منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Empty
مُساهمةموضوع: نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017     نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Emptyالأربعاء 20 سبتمبر 2017, 4:59 am

ايران تدمر اسرائيل ردا على اي حماقة امريكية او اسرائيلية ..؟

[rtl] نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Soufian-shawa2.jpg882-400x280[/rtl]

[rtl]المحامي سفيان الشوا[/rtl]

[rtl]القتل والحرب سمة العصر منذ خلق الله الانسان وكلنا يذكر قصة الاخوين هابيل وقابيل ابناء سيدنا ادم .والولايات المتحدة الامريكية لم تخرج عن هذا السياق فمنذ اكتشفها كريستوفر كولمبس لم يكتشفها فقط بل قتل هو وعصابته جميع السكان الاصليين والذين اطلقوا عليهم اسم الهنود الحمر .والعداء والكره ضد المسلمين ليس وليد اليوم بل منذ اكتشف ماجيلان جنوب اسيا فعند وصوله الي الفلبين قام بهدم المسجد الكبير وبنى محله كنيسة فهو ليس مستكشف بل داعية مسيحية ضد المسلمين.هذه هي الحقيقة منذ الازل حقد وكره ضد الاسلام والمسلمين..فالتاريخ مدرسة لمن يريد ان يتعلم .فلا يختلف الحاضر عن الماضي فهو من رحمه.[/rtl]

[rtl]عادت اسرائيل تقرع طبول الحرب  سواء وشيكة او على مرمى حجرفقد نشرت صحيفة (يديعوت احرنوت) قبل ايام مقالا للجنرال (عاموس عيدلين) رئيس مركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي يناقش الهجوم العسكري الامريكي الاسرائيلي ضد ايران. فان الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) من احفاد كولمبس فهو يعشق القتل والدمار وقد رايناه وهو يشيطن الجمهورية الاسلامية الايرانية حتى قبل ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة فقد كان في حملته الانتخابية يشن هجوما قاسيا ضد ايران وضد (الاتفاق الذري) الدولي الموقع بين ايران والدول الكبرى 5+1 ويعتبره اسوأ اتفاق بل هدد بتمزيقه  .وفي نفس الوقت كانت اسرائيل  خاصة واليهود عامة مثل العسل على قلبه فوعدهم بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي (القدس) اورشليم العاصمة الابدية لدولة اسرائيل كما يحلمون او كما يزعمون.وتزوجت ابنته من اليهودي كتشنر.[/rtl]

[rtl]يخطيء من يعتقد ان اسرائيل (تجرؤ )على ضرب ايران او الخوض في معركة ضدها. وهذه عادتها من قديم الزمان مهما هددت وتوعدت فهي لا تعدوا كونها عدوا يهدد ممن لا يملك قوة في الهواء الطلق .فاسرائيل لا تحارب الا اذا كانت في ركاب احدى الدول الكبرى وهي الان ملتصقة بالولايات المتحدة .اسرائيل تخاف من ايران بدون شك بل تعتبرها العدو الاول لها فهي تخشى ان تصل (ايران) الي صناعة القنبلة الذرية.. فتفقد اسرائيل ميزتها في الشرق الاوسط لان لديها قنابل ذرية من مفاعل (ديمونة.)[/rtl]

[rtl] ومن جهة ثانية فهي تخشى (ايران) التي تهدد بتدمير اسرائيل فكبار المسؤلين الايرانيين دائما يهددون اسرائيل علنا  فان( الامام الخميني) رحمه الله  وصف امريكا بالشيطان الاكبر واسرائيل بالشيطان الاصغر ..ثم ان الرئيس الايراني السابق السيد( احمدي نجاد) قال:- لماذا لا ياخذ الغرب اليهود الي بلادهم بدلا من فلسطين..؟ وقال على اسرائيل ان تختفي من وجه الارض.[/rtl]

[rtl]لقد كثر الحديث في الاوة الاخيرة على تهديد اسرائيل بتوجيه ضربة جوية الي ايران لتدمير مفاعلاتها النووية.وهي اضعف من ذلك . بل هو تحريض  الولايات المتحدة الي ضرب المفاعلات النووية الايرانية لعدة اسباب معروفة .[/rtl]

[rtl]ولكن طبيعة الرئيس (دونالد ترمب) مهيأة للحرب اضافة الي ما ذكره رئيس وزراء بريطانيا من ان (انجلترا) مستعدة للمشاركة في اي حرب ضد (ايران) اذا طلبت الولايات المتحده منها ذلك.اضافة الي ان هناك في الكونجرس غالبية من الاعضاء الجمهوريين وشهيتهم مفتوحة لتنفيذ رغبة اسرائيل مما يسهل قرار الرئيس( ترمب).الذي يرغب في وقف نفوذ ايران في الشرق الاوسط واعادتها الي حدودها تلبية لطلب حلفاء امريكا العرب.[/rtl]

[rtl]الا ان كبار المحللين العسكريين في الولايات المتحدة وفي بريطانيا يؤكدون ان اسرائيل اضعف من القيام باي هجوم على ايران وهي لا تملك الوسائل اللازمة لمواجهة ايران في اي حرب .[/rtl]

[rtl]لكنهم تنفيذا لرغبة (ترمب) الجنونية اذا اصر على عدائه الي ايران والي حزب الله..  يفضل كبار المستشارين العسكريين ان تكون الضربة الامريكية ليست شاملة.. بحيث لا تتعرض للنظام الايراني. خلافا لطلب (نتنياهو) الذي يقول دائما ان ايران تريد تدمير اسرائيل فيجب ان توجه امريكا  ضربة قوية ..تقضي على المفاعلات النووية الايانية التي تؤرق اسرائيل.اي تستهدف مواقع كثيره في ايران اهمها المفاعلات النووية :- لتدميرها او قصفها لتعطيلها على الاقل  وهي:- المفاعلات النووية وملحقاتها خاصة وان الخبراء الايرانيين اذكياء فلم ينشؤا مفاعلا نوويا واحدا بل اكثر من مفاعل وجعلوها في الجبال تحت الارض وتذكروا كيف ضربت اسرائيل المفاعل النووى العراقي سنة 1981و المفاعل السوري سنة 2007.[/rtl]

[rtl]واهم المفاعلات الايرانية هي:- مفاعل( ناتانز) و لتخصيب اليورانيوم ويقع شمال طهران ومفاعل( فوردو) لانتاج الماء الثقيل قرب مدينة قم.. ومفاعل( اراك)لتحويل اليورانيوم قرب مدينة اصفهان ومفاعل (نطنز)لتخصيب اليوارانيوم. اضافة الي عدة مفاعلات اخرى .المهم ان ايران انشأت عدة مفاعلات وزيادة في المحافظة على امنها وسلامتها انشاتها في الجبال تحت الارض .[/rtl]

[rtl]ولكن يبقى السؤال المهم في هذا الضباب حول الحرب بين ايران وامريكا واسرائيل( فنتنياهو) يصرخ كل يوم و(ترمب) يحاول التهدئة الا انه في نفس الوقت يرغب في رؤية الدماء بل انه يرغب في الحرب بالرغم من النتائج الكارثية عليه . وازاء هذه الرغة الجامحه في الحرب فمن يجرؤ على القيام بها  اسرائيل او امريكا..؟[/rtl]

[rtl]يقول:-( شلومو بروم) الخبير العسكري الاسرائيي في شؤون الطيران الطائرات الحربية الاسرائلية اف 15ايه واف 16 ايه تؤدي مهمتها بسرعة وبدقة متناهية قبل ان تتحرك قوات الدفاع الجوي الايرانية  وتدمر المفاعلات النووية الايرانية مثلما دمرت المفاعل النووي العراقي والمفاعل النووي السوري.[/rtl]

[rtl]ولكن السيد( ديفيد ديبولتا)رئيس استخبارات سلاح الجو الامريكي يقول :-هناك فرق كبير بين المنشات النووية الايرانية التي تنتشر على مساحات واسعة وبين نظيراتها( السورية والعراقية) التي كانت فوق سطح الارض..ويضيف ديبولتا :-المشكلة الاساسية التي تواجه الطائرات الاسرائلية هي بعد المسافه فالمنشات الايرانية تبعد عن اسرائيل حوالي 1500 كلم وبالتالي بعيدة عن الطائرات مقاتلة.اي انها بحاجة الي التزود بالوقود في الجو وهذا غير متوفر لدى اسرائيل مما يعني لا مجال لقوات سلاح الجو الاسرائيلي لتنفيذ هذه المهمة.[/rtl]

[rtl]تبقى فرصة الولايات المتحدة فهي الافضل لتنفيذ المهمة:-[/rtl]

[rtl]الغريب ان الولايات المتحدة تحث (اسرائيل )على ضبط النفس بينما واشنطن ترغب بتوجيه ضربة جوية الي طهران.فحاملات الطائرات الامريكية تلغي بعد المسافة وسلاح الجو الامريكي يملك صواريخ وطائرات اكثر مما يحتاجونه اضافة الي امتلاك امريكا قنابل الاعماق وهذا يظهر السيناريو كما يقول الجنرال( ديفيد ديبتولا).[/rtl]

[rtl]ان المشكلة التي تواجه( ترمب) هي :- هل الضربة الجوية التي يفكر بها قوية او خفيفه..؟الخبير العسكري (مالكوم تشالمرز) مستشار الحكومة البريطانية.. يرى ان الضربة الخفيفة يجعل القيادة الايرانية ستحاول تجنب التصعيد والبحث عن الحد الادنى من الانتقام .لكن الهجوم القوي ستكون له عواقب كارثية ..لانه من الصعب على ايران ان تكتفي بانتقام محدود.[/rtl]

[rtl]اما الرد الايراني العنيف فسوف يكون مئات بل الاف الصواريخ لتدمير اسرائيل.. وتدميير القواعد الامريكية.. المنتشرة في الخليج واغلاق (مضيق هرمز) وبالتالي منع 20% من النفط العالمي وربما احتلال دول الخليج الموالية لامريكا.. واستعمال الاسطول البحري.. سواء الغواصات او الزوارق السريعه.ولا ننسى الرد السريع من حلفاء ايران مثل (حزب الله) في لبنان وحماس) في( غزة) .[/rtl]

[rtl]هذا يجعلنا على ثقة من استحالة مثل هذه الحماقة من ترمب او نتنياهو..![/rtl]



عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأربعاء 20 سبتمبر 2017, 5:04 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017     نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Emptyالأربعاء 20 سبتمبر 2017, 5:03 am

SEPTEMBER 19, 2017
نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017

[rtl] نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Nasralla-newww1.jpg7771-400x280[/rtl]

[rtl]صادق النابلسي[/rtl]



[rtl]بعد سلسلة النكبات والنكسات والهزائم العربية منذ مطلع القرن الماضي، كان من الصعب لأحدٍ أن يتنبأ بأنّ سيّداً عربياً من لبنان سيخرج على الناس عام 2000 في خطاب تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي في مدينة بنت جبيل ليقول أمامهم: «هذا النصر وضع الأمة كلها على بوابة الانتصارات الآتية ووضع إسرائيل على بوابة الهزائم الآتية».[/rtl]

[rtl]ثم ليطلق عقب حرب تموز المدمرة من عام 2006 شعاره الشهير: «بدأ زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم». وأمام التحولات الجديدة على مستوى الصراع في المنطقة وانعكاساتها على حقائق وموازين الصراع مع العدو الإسرائيلي استناداً إلى الدور الحيوي الذي قام به حزب الله خصوصاً منذ فترة تولي الأمين العام الحالي السيد حسن نصر الله قيادة الحزب بداية التسعينيات من القرن الماضي وصولاً إلى اللحظة الراهنة التي يعتبر فيها رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوت «حزب الله، التهديد المركزي الأول على إسرائيل». فإننا سنقف عند تطور خطاب الردع من خلال رصد لأبرز المواقف التي صدرت عن الأمين العام للحزب منذ عام 2006 وحتى عام 2017 والتي لم تكن تعكس البعد التكتيكي العملياتي في نطاق المواجهة المفتوحة فحسب، بل كانت مليئة بالشحنات الاستراتيجية وقدرتها على التأثير في مجريات الأحداث وسياسات ومعادلات المنطقة.[/rtl]

[rtl]أولاً: مواقف الأمين العام في سياق كرونولوجي تاريخي[/rtl]

[rtl]أــ شهد العام 2006 سلسلة من الخطابات يقوم المنطق الجوهري فيها على مواجهة التهديد الإسرائيلي المباشر بأنماط ومستويات متعددة من القوة النفسية والعسكرية. فعلى سبيل المثال وبعد ساعات من عملية الوعد الصادق في الثاني عشر من تموز والتي أدت إلى أسر جنديين ومقتل ثلاثة في منطقة خلة وردة بالقرب من قرية عيتا الشعب الجنوبية، عقد الأمين العام لحزب الله مؤتمراً صحفياً رفع من خلاله سقف الردع رداً على مواقف إسرائيلية كانت تحرّض على إعلان الحرب وتحميل لبنان ثمناً باهظاً قائلاً: «إذا أراد العدو الإسرائيلي.. تصعيداً.. فنحن جاهزون للمواجهة وإلى أبعد ما يمكن أن يتصور هذا العدو ومن يقف خلفه». وبعد يومين فقط على العملية كان الجيش الإسرائيلي قد وسّع عملياته الجوية وأغارت طائراته على أهداف مدنية في مختلف المناطق اللبنانية وصولاً إلى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت فجاء رد الأمين العام للحزب برسالة صوتية بُثت عبر قناة المنار قال فيها: «لن أقول اليوم اذا ضربتم بيروت سنضرب حيفا، لن أقول لكم إذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا، هذه المعادلة أردتم أن تسقط فلتسقط. أنتم أردتم حرباً مفتوحة، نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها، حرباً على كل صعيد، إلى حيفا وصدقوني إلى ما بعد حيفا وإلى ما بعد ما بعد حيفا». وفي نهاية الرسالة كشف الأمين العام عن تدمير البارجة الحربية (ساعر) عبر صاروخ أرض – بحر ما أدى إلى خروج سلاح البحرية من المعادلة. وعلى خلفية قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع العمليات البرية بعد فشل الطيران الحربي من حسم المعركة بعد سبعة وعشرين يوماً على بدء الحرب، رد السيد نصر الله قائلاً: «لن تستطيعوا البقاء في أرضنا لو دخلتم أرض جنوبنا الغالي سنحولها إلى مقبرة للغزاة الصهاينة… حتى الآن لقد رأيتم بعض بأسنا أهلاً وسهلاً بكم في العملية البرية الواسعة التي سترون فيها كل بأسنا».[/rtl]


[rtl]تفاهُما تموز 1993 ونيسان 1996 شكّلا بداية موفّقة لتثبيت معادلة ردعيّة[/rtl]
[rtl]ب ــ في عام 2007 توالت التهديدات الإسرائيلية من قبل قادة الكيان وارتفع مستوى الخطاب التصعيدي بذريعة تسلّح حزب الله وإعادة بناء ترسانته الصاروخية. وكانت إسرائيل قد شنت في هذا العام غارة جوية ناجحة على ما تزعم أنه مفاعل نووي سوري ودمرته بالكامل ما حفزها على رفع سقف التحدي مع حزب الله حتى كادت التهويلات توحي بأنّ حرباً على الأبواب قادمة ما اضطر السيد نصر الله إلى الرد في احتفال بمناسبة يوم الشهيد موجهاً كلامه للقيادة الإسرائيلية قائلاً: «إنّ المقاومة في لبنان جاهزة.. ليس فقط للدفاع وإنما هي متوثبة لتصنع الانتصار التاريخي الذي يغير وجه المنطقة».[/rtl]
[rtl]ج ــ أما عام 2008 فقد حمل حدثاً استثنائياً في تاريخ الصراع بين المقاومة وإسرائيل. إذ نجحت إسرائيل بمعونة أجهزة استخبارات عربية ودولية في اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في حي من أحياء دمشق. اعتبر نصر الله في خطابه الذي ألقاه أمام الحشود المشيّعة عملية الاغتيال بدء مرحلة سقوط دولة إسرائيل. وعمد إلى رفع سقف التحدي بقوله: «إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود». الأبرز في الخطاب كان البعد البشري العددي في معادلة الردع. ولأول مرة يكشف السيد نصر الله عن آلاف المقاتلين الذين أعدّهم عماد مغنية. فيقول: «في الماضي تحدثت عن الصواريخ.. اليوم بعد أن قتلوا الحاج عماد فليسمعوني جيداً: في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد ولا عدة آلاف من المقاتلين، لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة».[/rtl]
[rtl]د ــ في عام 2009 بدأ قادة الكيان يتحدثون عن أسلحة «كاسرة للتوازن» تعبر إلى حزب الله عن طريق سوريا، ومهددين بحرب مدمرة شديدة. رد الأمين العام في خطاب ألقاه بذكرى يوم الشهيد فقال: «المرة المقبلة، ليس حيفا وما بعد حيفا، يمكن أن تبدأ القصة (المعركة) مما بعد ما بعد حيفا… وأقول لباراك واشكنازي ونتنياهو وأوباما وكل الدنيا، أرسلوا ما شئتم من فرق خمسة وسبعة وإن شئتم أرسلوا كل الجيش الاسرائيلي فسندمره ونحطمه في تلالنا وودياننا وجبالنا، هذا هو التحول الكبير الذي أتحدث عنه في المنطقة لو حصلت حرب من هذا النوع»[/rtl]

[rtl]ه ــ في عام 2010 حصلت مجموعة من التطورات الميدانية أبرزها قصف القوات الإسرائيلية لموقع للجيش اللبناني على مشارف بلدة العديسة الجنوبية أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء من عناصر الجيش. رد أفراد الموقع على النيران الإسرائيلية ما اعتبره مراقبون ثمرة الالتحام والتعاون بين المقاومة والجيش. لكن الأمين العام لم يترك الحادثة تمرّ دون إفهام العدو الإسرائيلي الرسالة التالية: «أنا أقول لكم بصراحة: في أي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل العدو الصهيوني ويكون فيه تواجد للمقاومة أو يد المقاومة تصل إليه فإن المقاومة لن تقف ساكتة ولا صامتة ولا منضبطة، اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة».[/rtl]

[rtl]وكان السيد نصر الله وقبل أشهر من هذه الحادثة قد وسّع من معادلة الصواريخ المعروفة منذ حرب تموز 2006 وأراد إرساء معادلة ردع أكثر تأثيراً لإحداث نتيجة سياسية لها علاقة بإدامة الاستقرار في لبنان وإفشال أي خطة إسرائيلية محتملة للحرب. قائلاً: «أنا اليوم أقول للإسرائيليين ليس إذا ضربتم الضاحية سنضرب تل أبيب، إذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب، إذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم، وإذا ضربتم مصافي النفط عندنا سنقصف مصافي النفط عندكم، وإذا قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم، وإذا قصفتم محطات الكهرباء عندنا سنقصف الكهرباء عندكم». أما اللغز الذي أراد نصر الله أن يثير ذعر وقلق الصهاينة، فهو وضعه سلاح الجو الذي لم يثبت أو ينفي امتلاك المقاومة له في إطار «سياسة الغموض البناء».[/rtl]
[rtl]و ــ في عام 2011 وعلى خلفية التطورات التي بدأت تشهدها المنطقة من تونس إلى مصر والتي شعرت من خلالها إسرائيل أنها يمكن أن تشكّل غطاء لعدوان جديد. فقد قام رئيس الأركان (بني غانتس) برفقة وزير الدفاع ايهود باراك بجولة على الحدود مع لبنان أدلى بعدها باراك بتصريح يطلب فيه من جنوده الاستعداد للدخول مجدداً إلى لبنان. فجاء رد الأمين العام من خارج التوقعات والتقديرات الإسرائيلية، وقفزة نوعية واستراتيجية في تاريخ الصراع حين قال: «إنني في ذكرى السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد أقول لمجاهدي المقاومة الإسلامية: كونوا مستعدين ليومٍ إذا فُرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل».[/rtl]
[rtl]ز ــ في عام 2012 وفي غمرة الأحداث الخطيرة في سوريا والتي كانت تستهدف تغيير المعادلات لصالح الكيان الإسرائيلي، ورسم خرائط جديدة على مستوى جغرافيا المنطقة، وضرب المقاومة في لبنان عبر الجماعات التكفيرية، وفي ظل مراهنة العدو على ضعف المقاومة، أرسل حزب الله طائرة من دون طيار (طائرة أيوب) إلى داخل الأراضي المحتلة في خرق أمني حمل أبعاداً استراتيجية واضحة، وانقلاباً في معادلات الردع بحسب المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل الذي رأى: «أنّ اختراق الطائرة الإيرانية الصنع، يوفر تذكاراً عن ميزان الردع المعقد، القائم بين الجانبين. كون حزب الله هو العدو الأذكى في المنطقة، الذي تواجهه إسرائيل».[/rtl]
[rtl]وفي ذكرى يوم القدس وجه الأمين العام رسالة شديدة اللهجة إلى قادة الكيان الإسرائيلي معتبراً «أن الحرب مع لبنان مكلفة جداً..» وأنّ ضرب هدف واحد من الأهداف التي تمتلكها المقاومة سيحول «حياة مئات الآلاف من الصهاينة إلى جحيم حقيقي».[/rtl]
[rtl]ح ــ في عام 2013 ومع انشغال حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا ارتفعت لهجة التحدي الإسرائيلي لكن الأمين العام عاد وأكدّ على جهوزية المقاومة وعلى المعادلات القائمة وصنع المعادلات الجديدة. وفي احتفال بذكرى شهداء المقاومة قال: «ربما البعض يعتبر أنّ سوريا الآن في صراع دامٍ، وبالتالي أصبحت سوريا خارج معادلة أي معركة يمكن أن تحصل مع العدو الإسرائيلي… إذاً هذه هي اللحظة التي يمكن أن تستغل للاستفراد بالمقاومة. أبداً… المقاومة في لبنان في كامل عدتها وعديدها.. بكل هدوء، سوف نقلب الآية». وفي هذا العام بالذات شكلّت معركة القصير على الحدود اللبنانية السورية التي خاضها حزب الله بنجاح ضد المجموعات الإرهابية التي كانت تتلقى الدعم والمساندة من جهات على صلة بالعدو الإسرائيلي أقوى رد استراتيجي خصوصاً لجهة الأساليب القتالية الجديدة والنتائج العسكرية.[/rtl]
[rtl]ط ــ في عام 2014 واصلت أجهزة الدعاية الإسرائيلية حربها النفسية على المقاومة وبدأت تتحدث عن قلقها من تعاظم قدرة حزب الله وانخراطه في أكثر من ميدان تدور فيه الصراعات في المنطقة. وأمام حملة التصعيد الكلامية جاء ردّ الأمين العام مخاطباً قادة العدو قائلاً: «عليكم أن تغلقوا مطاراتكم وعليكم أن تغلقوا موانئكم، ولن تجدوا مكاناً على امتداد فلسطين المحتلة لا تصل إليها صواريخ المقاومة.. كل ما يخطر في بالكم يجب أن تحسبوا له حساباً».[/rtl]
[rtl]نصرالله هو مصدر المنطق المحرّك للردع في كل أساليبه ودرجاته[/rtl]

[rtl]ي ــ اعام 2015 حمل معه تطوراً ميدانياً خطيراً بعد استهداف المروحيات الإسرائيلية في 18 يناير سبعة مقاومين كانوا في جولة تفقدية في منطقة القنيطرة السورية. وضعت إسرائيل جيشها في حالة استنفار كامل، وقامت بإجراءات احترازية واستقدمت تعزيزات إلى منطقة الشمال والجولان. جاء الرد بعد عشرة أيام فقط من الغارة الإسرائيلية بعملية للمقاومة على دورية عسكرية في مزارع شبعا قُتل خلالها ما يزيد عن خمسة جنود إسرائيليين. بعدها ألقى الأمين العام لحزب الله خطاباً ردعيّاً عالي المستوى. فقال: «لا يمكنكم أن تقتلوا الناس وتناموا في بيوتكم آمنين مطمئنين.. نحن ذهبنا إلى العملية وقد بنينا على أسوأ الاحتمالات، وجهزنا أنفسنا لأسوأ الاحتمالات، وأن هذا الذي يطلق النار الآن هو مستعد أن يذهب إلى أبعد ما يتصوره أحد في هذا العالم، هذا كان له علاقة بالردع… يجب أن يفهم الإسرائيلي جيداً، أنّ هذه المقاومة ليست مردوعة.. وأتمنى هنا الاصغاء وأن يدقق (العدو) جيداً…، نحن في المقاومة لم يعد تعنينا أي شيء اسمه قواعد اشتباك. نحن لا نعترف بقواعد اشتباك. انتهت… ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين». وعلى إثر هذا الخطاب ظهر مصطلح تشبيك الجبهات بين الدول والحركات المنضوية في محور المقاومة لمواجهة احتمالات ورهانات أي حرب قادمة.[/rtl]
[rtl]ك ـ في عام 2016 كانت التحولات الميدانية في سوريا لصالح محور المقاومة حيث لعب حزب الله دوراً بارزاً في تحرير مساحات شاسعة من الأراضي السورية التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المختلفة خصوصاً في منطقة القلمون المحاذية للحدود مع لبنان. وأحبّ حزب الله هذه المرة أن يبعث برسالة ردعية حيّة من داخل الأراضي السورية ومن منطقة القصير تحديداً حيث أقام عرضاً عسكرياً ضخماً ظهرت فيه أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة. الرسالة كانت تحوّلاً استراتيجياً إضافياً جعلت قادة الكيان يتحدثون بقلق متزايد عن قدرات حزب الله البشرية والمادية، وعن تطور إمكاناته وتجربته على ضوء الحرب السورية وعن اكتسابه تجربة هجومية. وأمام التطورات المتسارعة وضعوا عنواناً للحرب المحتملة اسموها حرب لبنان الثالثة. لكن الأمين العام لم يكتفِ بالعمل الاستعراضي في هذا العام بل أكدّ في خطاب ألقاه بذكرى قادة المقاومة على قدرة المقاومة على ضرب حاويات الأمونيا في حيفا التي يمكن أن توازي بمفعولها حال استهدافها ببعض الصواريخ قنبلة نووية.[/rtl]

[rtl]ل ـ في عام 2017 صعدّ الأمين العام من مستوى الردع وطالب الكيان الإسرائيلي «ليس إلى إخلاء خزان الأمونيا فقط بل إلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي». بيد أنّ الموقف الأكثر تقدماً ليس في هذا العام فقط، بل في تاريخ الصراع حين كشف السيد نصر الله «أنّ على العدو الإسرائيلي أن يعرف أنّه إذا شن حرباً على سوريا أو على لبنان فليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانياً إسرائيلياً أو سورياً إسرائيلياً… بل قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة».[/rtl]

[rtl]ثانياً: التطور في مستويات الردع ونتائجه[/rtl]

[rtl]منذ بدايات العمل المقاوم، والمقاومة تحاول الوصول إلى مستويات متعادلة في الردع. تفاهم تموز 1993 ونيسان 1996 شكّلا بداية موفّقة لتثبيت معادلة ردعية تحمي المدنيين بدرجة أساسية. ومع انتهاء حرب عام 2006 كانت قد ترسخت منظومة ردعية لدى المقاومة تسببت بهدم كل المعتقدات الموروثة الإسرائيلية العسكرية والسياسية والنفسية حول منطلقات الردع وأساليبه. إذ لم تعد الآلة العسكرية كرمز للقوة وحدها من يحسم الصراع، صار الأمر يستلزم وضع افتراضات وتصورات وإدراكات جديدة على المستوى التكتيكي والاستراتيجي. أي أنّ المسألة باتت ترتبط بالرؤية والنموذج أكثر من ارتباطها بالتشكيلات العسكرية والنطاق العملياتي. وهنا لا بد من فهم كيف استطاع حزب الله تطوير نظريته للردع وتنظيم قوى وموارد لوجستية بقوات قليلة خفيفة وأسلحة محدودة، شكّلت حلولاً نموذجية لكسر إرادة العدو وإفشال أهدافه؟ وكيف تمكّن من ردع التهديد الإسرائيلي والرد عليه خلال كل الحروب اللامتناظرة واللامتماثلة التي خيضت بينه وبين القوات الإسرائيلية حتى من دون استخدام القوة بل بالاكتفاء بنشرها فقط أو العزم على استخدامها أو التلميح باستخدامها. بعد حرب عام 2006 ظهرت إسرائيل مردوعة إلى حد كبير، وعلى الرغم من امتلاكها ترسانة عسكرية ضخمة ومخيفة لكن لم يكن لاستخدام هذه الأسلحة أثر في حسم الصراع، ولا حتى إلى نتيجة تتناسب والقدرات المفترضة لهذه القوة، بل ظلت المشكلة الاستراتيجية الجوهرية مع حزب الله قائمة حين استمر يعمل بطريقة مرنة لإفساد كل استخدام لقوة العدو وجعلها بلا فائدة استراتيجية وسياسية.[/rtl]

[rtl]ثالثاً: القائد الذي يتقن فن استخدام القوة[/rtl]

[rtl]خلال السنوات الماضية التي خاض فيها حزب الله معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية أظهر الأمين العام للحزب براعة وحرفية عالية في مراوغة العدو ومنازلته، والصعود بمقاومته إلى قوة رادعة ومصدر تهديد استراتيجي للكيان الإسرائيلي. وفي السطور القادمة أبرز ما يمكن ملاحظته من مساهمات الأمين العام في بناء قوة الردع التي غدت[/rtl]

[rtl]رهاناً لحماية لبنان:[/rtl]

[rtl]1.فهمه العميق لطبيعة القوة وجدواها وكيفية استخدامها بكفاءة على نحو متدرج، وضمن سياق وظروف تحقق الأهداف والغايات المرجوة منها.[/rtl]

[list=rtl]
[*]

[rtl]نجاحه في إبراز القوة وإخراجها إلى حيز الوجود وإرادة نشرها واستعمالها عند اللزوم.[/rtl]

[*]

[rtl]نجاحه في لجم العدو عن استخدام القوة والنيل من استراتيجيته، وبراعته في قذف رسائل الرعب لإبطال وإفساد خطط العدو، والتأثير على معنوياته وتغيير نواياه من دون الاضطرار إلى المواجهة المباشرة.[/rtl]

[*]

[rtl]نجاحه في اختيار الأهداف ومسرح العمليات وتوقيت الضربات وطريقة ومنهج تطبيق القوة وتوظيف النتيجة على المستويين السياسي والاستراتيجي.[/rtl]

[/list]

[rtl]5.قدرته على تحسس تهديدات العدو وتفسير نواياه وتحليل سلوكه في إطار هيكل نظري دقيق ومترابط.[/rtl]

[rtl]6.فهمه للسياق السياسي والاستراتيجي الذي تدور فيه المعارك والحروب، وإيجاده التوازن بين العناصر السياسية المحلية والأهداف العسكرية ذات البعد التكتيكي والغايات الاستراتيجية.[/rtl]

[list=rtl]
[*]

[rtl]7. السيد نصر الله، هو مصدر المنطق المحرك للردع في كل أساليبه ودرجاته، وهو التجسيد الشخصي الحي للقوة المصمم على كسب صراع الإرادات. فشخصيته وحضوره وبأسه ومعنوياته وفهمه للقوة وجدواها وحسن استخدامها لها وإجراءاته في ربط القوى والإمكانات في إطار الهدف الاستراتيجي السياسي الأوسع، كلها من المكونات الأساسية الدالة على الإرادة المطلقة لردع العدو والفوز عليه.[/rtl]

[/list]

[rtl]خاتمة: ما زالت المواجهة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي متواصلة وممتدة بأشكال متنوعة. وكلاهما وصلا إلى علاقة صراعية تقوم على مفهوم التدمير المتبادل في حال نشبت حرب شاملة. وفي السنوات الأخيرة خصوصاً مع دخول حزب الله الحرب في سورية كان كل طرف يتخذ مواضع لإظهار القوة تبرز المستوى الذي وصل إليه من التحفز والتأهب للحظة يتم فيها اختبار جديد للقوة سيفوز به مَن يُحسن استخدامه بفعالية وذكاء. السؤال اليوم ليس ما إذا كانت إسرائيل قادرة على انتاج واستدانة القوة، وإنمّا في التحولات النفسية والجيوستراتيجية التي ظهرت تحديداً بعد الأزمة السورية والتي كان للسيد نصر الله دور رئيسي فيها والتي جعلت فكرة سقوط النجمة الصهيونية من عليائها تقترب أكثر![/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017     نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Emptyالجمعة 22 سبتمبر 2017, 11:35 am

العدو يرضخ لمعادلات #المقاومة .. ما بعد ما بعد #الامونيا

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Manar-004262500145916394210



ذوالفقار ضاهر
 
“تم تفريغ خزان الأمونيا في حيفا نهائيا سواء من الأمونيا السائلة أو الأمونيا الغازية.. لم يتبق في الخزان سوى النيتروجين الذي لا يعتبر خطيرا..”، هذا ما أعلنته سلطات العدو الاسرائيلي الثلاثاء في 19-9-2017، خبر مر بشكل سريع في وسائل الاعلام في محاولة اسرائيلية لتغييب أهمية الموضوع وكأن المسألة عابرة لا تحتاح الى التوقف عندما او هكذا اراد العدو في سعي لتعمية الاسباب الحقيقة حول مثل هذا الاجراء وخلفياته، خاصة ان هذا الامر قد صدر بشأنه قرار مما يسمى “المحكمة الاسرائيلية العليا” منذ نهاية تموز/يوليو الماضي، والذي قضى بتفريغ الخزان حتى موعد لا يتجاوز منتصف أيلول/ سبتمبر الحالي.
ومسألة الامونيا سبق ان طرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ودعا الصهاينة الى المسارعة لازالتها لانها تمثل قنبلة نووية يمكن للمقاومة تفجيرها في حال قيام العدو بأي مغامرة غير محسوبة للاعتداء على لبنان، وكلام السيد نصر الله يأتي في إطار رسم معادلات الردع للعدو الذي يتربص بلبنان ويتحضر بشكل دائم للانقضاض عليه في حال سنحت له الفرصة لذلك او شعر ان لا رادع قوي بوجهه.
القنبلة النووية.. وجهوزية المقاومة
 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Manar-04571680014873224628-300x197وفي هذا الاطار، قال السيد نصر الله خلال كلمته في ذكرى القادة الشهداء في 16-2-2017 إن مسألة إخلاء خزانات الامونيا طرحت اليوم لان “المقاومة تحدثت عن هذه الخزانات وما تشكله من قنبلة نووية”، واضاف “هناك السفينة التي تأتي بالأمونيا وتوزع على خزان حيفا وعلى خزانات أخرى إذا كنت أنا قلت عن خزان الأمونيا في حيفا يمثل قنبلة نووية، هم قالوا عن السفينة التي تأتي في البحر وتحمل الأمونيا إلى فلسطين المحتلة إنها تمثل خمس قنابل نووية”، سائلا ” هذه السفينة أين يمكن أن تهرب منا”، وتابع “هذا الخزان أينما أخذوه(الصهاينة) نحن إن شاء الله نطاله…”.
والسيد نصر الله في نفس الخطاب لفت النظر الى معادلة جديدة من معادلات الردع التي خطتها المقاومة بقدراتها الذاتية العالية والجهوزية التامة والخبرات المتراكمة على مختلف الجبهات، حيث قال “أدعو العدو الإسرائيلي ليس فقط إلى إخلاء خزان الأمونيا في حيفا وإنما أيضا أدعوه إلى تفكيك مفاع ديمونا النووي”، وقد اوضح ان هذا المفاعل “لا يحتمل ولا يحتاج لجهد صاروخي كبير وضخم وهم يعلمون أيضا أنه إذا أصابت الصواريخ هذا المفاعل ماذا سيحل بهم ماذا سيحل بهم وبكيانهم وحجم المخاطر الذي يحملها إليهم”.
واليوم بعد ان اتخذت قيادة كيان العدو الخطوة بإخلاء خزان حيفا من الامونيا نزولا عند فهمها الواضح لرسائل المقاومة، كيف سيتعامل العدو مع التهديدات الاخرى؟ واين سيذهب بالامونيا والى اي نقطة في الاراضي المحتلة؟ خاصة ان السيد نصر الله أكد في كلام سابق ان كل نقطة في الكيان الغاصب هي تحت مرمى صواريخ المقاومة، وهنا تطرح التساؤلات حول كيف سيتم نقل مادة الامونيا اصلا الى كيان العدو طالما ان وسيلة النقل(أي السفينة التي ذكرها السيد نصر الله في خطابه) تحت مرمى صواريخ المقاومة؟ فهل من سبيل آخر سيتم من خلاله نقل هذه المادة الى الكيان الغاصب؟ وماذا عن الخزانات الاخرى التي قد تكون موجودة في اماكن اخرى في الاراضي المحتلة وترصدها عيون المقاومة؟ وماذا عن المواد الكيماوية وغير الكيماوية الموجودة والتي يحتاجها كيان العدو لاسباب متعددة؟ هل على العدو ان يخلي كل الخزانات التي تحتوي موادا خطرة وسامة سواء كانت الامونيا او غيرها؟ واي نتائج سلبية سترتد على الكيان الاسرائيلي في مثل هذه الاحوال؟
بعد الامونيا.. ماذا عن ديمونا؟!
 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  156c492a991c6b_EFONIKJQLHPMG-300x174وبعد الرضوخ الاسرائيلي لمعادلات الردع التي رسمتها المقاومة بإخلاء خزانات الامونيا في حيفا، ماذا عن التهديدات المتعلقة بمفاعل ديمونا النووي؟ ومتى سترضخ القيادة الصهيونية وتعمل على إزالة هذه المفاعل خشية من استهدافها من قبل المقاومة؟ هل ستكابر العقلية الاسرائيلية وتترك هذا الخطر قائما عليها فيما لو فكرت بالاعتداء على لبنان؟ وإلى أي مدى سيصمد هذا الكيان تحت المخاطر الوجودية التي تتزايد يوما بعد يوم عليه سواء من المقاومة الاسلامية في لبنان او من غيرها؟
والأكيد ان العدو عندما يقوم بالرضوخ لتهديدات المقاومة فهو يدرك جيدا ما تعنيه هذه المقاومة وسيدها، ويدرك ان قدراتها كبيرة جدا وتشكل فعلا حالة ردع لعدوانيته المفرطة ضد الامة كلها وليس فقط ضد لبنان، ولذلك فالعدو مهما حاول الايحاء انه يتحضر وينفذ المناورات ويطلق التهديد والوعيد لمن يحاول المساس بـ”اسرائيل”، إلا انه يجب فهم الواقع جيدا بأن كل هذه الامور هي للاستهلاك السياسي والاعلامي امام الجمهور الاسرائيلي اولا وتاليا امام المجتمع الدولي وحلفاء الكيان اقليميا ودوليا، بهدف القول إن “اسرائيل” ما زالت حاضرة وقوية بما يوحي ان الصهاينة إما ما زالوا يعيشون على أطلال الانتصارات الوهمية على الجيوش العربية في ظل المؤامرات التي تحاك وفي ظل الوهن الانظمة العربية المتهالكة، وإما انهم يعيشون حالة من الخديعة لجمهورهم ولحلفائهم، لكن الواقع مختلف تماما وهو يكرس بالرضوخ الاسرائيلي لما تفرضه المقاومة من معادلات.
وما اخلاء الامونيا الا مؤشر واضح عن مدى “عنكبوتية” القوة الاسرائيلية التي يظهر وهنها اليوم في عدم قدرة الأنظمة الصاروخية وبالتحديد صاروخ “الباتريوت” على اسقاط طائرة دخلت المجال الجوي للكيان، والاضطرار للاستعانة بسلاح الجو رغم ان الاعلام ضجّ وهلل خلال الفترة الماضية بالمناورات الضخمة للجيش الاسرائيلي على الحدود الشمالية وما تخللها من تهديدات لمسؤولين صهاينة، ليظهر سريعا ان كل ذلك ما هو إلا سراب سقط عند اول اختبار ومن يدري ربما القادم أعظم..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017     نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Emptyالسبت 23 سبتمبر 2017, 6:47 am

SEPTEMBER 22, 2017
ما هو الجديد الذي يُمكن استقراؤه من الغارة الصاروخيّة الإسرائيليّة فَجر اليوم على سورية؟ ولماذا تتكتّم حُكومة نتنياهو عن الحقائق؟ وما هو السّلاح الذي استخدم في إسقاط أحد الصّواريخ؟


عبد الباري عطوان
تحتاح شُعوبنا العربيّة، وفي غَمرة حَفلات العِناق، السريّة والعلنيّة، بين مَسؤولين عَرب كبارًا، ونُظرائهم الإسرائيليين، إلى تَذكيرهم، أو بَعضهم، بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي ما زالت العَدو الذي لا يتوقّف عن عُدوانه، وانتهاك سيادة الأرض العربيّة وكرامتها.
من المُفارقة أن تكون سورية التي تتعرّض لحربٍ تَقف خَلفها أمريكا وحُلفاؤها العَرب مُنذ سَبع سنوات تَهدف إلى تقسيمها وتفتيتها، وإنهاك جيشها، وأسقاط نظامها هي الدّولة الوحيدة المُستهدفة بالغارات الجويّة والصاروخيّة الإسرائيليّة هذهِ الأيام، والشيء نفسه يُقال عن قوافل أسلحة “حزب الله” وطائراته المُسيّرة.
بعد أقل من شهر، أفقنا من صباح يوم الجمعة على تقارير إخباريّة تُؤكّد حُدوث غارةٍ صاروخيّةٍ إسرائيليّةٍ استهدفت مُستودعًا للأسلحة قُرب مطار دمشق الدّولي، يُعتقد أنه كان يَحتوي على دُفعةٍ جديدةٍ من الصّواريخ المُتطوّرة كانت في طريقها إلى “حزب الله” في جنوب لبنان.
إسرائيل كعادتها في مُعظم هذهِ الحالات، تكتّمت على أنباء هذه الغارة، ومَنعت الصّحف الإسرائيليّة من نَشر أيّ أنباءٍ حَولها، لكن شَبكة الاعلام الحربي السوري أكّدت أن وسائط الدّفاع الجوّي السوري نَجحت في إسقاط أحد الصّواريخ الثلاثة التي كانت مُتّجهةً إلى منطقة مطار دمشق، وسَقط حُطامه في ناحية الكسوة جنوب العاصمة.
***
شَنْ دولة الاحتلال غاراتٍ جويّة أو صاروخيّة على سورية ليس جديدًا، فقائد سابق لسلاح الجو الإسرائيلي اعترف قبل أيام مَعدودةٍ بأن الطائرات الإسرائيليّة أغارت أكثر من مِئة مرّة على أهداف في العُمق السّوري في السّنوات السّبع الماضية، لكن الجديد في رأينا، أن هذهِ الغارة الصاروخيّة الأحدث لم تَمر دون ردٍّ مِثلما جاء في بيان الإعلام الحَربي السّوري.
المُحلّلون العَسكريون الإسرائيليون، ومُعظمهم من الجنرالات السابقين المُتقاعدين لم يتوقّفوا مُطلقًا، وطِوال السّنوات السابقة، عن التعبير عن قَلقهم من تنامي قوّة “حزب الله” وازدحام ترسانته العَسكريّة بأكثر من مِئة ألف صاروخٍ من بينها أنواعٌ مُتطوّرةٌ جدًّا في دقّتها وأبعادها، إلى جانب الخبرات القتالية للحزب المُتطوّرة، وامتلاكه لطائرات مُسيّرة بدون طيار حَلّقت إحداها فوق الجولان المُحتل، وجَرى إسقاطها قبل أيّام بصاروخ باتريوت، تتراوح قيمته بين مليوني وثلاثة ملايين دولار، بينما لم تَزد قيمتها عن بِضعة مِئات من الدولارات.
موشيه ايرنز، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق كَشف في مقالٍ نَشره اليوم في صحيفة “هآرتس″ الإسرائيليّة أن حُكومته اتّخذت قرارًا بالانسحاب من جنوب لبنان عام 1999 (كان يَرأسها ايهود باراك) لتقليص الخسائر البشريّة أوّلاً، وتوقيف “حزب الله” لعملياته العسكريّة، ولكن لم يَتحقّق أي من الهَدفين، فالهَجمات استمرّت انطلاقًا من جنوب لبنان، وخَسرت إسرائيل 120 جُنديًّا، و44 مدنيًّا في حرب تموز (يونيو) عام 2006، وأُصيب أكثر من ألفي شخص، وتدمير الدبابات والعَربات المُدرّعة، وتَحوّل “حزب الله” إلى “قوّة عُظمى” عقيدتها القتاليّة الدينيّة تدمير دولة إسرائيل.
كُنّا، والكثيرون غَيرنا، نُطالب الجيش العربي السوري، وحُلفاءه الرّوس بالرّد على هذهِ الغارات الإسرائيليّة ووَضع حدٍّ لها، ولا نَستبعد أن يكون إسقاط أحد الصواريخ الثلاثة فجر اليوم هو “أول الغيث”، مع مُلاحظة أن الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة لم تَعد تخترق الأجواء السوريّة، ويتم تحويل هذه المُهمّة إلى القَصف الصّاروخي من خارج الأجواء السوريّة، مِثلما حَدث في الغارة الأخيرة قبل ثلاثة أسابيع التي أطلقت صواريخها على مَعمل أبحاث صاروخي قُرب حمص من الأجواء اللبنانيّة.
***
نُدرك جيّدًا أن القيادة العسكريّة والسياسيّة الإسرائيليّة تعيش حالة من الرّعب من إنجازات الجيش السوري على الأرض، مِثلنا نُدرك نهاية الحرب في صورتها الحاليّة باتت وشيكة، وأن الحُكومة السوريّة أثبتت تماسكها ومُؤسّساتها، وأن إسرائيل تقوم بمِثل هذهِ الهَجمات مَحدودة الجَدوى (مطار دمشق يعمل بشكلٍ عادي) بهَدف “الاستفزاز″، وجر السلطات السوريّة وداعميها الرّوس إلى حرب، حذّر منها الرئيس فلاديمير بوتين الذي يُدير العمليات على الأرض السوريّة بدهاءٍ واضح، بالوعي لهذا المُخطّط الإسرائيلي وتَجنّب الوقوع في مَصيدة استفزاز هذه.
من الجيّد أن تكون هناك حُكومات وحركات عربيّة وإسلاميّة لم تستسلم لدولة الاحتلال، وما زالت تَرفع راية المُقاومة، وتُعزّز قُدراتها العسكريّة البديلة للتصدّي لهَجماتها، في وقتٍ يتباهى فيه نتنياهو ووزير أمنه، إفيغدور ليبرمان، بعلاقات تحالفيّة تطبيعيّة علنيّة وسريّة مع العَديد من الدّول العربيّة تحت عُنوان التصدّي للخَطر الإيراني.
حَدسنا الدّاخلي يقول لنا بأنّ سَنوات الإذلال والهزائم أوشكت على نهايتها، إن لم تَكن انتهت فعلاً، وأن سنوات النّهوض والكرامة قادمة وبسرعة، ونأمل أن يكون حَدسنا في مكانه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017     نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Emptyالسبت 23 سبتمبر 2017, 6:49 am

هل تقع حرب لبنان الثالثة؟ خيار المواجهة وتوقيتها بين تيارين في تل أبيب وواشنطن


عمر نجيب
يدور نقاش في عدة دوائر عسكرية وسياسية غربية وإسرائيلية بشكل أساسي حول إحتمال لجوء حكومة تل أبيب لشن حرب واسعة النطاق ضد سوريا وحزب الله على الأراضي السورية وحدها أو ضد حزب الله بمفرده على الساحة اللبنانية، وذلك من أجل إعادة ما تراه القيادات الإسرائيلية والأمريكية توازنا للقوى في الساحة الشرق أوسطية، وهو التوازن الذي إختل في غير صالحهما نتيجة إنكسار مشروع المحافظين الجدد في بلاد الشام.
  داخل إدارة البيت الأبيض والبنتاغون الأمريكي كما في أوساط عسكرية وسياسية إسرائيلية من يؤكد على ضرورة شن تلك المواجهة العسكرية الواسعة ليس فقط من أجل تعديل ميزان القوى بل من أجل طمأنة الأطراف الإقليمية والدولية التي إنخرطت في مشروع الحرب على أرض الشام منذ ما يزيد على ست سنوات والتأكيد لها بإلتزامات أمريكا تجاهها، ونفي كل تصور عن تراجع قدرة واشنطن في التأثير على مسار الأحداث في منطقة أساسية في صراع القوى العالمي.
في نفس الوقت هناك معارضة لفكرة شن حرب واسعة في الوقت الحاضر.
محاولة عكس التيار
  نشر موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأمريكي يوم 11 سبتمبر 2017، تقريرا يشير فيه إلى أن إسرائيل تحركت عسكريا سريعا وبكثافة في الآونة الأخيرة، وتستعد من أجل خوض حرب جديدة، في الوقت الذي شارفت فيه الحرب في سوريا على نهايتها.
وأشار إلى أنه ما حرك تل أبيب، هو التقدم الذي يحققه الجيش السوري والجيش الرديف بمعاونة القوات الروسية، في كسر حصار “دير الزور، والاقتراب من طرد تنظيم “داعش” الإرهابي منه، في تطور وصف على أنه الأكبر في تاريخ المواجهات في سوريا.
ولفت الموقع الأمريكي الانتباه إلى أنه في اليوم الذي حقق فيه الجيش السوري انتصارات واسعة في “دير الزور، بدأت إسرائيل أكبر تدريب عسكري لها منذ عام 1998، استمر لنحو 11 أيام، وشارك فيه نحو 10 آلاف جندي إسرائيلي.
ما يلفت الانتباه أيضا، أن التدريبات العسكرية الإسرائيلية الأكبر منذ 20 عاما، لم تكن دفاعية بالصورة الكلية، بل كانت تدريبات هجومية أيضا.
وانصب تركيز التدريب الإسرائيلي، على الاستعداد لحرب جديدة قد يخوضها مع “حزب الله” اللبناني، على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
ورغم أن “ستراتفور” أشار إلى أن تلك التدريبات تم التخطيط لها منذ أكثر من عام مضى، لكنه أشار إلى أن توقيتها لا ينفصل بصورة كبيرة عن تطور الوضع الميداني في سوريا.
وينبع مصدر القلق الأساسي لإسرائيل من تصاعد قوة الجيش السوري، وبالتالي تصاعد قوة القوات المتحالفة معه سواء من إيران أو حزب الله أو حتى روسيا.
وذكر الموقع الأمريكي إن قادة إسرائيل يشعرون بقلق متزايد من نهاية الحرب في سوريا، خاصة مع بسط الجيش السوري سيطرته على الجزء الأكبر من البلاد، لأن هذا يعني أن القوات الموالية لحزب الله في سوريا لن تكون منخرطة في أي معارك، ولن يكون أمامها إلا النظر إلى “عدوها الأصلي”، وهو إسرائيل.
كما أن تل أبيب تخشى أيضا، بحسب الموقع، من أن مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية جعله أكثر خبرة، وأكثر قدرة على إعادة نشر قواته في لبنان، بصورة قد تشكل تهديدا حقيقيا من وجهة نظر إسرائيل، علاوة على حصوله على أسلحة حديثة في الحرب السورية سواء من دمشق أو موسكو.
أما مصدر القلق الآخر، فهو أن فك حصار “دير الزور”، سيسهم في عودة خط الإمداد اللوجيستي القادم من إيران عبر العراق تجاه حزب الله، والذي كان انقطع لسنوات طويلة، بسبب حصار “داعش” لتلك المنطقة الاستراتيجية.
ولا تبعد “دير الزور” عن الحدود العراقية إلا 100 كيلومتر فقط من ناحية الشرق، ولكن لا يزال الجيش السوري في حاجة لتثبيت سيطرته على المدينة والعبور إلى نهر الفرات، ولكن ما يعزز من فرص الوصول إليها هو أن تلك المناطق ذات كثافة سكانية منخفضة وسيطرة “داعش” عليها أقل قوة.
 إسرائيل تراهن، بحسب “ستراتفور”، على وقوف مقاتلي العشائر العربية مع قوات “سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة، في وجه التقدم السوري، تجاه الحدود العراقية.
أما بالنسبة لسر تفكير تل أبيب أصلا في خوض تلك الحرب الجديد، فهو يكمن في أن تلك المنطقة تحتوي على عدد من حقول الغاز الطبيعي والنفط الهامة جدا، بحسب الموقع الاستخباراتي.
وقال الموقع:
“من يسيطر على تلك المنطقة، يميل ميزان القوة بشكل كبير تجاهه، ويبدو أن الجيش السوري صاحب الحظوظ الأكبر في ذلك الأمر”.
وتابع قائلا “رغم أن ما يعلن أن قوات سوريا الديمقراطية مدعومة من الولايات المتحدة، لكنها لا تحظى بالدعم الكافي، كما يحظى الجيش السوري بالدعم الروسي”.
وأشار إلى أنه “من الواضح أن أي محاولات لقوات سوريا الديمقراطية من التقدم جنوبا في دير الزور، سيواجه بقوة من القوات السورية المدعومة من حزب الله وروسيا، وفي النهاية سيؤول الأمر لسيطرة دمشق على حقول الطاقة والوصول إلى الحدود العراقية، وهو ما يشكل سبب الرعب الرئيسي لإسرائيل”.
السؤال الذي يطرح نفسه حاليا، ما سبب تعجل تل أبيب في خوض حرب جديدة ضد حزب الله في الوقت الحالي، والحرب في سوريا لم تضع أوزارها بعد؟
ويجيب “ستراتفور” عن ذلك الأمر، قائلا:
“بنهاية الحرب في ظل وجود طريق بري مباشر يصل بين إيران ولبنان، فقوة حزب الله ستتعاظم، لذلك يرى قادة إسرائيل أن خوض تلك الحرب حاليا بشكل مباغت قبل نهاية الحرب في سوريا سيكون الخيار الأفضل، خاصة وأن حزب الله لا يزال منشغلا بالتزاماته في الحرب السورية”.
أما بالنسبة لطبيعة الهجوم، فهناك اختلاف داخل القيادة الإسرائيلية، بحسب “ستراتفور”، حيث أن هناك قادة يرون أن يكون من الأفضل شن غارات مكثفة على مواقع “حزب الله” العسكرية، فيما ترى وجهة نظر أخرى، أنه من الضرورة شن عملية عسكرية خاطفة للقضاء على مستودعات الصواريخ الخاصة بحزب الله في لبنان.
ولكن مصدر القلق الإسرائيلي بالنسبة لتلك الحرب، يرجع إلى ردة فعل حزب الله المتوقعة، خاصة وأنه اكتسب “ثقة كبيرة” من معاركه في سوريا، ومن حروبه السابقة مع تل أبيب.
ما الذي تغير منذ عام 2006؟
  قبل أشهر من تقرير “ستراتفور” كتب جيفري وايت هو زميل للشؤون الدفاعية في معهد واشنطن وضابط كبير سابق لشؤون الاستخبارات الدفاعية تحت عنوان : ما الذي تغير منذ عام 2006؟.
على مدى السنوات القليلة الماضية، عملت إسرائيل و “حزب الله” على تحسين قدراتهما لتتناسب مع نوع الحرب التي يتوقعان خوضها. إلا أن الحرب السورية أتت وغيرت المشهد الاستراتيجي بشكل كبير.
من جانبه، وسع “حزب الله” بشكل كبير من حجم ومدى الصواريخ والقذائف التي في مخزونه. ففي عام 2006، خاض الحرب بحوالي 13 ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى، مما سمح له بضرب أهداف في جميع أنحاء شمال إسرائيل. أما اليوم، فمن الممكن أن يمتلك ما يفوق عن 150 ألف صاروخ وقذيفة من بينها عدد من الأنظمة بعيدة المدى فضلاً عن أنظمة ذات دقة محسنة، الأمر الذي يسمح للحزب بضرب كافة أنحاء إسرائيل بدقة متزايدة.
 ويعتقد إن “حزب الله” قد أدخل أيضاً تحسينات أخرى على قدراته، بما فيها شبكة الدفاع الجوي والدفاع الساحلي، وذلك من خلال أنظمة حصل عليها من سوريا أو عن طريقها. ومن المرجح جداً أن يكون قد عمل على تعميق وتحسين قدراته المضادة للدروع من خلال استخدام صواريخ إضافية من غير كورنيت الروسية مضادة للدبابات. كما وحسن الحزب من تخطيطه الدفاعي في جنوب لبنان، وذلك عبر تثبيت قواته الهجومية والدفاعية بعمق في مختلف القرى والبلدات. إلى جانب ذلك، يؤكد الحزب أنه طور قدرة على تنفيذ عمليات هجومية برية داخل إسرائيل. ووفقاً لمدير إنتاج المعلومات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، من المرجح أن تخترق قوات “حزب الله” الحدود وتحارب داخل شمال إسرائيل في حال اندلاع حرب أخرى.
ومن الملاحظ أن الوضع الاستراتيجي لـ “حزب الله” تغير أيضاً في أعقاب التزامه بإرسال قوات كبيرة إلى سوريا، إذ يخدم حوالي 5 آلاف من عناصره في سوريا في أي وقت من الأوقات. ومن جهة، قد يضعف هذا الوضع اهتمام “حزب الله” بخوض صراع كبير مع إسرائيل لأنه يحد من عدد القوات التي يمكن للحزب أن يحارب بها. ولكن من جهة أخرى، لا يبدو أن الحزب أرسل إلى سوريا عدة أنواع من الأسلحة قذائف صواريخ وأسلحة مضادة للدبابات التي من شأنها أن تكون أكثر إفادة له في مواجهة إسرائيل، كما وأنه اكتسب خبرة في العمليات العسكرية في سوريا يمكن أن تزيد من فعاليته في حرب برية مستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحزب أن يحاول استغلال وضعه الجديد من خلال العمل عبر الأراضي السورية على جبهة إسرائيل في الجولان.
أما من الجانب الإسرائيلي فقد قام “جيش الدفاع الإسرائيلي” أيضاً بتحسين قدراته بشكل بارز منذ عام 2006، بما في ذلك تعزيز الاستخبارات والقوة النارية الجوية والمدفعية لتوجيه الضربات، مما يزيد من قدرته على تحديد الأهداف وضربها. كما وعزز الجيش الإسرائيلي من قدراته على المناورة على الأرض من خلال نشر دبابات أكثر تقدماً وقدرة وناقلات جندود مدرعة ميركافا 4 ونامر، على التوالي، وعبر تجهيز الوحدات المدرعة الرئيسية بنظام “تروفي” للحماية الذاتية الذي يستطيع أن يتصدى للذخيرة المضادة للدبابات. يشار إلى أنه منذ عام 2006 شددت تدريبات “جيش الدفاع الإسرائيلي” على الأرض، على العمليات ضد “حزب الله”، بيد أنه من غير الواضح مدى خضوع  وحدات الاحتياط لهذه التدريبات.
أضف إلى ذلك أنه تم تعزيز قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد تهديد صواريخ “حزب الله” القصيرة والمتوسطة المدى من خلال اعتماد نظام “القبة الحديدية” المضاد للصواريخ، الذي لم يكن موجودا في عام 2006. كما تم تطوير نظام الدفاع المدني الإسرائيلي واختباره في النزاعات الأخيرة التي دارت مع حركة “حماس″.
حسابات إستراتيجية
جاء في بحث نشر في لبنان خلال شهر مايو 2017 طرح سؤال حول إحتمال أن تشهد الساحة اللبنانية حرباً إسرائيلية خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة، نظراً للتصعيد الكبير الذي تشهده المنطقة، والإشارات والتهديدات المتبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل:
تبدو إحتمالات الحرب مساوية لإحتمال عدم حصولها، إذ إن مصدراً متابعاً للوضع الميداني بين “حزب الله” وإسرائيل، يقول أن الطرفين غير مستعدان للحرب، ولا يريدونها، خاصة أن “حزب الله” يخوض حرباً في سوريا التي لم تنته فيها المعارك بعد، كما أن إسرائيل لا تريد الدخول في مغامرة غير محسوبة، خاصة في ظل أزمة النازحين الإسرائيليين التي ستعاني منها.
ويضيف: “لم تجد إسرائيل حتى اللحظة أي حل لمسألة المستوطنين الذين تستطيع إجلائهم من مدن الساحل الإسرائيلي،حيفا وعكا.. وهي تعجز عن إيجاد مناطق آمنة تستطيع إستيعاب كل أعدادهم”.
ويشير المصدر إلى أن “إسرائيل قلقة من مفاجآت الحزب خاصة في ظل الخبرات الهجومية التي إكتسبها حزب الله في الحرب السورية، وبسبب المعطيات الإستخبارية عن تعاظم قدرة الحزب التدميرية”.
من هنا يرى المصدر أن إسرائيل لن تقبل بسهولة أن تخوض حرباً مع “حزب الله” في هذه المرحلة إلا في حال كان هذا خياراً أمريكياً.
لكن المصدر ذاته يشير إلى أن هناك إتجاه ثاني في إسرائيل ذاتها، يقول بأن الحرب يجب أن تحصل في بداية عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتحمس لكبح النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ولأن المعركة مع “حزب الله” هذه السنة، ستكون أفضل وأقل خسائر من الحرب معه بعد سنة او سنتين، نظراً لتطوره العددي والعسكري والتسليحي.
ويلفت المصدر أن حسابات الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل هي حسابات إستراتيجية، وفي الحسابات الإستراتيجية لا مكان لإحتساب الخسائر.
ويختم المصدر، إذا إعتبرنا أن حسابات الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل هي حسابات إستراتيجية صرفة تبحث عن المكتسبات الطويلة الأمد فتكون عندها الخسائر المباشرة خارج إطار تلك الحسابات.
ترسانة “حزب الله”
 بتاريخ 8 أغسطس 2017 أقر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال غيورا آيلاند، الذي يعتبر من كبار الباحثين والخبراء في الشأن العسكري والأمني في إسرائيل، بعدم تحمل تل أبيب حربا جديدة ضد “حزب الله”.
ففي مقابلة له مع التلفزيون الإسرائيلي أعلن الجنرال آيلاند أن إسرائيل غير قادرة على تحمل حرب جديدة في مواجهة “حزب الله”، داعيا إلى العمل على تجنب المواجهة أو ما يمكن أن يتسبب باندلاعها.
وقال آيلاند في معرض رده على سؤال إن الخشية من الحرب ليست بسبب احتمال وجود سلاح دمار شامل في حوزة “حزب الله”، بل بسبب ترسانته الصاروخية التقليدية التي تزيد على 150 ألف صاروخ من مختلف الأنواع والمديات، بحسب آخر التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية.
ورأى الجنرال المتقاعد أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا هي بمثابة جرعة منخفضة، ويجري تفعيلها بطريقة محسوبة جدا، كي لا تتسبب برد مباشر ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن تلميحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأن إسرائيل لن تسمح بمرور أسلحة متطورة، بما في ذلك أسلحة غير تقليدية، إلى “حزب الله”، هو نوع من الإقرار غير المباشر بأن قوة “حزب الله” العسكرية تتعاظم، وأنها تهاجم ما يمكن اكتشافه من عمليات تهريب أسلحة نوعية إلى لبنان.
كما حذر من أن إسرائيل غير جاهزة لتحمل حرب في مواجهة مقبلة مع “حزب الله”، حتى وإن كانت أكثر جاهزية عما كانت عليه عشية حرب عام 2006، مشددا على أنه لا طاقة لها على تحمل تبعاتها بكل أبعادها.
واستدرك قائلا: “أنا هنا لا أتحدث عن سلاح غير تقليدي، بل عن ترسانة “حزب الله” التقليدية، الأمر الذي يوجب علينا أن نسعى لمنع نشوب الحرب، وإن قدر لها أن تنشب فيجب أن تنتهي خلال ثلاثة أيام، وليس 33 يوما كما جرى في حرب لبنان الثانية في عام 2006″.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، فقد تحول “حزب الله” من منظمة حرب عصابات محلية إلى جيش، وقال مصدر أمني رفيع في تل أبيب لموقع “المونيتور” إن “حزب الله” لديه بالفعل عشرات الدبابات، وطائرات بدون طيار، وبعضها مسلح.
تهديد هائل
  تساهم مراكز الدراسات الكبرى في الولايات المتحدة وخاصة تلك التي تحصل على دعم مادي من مؤسسات الدولة الفدرالية خاصة العسكرية والإستخباراتية، في تحديد سياسة البيت الأبيض وأسلوب تكتيكاته في مواجهة تطور الأحداث.
إليوت أبرامز، زميل رفيع للدراسات الشرق أوسطية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية نشر تقريرا في فاتح أغسطس 2017 حول فرضية حرب إسرائيلية واسعة النطاق في الشرق الأوسط تبنى فيه دراسة إسرائيلية، جاء في التقرير:
  خلال أعوام الرئيس باراك أوباما، تركزت المخاوف الخاصة بوضع إسرائيل الأمني على برنامج الأسلحة النووية الإيراني.واليوم، أصبح هذا التركيز يتحول: إلى التواجد العسكري الإيراني المتنامي في سوريا، والقوة العسكرية المتنامية لحزب الله، واحتمال اندلاع صراع كارثي بين إسرائيل وحزب الله.
يتناول هذه المسألة مقال بعنوان “الخطوط السياسية والعسكرية للصراع التالي مع حزب الله”، والذي وضعه جدعون ساعر ورون تيرا. وتيرا استراتيجي عمل لفترة طويلة من الوقت ضابطاً وطياراً في سلاح الجو الإسرائيلي، وساعر سياسي إسرائيلي بارز، كان على مدار 11 عاماً عضواً في الكنيست “البرلمان” الإسرائيلي نائباً عن حزب الليكود.
من الخطير محاولة تلخيص نص معقد ومثير للقلق بالعديد من الطرق، لكنني سوف أبدأ المحاولة مع ذلك.
أولاً، الحرب ممكنة: “من الممكن أن يندلع صراع بسبب سوء الحسابات أو فشل في الاتصالات الاستراتيجية، أو تصعيد خارج على السيطرة”.
تشكل مراكمة حزب الله لأسلحة دقيقة تهديداً هائلاً لإسرائيل، مثلما يفعل التواجد الإيراني المتنامي في سوريا. ومعاً، قد يؤسس ذلك “محاولة تبذلها إيران وحزب الله للوصول إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل، أو حتى امتلاك القدرة على توجيه ضربة سوف تحدث ضرراً كبيراً بأنظمة حساسة عسكرية ومدنية في إسرائيل”.
كيف ذلك؟
وفق بعض المعايير، تظل إسرائيل غير عادية في هشاشتها أمام الأسلحة الدقيقة، لأنها تشكل من ناحية بلدا غربيا يتوافر على بنية تحتية حاسمة ومتقدمة، وأنها من ناحية أخرى بلد صغير يتوافر على بنى تحتية حساسة ومركزة والقليل مما هو زائد على الحاجة.
في ما يتعلق بتوليد الكهرباء في إسرائيل، على سبيل المثال، فمن أصل سعة توليد لحوالي 17.600 ميغا واط، فإن 28 في المائة منها تتنج في موقعين فقط، مع 10 وحدات انتاج تراكمي طوربينات، مثلاً. وتوفر مواقع توليد الكهرباء الستة الأضخم في إسرائيل بما فيها مواقع خاصة، نحو 51 في المائة من السعة القومية لتوليد الكهرباء عبر استخدام 26 في المائة فقط من وحدات الإنتاج.
وهكذا، فإن التهديد الذي يشكله حتى عدد صغير من الصواريخ الدقيقة التي تخترق الإجراءات المضادة في إسرائيل لتضرب أنظمة حساسة، مثل توليد الكهرباء، قد يكون غير مسبوق.
والصورة مشابهة فيما يتعلق بأنظمة حساسة أخرى، مثل إدارة الكهرباء الوطنية، والبنية التحتية للغاز الطبيعي، وتحلية مياه البحر، وهي خمسة مرافق فقط توفر حوالي نصف مياه الشرب في إسرائيل، والعديد من الأمثلة الأخرى في الحقول المدنية والعسكرية.
خطوط حمراء
كيف يجب أن تتصرف إسرائيل عندئذٍ؟
يجب على إسرائيل أن تحدد خطوطاً حمراء، بما في ذلك امتلاك حزب الله لأسلحة دقيقة، خاصة تصنيع صواريخ دقيقة على الأرض اللبنانية، بالإضافة إلى الانتشار المستقبلي في سوريا لأنظمة أسلحة إيرانية عالية الجودة مثل صواريخ أرض جو متطورة، وصواريخ ساحل بحر، وصواريخ أرض أرض دقيقة والاستعداد للتحرك قدماً في عملية تصعيد -كلما اقتضت الضرورة لإحباط عمليات صناعة الصواريخ.
بالإضافة إلى زيادة ترسانة حزب الله، يشكل تواجد القوات الإيرانية في سوريا تطوراً جديداً لم يكن موجوداً عندما خاض حزب الله وإسرائيل الحرب في العام 2006.
لذلك، يجب على إسرائيل دراسة ما إذا كانت تريد تحديد خط أحمر لزيادة التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وإذا كان الأمر كذلك، الاستعداد للتقدم في التصعيد كلما كان ذلك ضرورياً بهدف منع ذلك الازدياد.
من الممكن أن يجبر التواجد العسكري الإيراني المتنامي في سوريا إسرائيل على النظر إلى المسرحين السوري واللبناني كمسرح واحد. وسوف تدرس إسرائيل ما إذا كانت ستستمر في قبول النشاط الإيراني عبر وكلاء إيران والقوات السورية والعمل ضد هؤلاء الوكلاء أو العمل مباشرة ضد إيران.
لماذا يحدث كل هذا الآن؟ يقول ساعر وتيرا إن اتفاقية العمل الشاملة المشتركة، الصفقة النووية التي أبرمتها إدارة أوباما مع إيران، قد تكون هي السبب.
في الحقيقة، من الممكن أن يكون التعليق المؤقت أو الجزئي لبرنامج إيران النووي هو الحافز لما يبدو أنه محاولة الوصول إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل في مجالات أخرى، إلى مدى معين كتعويض عن تعليق البرنامج النووي، مما يسفر عن تصعيد ديناميكي. ومن شأن هذه العمليات أن تضع النظام الإقليمي عند تقاطع طرق وأن ترفع من احتمالية نشوب حرب.
دور روسيا
 هناك تطور جديد آخر: دور روسيا في سوريا، والتي لم تكن موجودة في صراع العام 2006. وكما يلاحظ المؤلفان، فإن “أي أعمال عدائية على الحدود الشمالية يمكن أن تشمل سوريا أو تتدفق إلى داخل سوريا لطائفة من المسوغات”. ويجعل التواجد الروسي السياق برمته مختلفاً:
تتمتع إسرائيل بالقدرة على تشكيل تهديد فعلي للنظام وإضعاف القوات التي تدافع عنه بشكل كبير. وفي حالة تمدد القتال إلى سوريا، وفي حالات معينة القتال في لبنان الذي يمتد إلى داخل سوريا يمكن أن تتدخل في المحاولات الروسية لإضفاء الاستقرار على نظامها الخاص في سوريا.
لذلك، قد تحاول روسيا الحد من حرية العمل السياسي والاستراتيجي وحتى العملياتي الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، تشكل روسيا عنصراً جديداً يؤثر على سلوك وانضباط وانتشار الأطراف كافة، وطبيعة أي تسوية محتملة في سوريا وآليات الإنهاء المحتمل للصراع.
يستطيع دور روسيا الجديد في الحلبة أن يؤدي إلى أي من احتواء إسرائيل أو تمكينها من إنجاز أهدافها السياسية والاستراتيجية مستخدمة تطبيقات تصعيد قصيرة وتدريجية للقوة، سوية مع حوار سياسي مع روسيا والولايات المتحدة ومن الممكن في ظل ظروف معينة أن يكون إطار العمل هذا بمثابة الفكرة التي تعرف مفهوم إسرائيل للقتال في هذه الحلبة.
كل هذا يعني أنه يجب على إسرائيل الآن أن تقرر، في أي صراع، من هو العدو يقول الكاتبان:
“العدو الواضح هو حزب الله، لكن إسرائيل تستطيع أن تسمي الجمهورية اللبنانية كعدو، وهو مفهوم يزداد صلاحية بشكل متزايد نظراً لأن حزب الله سيصبح صاحب الحصة الرئيسية في لبنان. ومن الممكن تسمية العدو على أنه محور إيران وحزب الله والنظام السوري، وهذا المفهوم يتكثف نظراً لأن المحور المعادي يوسع طموحاته لتأسيس نفسه في سوريا”.
الحرب التالية لن تكسبها إسرائيل ولن يكسبها حزب الله. فأهداف الحرب الواقعية لإسرائيل لن توازي الضرر الذي سوف يلحق بها، والضرر الذي ستتسبب به بالضرورة. ويكتب ساعر وتيرا:
“ثمة مدى محدود وحسب من الأهداف “الإيجابية” وممكنة التحقيق، والتي تستطيع إسرائيل أن تأمل بتحقيقها من حزب الله ومن لبنان. وبينما يكون هدف أي صراع مسلح سياسياً دائماً، فإن من الصعب في كثير من السياقات العثور على هدف ذي معنى وممكن الإنجاز بثمن معقول، وهو السبب وراء الافتقار الأساسي للقيمة التي يمكن العثور عليها في صراع عسكري بين إسرائيل وحزب الله”.
ولأنه لا يمكن استبعاد روسيا، فسيبقى لبنان نصف شيعي تقريبا، وسوف يبقى حزب الله على قيد الحياة، وكذلك علاقته مع إيران بعد الحرب، سيكون أفضل افتراض هو أن حزب الله سيبني نفسه وترسانته كما سبق وأن فعل بعد العام 2006. لكن حزب الله لن ينجز أي شيء إيجابي من وراء هذا الصراع بسبب إلحاق ضرر كبير به وبسبب جلبه دماراً هائلاً للبنان. ويكمن مكسبه الوحيد المحتمل في الضرر الذي سيلحقه بإسرائيل. وبطريقة ما، ستكون هذه هي “الأخبار الجيدة” فقط.
لذلك، وعلى المستوى الأساسي، لدى كلا الجانبين رغبات “إيجابية” وحيوية التي يمكن أن يحققها كل من الآخر، مثلاً، لا يوجد أصل يريده كلا الجانبين، كما شعرت كل من إسرائيل ومصر إزاء سيناء وقناة السويس في العام 1973.
وهكذا، يجب أن يكون لدى كلا الجانبين علامات استفهام كبيرة حول نسبة الكلفة، الفائدة من صراع كبير. وهذا عامل استقرار وضبط مهم.
إذا اندلعت الحرب، يجب على إسرائيل محاولة إلحاق أقصى الضرر الكارثي بحزب الله بالسرعة الممكنة، بينما تحاول بالطبع الحد من الضرر الذي يلحق بها وببنيتها التحتية. وهذا يتصل بمحاولة الحد من طول أمد الحرب لأنه “ثمة صلة قوية بين عمق الضرر الذي سيلحق بحزب الله وبين الثمن المدني والعسكري الذي سوف تدفعه إسرائيل نظير إلحاق ذلك الضرر”.
بعبارات أخرى “من الممكن افتراض أن هناك صلة مباشرة بين أمد الصراع والثمن المدني والعسكري الذي سوف تدفعه إسرائيل”.
ولا ينطوي هذا بالضرورة على وجوب أن ترسل إسرائيل، في اليوم الأول من الصراع، جيش الدفاع الإسرائيلي بأكمله إلى داخل لبنان، وهو شيء لم تفعله في العام 2006 مما قاد إلى توجيه انتقاد بأنه كان هناك تعويل كبير جداً على سلاح الجو في الأيام الأولى من الحرب، لأنه “منذ 2006 تغيرت طبيعتة، وقد لا تحقق أرضية الهجوم المضاد التي كانت مواتية في العام 2006 الفائدة نفسها اليوم”.
ثمة نصيحة يسديها تيرا وساعر، وهي أن كل هذه القضايا يجب أن تبحث الآن وليس عندما تندلع شرارة الصراع. ويخلص الكاتبان في مقالهما إلى أن الجولة المقبلة من القتال سوف لن تنتهي “بشكل لائق”.
سوف لن تكون إسرائيل بالضرورة الطرف الذي سيطلق الطلقة الأخيرة، ولن “يستسلم” حزب الله على الأرجح وسوف يستمر في بناء قدراته، ومن المفترض أن يستمر حزب الله في ترويج سرده عن “انتصاره” الخاص.
وهذا سرد “متقدم” وناضج وغير تمجيدي والذي يجب إعداده مقدماً. ومن أجل خلق التساوق في الجانب الإسرائيلي، يجب أن يتم تقديم هذا السرد مسبقاً للمجالات السياسية والعسكرية والشعبية في إسرائيل.
وبعبارات أخرى، سوف لن يكون هناك نصر ساحق ماحق في هذا الحرب على غرار حرب العام 1967. ولن تتم مشاهدة بعض المكاسب المحتملة حتى يمر الوقت.
إخلاء 72 ألف مستوطن
 يوم 6 سبتمبر 2017 نشر موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي تقريرا عن المناورة الأضخم منذ 19 عاما التي بدأها الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء 5 سبتمبر بمشاركة عشرات الآلاف من جنود القوات البرية والجوية والبحرية والوحدات الاستخباراتية بمن فيهم الاحتياط، كاشفًا أنّها مستقاة من الدروس التي تعلمتها تل أبيب جراء تعثرها في حرب يوليو 2006، أيْ حرب لبنان الثانية.
ولفت الموقع إلى أن المناورة تحاكي احتلال بلدتين إسرائيليتين في طبريا والجولان على يد “حزب الله”، مشيرا في الوقت عينه إلى أن الجيش الإسرائيلي سيشن عمليات دفاعية وهجومية في عمق “خطوط العدو”.
وأوضح الموقع أن خطة المناورة تقضي بعدم السعي إلى التوصل وقف سريع لإطلاق النار وعدم إفساح المجال أمام “حزب الله” للاستعداد لجولة أخرى، أي مثلما انتهت الحرب في العام 2006.
وتابع الموقع كاشفاً أن استراتيجيي إسرائيل يسعون إلى هزيمة “حزب الله” وبالتالي تحطيم معنوياته والقضاء على بنيته التحتية ووضع حد لإيمانه بأنه قادر على تدمير إسرائيل في الجولة المقبلة.
في هذا السياق، عدد الموقع أهداف المناورة الثلاثة: أولاً، يتدرب الجنود الإسرائيليون على إخراج “حزب الله” من البلدات والقرى التي “سيحتلها” بالاعتماد على عنصر المفاجأة في أغلبية الأحيان. وفي التفاصيل أن إسرائيل تتوقّع أن يتجه “حزب الله” إلى المطلة ميسغاف عند الحدود اللبنانية وإلى طريق بوابة فاطمة التي تصل تلال طبريا الواقعة شمال مستوطنة كريات شمونة بالحدود اللبنانية الإسرائيلية. كما تتوقع إسرائيل أن يصل “حزب الله” برا وعبر الأنفاق إلى مستوطنتي زارعيت وشتولا بمحاذاة الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ثانيا، ستقتحم قوة كبرى من الجيش الإسرائيلي الحدود وتدخل إلى لبنان في محاولة منها إلى هزيمة “حزب الله” بشكل سريع وحاسم في أرضه، علما أن إسرائيل مصممة على تكبيد الحزب خسائر فادحة على مستوى الأرواح والبنى التحتية، وفقاً للموقع.
ثالثًا، يتدرب سلاح الجو الإسرائيلي على لعب دورٍ مختلفٍ في المواجهة، وذلك بعدما فشلت إسرائيل خلال العام 2006 نتيجة مبالغتها في الاعتماد عليه. وعليه، سيعمل سلاح الجو الإسرائيلي على التنسيق مع منظومات إسرائيل الدفاعية الجوية الأخرى، التي ستواجه صواريخ “حزب الله” التي يقدر عددها بمائة ألف بالإضافة أسطول الطائرات من دون طيار التي يعتمد عليها الحزب لجمع المعلومات الاستخباراتية وتوصيل الصواريخ والطائرات من دون طيار الموجهة المحزمة بالمواد المتفجرة.
هذا وسيستعد الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى لإخلاء نحو 75 آلاف مدني من البلدات والقرى القريبة من نيران “حزب الله”.
عمر نجيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017     نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Emptyالأحد 24 سبتمبر 2017, 2:17 am

30 عامًا عملت: نصر الله هدّدّ بتحويلها لقنبلةٍ نوويّةٍ وإسرائيل ارتعبت وسارعت لتفريغ حاوية الأمونيا بخليج حيفا وتقارير دبلوماسيّة تتحدّث عن نقلها للأردن
 

[rtl]  نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  AMONIA-23.09.17.jpg-1-400x280[/rtl]

[rtl]الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:[/rtl]

 

[rtl]ذكر موقع (NRG)  الإخباريّ-الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادر وصفها بالمطلعة جدًا في تل أبيب، قولها إنّ حاوية الأمونيا في خليج حيفا تمّ إغلاقها بعد أكثر من 30 عامًا على تشغيلها، إثر توصّل لجنة الخبراء برئاسة البروفسور إيهود كيننالى إلى أنّ حاوية الأمونيا وسفينة استيراد الغاز المُتبخّر قد تؤديان إلى دمار وقتل مئات آلاف المدنيين.[/rtl]

 
 

[rtl]وبحسب المصادر عينها، تابع الموقع، سيتّم تنفيذ تفريغ حاوية الأمونيا على مرحلتين: المرحلة الأولى كانت تبخير الأمونيا بواسطة إزالة العزل وتسخين الحاوية بمساعدة منافيخ ومياه. وفي المرحلة الثانية ينفذ دفع لغازات الأمونيا بواسطة نتروجين.[/rtl]

 

[rtl]وفي هذا السياق، قال وزير حماية البيئة عضو الكنيست زئيف ألكين، وهو من صقور حزب (الليكود) الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، بنايمين نتنياهو، قال إنّ الأمر يتعلّق اليوم بإنجاز، مُشدّدًا على أنّه في بداية السنة قلتُ إنّ حاوية الأمونيا ستُوقف عملها. وتابع قائلاً إنّه مع استكمال تفريغ الحاوية نحن فخورون بإمكانية الإعلان عن نهاية عهد حاوية الأمونيا في خليج حيفا، والأخطار المرتبطة فيها لن تشكل بعد الآن تهديدًا على سكان حيفا ومنطقة “الركايوت” المتاخمة للمدينة، على حدّ تعبيره.[/rtl]

 

[rtl]بموازاة ذلك، تحدّثت تقارير دبلوماسيّة دوليّة عن مسعى إسرائيليّ لنقل خزانات الأمونيا إلى الأردن، وقد تقدّمت تل أبيب أكثرَ من مرّة بطلبٍ رسميٍّ إلى المملكة الهاشميّة لتحويل ميناء العقبة على البحر الأحمر إلى محطة استقبال وتخزين غاز الأمونيا الإسرائيليّ، باعتباره الحلَّ الوحيد المتاح لحكومة الدولة العبريّة بعد أنْ رَفضت جميع البلديات الساحلية في كيان العدو استقبالَ المادة الخطيرة.[/rtl]

 

[rtl]وبحسب التقارير، فإنّ دوائر صناعة القرار السياسيّ والأمني في الأردن انشغلت بمناقشة هذا الطلب، حيث جرى تشكيل لجنة رسمية ضمّت كلًّا من وزير البيئة ووزير الطاقة ووزير النقل ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصاديّة، وذلك بهدف دراسة الجدوى من تحويل الميناء الأردنيّ الوحيد إلى مستودع لغاز الأمونيا الإسرائيليّ.[/rtl]

[rtl]وكان رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، قال للتلفزيون العبريّ في معرض ردّه على تهديد سيّد المُقاومة بأنّ غاز الأمونيا الموجود في خليج حيفا وصواريخ حزب الله، سيُنتجان قنبلة نوويّة، تُسبب أضرارًا فادحةً جدًا في الأرواح والممتلكات، قال: للأسف الشديد، إننّي أُصدّق نصر الله، وما تحدّث عنه كان صحيحًا مائة بالمائة، وعلى الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، أنْ تأخذ الأمور على محملٍ كبيرٍ من الجديّة والمسؤولية، على حدّ تعبيره.[/rtl]

 
 

[rtl]وتابع رئيس بلدية حيفا قائلاً إنّه يشكر حسن نصر الله، لأنّه بتهديده ضرب خليج حيفا أعاد إلى واجهة الرأي العام الإسرائيليّ ما أسماها بالقنبلة الموقوتة، التي تُسببها المواد القاتلة الموجودة في المنطقة، وقال التلفزيون إنّ نصر الله ضرب على الوتر الحسّاس، الذي يُرعب الإسرائيليين، خصوصًا وأنّه كانت هناك العديد من المطالب الرسميّة بنقل المصانع الكيميائيّة من خليج حيفا إلى مناطق أخرى في الدولة العبريّة لدرء الخطر عن سكّان المنطقة في حال انفجارها، إلّا أنّ وعود الحكومة الإسرائيليّة لم تخرج إلى حيّز التنفيذ.[/rtl]

 
 

[rtl]ونقل التلفزيون العبريّ أيضًا عن عدد من سكّان مدينة حيفا قولهم إنّه يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة أنْ تأخذ تهديدات وتصريحات نصر الله على محملٍ من الجّد، لأنّها مُقلقة للغاية. وقال أحد سكّان المدينة للتلفزيون إنّ التهديد على خليج حيفا، وتحديدًا على مصانع الأمونيا، موجود منذ العام 1991، ولكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تقُم حكومات إسرائيل المتعاقبة بعمل أيّ شيء من أجل إبعاد هذا الخطر عن المنطقة.[/rtl]

 

[rtl]وأشار التلفزيون إلى أنّ غاز الأمونيا يتواجد في خليج حيفا، في منطقةٍ مكتظةٍ جدًا بالسكّان، الأمر الذي يُعرّض مئات ألآلاف من السكّان للخطر، كما أنّ المبنى يعمل بدون رخصة، وهو بناء غير مرخّص من قبل السلطات ذات الصلة.[/rtl]

 

[rtl]وشدّدّ على أنّ المكان يحتوي على 12 طنًا من غاز الأمونيا، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ جمعية (تسالول) لا تستبعد البتة أنْ يتحوّل هذا الكابوس إلى حقيقةٍ واقعةٍ، فيما إذا أصاب أحد الصواريخ المنطقة، على حدّ تعبيرها.[/rtl]

 

[rtl]أمّا زير جودة البيئة، الذي استقال من منصبه، آفي غباي، فقال للتلفزيون إنّ حاوية غاز الأمونيا تُشكّل خطرًا بيئيًا وأمنيًا على حدٍ سواء، ونحن نعمل على نقل الحاوية من خليج حيفا إلى جنوب الدولة العبريّة، ولكنّ التلفزيون لفت إلى أنّ وزيري الطاقة اللذين كانا في السابق، أكّدا على أنّه بحلول العام 2015 ستكون الحاوية الخطيرة قد نُقلت، وهو الأمر الذي لم يتحقق.[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017     نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017  Emptyالأربعاء 04 أكتوبر 2017, 9:53 am

نصرالله لا يمزح


المحامية سندريللا مرهج
ركز أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته ليلة التاسع من عاشوراء على وجوب المحافظة على الإستقرار. هل لديه معلومات عن مخطط يحاك لاحتكاك أمني شعبي في الشارع اللبناني؟.
أم أن معلومات السيد نصرالله تشير إلى مشروع التقسيم الفتنوي للشرق الأوسط ؛الذي تحدث عنه بوضوح؛ عادت خيوطه لتلعب على نار الفتنة الداخلية اللبنانية كجزء من اجندة بديلة لفشل المشروع التقسيمي التكفيري؟.
ليس من عادة السيد نصرالله أن يتحدث عن الشأن الداخلي اللبناني وفقا لاستنتاجات او تحاليل. لا شك أن في الأمر إشارات تدلّ أن هنالك من يسعى لتخريب الأمن الوطني لمآرب لا تخدم إلا العدو. أوّلها محاولة إقحام حزب الله باشتباك داخلي. أزمة إن حصلت؛ تخدم التصويب على شرعية سلاح حزب الله. هي الصدفة ربما أو هو مخطط مقصود. لم يمض يومان على حديث نصرالله حتى وقعت حوادث عديدة مشبوهة أبرزها التالي :
-إشتباكات مسلحة في صيدا على خلفية خلافات على المولدات الكهربائية، تطورت الى سقوط قتلى وجرحى وتخريب وإقفال طرقات.
-إشتباكات في المدينة الرياضية على خلفية مباراة كرة قدم يتطور إلى سقوط جرحى .
-إشكال في الجامعة اليسوعية بين طلاب مؤيدين لحزب القوات اللبنانية وآخرين مؤيدين لحزب الله.
-تعنيف وتحقير على شبكات التواصل الإجتماعي بين أطياف من المجتمع .
-سفارات أجنبية تحذر رعاياها من التوجه إلى بعض الأماكن في لبنان.
-خلافات حول التعيينات وإقالات .
صحيح أنها أحداث يتم تطويقها أمنيا ولكنها بوادر تشي بنية ما لزعزعة الإستقرار .تضافر الجهود الأمنية وتعاونها واجب في هذه المرحلة. والانتقال السياسي الى مرحلة الحوار مع الجميع أمر ملح.
هذا ما نبه إليه خطاب نصرالله.
من جهة أخرى، هل هنالك من يريد إقحام الجيش اللبناني بمواجهة داخلية فينتزع منه تاج النصر الذي حققه في جرود سلسلة لبنان الشرقية؟. يبدو ذلك جلياً. معادلة الجيش-الشعب يراد كسرها بعد فشل كسر معادلة الجيش-المقاومة. فمعركة جرود عرسال لم تخف ميادينها التنسيق بين الجيش والمقاومة و الإحتضان الشعبي .إن القضية ليست فقط لبنان. الحرب على ايران تعني الحرب على حزب الله بشتى الطرق. هذا أمر ليس بجديد. حرب إسرائيلية على لبنان إحدى وجوهها... منذ فترة والسيد نصرالله يحذر اسرائيل منها. أما الجديد فمسألتين:
-حزب الله يخاطب اليهود غير الصهاينة .
-حزب الله يخاطب حلفاء من خارج محور المقاومة.
أوّلاً: إن الطلب من اليهود غير الصهاينة مغادرة أراضي فلسطين المحتلة لأنه قد لا يتسنّى لهم الوقت لذلك في حال شنت اسرائيل حربا على لبنان، ليس كلاما في إطار الحرب النفسية الباردة. لماذا؟. إن السيد نصرالله أكّد لللوبي اليهودي في العالم أن عدوه هي الصهيونية والكيان الاسرائيلي ، و ليس الديانة اليهودية أو الجالية اليهودية. إنه انتصار كبير لحزب الله بوجه تهمة الإرهاب.
ثانيا: قدرات محور المقاومة العسكرية أصبحت أبعد مما كانت عليه قوة حزب الله في العام ٢٠٠٦.
إذا، حرب اسرائيل الجديدة ضد لبنان، لن يرد عليها لبنان وحده. فالقوة، أبعد من أسلحة فتاكة استراتيجية يمتلكها الان حزب الله كما الواقع وكما ذكرت وتذكر الصحف الإسرائيلية. بل ستكون حرب محور يضم دولا وتنظيمات وأحزابا وحشودا شعبية .
ان استعدادات محور المقاومة أصبحت قادرة على تخطي الخطوط الحمراء التي يضعها العدو. باتت تؤكد الذهاب الى ابعد بكثير مما كانت عليه في العام 2006.
بمشهدية أخرى، من قصد بالحلفاء غير المنضمين الى محور المقاومة والذين لا يمكن إلزامهم بذلك؟. روسيا طبعا و بعض البلدان العربية التي ستحارب غير عسكريا.
أما داخليا، فيبدو أن بعض الحلفاء يحاولون الوقوف على حافة تربطهم بكل المحاور. ربما بعض خطاباتهم في الداخل تختلف عما هي في الخارج لما تحمله من تبطين تجاه دور المقاومة في لبنان.
غمز السيد نصرالله صوب أكثر من اتجاه محذرا. لا شكّ ان بعض وسائله استقبلت بعض العائدين حديثا من الرياض وتحذر الذاهبين اليها لتقول: لا تلعبوا بالنار ولا تحرجونا فتخرجونا، لأن الذي دفع غاليا من دم خيرة شبابه دفاعا عن محور كامل لن يقبل المساومات والمماحكات والمؤامرات لإضعافه أو لسرقة نصره.
السيد نصرالله لا يمزح. فكيف اذا كان التحذير هذه المرة مترافقا مع ذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي؟.
عن النشرة اللبنانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نصر الله ومعادلات الردع… 2006 ــ 2017
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تاريخ المواجهات بين حزب الله وإسرائيل.. من عام 1982 إلى حرب تموز 2006
» دراسة تحليلية حزب الله و"إسرائيل" ومرتكز الردع
» حرب تموز | العدوان الصهيوني على لبنان 2006؟
» يوميات قائد القوات الدولية في لبنان عن حرب 2006
»  أسلحة الردع الروسية الأوكرانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: