منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حسن عبدالله الترابى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حسن عبدالله الترابى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن عبدالله الترابى   حسن عبدالله الترابى Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 7:16 am

الآلاف يشيعون الترابي في السودان
التاريخ:6/3/2016 - الوقت: 9:26ص

شارك الآلاف من السودانيين، صباح الأحد، بتشييع جثمان زعيم حزب المؤتمر الشعبي والمفكر الإسلامي حسن الترابي "84" عاما، الذي وافته المنية مساء أمس السبت، فيما شهد التشييع مشاركة واسعة من كافة الأطياف السودانية.
وكان الترابي توفى مساء السبت بعد إصابته بذبحة قلبية أثناء مزاولة أعماله بمقر حزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم.

وشيع الآلاف من الإسلاميين وأطياف سياسية أخرى الترابي لمثواه الأخير بعدما صلوا على جثمانه، وردد مشاركون هتافات تطالب بوحدتهم فضلا عن هتافات بالتكبير والتهليل.

ومنذ الصباح الباكر أغلقت الطرق الرئيسية من وإلى منزل الترابي، فيما شهدت حركة السير في الخرطوم اكتظاظاً لافتا.

وأعلن نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي علي الحاج عودته للبلاد غداً، من منفاه الاختياري بألمانيا لتقديم واجب العزاء للترابي. ويمثل الحاج المرشح الأقوى لخلافة الترابي وإن كان الرجل لا يحظى بإجماع كامل من داخل حزبه.

(العربي الجديد)




رحيل حسن الترابي يقسّم الشعب السوداني إلى فريقين!
صلاح الدين مصطفى
MARCH 6, 2016

الخرطوم ـ «القدس العربي»: انقسم السودانيون إلى فريقين بعد لحظات من إعلان وفاة الشيخ حسن الترابي: فريق ترحم عليه وهو يرى أن الرجل أصبح في ذمة الله، وفريق واصل انتقاده.
قبيل مغيب شمس السبت أُعلنت وفاة الترابي، وذلك إثر تعرضه لأزمة قلبية وهو يعمل في مكتبه في دار الحزب في الحادية عشرة من صباح اليوم نفسه. ومنذ تلك اللحظة إنشغل السودانيون بهذا الخبر في كل وسائل التواصل الاجتماعي، في مشهد لم يتكرر منذ رحيل رئيس الحركة الشعبية، جون قرنق.
جموع غفيرة شاركت في تشييع جثمان الترابي صباح أمس إلى المقابر وأربكت حركة السير والمرور بالخرطوم نسبة لإغلاق جسرين رئيسين. وتصدر الجموع أنصاره وتلاميذه الذين توزعوا بين حزبي «المؤتمر الوطني» الحاكم و«المؤتمر الشعبي».
الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة على السواء شاركت في التشييع وحتى الحركات المسلحة أرسلت برقيات التعازي. وكان في مقدمة المعزيين، عشية مواراة الجثمان الثرى، الرئيس السوداني عمر البشير الذي نعاه أيضا على صفحته بالفيسبوك، لكنه غادر لجاكارتا قبل التشييع وأناب عنه بكري حسن صالح. 
وبخصوص خليفة الترابي انعقدت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي واختارت فجر الأحد الشيخ إبراهيم السنوسي، حسب منصوص النظام، أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي لحين إنعقاد مجلس الشورى. ويصل الخرطوم فجر اليوم، الاثنين، الدكتورعلي الحاج، القيادي البارز في الحزب، وذلك بعد غياب عن السودان لمدة 16عاما قضاها في منفى اختياري بألمانيا عقب المفاصلة الشهيرة مع حزب البشير. ولم يؤكد علي الحاج أو ينفي استقراره في الخرطوم بعد تلقي واجب العزاء. 
وقال الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة المعارض، إن البلاد فقدت مفكرا وعالما جمع بين الفكر والعمل. وأشار إلى اتفاقه معه في موقفين ضد الإنقلابين (الأول والثاني)، وخلافه معه حول قوانين سبتمبر / أيلول 1983م التي أيدها الراحل واعتبرها المهدي تشويهاً للإسلام، ثم الموقف من الديمقراطية الثالثة وقيام حزب الترابي بانقلاب 1989م الذي أطاح حكومة الصادق الديمقراطية.
وقالت الحركة الشعبية لتحرير السوادن إن رغبة الترابي (الأخيرة) كانت منع تشتيت السودان وتمزيق ما تبقى منه، وطالبت جميع الإسلاميين أن يتخذوا من رحيله مناسبة للتوجه نحو تحقيق مشروع وطني جديد يقوم على المواطنة بلا تمييز وعلى الديمقراطية والعدالة الإجتماعية. 
ونعت حركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، الترابي باعتباره مفكرا إسلاميا وقائدا له أثره في الحياة السياسية لأكثر من نصف قرن، وقالت إن مشروع وفكر الترابي هو الذي أوصل البلاد إلى ماهي عليه الآن من تمزق واحتراب، لكن قيمنا وأخلاقنا تجعلنا ننعيه ونترحم عليه بغض النظر عن اختلافاتنا السياسية والفكرية واﻷيديولجية.
وكتب المحبوب عبد السلام، الذي يعتبر من أبرز تلاميذ الترابي وإن ابتعد عنه مؤخرا، على صفحته في الفيسبوك: «رحم الله الشيخ حسن الترابي.
مات موتا حريّا به، مات وهو يعمل. فكل إنسان يموت على النحو الذى عاش به كما يقول الشهيد على شريعتى. كانت آخر خطبه على سنة النبي إذ أسماها خطبة الوداع. وكانت آخر وصاياه قبل يوم واحد الاستمساك بالعهد والميثاق مهما تكن التكاليف، وكانت آخر إشاراته إلى الامام فى جلسة الثلاثاء، وكما حفر الماضى بفكره الماضى يفتح الطريق نحو المستقبل والى الامام».
ويقول المحلل السياسي، عبد الله رزق، إن وفاة الترابي ربما تكون مناسبة لميلاد تنظيم موحد أكثر قوة، لكن المؤتمر الشعبي مات، فقد كان أول ضحايا الانقاذ. وأضاف: «قُدّر للترابي أن يحيا حتى يرى ما فعلته السلطة بالحزب الذي بناه. ولتجربة الحكم التي كان الحزب عمادها، وما انتهت إليه، مثلما رأى تمرد تلاميذه عليه وعلى تجربة الحكم الاسلامي أيضا. وقد شاهد، كيف أن إسلاميين متشددين، من تلاميذه، مثل غازى صلاح الدين والطيب مصطفى وآخرين، يرفعون شعار الانتفاضة لإسقاط النظام». ويرى رزق أن حزب المؤتمر الشعبي «مات بموت الترابي، إذ لا يوجد من يخلفه في الحزب». ويتفق معه في هذه الرؤية الصحافي عزمي عبد الرازق الذي شكك في صمود المؤتمر الشعبي في وجه العاصفة، ما لم يسارع على الحاج للأخذ بزمام المبادرة عوضاً عن السنوسي.
ويلقي عزمي نظرة على المشهد السياسي بعد رحيل الترابي، ويرى أن «فرص الصادق المهدي (كزعيم قوي) تبدو أكثر، بوصفه وريثا محتملا في الظهور، وأضاف: «سوف تتعزز قبضة البشير بقوة النياشين. فقد انزاح عنه كابوس المفاصلة، ولذا فضّل الصعود أمس الأول على متن الطائرة الملكية التي أقلّته إلى جاكارتا حتى لا يوصم بأنه إسلامي متنكر، وسوف تنسل الوجوه التي تلاشت عند خطاب الوثبة لتنافس على مواقع فارغة، وسيكون بيت السيدة والملهمة وصال المهدي (زوجة الترابي) في ضاحية المنشية بمثابة حائط مبكى».
صلاح الدين مصطفى




"مشعل" من الخرطوم: اجعلوا من وفاة الترابي موسماً للوحدة
التاريخ:6/3/2016 - الوقت: 10:54م

دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، اليوم الأحد، قادة الحركة الإسلامية في السودان إلى جعل وفاة المفكر الإسلامي حسن الترابي "موسما للوحدة".

مشعل الذي كان وصل العاصمة السودانية في وقت سابق اليوم لتأدية واجب العزاء بوفاة "الترابي"، بكى عندما كان يخاطب الآلاف من أنصار الراحل في منزله بالخرطوم، وهو يعدد مآثره قائلا "الوجع الذي تملكني لم أشعر به من قبل(...) فقدت الأمة العقل الفسيح الذي يعرف الهدف ولاتحنّطه الجوامد".

وأضاف أن الراحل "كان يتابع أخبار فلسطين وسعى للم شملها ودائما ما كان يدعونا لنكون على قلب رجل واحد".

ودعا مشعل قادة الحركة الإسلامية في السودان المنقسمين إلى عدة تنظيمات إلى الوحدة، مخاطباً إياهم "اجعلوا من وفاة الترابي موسما للوحدة وأرجو أن لا ينسيكم الخلاف السياسي الفضل الكبير بينكم".

ووصل مشعل الخرطوم مساء اليوم الأحد، لتأدية واجب العزاء بوفاة المفكر الإسلامي حسن الترابي.

وبحسب مراسل "الأناضول"، استقبل الآلاف بالتهليل والتكبير مشعل لدى وصوله منزل الراحل بالخرطوم.

ولم تعرف مدّة زيارة مشعل للسودان وفيما إذا سيكون هنالك لقاءات رسمية مع مسؤولين على هامشها.

وتوفي الترابي مساء أمس السبت بعد ساعات من إسعافه لإحدى مستشفيات الخرطوم إثر علة طارئة شخصها الأطباء بنوبة قلبية.

وشيع آلاف السودانيين، صباح اليوم الأحد، جثمان المفكر الإسلامي ورئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض، والذي وافته المنية مساء أمس، عن عمر ناهز 83 عامًا.

وكان الرئيس عمر البشير، قد قدم العزاء لأسرة الراحل، وقادة حزب المؤتمر الشعبي، الذي كان يتزعمه الترابي، مساء السبت، قبل مغادرته إلى جاكرتا، للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية المخصصة للقضية الفلسطينية.

ونعى المفكر السوداني عدد من رموز العالم الإسلامي على رأسهم رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين يوسف القرضاوي وزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وجماعة الإخوان الملسلمين في مصر وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

ويعتبر الترابي المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان ومهندس الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة في العام 1989 قبل أن يختلف الرجلين في العام 1999 ويؤسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض.

وبعد معارضة شرسة اعتقل على إثرها الترابي أكثر من مرة على مدار 15 عاما تحسنت في الأشهر الأخيرة علاقته بالحكومة عندما قبل دعوة للحوار الوطني طرحها الرئيس البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة الرئيسية.

(الاناضول)


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 07 مارس 2016, 7:30 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حسن عبدالله الترابى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن عبدالله الترابى   حسن عبدالله الترابى Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 7:19 am

حسن الترابي.. السيرة والمسار
محمد خروب

برحيل الدكتور حسن عبدالله الترابي، تُطوى صفحة أحد اكثر الشخصيات السياسية والدينية اثارة للجدل في المشهد السوداني وامتداده العربي (دع عنك الاسلامي) طوال نصف القرن الماضي، حيث استطاع هذا الرجل الباسم على الدوام, دون ان يعرف المرء, ما إذا كانت ابتسامته تعبيراً عن رضى داخلي وانسجام؟ أم انها مجرد علاقات عامة, نجح الترابي في التماهي معها نتيجة مكوثه في دول غربية خلال دراساته العليا وبعدها.
ولئن حرص الترابي على بذل كل جهوده وذكائه (المشهود له به) كي يكون في الصفوف الاولى, إن لجهة المشاركة في السلطة او حتى تَصَدّر المعارضة التي أودت به الى السجن اكثر من مرة وغالباً على يد حليفه وشريكه, إن لم نقل الذي وفر له الغطاء كي يقودا «معاً» ما وصف بثورة الانقاذ في 30 حزيران 1989، فإن من الحكمة والحصافة عدم نسيان او تناسي التقلب في التحالفات والاصطفافات في المواقف والرؤى التي ميزت سيرة الرجل طوال نصف القرن الماضي, كما تضيء على ذلك سيرته الذاتية والتي يصعب فصلها – ضمن أمور اخرى – عن المسار الذي اعتمده والهدف الذي وضعه نصب عينيه وهو التواجد في السلطة والبقاء فيها ما استطاع الى ذلك سبيلاً, وخصوصاً في ان يكون الرقم «1» او في كل الاحوال ان يبقى «المُرشد» الروحي لها ومصدر الفتاوى في صلاحها السياسي والايديولوجي وخصوصاً الديني، إذ ان الرجل كان أحد ابرز زعماء جماعة الاخوان المسلمين في اواخر ستينات القرن الماضي، ما لبث ان غادرها واختار لنفسه سبيلاً «سياسياً» اخر, «قدّمه» على اي سبيل آخر حتى لو كان دينياً، رغم انه بقي مُتدثِراً «بعباءة» الدين حتى آخر لحظة من حياته، لسبب بسيط وهو ان مثل هذه العباءة توفر له غطاء مطلوباً في مرحلة «الأسلمة» التي وضعها نصب عينيه، سواء عندما وصل الى السلطة كشريك في انقلاب عسكري على حكومة «مُنتخَبة» كان فيها (الحكومة المُنتخبة بزعامة صهره الصادق المهدي) نائباً للرئيس ووزيراً للخارجية في العام 1988، لكنه واصل «عمله» مع تلميذه او شريكه (الجنرال البشير) كي يُطيحا تلك الحكومة ويُضْفِيان صفة «الانقاذ» والثورة على انقلاب ما تزال مفاعليه السلطوية وغير السلطوية، قائمة حتى الان، رغم افتراق الطرق والسُبُل بين شريكي الأمس، حيث لم تستمر تلك الشراكة سوى عشر سنوات فقط, كانت احدى ابرز نتائجها «الانقاذية» اصدار حكومة الانقاذ اوامر ومراسيم, تَقْضي بفرض قوانين الشريعة الاسلامية على «كامل» التراب السوداني وخصوصاً في الجنوب الذي تعيش فيه اقلية متناهية الصغر من المسلمين, فيما غالبيته العظمى بين مسيحيين وعبدة اوثان وغير منتمين لأي ديانة سماوية او وضعية, ولا داعي للتذكير بالمآل الذي انتهى اليه جنوب السودان قبل نحو من اربع سنوات, رغم أن عوامل عديدة اسهمت في توفير المناخات والاجواء الداخلية وخصوصاً الدولية, كي يتم تقسيم السودان ويكون مجرد «بروفة» أو بالون اختبار, لما كان يُخَطّط له ويُرسم في معاهد «التفكير» وغرف الجاسوسية الاستعمارية السوداء, ضد العالم العربي (الذي يُسمى الان حتى من قِبَلِ العرب انفسهم, بالشرق الاوسط وشمال افريقيا, بعد أن استقال معظم العرب من عروبتهم) وهو الموضوع الان موضع التنفيذ في اكثر من بلد عربي سواء في سوريا أو العراق أم في ليبيا واليمن, وما يشاع عن «تطبيقه»لاحقاً في دول عربية أخرى, لم يأت «موعد» نشر الفوضى فيها.
وبصرف النظر عن اسهامات الراحل الترابي الفكرية واجتهاداته الدينية التي بدت في بعض المراحل وكأنها تجديدية ومُتناقِضة مع كثير من فتاوى وخطاب جماعات اسلامية متزمتة ومغرقة في المحافظة والتشدد, بما فيها «جماعات» الاخوان المسلمين, الا أن اخطاء الرجل السياسية وتحالفاته المثيرة للشكوك والشبهات والتساؤلات, تضع حسن الترابي «السياسي» في دائرة التشريح والتحليل, ولا تُنقِص او تُهمِل من اهمية مساهماته الفكرية في قضايا الدين والفقه والتشريع والمرأة وغيرها من الاجتهادات الجريئة التي جلبت له الكثير من الانتقادات اللاذعة في صفوف الاسلامويين ومعظم تيارات الاسلام السياسي, وخاصة عندما بدأ الرجل عملية «تصدير» افكاره بعد نجاح الانقلاب 30 حزيران 1989, إذ اسس حزباً سياسياً بغطاء اسلاموي اسماه «المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي» لمنافسة الاحزاب والقوى القومية واليسارية العربية وراح «يستجلب» الوفود والشخصيات السياسية والثقافية, حتى نافس في وقت من الاوقات ,ما كان يقوم به الاخ العقيد قائد الثورة في الجماهيرية, لكنهما (الترابي والقذافي) أخفقا في طرحهما غير الواقعي, واضطرّا للاعتراف بفشل مشروعيهما اللذين البساهما «عنوة» اللبوس الاسلامي كأداة للتمدد والزعامة والبروز.
في السطر الاخير يبقى أن يُراجِع المرء, رغم اننا في حضرة الموت الذي يفرض على المرء احترامه والترحم على روح الفقيد الذي اجتهد فاصاب واخطأ , المناصب والمواقع «المتناقِضة» التي احتلها الراحل ,كي يرى حجم «الهوَس» السلطوي الذي استبد به وجعله الهدف الاول (إن لم نقل الوحيد) لكل خطوة سياسية أو دينية يخطوها, فهو مثلاً كان وزيراً للعدل في العام 1981 في حكومة جعفر النميري ثم مستشاراً للجنرال للشؤون الخارجية, بعد أن كان في معسكر «المعارضة» ثم كان نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية في حكومة الصادق المهدي المُنْتخَبة عام 88, ومع ذلك دبّر انقلاباً ضد «حكومته» نفسها, وفي سنوات التسعينات كان «مُنظِراً» لا يُشقُ له غبار لانقلاب 89, قبل ان تتفرق السبل بينه والجنرال, ليدخُل السجن, ثم يخرج وينتهي, قبل رحيله, «مُحاوِراً» للجنرال وحزبه وحكومته .
رحم الله الترابي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حسن عبدالله الترابى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن عبدالله الترابى   حسن عبدالله الترابى Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 7:21 am

الترابي: تفكير خارج الصندوق!
<< الأثنين، 7 مارس/آذار، 2016  

حلمي الأسمر

رحل حسن الترابي، أحد أبرز علماء ومفكري الأمة، وأكثرهم دهاء وخبرة بالسياسة ودروبها، فقيه وعالم وسياسي وعالم عامل، جل وربما كل تفكيره كان خارج الصندوق، لم يكن مجرد «حافظ» أو فقيه للنصوص مرددا لها، ولا «تابعا» للساسة والحفظة ممن يسمون أنفسهم، بحكم القهر والجبر، أو الوعيد والتهديد، أو سلطة الأمر الواقع الدينية والسياسية «ولاة الأمور»، بل تعدى هذا الدور إلى مشاركة هؤلاء الولاة، وتعامل معهم ليس بندية فقط، بل بتوجيههم وصناعتهم أيضا!
حسن الترابي، مفكر ثائر بطبعه، كانت له قفزات في الهواء أحيانا، لكنه أعطى نموذجا لصانع التاريخ، لا كتابته وقراءته فحسب، خرج من عباءة «عالم الدين» لا رجله، وأعاد قراءة نصوصه، فأنتج رؤية غير تقليدية، متمردة على المسلمات الكسولة، التي رسخها في عقول العامة وكثير من الخاصة تحالف الاستبداديْن الديني والسياسي، فجعل منها سجنا كبيرا للعقول، و»حظيرة» للخوف والامتثال، و»التقليد» بمفهومه الفقهي والسياسي، ومن شأن رجل كهذا أن يخطىء، أو على الأقل أن يثير الجدل حوله، بل ربما يُرمى بالزندقة والكفر، وهذا شأن من يأتون الناس بما يبطل مفعول «المخدر» الذي رضعوه من الحفظة والعسس وصناع الامتثال، مع أن هذا «الخطأ» إن حصل أصلا هو من باب خطأ المجتهد، الذي يبذل الوُسْع في الاستنباط والتفكير واجتراح الرؤى الجديدة الخارجة عما ألفته قلوب ران عليها مفهوم «إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ»!!
كانت حياة حسن الترابي، مُلهمة، كفكره ومؤلفاته، فكان عالما عاملا، فثار وسجن، وقاتل، وتعرض لما يتعرض له الخارجون عن القيد، والامتثال، ولم تمنعه مراحل حياته الطويلة، فتى وشابا وشيخا طاعنا في السن، عن ترجمة ما كتب، إلى أفعال، دفع ثمنها عن رضا، وعشق، فكانت حياته أحد أهم «كتبه» وهي كثيرة ومتنوعة، ولا تكفيها قراءة واحدة، بل تحتاج إلى عدة قراءات كحياته تماما، بالنسبة لي، فقد أحببت الرجل، وكنت ولم أزل أعتبره ملهما، وأستاذا، ولم أكن في كل زيارة لي للسودان، أفوّت فرصة زيارته والجلوس إليه، والاطمئنان عليه، كأحد «المريدين» المحبين، حتى وهو خارج «السلطة» معارضا، مقيما في شبه عزلة، أو مشاكسا ومناجزا لها، وكان كما هو، رجلا متواضعا بسيطا، دافئا، حلو الحديث والمعشر، يقوم على خدمة ضيوفه بنفسه، رغم كثرة المريدين والمحبين حوله، وهذه إحدى سمات العظماء، الذين كلما كبروا، زاد تواضعهم وقربهم من الناس!
أشعر بحزن عميق على رحيل هذا الرجل، ولعل أفضل ما يُقدمه محبوه له، بعد هذا الرحيل، أن يدرسوه مليا، ويستلهموا من فكره وحياته، ما يعين على كسر تلك «التابوهات» اللعينة، التي وهب حياته لتحديها وكسرها، وشق طريق جديد للنهوض بعيدا عنها!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حسن عبدالله الترابى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن عبدالله الترابى   حسن عبدالله الترابى Emptyالإثنين 07 مارس 2016, 7:30 am

حسن الترابي و«الدولة المستحيلة»
رأي القدس
MARCH 6, 2016

لعب رئيس «حزب المؤتمر الشعبي» السوداني، حسن الترابي، دوراً بارزاً في تاريخ بلاده الحديث، والمنطقة العربية. وجاءت وفاته يوم السبت الماضي لتذكّر العرب والسودانيين، بأثره الذي لا ينكر، سياسياً (وفكرياً) على مشروع تمكين ما يسمّى بتيّار الإسلام السياسي من حكم السودان.
وتبيّن برقيّات التعزية، التي جاءت من الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة في السودان، بما فيها الحركات التي تخوض صراعا مسلحا مع النظام، الوزن والجاذبية الكبيرين للرجل. كما تكشف الجموع الغفيرة التي شاركت في تشييع جثمانه، والذين توزعوا بين حزبي المؤتمر الشعبي، الذي كان يقوده حتى وفاته، والمؤتمر الوطني الحاكم، المعضلة التي كان الترابي مسؤولاً فكرياً وسياسياً عن تكوينها.
بدأ الترابي، كما هو معلوم، حياته السياسية بالانتماء لحركة متأثرة بفكر جماعة الإخوان المسلمين هي «جبهة الميثاق الإسلامية»، التي تولّى أمانتها العامة عام 1964. واصطدمت الجبهة عام 1969 بجعفر النميري، الضابط الذي قاد انقلابا عسكرياً (في موجة انقلابات عسكرية انتظمت العراق عام 1968، وليبيا عام 1969، وسوريا عام 1970، ومحاولة قيّض لها الفشل في المغرب عام 1972).
بعد سجن لسبع سنوات أطلق النميري سراح الترابي وتصالح مع الحركة الإسلامية السودانية. لكن الخلاف دبّ من جديد بين الطرفين (رغم إعلان حكومة نميري فرض قوانين «الشريعة الإسلامية» عام 1983). واشترك الإسلاميون مع غيرهم في ثورة شعبية ضد نميري تشكّلت بعدها حكومة ديمقراطية منتخبة. وكانت المفاجأة هي قيام حزب الترابي الجديد «الجبهة الإسلامية القومية» بانقلاب عسكري ضد هذه الحكومة وتعيين حسن عمر البشير رئيساً لحكومة السودان.
تمثّل العلاقة التي نشأت بين الترابي والإسلاميين السودانيين، من جهة، وكل من الرئيسين جعفر نميري وحسن البشير، من جهة أخرى، «اجتهادا» خاصّاً بالإسلاميين السودانيين راهنوا فيه على العسكر، وارتدّ عليهم هذا الرهان، وعلى الحركة الإسلامية العربية ككلّ، بانتقادات تيّارات القوميين والليبراليين واليساريين على كافة أصنافهم. فاتهمت اتهامات عديدة، منها أنها معادية للديمقراطية بطبيعتها، وأن تسلمها للسلطة في أي بلد عربيّ سيكرّس دكتاتورية دينيّة تغلق الباب على التطوّر المدني والحضاري العربيّ، وأنها ستعيد البلدان العربية إلى «مجاهل القرون الوسطى»، إلخ…
لكنّ ما يحسب للترابي، اختلافه مع حكومة الإنقاذ حول قضايا الحريات والديمقراطية وانتشار الفساد، ومماحكاته السياسية العنيفة مع السلطات، مما أدّى بالنتيجة إلى اعتقاله عام 2001، وكذلك عام 2004. كما يذكر له، على المستوى الفكري، محاولاته الجريئة في تجديد الفكر الإسلامي. ومن أمثلة ذلك ما ارتآه من إمكان إمامة المرأة للرجل في الصلاة، وفتواه في إباحة زواج المرأة المسلمة من أهل الكتاب، ومحاربته لختان الإناث. وفي ذلك كلّه، يصدر الترابي عن تراث فكريّ وسياسيّ سودانيّ عميق ومتميّز.
ولعلّ الدرس الأكبر، الذي يمكن أن يستفاد من حياة وأفكار وتجربة الترابي، هو وقوفه ببصيرة نافذة وقدرة فائقة على التأقلم والتعلّم أمام معضلة الدولة الحديثة وعلاقتها بالإسلام، من ناحية، وبالحداثة الغربية، من ناحية أخرى.
وبحسب الأكاديميّ الفلسطيني المعروف، وائل حلاق، صاحب كتاب «الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي» أن الدولة الحديثة هي ابتكار غربيّ وأن مفهوم «الدولة الإسلامية» مستحيل التحقق. فبرأيه أن قانون الإسلام الأخلاقي، المعروف باسم الشريعة، كان حتى بداية القرن التاسع عشر، ولمدة اثني عشر قرناً، القوة القانونية والأخلاقية العليا التي تنظم شؤون الدولة والمجتمع، وأن الاستعمار الأوروبي فكّك النظام الاقتصادي ـ الاجتماعي والسياسي الذي كانت تنظمه الشريعة هيكليا بحيث أفرغتها من كونها مضمونا حضاريا شاملا وتحوّلت إلى تشريعات لقوانين الأحوال الشخصية فحسب.
يمثّل تيّار الإسلام السياسي، بهذا المعنى، شكل المقاومة الحضارية والأخلاقية للدولة الحديثة التي «أنزلت الدولة، والعالم الذي أنتجته، الأخلاق إلى منزلة النطاق الثانوي»، وبين المقدّس الأخلاقيّ والمدنّس السلطويّ، تقبع المعاناة الكبرى التي عاناها الترابي، والتي لم تستطع الحركات الإسلامية الخروج منها بعد.
رأي القدس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حسن عبدالله الترابى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن عبدالله الترابى   حسن عبدالله الترابى Emptyالثلاثاء 08 مارس 2016, 6:38 am

الترابي نجم ساطع
<< الثلاثاء، 8 مارس/آذار، 2016  

د.رحيل محمد غرايبة

ودع الحياة في الأمس القريب الدكتور حسن الترابي ذلك النجم الساطع في سماء السودان والعالم العربي والإسلامي، فقد كان إحدى الشخصيات الفكرية الفذة، الذي استطاع أن يسجل اسمه في التاريخ الحديث؛ من خلال فكره الثاقب وثقافته الواسعة، وذكائه الحاد، وأثره البارز في صياغة عقل الصحوة الإسلامية المعاصرة.
ولد الترابي عام 1932م، ونال شهادة الحقوق من جامعة الخرطوم، ثم حصل على الماجستير من جامعة اكسفورد البريطانية عام 1957م، كما استطاع نيل شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون الفرنسية عام 1964م، وهو رجل ضليع في اللغة العربية وعلوم الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى اتقانه للغات الانجليزية والفرنسية والألمانية، وكان يحمل معالم النبوغ والشخصية القيادية الآسرة، بقوة منطقه ودهائه السياسي.
كان حسن الترابي شخصية جدلية مشاغبة، ووقع الفراق بينه وبين الإخوان المسلمين عندما طلب منه مبايعة المرشد المخفي وغير المعلن، فقال : لا أبايع شخصية وهميّة، ولن أبايع إلّا شخصية ظاهرة معلنة ومعروفة، ومنذ ذلك الحين استطاع أن يشكل الخط الجديد في الحركة الإسلامية السودانية بطريقة مختلفة عن مدرسة الإخوان التقليدية، وعمد إلى تشكيل عقلية جديدة منفتحة، وبنى مدرسة فكرية معاصرة أستطاعت أن تبسط أثرها على مختلف فروع الحركة الإسلامية في العالم، كما أثر تأثيراً بالغاً في أتباع حركة الإخوان المسلمين أنفسهم، رغم حملة التشويه التي تعرض لها من قيادات الإخوان التقليدية.
سجن الترابي مرات عديدة منذ السبعينيات، في عهد النميري وفي العهود التي جاءت بعده، لأنه كان شخصية معارضة جريئة، ويملك حضوراً جماهيرياً واسعاً في أوساط الشعب السوداني، وخاصة في أوساط الشباب والشرائح المثقفة، وقاد الحركة الإسلامية في السودان نحو معركة الانفتاح الفكري على مختلف الأوساط السودانية، ودخل حكومة الصادق المهدي عبر تحالف سياسي، استلم من خلاله موقف نائب الرئيس ووزير الخارجية، ثم استطاع أن يشكل الجبهة القومية السودانية التي وصلت إلى الحكم في أواخر الثمانينيات، وشكل حزب المؤتمر الوطني الذي ما زال يقود السودان حتى هذه اللحظة.
استلم الترابي رئيس البرلمان السوداني في حكومة البشير، ولم يستمر الوفاق طويلاً مع الرئيس والمجموعة الحاكمة، وحدث الانقسام فعلاً وذهب إلى تشكيل حزب المؤتمر الشعبي مع ثلة من رفاقه، وأصبح شخصية معارضة حادة لرفقاء الدرب في الفكر والتنظيم، ودخل السجن عدة مرات، ووضع تحت الإقامة الجبرية في عهد حكومة الإسلاميين، وبقي الترابي شخصية عنيدة غير قابلة للترويض.
لا أحد ينكر موقع الترابي الكبير وأثره الواضح في صياغة مستقبل السودان الحديث، ولكنه كان يملك طموحاً مشروعاً ورؤية بعيدة المدى؛ يود من خلالها أن تسير السودان إلى الأمام في سلم الديمقراطية، ونحو مزيد من المشاركة الشعبية، عبر طروحات فكرية جريئة وعملية متقدمة في صياغة مؤسسة الحكم، ولكنه كان متقدماً أشواطاً بعيدة على مرافقيه، مما جعلهم غير قادرين على التكيف مع آرائه المتقدمة وصعب عليهم مسايرته.
أعتقد لو أن الترابي ابتعد عن المناصب السياسية، وبقي في مجال التنظير الفكري والاستشارة السياسية، لكان خيراً له ولحزبه وللسودان، ولكن الترابي وقع فيما وقع فيه كثير من العلماء والمفكرين الإسلاميين المعاصرين عندما يهبطون من علياء الفكر إلى دائرة المنافسة على مواقع النفوذ والقرار، مما أدى إلى كثرة الحساد والمنافسين، وكثرة المبغضين وأصحاب المصالح، الذين استطاعوا أن يبعدوه عن ساحة المنافسة، وافلحوا في تقليص أثره الفعلي في تطوير التجربة السوادنية، التي غرقت في روتين الحكم واستبداد السلطة، وتشابهت مع تجارب الدول الفاشلة والضعيفة حيث تعرضت للتفكك والانقسام ، بدلاً من النجاح في بناء نموذج الوحدة والقوة  في العالم العربي الذي يعاني من أخطار الإنهيار ومعارك التدمير الذاتي.
 رحم الله الترابي رحمةً واسعةً، وأجزل له العطاء والمثوبة وحسن العاقبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حسن عبدالله الترابى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن عبدالله الترابى   حسن عبدالله الترابى Emptyالثلاثاء 08 مارس 2016, 7:05 am

محمد بن المختار الشنقيطي
حسن الترابي.. الموقف العابر والأثر الباقي
التاريخ:7/3/2016 

أخيرا ترجل الفارس، وتوقفت الأنفاس في ذلك الجسد الطويل النحيل الذي لم يكن يعرف الملل أو الكلل. إنه حسن الترابي، الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طيلة عمره الطويل العريض، وأثرى الفكر الإسلامي بأطروحاته العميقة، وأثار عواصف بمسالكه الجريئة.

وقد حاول الترابي أن يجمع بين ثقافة الشرق والغرب، وبين العلم الشرعي والموقف الشرعي، وبين عمق الفكرة وإشراق الروح. فنجح في الأولى نجاحا مظفرا حيث يعز أن تجد بين عظماء المسلمين في القرن العشرين من جمع بين ثقافة الشرق والغرب بقدر ما جمع بينهما الترابي. وظل كسبه في الموقف الشرعي وفي إشراق الروح مثار جدل دائم.

وقد أتيح لي ضمن عدد وافر من العرب والمسلمين عبر العالم أن أتابع جهد الترابي واجتهاده على مدى عقود، وكان من ثمرات هذه المتابعة أعمال علمية ثلاثة، هي كتابي "الحركة الإسلامية في السودان: مدخل إلى فكرها الإستراتيجي والتنظيمي" وهو دراسة ضافية لمسار الحركة منذ تأسيسها منتصف الأربعينات إلى انقلابها العسكري عام 1989.

وثانيها رسالتي: "آراء الترابي من غير تكفير ولا تشهير" -وكان الترابي رحمه الله- يمازحني قائلا: لو أضفتَ جملة: "وذلك أمر عسيرٌ" إلى العنوان لكان أنسب- وهي رسالة خفيفة تتناول بالتمحيص بعض آراء الترابي المستطرَفة التي أثارت عليه أوساطا تقليدية هو أوسع منها اطلاعا على تراث السلف، وأرحب باعا في التأصيل والتنزيل. ثم كانت الثمرة الثالثة بحثا بعنوان: "فقه الحركة وفقه الدولة: عبرة التجربة الإسلامية في السودان" صدر ضمن كتاب لجماعة من المؤلفين.

ويبدو لي أن لحياة الترابي وجهين: وجه المفكر المبدع المتجاوز لعصره، بعقله الثاقب وأصالته الشرعية وجرأته العقلية، ووجه الداهية السياسي المتجاوز لخطوط كثيرة رسمتها ريشته بالخط الأحمر العريض.

أما الوجه الأول فنجده في كتب الترابي ورسائله التي جمعت بين تجريدات "هيغل" الفلسفية ولغة الشاطبي الأصولية، وكانت إسهاما جليلا في تجديد الدين وفي الفقه السياسي. وهذا الوجه -فيما يبدو لي- هو الأثر الذي سيبقى من الترابي بعد رحيله، بسبب ما فيه من عناصر الاطّراد النظري ومَواطن العبرة الباقية، وما يحمله من العلم النافع الذي لا ينقطع.

وأما الوجه الثاني فسيظل تقييمه أكثر إرباكا لمحبي الترابي، وأكثر قتامة في عيون مخالفيه، نظرا لما فيه من التباس أخلاقي ومكايدات سياسية. وكان طبيعيا أن يشوش هذا الوجه السياسي للترابي على وجهه الفكري. ونحن هنا نحاول أن نعطي الوجهين حقهما، بقدر ما تسمح به مساحة مقال، بدءا بالفكري وختاما بالسياسي.

انطلق الترابي من فلسفة في الدين تتمحور حول مفهوم خاص للتوحيد. فالتوحيد عند الترابي ليس مفهوما كلاميا تجريديا وإنما هو فكرة حية يغذيها جهد عملي، وسيرٌ متصل إلى الله تعالى لا يعرف التوقف، وإخضاع للحياة كلها -بمختلف صورها وألوانها- لأمر واحد، هو أمر الخالق سبحانه.

فالتوحيد هنا هو المرادف لمبدأ "شمول الإسلام" الذي نادت به الحركات الإسلامية المعاصرة، وهو إحياء لمفهوم "الإيمان" العملي الذي ألح عليه الصالحون من سلف هذه الأمة، فعبَّر عنه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في رسالته إلى عدي بن عدي بقوله: "إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبيِّنها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص" (صحيح البخاري).

وحين كتب الترابي عن الإيمان لم ينح منحى جدليا كلاميا -كما يفعل السلفيون المعاصرون- بل نحى منحى عمليا. ففي كتابه عن "الإيمان: أثره في حياة الإنسان" كان همه منصبا على وظيفة الإيمان، لا على قالبه الفلسفي. وحين كتب عن الصلاة كان تركيزه على المعاني العملية والتنظيمية للصلاة، مثل: الوحدة التي يجسدها اجتماع الناس في المسجد، والمساواة التي يعبر عنها اصطفاف المصلين على صعيد واحد، والنظام الموجود في مبدأ اتباع الإمام وفي تسوية الصفوف، والشورى التي توجد في عملية اختيار الإمام، وفي نهي النبي صل الله عليه وسلم عن أن "يؤم الرجل قوما وهم له كارهون".

وقدم الترابي مقولات منهجية أساسية تدل على حس عملي، وعلى وعي عميق بالزمان والمكان. فتحدث عن التمييز بين "الدين والتدين"، وبين "المثال والواقع"، وكتب عن "سنة المدافعة"، و"تجدد الابتلاءات"، و"ركوب متن حركة التاريخ"، و"استثارة فطرة الخير"، و"تناسخ المبادئ"، و"الانتقال من المبادئ إلى البرامج".. وغير ذلك من مقولات ومفاهيم لا تخطئ عين الناظر الواعي أهميتها وحيويتها، وحاجة الفكر الإسلامي والعمل الإسلامي إلى استيعابها.

كما حذر الترابي المسلمين من أن "الدين لا يتسوَّف لأنه هو الحياة لله عبر كل الظروف". فكل توقف تخلفٌ، لأن حركة الزمان لا ترحم الواقفين الجامدين، ولا تنتظر المترددين الخائفين، الذين يعيشون عصرا بوسائل عصور خلت، ولا يميزون بين العنصر الأزلي والعنصر التاريخي في الدين.

وكان الترابي من أعمق المفكرين الإسلاميين إدراكا لظاهرة الخلط بين الوحي والتاريخ في الفكر السلفي بشقيه السني والشيعي، ولمخاطر هذه الظاهرة على مستقبل الإسلام، لأنها تحرمه من مواكبة حركة الزمان، فكتب في نقد السلفيين: "تسمى بالسلفية آخرون يرون الدين متمثلا في تاريخ المتدينين، فهم -بحسن نية- يتعصبون لذلك التاريخ، وينسون أن مغزاه في وجهته لا في صورته، ويقلدون السلف لا في مسالكهم من التدين اجتهادا وجهادا، بل يحاكون حرف أقوالهم وأعمالهم، ويرون الاتباع لا في المضي قدما إلى الله، بل في الوقوف عند حد الأولين ومبلغهم"(الترابي، قضايا التجديد: نحو منهج أصولي، ص 82 ).

ثم عقَّب مصححا هذا الانحراف المنهجي فقال: "ومهما يكن تاريخ السلف الصالح امتدادا لأصول الشرع، فإنه لا ينبغي أن يُوَقَّر بانفعال يحجب تلك الأصول" (الترابي، قضايا التجديد: نحو منهج أصولي، ص 83).

وإذا كان "الإيرانيون سيدركون في النهاية أن لديهم أعداء غير الأمويين" كما يقول الترابي، فإن السلفيين السنة سيدركون في النهاية أن أمامهم -وأمام الإسلام- تحديات غير منازلة المعتزلة والأشاعرة والمرجئة والصوفية. فما تحتاجه رسالة الإسلام اليوم هو قوم يعيشون تحديات عصرهم، لا الذين تستعبدهم مقولات الماضي ومصطلحاته، وحروبه ولجاجاته.

وفي بحثه عن سر اختلال التوازن في التاريخ الإسلامي بين فقه المبدأ وفقه المنهج، توصل الترابي إلى أن المسلمين "قصروا كثيرا في شريعة الجماعة ونظامها، وذلك هو الجانب الأكثر عرضة للفتنة، حيث يبدأ نقصان كل ملة دينية من تلقائه. ولربما كان انفجار الدعوة الإسلامية بالفتوحات أوسع تطورا من المعالجات الإسلامية النظامية لجماعة المسلمين، فضلا عن أن غياب الحكم الراشد ضيع نظام الجماعة، وغدا التدين تفقها وعملا مركَّزا على الحياة الخاصة للأفذاذ ومعاملاتهم المباشرة، وتضاءلت في الفقه والواقع معاني المعادلة بين الجماعة والفرد، أو النظام والحرية، ونظْم ولاية الأمر العام، وإجراءات الاجتماع والشورى والإجماع، وتراتيب التخصص الوظيفي، وممارسة السلطة، وعلوم الإدارة" (الترابي، الحركة الإسلامية في السودان، ص 59).

وفي تشخيص الدكتور الترابي لأدواء الحركات الإسلامية المعاصرة، وأسباب التعثر في مسيرتها لخص السبب في أن "فقه المبدأ لديها أنضج من فقه المنهج" (الترابي، الحركة الإسلامية في السودان، ص 95). وهي خلاصة دقيقة، تضع اليد على عمق الداء في جملة واحدة. فالحركات الإسلامية تعرف الغاية لكنها تفرط في الوسيلة، تعرف ما لا تريد أكثر مما تعرف ما تريد، "ينصب اهتمامها على إبطال الباطل، لا على إحقاق الحق" كما يقول الترابي نفسه.

أما في الممارسة السياسية فقد حاول الترابي أن يحرر الإسلاميين من صورة ذلك الإسلامي الأبله الذي ينادي بتغيير الكون وهو لا يدرك ما يدور في محيطه القريب، تقوده رغبة بغير عزم، ويحركه حماس بغير خبرة، يشعل الحروب في كل مكان ويخسرها، ويستفز العالم كله، على قلة زاد، وضعف استعداد. لكن مواقف الترابي السياسية غلب فيها جانب الفاعلية على جانب المبدئية، فكانت النتائج كارثية على السودان وعلى الحركة الإسلامية.

ومن المفارقات أن المزالق الأخلاقية التي وقعت فيها الحركة الإسلامية في السودان بقيادة الترابي لم تكن غائبة عن بال الترابي نفسه الذي كتب: "كانت الحركة أحيانا تعارض كيفما اتفق، وقد تَلقى نفسها مفتونة بحمية المعارضة أن تزاود في الحق وتكابر بينما تحب أن يكون ولاؤها بالحق دون عصبية وقيامها بالقسط دون ميل، أو أن تنابذ في الخطاب وتهاتر بينما تعلم أن واجبها أن تقول التي هي أحسن وتدفع بها، أو تشاقق في العلاقة وتهاجر وحقيق بها أن تبشر ولا تنفر وتجمع صف الأمة ولا تفرقه، أو تنافق بظاهر من الموقف وتزدوج بمعاييرها وأولى لها أن تصدق وتستقيم في المخبر والمظهر" (الترابي : الحركة الإسلامية في السودان ص 190).

وكان من الثمار المريرة لهذه الرخاوة الأخلاقية في العمل السياسي أن تمخضت تضحيات الحركة الإسلامية في السودان وجهدها لمدة نصف قرن من الزمان عن حكم عسكري قاهر لشعبه، مقهور أمام الغير، ضحى بالشرعية السياسية بدعوى الفاعلية والسلم الأهلي والوحدة والبناء، فضاعت الشرعية وضاعت معها كل الأهداف التي تم ذبح الشرعية في سبيلها.

وتكمن العبرة هنا في أن التضحية بالشرعية السياسية لصالح أي قيمة أخرى هدم لأساس الاجتماع السياسي، واختلال في الموازين الأخلاقية والسياسية. فالبناء السليم للسلطة هو المدخل إلى الأداء السياسي السليم، والشرعية هي المدخل الصحيح إلى الفاعلية والبناء المتراكم.

كان انقلاب الإنقاذ عام 1989 آخر تجسيد لمنهج الفاعلية على حساب المبدئية الذي انتهجه الترابي في قيادة الحركة الإسلامية في السودان، إذ لم يكن الانقلاب ضد سلطة عسكرية مستبدة، مثل سلطة الجنرال عبّود أو المشير النميري -وإلا لما كان في الأمر التباس أخلاقي- وإنما كان ضد سلطة شرعية منتخَبة، مهما أُخذ على ضعف أدائها، فلا أحد يشك في شرعية بنائها.

وهكذا وقع أكبر منظر إسلامي للديمقراطية وأقوى مناضل ضد الأحكام العسكرية التي تعاقبت على السودان في مفارقة أخلاقية، حين قاد انقلابا عسكريا على سلطة شرعية ديمقراطية، فانتقمت المبادئ لنفسها، وتحول ذلك الاختراق العظيم لجهاز الدولة الذي نجح فيه الترابي، وفشل فيه غيره من القادة الإسلاميين في الدول العربية إلى أكبر كارثة على حركة التغيير التي بشر بها، وربَّى عليها أجيالا من الإسلاميين داخل السودان وخارجه.

كانت خطة الترابي إخراج انقلابه بواجهة وطنية لا إسلامية، ثم التدرج خلال ثلاثة أعوام من "التأمين" إلى مرحلة "التمكين" التي تذوب فيها الحركة في الدولة، وتكشف عن وجهها الإسلامي سافرا، بما في ذلك تسليم العسكريين السلطة للمدنيين، ثم الرجوع التدريجي إلى الحكم الديمقراطي.

لكن مرحلة "التأمين" تحولت إلى "تأمين وإعادة تأمين"، واستحالت الحركة الإسلامية إلى أداة قمع في يد سلطة عسكرية مستبدة، لا رؤية لها وراء البقاء في السلطة والتشبث بالكرسي، فانتحر المشروع الإسلامي على أعتاب الحكم العسكري. ثم انشق صف الحركة، وانفصل رأسها عن جسدها، ففقدت الحركة -بفقدان الترابي- عقلا متألقا، ومخططا إستراتيجيا لا يُشق له غبار، وتحولت إلى فلسفة الحكم من أجل الحكم دون رؤية أخلاقية أو مشروع فكري. وفقد الترابي القوة الاجتماعية التي حملت فكره وجعلت منه زعيما سياسيا، ودفع ثمنا فادحا من السجن والتشهير على أيدي مريديه الذين كان ملء أسماعهم وأبصارهم قبل ذلك.

لقد كان في وسع الترابي -بشيء من الانسجام الأخلاقي والموقف المبدئي- أن يطور حركته إلى حزب أغلبية يحكم بالقانون ويحكُمه القانون، أو أن يرضى لها بموقعها جزء من التطور السياسي السوداني نحو سلطة شرعية وفاعلة في ذات الوقت، لكنه ومريدوه استعجلوا الثمرة، فاقتطفوها مريرة المذاق، وأساءوا التصرف في المسؤولية التي تحمَّلوها افتئاتا على شعبهم، وهدموا تراث نصف قرن من تاريخ حركتهم، كان مفعما بالعمل الإستراتيجي والسياسي المبدع.

لقد انتهت تلك الفجوة بين الزاد النظري والممارسة العملية في حياة الترابي وفي مشروعه السياسي إلى مشهد حزين، صوره أحد المقربين من الترابي، وهو الدكتور المحبوب عبد السلام، في مقدمة كتابه (دائرة الضوء وخيوط الظلام: تأملات في العشرية الأولي لعهد الإنقاذ) فقال:

"الأجيال التي كابدت من الناس لم تكن تدري لماذا كابدتْ، والشهداء ماتوا لغير ما هدف واضح.. ما يحدث هو مسرحية من تأليف شيطان هازئ ساخر، وما يحدث هو عين الحقيقة وصميم الجِبلَّة البشرية عندما يستغرقها عنفوان السلطة وسكرته.. شعرة معاوية تنقطع، ويتحول الابتلاء إلى لعنة. وذات الذين نشأوا تحت أعيننا سنوات بُعثوا لاعتقالنا. لحظتنا هي لحظة الحيرة العظمى.. فيكون الشيء ونقيضه حاضران في ذات الوقت، في مخالفة مأساوية لبَدائه المنطق.. هذه الحكومة لم تكن يوما حكومتنا، ولكننا مع ذلك روَّينا شجرتها بدماء غزيرة.. لسنا أول حزب عقائدي انشق على نفسه، ولكن ظننا أن عساكرنا خير من أولئك، وأن لهم براءة في الزبر.. نحن الذين صنعنا قدَرنا ومزَّقنا نسْجنا، ولم تهبط علينا شياطين من السماء، ولكنها شياطين من صنع أنفسنا.. كم فتى منا ولكن ليس منا / يركب الشعب إلى الحكم مطيَّةْ".

ولا جديد فيما ذكره المحبوب. فكم من وعد خالف في صراع السلطة والثروة، وكم من فكرة عظيمة خذلها حمَلتُها يوم التطبيق.

رحم الله حسن الترابي بواسع رحمته، وتقبل منه ما قدم من عمل سالف وما ترك من أثر باق.

(الجزيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

حسن عبدالله الترابى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن عبدالله الترابى   حسن عبدالله الترابى Emptyالأربعاء 09 مارس 2016, 8:00 am

أحمد منصور
حسن الترابي عالم سبق عصره وظلمه أصحابه وقومه
التاريخ:8/3/2016 - الوقت: 8:21ص
حسن عبدالله الترابى 077d5ba621d12ca98288e3e4e3a57eef

لا يعرف الدكتور حسن الترابي رحمه الله إلا من جلس معه وتحدث إليه وغاص في أعماق فكره ورؤيته، فالرجل الذي جمع في علمه ومعرفته بين جامعات الخرطوم في السودان وإكسفورد في بريطانيا والسوربون في فرنسا اتسعت آفاق معرفته لتصل ما بين ثلاث ثقافات ومعارف هي الأبرز في علوم الدنيا ولغاتها العربية والإنجليزية والفرنسية، كما أنه جمع بين الحقوق والشريعة فاجتمعت له الثقافة المعرفية التي تجمع بين أصول القانون وفقه الدين واللغة، وقد حباه بخصائص شخصية مميزة فهو شخصية جامعة يلتف حولها الناس وصاحب حضور مميز يجذب المحيطين به وخطيب مفوه يأسر سامعيه، أصبح عميدا لكلية الحقوق وهو في الثلاثينيات من عمره كما كان أحد زعماء الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الحكم العسكري الذي كان يقوده الفريق إبراهيم عبود عام 1965، وهي في تصوري أول ثورة شعبية تحدث في العالم العربي وتطيح بنظام حكم عسكري، غير أنها اختطفت كعادة الثورات التي تفتقد الرؤية والتخطيط والقيادة، لكنها ولدت قوة سياسية جديدة علي الساحة السودانية بقيادة الدكتور حسن الترابي ظلت تلعب دورا أساسيا ومميزا على الساحة السياسية السودانية حتى اليوم.
كان الترابي فقيها مجتهدا وسياسيا محنكا ورجل دولة يعرف كيف يتعامل مع مكوناتها وأبعادها، فلم يقع حدث بارز في السودان طيلة الستين عاما الماضية إلا كان الترابي جزءا منه أو ركنا من أركانه أو صورة في مشهده، تتغير الحكومات ويطاح بالرؤساء وتتبدل الأنظمة ويبقي الترابي حاضرا بعد كل مشهد.
تعرض الدكتور حسن الترابي لظلم فادح من جماعة الإخوان المسلمين التي ضاقت بتنظيمها المغلق عن أفكاره المفتوحة ورؤيته العالمية ومشروعه الذي يتجاوز الجماعة إلى المجتمع والدولة والأمة، وحينما اردوا نقاشه أرسلوا له من دونه قامة وعلما ومكانة فخرج الرجل من ضيق التنظيم إلى رحابة الإسلام وسعة الدنيا، فوقع عليه الظلم الثاني من إخوانه الذين غرتهم المناصب والمظاهر بعدما وصلوا للسلطة فتمردوا عليه وأودعوه السجن بعدما وقف لهم بالمرصاد يفند أخطاءهم ويطالبهم بالعودة عن التجاوزات والمظالم، فكان السجن بيته يخرج منه ثم يعود إليه كلما واجههم ولم يستطيعوا أن يتحملوا نقده، أما الظلم الثالث فقد كان من عموم قومه، فالرجل من الزعماء السياسيين القلائل الذين كانوا يعرفون أطراف السودان بقبائلها وبطونها وفخودها وعربها وعجمها عرفها في طفولته حيث كان عمل والده في القضاء يجبره علي أن يجول معه وعرفها في الكبر حيث كان عمله في السياسة يجبره على أن يتجول بين الناس. عرفته للمرة الأولى بعد خلافه مع البشير والمجموعة التي أحاطت به عام 1999 فوجدت رجلا واسع الأفق غزير العلم عميق الرؤية لم يكل ولم يمل ولم يتعب إلا يوما واحدا يوم مرض ولقي ربه وهكذا الكبار في الدنيا يموتون دائما مظلومين وغرباء رحم الله الدكتور حسن الترابي وغفر له.
(الوطن)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حسن عبدالله الترابى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  د. عبدالله النفيسي
»  على عبدالله صالح
»  اغاني عبدالله الرويشد
» المحامي عبدالله الحراحشة
» الملك عبدالله الثاني بن الحسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات صنعت لها تاريخ-
انتقل الى: