اجتماع لرئاسة دولة الأرض!
حلمي الأسمريوم الأحد الماضي، انتهى في مدينة دريسدن الألمانية ( عاصمة سكسونيا)! الاجتماع رقم 64 لنادي النخبة بيلدربيرغ منذ تأسيسه عام 1954 في فندق بيلدربيرغ في هولندا، دون أن يحضره عربي واحد، فهو ناد مخصص لإدارة شؤون العالم، والعرب ليسوا جزءا منه، كما هو شأن الشعوب الصفراء، والسوداء بالطبع، إنه –بالتوصيف اللوني- اجتماع لأصحاب البشرة البيضاء، فما قصة نادي بيلدربيرغ، ولم تحاط اجتماعاته بسرية تامة؟ ولا يصدر عنه لا بيانات رسمية، ولا قرارات، ولا تصريحات للصحف؟ ولم يلتزم من يحضره بعدم التصريح بأي شيء عما يدور فيه؟ بل من يحضره أصلا؟ وما طبيعة هؤلاء أعضاء النادي؟ وما موقعهم من «الإعراب» في العالم؟
البعض يقول أن أعضاء نادي بيلدربيرغ هم حكام العالم، أو من يشرفون على إدارة دولة الأرض، والبعض يقول، أن النادي هو الذراع المنفذ لسياسات حلف الناتو، والبعض الآخر يقول وأنا منهم، إضافة لكل ما سبق، ، أن أهم بند في جدول أعمال هذا النادي، إبقاء الشرق (وكل ما عدا مركز «الحضارة الغربية» طبعا) في حالة موت سريري، منهوب الثروات، مكسور الإرادة، مفتتا مشتتا مقسما ممزقا، متسولا على موائد الإبداع والكرامة والحرية، زاحفا في ذيل قائمة الدول المتحضرة، والأسلوب الأفضل لتحقيق كل هذا: إسرائيل قوية عفية متحكمة بمصائر الشرق، ومهوى أفئدة النخب الرسمية، التي تستمد منها نسغ الحياة والحكم، وإضافة إلى كل هذا، هنا، في أروقة هذا النادي، يُصنع القادة الكبار «المُنتخبون!»، وتُصنع الديمقراطية، وتمول حملاتهم الإنتخابية، وتدار الشؤون اليومية للأرض!
وللتدليل على ما نقول، توجد لجنة تسيير داخلية للمجموعة تقوم باختيار الأعضاء الجدد وفق مؤهلات محددة من بينها وأهمها، عدم معاداة ما يسمى «السامية» ودعم الحركة الصهيونية، إضافة إلى ما سبق، تقول وثائق المجموعة، أن هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي، والزعيم اليهودي المعروف بمناصرته للحركة الصهيونية وإسرائيل، هو من يتولى ترشيح المدعوين، كونه أحد أهم أعضاء الحلقة الصلبة التي تدير شؤون المنتدى!
ويعرف عن أعضاء المجموعة بشكل عام إيمانهم بنظرية فابيان الاشتراكية التي تطالب بـ»السيطرة الديمقراطية على جميع أنشطة المجتمع». وترى النظرية أن أفضل سيطرة على الإنسان هي عبر «الحكومة العالمية»!
حسب الموقع الرسمي للمجموعة، ناقش الإجتماع الأخير عشرة نقاط هي: الاحداث الحالية،
الصين، أوروبا: الهجرة والنمو والإصلاح، والرؤية، والوحدة الوطنية، الشرق الأوسط، روسيا الولايات المتحدة المشهد السياسي، والاقتصادي: النمو، والديون، والإصلاح (ويقال أيضا تحديد من هو رئيس الولايات المتحدة القادم!)، حماية الانترنت،الجغرافيا السياسية لأسعار الطاقة والسلع، الطبقة الوسطى، الابتكار التكنولوجي..
ويقال أنه يتم تنظيم مجموعة بيلدربيرغ في ثلاث دوائر متتالية، الدائرة الخارجية والتي تضم عددا كبيرا من المشاركين في الاجتماعات، وأعضاء هذه الدائرة لا يعرفون سوى 80% من الاستراتيجيات والأهداف الحقيقية للمنظمة، والدائرة الثانية المعروفة ب(اللجنة الإدارية) وهي جد مغلقة، وتتألف من 35 عضوا، وهم على الخصوص أوروبيون وأمريكيون ، وهم أعضاء في مجلس العلاقات الخارجية. أما الدائرة الثالثة وهي اللجنة الإستشارية للحكومة الخفية والتي تقرر مصير العالم بأكمله، وتتضمن اثني عشر عضوا، وحدهم يعرفون تماما استراتيجيات وأهداف المنظمة الحقيقية، ولهذا السبب فإن قراراتهم تؤثر على أي شخص على الكرة الأرضية، وأنهم يؤمنون باستخدام القوة العسكرية عند الضرورة، وهم أيضا يتحكمون في موازين العالم بأكمله، وهم صناع القرارات، السياسية، العسكرية، والإقتصادية، بجميع أنحاء العالم.
ما يهمني من كل ما سبق، سؤال واحد فقط: أين نحن من كل هذا؟