وعدم الياس والتواني في ذلك.
  • الثالث: استدراك وامتلاك المهارات الغائبة واللازمة للعمل في بلد المهجر، وعدم الركون والاقتصار على المهارات القديمة والبحث عما يلائمها من عمل فحسب.

اقتباس :
حل مشكلة تعليم الأبناء يكون من خلال التخطيط المناسب لتأهيل الأبناء لغويا، وإدخالهم في المعاهد المتخصصة في ذلك، علما أن معظم اللغات ممكن تعلمها في بضعة شهور إلى سنة

مشكلة تعليم الأبناء

إن انتقال الأبناء وهم في التعليم الجامعي وما قبل الجامعي إلى بلد ناطق بلغتهم نفسها لا يمثل مشكلة كبيرة، وإن اختلفت عليهم السياقات والأساليب والبرامج التعليمية ومغادرة العلاقات والصداقات السابقة، لكن المشكلة تحصل غالبا بانتقالهم إلى بلد يتحدث بلغة مختلفة أو يدرس بلغة مختلفة، ومن الطبيعي في هذا الحالة أن تطلب المؤسسة التعليمية الاندماج فيها وتعلم لغتها على وجه السرعة، ولا تبالي بالتدرج الذي يحتاجه عادة الطلبة المغتربون، خصوصا مع الفروق الفردية بين الأبناء والطلبة، فمنهم سريع التعلم ومنهم من ليس كذلك.
إن حل هذه المشكلة يكون من خلال التخطيط المناسب لتأهيل الأبناء لغويا، وإدخالهم في المعاهد المتخصصة في ذلك، علما أن معظم اللغات ممكن تعلمها في بضعة شهور إلى سنة، خصوصا في مرحلة الطفولة والشباب، وعادة المدرسة لا تعلم اللغة، وتركهم لتعلمها من المدرسة ممكن، لكنه غير ممكن لطلبة آخرين فهو عبء علمي ونفسي قد لا يتحمله الكثير من الطلبة، بل كثير منهم يتأزم نفسيا بسبب هذا العبء، ويريد ترك المدرسة بسببه، فهنا ينبغي مراعاة الفروق الفردية بينهم.

مشكلة تربية الأبناء

إن تربية الأبناء في الوطن الأم يشارك فيها أطراف عدة: البيت والمدرسة والإعلام والمسجد والشارع والمعارف والعشيرة والصداقات والمجتمع كله وغير ذلك، وإن التربية هنا لا تكون فقط بالوعظ الديني والأمر بالاستقامة، بل بالأعراف والتقاليد التي تخلق ما يسمى بالعيب، فإن لم يمنعهم الدين عن فعل القبيح منعهم العيب، في مجتمع يشكل رقابة صارمة عليه.
أما في المهجر فإن الوالدين يفقدان أطرافا عدة كانت تعين بفاعلية كبيرة في العملية التربوية، مثل المدرسة والشارع والمعارف والعشيرة والصداقات والمجتمع والأعراف والتقاليد، ليقع العبء الأكبر على الوالدين، ليؤديان أدوارا عدة، فالأب مثلا يلعب في وقت واحد أحيانا دور المعيل والمربي والمعلم والرقيب وغيره من الأدوار التي تشكل هما كبيرا وضغطا نفسيا متفاقما.
إن حل هذه المشكلة يكون من خلال التكتل السكاني لأبناء الوطن الأم في المهجر، فهذا التكتل يتيح التواصل ويخلق مجتمعا صغيرا جديدا في بلد جديد، وتكون له القدرة على تحقيق التواصل وإنشاء مؤسسات تربوية تخدم أبناء هذا المجتمع.
وإلى تدوينة قادمة مع مشكلات أخرى للمغتربين واقتراح حلول لها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغتربون مشكلات وحلول  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المغتربون مشكلات وحلول    المغتربون مشكلات وحلول  Emptyالجمعة 26 يناير 2024, 9:55 pm

المغتربون مشكلات وحلول (2)
سبق وأن ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة عددا من مشكلات المغتربين واقتراحات 


الحلول لها، وفي هذه الحلقة سنذكر مشكلات أخرى من المشكلات التي يتعرض لها المغتربون 


وهي:


مشكلة السكن
نعني بمشكلة السكن أن المغترب أول أمره قد لا يحسن اختيار السكن في المدينة المناسبة أو 


الحي المناسب له، لتزداد الغربة وطأة عليه وعلى أهل بيته، ولتكون لها آثار سيئة من نواح 


كثيرة.


ربما كنت أحد الذي دخلوا في حوار وخلاف طويل مع مناصري التفرق في السكن بحجة 


الاندماج في بلد المهجر، لكني لا أرى أي تعارض بين التكتل في السكن بين أبناء الوطن الأم 


وبين الاندماج في المجتمع الجديد، فهم يرون أبناء المجتمع الجديد في العمل ووسائل النقل 


والأسواق وغير ذلك، وقد رأينا بالتجربة أن الانفراد بالسكن بعيدا عن الكتلة السكانية لأبناء 


البلد الأم يجعل الأسرة أكثر عرضة للاغتراب النفسي، بل والانحراف الأخلاقي، وفيهم من 


يمرض أو يموت فلا يعرف به ولا يسمع عنه أحد، أو يسكن مثلا في حي ليس فيه مسجد أصلا، 


وكان من الممكن مع الاجتماع والتكتل بناء مسجد في الحي يأوي الناس جميعا إليه.


إن حل هذه المشكلة يكون من خلال بذل الجهد حسب المستطاع للتكتل مع جالية الوطن الأم، 


فهذا التكتل يحقق التواصل بين أبنائها، ويوثق العلاقات، ويفتح فرص الزواج من البيئة ذاتها، 


ويسمح ببناء المؤسسات المتنوعة لخدمتها.


قد يتصور البعض أن عامل وجود الدين والخلق عند الرجل والمرأة كافيا في نجاح العلاقة 


الزوجية، ونحن نقر قطعا بأثر الدين الرئيس في ذلك، لكن الزواج فيه بعد اجتماعي أيضا، 


يعتمد على التفهم والتوافق والتقارب في عوامل كثيرة أخرى.


مشكلة اللغة
سبق وأن تحدثنا في مشكلة تعليم الأبناء عن مشكلة اللغة، وهنا نتحدث عن مشكلة اللغة من 


حيث العموم للمغتربين، فصاحب العمر الكبير يعاني من تعلم اللغة، وكذلك من لا يعمل في 


مؤسسة فيها من أبناء البلد الأصلين، حيث تعلمه للغة لا يتبع بممارسة عملية تجعله يتقنها 


بكفاءة، ولهذا يخسر فرصا كبيرة في التكيف والعلاقات والعمل.


إن تعلم لغة بلد المهجر يعني تعلم أنماط جديدة في التفكير، وثقافة إضافية، وتلاقح مع الثقافة 


الأم، وآفاق في التأثير في المجتمع الجديد. وإن حل هذه المشكلة يكون من خلال التدرج والصبر 


والممارسة ثم الممارسة ثم الممارسة.


مشكلة الزواج
لا يكون الزواج ناجحا ما لم يتوافر فيه التوافق في الأفكار والثقافة والعادات والتقاليد والنظر 


للحياة عموما والعلاقة الزوجية خصوصا، حيث تختلف الشعوب والبلدان في ذلك اختلافا كبيرا 


أو صغيرا، من حيث تكاليف الزواج، ودور الرجل والمرأة في البيت، وطبائع كل منهما، وعادة 


ما يكثر الزواج من الطرفين في بلد المهجر عند الجيل الثاني والثالث وما بعد ذلك، ومنه ما 


يكون ناجحا، ومنه ما يكون فاشلا بسبب غياب بعض عوامل النجاح.


قد يتصور البعض أن عامل وجود الدين والخلق عند الرجل والمرأة كافيا في نجاح العلاقة 


الزوجية، ونحن نقر قطعا بأثر الدين الرئيس في ذلك، لكن الزواج فيه بعد اجتماعي أيضا، 


يعتمد على التفهم والتوافق والتقارب في عوامل كثيرة أخرى.


إن حل مشكلة الفشل في الزواج يكون من خلال دراسة المغترب أو المغتربة لزواجهما قبل 


الإقدام عليه دراسة جيدة، فالمغترب أو المغتربة عليهما أن يضاعفا التفكير عند الإقدام على 


الزواج من بيئة قد تخالف بيئة الأسرة وطبائعها، فهنا ليس لدينا زوج وزوجة فحسب، بل 


أصهار وأعمام وأخوال جدد، سيحدث التواصل الجبري معهم، وسيعيش الأولاد في كنفهم، 


والتوافق والتفهم من الزوجين يحقق النجاح في الحياة الزوجية ولا يكفي أن يكون التفهم من 


طرف واحد، فنحن هنا لا نقول لأحد أن لا يتزوج من غير بلده أبدا، وإنما ننبهه إلى ضرورة 


معرفة البيئة والثقافة والطبائع، حتى لا تحدث المفاجأة والاحتكاك والصدام بعد الزواج.


إن حل مشكلة الاندماج يكون من خلال معرفة معنى الاندماج والذوبان، وأن التمايز الضروري 


والشرعي والمنطقي في بعض القضايا واجب ومطلوب، وأما فيما عدا ذلك _ وهو الغالب _ 


فعلى المغترب أن يندمج اندماجا كليا ما استطاع لذلك سبيلا.


مشكلة الاندماج
إن الاندماج مع المجتمع الجديد في عاداته وثقافته وملبسه ولغته -فيما يتوافق مع الشريعة 


الإسلامية- من ضرورات العيش والتواصل معه بطريقة طبيعية، وعدم الشعور الدائم 


بالاغتراب، وترك الحذر من المجتمع الجديد، ومغادرة الحرص على التمايز غير المنطقي معه، 


وهنا ثمة مفاهيم غير صحيحة تتعلق بالاندماج، مثل أنه لا يحصل إذا تكتل أبناء الجالية في 


منطقة سكنية واحدة كما أشرنا إلى ذلك، وأن من الذوق والاندماج المحمود ترك المرء لكثير من 


أحكام دينه مثل المأكل والمشرب الحلال، ومثل الملبس الذي اشترطه الإسلام من ستر عورة 


الرجل والمرأة والحجاب، ومثل المجاملة في شيء محرم، فهذا ليس اندماجا حسنا، بل ذوبانا 


سيئا وفقدانا للهوية، وفرق كبير بين الاندماج وبين الذوبان وفقدان الهوية، وينسى المغترب 


أن كثيرا من الجاليات التي مضى عليها زمن طويل قبله من المسلمين وغير المسلمين هي 


تسكن في أحياء سكنية محددة، حفظا لثقافتها وهويتها وعدم ذوبانها، وضمانا للتواصل بين 


أبنائها، وأن أهل البلد الأصليين لديهم تمايز وتمسك بتعاليم دينهم أيضا والتي تختلف عن 


تعاليم دين المغترب.


إن حل هذه المشكلة يكون من خلال معرفة معنى الاندماج والذوبان، وأن التمايز الضروري 


والشرعي والمنطقي في بعض القضايا واجب ومطلوب، وأما فيما عدا ذلك _ وهو الغالب _ 


فعلى المغترب أن يندمج اندماجا كليا ما استطاع لذلك سبيلا.


مشكلة الذوبان
هذه المشكلة متعلقة بالتي قبلها، حيث أشرنا إلى أن هناك فرقا بين الاندماج والتواصل، وبين 


الذوبان وفقدان الهوية، حيث نجد الكثير من المغتربين يذوبون في المجتمع الجديد بحسناته 


وسيئاته، وربما ذاب بعضهم في سيئاته فقط.


إن هناك أسبابا كثيرة لذوبان المغترب في بيئته الجديدة منها: فقدان الحصانة الفكرية 


والسلوكية الحامية له من الذوبان، ومنها: عقدة النقص تجاه المجتمع الجديد، ومنها: 


الاستنكاف من الهوية والجنسية الأم، ومنها: عدم معرفة معنى الاندماج وضوابطه، وغيرها 


من الأسباب التي تدفع المغترب نحو الذوبان الجزئي أو الكلي، حتى ينعكس ذلك على الأفكار 


والسلوكيات وأحوال العلاقات الزوجية واستقرار الأسر المغتربة.


إن حل مشكلة الذوبان تكون من خلال التأهيل المناسب للحياة في المجتمع الجديد، والتوعية 


بمفهوم الاندماج والذوبان وضوابطهما، وتوطيد التواصل والفعاليات المشتركة بين أبناء البلد 


الأم.


عدم الحصول على الجنسية عند شريحة واسعة من المغتربين تمثل مشكلة وقلقا وارتباكا مع 


حرصه على الحصول عليها، وتتوقف عليها عنده قرارات كثيرة، مثل تأسيس المشروعات 


الاقتصادية والزواج وغيرها


مشكلة المواطنة
عند الهجرة لبلد ما فإن المهاجر أو المغترب إما يبقى حاملا لوثيقة الإقامة المؤقتة أو الدائمة 


في بلد المهجر، أو يتجنس بجنسيته التي تكون عادة بعد سنوات قصيرة أو طويلة بحسب 


قوانين التجنيس في هذا البلد أو ذاك، وكثير من المغتربين تكون حياته وخططه في كل شيء 


مؤقتة وقصيرة مع الإقامة، بينما تكون خططه إستراتيجية وطويلة مع الحصول على الجنسية، 


وعدم الحصول على الجنسية عند شريحة واسعة من المغتربين تمثل مشكلة وقلقا وارتباكا مع 


حرصه على الحصول عليها، وتتوقف عليها عنده قرارات كثيرة، مثل تأسيس المشروعات 


الاقتصادية والزواج والعلاقات والتعليم وتعلم اللغة وغير ذلك.


إن حل هذه المشكلة يكون من خلال الحصول على الجنسية، فإن تعذرت فمن خلال بذل الجهد 


في الحصول على الإقامة الدائمة من خلال وسائلها من مثل شراء العقار في بعض الدول، أو 


غير ذلك من الوسائل التي تتيحها قوانين ذلك البلد، حتى ينهي القلق والارتباك أو يخفف منه 


جهد الإمكان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغتربون مشكلات وحلول  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المغتربون مشكلات وحلول    المغتربون مشكلات وحلول  Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024, 8:45 pm

المغتربون مشكلات وحلول (3)


نستكمل معكم في هذه التدوينة الثالثة والأخيرة مشكلات المغتربين وحلولها، والتي نرى أن لها الأولوية أكثر من غيرها ونبدأ بمشكلة الوضع السياسي.
اقتباس :
وجود نقباء ورؤوس للجالية المغتربة يمتلكون الحكمة وتسير بتوجيهاتهم وقراراتهم هذه الجالية يختصر الكثير من الجهد، ويوفر زيادة كبيرة في عوامل النجاح لحل مثل هذه المشكلات في هذا الصدد.

مشكلة الوضع السياسي

وهذه مشكلة كبيرة وآثارها على المغتربين عامة، حيث يستعمل وجود المغتربين في بعض الدول كأداة تنافس سياسي سيء، إما بالترغيب من خلال الحصول على أصواتهم الانتخابية في الدول الديمقراطية مثلا، وإما بالترهيب من خلال نشر الفوبيا وعقدة الخوف ضدهم والزعم بأنهم سبب مشكلات كثيرة تحدث في البلد، لخلق حالة احتقان ضدهم قد تتطور في بعض الأحيان من الاعتداء النفسي والاجتماعي واللفظي إلى الاعتداء الجسدي.
كما إن وجود هذه الجالية أو تلك في بلد ما قد يؤهلها للعب دور سياسي، من خلال تكوين كتلة سياسية فاعلة، تستطيع الحضور بقوة في المناصب التشريعية والتنفيذية، وهذا الأمر يختلف من بلد لآخر في المساحات والهوامش المسموح بها، والتقدير لها ينبغي أن يكون محسوبا ودقيقا.
إن وجود نقباء ورؤوس للجالية المغتربة يمتلكون الحكمة وتسير بتوجيهاتهم وقراراتهم هذه الجالية يختصر الكثير من الجهد، ويوفر زيادة كبيرة في عوامل النجاح لحل مثل هذه المشكلات في هذا الصدد.
اقتباس :
الخيار الأفضل للجالية التي تتوافق في بعض صور الثقافة دون بعض هو خيار الموائمة، بأن تتحول في بعض الصور وتتمسك في أخرى.

مشكلة اختلاف الثقافة

الثقافة كما هو التعريف المعاصر لها تمثل مجموع الأفكار والسلوكيات والعادات والتقاليد واللغة التي تمتلكها شريحة أو شعب، وتتعرض هذه الثقافة إلى مجموعة من التحديات والهزات في بلاد المهجر تفرض على المهاجرين والمغتربين فيها واحدا من خيارات ثلاث:
  • الأول: التحول الكلي بترك هذه الثقافة التي أصبحت مصدر إزعاج.
  • الثاني: التمسك المفرط حد الغلو أحيانا  كنوع من الأصالة والتميز.
  • الثالث: الموائمة بين ثقافة البلد الأم وثقافة البلد الجديد.

وليس من المفاجئ أن أقول: ليس هناك خيار مثالي بالمطلق، فالخيار المثالي هنا نسبي يعتمد على عوامل كثيرة مثل عدد الجالية وجنسيتها ودينها ولغتها وتكتلها أو تشتتها، وغير ذلك من العوامل المحددة للخيار الأفضل، فالخيار الأفضل للجالية القريبة جدا لثقافة البلد الجديد، يستحسن اعتمادها خيار التحول الكلي إذ لا موانع في الأمر، والخيار الأفضل للجالية البعيدة جدا عن ثقافة البلد الجديد خيار التمسك والتميز، والخيار الأفضل للجالية التي تتوافق في بعض صور الثقافة دون بعض هو خيار الموائمة، بأن تتحول في بعض الصور وتتمسك في أخرى.
ونضرب على ذلك مثلا بصلة الرحم والتواصل الاجتماعي، فالاندماج والتحول الكلي لثقافة فيها هذه الصلة والتواصل هو الخيار الأفضل، والتمسك والتميز عن ثقافة لا تلقي بالا للصلة والتواصل هو الخيار الأفضل، والموائمة بأن يتمسك بثقافة الصلة والتواصل في بلد لا تشيع فيه هذه الثقافة والاندماج والتحول في ثقافات أخرى مشتركة هو الخيار الأفضل.
اقتباس :
غالبا ما توجد في معظم البلدان قوانين ضد العنصرية، لكن يتم تجاهلها أو الالتفاف عليها عند التطبيق، وهنا ينبغي أن يعلم أن الجاليات والأقليات لن تستطيع مواجهة العنصرية بدون مؤسسات مكافحة لهذه العنصرية

مشكلة العنصرية

العنصرية مرض يصيب البشر بمجرد عدم وجود أو اضمحلال منظومة القيم الدينية والوطنية والاجتماعية من العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، وتشريع القوانين التي تؤمن وجودها وتردع مخالفيها، وغيرها من القيم الضرورية لتحقيق حالة المواطنة الحقيقية لا المزيفة، والتي تقف صدا منيعا أمام كل محاولة لشق صف المجتمع واستفزازه، وتهديد السلم الأهلي من خلال العنصرية ضد شريحة ما، بدافع ديني أو لغوي أو عرقي أو طائفي أو لوني.
غالبا ما توجد في معظم البلدان قوانين ضد العنصرية، لكن يتم تجاهلها أو الالتفاف عليها عند التطبيق، وهنا ينبغي أن يعلم أن الجاليات والأقليات لن تستطيع مواجهة العنصرية بدون مؤسسات مكافحة لهذه العنصرية، تستثمر التشريعات والقوانين في هذا الصدد، وأن لا تيأس من ذلك، فتجارب مكافحة العنصرية نجحت نجاحا باهرا في كثير من البلدان التي لم يتوقع أحد النجاح فيها.
اقتباس :
كأصل شرعي كلي وعام، إن الدخول لبلد بتأشيرة دخول "الفيزا" يعني التعاقد على الرضا ضمنا بقوانين هذا البلد، وعليه لزاما أن يطبقها ويحترمها ولا يخالفها

مشكلة القوانين غير الإسلامية

قد يصدم المغترب بوجود حزمة من القوانين تخالف دينة وقيمه وتقاليده ومصالحه الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والأسرية وما اعتاد عليه في البلد الأم، مثل القانون الشهير في بعض البلدان بسحب الأطفال من الأسرة والأبوين عند تعرضهم لأشياء معينة، وهنا حالات ثلاث:
  • الأول: أن يوافق هذه القوانين بالمطلق.
  • الثاني: أن يخالف هذه القوانين بالمطلق.
  • الثالث: أن يوافق في بعضها ويخالف في البعض الآخر.

وهنا نقول: كأصل شرعي كلي وعام، إن الدخول لبلد بتأشيرة دخول "الفيزا" يعني التعاقد على الرضا ضمنا بقوانين هذا البلد، وعليه لزاما أن يطبقها ويحترمها ولا يخالفها، لكن السؤال الحيوي هو إذا كانت قوانين هذا البلد غير شرعية فما العلم؟ والجواب: لدينا هنا حالات عدة:
  • الحالة الأولى: أن يكون قانون هذا البلد في هذه القضية أو تلك لا يخالف الشريعة وهذا لا إشكال فيه.
  • الحالة الثانية: أن يكون قانون هذا البلد مخالفا للشريعة في هذه القضية أو تلك، وغير مقدور على إنكاره، أو تغييره، أو فرصة عدم تطبيقية بصورة قانونية، فهذا قد لا يستطيع  المغترب مقيما كان او مجنسا أو حتى من أصحاب البلد الأصليين إلا أن يطبقه، بناء على وجود الضرورة التي قد تؤدي للهلاك، أو الحاجة التي تؤدي للمشقة الشديدة عند عدم تطبيقه.
  • الحالة الثالثة: أن يكون قانون هذا البلد في هذه القضية أو تلك مخالفا للشريعة، لكن توجد القدرة على إنكاره، أو تغييره، أو عدم تطبيقه بصورة قانونية، فهذا مما ينبغي السعي الفردي والجماعي للتحرك نحو هذا الإنكار أو التغيير بالوسائل المشروعة المتاحة.

وقد تكون هناك حالات أخرى تتداخل فيها الحالات الثلاث أعلاه لتكون أكثر تركيبا وتعقيدا.
ومما ينبغي التنبيه عليه فإن سردنا لهذه الحالات من باب الإطلالة والتوعية العامة وليس الفتوى، وإلا فهي على مستوى التفصيل والتطبيق تحتاج بحسب نوعها وبلد الإقامة وطبيعة القوانين والمستفتين إلى فتاوى من مفتين ثقات، يفضل أن يكونوا من أهل البلد نفسه.
اقتباس :
الاغتراب إما سياحة في الأرض، وبناء نفسي وتربوي فاعل، وزيادة لحمة بين أفراد الأسرة أو الأسر، وخبرات جديدة، ونفع وعمل صالح للذات وللآخرين، واكتشاف لمصادر الرزق الحلال، واستعانة بالله، وثبات على القيم، وإما تشتت وضياع في الأرض، وانتكاس نفسي وتربوي

مشكلة المادية والفراغ الروحي

وهنا أختم الكلام عن أخطر مشكلة على الإطلاق من مشكلات المغتربين التي أوردناها في التدوينات الثلاث، وهي مشكلة المادية والفراغ الروحي، الناشئة عن السعي وقضاء معظم الوقت في تأمين لقمة العيش والوضع الاقتصادي المناسب الكريم للمغترب ولأسرته، والذي يتحول بمرور الوقت إلى انغماس شديد في المادية، وتكوين فراغ روحي وإيماني وعبادي هائل، يضرب عملية التدين والأخلاق والسواء النفسي بمقتل، لتقسو القلوب، ويهجر القرآن، وتترك الصلوات، وينحرف الأبناء، وتتعرى الأجساد، ويسود الانفتاح غير المنضبط، وتتبدل أهمية القيم، وتصبح العلاقات نفعية ومصلحية حتى بين الزوج وزوجه والوالد وولده ،ويصبح التناسب طرديا، فمع زيادة المادية والانغماس فيها تحصل الزيادة في ظلمة القلوب ووحشتها، والسعي المحموم للمتع المادية التي يؤمنها البلد الجديد.
إن علاج هذه المشكلة لا يكون إلا بإعلان النفير العام، ومضاعفة الجهد التربوي والسلوكي في العمل مع المغتربين، من خلال تحرك الرموز والمصلحين وتأسيس المؤسسات المختصة.
عموما لا يعني أن المشكلات التي ذكرنا في التدوينات الثلاث هي على سبيل الحصر فلا يوجد غيرها، فثمة مشكلات كثيرة أخرى، لكنا نعتقد أن هذه المشكلات المذكورة هي مشكلات رئيسة وكبرى، يمكن أن يقاس عليها في التشخيص والمعالجة، وتندرج تحتها مشكلات فرعية لا حصر لها.
وأخيرا نقول: الاغتراب إما سياحة في الأرض، وبناء نفسي وتربوي فاعل، وزيادة لحمة بين أفراد الأسرة أو الأسر، وخبرات جديدة، ونفع وعمل صالح للذات وللآخرين، واكتشاف لمصادر الرزق الحلال، واستعانة بالله، وثبات على القيم، وإما تشتت وضياع في الأرض، وانتكاس نفسي وتربوي، وتفكك في الأسرة أو الأسر، وضحالة في الخبرات، ونفع وعمل قاصر على الذات، ووقوع في فخ المال الحرام، وتخل كامل عن الله والقيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المغتربون مشكلات وحلول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطلاق: مشكلات وكوارث وحلول
» المغتربون في ضوء التطورات الإقليمية
» مشكلات المسنين واحتياجاتهم
» مشكلات الأطفال في أطوار نموهم
» اسباب وطرق حل مشكلات خوف الاطفال من المدرسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: