هدية أردوغان لساركوزي!
حلمي الأسمرحلمي الأسمر
لا أدري على وجه الدقة مدى صحة هذه الواقعة، ولم يتسن لي التأكد منها على وجه اليقين، لكننني لا أستبعد حدوثها، لأنها تتسق مع شخصية أردوغان تماما..
تقول الحكاية، أن أردوغان ايام كان رئيسا لوزراء تركيا، أهدى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خلال استقباله له في أنقرة، ذات يوم، هدية تذكارية كان الغرض منها إحراجه وتذكيره بفضل تركيا على بلادهم وإعطائه درسا في كيفية التعامل مع الأمم الكبيرة، بعد أن رفض أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا، واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة العشرين وأن تكون مدة الزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز ست ساعات مما أثار استياء تركيا فضلا عن استيائها أصلا من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي...
هدية أردوغان كانت عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1525 ردا على رسالة استغاثة بعث بها فرنسيس الأول، ملك فرنسا عندما وقع أسيرا في يد الإسبان يطلب العون من الدولة العثمانية، وقد استهل السلطان رسالته بالتعريف بمن هو السلطان سليمان القانوني وعلى أي البلاد والبحار والأقاليم يحكم ويهيمن وإلى حجم بلاده وقوتها ثم يطمئنه فيها بأنه سيخلصه من الأسر وبالفعل أرسل إليه قوة عسكرية حررته من الأسر!
جاء في رسالة السلطان سليمان إلى ملك فرنسا فرانسوا الأول: أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين أنا متوج الملوك ظل الله في الأرضين أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملي وقرمان الروم وولاية ذي القدريه وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم، والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر
أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد الى فرنسيس ملك ولاية فرنسا
وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم ( فرانقبان ) وأعلمنا أن عدوكم استولى على بلادكم وأنكم الآن محبوسون وتستدعون من هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم وكل ما قلتموه عرض على أعتاب سرير سدتنا الملوكانية وأحاط به علمي الشريف على وجه التفصيل فصار بتمامه معلوما فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم فكن منشرح الصدر ولا تكن مشغول الخاطر فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنة وهازمون اعداءنا وإن خيولنا ليلا ونهارا مسروجة وسيوفنا مسلولة فالحق سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور فليكن معلومكم هذا.
تحرير في أوائل شهر اخر الربيعين سنة ( 932 ) من الهجرة النبوية الشريفة ( 1525 ) من الميلاد، بمقام دار السلطنة العلية القسطنطينية المحروسة المحمية.
هذا هو الجزء الأهم من تلك الرسالة، ولعلها تكشف سر الحقد الأوروبي الدفين على من سمته «الرجل المريض» فانقضت عليه، وتقاسمت ملكه، ..
اردوغان في رسالته هذه، يذكر من نسي، على ماذا يتكىء من تاريخ، وأمجاد، لا بد لها أن تعود يوما، رضي من رضي، وغضب من غضب، على الرغم مما شاب نهايات دولة بني عثمان، من انهيارات وأخطاء، يصورها البعض باعتبارها هي السمة الأساسية لكل تلك الحقبة من التاريخ الذهبي لأمتنا!