عدد المساهمات : 75756 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: حافظ الشيرازي الثلاثاء 10 نوفمبر 2015 - 23:20
حافظ الشيرازي (فارسية: خواجه شمسالدین محمد حافظ شیرازی)[1] هو شاعر صوفي فارسي. وهو من أشهر الشعراء الفارسيين وكان يواصف بشاعر الشعراء، دواوينه وقصائده موجودة في بيوت أغلب الأيرانيين الذين يقرأونها ويستعملونها كأمثال وحكم حتى يومنا هذا. كانت حياته وقصائده موضع كثير من التحليلات والتعليقات، التي كان لها تأثير كبير على الشعر الفارسي أكثر من اي شخص أخر امتد تأثيرها إلى ما بعدالقرن الرابع عشر. إنّ المواضيعَ الرئيسيةَ من غزليات الشيرازي كانت عن الحب، احتفال النبيذِ، تعرية نفاقَ أولئك الأشخاص الذين وَضعوا أنفسهم كأولياء أمور، حكماء، وأمثلة عن الاستقامةِ الأخلاقية. يمكن أن يلمس حضور الشيرازي في حياة الايرانينين من خلال اللجوء المتكرر لقصائده في موسيقاهم الشعبية. أما قبره فيعتبر قطعة فنية نادرة من الهندسة المعمارية الإيرانية ومقصداً للزيارة في بعض الأحيان. و يعتبر من من أهم مؤلفاتهديوان حافظ الذي ترجمه جون باين.سمى حافظ لحفظه للقران الكريم.واهم مايميزعزلياته انها من شعراء المغول تعتبر من التيمورين ومن اعماله ليلى والمجنون وخسرو وشرين وظفر نامه.
حياته
ولد حافظ الشيرازي عام 1325 في شيراز جنوب إيران، وتعلم كباقي أبناء عصره العلوم الشرعية والأدب والحكمة، كان يحفظ القرآن ولذلك سمي بحافظ، عرفه الغرب مع المفكر والأديب الألماني گوتة، الذي بحث عن أشعاره إلى أن اكتشفها عام 1814، فصاح فرحا: " إنها أخيرا بين يدي" ، أحب گوتةشعر حافظ وسبر أغوار معانيه، ونسج معه علاقة روحية خاصة، وفي النهاية كتب ديوانا شعريا أهداه لحافظ الشيرازي تحت عنوان "الديوان الشرقي للشاعر الغربي". ومما أنشده گوتة في حافظ هذه الأبيات:
أنت يا(حافظ) لا تؤذن بانتهاء وهذه عظمتك
ولا عهد لك بابتداء وهذه قسمتك
وشعرك كالفلك يدور على نفسه بدايته ونهايته سيان
أعماله
ديوان شعر حافظ
أسلوبه الأدبي
ديوان حافظ الشيرازي، لتحميل الملف اضغط على الصورة .
عرف العالم الإسلامي في عصر حافظ الشيرازي انتكاسة كبرى، إنها الأيام التي اجتاح فيه المغول حواضر المسلمين ونكلوا بهم واستباحوا كل شئ، كان الموقف بالنسبة لحافظ الشيرازي جد مؤلم، خاصة وأن ذلك الانهزام انعكست آثاره على النفوس والعقول، فأصبح شاعرنا أمام مجتمع في حاجة إلى التقويم والتوجيه، لذلك استثمر أرقى وأمتن ما ورثه من قرون عنفوان الأدب الفارسي والتراث الإسلامي في التعبير والوصف.[2]
ليس من الغريب إذا أن تكون أهم المضامين التي تترد في شعر حافظ الشيرازي، هي تلك التي تدين النفاق الديني والاجتماعي، ومظاهر الزيف التي يختبئ وراءها الضعاف والماكرون بغية تحقيق مآرب دنيوية صغيرة، لذلك يضعك حافظ أمام شخصيتان دينيتان متقابلتان: الفقيه المنافق الذي يستغل مسوح الدين لتحقيق رغباته المخالفة لمبادئ الإسلام، والشيخ الذي هجر الخانقاه أو محل العبادة والتبتل إلى الخمارة ومكان العربدة واللهو.
بالنسبة للنموذج الأول يجمع الدارسون تقريبا على كون حافظ الشيرازي يدين من خلاله مظاهر النفاق التي انتشرت في عصره، نظرا لخفوت أصوات التجديد والبعث الديني، وارتباط الكثير من الناس بالدين بهدف أن يخدمهم ويحمل أثقالهم الدنيوية، مما نتج عنه تشوهات كادت تذهب بوجه الدين والتدين. من شواهد هذا المقام يقول حافظ في أبيات ترجمها الشاعر محمد مهدي الجواهري:
عقدة عندي سل عن حلها هذا الأديبا
لا تابت شيوخ وعظتنا أن نتوبا
جلوةٌ للشيخ إن قام على الناس خطيبا
وهو في خلوته يرتكب الأمر المريبا
إن فساد زمن حافظ الشيرازي دفع الكثير ممن يفترض فيهم أن يكونوا أهل علم ودين إلى إضاعة جوهر الدين، والتشبث بمظاهره السطحية إما خوفا على مصالحهم الدنيوية أو طمعا في مكاسب يجمعونها من هنا وهناك، لذلك دأب حافظ على فضحهم والتحذير من زيفهم، كما في هذه الأبيات:
اشرب الخمر، وانظر جيدا إلى الشيخ الواعظ
والمفتي والمحتسب، إنهم جميعا مزورون
وفي موضع آخر يواجه السلطة الدينية الكاذبة:
رغم أن كلامي قاس على واعظ المدينة...
إلا أنه رجل مرائي و متملق للمسلمين
ويقول:
إلزم حب الله تعالى فهو من علامات أهل الله..
وهو مالا نراه في شيوخ مدينتنا
أما النموذج الثاني فقد اختلف حوله المهتمون بحافظ الشيرازي، المجموعة الأولى تعتبر الصورة برمتها منظومة من الرموز والإشارات التي تستقي شرعيتها من حقل العرفان والتصوف، على اعتبار أن ثقافة الرجل عرفانية بامتياز ونذكر من رموز هذه الفئة المعاصرين المفكر مرتضى مطهري. بينما المجموعة الثانية ترى أن الرجل يعرب بوضوح عن مذهبه في اللذة والكفر والمجون، وتضعه جنبا إلى جنب مع الخيام وأمثاله، ومن أقطاب هذه المجموعة الشاعر أحمد شاملو.
يقول حافظ في جرأة ووضوح:
أين دير المجوس وأين الشراب المُصفّى؟
أنى لي السلامة أنا الخربُ
أنظر إلى تباين الدرب من البدء إلى المنتهى
لقد ضجر قلبي من الصومعة وخرقة الرياء
فأين دير المجوس وأين الشراب المُصفّى؟
وما صلة الرند بالصلاح والتقوى، هيهات أن يرقى سماع الوعظ لأنغام الربابة
وماذا سيصيب قلب الخصم إثر طلعة المحبوب؟
مما لانختلف حوله هو أن حافظ رفض واقع النفاق الذي عم عصره، وحاول التعبير بقوة عن ذلك الرفض، لكن هل كلام الرجل ينتهي عند حروفه، أم أن كلماته تتحرر من قيود رسومها وتحلق بعيدا في سماء المعاني، فلا يبقى الدير ديرا ولا المجوس مجوسا، ولا تصبح للشراب أي علاقة بالخمرة التي نعرفها، وتصير الكلمات كلها إشارات لمعاني متعالية، لا تدرك إلا بالحس الروحي ولايفهمها إلا من يستشعرها من الناس. إن من يقرأ حافظ في أصله الفارسي، سيدرك تماما أن الرجل بعيد كل البعد عن أجواء اللادينية ومسار المجون، فمتانة كلام حافظ وتعالي معانيه، وقوة شبكة المضامين التي تحكم نصوصه، كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أنه يعني شيئا آخر غير ما يعرب عنه ظاهر لغته، وإلا بماذا سنفسر حربه على النفاق وإعلاءه للصدق الإيماني والنقاء القلبي.