معالم تاريخية وثقافية دُمرت بسبب الحروب .... دمّرتها أيادي الجهـل والتعصّب!
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: معالم تاريخية وثقافية دُمرت بسبب الحروب .... دمّرتها أيادي الجهـل والتعصّب! الثلاثاء 30 أكتوبر 2018, 7:39 pm
مكتبات عظيمة علّمت البشرية .. فدمّرتها أيادي الجهـل والتعصّب!
منذ بداية عمر الإنسان على الكرة الأرضية كان له العديد من الإنجازات والمعارف التي يتم تناقلها بين الأجيال المختلفة، من أهم هذه الإنجازات والتي تساهم في نقل جميع الإنجازات الأخرى هي المكتبات العريقة، ولكن أيدي الانسان الغاشمة دمرت العديد منها لأسباب مختلفة لتنهي أجزاء كبيرة من الحضارة. نتعرف اليوم على عشرة مكتبات عظيمة تم تدميرها لأسباب إنسانية وليس طبيعية.
مكتبة آشور بانيبال
تأسست مكتبة آشور بانيبال في القرن السابع قبل الميلاد، وقد تم تسميتها نسبة إلى آشور بانبيال آخر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة، واحتوت هذه المكتبة على آلاف من ألواح الطين ونصوص أكثرها باللغة الأكادية.
وفي عام 612 قبل الميلاد تم تدمير نينوى بسبب التحالف بين البابليين والسكوثيون والميديون، وتم إضرام النيران في القصر ووصلت إلى المكتبة مما أدى إلى انصهار ألواح الطين، وقد قدر العلماء مقتنيات المكتبة بألف لوح طيني على الأقل ، وقد جمعها الملك آشور بانبيال من القصور الملكية لأجداده وأضاف إليها الكثير، وكانت المكتبة مفهرسة ومنظمة.
مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية كانت واحدة من أكبر وأعظم المكتبات في العالم القديم، ازدهرت خلال العصر البطلمي، وقامت بدور تعليمي عظيم منذ تم بنائها في القرن الثالث قبل الميلاد، حتى دخول الرومان مصر عام 30 قبل الميلاد، واحتوت مجموعات من المخطوطات وغرف للمحاضرات والاجتماعات وحدائق، وكانت ضمن مركز بحث أكبر سُمي متحف الإسكندرية عمل بها الكثير من مشاهير المفكرين والعلماء في العالم القديم، وتم بناؤها على يد بطليموس الأول خليفة الإسكندر الأكبر.
واحتراق المكتبة أحد اشهر حوادث التدمير الثقافية عبر العصور، وهناك الكثير من الأقاويل حول الفترة الزمنية والحادثة التي أدت إلى ذلك، واتفق العلماء على أن التدمير حدث على مدار ثمان قرون من خلال أربعة حوادث رئيسية هم:
الحريق الذي تسبب فيه يوليوس قيصر بالإسكندرية عام 48 قبل الميلاد.
هجوم الإمبراطور الروماني أورليان على الإسكندرية في الفترة 270-275 ميلادي على الإسكندرية.
حرقها على يد الامبراطور الروماني ثيوديوس الأول عام 391 ميلادياً.
بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 642 ميلادياً.
كيف تُعيد المكتبات إحياء الحاجة إلى القراءة؟
مكتبة سابور ببغداد (دار العلم)
كان “أبو النصر سابور بن أردشير” وزير بهاء الدولة ابن نصر ابن عضد الدولة بون بويه الديلمي، بالإضافة لكونه كاتب سديد، ومن أهم ما اشتهر به مكتبته العملاقة التي أنشأها عام 991 ميلادي وقد ابتاع داراً وأسماها دار العلم لينقل لها كل كتبه التي ابتاعها وجمعها، ثم صنع لها فهرس، واحتوت هذه المكتبة على أكثر من عشرة آلاف مجلد، منها مائة مصحف بخطوط بني مقلة.
وقد حُرقت هذه المكتبة عند دخول الملك طغرل بك السلجوقي عام 1059 ميلادي، والكتب الباقية منها كانت نواة لمكتبات أخرى عديدة.
بيت الحكمة ببغداد
بيت الحكمة كانت مؤسسة علمية في العراق تم إنشائها في العصر العباسي، وكان عصر ازدهارها في عهد الخليفة العباسي المأمون، حيث أحدثت خلال هذه الفترة نقلة نوعية في الترجمة، وتضمنت بيت الحكمة ساحات جامعية ومطعم ومساكن للطلاب، والطابق الأسفل به قاعات خزائن الكتب والترجمة والتجليد والدراسة.
وأنشأ بيت الحكمة أبي جعفر المنصور حيث كان شهيراً باهتمامه بالعلوم والمعرفة، وأصبح بيت الحكمة سريعاً مركزاً للترجمة إلى اللغة العربية في كافة المجالات سواءً طب أو هندسة أو حساب أو فلك.
احتوى بيت الحكمة قبل تدميره على ما يزيد عن 300 ألف كتاب، وقد دمرت كل هذه المعارف على يد المغول عندما اجتاحوا بغداد عام 1285 ميلادي.
مكتبات الفاطميين (دار الحكمة)
اهتم الفاطميون بالعلم بفروعه المختلفة، وتم إنشاء دار الحكمة على يد الحاكم بأمر الله الفاطمي بالقاهرة عام 395 هجري، وأصبحت مركز علمي وثقافي وأُلحق بها مكتبة عظيمة، وقيل إنها شملت ألف وستمائة ألف كتاب.
كانت نهاية هذه المكتبة باستلام صلاح الدين الأيوبي حكم مصر، وهناك قولان حول هذا الأمر الأول أنه أحرقها والثاني أنه أمر ببيع كتبها بأثمان بخسة حتى انتهت تماماً خلال عشر سنوات.
مكتبة رجلان بويلز
كانت تقع مكتبة رجلان في قصر رجلان في الجنوب الشرقي من ويلز، واحتوت هذه المكتبة على مجموعة قيمة للغاية من المخطوطات القديمة والتاريخية وأعمال لكتاب كبار، وقد تدمير هذه المكتبة الثمينة خلال الحرب الأهلية الإنجليزية في أغسطس 1646 على أيدي الجنود تحت قيادة أوليفر كرومويل، وقد تم وصفه هذه الحادثة بخسارة لا تعوض.
مكتبة الكونجرس
[rtl]تأسست مكتبة الكونجرس في 24 أبريل عام 1800 في مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية، وقد تم بناؤها لخدمة الكونجرس الأمريكي، ولكنها في الحقيقة مكتبة قومية، وهي ثاني أكبر مكتبة من حيث عدد الكتب المتواجدة بها، وبها كتب تغطي كافة المواضيع تقدمها للباحثين في المجالات المختلفة بـ 450 لغة، وثلثي الكتب المتواجدة بها من لغات أخرى غير الإنجليزية.[/rtl]
صاحب فكرة بناء المكتبة هو جيمس ماديسون عام 1783، وتم وضع ميزانية لها تبلغ 5000 دولار وبدأت ب 740 كتاب وثلاثة خرائط.
خلال حرب عام 1812 قام البريطانيون بحرق واشنطن في أغسطس 1814 وتم تدمير مكتبة الكونجرس ومجموعتها التي بلغت في هذا الوقت ثلاثة آلاف كتاب.
مكتبة بولي خمري بأفغانستان
تقع مدينة بولي خمري في شمال أفغانستان وكانت إحدى أهم معالمها مكتبة ضخمة احتوت على 55 ألف كتاب ومخطوطة منهم قطع نادرة للغاية، ولكن للأسف دمرت هذه المكتبة في 12 أغسطس عام 1998 على أيدي طالبان.
المجمع العلمي بمصر
تم إنشاء المجمع العلمي بالقاهرة في العشرين من أغسطس عام 1798 وذلك بناءً على قرار من نابوليون بونابرت، وتم إنشاؤه في منزل لأحد البكوات في القاهرة، ثم تم نقله إلى الإسكندرية عام 1859 وهناك أطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري، ثم عاد مرة أخرى للقاهرة عام 1880.
ضمت مكتتبته 200 ألف كتاب منها أطلس باسم مصر الدنيا والعليا كُتب عام 1752 وأخر عن فنون الهند القديمة وأطلس ألمانيا منذ عام 1842 حول مصر وأثيوبيا وأطلس ليسوس الذي كان يمتلكه الأمير محمد علي.
وفي صباح السبت 17 ديسمبر عام 2011 وخلال أحداث مجلس الوزراء اشتعلت النيران في المجمع العلمي والتي تكررت مرة أخرى يوم 18 ديسمبر، وخلال هذه الحادثة أحرقت أغلب محتويات المجمع منها النسخ الأصلية لكتاب وصف مصر ولم يبق من الـ 200 ألف وثيقة سوى 25000 فقط.
المكتبة المركزية بالموصل
تقع المكتبة المركزية في مدينة الموصل وقد تم تأسيسها عام 1921 وعرفت في ذلك الوقت بالمكتبة العمومية، وترأسها منذ 1921 وحتى 1928 حسين الجميل، احتوت هذه المكتبة على مجموعات خاصة تبرع بها أصحابها للمكتبة وكتب قيمة ونادرة ومخطوطات تراثية وكتب باللغة السيريانية تم طبعها بأول مطبعة بالعراق، وكذلك على تحف نادرة مثل الاسطرلاب والساعة الرملية، وضمت ثمانية آلاف كتاب في مجالات متنوعة مثل الثقافة والتاريخ والفلسفة والعلوم.
وفي 21 فبراير 2015 قام تنظيم داعش بتفجير هذه المكتبة وإحراق محتوياتها عن بكرة أبيها.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 30 أكتوبر 2018, 7:43 pm عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: معالم تاريخية وثقافية دُمرت بسبب الحروب .... دمّرتها أيادي الجهـل والتعصّب! الثلاثاء 30 أكتوبر 2018, 7:42 pm
8 معالم تاريخية وثقافية دُمرت بسبب الحروب
لماذا يسعى أي محتل إلى تدمير ثقافات وتراث المدن التي يحتلها؟ ربما تعود الأسباب إلى الرغبة في طمس تاريخ الآخر وإعادة كتابته كما يحلو له، الأمر الذي يكفل للمحتل تدمير مطالب صاحب الحق بعد ذلك بالاستقلال، تدمير ثقافة أي شعب أمر كافي تماما لكسره واندثاره.
يمكننا ملاحظة هذا الأمر أيضاً في معظم روايات الخيال العلمي التي تتنبأ بالمستقبل المظلم، الديستوبيا بمعنى آخر، مثل رواية 451 فهرنهايت، التي يتنبأ فيها الكاتب راي برادبري بمنع الكتب والقراءة، وحرقها مع صاحبها على يد شرطة الكتب، الأمر الذي يجبر الثوار على التحول إلى كتب حية، يحفظ كل منهم كتاباً بعينه عن ظهر قلب، لأنهم يعلمون بأن هذه هي فرصتهم الوحيدة في الاستمرار.
اليوم نتعرف على 6 أماكن تاريخية وثقافية دمرت تماماً بسبب الحروب دون أن تشفع لها قيمتها الضخمة شيئاً أمام الأسلحة الباردة والغباء الإنساني.
تدمير بيت الحكمة في بغداد
بغداد على موعد دائم وترصد مرعب بتراثها وحضارتها. هذا البلد العظيم الذي يدمر فينهض من جديد، باق على وعده في الوقوف منتصباً أمام الغزاة، فلا يكفي ما فعله بها المغول بعد قتلهم للخليفة المستعصم في 10 فبراير عام 1258، من تدمير بيت الحكمة الذي كان يجمع آلاف الكتب في جميع الفروع، وإلقائها في نهر دجلة حتى أن ماءه أصبح أسود اللون من الحبر السائل، نهبت القصور والمساجد والمستشفيات ثم دمرت، كما تم تدمير شبكات الري العتيقة في كامل البلاد، ويقال أن بلاد الشام أصيبت بالوباء من رائحة القتلى التي هبت عليهم من بغداد حينها.
الأمر ذاته تكرر أكثر من مرة عبر التاريخ، ربما نذكر تدمير المكتبة الوطنية في بغداد عام 2003، عندما تعرضت المكتبة والأرشيف لهجوم على مرأى ومسمع من قوات التحالف بعد دخولها العراق، شاهد العالم عمليات النهب وإشعال النيران التي دمرت جزءاً كبيراً من السجلات التراثية والكتب النادرة، تدمير هذه الوثائق ليست مجرد خسارة تاريخية كبيرة، ولكن خسارة كبيرة للتراث الثقافي العراقي.
تدمير مسجد فرحات باشا في البوسنة
خلال الحرب البوسنية في التسعينات، شهدت مدينة بانيا لوكا، ثاني أكبر مدينة في البوسنة، قتالاً عنيفاً تم فيه تدمير واحد من أكبر المساجد في المدينة وهو مسجد فرحات باشا. ففي 7 مايو عام 1993، قامت القوات الصربية من جمهورية صربسكا بتدمير مسجد فرحات والهياكل المحيطة بكميات كبيرة من المتفجرات. تم هدم المسجد ومساواته بالأرض ونقل الركام إلى أماكن بعيدة. بعد الحرب، أدين زعيم الصرب السابق رادوسلاف برديانين لدوره في هدم الجامع، جنباً إلى جنب مع جرائم حرب أكبر. وحكم عليه بـ 32 عاماً في السجن، وقد تم تنفيذ عملية إعادة إعمار واسعة لمسجد فرحات باشا ومئذنته المستقلة.
تدمير أفاميا..المدينة القديمة في سوريا
أفاميا، مدينة الكنز القديمة في سوريا، أقيمت على ضفة نهر العاصي في سوريا. وكانت في يوم من الأيام موطناً لملوك الإمبراطورية السلوقية، ثم الرومان في وقت لاحق، ثم كقاعدة أثناء الحروب الصليبية. كانت الفسيفساء الجميلة تزين الأعمدة البيضاء المنحوتة الرائعة، مع تصاميم معقدة لشوارعها المرصوفة، جعلتها واحدة من أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، وبسبب الصراع الحالي، تم تدمير أفاميا إلى حد أن العديد من المؤرخين يعتقدون أنه لا يمكن استعادتها إلا بعمليات تعمير باهظة.
تدمير أفاميا ليس فقط من جراء القصف، لكن أيضاً بسبب الذين استفادوا من الفوضى الحاصلة في نهب المدينة القديمة ونهب كنوزها. الآن، تقبع الأعمدة المكسورة والفسيفساء المحطمة المتناثرة في الموقع الذي كان ذات يوم ذو شأن عظيم.
تدمير القصر الصيفي القديم في الصين
كان القصر الصيفى القديم، المعروف أيضاً باسم يوان مينغ يوان، عبارة عن مجمع من الحدائق والمباني في بكين شيدت في القرن الثامن عشر. القصر نفسه بمثابة قاعدة لعمليات أباطرة أسرة تشينغ في العيش والتعامل مع الشؤون الحكومية، في حين كان القصر نموذجاً للهندسة المعمارية الجميلة، والتي شملت المعابد الرائعة، والأجنحة الفخمة، والجسور المزينة بالتصاميم الصينية المزخرفة. كان للحدائق المحيطة بهاء يخطف الأنفاس، مع المروج الخضراء والزهور الغريبة حول البرك الهادئة والأنهار المتدفقة.
لكن عام 1860، في ذروة حرب الأفيون الأولى، احتلت قوات التدخل السريع الفرنسية والبريطانية بكين واقتحمت القصر. وعلى الرغم من أن الإمبراطور وحاشيته قد فروا، وتركوا معظم محتويات القصر وراءهم دون مقاومة تذكر، إلا أن القوات نهبت الثروات التي تملأ القصر، ثم أمر المندوب السامي البريطاني في الصين، اللورد إلجين، بتدمير القصر انتقاماً لتعذيب الجنود البريطانيين والهنود، لنفقد هذا البناء المذهل إلى الأبد، موقع القصر الصيفي القديم لا يزال يجتذب الآلاف من الزوار كل السنة.
تدمير أضرحة رجال الدين في تمبكتو
تمبكتو، والمعروفة باسم “مدينة الـ 333 قديس” لتاريخها الديني الضخم، والتي تقع في مالي على حافة الصحراء، تأسست في القرن 12 من قبل البدو، وسرعان ما أصبحت المدينة مركزاً تجارياً رئيسياً للقوافل التي تعبر المدينة، ضمت العديد من الهياكل الرائعة والتاريخية الفريدة في المنطقة. كما انتشرت الأضرحة الحجرية القديمة التي تأوي رفات رجال دين مسلمين في جميع أنحاء المدينة، جنباً إلى جنب مع الأضرحة المكرسة لذكرى القديسين والشخصيات الدينية المسيحية، يعود بعضها لعدة قرون ماضية، بعد ذلك أصبحت تمبكتو هدفاً للفصائل الإسلامية المتطرفة العازمة على نشر أيديولوجيتها المتعصبة.
وفي عام 2012، بدأ أعضاء جماعة لها صلات بتنظيم القاعدة بتدمير المواقع الأثرية الشهيرة. أكثر من نصف المزارات والأضرحة التي ظلت باقية لعد قرون في البلدة تم هدمها وتحويلها إلى ركام، بما في ذلك ضريح عالم مسلم يدعى سيدي محمود. وقد أثار تدنيس هذه المواقع الغضب الدولي الضخم. لكن بعدها تم تناسي الأمر كالعادة، ولم تلق دعوات إنقاذ المدينة أي مسمع. رغم أنها لا تزال في خطر كبير.
تدمير مسجد حلب الكبير
سوريا تتعرض للدمار كل يوم، حتى المساجد لم تسلم من الأمر، مثل مسجد حلب الكبير الذي يقع في حي الجلوم التاريخي في المدينة. وهو المسجد الأكبر من نوعه في المنطقة، من المفترض أن المسجد يضم رفات النبي زكريا، أبو النبي يحيى عليهما السلام، وبسبب أهميته التاريخية، تم ضمه إلى مواقع التراث العالمي لليونسكو.
لكن المسجد لقي نهايته في أبريل عام 2013، بعد اشتباك كثيف بالنيران بين الجيش الحر والقوات الحكومية السورية، تم تحويل المسجد إلى ركام، بما في ذلك المئذنة الأثرية من القرن الـ11، وقد أصيب العالم بالذهول من جراء تدمير مكان بهذه الأهمية التاريخية والدينية، وعلى الرغم من أن إمكانية إعادة الإعمار، كما هو الحال مع أفاميا، لكن الوضع القائم في سوريا يمنع أي عمليات ترميم من أن تجري الآن.
تدمير معابد تدمر على يد داعش
تدمير المعابد الأثرية أمر عادي ومحبب بالنسبة لداعش، بزعم أن الأضرحة والتماثيل تمثل وجود إله آخر، وأحد دلائل الشرك، ويجب تدميرها، لكن الحقيقة الواضحة كالشمس هو رغبة هذا الكيان في طمس تاريخ البلاد العربية وتركها هكذا بلا هوية.
ربما كان تدمير معبد بعل شمين، في مدينة تدمُر السورية، هو واحد من الأفعال الأكثر قسوة، حيث يعود بناء المعبد الأثري إلى القرن الأول الميلادي، كان مخصصاً لإله الكنعانيين بعل شمين. اكتشفه علماء آثار سويسريين في الفترة ما بين 1954 و1956. وبعده دمرت داعش معبد “بل” الذي بني في عام 32م على أنقاض آخر مبني بالطين. واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي. وكرس للإله بعل، ويرحبول رب الشمس، وعجلبول رب القمر. وكان مقرّاً لمجمع الأرباب التدمريين. وهو أقدم من معبد بعلبك بقرن كامل.
تدمير متحف الموصل في العراق
العراق من جديد، هذه المرة على يد داعش التي دمرت متحف الموصل، أحد أهم المتاحف في العراق والشرق الاوسط، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد المتحف العراقي في بغداد. تأسس العام 1952 في عهد الملك فيصل الثاني وينقسم إلى أربع قاعات.
القاعة الأولى هي قاعة “عصور ما قبل التاريخ” وتوجد فيها آثار تعود للفترة 3100 قبل الميلاد. القاعة الثانية هي “القاعة الآشورية”، وفيها الآثار التي وجدت في محافظة نينوى للفترة من 911 قبل الميلاد إلى 612 قبل الميلاد. أما القاعة الثالثة، وهي “القاعة الحضرية” فتغطي آثار الفترة الممتدة من 100 قبل الميلاد إلى 142 ميلادية، القاعة الرابعة والأخيرة هي “القاعة الإسلامية” وتغطي الآثار التاريخية التي تمتد من سقوط الدولة الساسانية بحدود 640 ميلادية إلى سقوط الدولة العثمانية عام 1924.
وكانت داعش قد نشرت العديد من مقاطع الفيديو أثناء تدميرها لتماثيل القاعة الحضرية ومحتوياتها ومن بينها “المسلة الصفراء” التي تعود للملك الآشوري آشور ناصر بال الثاني.
معالم تاريخية وثقافية دُمرت بسبب الحروب .... دمّرتها أيادي الجهـل والتعصّب!