«أسواق الجمعة» .. سلع تجذب المشترين وبأسعار زهيدة

«أسواق الجمعة» .. سلع تجذب المشترين وبأسعار زهيدة

الدستور - حسام عطية
يحرص ربيع خليل «موظف» على اصطحاب زوجتة واولادة بموعدل مرتين بالشهر الى اسواق الجمعة القريبة من مكان سكنه لشراء ما يحتاجون من ملابس واحذية وناهيك عن متطلبات المنزل من مواد تموينية وخضار وفواكة وجميعها سلع متوفرة وباسعار زهيدة يقدر عليها الاغنياء والفقراء على حد سواء.

ونوه خليل ان الاعباء الملقاة على كاهل المواطن كثيرة بسبب ارتفاع أسعار السلع على القطاع التجاري أولا ومن انعكاسها على المواطن ما أثر على القدرة الشرائية لدى المستهلك خصوصا على ذوي الدخل المحدود وبخاصة ممن لديهم اولاد باعداد كبيرة أي الاسرة المكونه من اب وام وخمسة اولاد ومقابلهم خمسة بنات وليس مثل باقي الاسرة اعدادها اربعة اشخاص فقط.

قطع مميزة

ولفت خليل ان بعض التجار يجلبون القطع المميزة ذات الجودة العالية من محل بيع الالبسة الاوروبية « البالة « لتجميعها في مكان واحد يحوي افضل النوعيات واكثرها تميزا، ولا تقتصر فكرة البالة على الثياب اليومية بل تتعداها الى المناسبات الخاصة ناهيك عن توفر الخضار والفواكة والمواد التموينية وكلها بموقع واحد يسهل عملية الاشراء.

بضاعة خاصة

اما حسن شحادة عامل وافد يبيع على احدى البسطات، فقال ان أسواق الجمعة ليست حكرا على بضاعة خاصة من نوع واحد، بل من الممكن أن تجد بائعا ينادي بصوت عال للترويج على خضراوات أو فاكهة ما، وآخر ربما يعلو صوته للتسويق لأنواع من القمصان أو أي من مستلزمات الرجال، ليأتي آخر يضع حزمة من مساويك يعرضها للبيع أمام المواطنين بسعر في متناول اليد، كما أن رخص أسعار السلع المعروضة في أسواق الجمعة يعد عاملا مساعدا بالدرجة الأولى على الإقبال على تلك البضائع، فرخص السعر يغري المواطنين والمصلين بشراء أي شيء سواء كان ذلك الخضراوات أو الفاكهة، أو أي نوع من البضائع التي يتم عرضها، وان الأسعار بمثل هذه الاسواق أقل بكثير من مثيلاتها في المحلات والأسواق الأخرى، قد تصل إلى نسبة 50% وأكثر، ويبرر شحادة الذي يفترش الأرض ببعض الاحذية كثرة الزحام في السوق بانخفاض سعر السلع والبضائع بصورة تناسب قطاعا عريضا من البسطاء والفقراء وعلى الرغم من إن انخفاض أسعار البضائع، إلا إن هذه الأسعار ليست نهائية ويفاصل فيها الزبون ليأخذها بأسعار أقل لاكثره ما هو معروض من قب الباعة بهذه الاسواق.

صحة الغلابة

ونوه شحادة ان ما يلفت النظر في اسواق الجمعة ، يتمثل في التواجد الكثيف للأغذية المعلبة، كالمربى والتونة والسالمون وزيوت الطعام والسمن بأسعار تقل كثيرا عن المحلات التجارية الاخرى ، بعضها معلوم المصدر وتاريخ الإنتاج والصلاحية، وبعضها الآخر غير معلوم، وهو ما يثير شكوك بعض المواطنين حول سلامة هذه السلع وأثرها على صحة المواطنين، وبالرغم من ذلك إلا أنها تجد رواجًا كبيرًا.

نصيب

اما فادي سليم «طالب جامعي» فقال أحضر إلى السوق كل يوم جمعة، حيث أجد كل ما أرغب وبسعر زهيد، كما يتردد الى السوق طلاب جامعيون يودون مواكبة العصر بأزيائهم التي يصعب غالبا حصولهم عليها من الأسواق العادية نظرا لارتفاع سعرها الامر الذي لا يتناسب مع كونهم من ذوي الدخل المحدود، وانا كطالب جامعي افضل ان اشتري الاحذية الرياضية والملابس من هذا السوق فهي تلبي احتياجاتي في الحصول على «ماركة» مشهورة لا استطيع ان احققها في ظل ارتفاع الأسعار الكبير، فيما اجد عند زيارتي للأسواق العادية وجود نفس المنتجات ولكن بأسعار تصل في بعض الأحيان الى عشرة اضعافها هنا.

الحابل بالنابل

اما أستاذ القانون التجاري المساعد بجامعة ال البيت الدكتور عبدالله السوفاني فعلق على الامر بالقول في قلب اسواق الجمعة حيثما وليت وجهك تجد ما تبحث عنه، فكل شيء متوفر، سواء أكان ما تبحث عنه جهاز كهربائي أو حتى حيوان أليف، وفي ظل العديد من التساؤلات حول مصدر هذه البضاعة وخطورتها، يختلط الحابل في النابل، فيما يباع في بعض الاوقات المسروق تحت بند المستعمل، فيما يعج السوق ليس بالمواطنين الأردنيين فحسب بل يمكنك ان تستمع خلال تجوالك الى لغات متعددة لسواح جذبتهم أجواء السوق الشعبي المفعمة بالحركة والحياة بنهاية كل اسبوع.

ونوه السوفاني بانه يباع في هذه الاسواق كل ما يخطر على بال الإنسان، بدءًا من الملابس والأحذية والأجهزة التقنية والمنزلية والأثاث، والعطور والحقائب واحواض اسماك الزينة والطيور حتى قطع الآثار، لكن دون أن تسأل عن أصل البضاعة أو مصدرها، فعندما تريد ان تعيدها قد لا تجد الشخص الذي قمت بالشراء منه لانه قد يغير مكانه، كما تجد فيه أي شيء تريدة ، بالسعر الذي يناسب حالة جيبك، فإذا كنت تريد أن ترتدي أفخم الملابس بأقل الأسعار، أو كنت تريد شراء جهاز تليفون أو تلفاز أو غسالة أو ثلاجة أو حتى كمبيوتر أو طابعة، كذلك إن كانت لديك مشكلة في العثور على قطعة غيار معينة، وإذا كنت من هواة الطيور والحيوانات الأليفة أو حتى غير الأليفة، تريد عقربًا أو ثعبانًا أو حتى نسرًا أو صقرًا، طلبك موجود في سوق الجمعة، وان الاقبال على هذه الاسواق مرتبط الى حد كبير بتدني مستوى الدخل لبعض الاسر، مشيراً الى ان هؤلاء الذين يصنفون من ذوي الدخل المرتفع قد تتطلب منهم احوالهم الظهور بشكل يتوافق وهذا التصنيف وهو ما قد يصعب عليهم بشكل او باخر الترد على مثل هذه الاسواق رغم اننا نجد البعض منهم يتواجد فيها.

تحذير

وحذر السوفاني مما اسماه الجديد والغريب في الوقت نفسه هو انتشار بعض الأدوية مثل أقراص وزجاجات الدواء تفترش الأرض بشكل عشوائي، وعلى الراغب في دواء معين البحث عنه وسط أكوام من العلب التي تكون معظمها منتهية الصلاحية ويكون الباقي منها معرضًا للتلف نتيجة سوء التخزين.

ونوه السوفاني ان الكثير من المواطنين وبخاصة المصلين باتوا معتادين على العودة إلى المنزل بعد الانتهاء من أداء الصلاة حاملين ربما حزمة من الأعشاب التي تستخدم في صنع الشاي، مثل النعناع أو الميرامية، أو تجد آخر يحمل على كتفيه بطيخة لا يعلم هي حمراء أم بيضاء ، المهم هنا أن يعود إلى المنزل يحمل شيئا مما يتم عرضه باسواق الجمعة او على أبواب المسجد في يوم الجمعة، ولكن أن مشكلة التبضع من المساجد بيوم الجمعة هو حمل الأشياء، خصوصا أن البعض يبعد منزله عن المسجد مسافة طويلة، وهذا يتطلب تخفيف المشتريات حتى يستطيع الشخص حملها، خصوصا أن درجات الحرارة دائما ما تكون مرتفعة خاصة في فصل الصيف ناهيك عند الشراء في فصل الشتاء، وليس غريبا أن تجد رجلا طاعنا في السن يطلب نجدة أحد أبنائه في حمل ما قام بشرائه والذهاب به إلى المنزل.
التاريخ : 19-04-2013