منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟   هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟ Emptyالخميس 03 نوفمبر 2016, 7:24 pm

ميدل إيست آي
هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟
التاريخ:2/11/2016 

سلطت ميديل إيست آي في مقالة مطولة للكاتب الصحفي الشهير ديفيد هيرست الضوء على ما ستجنيه السعودية من أثمان باهظة لسياساتها الخارجية التي بدأت ثمارها السلبية والعكسية تظهر جلية.

ورصد هيرست في مقالته كيف فقد السعودية مكانتها وسيطرتها في المنطقة، سواء في اليمن أو لبنان أو مصر وفي أغلب الأماكن التي كان لها فيها اليد الطولى.

حلفاء الأمس سواء في اليمن أو مصر أو لبنان لم تعد السعودية قادرة على التخلي عنهم رغم أنهم تحولوا في مصالحهم إلى غير كفة السعودية التي استثمرت فيهم بسخاء منقطع النظير ولكنها اليوم تجني ما زرعت.

(البوصلة) رصدت التقرير الذي ترجمته صحيفة "عربي21" ولأهميته نضعه بين يدي قرائنا.

المملكة العربية السعودية تحصد ما زرعت

بعد هدر الفرص وارتكاب ما لا يحصى من الخطايا، ها هي السياسة الخارجية للمملكة تأتي بنتائج عكسية في كل أرجاء المنطقة، وما هذه إلا البداية فقط.

 علامتان- في الأيام الاخيرة - أشارتا إلى تراجع قدرة الرياض على إحكام قبضتها على جوارها.

 أما الأولى فكانت صاروخاً بعيد المدى أطلقه الحوثيون على مطار جدة الذي يقع إلى الغرب من مكة. وأما الثانية فكانت انتخاب ميشيل عون رئيساً للبنان بضمانة الدعم الذي قدمه له سعد الحريري، رجل الأعمال الذي طالما أغدق عليه السعوديون بسخاء. وعون هذا مدعوم من قبل حزب الله والنظام في دمشق، رغم أنه قاتل ضده عندما كان جنرالاً في الجيش.

 كلا التطورين يعتبران بمثابة الضربة المرتدة أو الصفعة في وجه المملكة السعودية. ما من دولة عربية مجاورة إلا ولها حكاية يمكن أن تسردها حول التأرجح المضطرب في المزاج والذي يعبر عنه في الرياض بعبارة "السياسة الخارجية". خلال هذا الوقت وقع السعوديون في ثلاث خطايا استراتيجية.

 خذ العراق على سبيل المثال. كان السعوديون قد منحوا صدام حسين 25 مليار دولار على شكل قروض منخفضة الفائدة حتى يخوض حربه مع إيران على مدى ثمانية أعوام. وفي عام 1990، بعد عامين من انتهاء الحرب، كان صدام يغرق في الدين، وسعت الرياض والكويت إلى النيل منه وتقويض نظامه من خلال رفضهما تخفيض إنتاج النفط، وكان ذلك واحداً من الأسباب التي دفعته إلى غزو الكويت. بعد ذلك، دفع البلدان، السعودية والكويت، ما مقداره 30 مليار دولار إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتشن ما بات يعرف بحرب الخليج الأولى في عام 1991.

وفي عام 2003، راحت المملكة تلعب على الحبلين. حينها، كان ولي العهد الأمير عبد الله قد حذر الرئيس بوش من عواقب غزو العراق وأعلن وزير الخارجية السعودي أن المملكة لن تسمح باستخدام قواعدها. إلا أن الذي حصل في الواقع كان العكس تماماً، حيث أصبحت الأراضي السعودية والقواعد العسكرية فيها مرافق أساسية لا غنى لقوات التحالف عنها.

 ثم جاءت الإطاحة بصدام حسين واجتثاث البعث وما خلفه ذلك من فراغ في السلطة ليشكل غزو العراق هدية تقدم لإيران على طبق من فضة. بدأت إيران نشاطها في العراق بتقديم خدمات خيرية للجنوب الذي تقطنه أغلبية شيعية، ثم تطور دورها لتصبح راعياً سياسياً أساسياً، ثم أصبحت في نهاية المطاف قوة عسكرية تهيمن على البلاد وتتحكم بالمليشيات الشيعية التي تعمل نيابة عنها.

 ثم خذ اليمن مثالاً آخر. على مدى عقود كان رجل السعودية في اليمن هو الدكتاتور علي عبد الله صالح، والذي أنقذ حياته الأطباء السعوديون بعد أن تعرض لإصابة بحروق بليغة بعد تعرضه لهجوم بالقنابل. وكما كتبت في حينها، تواصل السعوديون، وشاركهم في ذلك الإماراتيون، مع الحوثيين وشجعوهم على الزحف باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء.

كانت الخطة تقضي بالتحريض على إشعال حرب مع التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل الإسلاميين في اليمن. إلا أن الخطة جاءت بنتائج عكسية مذهلة نظراً لأن الحوثيين زحفوا على صنعاء ودخلوها دون أن يقاومهم أحد ثم بدأوا منها الزحف على عدن. عندها فقط أدرك السعوديون ما ارتكبوه من خطأ حيث وفروا لإيران مدخلاً جديداً في المنطقة. وقع السعوديون في حيص بيص ولم تبق لديهم خيارات تذكر.

وكانت المحصلة لجوء السعودية إلى حملة قصف جوي أحرقت الأخضر واليابس ولم تبق في البلاد حجراً على حجر رغم إخفاقها في استعادة صنعاء - حتى الآن - أو في الحيلولة دون أن تنطلق الصواريخ باتجاه جدة أو باتجاه مكة.

ولنأخذ الآن مصر نموذجاً ثالثاً. في هذه الحالة لا يمكن القول بأن الملك عبد الله لم يلجأ إلى خيار استراتيجي محدد، بل لقد فعل. لقد قرر الوقوف في وجه الثورة المصرية، وكانت تلك أكبر خطيئة ارتكبتها المملكة العربية السعودية على الإطلاق.

إلى جانب كل من الإماراتيين والكويتيين، أنفق السعوديون ما يزيد عن 50 مليار دولار على رجل فشل فشلاً ذريعاً في جلب الاستقرار إلى مصر وانتهى به المطاف أن يغازل عدو السعودية، إيران. منذ البداية، كانت علاقته بالسعودية تقوم على المال الفوري (الكاش). وكان السيسي في عام 2013 قد تردد لثلاثة شهور قبل أن يغدر برئيسه محمد مرسي.

لقد أقدم على ذلك فقط حينما حصل على وعد من دول الخليج بتلقي مبلغ 12 مليار دولار، كما أخبرني أحد مصادري وكما أشرت إليه في كتاباتي من قبل. ما الذي حصله السعوديون مقابل ما دفعوه من أموال؟ 

تبادل المواقع

 يمكن للمرء أن يبالغ في خطورة الخصومة الحالية بين السعودية ومصر. بل يرى البعض أن السعوديين سيصعب عليهم التخلي عن السيسي بعد أن استثمروا فيه بسخاء منقطع النظير.

ومع ذلك، وحسب المعطيات الحالية، لقد أخفقت مصر في تزويد السعوديين بقوات للمشاركة في حرب اليمن وصوتت لصالح مشروع القرار الروسي حول حلب الأمر الذي اشتاط له السعوديون غضباً. وانضمت مصر إلى المحادثات في سويسرا بعد طلب من قبل إيران لتعديل الكفة في مواجهة الأقطار التي تعارض النظام السوري، كما أنها أقامت علاقات مع حزب الله ومع الحوثيين.

يقول الدبلوماسيون المصريون إن الهدف من ذلك هو التوسط لوضع حد للحرب في اليمن ودعم الدولة السورية في حلب. إلا أن النتيجة كانت إقدام الرياض على تعليق تزويد مصر بسبعمائة ألف طن من منتجات البترول شهرياً.

كانت محصلة الوقوع في الخطايا الثلاث أن إيران والسعودية تبادلتا المواقع. بينما كانت إيران تبدو معزولة قبل حروب العراق، وكانت السعودية تتمتع بنفوذ واسع في الإقليم، ها هي المملكة العربية السعودية اليوم محاطة بالصراعات وبالدول المتهاوية. تخوض المملكة الآن حرباً في الشمال وحرباً في الجنوب.

وأما خصمها الأكبر، إيران، فهي في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن، وتتفاخر بفرض هيمنتها على أربع عواصم عربية. لقد أنفقت المملكة العربية السعودية عشرات المليارات على مشاريع التدخلات الخارجية، إلا أن الإقليم اليوم أقل استقراراً من أي وقت مضى. في نفس الوقت بلغت أزمة القيادة السنية مستويات غير مسبوقة، بينما يضطر الملايين من أهل السنة على ترك مدنهم والتوجه نحو مخيمات اللاجئين أو الهجرة إلى الخارج، وما لهم من حام ولا نصير.

 حليف مؤقت... تخبطات وارتباكات استراتيجية

 لم يسلم الاستقرار الداخلي في السعودية من التأثر كذلك. كان الأمر فيما سبق يتأسس على ميثاق في غاية البساطة: "نحن ندفع لكم (المال)، وأنتم عليكم أن تخرسوا." ولكن، بعد انهيار أسعار البترول ورفع الدعم الحكومي عن السلع الأساسية، بدأ السعوديون يقلبون المثل غير المنطوق رأساً على عقب ويسألون أنفسهم: "إذا كانت الدولة لا تملك الإنفاق علينا، فلماذا يتوجب علينا أن نخرس؟"

تعتبر المملكة نفسها قائدة في العالم العربي السني، ولكن حتى تقود فأنت بحاجة إلى رؤية، ليس فقط لنفسك أو لعائلتك الحاكمة، وإنما أيضاً لشعبك (ولشعوب المنطقة)، لم يعد ثمة شك في أن المملكة السعودية عاجزة عن تقديم مثل هذه الرؤية.

على النقيض من إيران، لم تعمل المملكة العربية السعودية بتأن وصبر وهدوء على بناء شبكة من الحلفاء المحليين (عبر المنطقة). قد ينذر (مخطط ايران) ذلك بكارثة لحلب أو الموصل، وذلك أن جهودها تؤدي إلى مزيد من الانقسام الطائفي، ولكن لا يملك أحد الادعاء بان إيران لا تملك خطة. فهي تسعى جاهدة إلى تغيير التحكم الجيوسياسي والتركيبة العرقية في الإقليم، وتأمل في أن تهيمن على كل البلاد الواقعة ما بين إيران والبحر المتوسط.

وفي سبيل تحقيق ذلك تعمل إيران بجد على إيجاد حلفاء استراتيجيين على المدى البعيد. أما التحالفات التي يقيمها السعوديون فهي جميعاً مؤقتة، إما مع دول أو مع زعماء، كما ظهر واضحاً للعيان في لبنان هذا الأسبوع.

عندما أتيحت أمام السعودية الفرصة للجوء إلى خيار استراتيجي لجأت إلى الخيار الخطأ. وكانت الفرصة قد أتيحت لها بفضل الانتفاضات العربية في كل من تونس ومصر. لقد كان محمد مرسي في غاية الوضوح حينما تقدم بعرضه إلى المملكة العربية السعودية، والتي كانت وجهته الأولى في السنة اليتيمة التي حكم فيها.

قال لهم مرسي: "أقول، إن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى الشقيقة الكبرى مصر، ومصر الكبرى بحاجة إلى المملكة العربية السعودية. وإذا اتفق هذان الشريكان، إذا اتفق البلدان، الشعبان، إذا اتفقا فستكون هناك نهضة حقيقية في دنيا العرب، بل والمسلمين. وإن شاء الله سيكون ذلك. إذا كانت المملكة العربية السعودية هي راعية للمشروع السني الوسطي المعتدل، مشروع أهل السنة والجماعة، إذا كانت له راعية، فإن مصر لهذا المشروع حامية."

نعم ونقم

  إلا أن الملك عبد الله كان قد حزم أمره وقرر ماذا يريد. كان رد فعله على الإطاحة بحليفه حسني مبارك ذا طابع شخصي، حيث أنه تصور نفسه في مكانه، وتخيل أن ما حدث لرفيقه كان يمكن أن يحدث له. وبناء عليه، ومنذ الثالث من يوليو 2013 وحتى وفاة الملك عبد الله في العام الماضي، صار الإسلام السياسي يعامل على أنه الخطر الاستراتيجي الذي يتهدد المملكة.

كانت تلك غلطة قاتلة. كان من الممكن أن يشكل الربيع العربي فرصة سانحة أمام السعوديين، فقد عرض عليهم مرسي حلفاً (وشراكة استراتيجية) تكون المملكة العربية السعودية مع مصر بموجبه في ريادة ورعاية الوضع العربي الجديد بينما تلعب مصر دور الحامي لهذا الوضع المتشكل. وهذا بالضبط ما يحتاجه السعوديون اليوم وما لا يستطيع منحه إياهم السيسي.

كان من تداعيات سحق الإسلام السياسي فتح المجال على مصراعيه أمام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتطورت الحالة السيناوية من مشكلة محلية إلى مشكلة إقليمية. وشكلت حالة الحرب شبه الدائمة كارثة اقتصادية بالنسبة للمملكة، رغم أنها كانت بمثابة النعمة على مصنعي السلاح مثل شركة بي إيه إي البريطانية  BAE Systems.

تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين كأكبر منفق على التسلح، حيث تنفق على شراء السلاح ما يقدر بمبلغ 56 مليار دولار، أي ما يعادل 25 بالمائة من ميزانيتها. تبلغ حصة شركة بي إيه إي من ذلك 1014 مليار دولار مقابل مقاتلات نفاثة من طراز يوروفايتر تايفون .Eurofighter Typhoon قد يصعب تصديق ذلك بسبب حملة القصف المروعة التي يتعرض لها اليمن، إلا أن المملكة العربية السعودية تملك أفضل وأحدث قوات عسكرية في المنطقة، والأكثر نصيباً من حيث ما ينفق عليها من أموال.

الوجهة الأخرى للأموال السعودية هي الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذه الأموال التي تعود ملكيتها للدولة باتت في خطر محدق بعد إجازة قانون العدالة ضد رعاية الإرهاب أو ما يعرف اختصاراً باسم "جاستا" JASTA  والذي سيسهل بموجبه على الأمريكيين من ضحايا الحادي عشر من سبتمبر الترافع مدنياً أمام المحاكم الأمريكية لمقاضاة المملكة العربية السعودية. بلغني من مصادر أن دولة الإمارات العربية المتحدة أتمت سحب أموالها من الولايات المتحدة. تارة أخرى، يؤخذ السعوديون على حين غرة (إذ لم يسحبوا أموالهم بعد)، وها هم الآن يجدون أنفسهم مضطرين إلى بيع ممتلكاتهم واستثماراتهم على عجل وبأسعار زهيدة.

تخيل ما الذي كان يمكن أن يحدث لو أن المملكة العربية السعودية استثمرت هذه الأموال في الإقليم، ولو أنها أنفقت هذا المال في دعم الحكومات المنتخبة ديمقراطياً في مصر واليمن، بغض النظر عمن فاز في الانتخابات.

لكانت مصر الآن في أوج عملية تحولها الديمقراطي. ولتراجع الخطر الذي يشكله صالح والحوثيون. لربما ظلت حركة التمرد موجودة في سيناء، إلا أنها ستكون قد تراجعت بشكل ملحوظ وباتت أقل خطراً. ولوجد الإسلاميون في مختلف أرجاء العالم العربي نموذجاً يحتذى من النظام الديمقراطي الناجح والبعيد كل البعد عن ممارسة العنف ماثلا أمامهم. ولضعف الدعم الذي يتمتع به الجهاديون، وهو ما حدث فعلاً بعيد ثورة يناير 2011.

لو حصل ذلك لما تجرأ أحد على تحدي السعوديين في زعمهم بأنهم بنك العالم العربي وبأنهم يشكلون بالنسبة للمنطقة ما تشكله ألمانيا بالنسبة لأوروبا. ولكانت العائلة الحاكمة في وضع يؤهلها للبدء بعملية الإصلاح السياسي الداخلي، وزيادة الشفافية السياسية، وحتى إجراء الانتخابات، وتحويل النظام نحو ملكية دستورية.

ولو حصل ذلك لما فقدت السعودية ثروتها، ولما وصلت إلى الحال الذي هي فيه الآن من مطالبة المواطنين السعوديين بشد الأحزمة بينما يستمر الأمراء في إرخائها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟   هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟ Emptyالأربعاء 31 مايو 2017, 12:59 am

تحديات إقليمية للمبادرة السعودية

غسان الإمام
تبلورت القمم واللقاءات العالية المستوى التي عقدت أخيرا في الرياض، في رسالة سعودية صريحة موجهة إلى العرب والعالم. هذه الرسالة تتحدث عن استراتيجية عمل جديدة لأميركا والسعودية، يمكن اختصارها في الرغبة بتعميق المشاركة العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب والعنف الديني. ومراجعة الفكر المتزمت. وتحقيق سلام في المنطقة العربية قائم على حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأولت الرسالة السعودية العلاقة الإيرانية/ العربية اهتماما أكبر رغبة في ردع وإنهاء التدخل الإيراني في العالم العربي. باللجوء إلى وسائل تختلف كلياً عن ماضٍ عربي في المسايرة حينا. وغض النظر حينا، عن محاولة تشييع طائفي محموم لمجتمعات عربية (سنية). والهيمنة عليها بالقوة العسكرية. وبثقافة عداء وكراهية، لم يعد لها من فائدة في الاستفزاز المستمر للغرب وأميركا.
من البديهي أن تواجه رسالة سعودية حريصة على استقلالية عربية، في التعامل مع المتغيرات والتهديدات، تحديات إقليمية مصدرها الأساسي، مع الأسف، إيران التي تجاوزت إسرائيل في تهديد الأمن القومي العربي. وكأن السعودية تريد أن تقول للعرب إن لوك شعارات ثقافة ظلامية انقلبت من ممانعة ظاهرية لإسرائيل، لتتورط في مخادعة مجتمعات عربية (سنية). لتعطيل رغبتها في الاستثمار بالتنمية.
وتبدو السعودية غير متفائلة بإمكانية الرئيس حسن روحاني بسحب إيران من الهوة التي أوقعت فيها نفسها في العالم العربي. وها هو بتملقه المتزلف لفاشية «الحرس الثوري» العسكرية، يتجاهل كرجل دين المجازر التي ترتكبها ميليشيات الغزو الإيراني لسوريا. والعراق.
الدول الخليجية في مقدمة الدول العربية رغبة في كف إيران عن التدخل في الشؤون العربية. لكن استمرار هذا التدخل وتباهي إيران بالهيمنة على عدة عواصم عربية، قد يؤديان إلى نقل المعركة إلى داخل إيران، كما صرح أخيرا وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ماذا يعني هذا التهديد؟ يعني أن دول التحالف العربي الإسلامي قادرة على استنزاف إيران بتحريك «المعارضات» الداخلية الكثيرة للنظام الإيراني. وأولها العرب الذين يسكنون تاريخيا على طول الضفة الشرقية للخليج. وهي منطقة استثمار نفطية، لا تستفيد أصلا من عوائده المالية في تحسين وضعها الاقتصادي.
الداخل الإيراني سهل الاختراق. الباشتون السنة على حدود إيران مع باكستان متذمرون من المعاملة العنصرية الطائفية لهم. ويقومون بعمليات مقاومة من حين لآخر. وتهدد إيران باكستان بنقل معركة الباشتون إلى داخل الأراضي الباكستانية.
أيضا هناك الأكراد في إيران الذين يقيمون في مناطق مجاورة ليست بعيدة عن أكراد سوريا. وتركيا. والعراق. وهم أيضا في حالة تذمر. ويقومون بعمليات ضد السلطة الفارسية الشيعية المتحكمة ببلد متنوع المذاهب والعناصر المتناحرة.
بل ها هو إلهام علييف رئيس دولة أذربيجان الشيعية التركية، قد لبى الدعوة السعودية لحضور القمة الإسلامية الأميركية في الرياض. والمعروف أن النظام الإيراني يناصب أذربيجان العداء. وينحاز ضدها، في خلافها مع أرمينيا على منطقة نغورنو كاراباخ الواقعة في صميم الأراضي الأذربيجانية.
مع ذلك كله، لا أتوقع أن تنفجر الحرب فورا أو سريعا بين إيران والدول الإسلامية (السنية). فهذه الدول تدرك جيدا قدرة إيران العسكرية على إلحاق الأذى بالصناعة النفطية والمدن الخليجية. وهي على كل حال، تمنح روحاني فرصة لسحب إيران من العالم (السني). ووضع حد لعمليات الإعدام اليومية لعناصر معارضة سنية. وكردية. وباشتونية، في السجون الإيرانية. ولا يجري الإعلان عنها. بالإضافة إلى رفض النظام الديني الإيراني تلبية الحاجات الدينية البسيطة، كإقامة مسجد للسنة في طهران.
التحدي الآخر للمبادرة السعودية ينطلق من صميم الخليج. فقد لبى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدعوة السعودية لحضور قمم الرياض، في حين أرسل حليفه التركي رجب طيب إردوغان وزير خارجيته بديلا عنه. ثم ما لبث الشيخ تميم أن اعترض، بعد عودته إلى قطر، على الموقف السعودي من إيران. أما غياب إردوغان الذي يحتفظ بعلاقة طيبة مع السعودية، فهو للتعبير عن امتعاضه من دعم إدارة ترمب لأكراد سوريا وتركيا الذين نجحوا في إقامة جيب كردي انفصالي في سوريا، على طول الحدود من الفرات إلى مثلث الحدود السورية. العراقية. التركية.
تبذل الوساطة الكويتية جهدها في حل الخلاف بين السعودية وقطر. ومن صالح الأخيرة عدم التجاوب مع العناصر «الإخوانية» التي تؤويها. فقد ورطت قطر في نزاع خطير مع مصر السيسي. وتورطها في خلاف مع أميركا ترمب التي تناولت سياسة قطر بنقد عالي النبرة، على الرغم من إيواء قطر لأكبر قاعدة عسكرية أميركية في العالم (قاعدة العديد). وتتمركز فيها القيادة الأميركية للقوات العسكرية في الخليج البالغ عددها 35 ألف جندي.
تبقى البحرين التي تعاني من غطرسة التدخل الإيراني. إيران تريد عسكرة شيعة البحرين، تماما كما فعلت بشيعة لبنان. فبعدما حصل هؤلاء على حقوقهم السياسية، حولتهم إيران إلى مسمار جحا يهيمن على لبنان. ويغرزه نظام بشار في خاصرة السنة السورية.
أدانت المبادرة السعودية جريمة «داعش» في قتل 19 قبطيا. وأيدت الضربة التي وجهها الطيران المصري للأوكار «الداعشية» في شرق ليبيا التي انطلق منها الهجوم على الأقباط المصريين. لا شك أن السعودية تأمل في أن تتغلب دولة السيسي على الإرهاب، لتتمكن من المشاركة في التحالف العسكري العربي الإسلامي الذي يسعى إلى استعادة عروبة سوريا من المخالب الإيرانية.
نجحت مبادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في إقناع الرأي العام العربي وشارعه الشعبي، بتغيير النظرة إلى الرئيس ترمب. بدا الرئيس الأميركي في غاية البساطة، وهو يقول بصوت هادئ إلى القادة العرب والمسلمين، إنه لم يأت إلى الرياض ليحاضر (عن الديمقراطية وحقوق الإنسان). وإنما لحفزهم على الوحدة ومكافحة الإرهاب وتمويله.
في فلسطين المحتلة، واجه ترمب الزعماء الإسرائيليين بضرورة التخلي عن التمترس وراء «إسرائيل القلعة». وذلك لتقديم «تنازلات مؤلمة». فلا سبيل للتعاون مع دول عربية، من دون تسوية عادلة ترضي الفلسطينيين. كذلك وجه ترمب اللوم لحماس علنا. فلا سبيل لإلحاق الهزيمة بإسرائيل. ولا بد من وحدة فلسطينية بين غزة والضفة لاعتماد مبدأ «حق تقرير المصير» أساسا لحل مشرف. فكلما طال أمد النزاع صار الزمن لصالح إسرائيل في استيطان الأرض. وفرض حل «الدولة اليهودية». وتغييب اسم فلسطين العربية نهائيا.
ظروف ترمب الصعبة داخل البيت الأميركي تشكل «تحديا» لرسالة السلام التي وجهها العاهل السعودي للعرب والعالم. فهناك احتمال إجراء تحقيق. لكن شعبوية ترمب ليست لقمة سائغة. فوراءه ملايين الأميركيين الذين ناصروه. وانتخبوه. وأثبتوا رفضهم للديمقراطية الليبرالية المتحالفة مع دهاقنة يهود المال في «وول ستريت». فأفقدتهم حقهم المشروع في عمل دائم ومستقر. والرجل ليس بهذا السوء، كما تصوره الصحافة السياسية الأميركية والعالمية.
عن الشرق الأوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
هل ستدفع السعودية ثمن سياساتها الخارجية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل ستدفع أوروبا ثمن استمرار الأزمة السورية؟
» سياسة الضبابيّة التي تركتها إسرائيل ستدفع محور المُقاومة للردّ وتزيد احتمالات الحرب الشامِلة
» نظرة في سياسة ترامب الخارجية
» سياسة الاعتماد على المساعدات الخارجية
» اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية الخارجية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: