ريجيم قاراطاي التركي "2" | ما هي أضرار الوجبات البينية؟
قالت إحداهن إن الطبيب نصحها بتناول الأكل بشكل متكرر حتى لا تتوقف عملية الأيض، وفيما يلي رد دكتور جانان قاراطاي حول هذه النقطة.
هل تناول الطعام بشكل متكرر يسرع من عملية الأيض؟
بالطبع يُسرع عملية الأيض، غير أنه عند تناول الطعام بشكل متكرر سيصبح سكر الدم والأنسولين مرتفعين بشكل دائم. ولا يعطي الفرصة لأنسولين الدم للهبوط للمعدلات الطبيعية. وكما وضحت سالفاً، فإن سرعة الأيض ومعدل أنسولين الدم المرتفع لا يقومان بحرق الدهون بل يعملان على إرسال الدهون للمخزن.
في أثناء تخزين الدهون لا يمكن استهلاك الدهون المتراكمة على شكل طاقة. كما أن هرمون الأنسولين المرتفع يتسبب في زيادة الكوليسترول من الكبد. ويتسبب في خفض كوليسترول الدم النافع (DHL) ويُسهّل من تركيز (تكثيف) الدم مما يؤدي إلى تجلط الدم.
باختصار يتم إفراز الأنسولين بعد أي طعام. وكما ذكرت من قبل فإن ثاني وظيفة لهرمون الأنسولين هي تخزين الدهون. لهذا السبب يتحول سكر الدم المرتفع لفترة طويلة إلى دهون مخزنة.
أريد أن أعطي مثالاً باستخدام الحساب البنكي:
تناول الطعام بشكل متكرر مثل الحساب البنكي الجاري؛ نستخدم ونحرق باستمرار الطاقة المُقٓدٓمة باستمرار، حتى التي لم نستخدمها نقوم بتخزينها.
كما هو الحال في الوديعة البنكية التي ندخر بها النقود الزائدة لدينا؛ نكدس دهوننا ونزيدها. هدف ريجيم قاراطاي إغلاق حسابنا البنكي الجاري فوراً وإلغاء الوديعة وتسهيل استخدامها.
لكن طوال فترة عمل هرمون الأنسولين وفي حالة بقائه مرتفعاً باستمرار فلن نتمكن من الدخول إلى حسابنا الجاري والإنفاق منه.
حسناً، كيف سنصل إلى الوديعة واستخدامها؟
سيتحقق هذا بزيادة النشاط البدني وعمل هرمون اللبتين بشكل طبيعي.
ريجيم قاراطاي التركي "2"| ما المقصود بـ"البدانة" ونقص الوزن؟
البدانة هي تراكم الدهون غير المرغوب فيها (تخزينها). وعكس البدانة هو نقص الوزن الذي يعني حرق أو ذوبان دهون الجسم.
في هذه الحالة يجب أن نعرف ونفهم أولاً آلية تراكم الدهون.
نعم، السر في تلك الآلية، كما نعرف جميعاً فإن "هرمون الأنسولين" الذي ينتجه ويفرزه البنكرياس يعمل على تحويل سكر الدم إلى طاقة، حسناً بعدها ماذا يحدث للقسم الزائد من سكر الدم الذي لم نستخدمه؟ السر كله يكمن في إجابة هذا السؤال.
في حالة زيادة سكر الدم عن الطاقة المبذولة يتم تخزينه على شكل "دهون" للاستخدام مستقبلاً وقت الحاجة، يوجد هرمون يقوم بنقل السكر الزائد في الدم إلى المخازن وتراكمه، وهو هرمون الأنسولين.
سأقوم بتوضيح هذه النقطة بشكل أوضح:
*في اللحظة التي يتم بها وضع لقمة في فمنا والبدء في مضغها يبدأ سكر الدم وأنسولين الدم في الارتفاع معاً.
*بعد الانتهاء من الطعام بحوالي من 2 إلى 2.30 ساعة ونتيجة لتأثير الأنسولين ينخفض سكر الدم.
*يقوم سكر الدم تحت تأثير هرمون الأنسولين بتوفير الطاقة اللازمة للقيام بالأعمال الخاصة بنا كالتنفس والمشي وتناول الطعام وقراءة الكتب وأعمال المنزل والمكتب.. إلخ. كما الحال في العربة التي تعمل عند حرق الوقود، فسكر الدم بفضل هرمون الأنسولين ينحرق ويوفر لنا الطاقة اللازمة لتشغيلنا. لهذا السبب بعد 2 - 2.30 ساعة من تناول الطعام يبدأ معدل هرمون الأنسولين في الدم والسكر بالانخفاض تدريجياً.
*في حال حدوث زيادة في الطاقة الناتجة من أحد الأطعمة (كانت كمية الطعام كثيرة أو الجهد المبذول قليل جداً) لا يمكن للجسم أن يستخدم كل سكر الدم على شكل طاقة.
في هذه الحالة يبدأ هرمون الأنسولين في تنفيذ وظيفته الثانية.
ثاني وظيفة مهمة لهرمون الأنسولين هي تحويل سكر الدم الزائد عن الحاجة إلى دهون وتخزينها في الجسم.
*بعد تناول الطعام بحوالي 2 - 2.30 ساعة ولتوفير طاقة إضافية للجسم (وقود وبنزين) يقوم البنكرياس هذه المرة بإفراز هرمون "جلوكاجون" glucagon.
يعمل هرمون الجلوكاجون على انتقال السكر الاحتياطي الذي تم تخزينه من قبل في الكبد، إلى الدم لتوفير طاقة للجسم.
بهذا الشكل تكون الطاقة الاحتياطية التي تهدف إلى استمرارية تشغيل الموتور قد استُخدمت. كمية البنزين الاحتياطي الذي تم توفيره من مخزن الكبد ليست كبيرة؛ لهذا السبب يتم استهلاكها في فترة زمنية قصيرة.
*في ظل الظروف الطبيعية والصحية يمكن أن نبقى من ٤-٥ ساعات بدون طعام وبدون جوع؛ نتيجة للعمل المتناسق والمنظم والكافي والفعال لهذه الهرمونات. يعمل هرمون الأنسولين بعد تناول الطعام لمدة ساعتين ليكمل بعدها العمل هرمون "الجلوكاجون".
حسناً، إذا لم تتناول أي لقمة لمدة 4-5 ساعات كيف يمكن توفير طاقة للموتور؟
في هذا الوضع ومن أجل استمرارية الحياة بشكل طبيعي بدون تناول أي لقمة بعد 4-5 ساعات من آخر طعام يتم إفراز هرمون "اللبتين" وهو هرمون في غاية الأهمية. وظيفة هرمون اللبتين هي حرق الدهون المخزنة في أماكن عدة من الجسم وتوفير وقود وبالتالي طاقة للجسم.
"هرمون اللبتين يستخدم البنزين الموجود في المخزن الاحتياطي الثاني على شكل طاقة".
اختصار عمل هرمون الأنسولين واللبتين:
يعمل هرمون الأنسولين على استخدام سكر الدم كوقود، وتخزين الزائد منه للاستخدام لاحقاً.
أما هرمون اللبتين فيعمل على استخدام الدهون المتراكمة في الجسم على شكل طاقة.
في حالة مرور من 4-5 ساعات بدون طعام يقوم هرمون اللبتين بتحويل الدهون المخزنة في الجسم إلى سكر في الدم لتوفير الطاقة اللازمة.
لهذا السبب، للتمكن من فقد الوزن الزائد أي توفير طاقة للجسم عن طريق حرق الدهون المتراكمة في الجسم يجب أن يتم إفراز هرمون اللبتين. فكما ذكرنا سابقاً، بعد تناول الطعام أو عند تناول طعام بشكل متكرر يرتفع سكر الدم وهرمون الأنسولين معاً.
في حالة استمرارية هذه العادة سيرتفع باستمرار هرمون الأنسولين في الدم بطبيعة الحال وسيظل دائماً في مستويات مرتفعة. وسيتم إرسال سكر الدم الزائد الذي لم يتم استخدامه كطاقة إلى المخزن على شكل دهون بفضل أنسولين الدم المرتفع بشكل مستمر. وفي حالة استمرار ارتفاع هرمون الأنسولين في الدم سيتم إرسال الدهون إلى التخزين دائماً مما يؤدي إلى زيادة الوزن. نتيجة لهذا ومع استمرار تخزين الدهون يصبح من غير الممكن حرق الدهون واستخدامها كوقود.
لهذا السبب عندما تتناول الطعام بشكل متكرر حتى وإن زادت الطاقة؛ فلن تستخدم هذه الطاقة في حرق الدهون بل في تخزينها. وبطبيعة الحال يصبح من غير الممكن فقد الوزن في حال الاستمرار بهذا الشكل.
أما الأشخاص الذين يتبعون حمية عن طريق تناول وجبات بينية (سناك) فقد يفقدون بعض الكيلوات في بادئ الأمر، لكن قد يتسبب في عدم الحفاظ على ما فقدوه من وزن أو يبدأون في زيادة الوزن تدريجياً بدلاً من فقد الوزن. ونتيجة تناول وجبات بينية بشكل متكرر يظل هرمون الأنسولين مرتفعاً في الدم بشكل مستمر.
المعلومات التالية مترجمة من كتاب Karatay Diyeti لمن يحب الاستفاضة ممن يعرفون اللغة التركية.
تحميل كتاب Karatay Diyeti
http://cyprux.com/defterali.com/karatay.pdf