أسباب مرض الربو
اسباب هذا المرض فان هناك عاملين مهمين في حدوثه وهما :
1- العامل الجيني : حيث ان الشخص الذي ينحدر من عائلة بها حساسية الصدر او الجلد يكون اكثر قابلية للاصابة بالربو من اولئك الذين ينحدرون من عائلات تخلو من تلك الحساسية .
2- العامل البيئي : وهو تعرض المريض لبعض الحفزات والمهيجات للمجاري التنفسية
ومن هذه المحفزات المحفزات التي تنتشر في الوظيفة او العمل الذي نقوم به ومنها غبار الخشب والادوية والصبغات والحيوانات والحشرات والمبيضات حيث ان هذه المحفزات تنتج الربو المهني والذي يشكل 15% من الربو .
وهنالك محفزات اخرى من اهمها غبار الطلع والرشح والهواء البارد والرياضة ودخان السجائر ودخان وسائل النقل بالاضافة الى العطور والمحفزات العاطفية والادوية مثل مضادات الالتهاب ( نسيدز ) والادوية المستخدمة في علاج الضغط (Beta-blockers ) .
وعند حدوث النوبة يحدث الاتي:
1) تقلص العضلات المحيطة بالمجاري التنفسية ( الشعيبات الهوائية )
2) انتفاخ الغشاء المبطن للمجاري التنفسية ( الشعيبات الهوائية )
3) يزداد افراز المواد المخاطية في داخل الشعيبات الهوائية مما يؤدي الى تضيق هذه الشعيبات وصعوبة مرور الهواء بداخلها وعندها يشكو المصاب من اعراض وعلامات الربو الاعتيادية .
مواضيع اخرى عن مرض الربو
اقرأ عن
مرض الربو)
اقرأ عن
أعراض مرض الربو)
اقرأ عن
تشخيص مرض الربو)
اقرأ عن
علاج الربو)
اقرأ عن
علاج الربو بالاعشاب)
المراجع
Oxford handbook of clinical medicine 8th edition
Dvidson's principles and practice of medicine 21st edition
هل هناك علاج لمرض الربو؟
نحن عندما نتحدث عن علاج لمرض الربو لا نتحدث عن ( شفاء) المرض إنما نتحدث عن (السيطرة) على المرض، إذ لا يمكن الشفاء التام من المرض ما دام هنالك عوامل تحسس وهنالك مريض يتعرض لها ويعاني من فرط الاستجابة لها.
ونحن إن عزلنا المريض عن عوامل التحسس استطعنا السيطرة على المرض، وإن لم يمكننا ذلك ثبطنا فرط الاستجابة لدى المريض حتى لا يتأثر بتعرضه لعوامل التحسس. هذا باختصار هو منطق السيطرة على المرض.
متى يكون مرض الربو مسيطرا عليه؟ في حال تحققت الأمور الستة التالية:
1. اختفاء الأعراض اليومية (حدوثها مرتين أو أقل أسبوعيا)
2. اختفاء الأعراض الليلية التي توقظ المريض اختفاء كليا
3. انتفاء الحاجة للأدوية الإسعافية (احتياجها مرتين أو أقل أسبوعيا)
4. النشاط اليومي طبيعي بما في ذلك الرياضة، ولا يحدّه مرض الربو
5. وظائف الرئة طبيعية (FEV1)
6. عدم حدوث نوبات حادة تستلزم العلاج الطارئ
أول خطوة في العلاج هي بناء علاقة تشاركية بين الطبيب والمريض، وهذه العلاقة هي التي تسمح للطبيب بتفهّم حالة المريض جيدا، وهي التي تسمح للمريض بتفهّم طبيعة المرض والعلاج وطرح الأسئلة للطبيب والتفاعل مع نصائحه. علاج الربو ليس علاجا باتجاه واحد -وكذا سائر الأمراض-، بل المريض شريك في اتخاذ القرار الذي يناسبه، وهذا يتطلب قناعة واطمئنانا لما يقوله الطبيب، وبالخلاصة هذا ينعكس على التزام المريض بنصائح الطبيب ومن ثَمّ على مقدار السيطرة على المرض.
وأول نصيحة للمريض هي تجنب عوامل التحسس المهيجة للربو، هذا هو المبدأ الأهم في علاج كافة أمراض الحساسية. وحتى يتجنبها المريض فعليه أن يتعرف عليها أولا، وذلك بالبحث عنها في الأماكن والأوقات التي تأتيه فيه أعراض الربو. وبالإجمال ننصح المريض بالتالي:
البقاء بعيدا عن التدخين ومنع التدخين داخل البيت
تجنب المحسسات في العملأو داخل البيت (كالمواد الكيميائية، والطباشير في المدارس، والعطور..)
تنظيف غبار المنزل العالق بالستائر والشراشف والبطانيات بغسلها وتجفيفها بالشمس
تجنب وضع السجاد والموكيت في غرفة النوم وتنظيفها من الغبار
إبعاد الحيوانات الأليفة ذات الفرو عن غرفة النوم على الأقل
التخلص من الصراصير، وعند رشها بالمبيدات ينبغي مراعاة وجود المريض خارج البيت
علاج الرطوبة والعفن داخل المنزل
في فترات الغبار وطلع الأشجار في الربيع يفضل إغلاق النوافذ والبقاء في المنزل
وكذا ينصح المريض بأخذ لقاح الإنفلونزا كل عام]
أما النصيحة الثانية فهي في تثبيط فرط الاستجابة لدى المريض وإزالة الأعراض الحادة، وهذا يتم بالأدوية وهو ما فضلنا تفصيله في مقال مستقل لاحق.
د. أنس المحتسب
ما دور البخاخات في علاج الربو؟
يكمن دور البخاخات في تثبيط فرط الاستجابة لدى مريض الربو وفي إزالة الأعراض الحادة التي يصاب بها. هذا يتم بنوعين من الأدوية: أدوية ضابطة تساعد على السيطرة على المرض (Controller)، وأدوية إسعافية سريعة المفعول تساعد على إزالة الأعراض الحادة له (Reliever)، وتمييز المريض بين هذين النوعين ضروري جدا.
أما الأدوية الضابطة فهي الأدوية التي تثبط فرط الاستجابة لدى المريض وتمنع حدوث التفاعل التحسسي داخل القصبات، وهي بالأساس عبارة عن بخاخات الكورتيزون. لماذا الكورتيزون؟
لأنه أفضل أنواع الأدوية تثبيطا لفرط الاستجابة ومنعا لإفراز المواد الكيميائية التي تتسبب في الالتهاب التحسسي الذي تحدثنا عنه المرة الماضية. ومن ثم فهذه الأدوية تساهم في منع التغيرات طويلة الأمد في جدار القصبة، وبالتاي تساهم في الحفاظ على وظيفة الرئة دون تدهور.
ليس كل المرضى بحاجة إلى هذه الأدوية، فقد يكون المرض خفيفا لا يحتاج إلا إلى الأدوية الإسعافية. وفي حال احتاج المريض الأدوية الضابطة فلا بد أن يأخذها بانتظام، ولفترة لا تقل عن ثلاثة شهور متواصلة حتى لو زالت الأعراض خلال تلك الفترة. لماذا؟ لأنها المدة اللازمة لتثبيط المواد الكيميائية المشاركة في الالتهاب التحسسي تثبيطا كبيرا يمنع التغيرات المزمنة في جدار القصبة ويحفظ وظيفة الرئة.
ومن ثَمّ فبخاخات الكورتيزون آمنة، فجرعتها قليلة جدا، وتصل بشكل أساسي إلى القصبات حيث مكان عملها، وامتصاصها في الدم قليل جدا، لذا فأعراضها الجانبية شبه معدومة، وفي أسوأ الأحوال فإن الأعراض السلبية لتلك البخاخات أقل بكثير من الأعراض السلبية لمرض الربو على المدى القريب والبعيد. ومن أبرز الأعراض الجانبية احتمالية تكون فطريات في الفم، لذا ينصح المريض بالمضمضة بعد استخدامها.
ماذا يحدث لو لم ينتظم المريض على الأدوية الضابطة؟ يبقى يعاني من أعراض الربو بين الحين والآخر، وقد تشتد الأعراض معه لدرجة الاضطرار للذهاب إلى المستشفى وحينها قد يضطر الأطباء لإعطائه حقنة وريدية أو جرعة فموية قصيرة الأمد من الكورتيزون، وهذه الجرعة على قصرها أكبر من مجموع جرعة بخاخ الكورتيزون على مدى ثلاثة شهور، فضلا عن أن وصولها إلى الدم أكبر وبالتالي أعراضها الجانبية أكبر،فضلا عن أنها لا تمنع التغيرات طويلة الأمد في جدار القصبة!
ماذا عن الأدوية الإسعافية سريعة المفعول؟ هذه الأدوية وظيفتها توسيع القصبات أثناء النوبات الحادة للتقليل من حدة الأعراض، وبالتالي الحياة حياة طبيعية، ومنع تفاقم المرض والوصول إلى المرحلة الحرجة والطارئة. هذه الأدوية تبقى مع المريض في جيبه، وبالقرب منه أثناء النوم، ويأخذها عند اللزوم وقبل ممارسة الرياضة.
يبقى أمر مهم جدا، وهو أن هذه الأدوية ستكون بلا فائدة إن أخذت بالطريقة الخطأ! ولذا فواجب الطبيب تعليم المريض كيفية استعمال البخاخات بطريقة سليمة، وعلى المريض التأكد من ذلك قبل مغادرته العيادة. ودمتم بصحة وعافية..
د. أنس المحتسب