بالون المعدة
يمكن أن يكون بالون المعدة فعالا للغاية، ويساعد مرضى السمنة على إنقاص وزنهم، لو تم تطبيقه بالطريقة المناسبة على الشخص السليم.
وكما ذكرنا فى مقالات سابقة فإن علاج السمنة هو علاج متكامل يشمل برامج التغذية والرياضة واستخدام بعض الأدوية وتغيير سلوكيات تناول الطعام، والتداخلات
من خلال مناظير المعدة، وأخيرا العمليات الجراحية مثل التكميم وتغيير المسار.
وهنا سأتحدث بعض الشيء عن بالون المعدة: ماهيته، ولمن ننصح باستخدامه؟ وما هي أنواعه وكيف يتم إدخاله وكيف ومتى تتم إزالته؟ والتأثيرات المتوقعة منه، وأخيرا ما هي مضاعفات استخدامه؟.
بالون المعدة
البالون -كما هو واضح من اسمه- أشبة ببالون الأطفال، يتم تصنيعه من مادة السيليكون، قليلة التفاعل مع الأنسجة، ويوضع في المعدة حتى يشعر المريض كأنه تناول وجبة كبيرة، فيضطر إلى أن يقلل كمية الطعام التى يتناولها.
وعادة يتم إدخال بالون واحد، ثم ملؤه بكمية (من 500 إلى 700 سنتمتر مكعب) من سائل شفاف (محلول ملحي)، ويتم ذلك من خلال الفم بمساعدة منظار المعدة المرن.
وحديثا تم عمل نوع من البالونات يتم بلعه مباشرة، دون احتياج لإدخاله بالمنظار، وينفخ البالون بالهواء وليس بسائل، إلا أنه يجب استعمال المنظار عند استخراجه.
ومع أن ذلك قد يكون أسهل للمريض، إلا أنه يحرمه من تشخيص أية أمراض في معدته قبل إدخال البالون.
كما بدأ أيضا استخدام نظام جديد من بالونات المعدة، يتكون من بالونين، ومن المتوقع أن يكون تأثير البالونين أفضل من بالون واحد، إلا أن الأمر ما زال يحتاج للمزيد من الأبحاث والدراسات. والبالونات قد تكون أميركية الصنع أو فرنسية أو روسية، وهي تختلف فقط في الكلفة، ولا تختلف كثيرا فى طريقة الإدخال ولا التأثير على فقدان الوزن.
خطوات إدخال البالون
كما هو موضح في الصور، يتم ذلك عن طريق منظار الفم، حيث يتم إدخال البالون تحت إضاءة ورؤية المنظار، ثم يتم حقن السائل ثم رفع أنبوبة الحقن
ويتم ملء البالون بسائل (محلول ملحي) يتم تلوينه باللون الأزرق عن طريق إضافة نقاط من صبغة «الميثيلين بلو»، وهي غير ضارة، والهدف من ذلك أنه في حالة حدوث خرق في البالون، فسيتم خروج السائل المصبوغ، مما يؤدي إلى امتصاصه ووصول الصبغة للدم ثم البول الذي يتلون باللون الأخضر.
وهنا يأتى سؤال هام:
ما هو التأثير المتوقع للبالون على الوزن؟
البالون يجب ألا يبقى في المعدة أكثر من 6 أشهر في أغلب الحالات، ومن المتوقع بالنسبة لحوالى 65 % من الحالات، أن يفقد المريض من 10 إلى 20 كيلو من وزنه، بشرط أن يلتزم بنظام غذائي صحي. إلا أن الإحصاءات تقول إن حوالى 60 % من الحالات التي حققت نجاحا، تستعيد وزنها الزائد خلال سنة بعد رفع البالون. وفي بعض الحالات القليلة يمكن استخراج بالون ووضع آخر لفترة 6 أشهر أخرى.
وما أريد التأكيد عليه هنا، أن المرضى الذين يبلغ مؤشر كتلة أجسامهم (30 - 40) هم الأكثر استفادة من البالونات، كما يجب عدم استخدامها للمرضى الذين «يدمنون» أكل الحلويات. وكي ينجح البالون، كوسيلة مساعدة، يجب متابعة المرضى والعمل على تغيير سلوكهم الغذائي، من خلال جلسات مع أطباء مختصين.
أهم المضاعفات التي قد تحدث
القيء وعدم القدرة على تناول السوائل وخاصة فى الفترة الأولى. في حالات نادرة، يحدث انسداد للمعدة أو خرق للبالون وهنا يجب التداخل فورا. وبالطبع يمكن، ولكن ننصح بالانتظار لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر حتى تتخلص المعدة من أية التهابات قد يسببها البالون. وختاما، نؤكد أن بالون المعدة فعال كوسيلة مساعدة عند حسن اختيار من يستخدمها، ودعمه طبيا طيلة فترة استخدامها.
(صحتك العربي الجديد)