القدس بين برتوكولات حكماء العرب واسترتجيات التحرر
الكاتب: د. ياسر عبد الله
القدس مهددة بالتشريع بيهوديتها بعد قرار المصارع "ترامب" بنقل السفارة الى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، ونحن ما زلنا نتحدث عن مصطلح اسمه مصالحة مجتمعية "يعني شك عرب وركوة قهوة" باعتقادي ان ما يحصل يعني ان ما قاله هيو انشتاين في تعريفه للنظرية التبادلية ان "تحقيق التوزان الممكن شرطا لتحقيق اي استقرار"، وان ما تحدث عنه هومانز من المنفعة تأتي في سياق المصالح الحزبية المتعفنة البعيدة عن المصلحة العليا وهي المواطن الفلسطيني ومستقبل سيكولوجيا اطفالنا وشبابنا فنحن نعيش مرحلة ومنذ عشر سنوات هي الأسوأ بتاريخ القضية الفلسطينية.
الدولة العربية القومية أصبحت حلم المواطن العربي بعد أن فقدت مقومات الدولة واصبحت دويلات تابعة إلى اجندات خارجية، والخلافات تعم وتطم دون حلول في الافق للنظر الى الربيع العربي ومخلفاته ومخرجاته وكيف تم ويتم وفق مخطط بروتوكولات صهيونية وليس مخطط امريكي، وانما أمريكا هي اداة لتنفيذ المخطط الصهيوني في العالم العربي، وقد اقتربت الرؤية بالوضوح واصبح قمر المؤامرة ساطع في سماء الوطن العربي، وعودة الى قضية المصالحة فهي بحاجة الى قليل من الخجل والحياء والقضية بحاجة الى الارتقاء لمستوى الخطر الذي يهدد القدس والامة العربية.
القدس في خطر، القدس يريدونها عاصمة للكيان المحتل وفي ظل اصرار المتخاصمين على بقاء الفرقة وترك اجندات خارجية تفرض شروطها على المصالحة، فنحن لا نحتاج هذه المصالحة في هذه المرحلة العصيبة بل نحتاج الى أكثر من ذلك وهي الوحدة الوطنية التي تفرض شروطها واجندتها على المحتل وعلى كل مغتصب يحاول تهويد القدس والعبث بالمقدسات الاسلامية والمسيحية، فالمحتل لا يعرف الاخلاق ولا محرمات لديه في امام طموحه بالتوسع في الارض الفلسطينية من خلال مستوطناته ومن خلال السعي الى اعتراف دولي بالقدس عاصمة لكيانهم الغاشمة.
فقد وضع اليهود مخططهم هذا وقبل أكثر من مائة عام، ففي عام 1901 م حين وضعت بروتوكولات حكماء صهيون وتم وضع 24 بروتوكولا تضمنت السيطرة على العالم من خلال : السيطرة الاعلامية، والاقتصادية وخلق قيادات نفيعية ذات مصالح خاصة، وملوك وحكام يسعون الى الحفاظ على ممالكهم، وخلق اجيال مشوهه فكريا . وما يحصل في الواقع العربي والاسلامي هو المشهد الذي وضع في نصوص تلك البروتوكولات ، قد كان اليهود في حينها مشتتين في أنحاء العالم ولا كيان لهم ولكن بدهاء ومكر تمت السيطرة على العالم فعلاً. وحتى في الزمن القريب وفي العام 1988 تم اعداد دراسة" برتوكول " في مركز الدراسات الإسرائيلي " يافي " بعنوان " خيارات السلام بعد الانتفاضة الاولى " ووضع فيها ستة خيارات هي الخيار الاول: البقاء على الوضع الراهن وبقاء الاحتلال ، الخيار الثاني : حكم ذاتي ،الخيار الثالث : هو ضم الضفة والقطاع لاسرائيل، الخيار الرابع : دولة فلسطينية في الضفة والقطاع ، الخيار الخامس الانسحاب من غزة والخيار الاخير: فدرالية مع الاردن . وقد شاهدنا بعض هذه الخيارات التي قد نفذت وان فشلت في طريقة الاداء وبقي خيارين امام الكيان الصهيوني هو خيار الضم للضفة والقطاع وخيار الفدرالية وكليها احتمالات واردة بعد الاعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل من قبل الثور المصارع ترامب.
لِمَ لا نتعلم الدروس والعبر من الماضي؟ ولِمَ لا نفكر في المستقبل؟ فنحن بحاجة الى أكثر من مصالحة وبحاجة إلى أكثر من وحدة وطنية نحن بحاجة الى برتوكولات حكماء فلسطين - بروتوكولات حكماء العرب؛ فالدولة اليهودية اصبحت واقع في ظل التأمر والتخاذل والحل في ظل المعطيات الدولية والاقليم اعتقد انه حلم وسراب – بعض الدول العربي فقدت عروبتها - ولكن بحاجة الى بروتكولات تعالج الضعف العربي وتعالج التشرذم الفلسطيني حتى نمتكن بعد مائة عام من استعادة الارض والكرامة العربية.
بالعودة للتاريخ وعندما احتلت القدس في العام 1099م وحتى عام 1087م من قبل الفرنج ، وضعت استراتيجية للتحرر على يد حكماء ال زنكي في حينه " بروتوكولات ال زنكي" بدأ عماد الدين زنكي بتطهير بلاد المسملين من الخونة والمتخاذلين واكمل بعده نور الدين زنكي حتى استلم الراية صلاح الدين عام 1064 م حين استلم حكم مصر وبدأ في تنفيذ إستراتجية لتحرير بيت المقدس تعتمد على : توحيد بلاد الشام ، توحيد مصر والشام وفي عصرنا هذا يعني توحيد لبنان والاردن وسوريا وتوحيد العراق وسوريا وتوحيد العراق ومصر وبلاد الشام . ولم تمضي مائة عام على احتلال القدس حتى تم استعادتها وتحريرها واستعادة كرامة الامة العربية والاسلامية .
خلاصة القول : صلاح الدين اتبع استراتيجية في استعادة القدس احتاجت اقل من الخمسين عام ، ومن الواضح أن زعماء اليهود تصفحوا التاريخ وتشربوا من استراتيجية صلاح الدين فكان خلاصة ذلك أن وضعوا بروتوكولات حكماء صهيوني في العام 1901 من اجل اقامة دولتهم على ارض فلسطن وفي العام 1948 تم الجريمة باغتصاب الارض وارتكاب جرائم بحق البشرية ونحن اليوم على ابوب العام 2018 واقتراب على احتلال الارض والانسان الفلسطيني ال 70 سنة . فهل العقل الفلسطيني والعربي عاجز عن الاستفادة من استراتيجية صلاح الدين في التحرير والتعلم من استراتيجية حكماء صهيوني في احتلال الارض للخروج بالاستراتجية العربية في تحرير فلسطين من خلال برتوكولات حكماء العرب