لماذا اغتيلت كاتبة "البوابة" العراقية ريهام العابدمصدر مقرب: حذرتها من الدخول فى حرب مع الميليشيات
فى الوقت الذى ينشغل فيه الرأى العام العراقي، والعربى عموما، بالحرب على تنظيم «داعش» الإرهابى، وطرده من مدينة الموصل، وجدت الأيادى الآثمة الفرصة مواتية للتخلص من الإعلامية ريهام العابد، التى دأبت على نشر مقالات تكشف فيها أوجه الفساد فى بلادها، فى مختلف الصحف العربية، ومنها «البوابة» التى تنشر مقالا أرسلته الكاتبة قبل مقتلها بوقت قصير.
ففى ١٥ مارس الحالى، وبعد فترة قصيرة من مقال نشرته فى «البوابة» بعنوان «جحيم العرب إلى أين؟»، لقيت الكاتبة حتفها فى ظروف غامضة، قبل أن يكشف مصدر مقرب منها أن بعض الميليشيات والعصابات التى تولت فضحها فى مقالاتها هى التى اغتالت الكاتبة، ومع ذلك لم يوجه الاتهام لجهة بعينها.
وقال المصدر لـ«البوابة»، رافضا الكشف عن هويته، نظرا لحساسية وضعه وظروفه: «حذرت ريهام قبل وفاتها بأيام من السفر إلى بغداد، وكنت قلقا عليها للغاية بسبب الجبهات التى فتحتها على نفسها بحربها على الفاسدين والمفسدين فى كل مؤسسات الدولة العراقية، وبالفعل حدث ما توقعت وتم اغتيالها وحرق شقتها لإخفاء معالم الجريمة، كما تمت سرقة كل متعلقاتها الشخصية (لابتوب وموبايل)».
وأضاف المصدر: «ريهام كانت تمتلك مستندات فساد كثيرة لشخصيات عراقية كبرى، وكانت تنوى كشفها دون خوف، لأن حبها للعراق أعظم وأهم من أى خوف، ولن أنسى كلماتى الأخيرة معها على (واتساب)، عندما أخبرتنى قبل وفاتها بساعات قليلة إنها حزينة ومكتئبة بسبب رغبتها فى رؤية العراق كما كان عليه فى السابق، وإحساسها بصعوبة ذلك».
وعن آخر أيام حياتها، أوضح المصدر أنه نشب بينها وبين قيادات فى الحشد الشعبى خلاف شديد، بسبب تجاوزات للحشد فى منطقتها، كما فتحت النار فى هذه الفترة على الأحزاب السنية بسبب استسلامها للأمر الواقع دون أى معارضة