برازق القدس.. عبق الأصالة الفوّاح في أزقّة المدينة المحتلة
القدس المحتلة -
عقب ساعات من آذان المغرب والإفطار، يخرجُ المقدسيون من منازلهم باتجاه مساجد الله، والمسجد الأقصى المبارك تحديدًا، حيث تنتشر بسطات بيع "البرازق" في كل مكان في البلدة القديمة، وتنتشر بين الأزقّة رائحتها.
فكثيرًا ما يقول الفلسطينيون إن لـ "كعك وبرازق" القدس نكهتها الخاصة، والتي لم تستطع أفضل مخابز فلسطين أن تُخرج طعمًا كطعم "كعك وبرازق" القدس.. وقليلًا ما تجدُ زائرًا أو وافدًا للمدينة المقدسة لا يجرّب كعك المدينة، خاصة من مخابزه داخل أسوار البلدة القديمة، حيث النكهة التي يقول أصحاب المخابز إنها "ربّانية"، ولا يعلمون كيف تخرج بهذا المذاق، "ربّما لأن الأرض مباركة".
أحد عشر فردًا من عائلة الرازم، ينشطون منذ ساعات الصباح في نهار رمضان لإعداد "البرازق"، والتي تُصنع بـ "الأيدي" قبل أن يتم "خبزها" في فرن بالبلدة القديمة يعود لـ "رجب الرازم"، والذي لم يسلم من ملاحقات ومضايقات الاحتلال.
يقول العم رجب الرازم "أبو عودة" (50 عامًا)، إنه توارث من والده وأجداده صناعة الكعك والبرازق، في المخبز، والذي يقع في حارة السعدية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، منذ مئات السّنوات.
مؤكدًا أنه قام بنقل المهنة (صناعة الكعك والبرازق المقدسية) لأبنائه، "حتى أصبحوا يتقنون ويحترفون صنع الكعك المقدسي". واصفًا إياها بـ "العمل اليدوي الخالص"، لعدم وجود آلات لصناعته.
ويضيف في حديث خاص لـ "قدس برس"، أن عائلة الرازم في شهر رمضان المبارك من الإخوة والأبناء يجتمعون خلال ساعات الصباح، ليبدأوا في عمل البرازق، "كونه الدّارج والمرغوب أكثر من الكعك".
ويوضح "أبو عودة" أنّ أحد عشر فردًا من عائلة الرازم يقسّمون أنفسهم لأكثر من مجموعة، للعمل على صناعة البرازق، التي تمرّ بسبعة مراحل؛ تكمن الأولى في صنع العجين (طحين وماء)، ثم تقطيعها لكرات صغيرة بعد تركها ترتاح، تليها خطوة رقّ العجين مرة أولى وثانية، فنزع العجين عن حدود كل قطعة من البرازق، ثم نغطّيها بالسمسم، وآخر مرحلة خبزها داخل فرن الحطب.
ويُشير "أبو عودة" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد سبّب له مضايقات كثيرة، مبينًا أن الاحتلال يحاول أن يطرد المقدسيين من كافة أماكن تواجدهم، خاصة في البلدة القديمة، ومحيط المسجد الأقصى المبارك.
ويقول إن موظفي الضريبة يلاحقونه باستمرار، وفي الآونة الأخيرة يُريد الاحتلال منه استصدار رخصة للمخبز الذي يزيد عمره عن الـ 500 عام، ورغم ذلك حاول استصدار رخصة لكنّ بلدية الاحتلال ترفض ذلك.
ــــــــــــــ
من فاطمة أبو سبيتان