معركة الفلوجة لم تنته… دمار في كل مكان وبقايا لحى وجثث بدون رؤوس… ملثمون مع المحققين يحددون عملاء تنظيم «الدولة»
إبراهيم درويش
Jun-24
لندن – «القدس العربي»: علقت مجلة «إيكونوميست» في تقرير لمراسلها من جبهة القتال في الفلوجة على تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي في 18 حزيران/يونيو التي أعلن فيها عن سيطرة قواته على مدينة الفلوجة بعد عامين ونصف عام من سيطرة تنظيم الدولة على المدينة الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من العاصمة بغداد بأن القتال لم ينته «ففي اليوم التالي (لتصريحاته) كان هدير قنابل الهاون والمقذوفات الصاروخية لا يزال يسمع في داخل المدينة المفترض أنها محررة، وظل صوت المدرعات يجلجل في الطريق إلى المعركة».
وبالتاكيد فبعد أيام ذكر مسؤول عسكري أمريكي أن الجيش العراقي استطاع السيطرة على ثلث المدينة فيما أعلن العبادي قبل أيام عن المرحلة الثانية من المعركة التي أطلقها منذ شهر تقريباً. وبحسب رائد في القوات الخاصة نقلت عنه المجلة «فلا يزال داعش هناك». وأشارت المجلة إلى الجنرال عبد الوهاب الساعدي الذي كان يرتدي قميصاً وبنطالاً أسود اللون ويقود المعركة قرب طاولة بلاستيكية على أرضية اسمنتية في موقع بناء حُوّل إلى مركز قيادة بدائي. وتصدر أجهزة اللاسلكي التي يحملها الضباط إشارات تنسيق إلى نظرائهم الأستراليين الذين يقومون بإرشاد صواريخ «هيلفاير» نحو أهداف تنظيم «الدولة» داخل المدينة.
تحالف غريب
ويعلق كاتب التقرير أن تحطم الصواريخ التي تطلق باتجاه الفلوجة من قطاع قريب تسيطرعليه منظمة بدر المدعومة من إيران يقطع صوت أزيز المقاتلات الحربية «فبعد عامين من الحرب ضد تنظيم الدولة تبدو القوات العراقية والميليشيات المدعومة من إيران والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وكأنهم اتفقوا جميعاً على تعايش غير مريح». ويقول إن الميليشيات الشيعية التي تشكل «الحشد الشعبي» تم تحديد دورها الثانوي المساعد في معركة الفلوجة.
وينقل الكاتب عن أحد أفراد القوات الخاصة قوله إن مقاتلي تنظيم الدولة يعودون في بعض الأحيان بعد تنظيف الأحياء ويكتبون شعاراتهم الجدارية. ويقول الكاتب إن الفلوجة تبدو أقل تضرراً من مدينة الرمادي التي دمرت نسبة 80% من مبانيها أثناء معركة طويلة في بداية العام الحالي. وتبدو حسبما يقول كاتب التقرير مباني الفلوجة سالمة من الأضرار ولن يسمح لسكانها بالعودة إليها إلا بعد ستة أشهر حيث تم تسليم الأحياء لقوة شرطة محلية. ويضيف أن جيوب المقاومة لتنظيم «الدولة» لا تزال موجودة في المدينة مما يستدعي مسح كل الاحياء وتنظيفها من المتفجرات والأسلحة وإعادة تشغيل شبكات الكهرباء والمياه.
بؤس ومعاناة
وتضيف إلى مشاكل الفلوجة وأهلها هناك عملية التعامل مع مشكلة اللاجئين. فقد هرب عشرات الألوف من المدنيين بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة ومات العشرات منهم إما غرقاً في نهر الفرات أو نتيجة القنابل والقصف. وذكرت عائلة كيف شاهدت ثلاثا من بناتها والأم تتمزق جراء القصف عندما حاولت العائلة الهرب على الأقدام. وتعلق المجلة إنه رغم التخطيط للمعركة الذي استمر شهورا والدعم الدولي إلا أن الكثير من اللاجئين تركوا بدون عناية في الصحراء. ووصف مجلس اللاجئين النرويجي الذي يعد واحداً من منظمات الإغاثة الدولية العاملة مع لاجئي الفلوجة أن جهود مساعدتهم تتسم بالفوضوية و«هؤلاء هم الناس الذين كانوا يعيشون ولأسابيع على التمر الجاف حيث قام مقاتلو التنظيم بادخار الطعام لانفسهم».
وبحسب إمرأة فالتمر الجاف هو كل ما كانوا يحصلون عليه. وقالت إنها كانت تطحن نوى التمر وتستخدم طحينه لصناعة الخبز. ويقول التقرير إن لجانا محلية تقوم بالإشارة إلى الشباب والرجال الذين تم فصلهم عن عائلاتهم للتأكد منهم أمنيا. ويقول لاجئ من الفلوجة إن القوات الأمنية لديها «رجال مغطاة وجوههم ويشيرون إلى الشخص الذي يرون أنه من داعش».
وتعلق المجلة أن بعض المحققين يريدون الانتقام لا تحقيق العدالة. وذكرت منظمات حقوق إنسان أن عشرات من الرجال الشباب تعرضوا للضرب والتعذيب وأن بعضهم قتل. وختمت المجلة تقريرها بالقول إن الغائبين عن المشهد هم ساسة الأنبار وزعماء العشائر الذين يراقبون من مقر إقامتهم المريح في كردستان العراق أو الأردن. ويعلق أحد مواطني الفلوجة «لن نثق أبداً بالساسة أو زعماء العشائر أو الأئمة» فقد تركوا السكان على هذا الحال المزري.
صورة مفصلة
وفي صورة أكثر تفصيلاً نقلها مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» تيم أرانغو تظهر كما يقول بقايا قاتمة من الحياة في ظل تنظيم الدولة. ويصف قائلاً أن ما تبقى منه هي جثث متعفنة بدون رؤوس وكتل من شعر الوجه بعد حلق المقاتلين لحاهم وذابوا مع الهاربين من أهل الفلوجة وسجن احتجز فيه السجناء في أقفاص لا تصلح إلا للكلاب. ويقول إن قوات الأمن العراقية عثرت على كتب عن الوهابية وصدام حسين.
ويضيف أن زيارة للأحياء التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها تعطي فكرة أن القتال لا يزال مستمرا فيها وبكثافة. ففي غرب المدينة هناك جيوب من المقاومة خاصة من مقاتلي التنظيم الأجانب. وأشار إلى تصريحات الكولونيل كريستوفر غارفر المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق إلى أنه تم تنظيف ثلث الفلوجة من تنظيم الدولة. ويعلق ارانغو أن قتال شوارع لم يحدث كما حذر البعض في استعادة للمعركة التي خاضها المارينز الأمريكي في عام 2004 ضد المقاومة العراقية. وينقل عن محمد الجميلي، قائد الحشد السني في محافظة الأنبار قوله إن «الدولة الإسلامية لم تقاتل بجدية لأن القادة الكبار تخلوا عن مقاتليهم». وأضاف أن عدداً من مقاتلي التنظيم المحليين أبدوا مقاومة في البداية ولكنهم تخلوا عن القتال وهربوا مع عائلاتهم عندما تبين أن التحالف ضدهم ينتصر حسب قول الجميلي. وأشار إلى أن أهل الفلوجة قاوموا عام 2004 لاعتقادهم بأن الأمريكيين غزاة، أما هذه المرة فقد كان الأمر مختلفاً «ولا هدف من قتال أهلك».
ويوافق أرنغو مراسل تقرير مجلة «إيكونوميست» الذي قال إن الدمار الذي حل بالمدينة ليس كبيراً مقارنة بالرمادي إلا أنه يقول «هناك دمار كبير بالمدينة وتبدو أحياؤها وكأنها خارجة من فيلم خيال علمي». ويضيف الغبار إلى الحس القيامي. فيما تبدو أحياء أخرى على حالها بدون أن تصاب بأذى» مضيفاً ان التنظيم دمر الكثير من مباني الرمادي وهو ينسحب ومحا القصف العراقي وطيران التحالف بنايات أخرى في الرمادي التي لم يبق من سكانها الكثير. ويشير الكاتب إلى أن معركة الفلوجة كشفت مرة أخرى عن تحول العراق إلى ساحة تنافس على النفوذ بين أمريكا وإيران. فالقوات التي يقودها الساعدي عملت مع الولايات المتحدة لأكثر من عقد وبنت سمعة جيدة في القتال، تعمل في منطقة من المدينة وفي أخرى الشرطة الفدرالية التي لعبت دوراً في الوصول إلى مركز المدينة. ورغم الوعود التي قطعتها الميليشيات الممولة من إيران بعدم دخول المدينة إلا أن بعض عناصرها تزيوا بزي الشرطة الفدرالية ودخلوا. وذلك حسب شهود عيان ونواب سنة شجبوا علناً الخدعة.
ويقول الكاتب إن وجود الميليشيات أثار قلقاً داخل الجيش الأمريكي. وبحسب العقيد غارفر «لقد سمعنا بشائعات» وهذا «يثير قلقنا لأننا لا ندعم هذه الجماعات، وندعم الشرطة الفدرالية وإن لم نعرف من هم في ساحة المعركة فسيؤثر على الطريقة التي نقدم فيها الدعم». وتضيف الصحيفة أن هذا الوضع أعطى مظهراً أن قوات الحكومة هي وحدها من تقاتل بالفلوجة خاصة أن وجود ميليشيات شيعية بمدينة سنية سيؤدي لعنف طائفي. فمع أن العنف لم يندلع إلا أن الميليشيات التي بدأت بتنظيف نواحي المدينة متهمة بالتعذيب والقتل الفوري. ويقول أرانغو أن سؤالاً يحوم فوق الحديث حول القتال في الفلوجة وكيفية قطع جذور التنظيم في الموصل، أهم معاقله في العراق، وهذا متعلق بقدرة العراق على التصالح مع نفسه كدولة متعددة الطوائف.
ويرى أن خطر التنظيم سيبقى حتى لو تم إخراجه من مناطقه في العراق فسيتحول لحركة تمرد أسوة بالقاعدة. ولكن هل ستظل أيديولوجيته جذابة للسنة الذين رحب بعضهم به كحام لهم ضد الحكومة التي يسيطرعليها الشيعة في بغداد؟ ولدى السفير الأمريكي السابق في العراق رايان كروكر رأي حذر فيه من أن النصر في الفلوجة لن يحقق السلام الدائم بل سيزيد الإنقسام الطائفي سوءًا وذلك بسبب الدور الذي لعبته إيران والميليشيات التابعة لها في العراق. وكتب قائلاً «يسيطر الإيرانيون ووكلاؤهم على الميدان السياسي وكذا الفضاء العسكري ولن يكون هناك تواصل مع السنة».
وبحسب مواطنين من مدينة الفلوجة فروا إلى الصحراء فإن الحياة كانت طبيعية في ظل تنظيم الدولة حتى بدأ الحصار: «في البداية لم تكن هناك مشاكل، وعاملونا بشكل جيد»، قالت إيمان مصطفى التي كانت تعمل قابلة في مستشفى الفلوجة الرئيسي وأضافت «حتى أكون صادقة لا يهمني إلا الأمن سواء وفره داعش أو بغداد». ولاحظ أرانغو غياب الرجال في مخيمات اللاجئين حيث تم اعتقالهم. وقال رجل عاد من التحقيق مع الأمن إنه عومل بشكل جيد وأعطى أسماء عناصر تنظيم الدولة الذين يعرفهم ومعظمهم جيرانه.
تجربة الأنبار
ويظل «تحرير» الفلوجة يعاني ناقصاً حسب أنتوني دين، الضابط الذي خدم في محافظة الأنبار قبل عقد من الزمان مع القوات الأمريكية، أي أثناء غزو عام 2003. وقال دين «كنت على الجبهة التي طورت الدروس التي هزمت القاعدة وهي الدروس التي تتجاهلها الحكومة العراقية بشكل كامل». وفي مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» كتب قائلاً إنه كان كقائد كتيبة في مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار في مقدمة من اطلعوا على ولادة الصحوات التي هزمت القاعدة. ويقول «يحتاج العراق لتعلم هذه الدروس من ذلك العهد من أجل الإنتصار في الحرب ضد تنظيم الدولة».
وأضاف «أصبحت الرمادي اليوم أنقاضاً بعد هجوم مشترك من القوات العراقية والطيران الأمريكي وبدعم من قبائل سنية والحشد الشعبي. فقد تم تدمير المدينة التي كان يعيش فيها 400.000 نسمة لتحريرها. وتواجه الفلوجة اليوم المصير نفسع حيث تقدمت القوات العراقية نحوها نهاية الأسبوع.
وتشير التقارير المحدودة من المنطقة إلى قصص عن المذابح ضد المدنيين على يد تنظيم الدولة والميليشيات الشيعية». ويعلق أن الوضع ما كان ليتحول لهذا لو تم استحضار الصحوات قبل عقد من الزمان. ويسرد الضابط ثلاثة دروس تعلمها من الرمادي. الأول هو أن قتل القادة ليس إلا حلاً قصير الأمد. ففي اليوم الذي تولت كتيبته مسؤولية الرمادي هو الذي قتل فيه زعيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي. وكان زعيم القاعدة قد شن حملة دعائية ووضع فيديو إعدام غربيين على الإنترنت بشكل استقطب الجهاديين من كل أنحاء العالم وزاد من الفوضى العراقية. وعن الوضع في الرمادي يقول دين إن المقاومة فيها كانت مقسمة بين «مجاهدين» عراقيين سنة علمانيين ساخطين على الحكومة المؤقتة في بغداد وسياسة اجتثاث البعث وجهاديين تابعين للجهاد العالمي.
وكان المجاهدون تحت إمرة الجهاديين وإن على مضض. أما السكان السنة فكانوا يخشون من الحكومة التي يقودها الشيعة الموالون لإيران أكثر من الجهاديين. وتولى قيادة القاعدة بعد الزرقاوي أبو أيوب المصري الذي شهدت فترته تشكيل الصحوات بزعامة عبد الستار أبو الريشة والذي استطاع تعبئة القبائل السنية ضد القاعدة، أما الأمر الثاني فهو قرار جورج بوش، زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق. ورغم استمرار القاعدة القتال لمدة 3 سنوات إلا أن التنظيم أصبح بمقتل المصري ظل نفسه. وحل محله كما نعرف تنظيم الدولة الذي أثبت زعيمه أبو بكر البغدادي قدرة على الدعاية والحشد. وتحاول الحكومة العراقية اليوم استعادة الأنبار بدون الأدوات التي توفرت للأمريكيين وحلفائهم في عام 2006 و2007 ، فهي تفتقد إلى الرواية المضادة للجهاديين والتي قدمها مجلس الصحوات في ذلك الوقت. كما لا يوجد لديها حلفاء محليون بسبب الإنتهاكات التي مارسها القادة العراقيون منذ عام 2010. ورغم قدرة الحكومة على تحقيق انتصارات على المدى القصير ضد التنظيم وربما قتل زعيمه إلا أن المشكلة ستظل قائمة.
حل سياسي
أما الدرس الثاني فهو «قبل أن يتحقق السلام لا بد من حل سياسي». ويشير دين للجهود التي تمت لإحلال السلام في الأنبار لدرجة انتقلت فيها مدينة الرمادي من أخطر مدينة في العالم إلى مدينة يمكن للعراقيين المشي فيها. وكل الجهد الذي قام به الأمريكيون بالأنبار انهار بسبب أفعال نوري المالكي الذي عمل بعد انسحاب الأمريكيين من العراق على تنفير السنة وتوجيه اتهامات لا أساس لها ضد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. وطهر الحكومة والجيش من العناصر السنية وأرسل الجيش إلى الأنبار لقتل «الإرهابيين»- أي السنة.
ومن هنا ارتبط صعود تنظيم الدولة بممارسات المالكي القمعية في هذه الفترة. وعندما قامت بقايا القاعدة بإعادة تنظيم نفسها واجه سكان الأنبار الخيار بين الوقوف مع حكومة في بغداد مصممة على اضطهادهم أو الوقوف مع الجهاديين. وانتهز البغدادي الفرصة ووسع نفوذه. وسقطت الفلوجة في كانون الثاني/يناير 2014، وعلى يد مجموعة لا تتجاوز مئات الجهاديين.
ومع رحيل المالكي ووصول العبادي للسلطة الذي حاول بناء حكومة تعبر عن كل العراقيين ولكنه جابه عقبات. وكما أظهرت الإحتجاجات التي نفذها مؤيدو مقتدى الصدر فالعبادي يحتاج لجهد أكبر كي يغير من واقع السياسة في العراق. ومن هنا جاء قراره حرف الجهود من التحضير لمعركة الموصل لاستعادة الفلوجة التي لم تكن مهمة ولكن الهدف من العملية تقوية موقع العبادي أمام قاعدته الشيعية. أما الدرس الثالث والأخير فيتعلق كما يقول بتحقيق الإستقرار للعراق، فهو التزام طويل الأمد. فلن تنتهي مشكلة العراق بهزيمة تنظيم الدولة وبناء على دورة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ويقول دين إن الامريكيين يضربون العراق منذ 25 عاماً، من عاصفة الصحراء إلى عملية العزيمة الصلبة. فهزيمة تنظيم الدولة هو هدف نبيل، لكن ماذا يحدث بعد؟ فاستمرار الهيمنة الإيرانية على العراق سيجعل منه «حاضنة» لتفريخ الجهاد السني. وكما أدت هزيمة القاعدة لولادة تنظيم الدولة، فهزيمة الأخير ستؤدي لتنظيم جديد. فبعد كل هذا بدأت حركة الجهاد المعاصرة بعدد من المجاهدين كانوا يجلسون على طاولة في بيشاور قبل أن تتطور لحركة جهادية عالمية.
ومن هنا فهناك حاجة لأن تعترف الولايات المتحدة بأن المشكلة الجهادية لن تذهب بعيداً. وتقتضي هزيمتها التزاماً مستمراً من التحالف الدولي خاصة الدول المسلمة لمنع نمو السرطان هذا. وهو ما تم تحقيقه على مستوى مصغر في الرمادي عامي 2006 و 2007. وإنشاء مشروع في عموم العراق يحتاج إلى سنوات، تماما كما احتاج تحقيق الاستقرار في ألمانيا واليابان وإيطاليا وكوريا الجنوبية في القرن العشرين لعقود طويلة.