منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية   تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Emptyالثلاثاء 12 أبريل 2016, 7:44 am

تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964 لتمثل الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وهي تضم مجموعة من الحركات والأحزاب الفلسطينية. ويعتبر رئيسها, رئيسا لفلسطين والأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة بالإضافة إلى فلسطينيي الشتات.

كان الفلسطينيون ممثلين في جامعة الدول العربية منذ تأسيسها في العام 1945 على الرغم من وقوعها تحت الانتداب البريطاني، وكان مندوبو فلسطين في تلك الحقبة هم موسى العلمي وأحمد حلمي عبد الباقي وأحمد الشقيري على التوالي.

وفي مؤتمر القمة العربي الأول العام 1964 الذي دعا اليه الرئيس المصري جمال عبد الناصر أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية لتعبر عن إرادة شعب فلسطين ولتكون هناك هيئة تطالب بحقوقه وتقرير مصيره. وكلف المؤتمر ممثل فلسطين أحمد الشقيري الاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام الشقيري بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها. وأثناء جولته تم وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسى لمنظمة التحرير، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني عام، وقام الشقيري باختيار اللجان التحضيرية للمؤتمر التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المترشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول الذي أقيم في القدس بين 28 مايو / آيار و 2 يونيو/ حزيران من العام 1964 وافتتحه الملك حسين بن طلال، وعرف المؤتمر باسم المجلس الوطني الفلسطيني. وانتخب هذا المؤتمر الشقيري رئيسا له، وأعلن عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وصادق على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وكلف المؤتمر الشقيري باختيار أعضاء اللجنة الدائمة الخمسة عشر، كما قرر المؤتمر إعداد الشعب الفلسطيني عسكريا وإنشاء الصندوق القومي الفلسطيني.

وخرج المؤتمر بالنص الآتي:

«إيمانا بحق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه المقدس فلسطين، وتأكيدا لحتمية معركة تحرير الجزء المغتصب منه وعزمه وإصراره على إبراز كيانه الثوري الفعال وتعبئة طاقاته وإمكاناته وقواه المادية والعسكرية والروحية، وتحقيقا لأمنية أصيلة من أماني الأمة العربية ممثلة في قرارات جامعة الدول العربية ومؤتمر القمة العربي الأول. نعلن بعد الاتكال على الله باسم المؤتمر العربي الفلسطيني الأول المنعقد بمدينة القدس في 28 مايو 1964. قيام منظمة التحرير الفلسطينية قيادة معبئة لقوى الشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير، ودرعا لحقوق شعب فلسطين وأمانية، وطريقا للنصر.

التصديق على الميثاق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية وعدد بنوده 29 بندا.

التصديق على النظام الأساسى وعدد بنوده 31 بندا واللائحة الداخلية للمجلس الوطني والصندوق القومي الفلسطيني.

انتخاب أحمد الشقيري رئيسا للجنة التنفيذية وتكليفه باختيار أعضاء اللجنة التنفيذية وعددهم 15 عضوا.

يصبح المؤتمر بكامل أعضائه، الـ 397 عضوا، المجلس الوطني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية».

حزب الدفاع الوطني

تأسس في يافا العام 1934، بسبب ضعف الحركة الوطنية السياسية وغياب العمل الحزبي المنظم. وكان أبرز قياداته راغب النشاشيبي وأسعد الشقيري. وأغلب أعضائه من رؤساء البلديات وكبار الملاكين والتجار وشيوخ العشائر.

ونشأ الحزب في رحم التنافس بين عائلتي النشاشيبي والحسيني وهو حزب لم يعمر طويلا لتطور الأحداث السياسية وصعوبة تشابكها وتلاحقها.

الحزب العربي الفلسطيني

تأسس في القدس 1935، برئاسة جمال الحسيني.

ونشأ الحزب ردا على نشوء حزب الدفاع الوطني وهو يعكس التنافس بين عائلتي النشاشيبي والحسيني. وساهم بدور فعال في ثورة 1938 وإضراب العام 1936 الذي استمر ستة شهور.

حزب الاستقلال العربي

تأسس في العام 1932، بسبب الضعف والفتور الذي أصاب الحركة الوطنية الفلسطينية ما أدى إلى اضطراب وانحلال وخوض وظهور المحسوبيات والتسلط والنزاعات التي ستؤدي إلى تفكك الأمة. وكان أبرز أعضائه عوني عبدالهادي ورشيد الحاج. وكان له دور في الإضراب الشامل في العام 1936، وقد أثر على الحزب الصراع بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي.

حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"


تأسست عام 1965 على يد ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وفاروق القدومي وتبنت الكفاح المسلح لتحرير فلسطين وقامت بالسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية بعد استقالة زعيمها ومؤسسها أحمد الشقيري وتم انتخاب زعيم حركة فتح رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة، حيث أصبح من الصعب التفريق بين حركة فتح والمنظمة.


عدد أعضاء حركة فتح في اللجنة التنفيذية الحالية للمنظمة غير معروف حيث تم تعيين عدد من قيادتها في اللجنة التنفيذية على أنهم مستقلين أمثال زكريا الآغا ورياض الخضري .
تعرضت الحركة لاكثر من انشقاق في صفوفها كان من ابرزها انشقاق عضو المجلس الثوري للحركة صبري البنا المعروف باسم ابو نضال عام 1973، و انشقاق ابوموسى عام 1983 والذي اسس حركة فتح -الانتفاضة ، و انشقاق عام 1985 قاده مسئول الاستخبارات العسكرية عطاالله عطاالله المعروف باسم ابو الزعيم و هو من الموالين للاردن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية   تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Emptyالأربعاء 07 يوليو 2021, 2:58 pm

لعبت منظمة التحرير الفلسطينية أدوارا مهمة في القضية الفلسطينية منذ الإعلان عن تكوينها عام 1964 حتى الآن, كما خضعت للعديد من التغيرات الفكرية والهيكلية وظلت على مدى هذه السنوات الطوال رقما مهما في منظومة الأحزاب والجماعات والمنظمات الفلسطينية الهادفة إلى التحرير والساعية إلى تحقيق حلم إقامة الدولة.

النشأة والأهداف
أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 عقب قرار صدر من القمة العربية الأولى التي عقدت بالقاهرة. قبلها كانت فلسطين تمثل في الجامعة تمثيلا شكليا منذ تأسيسها عام 1945 وتزايد هذا التمثيل وعظم الاهتمام به بعد حرب 1948 وما تبعها من إقامة الدولة الإسرائيلية.

إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية
كلف مؤتمر القمة العربي الأول ممثل فلسطين أحمد الشقيري بتقديم تصور للقمة الثانية عن إنشاء كيان يتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وأسفرت جهود الشقيري من خلال زيارته للعديد من التجمعات الفلسطينية المنتشرة في الدول العربية عن انتخاب "المجلس الوطني الفلسطيني" الذي يعتبر بمثابة السلطة التشريعية للمنظمة ووضع كذلك مشروعا للميثاق والنظام الأساسي وأعلن المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي عقد لهذا الغرض في القدس في 28/8/1964 قيام منظمة التحرير الفلسطينية وصادق على الميثاق القومي للمنظمة وعلى نظامها الأساسي. وانتخب الشقيري رئيسا للجنتها التنفيذية التي كلف باختيار أعضائها.

الدولة في فكر المنظمة
طرحت المنظمة مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة القائمة على أسس ديمقرطية علمانية. وعللت ذلك بأن كفاحها المسلح ليس كفاحا عرقيا أو مذهبيا ضد اليهود. ورفضت المنظمة في عام 1972 مشروع المملكة العربية المتحدة الذي دعا إليه الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال والخاص بربط الضفة الغربية بالأردن في مملكة واحدة يمثل الضفة فيها مجلس نيابي على أن يكون الإشراف على شؤون الدفاع والخارجية للأردن.

لجان ودوائر المنظمة
اللجنة التنفيذية
تعتبر اللجنة التنفيذية بمثابة السلطة التنفيذية للمنظمة وقد تولى الشقيري وحموده وعرفات رئاسة هذه اللجنة على التوالي، وتختص بالمهام التالية:

تمثيل الشعب الفلسطيني.
الإشراف على تشكيلات المنظمة.
إصدار اللوائح والتعليمات واتخاذ القرارات الخاصة بتنظيم أعمال المنظمة على ألا تتعارض مع الميثاق أو النظام الأساسي.
تنفيذ السياسية المالية للمنظمة وإعداد ميزانيتها.
دوائر المنظمة
أنشأت المنظمة عدة دوائر لتوزيع المسؤوليات والإشراف على تنفيذها. وقد تنوعت هذه الدوائر بحسب اختصاصاتها فمنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبعضها لم يعد له وجود بتغير الظروف السياسية وبعضها الآخر لايزال يعمل على الساحة الفلسطينية حتى الآن.

أمانة السر: وتتولى أمور العلاقة بين مختلف دوائر المنظمة وأجهزة الدولة العربية في البلد المضيف لمقر اللجنة التنفيذية.

الدائرة السياسية: وتكلف بإدارة الأنشطة السياسية التي تقوم بها المنظمة على مختلف الصعد سواء مع الدول أم الأحزاب أم المنظمات العربية والأجبنية.

الدائرة العسكرية: وتناط بها مسؤولية إبداء الرأي والمشورة لرئيس اللجنة التنفيذية في الأمور العسكرية والتنظيمية المتعلقة بجيش التحرير وقوات الثورة الفلسطينية.

دائرة الصندوق القومي الفلسطيني: وهي الجهة المكلفة بتسلم الموارد المختلفة وتمويل منظمة التحرير الفلسطينية والأجهزة التي تنبثق عنها ومراقبة عملية الإنفاق.

دائرة شؤون الوطن المحتل: تعنى بقضايا الوطن المحتل ودراسة أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وإعداد الخطط الخاصة بصمود الشعب الفلسطيني داخل وطنه المحتل.

دائرة العلاقات القومية: تهتم بتدعيم العلاقات بين المنظمة والأحزاب العربية والعلاقات بالمنظمات العالمية غير الرسمية بالتشاور مع الدائرة السياسية.

دائرة الإعلام والثقافة: وهي المكلفة بالإشراف على الأنشطة الإعلامية والثقافية التابعة للمنظمة والمشاركة في الأنشطة والمؤتمرات العربية والدولية.

دائرة التنظيم الشعبي: مكلفة بالإشراف على نشاط الانتخابات والاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية المشاركة في مؤتمراتها العامة.

دائرة الشؤون الاجتماعية: ترعى الخدمات الاجتماعية الواجب تقديمها لأسر الشهداء والجرحى ورفع مستوى الطبقات الفقيرة والاهتمام بالمرأة.

دائرة الشؤون الإدارية: وتختص بالشؤون الإدارية المتعلقة بالمنظمة والعاملين فيها.

قمة الرباط
تعتبر القمة العربية التي عقدت في الرباط عام 1974 منعطفا تاريخيا مهما لمنظمة التحرير وللقضية الفلسطينية عموما، فقد صدر قرار من القمة باعتبار "منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني". وهو ما أهلها لأخذ مقعد "مراقب" في الأمم المتحدة والتحدث باسم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

العلاقة مع الأردن
تميزت العلاقة بين المنظمة والعديد من الدول العربية بفترات من الشد والجذب بحسب انسجام المواقف السياسية لهذه الدول أو اختلافها مع توجهات المنظمة. وكانت المملكة الأردنية الهاشمية مثالا بارزا على ذلك، فأغلب سنوات حكم الملك حسين شهدت العلاقة بينهما تأزما وصل في بعض الفترات إلى حد الانفجار كما حدث في عام 1970 – 1971 وهي الأحداث التي اشتهرت باسم أيلول الأسود. فالقوات التابعة للمنظمة كانت تعتبر السلطة الأردنية عائقا أمام مقاومتها للوجود الإسرائيلي، في حين كانت تعتبر المملكة هذه القوات دولة داخل الدولة واتهمتها بالسعي لقلب نظام الحكم. ووقعت الاصطدامات العسكرية التي انتهت بعد توسط القادة العرب في قمتهم التي عقدت لهذا الشأن في القاهرة عام 1970 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تبعه خروج المقاومة الفلسطينية إلى لبنان.

في لبنان
ما إن استقرت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حتى اشتعلت الحرب الأهلية عام 1975 وتورطت فيها فصائل المقاومة الفلسطينية وبدلا من أن يتوجه رصاص المقاومة إلى إسرائيل توجه نتجية لهذه الفتنة إلى صدور اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين أنفسهم. واتخذت إسرائيل من وجود المقاومة الفلسطينية على الأرض اللبنانية ذريعة لاجتياح بيروت عام 1982 وتدمير البنية التحتية للمقاومة وفرض حصار شديد على أماكن تجمعها. وانتهت هذه الحرب بعد وساطات عربية ودولية بخروج 12 ألف مقاتل كانوا تابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا وبعض الدول العربية الأخرى مقابل السماح لرئيس المنظمة ياسر عرفات ورفاقه بالخروج إلى تونس المقر الجديد للمنظمة.

في تونس
استقرت منظمة التحرير الفلسطينية في تونس بعد أن نقلت إليها مقر الجامعة العربية في أعقاب توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979. ولم تسلم المنظمة من الاعتداءات الإسرائيلية فقصف الطيران الإسرائيلي مقرها عام 1985 واغتال رجال الكوماندوز الإسرائيليون اثنين من أبرز زعمائها هما صلاح خلف (أبو إياد) وخليل الوزير (أبو جهاد).

انتفاضة 1987
ساهمت منظمة التحرير الفلسطينية مع غيرها من فصائل المقاومة الأخرى في انتفاضة 1987 التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية من جديد بعد سنوات من الإهمال السياسي. وكان من أهم نتائج هذه الانتفاضة إضافة إلى الخسائر المادية التي ألحقتها بإسرائيل أن أزالت الخوف من صدور الشباب الفلسطيني وأعادت خيار المقاومة المسلحة إلى صدارة الحلول المطروحة لحل المشكلة الفلسطينية.

حرب الخليج الثانية
تأثرت منظمة التحرير الفلسطينية سياسيا واقتصاديا بالموقف الذي اتخذه زعيمها ياسر عرفات والذي فسرته الكويت بأنه مؤيد للعراق في غزوه لها عام 1990. فمنعت الدعم المالي الذي كانت تمنحه للمنظمة إضافة إلى طرد معظم العمال الفلسطينيين المقيمين على أرضها مما أثر ليس فقط على المنظمة ولكن على كل الفلسطينيين المقيمين داخل فلسطين والذي كانت مساعدات ذويهم العاملين في الخليج من أهم مواردهم.

مؤتمر مدريد
اعترفت منظمة التحرير الفسطينية بقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي يحمل في طياته اعترافا ضمنيا بدولة إسرائيل بعد أن ظلت لسنوات تعارضه وتعتبره تفريطا في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. وفي أوائل التسعينيات أصبح الطريق ممهدا أمام عقد مؤتمر دولي للسلام بين العرب وإسرائيل حضرته منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني الذي تمثل قضيته حجر الزاوية في عملية السلام هذه.

أوسلوا
بعد مؤتمر مدريد دخلت المنظمة في مفاوضات سرية مع إسرائيل استضافتها العاصمة النروجية أوسلوا وانتهت بإعلان اتفاقية أوسلوا عام 1993 التي غيرت من إستراتيجية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأصبحت فكرة القضاء على دولة إسرائيل الصهيونية من مخلفات زمن قد مضى وانقضى.

الحكم الذاتي
تبعا لاتفاقية أوسلو وبعد خطابات الاعتراف المتبادل بين المنظمة وإسرائيل تم الترتيب لوجود حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة مع تأجيل البت في القضايا المصيرية الحساسة مثل القدس واللاجئين والدولة والمياه والحدود.

وفي عام 1994 اختار رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات 19 عضوا وشكل منهم المجلس الوطني الفلسطيني لترتيب الأمور الإدارية المتعلقة بالحكم الذاتي في الضفة والقطاع.

وطبقا لاتفاقيات عام 1995 بين المنظمة وإسرائيل تم الاتفاق على توسعة سلطات الحكم الذاتي في بعض المناطق المحتلة ما عدا القدس الشرقية.

تغيير الميثاق
في عام 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا لمناطق الحكم الذاتي. وفي العام نفسه غيرت منظمة التحرير الفلسطينية بصورة رسمية الجمل والعبارات الموجودة في ميثاقها الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل وتعهد عرفات بمحاربة الإرهاب.

انتفاضة الأقصى
اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000 عقب الزيارة الاستفزازية التي قام بها أرييل شارون المتورط في مجازر عدة بحق الشعب الفلسطيني من أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا 1982. وشاركت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في هذه الانتفاضة وكبدت إسرائيل خسائر بشرية ومادية موجعة. واتهمت الحكومة الإسرائيلية أحد فصائل المنظمة (حركة فتح) وكتائب شهداء الأقصى التابعة لها بالإرهاب كما وصفتها الإدارة الأميركية بالشيء نفسه ووضعتها على قائمة المنظمات الإرهابية المطلوب محاربتها وتفكيكها، الأمر الذي وضع المنظمة نفسها بين مطرقة الضربات الإسرائيلية وسندان الضغوط الأميركية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية   تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Emptyالأربعاء 07 يوليو 2021, 3:01 pm

منظمة فلسطينية، كانت النواة الأولى لحركات التحرير الفلسطيني، بدأت ثائرة متمردة وانتهت معتدلة وادعة، وبين البداية والنهاية مسيرة طويلة تخللتها نكبات وأوجاع، واهتزت فيها مبادئ وقناعات. 

النشأة والأهداف
أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 عقب قرار صدر عن القمة العربية الأولى التي عقدت بالقاهرة. قبلها كانت فلسطين تمثل في الجامعة تمثيلا شكليا منذ تأسيسها عام 1945، وتزايد هذا التمثيل وعظم الاهتمام به بعد حرب 1948 وما تبعها من إقامة الدولة الإسرائيلية.
إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية
كلف مؤتمر القمة العربي الأول ممثل فلسطين أحمد الشقيري بتقديم تصور للقمة الثانية عن إنشاء كيان يتحدث باسم الشعب الفلسطيني، ووضْع مشروع للميثاق والنظام الأساسي. وأسفرت جهود الشقيري من خلال زيارته للعديد من التجمعات الفلسطينية المنتشرة في الدول العربية عن انتخاب "المجلس الوطني الفلسطيني" الذي يعتبر بمثابة السلطة التشريعية للمنظمة.

وأعلن المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي عقد لهذا الغرض في القدس في 28 أغسطس/آب 1964 قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وصادق على الميثاق القومي للمنظمة وعلى نظامها الأساسي، وانتخب الشقيري رئيسا للجنتها التنفيذية التي كلف باختيار أعضائها.

الدولة في فكر المنظمة
طرحت المنظمة مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة القائمة على أسس ديمقراطية علمانية، وعللت ذلك بأن كفاحها المسلح ليس كفاحا عرقيا أو مذهبيا ضد اليهود.

ورفضت المنظمة في عام 1972 مشروع المملكة العربية المتحدة الذي دعا إليه الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، والخاص بربط الضفة الغربية بالأردن في مملكة واحدة يمثل الضفة فيها مجلس نيابي، على أن يكون الإشراف على شؤون الدفاع والخارجية للأردن.

لجان المنظمة

اللجنة التنفيذية
تعتبر اللجنة التنفيذية بمثابة السلطة التنفيذية للمنظمة وقد تولى الشقيري وحمودة وعرفات رئاسة هذه اللجنة على التوالي، وتختص بالمهام التالية: 

– تمثيل الشعب الفلسطيني. 

– الإشراف على تشكيلات المنظمة. 

– إصدار اللوائح والتعليمات واتخاذ القرارات الخاصة بتنظيم أعمال المنظمة على ألا تتعارض مع الميثاق أو النظام الأساسي.

– تنفيذ السياسية المالية للمنظمة وإعداد ميزانيتها.

دوائر المنظمة
أنشأت المنظمة عدة دوائر لتوزيع المسؤوليات والإشراف على تنفيذها، وقد تنوعت هذه الدوائر بحسب اختصاصاتها فمنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبعضها لم يعد له وجود بتغير الظروف السياسية وبعضها الآخر لا يزال يعمل على الساحة الفلسطينية.

أمانة السر: تتولى تدبير العلاقة بين مختلف دوائر المنظمة وأجهزة الدولة العربية في البلد المضيف لمقر اللجنة التنفيذية.

الدائرة السياسية: وتكلف بإدارة الأنشطة السياسية التي تقوم بها المنظمة على مختلف الصعد سواء مع الدول أم الأحزاب أم المنظمات العربية والأجنبية.

الدائرة العسكرية: تناط بها مسؤولية إبداء الرأي والمشورة لرئيس اللجنة التنفيذية في الأمور العسكرية والتنظيمية المتعلقة بجيش التحرير وقوات الثورة الفلسطينية.

دائرة الصندوق القومي الفلسطيني: وهي الجهة المكلفة بتسلم الموارد المختلفة وتمويل منظمة التحرير الفلسطينية والأجهزة التي تنبثق عنها ومراقبة عملية الإنفاق.

دائرة شؤون الوطن المحتل: تعنى بقضايا الوطن المحتل ودراسة أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وإعداد الخطط الخاصة بصمود الشعب الفلسطيني داخل وطنه المحتل.

دائرة العلاقات القومية: تهتم بتدعيم العلاقات بين المنظمة والأحزاب العربية والعلاقات بالمنظمات العالمية غير الرسمية بالتشاور مع الدائرة السياسية.

دائرة الإعلام والثقافة: مكلفة بالإشراف على الأنشطة الإعلامية والثقافية التابعة للمنظمة والمشاركة في الأنشطة والمؤتمرات العربية والدولية.

دائرة التنظيم الشعبي: مكلفة بالإشراف على نشاط الانتخابات والاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية المشاركة في مؤتمراتها العامة.

دائرة الشؤون الاجتماعية: ترعى الخدمات الاجتماعية الواجب تقديمها لأسر الشهداء والجرحى ورفع مستوى الطبقات الفقيرة والاهتمام بالمرأة.

دائرة الشؤون الإدارية: وتختص بالشؤون الإدارية المتعلقة بالمنظمة والعاملين فيها.

المجلس الوطني
نص النظام الأساسي لمنظمة التحرير على تأسيس مجلس وطني ينتخب أعضاؤه عن طريق الاقتراع المباشر من طرف الشعب، وينظم آليات الانتخابات بحسب المستجدات على الأرض.

يؤكد النظام الأساسي أن المجلس الوطني هو السلطة العليا لمنظمة التحرير وهو الذي يضع سياسة المنظمة وبرامجها، ومدته العادية ثلاث سنوات وينعقد دوريا مرة كل سنة، أو في دورات غير عادية بدعوة من رئيسه بناء على طلب من اللجنة التنفيذية أو من ربع عدد أعضاء المجلس.

قمة الرباط
تعتبر القمة العربية التي عقدت في الرباط عام 1974 منعطفا تاريخيا مهما لمنظمة التحرير وللقضية الفلسطينية عموما، فقد صدر قرار من القمة باعتبار "منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني"، وهو ما أهلها لأخذ مقعد "مراقب" في الأمم المتحدة والتحدث باسم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

العلاقة مع الأردن
تميزت العلاقة بين المنظمة والعديد من الدول العربية بفترات من الشد والجذب بحسب انسجام المواقف السياسية لهذه الدول أو اختلافها مع توجهات المنظمة، وكانت المملكة الأردنية الهاشمية مثالا بارزا على ذلك، فقد شهدت فترة الملك حسين تأزما وصل في بعض الفترات إلى حد الانفجار كما حدث في 1970-1971 وهي الأحداث التي اشتهرت باسم أيلول الأسود.

فالقوات التابعة للمنظمة كانت تعتبر السلطة الأردنية عائقا أمام مقاومتها للوجود الإسرائيلي، في حين كان الأردن يعتبر هذه القوات دولة داخل الدولة واتهمها بالسعي لقلب نظام الحكم. ووقعت اصطدامات عسكرية انتهت بعد توسط القادة العرب -في قمتهم التي عقدت لهذا الشأن في القاهرة عام 1970- إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تبعه خروج المقاومة الفلسطينية إلى لبنان.

في لبنان
وما إن استقرت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حتى اشتعلت الحرب الأهلية عام 1975 وتورطت فيها فصائل المقاومة الفلسطينية وبدلا من أن يتوجه رصاص المقاومة إلى إسرائيل توجه نتيجة لهذه الفتنة إلى صدور اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين أنفسهم.

واتخذت إسرائيل من وجود المقاومة الفلسطينية على الأرض اللبنانية ذريعة لاجتياح بيروت عام 1982 وتدمير البنية التحتية للمقاومة وفرض حصار شديد على أماكن تجمعها. وانتهت هذه الحرب بعد وساطات عربية ودولية بخروج 12 ألف مقاتل كانوا تابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا وبعض الدول العربية الأخرى، مقابل السماح لرئيس المنظمة ياسر عرفات ورفاقه بالخروج إلى تونس المقر الجديد للمنظمة.


في تونس
استقرت منظمة التحرير الفلسطينية في تونس بعد أن نقل إليها مقر الجامعة العربية في أعقاب توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ولم تسلم المنظمة من الاعتداءات الإسرائيلية فقصف الطيران الإسرائيلي مقرها عام 1985، واغتال كوماندوز إسرائيلي اثنين من أبرز زعمائها هما صلاح خلف (أبو إياد) وخليل الوزير (أبو جهاد).

انتفاضة 1987
ساهمت منظمة التحرير الفلسطينية مع غيرها من فصائل المقاومة الأخرى في انتفاضة 1987 التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية من جديد بعد سنوات من الإهمال السياسي. وكان من أهم نتائج هذه الانتفاضة -إضافة إلى الخسائر المادية التي ألحقتها بإسرائيل- أن أزالت الخوف من صدور الشباب الفلسطيني وأعادت خيار المقاومة المسلحة إلى صدارة الحلول المطروحة لحل المشكلة الفلسطينية.

حرب الخليج الثانية
تأثرت المنظمة سياسيا واقتصاديا بالموقف الذي اتخذه زعيمها ياسر عرفات والذي فسرته الكويت بأنه مؤيد للعراق في غزوه لها عام 1990، فمنعت الدعم المالي الذي كانت تمنحه للمنظمة، وطردت معظم العمال الفلسطينيين المقيمين فيها.

مؤتمر مدريد
اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي يحمل في طياته اعترافا ضمنيا بدولة إسرائيل بعد أن ظلت لسنوات تعارضه وتعتبره تفريطا في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

وفي أوائل التسعينيات عُقد مؤتمر دولي للسلام بين العرب وإسرائيل في مدريد حضرته منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

أوسلو
بوعد مؤتمر مدريد دخلت المنظمة في مفاوضات سرية مع إسرائيل استضافتها العاصمة النروجية أوسلوا وانتهت بإعلان اتفاقية أوسلوا عام 1993 التي غيرت من إستراتيجية المنظمة، فأصبحت تعتبر القضاء على دولة إسرائيل من مخلفات الماضي.

الحكم الذاتي
تبعا لاتفاقية أوسلو وبعد خطابات الاعتراف المتبادل بين المنظمة وإسرائيل تم الترتيب لحكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة مع تأجيل البت في القضايا المصيرية الحساسة مثل القدس واللاجئين والدولة والمياه والحدود.

وفي عام 1994 اختار رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات 19 عضوا وشكل منهم المجلس الوطني الفلسطيني لترتيب الأمور الإدارية المتعلقة بالحكم الذاتي في الضفة والقطاع.

وطبقا لاتفاقيات 1995 بين المنظمة وإسرائيل اتفق على توسعة سلطات الحكم الذاتي في بعض المناطق المحتلة ما عدا القدس الشرقية.

تغيير الميثاق
في عام 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا لمناطق الحكم الذاتي، وفي العام نفسه غيرت منظمة التحرير الفلسطينية بصورة رسمية الجمل والعبارات الموجودة في ميثاقها الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل وتعهد عرفات بمحاربة الإرهاب.



انتفاضة الأقصى
اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000 عقب الزيارة الاستفزازية التي قام بها أرييل شارون المتورط في مجازر عدة بحق الشعب الفلسطيني من أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا 1982. وشاركت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في هذه الانتفاضة وكبّدت إسرائيل خسائر بشرية ومادية موجعة.

اتهمت الحكومة الإسرائيلية أحد فصائل المنظمة (حركة فتح) وكتائب شهداء الأقصى التابعة لها بـ"الإرهاب" كما وصفتها الإدارة الأميركية بالشيء نفسه ووضعتها على قائمة المنظمات الإرهابية المطلوب محاربتها وتفكيكها، الأمر الذي وضع المنظمة نفسها بين مطرقة الضربات الإسرائيلية وسندان الضغوط الأميركية.

دعوات للإصلاح
وقد تنامت الدعوات لإصلاح هياكل المنظمة وتمكين كل الفصائل من الانضمام إليها، وخاصة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والجهاد الإسلامي.

وعرفت الأحداث الفلسطينية تطورا ملحوظا بعد التوقيع على إعلان القاهرة في مارس/آذار 2005 الذي نص على إجراء انتخابات محلية وتشريعية واعتماد الحوار لحل الخلافات، حيث فازت حركة حماس بالأغلبية ـعلى عكس ما كان متوقعاـ وتوترت الأوضاع مع فرض الحصار على قطاع غزة واندلاع نزاع مسلح بين حماس وفتح أدى إلى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.

ودخلت بذلك العلاقات البينية الفلسطينية نفقا مظلما لم تنجح معه مبادرة إنشاء حكومة وحدة وطنية برئاسة رامي الحمد الله عام 2013 في الدفع بإصلاح المنظمة وضم كل الفصائل لها، إلى الأمام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية   تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Emptyالأربعاء 07 يوليو 2021, 9:09 pm

نشأة منظمة التحرير الفلسطينية بين المصالح العربية والطموح الفلسطيني

لم تولد منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، من فراغ أو اعتباطٍ، بل سبقتها إرهاصات سياسية واجتماعية على الساحتين الفلسطينية والعربية، ولمَّا كان الفلسطينيون قد فقدوا وطنهم بعد نكبة فلسطين عام 1948، وباتوا دون وطن يجمعهم؛ انضوى كثيرٌ من أبناء الشعب الفلسطيني تحت لواء الأحزاب القومية العربية على اختلاف مسمياتها ومشاربها العقائدية؛ أملاً بأن تساعدهم تلك الأحزاب على استعادة وطنهم من الحركة الصهيونية العالمية، التي تمكنت من إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين التاريخية. واعتقد الفلسطينيون؛ بأن الانتساب لتلك الأحزاب شيء مقدس، لا يضاهيه أي شيء آخر؛ فلم يفكروا في تكوين كيانية خاصة بهم، سوى تجربة حكومة عموم فلسطين؛ واعتقدوا أن الانتساب القومي مُقدّم على الكيانية الفلسطينية؛ وأنه أقرب الطرق إلى تحرير فلسطين، وبقي الحال كذلك حتى العام 1959؛ عندما فكّرت بعض الأنظمة العربية بإنشاء كيان فلسطيني، ينضوي تحت العباءة العربية، ولم يكن ذلك التفكير بريئاً بالمطلق؛ فقد أحسّت تلك الأنظمة؛ أن الفلسطينيين لن يطيقوا صبراً إلى ما لا نهاية على فرض الوصاية عليهم؛ خاصةً وأنهم بدأوا يشكّلون تنظيمات وحركات عسكرية، رغماً عن إرادة تلك الأنظمة العربية؛ وبالتالي ثمة إمكانية لتطويع كيان ينشأ بمباركة تلك الأنظمة. والحق يقال بأن الفضل الأول في ولادة منظمة التحرير الفلسطينية، يعود إلى الدور المصري بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر، ودوره القومي في إقناع أكثر من دولة عربية بالاعتراف بالكيان الفلسطيني الجديد، منظمة التحرير الفلسطينية؛ والحق يقال كذلك أن الفضل الأكبر يعود لأحمد الشقيري في إنشاء الكيان الفلسطينى الجديد، الذي انتهز فرصة صدور قرار القمة العربي، الذي عُقد في القاهرة في 13 كانون ثانٍ (يناير) 1964 بهذا الصدد؛ فبادر إلى تنفيذه وجعله أمراًُ واقعاً؛ لكي لا يبقى مثل غيره من القرارات السابقة دون تنفيذ. المواقف العربية والفلسطينية، لم تكن متوافقة من تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية؛ فالبعض إتهم الشقيرى؛ بأنه يعمل وفق المصالح والأجندة المصرية، وليس وفق المصالح الوطنية الفلسطينية، وتراوحت مواقف الدول العربية من تأسيس المنظمة وحتى عام 1968، ما بين مؤيدٍ بالكامل لها، كما هو: الحال مع مصر والكويت والجزائر، أو خلافٍ مستمر كما مع الأردن، أو تحفطٍ من جانب السعودية. وكان من سوء حظ منظمة التحرير الفلسطينية؛ أنها ظهرت في الوقت الذي شهدت فيه الساحة السياسية العربية العديد من التجاذبات والخلافات العربية الداخلية، في بداية الستينات من القرن العشرين، وغرقت ورغماً عنها أحياناً كثيرة في تلك التجاذبات؛ وبذلك كان من السهل اتهامها بتدبير انقلابات عسكرية، وبالتآمر ضد بعض الحكومات العربية، وهناك من يعتقد؛ بأن جرأة الشقيري وخطابيته قد دفعت بالمنظمة إلى المزيد من التورط في التجاذبات العربية الحادة؛ الأمر الذي سوف يتم من خلاله معاقبة الشقيري على تلك الجرأة في مؤتمر القمة العربية في "الخرطوم" بعد هزيمة العام 1967، ودفعه إلى الاستقالة. وصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها؛ أن الشقيري لم يستقل من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية بمحض إرادته؛ وإنما دُفع لذلك دفعاً؛ أو إن جاز لنا التعبير، جرى انقلاب أبيض داخل المنظمة أدى إلى إرغامه على التنحي، بعد اتهامه بالتقصير في قيادة المنظمة، وارتمائه مع مؤسسته في أحضان الأنظمة العربية؛ تلك الأنظمة التي كان لبعضها دور بارز في ذلك الانقلاب ضده بعدما حاد عن سياساتها.


https://top4top.io/downloadf-2014cqeqn1-pdf.html

https://top4top.io/downloadf-2014cqeqn1-pdf.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية   تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Emptyالأربعاء 07 يوليو 2021, 10:07 pm

سنوات من الإهمال جعلت منظّمة التحرير الفلسطينية تواجه الضمّ بدون خطّة

بعد أكثر من ربع قرن، قضت اتفاقيات أوسلو نحبها الأسبوع الماضي. أطلق محمود عبّاس، رئيس منظّمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، من مجمّعه الرئاسي في رام الله، خطاباً قال فيه إنّ الفلسطينيين باتوا “في حِلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية”،  بما في ذلك الاتفاقات والتفاهمات الأمنية.

وأتى هذا التصريح الصاعق بعد أيّام قليلة من استلام حكومة وحدة وطنية مهامها في إسرائيل وإعلانها صراحة نيّتها بالسير قدماً في خطط للبدء بضمّ أقسام كبيرة من الضفّة الغربية ابتداء من 1 يوليو. وإن نفّذت إسرائيل كلامها، سيصبح من المستحيل إقامة دولة فلسطينية في الضفّة الغربية، وستخسر اتفاقيات أوسلو ما بقي فيها من معنى أو وعود حتّى الآن، ولا سيّما أنّه تمّ توقيع هذه الاتفاقيات لتسهيل تقرير المصير والحكم الذاتي للفلسطينيين في تلك الدولة الموعودة.

مع ذلك، كان إعلان عبّاس بعيداً البعد كلّه عن خطّة عمل ملموسة ومُفصّلة كان ليتوقّعها الكثيرون في وضع كهذا. ويشير هذا الأمر على الأرجح إلى تردّدٍ مُتريّث وغيابٍ مذهل للتخطيط وارتباكٍ حول ما ينبغي فعله بعد إعلانٍ يبدو أنّه سيكون على الأرجح خطوة حاسمة لا رجوع عنها.

ما قاله عبّاس وما لم يقله

ترك الخطاب الكثير من الأسئلة بلا جواب، بما فيها: هل “الحِل” من اتفاقيات أوسلو يعني أنّ المنظّمة الفلسطينية ستتوقّف عن التنسيق مع إسرائيل أم ستُفضّ بالكامل؟ هل الحِل من التفاهمات والاتفاقات يعني أنّ اعتراف منظّمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، الذي ورد في إعلان المبادئ في أوسلو، لم يعد سارياً؟

وعلى صعيد عمليّ أكثر، كيف ستُحكَم الضفّة الغربية من الآن فصاعداً، نظراً إلى نظام الصلاحيات الإدارية والأمنية المعقّد الذي أسّسته اتفاقيات أوسلو؟ ومَن سيكون مسؤولاً عن حفظ الأمن وتوفير التعليم والرعاية الصحّية والخدمات الأخرى للشعب الفلسطيني التي نقلتها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية من خلال عملية تفاوض مفصّلة في العام 1995؟ وهل يمكن نقض هذه العملية بمجرّد إعلان؟

والأهمّ في الموضوع، كيف سيتابع ملايين الفلسطينيين في الضفّة الغربية حياتهم اليومية ونشاطهم الاقتصادي اللذَين يَجريان تبعاً لهذه الاتفاقيات والهيكليات منذ ربع قرن؟

لا شكّ في أنّ القرار بالخروج من اتفاقيات أوسلو كان آتياً منذ زمن لا محالة. فقد انتهكت إسرائيل بانتظام كلّ ناحية من نواحي الاتفاقية لسنوات. ولسنوات أيضاً، هدّد عبّاس والآخرون بالتخلّي عن الاتفاقيات، لكنّه تهديد لم يتخطَّ يوماً مرحلة الكلام. وتلقى فكرة إنهاء التعاون مع إسرائيل، ولا سيّما في المجال الأمني، شعبية كبيرة ضمن منظّمة التحرير الفلسطينية ولدى الشعب. فالفلسطينيون يكرهون التعاون الأمنيّ الوثيق الذي تجريه حكومتهم مع إسرائيل، خصوصاً أنّها تُبقي على احتلالها العسكريّ وتستمرّ بانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

علاوة على ذلك، المؤسّسات السياسية الفلسطينية شديدة الالتفاف والتعقيد نتيجة عملية أوسلو. واليوم يخضع الفلسطينيون لحكم منظّمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ودولة فلسطين وهي الكيانات التي تُمثّلهم أيضاً، على الرغم من رداءة هذا التمثيل، ولكلّ كيان أدوار غير واضحة ومتداخلة وتخضع لرئاسة الشخص ذاته، أي محمود عبّاس

وفيما لم يضمّ خطاب عبّاس الكثير من التفاصيل، طرح بعض النقاط التي تسلّط المزيد من الضوء على ما يراود فكر القيادة الفلسطينية.

أولاً، طلَب القائد الفلسطيني من إسرائيل أن تستأنف كامل موجباتها بموجب القانون الدولي كسلطة احتلال. ومرّة أخرى، لم يتمّ توضيح الطريقة والزمن لتطبيق ذلك، لكن يمكننا أن نستنتج أنّ عبّاس يتوقّع أن تهتّم إسرائيل بجزء من مسؤولياتها.

ثانياً، لم يأتِ عبّاس على ذكر السلطة الفلسطينية في خطابه، وأشار عوضاً عن ذلك إلى الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي. ويلمّح ذلك إلى أنّه عبر إنهاء الاتفاقيات لكن عدم إلغاء السلطة الفلسطينية صراحة، أعادت القيادة تشكيل السلطة الفلسطينية على أنّها دولة فلسطين، تماشياً مع مكانتها في نظام الأمم المتحدة، التي تخضع لاحتلال إسرائيلي.

وهذه نقطة أساسية ينبغي التمعّن فيها، لكن لسوء الحظ، لم تردْ في خطاب عبّاس إلا بشكل إشارة لا أكثر، ممّا ترك الكثير من النقاط الغامضة. وينبغي توضيحها بالتفصيل لكلّ الجهات المعنية، بما في ذلك الشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعيش حياته ويتدبّر شؤونه وأعماله من خلال النظام والهيكليات التي أنشأتها اتفاقيات أوسلو، والذي قلبت هذه الخطوة التحوّلية حياته رأساً على عقب.

كيف وصلت الأمور إلى هنا

ينبَع المنطق المُفترض لهذه المقاربة من إعلان استقلال فلسطين كدولة في العام 1988، وقد اعترفت 138 دولة به حول العالم. لكن في ذلك الوقت كان صفة الدولة حبراً على ورق لا أكثر.

بعد خمسة أعوام، انخرطت منظّمة التحرير الفلسطينية في عملية أوسلو، ووافقت على الوصول إلى صفة الدولة عبر التفاوض مع إسرائيل، على الرغم من أنّ إسرائيل كانت تقوّض فرص نشوء دولة فلسطينية على الأرض من خلال سياسات استيطانية توسّعية. وفي عهد بنيامين نتنياهو بالتحديد، بدت المفاوضات للفلسطينيين عائقاً أمام نشوء الدولة أكثر منه مُسهّلاً لها.

وبحلول العام 2011، اعتبر مراقبون أساسيون لهذا الصراع، من بينهم الأمم المتّحدة والاتّحاد الأوروبي والبنك الدولي وغيرها، مشروعَ بناء الدولة الفلسطينية جاهزاً، لكنّ المفاوضات لم تشهد أيّ تقدّم.

نتيجة لذلك، عمل الفلسطينيون على تجاوز عملية السلام المعطَّلة عبر مطالبة الأمم المتحدة مباشرة بالاعتراف بدولتهم في أواخر العام 2011، مع البقاء ملتزمين باتفاقيات أوسلو في بلادهم. وأتى الإنجاز الملفت الأول في هذه العملية في نوفمبر 2012، حينما نالت فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما أفسح في المجال أمام الاعتراف بها في عدد من المحافل الأخرى في السنوات التالية.

أسباب تدعو للشكّ

ينبغي النظر إلى خطوة عبّاس الأخيرة باستبدال السلطة الفلسطينية بدولة فلسطين بالتماشي مع تلك الإجراءات الأخرى الهادفة إلى الوصول إلى إنشاء الدولة كعمل للتصدّي للتصرّفات الإسرائيلية على الأرض. فقد يكون ذلك جذاباً للغاية لعبّاس، الشخص الذي يتفادى المخاطر، لأنّه لا يشكّل تغييراً ثورياً للحركة الوطنية الفلسطينية. فبذلك تتفادى القيادة أن تضطرّ إلى إعادة هيكلة مؤسّساتها بشكل جذري أو تعيدَ إحياء منظّمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها أو تعيدَ التفكير في أجندتها السياسية النهائية بشكل يتخطّى صيغة الدولتَين التقليدية أو تُمكِّنَ الشعب الفلسطيني المحلّي أو الشتات أو تُصلِحَ العلاقات مع حماس.

نتيجة لذلك، على الأرجح أن يُعيب النقّاد في المجتمع الفلسطيني الخطوة على أنّها وسيلة لعدم المساس بالهيكليات الحالية بغية المحافظة على السلطة والمزايا لدى أصحاب المصلحة المباشَرين فيها، من دون مواجهة فداحة الوضع الذي يولّده الضمّ.

وبالفعل، تكثر الأسباب التي تدفع إلى الشكّ بصدْق القيادة الفلسطينية أو قدرتها على تنفيذ استراتيجية كهذه. فطوال عقدَين من الزمن، كان من الممكن والمنطقي لقيادة منظّمة التحرير الفلسطينية أن تتابع العمل على تحقيق السلام مع التحضير لإمكانية الفشل. فقد تمّ هدر سنوات من فترة التحضير الثمينة من خلال عدم وضع خطط طوارئ لهذه اللحظة بالذات التي بات فيها الضمّ مطروحاً بشكل علنيّ. زد على ذلك أنّ مؤسّسات الدولة التي تريد هذه الاستراتيجيةُ تمكينَها تقوّضت بفعل سنوات من الإهمال والفساد وغياب الانتخابات وحلّ البرلمان المُنتَخب في العام 2018، مع حصر السلطة بيد حفنة قليلة من الأشخاص.

لكن هذا لا يعني أنّ الخطوة التي اتّخذها عبّاس بالابتعاد عن اتفاقيات أوسلو لا يمكن أن تتبعها خطوات أخرى ضمن استراتيجية متماسكة تهدف إلى تعزيز موقف الحوكمة الفلسطينية على الأرض. فينبغي على السلطة الفلسطينية التركيز على استعادة الشرعية لمسؤوليها ومؤسّساتها من خلال الانتخابات وعلى إبطال مركزية السلطة وعلى إقناع الفلسطينيين أنّ العمل للوصول إلى الدولة ما زال قابلاً للتحقيق في المستقبل وعلى حشد الموارد وعلى إطلاق حملة استشرافية لتحقيق هذا الهدف النهائي. وينبغي أن تحشد استراتيجية كهذه الفلسطينيين والمجتمع الدولي دفاعاً عن بديل قابل للتطبيق لـ”صفقة القرن” التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي يستغلّها نتنياهو للحلول مكان اتفاقيات أوسلو.

لكن نظراً إلى ضعف الحكومة الفلسطينية وتفتّتها ومدى انفصالها عن شعبها وانعدام شرعيتها الشعبية إلى حدّ بعيد، من الصعب أن تتبلور استراتيجية كهذه على يد هذه القيادة. وفي هذا الوقت المتأخّر، ومع دنو عملية الضمّ، ينبغي طرح السؤال جدّياً ما إذا كانت هذه الأجندة الساعية إلى إنشاء الدولة ما زالت قابلة للتطبيق أم تبرز الحاجة إلى نموذج جديد في المستقبل الذي يلي مرحلة الضمّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية   تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية Emptyالأربعاء 07 يوليو 2021, 10:08 pm

تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية P_2014kg5p11

التهديد الفعلي لفلسطين هو أزمة قيادة

لقد أتى الجواب الفلسطيني على “صفقة القرن” التي طرحها الرئيس الأمريكي ترامب رفضاً سريعاً ومتوقَّعاً. فبعد مغازلة وجيزة مع ترامب وفريقه منذ أكثر من عامَين، بات محمود عباس، رئيس منظّمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية، منذ تلك الآونة يعتبر جهود البيت الأبيض مؤامرةً لتصفية الحركة الوطنية الفلسطينية، وهي تهمة كرّرها في مجلس الأمن يوم الثلاثاء.

وفي الأيام التي تلت إعلان الخطّة في 28 يناير، دعا عبّاس شعبه للنزول إلى الشارع للاحتجاج وطلب انعقاد اجتماع طارئ للجامعة العربية في مصر وبعث برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي يهدّد فيها بوقف كلّ التنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بما في ذلك موضوع الأمن.

وتثبّت تفاصيل الخطّة مخاوف عبّاس بالإجمال. فما يُدعى “رؤية” ترامب يلتزم بشكل وثيق للغاية بالمواقف التي يتبنّاها أقصى اليمين الإيديولوجي في إسرائيل، لا بل حتّى يستعين بلغته وخطابه، مثل اللجوء إلى إشارات توراتية لتبرير السيطرة السياسية الإسرائيلية على القدس. بالتالي، في حال تمّ السماح بنشوء دولة فلسطينية، ستكون دولة بالاسم لا أكثر، إذ ستُجرّد من كلّ عناصر السيادة ذات المغزى وستقع في أرخبيل من الجيوب المعزولة والمهمّشة التي تشبه البانتوستانات في جنوب أفريقيا في حقبة الفصل العنصري. وستحتفظ إسرائيل بأكثر من 30 في المئة من الضفّة الغربية وكلّ مستوطناتها والقدس بأسرها، فضلاً عن سيطرة تامّة على الأمن والمياه والأجواء والحدود وحتّى المعاهدات والتحالفات في فلسطين. وستكون الاستقلالية الفلسطينية مقيّدة جداً لدرجة أنّ على “الدولة” الجديدة طلب الإذن من إسرائيل لحفر بئرٍ لأنّ حقوق المياه الجوفية تبقى في يد إسرائيل.

بعبارة أخرى، الخطّة مهزلة. لكن مع ذلك، لا يأتي التهديد الفعلي لتصفية الحركة الوطنية الفلسطينية من إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل من فشل قيادتها. طبعاً لقد كشفت رئاسة ترامب عن الوهن الأساسي للسياسة الفلسطينية وخمول قادتها وحالة مؤسّساتها الرثّة بعد أكثر من ربع قرن من عمليات السلام والفشل التام لاتفاقيات أوسلو.

سلسلة من النكسات

منذ زمن الانتداب البريطاني في فلسطين إلى تجدّد الحركة الوطنية تحت لواء منظّمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وإلى اليوم، عارضت إسرائيل بالإجمال التطلّعات الوطنية الفلسطينية، وعادة ما تكون الولايات المتحدة حليفاً حاضراً في الجهد المبذول لإعاقة هذه التطلّعات. مع ذلك، لم تختفِ الحركة الوطنية ببساطة، بل صمدت وتخطّت الكثير من التحديات والنكسات عبر الزمن.

ومع أنّ إسرائيل اعترفت في نهاية المطاف بمنظّمة التحرير الفلسطينية مُمثلاً شرعياً للفلسطينيين في العام 1993 مع توقيع اتّفاقيات أوسلو، لم تقبل آنذاك بحقّ الفلسطينيين بتقرير مصيرهم في دولة سيادية خاصّة بهم. عوضاً عن ذلك، عكست اتفاقيات أوسلو حدودَ ما كانت إسرائيل مستعدّة للقبول به منذ بداية المفاوضات: كيان فلسطيني مجرّد من الجنسية للاهتمام بالحوكمة المحلّية في الضفّة الغربية وقطاع غزّة، فيعفي إسرائيل بذلك من معظم موجباتها كمحتلّ عسكري ويسمح لها في الوقت عينه بممارسة السيادة على كامل الأراضي. ومن دون تقدير أساسي متشاطر لما ستؤول إليه المفاوضات أو من دون أيّ شروط قانونية مرجعية، حوّل انهيار الاتفاقيات في النهاية هذا الاتفاق المؤّقت إلى وضع مستمرّ. علاوة على ذلك، هذا هو جوهرياً ما ستكرّسه خطّة ترامب بشكل نهائي في حال طُبّقت.

لكن لأكثر من عامَين، وفيما وضع فريق ترامب مبادرة تلو الأخرى بشأن السياسات إما بهدف ترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلّة، بما في ذلك القدس، أم بهدف تقويض المواقف الفلسطينية، لم يصدر عن عباس والمقرّبين منه سوى إطلاق شعارات بالية. فعوضاً عن مواجهة الاقتراح الوشيك بشكل فاعل عبر تقديم رؤية بديلة والعمل مع الحلفاء في المنطقة وخارج المنطقة لحشد الدعم لها على الأقل، لم تحرّك القيادة الفلسطينية ساكناً وانتظرت من دون وضع استراتيجية أو رؤية مُقنعة.

تعرف إسرائيل أنّ تهديدات عبّاس بإنهاء التعاون مع السلطة الفلسطينية أو حلّ السلطة برمّتها ليس أمراً يمكن القيام به. فكان ذلك يتطلّب، في مرحلة ما على مدى السنوات الخمس عشرة الأخيرة، بناء البدائل اللازمة لهيكليات حقبة أوسلو التي تعفي إسرائيل من مسؤوليات الحكم مع تعزيز اتّكال الفلسطينين على كلّ شيء، ابتداء من المياه والكهرباء وصولاً إلى المرافئ والرخص. بناء على ذلك، قد يكون القيام بمناورات ذات صلة على غرار قرار السلطة الفلسطينية مؤخراً بحظر استيراد بعض المنتجات الإسرائيلية إلى الأسواق الفلسطينية أمراً فعالاً في المبدأ، لكنّ الفلسطينيين غير جاهزين أبداً للحرب التجارية التي ستنشب جراء ذلك على الأرجح. وانتشالُ الفلسطينيين من هذه الورطة من دون خطر هائل على رفاههم مهمّةٌ تتخطّى مؤهلات هذه القيادة.

وعوضاً عن البحث عن مخرج من فوضى أوسلو، غاص عبّاس أكثر فأكثر وأصبح أكثر اتّكالاً على الرضا الإسرائيلي والأمريكي للسير قدماً بقضية إنشاء الدولة الفلسطينية. وعوضاً عن تمتين العلاقات المُجدية في الخارج، من ضمنها العلاقات بين الشتات الفلسطيني، تمحورت استراتيجيته حول الانتظار لحلول تغييرات جذرية داخل إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تُنقذ حلّ الدولتَين. وبفعل هذا الاتّكال الشديد غدت إسرائيل والولايات المتحدة في موقع يخوّلهما إلحاق ضرر جسيم إلى هذا الحدّ بالحركة الوطنية.

ولا شكّ في أنّ القيادة الفلسطينية ستجد عزاء في قرار الجامعة العربية برفض اقتراح ترامب بالإجماع، ممّا قضى على آمال الإدارة الأمريكية بأن تجمع الدعم لرؤيتها للمنطقة الأوسع. ولحق ذلك بعد أيام قرارٌ لمنظمة التعاون الإسلامي دعا الدول الأعضاء السبع والخمسين إلى “عدم الانخراط في الخطّة أو التعاون مع الإدارة الأمريكية في تطبيقها بأيّ شكل من الأشكال”.

غير أنّ هذه المواقف تتعارض مع تحوّلات مهمّة في الشرق الأوسط حول المسألة الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل. فقد قرّبت وقائعُ جيوسياسية جديدة، بما فيها الاضطراب الإقليمي، والتهديدُ المتصوّر للتوسّعية الإيرانية والانحسارُ الأمريكي، بين إسرائيل وبعض الدول العربية. علاوة على ذلك، أنّى للمرء أن يتوقّع أن تمتنع الدول العربية إلى ما لا نهاية عن متابعة مصالح مشتركة مع إسرائيل فيما تتعاون السلطة الفلسطينية مع إسرائيل بشكل يومي؟ طبعاً لا يستطيع عبّاس أن يطلب منها أن تكون أكثر تشدّداً من السلطة الفلسطينية بحدّ ذاتها.

ويتّصل بهذا الأمر الجمهورُ العربي الأوسع وحماسه للقضية الفلسطينية، التي عادة ما أدّت دور الزاجر للقادة الإقليميين. لكن في السنوات الأخيرة تضاءل هذا الحماس، ويُعزى ذلك جزئياً إلى تبوّؤ مسائل أخرى أكثر إلحاحاً الأولوية، لكنّه يُعزى أيضاً إلى قيادة الفلسطينيين الهرمة وغير اللافتة والضيّقة الأفق التي لم تحرّك ساكناً مؤخراً لتحميس الرأي العام الإقليمي. (إنجاز لمراهقة اسمها عهد التميمي واجهت جندياً إسرائيلياً في العام 2017 بيّن كيف يمكن أن تأسر أعمال المقاومة مخيّلة العالم.)

ويسري الأمر أيضاً في الداخل حيث تضاءلت شعبية عباس ومصداقيته بسبب غياب التقدّم في شأن تأسيس الدولة والحوكمة الرديئة بالإجمال وتعليق الانتخابات الديمقراطية والرغبة في المحافظة على التعاون الأمني مع إسرائيل. وعوضاً عن تفويض شرعي، لجأ بشكل متزايد إلى أدوات القمع للبقاء في السلطة. وفي خضمّ ذلك، أسكت النقّادَ وكَبَت النقاش البنّاء وأفقد الشعب حماسه، إلى درجة أنّه بالكاد بقي أيّ من الهيكليات التي سمحت للفلسطينيين قبلاً بتحدّي الاحتلال الإسرائيلي.

وحيثما كان من الممكن اعتبار منظّمة التحرير الفلسطينية هيئة ممثلة شرعياً، لكن بدون أن تكون هيئة ديمقراطية، حوّلتها الجهود لتعزيز السيطرة على المؤسسّة إلى كيان فارغ: تمّ إبعاد اللاجئين والشتات عن العملية السياسية وقسم كبير من المجتمع الفلسطيني المرتبط بالفصائل الإسلامية، مثل حماس، ليس منضوياً تحت مظلة منظمة التحرير وخسرت الفصائل الباقية الكثير من صلتها السابقة بالأوضاع.

لا بديل عن القيادة السياسية

ينبغي أن تكون حالة الشؤون الفلسطينية همّاً للجميع، بغضّ النظر عن خلفيّتهم السياسية. فهذا الضعف هو ما سمح لإسرائيل بالاستفادة من أفضليّتها إلى أقصى الحدود، وهو أمر يكمن في صلب الجهود الفاشلة لإحلال السلام. وإذا في مرحلة من المراحل في المستقبل قرّرت إسرائيل أنّه من مصلحتها إبرام اتفاق مع الفلسطينيين، ما من جهة شرعية كفاية لدى الفلسطينيين لتوقّع اتفاقية دائمة مجدية. وسمح الوهن الفلسطيني أيضاً لأولئك الأسرئيليين الراغبين في الوصول إلى استسلام فلسطيني تامّ باستغلال المبادرة، التي قرّبت إسرائيل من الضمّ والفصل العنصري، فضلاً عن الواقع الثنائي الذي هو أكثر ما يخشاه الكثيرُ من الإسرائيليين.

مع ذلك، طالما الفلسطينيون محرومون من الحقوق المدنية والسياسية، سيستمرّ الصراع ويتردّى ويولّد المزيد من عدم الاستقرار. وفيما أضعفت القيادة الفلسطينية الحالية الحركة الوطنية، ما زالت تحظى بالكثير من المقوّمات التي تستطيع التعويل عليها: ما زالت الهوية الفلسطينية راسخة ومنتشرة ويشكّل الناشطون والمجتمع المدني وداعميه، من ضمنهم مجموعات إسرائيلية ويهودية، على المستوى الشعبي المكوّنَ الأنشط والأكثر إلهاماً في الحركة الوطنية ويقدّم جيل جديد من الأكاديميين والمفكّرين إطاراً فكرياً جديداً لفهم الصراع يستعين به الشعب لتوجيه نضاله وتبقى التعديات اليومية التي يواجهها الفلسطينيون خزّاناً لا ينضب يأخذون منه التبرير والطاقة لقضيّتهم.

من شأن حملة شعبية، على غرار حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها التي تأسّست في العام 2005 كوسيلة للضغط على إسرائيل في وجه فشل الجهات الفاعلة الحكوميّة في حلّ هذا الصراع، أن تكون آلية قوّية للتغيير، غير أنّها ليست بديلاً عن برنامج سياسي مترابط تسير به قدماً الجهات الفاعلة السياسية.

المستقبل الوحيد الذي تحظى به الحركة الوطنية الفلسطينية هو في حال أفسحت القيادة الراهنة المجال أو أُرغمت على إفساحه، لتعطي الآخرين فرصة للقيادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منظمة التحرير الفلسطينية ... الأحزاب والفصائل الفلسطينية
»  منظمة التحرير الفلسطينية . ماذا تعرف عنها..!!
» خلاف عميق بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن - حول قضية اللاجئين
» بحث شامل عن منظمة التحرير الفلسطينية
» مدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: