منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين Empty
مُساهمةموضوع: مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين    مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين Emptyالأربعاء 08 نوفمبر 2017, 10:11 am

مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين
د. نورالدين ثنيو
Nov 08, 2017

سنة 2017، هي لحظة احتفائية بالمصلح الألماني الفذ مارتن لوثر، بعد مرور خمسمئة عام على بداية، 

ما عرف في العصر الحديث بالإصلاح الكبير، الذي بدأه عام 1517، عندما أقدم، في جرأة ملهمة، 

بتعليق مبادئ المذهب البروتستانتي (95 أطروحة ) على باب كنيسة Wittenberg. 
فقد كان السياق الذي جاء فيه الإصلاح الكبير، سياقا دينيا مكثفا بتعاليم الكنيسة البابوية، أي عصر 

سكولاستي، على رأي الفيلسوف هيغل، كل شيء يستند إلى الدين المسيحي ومرجعياته في التراتبيات 

البابوية. 
انطوى مفهوم الإصلاح الديني على نهاية عصر وبداية عصر آخر، أي لحظة أزمة كبيرة ولجتها 

الكنيسة عندما استغلقت عليها العقيدة المسيحية، ولم تعرف كيف تتلمس سبيل الرجاء والانفراج، فقد 

كان العصر الذي آل إلى بداية زوال هو العصر الوسيط، أما العصر الذي آل إلى بداية ظهور فهو 

العصر الحديث. وكان أبرز وأقوى ملامحه هو الدين عندما صار يكثف في أحشائه السياسي 

والاقتصادي والفلسفي الثيوقراطي والفني والجغرافي الدعوي.. ومنذ تلك اللحظة الإصلاحية والإصلاح 

يأخذ معاني ودلالات، ويشق لنفسه أوطانا وأمصارا جديدة. وهذا العصر الجديد هو الذي أطلق عليه 

مؤرخو القرن التاسع عشر بالعصر الحديث، الذي اتسم بخاصية انفصام عرى الصلة بين الكنيسة 

كمؤسسة والدين كصلة روحية بين الخالق والمخلوق، كان آخر تعبيرات هذا الفصل في القانون الذي 

أصدره البرلمان الفرنسي، المعروف بقانون الفصل بين الكنائس والدولة، في ديسمبر 1905.
فقد دشّن القس الألماني حقبة اللائكية بما تعني خدمة الله خارج مؤسسة الكنيسة واعتماد كل الأرض (

الكنيسة الواحدة) فضاءً لعبادة وخدمة الله تعالى. وتعد لحظة القرن السادس عشر، لحظة كثفت 

وأضمرت عمقا روحيا قويا ما لبث أن عبر عن مظاهره وتجلياته في مراحل لاحقة تمثلت في السياسة 

على ما صنعه صاحب كتاب «الأمير» مكيافيللي وصاحب «الكتب الستة للجمهورية» جان بودان، 

وتوماس مور، صاحب كتاب «يوتوبيا»، الذي أراده نوعا من الجمهورية الفاضلة، ناهيك عن مظاهر 

اللاهوت الجديد، على ما جاء به القس الإنساني ارسموس في مصنِّفه «مديح الجنون»، كذلك أعمال 

يوحنا كالفن وزوينغلي.. كما عبّرت طاقة الإصلاح الكبير على مظاهر فلسفية في كوجيتو ديكارت في 

القرن السابع عشر «أنا أفكر أنا موجود» وهي مقولة إنسانية تداني مقولة لوثر «التبرير عبر 

الإيمان» أي لا يسوغ الذنب الذي يرتكبه الإنسان إلا التوبة النصوحة أمام الله ذي الجلال والاحترام. 
أما تجليات الجغرافية للإصلاح اللوثري، فتمثلت في اكتشافات أمصار وأراض جديدة، بدافع أن الحركة 

الإصلاحية حركة باتجاه الناس جميعا، وفي أي مكان من معمورة الأرض التي تعد بمثابة الكنيسة 

الواحدة لكافة الشعوب والمجتمعات، ولعلّ الاكتشافات الجغرافية التي تمت في سياق عصر مارتن لوثر 

وبعده، تؤكد حقيقة انتشار المذهب البروتستانتي في العالم الجديد، أمريكا كما كان يطلق عليها في ذلك 

الوقت، بعد الحيوية والنشاط الدؤوب الذي انتاب المذهب اللوثري وسريانه في وجدان معتنقيه 

ودعاته… وهكذا راحت جذوة الإصلاح توقظ الحياة السياسية والاقتصادية والفلسفية والدينية والعلمية 

كلها تبدع تخصصات جديدة وتوفر فضاءات حديثة. فقد كانت الحركة الإصلاحية الوقود الروحي 

والمعنوي والحياتي للعالم الحديث، بل مبدعة الحداثة.
عندما ندرس القرن السادس عشر، أي السياق التاريخي الذي جاء فيه مارتن لوثر، نلحظ حقيقة دينية 

ناصعة، أن كل شيء يجري التعبير عنه بالدين الذي يجد مرجعيته في مؤسسة الكنيسة وتراتبية 

البابوية، لكن ما بعد تأسيس المذهب البروتستانتي، الذي أتى في أعقاب وفاة مارتن لوثر، بدأت مرحلة 

تَبَاهت المقدس، وانْحِسار رجال الدين من مشاهد الدنيا، وانهيار شروحات الكنيسة وتلاشي التراث 

وتفكك تراتبية مؤسسة الكنيسة، وكأننا نلحظ خروج الدين عن الدين نفسه على رأي المفكر الفرنسي 

مارسل غوشي. وعليه، فالإصلاح، بما ينطوي عليه من وقود دائم الحراك إلى ما هو أفضل، لا يعني 

القطيعة الراديكالية ولا إحداث الطفرة في البنية الإجتماعية أو الثورة في عقيدة البشر، بل دائما 

مسايرة الحقائق بما تعنيه في أصولها وطبيعتها، أي يبقى الدين دينا ولا تستحوذ عليه شخصية أو 

مؤسسة، وتبقى السياسة سياسة دونما احتكار من طاغية أو مستبد. 
وبالتواصل التاريخي والتحليل الموضوعي لظاهرة الإصلاح، نجد أن مساره أفضى، خاصة في القرن 

العشرين، إلى إدراج العلوم الدينية في كليات اللاهوت، بالقدر الذي تجد حيزا لها ضمن العلوم 

الاجتماعية والإنسانية، وتعبر من ثم عن جزء من كل طبيعي وإنساني واجتماعي وعلمي وميتافيزيقي 

وفلسفي وأيكولوجي صارت على إثره الدراسات الدينية تخضع لمنظومة معرفية دنيوية، يسري عليها 

ما يسري على سائر العلوم، من حيث إمكانية الفهم والتصديق المعقول، على خلاف ما كانت تلقنه 

الكنائس من غيبيات وأصوليات لاهوتية وعقائد دوغمائية، وما كانت تحتكره من معنى الله والمسيح 

والدين والدنيا والآخرة، فقد تولت الجامعة، بما هي معبد جديد للمعرفة، وفضاء للتعليم البداغوجي 

والأكاديمي، مهمة التعليم والبحث الجامعي الذي يأخذ بالموضوعية والنزاهة والتجريد، وإمكانية تعميم 

الحقائق المتوصل لها، بما في ذلك شأن الدين المسيحي. 
دشن الإصلاح الكبير مرحلة هي من أخصب المراحل التاريخية التي شهدتها الإنسانية قاطبة، عندما بدأ 

الوعي بأهمية الاختلاف والتعدد والتنوع، وعدم الإفراط في البحث عن الحقيقة المطلقة، خاصة منها 

الدينية، على ما كانت تصنع الكنيسة الكاثوليكية. فالمظاهر والتجليات التي ظهرت بفعل الإصلاح 

كمفهوم وإجراء، بينت عدم قدرة الدين لوحده امتلاك ناصية الحقيقة، لأن أي تفكير أو اجتهاد فيه يتم 

باللغة البشرية، وأن آلية شرحه والوقوف على معناه هي التأويل ونقد خطابه. ومع الضربات الفلسفية 

للدين، على ما فعل نيتشه في القرن التاسع عشر، تصدع جدار الكنيسة، وصارت خاوية من العباد، في 

مشهد يذَكِّر بسيادة العقل السكولاستيكي لردح طويل من الزمن الأوروبي قبل عصر مارتن لوثر وبعده.
وهكذا، فعند قراءة تاريخ النهضة الأوروبية، نجد أن الإصلاح الكبير قد عبّر عن إعادة إحياء جديد 

لأوروبا، بالمعنى الذي أفصح عن استثمار كل التراث القديم (الحضارات اليونانية والرومانية) والقائم 

(الثقافات المعاصرة للعصر الوسيط ولما بعده)، والتطلع الدائم إلى وجود ثروات خارج أوروبا (عصر 

الاستعمار الحديث). كما أن الحركة الإصلاحية، كما تجلت في مسارها الحديث، لم تفرط في كل ما هو 

موجود ولم ترمه جانبا، لا بل صانته وراعته كشاهد تاريخي، على ما فعلت مع الكاتدرائيات والكنائس 

ودور العبادات التي صارت خاوية من المؤمنين وعباد الله العاديين.
كاتب جزائري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين    مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين Emptyالإثنين 29 يوليو 2024, 8:42 am

مارتن لوثر والإسلام.. تمرد على الكنيسة والثالوث ورفض الحروب الصليبية
لا تزال إصلاحات مارتن لوثر الدينية تُسيل لعاب الباحثين بعد أن قلبت مسيحية أوروبا رأسا على عقب، لكن اللافت في تلك الإصلاحات تقاطع كثير منها مع الإسلام خصوصا في رفض الثالوث والوساطة بين الرب وعبده وصكوك الغفران وتقديس الأشخاص.. فهل تأثر لوثر بالإسلام؟


يعتبر مارتن لوثر (1483-1546) مؤسس البروتستانتية في أوروبا، وهو راهب ألماني تمرد على الكنيسة وألف 95 بندا في العام 1517 ستكون نواة لما عرف لاحقا بالإصلاحات الدينية في أوروبا.


ولعل البند الأبرز في تلك الإصلاحات هو رفض تجارة صكوك الغفران التي أنشأتها بابوية الفاتيكان، وتتمثل في دفع المال للكنيسة مقابل مغفرة جزئية أو كاملة للخطايا والذنوب.


وكان لوثر قد ترقّى في المراتب الكنسية حتى عُمد كاهنا في عام 1507، غير أن أفكاره المتمردة على الكنيسة قادت إلى عقابه بما يعرف في النظام الكنسي بالحرمان وذلك طبقا لقرار أصدره البابا العاشر في العام 1521.


وكان ذلك القرار كفيلا بإعدامه وحرقه، لكن النزعة القومية الألمانية المتصاعدة حينها وامتعاض أمراء ألمانيا من جبايات الأموال التي تمارسها الكنيسة باسم صكوك الغفران وفرت حماية للوثر، حيث رفض الألمان تطبيق القرار البابوي ضده، كما وجدت أفكاره الثائرة على الكنيسة تربة صالحة وحقدا دفينا على الكنيسة والقائمين عليها بسبب ما ترهق به كاهل الناس من جبايات وما تفرضه عليهم من معتقدات.


لوثر والسعي لمعرفة الإسلام
كشف أستاذ التاريخ الحديث بالمعهد اللاهوتي البروتستانتي بباريس بيير أوليفييه ليشو في كتاب أصدره في فبراير/شباط 2021 سعي مارتن لوثر الحثيث للاطلاع على حقائق الإسلام.


واعتبر أوليفييه في كتابه (لوثر ومحمد: البروتستانتية في أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر) أن لوثر أراد أن يعرف من خلال القرآن حقيقة الدين المحمدي الذي أعلنته الكنيسة هرطقة، وهو  الاتهام نفسه الذي سيواجه به لوثر بعد انتقاداته للكنيسة.


ويؤكد أوليفييه أن لوثر مضى قدما في تحقيق رغبته في فهم الإسلام، فأيد بشدة ـ رغم موقف الكنيسةـ نشر القرآن المترجم إلى اللاتينية على يد المستشرق السويسري تيودور ببلياندر، بل كتب بنفسه مقدمة لتلك الترجمة.


ويعتبر عالم اللاهوت أن رائد الإصلاح الديني في أوروبا مارتن لوثر كانت له مواقف وصفها بـ"المعقدة إلى حد ما" فيما يتعلق بالإسلام.


ففي حين كانت لدى لوثر رغبة جامحة في معرفة الدين الإسلامي وتعاليمه، وسعى جاهدا لدراسة "القرآن" وفهمه وترجمته إلى اللاتينية، نقل عنه أنه أيضا يعتبر أن الإسلام يشكل تهديدًا خطيرًا على أوروبا، حيث عاصر لوثر حملات تغلغل العثمانيين في أوروبا الوسطى خلال القرن 16.






هل خدم لوثر الإسلام؟
اعتبر الباحث ليشو أن الكاثوليكيين ما فتئوا يتحدثون عن أوجه التشابه بين ما يعتبرونه هرطقة الإسلام وهرطقة البروتستانتية بزعامة مارتن لوثر، ويعتبرونهما عدوّين، أحدهما خارجي يهدد أوروبا بالقوة والآخر داخلي يدعو إلى التشكيك في بعض عقائد الكنيسة، بل إن الفاتيكان اعتبرت الانشقاق البروتستانتي داخل المسيحية أكثر ضررا عليها من الإسلام البعيد والغريب.


ويضيف أوليفييه أن الكاثوليكيين رأوا أن ثورة لوثر على الكنيسة خدمت الإسلام، واعتبروه وأتباعه طابورا خامسا للإسلام في أوروبا، ولهذا السبب طالبت الكنيسة أكثر من مرة البروتستانتيين بتبرير وتوضيح هذه المواقف، تحت طائلة عدم الاعتراف بعضوية البروتستانتية في الأسرة المسيحية.


ويخلص ليشو إلى أن "الإسلام قد كيّف التفكير البروتستانتي بشكل عميق من القرن 16 إلى القرن 18 إلى حد الإخلال بجوانب معينة من هويته"، لكن بالنسبة للمؤلف، فإن تكييف التفكير لا يعني أنه يحدد الاتجاه.


توافق بشأن العقيدة ومريم
اعتبر الباحثون أن الكثير من الإصلاحات الدينية التي تبناها لوثر خصوصا في مجال العقائد تتفق مع رؤية الإسلام، مثل الموقف من الثالوث والموقف من الأقدار، والرغبة في العودة إلى النصوص الدينية التأسيسية، ومنع الصور ورفض تقديس رجال الدين.


ويعطي أوليفييه مثالا حيًّا على التوافق في توحيد الله بين الإسلام وأتباع لوثر، أن عالم اللاهوت الإسباني ميشيل سيرفيت أُحرق حيا في جنيف في العام 1553 وهو يردد "لا إله إلا الله" تماما مثلما يقولها المسلمون؛ رفضا لعقيدة التثليث.


كما أن تيودور ببلياندر الذي نشر الترجمة اللاتينية للقرآن بدعم من لوثر أكد على تقارب النص القرآني مع الإيمان المسيحي، قائلا "إن عقيدة محمد تحمل في طياتها توافقًا كبيرًا مع عقيدة المسيح الأرثوذكسية بقدر ما تعترف بإله واحد حقيقي وتبشر بالمسيح بشكل رائع".


ويعتبر بيير أوليفييه أن هذا الإقرار يعكس دهشة كاتبه أمام القرآن كنص مليء باحترام المسيح ولا يتحدث بسوء عن مريم العذراء بل يروي قصتها بطريقة أخلاقية مناسبة.


لكن في نفس الوقت -يقول ليشو- فإن التقديم الذي قام به مارتن لوثر لنفس الطبعة اللاتينية حمل انتقادات للقرآن، وهو ما يعتبره أوليفييه حالة من الشك والتناقض طبعت وما زالت تطبع البروتستانتية وعلاقتها بالإسلام، وهذا ما يسميه أوليفييه في كتابه لوثر ومحمد "الاضطراب البروتستانتي في وجه الإسلام".


هل ساهم لوثر في التعريف بالإسلام؟
في مقال للباحث الفرنسي مالك بدوح نشره في موقع سافيرنيوز في ديسمبر/كانون الأول 2019، تساءل الكاتب: كيف كان ينظر أبو الإصلاح البروتستانتي مارتن لوثر إلى الإسلام؟


وقد ذكر بدوح الانتقادات التي نسبت لمارتن لوثر في التقديم الذي وضعه لأول ترجمة للقرآن إلى اللاتينية، لكنه اعتبر أن تلك الترجمة ساهمت في معرفة أفضل للإسلام في أوروبا.


ورأى بدوح أن الحركة البروتستانتية التي قادها لوثر أدت إلى تحطيم الوحدة الدينية لأوروبا المسيحية الغربية، حيث إن قيام لوثر وببلياندر بترجمة لاتينية للقرآن ونشرها يعتبر مروقا عن القرار الذي اتخذه البابا كليمنت السادس خلال مجمع فيينا عام 1309 بمنع قراءة القرآن.


وفي إشارة إلى تأثر لوثر بالإسلام، أكد بدوح أن البروتستانت، وفي مقدمتهم لوثر، عارضوا أي فكرة لشن حملة صليبية لهزيمة المسلمين.






لوثر يمارس الكاثوفوبيا
وأورد الكاتب بدوح، أن الكاثوليكيين سخطوا جدا على ما اعتبروها هرطقات لوثر ومن ذلك ما ورد في كتاب فلوريموند تحت عنوان "تاريخ ولادة وتقدم وانحطاط هرطقة هذا القرن"، الذي نُشر عام 1605، وهاجم بشدة ما سماه "الكاثوفوبيا" أو رهاب الكاثوليك الذي يمارسه مارتن لوثر الذي ذهب إلى حد القول "إن عبادة الأوثان والفجور في الكنيسة الرومانية أكثر مما هي عليه عند المحمديين".


ونقل الكاتب بدوح أيضا تصريحات للمندوب البابوي عام 1540 يهاجم فيها البروتستانت ويعتبر فيها أنه "من الصعب أن نميز من هم أكبر أعداء المسيح، البروتستانت أم الأتراك (المسلمون)؟ وربما يكون الأتراك أفضل من البروتستانت، لأن الأتراك عندما لا يذبحون الناس قد يتركونهم يعتنقون الكاثوليكية، بينما البروتستانت إذا لم يقتلوا الأجساد يدمرون النفوس بحجة إصلاحها".


ويرى الكاتب بدوح أنه منذ ظهور مارتن لوثر أصبحت العلاقة سلمية بلا حدود بين الكنائس البروتستانتية والإسلام، مذكرا بأن لوثر كان ينوه بإخلاص المسلمين ومواظبتهم على الصلاة، وتدبرهم الصادق، فضلًا عن رصانتهم التي تتناقض مع السكر لدى المسيحيين، وسيكون كل ذلك حافزا للوثر لحث أتباعه على التوقف عن التبتل للكنيسة والتضرع لله مباشرة.


ولا يخفى هنا تأثر مارتن لوثر بالمسلمين، حيث يؤكد بدوح أن لوثر أوصى المسيحيين بالصلاة مرارا وتكرارا، معتبرا أن المسلمين "معلمو المدارس" لأنهم دفعوا المؤمنين إلى التوسل إلى الله.


الينبوع أفضل من النهر
وفي نقطة جوهرية من نقاط التقاطع مع الإسلام يركز مارتن لوثر على الاعتماد على الأدلة الأصلية للدين، فحسب دراسة نشرها المؤرخ الفرنسي وعميد كلية اللاهوت البروتستانتي في جامعة ستراسبورغ بفرنسا مارك ليينارد في مارس/آذار 2017، يعتبر الباحث أن لوثر يستشهد كثيرا بالمثل القائل بأن الشرب من الينبوع أفضل من الشرب من النهر، لذلك يعتمد على العقائد التي طورتها مجامع المسيحية في القرنين الرابع والخامس الميلاديين ويعتبرها تفسيرًا أمينًا للكتاب المقدس، مع احتفاظه بحرية نقدها.


وفي سياق التقاطع مع الإسلام الذي ذم الرهبانية، تؤكد دراسة الباحث مارك ليينارد أن لوثر انتقد الحياة الرهبانية التي تعتبرها الكنيسة الطريق المفضل لإيجاد الله والخلاص، كما انتقد طرق التقديس المتعددة التي اقترحتها الكنيسة في عصره مثل الحج والغفران، ودعا إلى توطيد العلاقة المباشرة والشخصية بين الله والإنسان.


قشة صكوك الغفران
تقول دراسة أستاذ اللاهوت المؤرخ مارك ليينارد إن مسألة صكوك الغفران كانت القشة التي قصمت العلاقة بين لوثر والكنيسة الرومانية عام 1517، حيث كان شائعا أن يدفع الناس الأموال للكنيسة مقابل صكوك تطهرهم من ذنوبهم، لكن التعاملات المالية غير الشفافة للكنيسة أفقدتها مصداقيتها ودعمت مواقف لوثر الرافضة لصكوك الغفران.


وقد تجاوز الجدل الذي أثارته أفكار لوثر بسرعة قضية صكوك الغفران ليمتد إلى سلطة الكنيسة وسلطة البابا بل إلى كل جوانب الديانة المسيحية: عقيدتها وكتابها المقدس وتفسيراته التي كانت من اختصاص البابا ومجمعه، والذين لا يمكن أن يخطئوا حسب الاعتقادات التي كانت سائدة، ومن يفسر الكتاب المقدس بطريقة مختلفة عن تفسيرهم فهو مهرطق، وعقوبة المهرطق هي الحرمان ثم القتل.


وحسب دراسة ليينارد، فقد اعتبرت الكنيسة مارتن لوثر مهرطقا واتهمته بالسعي لنشر دين أو مذهب جديد، خصوصا بعد أن أحرق القوانين الصادرة عن الكنيسة، فتم إصدار عقوبة الحرمان ضده بتاريخ عام 1521.


ويؤكد المؤرخ الفرنسي أنه كان مستحيلا التوفيق بين مواقف لوثر وبين مواقف الكنيسة، فقد رفض لوثر ادعاء "الرومانيين" بأنهم "الخدام الوحيدون للكتاب المقدس" وأن "البابا لا يمكن أن يخطئ".






لوثر يقر بجاذبية الإسلام
يؤكد عالم اللاهوت الفرنسي ليينارد في دراسته أن لوثر اعترف بجاذبية الدين الإسلامي، ودعا إلى معرفة أفضل للقرآن والتعاليم التي يدعو إليها والممارسات التي يحاربها، وكان العديد من الإصلاحات التي تبناها متسقة مع رؤية الإسلام مثل كسر وصال الصيام وإجازة زواج الكهنة والرهبان وجواز الخروج من الأديرة وإزالة الصور التي يتم تقديسها.


ويتابع أن من الأفكار التي تقترب من الرؤية الإسلامية لدى مارتن لوثر اعتباره أنه لا ينبغي إجبار أحد على الإيمان، وأنه يجب على الجميع أن يؤمنوا بحرية.


ما الذي كان يسعى له لوثر؟
يبدو حسب الدراسات والبحوث التي تناولت مارتن لوثر وما أحدثه من تغييرات جذرية في تاريخ أوروبا الحديث، أن لوثر لم يتحرك في ثورته الفكرية بغرض تحقيق ما سيعرف لاحقا بالإصلاحات الدينية في أوروبا، والظاهر أنه كان يسعى للوصول لحقيقة الدين أو إلى تحقيق علاقة مختلفة مع الله تختلف عما هو قائم لدى الكنيسة.


ويؤكد ليينارد أن لوثر ـ وإن كان يعلم أن التغييرات التي حدثت مرتبطة بأفكاره ـ إلا أنه يؤكد أنه لم يقصد ذلك أصلا، ولم يدّع أنه مصلح للمسيحية، كما ادعى ذلك آخرون من قبله.


ويقول إن مارتن لوثر تجاذبته في عشرينيات القرن 16 أفكار وتصورات كثيرة توحي بأنه كان يبحث عن حقيقة ما، حيث وصف نفسه بأوصاف مختلفة بدءا بالكنسي مرورا بالواعظ أو المبشر، وصولا إلى "نبي الألمان".


وحسب ليينارد، فإن لوثر شبّه نفسه بأنبياء العهد القديم وشبه عزلته بعزلتهم، ومع أنه وصف نفسه عدة مرات بأنه "نبي الألمان"، إلا أنه في مقاطع أخرى كثيرة يتراجع عن ذلك ويشدد على أنه يختلف عن الأنبياء ويعتبر نفسه "تلميذ الأنبياء" فقط.


ويؤكد أن مارتن لوثر واجه في أوقات عديدة لحظات من الشك، لكنه كان يرى أن كلمة الله معه وأن الله يدفعه ويرشده إلى طريق الحق.


ويبدو من الدراسات والبحوث السابقة أن مارتن لوثر لم يكن هدفه أصلا إصلاح الكنيسة، وإنما تجاذبته أفكار وتصورات سعى من خلالها إلى معرفة طريق الحق في العلاقة مع الله، لكن ذلك البحث نتجت عنه رؤى إصلاحية كشفت زيف الكثير من العقائد التي كان يعتنقها المسيحيون، وحررت أوروبا إلى حد بعيد من سلطان الكنيسة وقساوستها.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 29 يوليو 2024, 8:48 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مارتن لوثر: الحداثة عبر الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة
» مارتن لوثر.. راهب ألماني رفض صكوك الغفران وأسس البروتستانتية
» الحداثة.. مفهومها ...تاريخها
»  كتاب-فكر-الحداثة-في-فلسطين
» الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: