June 13, 2017
لوموند: السعودية للدول الأفريقية: قطع العلاقات مع قطر مقابل تأشيرات الحج
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن “تداعيات الأزمة الدبلوماسية الحادة التي بدأت في 5 حزيران/ يونيو بين السعودية وقطر، المتهمة بدعم الإرهاب، وصلت إلى أفريقيا حيث تكافح الرياض من أجل الحصول على دعم أكبر عدد من الدول الأفريقية ذات الغالبية المسلمة في اتخاذ موقف من قطر”.
في هذا السياق تحدثت “لوموند” عن أسلوبين استخدمهما سفراء السعودية للضغط على هذه الدول من خلال التهديد بوقف مساعدة مالية متواضعة من خارج المشاريع الممولة من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبتوجيه تهديدات بالكاد مبطنة بتعقيد عملية الحصول على تأشيرات لموسم الحج.
وفق الصحيفة الفرنسية فإن هذين الأسلوبين غالباً ما نجحا بمجرد بدء الاتصالات مع الدول المعنية خصوصاً تلك التي تعاني من وضع صعب على المستويين الاقتصادي والسياسي. لكن بعض الدول التي هي في الأصل على علاقة متوترة مع قطر كموريتانيا لم تكن بحاجة لأن تمارس عليها ضغوط من أي نوع كان من أجل الانحياز للسعودية.
ورأت الصحيفة أن عدم تمكن قطر من تجنب قطع العلاقات مع بعض الدول الأفريقية، يعود في جزء منه إلى نقص في عدد الدبلوماسيين في تلك الدول، علماً أن جزءاً من السفراء القطريين موجود في الدوحة منذ أسبوعين لمناسبة رمضان. بالإضافة إلى ذلك ركز الوزراء والموفدون الخاصون للأمير تميم بن حمد آل ثاني جهودهم على القوى الغربية والعربية الكبرى.
ولفتت “لوموند” إلى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، خصصت قطر موارد هامة لكي تتمكن الدول الأفريقية بما فيها الأكثر ضعفاً على المستوى الاقتصادي، من فتح سفارات لها في الدوحة موفرة لها مبان وسيارات، مضيفة أن “الإمارة تدرك أن كرمها المفترض سيجعل غالبية الدول التي خضعت للتهديد السعودي تعود على المدى المتوسط”.
وخلصت الصحيفة الفرنسية أن “هذه الأزمة تؤكد إلى أي مدى لا تزال القوة الجيوسياسية لقطر، المتصاعدة باضطراد منذ منتصف التسعينيات، قاصرة عن أن تقارن بجارتها الكبرى التي تريد اليوم تذكيرها بذلك”.
June 13, 2017
غالبية الشعب المصري ترفض التنازل عن جزيرتي “تيران” و”صنافير”.. والمحكمة الإدارية العليا حكمت بمصريتهما.. فلماذا استفزاز هذا الشعب وعرض القضية على البرلمان في مثل هذا التوقيت الحساس لمصر والسعودية معا؟
يستغرب كثيرون، داخل مصر وخارجها، هذا الالحاح من قبل الحكومة المصرية على عرض اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، التي تنص على إعادة جزيرتي “صنافير” و”تيران” الى السيادة السعودية على البرلمان المصري للتصديق عليها رغم المعارضة الشعبية القوية وفي مثل هذا التوقيت بالذات.
من الواضح ان البرلمان المصري، وبضغط من الحكومة، والرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا، سيقر هذه الاتفاقية على الأرجح، رغم الاحتجاجات الصاخبة من قبل الأعضاء ليلة امس، الامر الذي دفع برئيسه، أي البرلمان، الى تأجيل التصويت ورفع الجلسة.
اليوم الثلاثاء وافقت اللجنة التشريعية بمجلس النواب (البرلمان) على الاتفاقية، حيث صوت 35 نائبا لصالحها بينما عارضها ثمانية نواب، وجرى رفع الاتفاقية الى جلسة عامة للبرلمان للموافقة عليها، وهناك من يؤكد ان الحكومة ضمنت عددا من الأصوات كافية للتصديق عليها.
آخر استطلاع للرأي اجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام اظهر ان 47 بالمئة من المصريين يرون ان جزيرتي “تيران” و”صنافير” مصريتان، مقابل 11 بالمئة فقط يرون انهما سعوديتان، بينما لم يزد عدد الذين قالوا انهما مصريتان قبل عام عن 35 بالمئة، مما يعكس حدوث تغيير كبير في مزاج الرأي العام المصري تجاه هذه القضية الشائكة.
المحكمة الإدارية المصرية العليا، وهي اعلى سلطة قضائية في مصر، اكدت قبل عدة اشهر، في حكم نهائي لها ان الجزيرتين مصريتان ولا يجوز مطلقا التفريط بالسيادة المصرية عليهما، وحكم هذه المحكمة لا يجوز الطعن فيه.
توقيت مناقشة البرلمان لهذه القضية الحساسة لافت للنظر، ويعكس حسابات حكومية مصرية خاطئة بل قصيرة النظر، في اعين الكثيرين في النخبة السياسية المصرية، فمصر انضمت الى تحالف رباعي بقيادة المملكة العربية السعودية الى جانب الامارات والبحرين، قطع العلاقات مع قطر، وفرض عليها حصارا اقتصاديا، واغلق كل المعابر البرية والبحرية والجوية معها.
الحكمة تقتضي تأجيل هذه الخطوة على الأقل ريثما يتم حسم هذه الازمة التي باتت محور اهتمام الرأي العام المصري والخليجي، والعربي بشكل عام، خاصة ان الحكومة المصرية بحاجة ماسة الى حشد الرأي العام المصري خلفها في هذه المعركة، فما يضير البلدين لو تأجلت هذه القضية عاما او عامين او خمسة، خاصة ان الحرب لن تعلن غدا، وانهما صخريتان وغير مأهولتين؟ ولكن إصرار الحكومة على عرض هذه المسألة على البرلمان، وفي هذا التوقيت، ربما يعكس ضغوطا سعودية متعاظمة، وتطبق المثل الذي يقول “انه يطلق النار على قدميه”.
من سمع هتافات النواب الصاخبة التي تؤكد على مصرية الجزيرتين، يدرك جيدا صعوبة التحدي الذي يواجهه الرئيس السيسي وحكومته، لان هذا المجلس يضم في معظمه النواب الموالين للحكومة، وهناك العديد من علامات الاستفهام يتم طرحها حول شرعية تمثيله للشعب المصري، ونزاهة الانتخابات التي أوصلت نوابه الى قبة البرلمان، فاذا اغلبية الموالين يعارضون هذه الاتفاقية، فكيف سيكون حال الشعب؟
مصر والسعودية معا ليستا بحاجة الى التبعات الخطير لهذه القضية الشائكة، ما يمكن ان تؤدي اليه من حالة الانقسام الحادة في الشارع المصري بشأنها، والضرر الذي يترتب عليها للبلدين، لكن بالنظر الى حالة “التهور” التي تتسم بهما سياساتهما الراهنة، وربما بشكل اكبر في الجانب السعودي، لم يعد هذا التحرك، وفي مثل هذا التوقيت مستغربا، بالنسبة الينا في هذه الصحيفة “راي اليوم” على الأقل.
“راي اليوم”
June 13, 2017
صحف مصرية: عشقي: “إيلات” مصرية فلمَ لا تطلبونها من إسرائيل؟ هل تخافون منها؟
والسعودية تثق بما لديها من أدلة والأمر ليس بالعنتريات..
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة في صحف الثلاثاء، والمعركة هنا هما جزيرتا ” تيران” و”صنافير”، اللتان يدافع عن مصريتهما قوم، ويقر بسعوديتهما مسؤولون حكوميون، والى التفاصيل: البداية من “الشروق” التي نقلت عن الجنرال السعودي المتقاعد أنور ماجد عشقي قوله إن السعوديين لا يهتمون كثيرا بالمناقشات التي تجري في البرلمان المصري، لكون القضية متعلقة بالاتفاقيات والقوانين الدولية.
وقال عشقي إن السعودية تثق بما لديها من أدلة، مهاجما القوى السياسية المصرية التي تؤجج العواطف في قضية الجزيرتين، مؤكدا أن الأمر ليس بالعنتريات.
وتابع عشقي:
“أم الرشراش “ايلات” مصرية، فلمَ لا تطلبونها من إسرائيل؟ هل تخافون من اسرائيل؟”.
وقال عشقي إن المملكة ستتسلم الجزيرتين وهما مزروعتان بالألغام التي وضعها الاسرائيليون.
العواقب البعيدة
ونبقى مع الجزيرتين، ومقال زياد بهاء الدين في “الشروق” “العواقب البعيدة لاتفاقية الجزيرتين”، حيث خلص فيه الى أن الاتفاقية ــ إذا أقرها البرلمان ــ سيكون لها عواقب وخيمة وطويلة المدى حتى وإن نجحت عملية تمريرها هذا الأسبوع.
وتابع بهاء الدين:
“أول هذه النتائج اهتزاز ثقة الناس فى الحكومة على نحو لم تتعرض له من قبل، برغم كل ما واجهته من مشكلات وصعوبات وما انتهجته من سياسات خلافية حتى الآن. فنحن هنا لسنا أمام خلاف حول سعر الوقود أو تعويم الجنيه أو قانون ينظم الجمعيات الأهلية، مما يمكن تمريره اعتمادًا على خوف الناس من عدم الاستقرار أو انشغالهم بمسلسلات رمضان وإعلاناته. نحن أمام قرار مصيرى سوف يظل حاضرًا لسنوات مقبلة فى أذهان الناس. ومهما ساق أنصار الاتفاقية من حجج وأسانيد، واستعانوا بخبراء فى القانون والتاريخ والجيولوجيا لدعم موقفهم، وحشدوا أصواتًا فى البرلمان والإعلام، فإن الاعتقاد بأن الحكومة تقاعست عن القيام بواجبها فى حماية السيادة الوطنية، لن يختفى بل سوف يتصاعد مع الوقت ويهدد مصداقيتها.
والنتيجة الثانية التى لا تبدو الحكومة مكترثة بها هى حجم الانقسام العميق الذى دفعت إليه هذه الاتفاقية داخل المجتمع المصرى، وهو انقسام فى الأرجح سوف يزيد ويحتدم كلما اقتربت لحظة تسليم الجزيرتين. وبينما ظلت الأصوات العاقلة تطالب الدولة طوال الفترة الماضية بالعمل على تهدئة الاحتقان فى الشارع، وتقريب وجهات النظر فى مختلف القضايا الخلافية، وضم الصفوف من أجل مواجهة مخاطر الإرهاب ومصاعب الوضع الاقتصادى، إذا بالحكومة تفتح جبهة جديدة لنفسها، كما تفتح بابًا جديدًا للانقسام الداخلى، على نحو لا تقدم عليه حكومة رشيدة”.
جلسات استماع تتحول الى حلبة صراع
ونبقى في السياق نفسه، حيث قالت “الاهرام” في صفحتها الأولى إن جلسات الاستماع في البرلمان عن تيران وصنافير تحولت الى حلبة صراع.
وجاء في الخبر أن نواب المعارضة اعترضوا على أن جميع الخبراء الموجودين يحملون وجهة نظر الحكومة فقط، في حين أن هناك خبراء آخرين معارضين للاتفاقية ليسوا من بين المدعوين لحضور الاجتماع .
واضطر على عبد العال الى انهاء الجلسة بسبب هتاف “مصرية مصرية”.
لحظة الحساب
ومن الهتافات، الى المقالات، ومقال أشرف العشري في “الأهرام” “السقوط الحتمي لعائلة تميم”، حيث أكد فيه أن تلك اللحظة هي لحظة الحساب التي يجب أن توقعها مصر بقطر وآل خليفة مع الدول الخليجية المتضررة من قطر.
ودعا العشري الى حشر قطر في الزاوية الى ما لا نهاية، حتى تكون عبرة لمن يبحثون عن دور وحجم أكبر من حجمهم وامكاناتهم .
تشومسكي وقطيع المثقفين
ونبقى مع المقالات، ومقال وليد علاء الدين في “المصري اليوم” “تشومسكي وقطيع المثقفين”، حيث استهله قائلا: “في واحدة من لقاءاته المصورة تحدّث المفكر الأمريكي الكبير نعوم تشومسكي عمّا سماه «قابلية المجتمع الفكري للتصرف مثل القطيع من أجل دعم سلطة الدولة”.
وقال في ختام رده على سؤال أحد الصحفيين «لماذا تدعم الولايات المتحدة إسرائيل؟»: «يحب المثقفون التفكير في أنفسهم باعتبارهم جماعة ناقدة شجاعة منشقة تقف ضد السلطة، هذا غير صحيح على الإطلاق، انظروا إلى سجلات التاريخ ستجدون أن هؤلاء يمثلون هامشًا صغيرًا، وعادة ما يتعرضون للعقاب من التيار السائد من أصحاب العقول التي تميل لدعم سلطة الدولة، بينما يجب أن تكون مستقلة». وعلق بإحباط واضح: «لا شيء جديد هنا للأسف لمكافحته».”
وتابع ولي الدين: “وأكد تشومسكي أن «استحضار ما قاله الكتاب المقدس يمثل جزءًا كبيرًا من ثقافة النخبة البريطانية، وكذلك الأمر في الولايات المتحدة».
ومقدمًا الدليل على ذلك قال: «لقد كان وودر ويلسون (الرئيس الـ28 للولايات المتحدة) مسيحيًا متدينًا وكان يقرأ الكتاب المقدس كل يوم. وكذلك فعل هاري ترومان (الرئيس الـ33 للولايات المتحدة). وفي إدارة روزفلت (الرئيس الـ32 للولايات المتحدة) هارولد ألكس (وهو واحد من كبار المسؤولين) وصف عودة اليهود إلى فلسطين بأنها أعظم حدث في التاريخ، لأنها تحقق درسًا موجودًا في الكتاب المقدس.
وقال تشومسكي: «هذه دولة- يقصد الولايات المتحدة الأمريكية- شديدة التدين، وتأخذ حرفيًا ما يوجد في الكتاب المقدس». وأضاف: «هذا مجرد جزء من الاستعمار، فهذه هي المرحلة الأخيرة من الاستعمار الأوروبي، ونلاحظ أن الدول الأكثر قوة في دعم إسرائيل ليست فقط الولايات المتحدة، إنما أستراليا وكندا كذلك، هذه الدول التي يطلق عليها أحيانًا الإمبريالية غير العادية، هؤلاء هم المجتمعات الاستعمارية الاستيطانية، هذه المجتمعات ليست مثلًا كالهند، أقصد التواجد البريطاني في الهند، إنها أقرب إلى ما حدث للمجتمع في جنوب أفريقيا مثلًا، أو مثل الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، في هذا المجتمع الاستعماري يقوم المستوطنون بالقضاء على السكان الأصليين، وهم في ذلك مدفوعون أيضًا بالمبادئ الدينية للجماعات شديدة التدين التي تدعم الصهيونية المسيحية».” .
واختتم قائلا: “في ظني أن أفكار نعوم تشومسكي بشكل عام في حاجة إلى مزيد من الجهد لنشرها وترويجها عربيًا بين القاعدة العريضة من القراء، من ناحية أخرى فإن حديثه عن خضوع الإعلام وعن «قابلية المجتمع الفكري للتصرف مثل القطيع من أجل دعم سلطة الدولة» في حاجة إلى الكثير من الدراسات عربيًا حيث أثبتت هذه القابلية صمودها بنجاح منقطع النظير”.