| مدن لها تاريخ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:05 am | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:06 am | |
| القيروان تقع القيروان في تونس على بُعد 156 كم من العاصمة تونس. وكلمة القيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعني مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب. قام بإنشاء القيروان عقبة بن نافع رضي الله عنه عام 50هـ، ولقد لعبت القيروان دوراً أساسياً في تغيير مجرى تاريخ الحوض الغربي من البحر الأبيض المتوسط وفي تحويل إفريقية (تونس) والمغرب من أرض مسيحية لهجتها لاتينية، إلى أرض لغتها العربية ودينها الإسلام.
وتعتبر القيروان من أقدم وأهم المدن الإسلامية، بل هى المدينة الإسلامية الأولى في منطقة المغرب ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي، فلقد كانت مدينة القيروان تلعب دورين هامين في آن واحد، هما: الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والفتح، كان الفقهاء يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلِّمون العربية وينشرون الإسلام.
ولقد استطاعت القيروان أن تفرز طوال أربعة قرون متتالية مدرسة متعدّدة الخصائص أبقت على ذكرها خالداً وحافظت على مجدها التليد، وكانت المدينة آنذاك سوقاً للمعرفة يغترف من مناهلها الواردون على أحواضها والمتعطّشون لمعارفها، فطبقت شهرتها الآفاق وعمّ ذكرها كامل أرجاء المغرب الإسلامي.
وانتصب بها منذ أواخر القرن الثالث هجري (التاسع ميلادي) بيت للحكمة محاك لمثيل ببغداد في التبحّر في مجالات العلوم الطبية والفلكية والهندسية والترجمة وركّزت مقومات النهضة الفكرية والعلمية بالبلاد.
وقد ظلت عاصمة للبلاد وأحد أكثر مراكز الثقافة العربية الإسلامية تألقاً بالمغرب الإسلامي طيلة خمسة قرون من السابع إلى الثاني عشر للميلاد.
إن قيمة معالم القيروان وأصالتها وثراء كنوزها الأثرية وتنوعها تجعل منها أيضا متحفاً حياً للفنون والحضارة العربية الإسلامية، وما تتسم به معالم المدينة من أشكال معمارية فاخرة ومن تنوع في رصيدها الزخرفي ينم ويشهد في آن واحد على الدور الذي قامت به في تأسيس الفن الإسلامي ونضجه ونشره.
من المعالم التاريخية:
-الجامع الكبير: ويرجع تاريخه إلى العام 836م ويعد محرابه وأرضيته ذات البريق المعدني وكذلك منبره ومقصورته من روائع تحف الفن الإسلامي.
مسجد ابن نيرون أو جامع الأبواب الثلاثة : وهو يقدم واحدة من أجمل وأقدم الواجهات المزخرفة التي يرجع عهدها إلى القرن الثالث ه التاسع م.
الفسقيات: وقد بنيت في العام 836م لتزويد القيروان بالماء ،وهي تشكل أهم التجهيزات المائية المقامة في العصر الوسيط.
ولا تزال المدينة تحتفظ أيضاً بعدد لكبير من مساجد الخطبة بالأحياء أو ببعض الحمّامات العمومية، وبأسواقها ومقابرها القديمة، وبالقسط الآخر من نسيجها الحضري الإسلامي.
وإلى هذه المعالم يضاف عدد كبير من المباني الدينية تعود إلى القرن الخامس عشر مثل: الزوايا والمدارس، ومقامات الصالحين، مما بناه أهل القيروان تخليداً لذكرى أعلام المدينة، وقد أضفت هذه المباني على المدينة صبغة المدينة المقدسة.
2-جامع عقبة بن نافعيعد هذا المسجد الجامع بالقيروان أبرز ما جاءت به العمارة القيروانية في الحضارة الإسلاميةبالمغرب العربي، وقد أسس سنة 50 ه، ويعود الفضل لزيادة الله الأول في رسم ملامحه وتخطيطه النهائي 220 - 226ه ، وهو يشتمل على 17 بلاطة وثمانية أساكيب، ويستمد تخطيطه من الجامع الأموي مع الاقتداء بمثال جامع الرسول بالمدينة.
ويتميَّز جامع القيروان، بالإضافة إلى معماره وتركيبه الهندسي، بالمحافظة على أغلب أثاثه الأصلي الذي يرجع إلى فتراته الأولى، وحسبنا للتدليل على ذلك أن نذكر المنبر الخشبي 284ه وهو أقدم المنابر الإسلامية التي سلمت من تقلُّب الأزمات، وهو مصنوع من خشب الساج، ويشتمل على ما يربو عن 106 لوحة تحمل زخارف بنائية وهندسية بديعة، تعبر عن تمازج التأثيرات البيزنطية وتوحيدهها في روح إسلامية.
3-البرك الأغلبية :
وتعد برك الأغالبة من أشهر المؤسسات المائية في الحضارة الإسلامية، وقد أقامها الأمير أبو إبراهيم أحمد بن الأغلب سنة 284ه، بعد عامين من العمل المتواصل، وتأنق في مظهرها وإبراز تفاصيلها الهندسية بما يتناسب مع مظهر عاصمته القيروان، وتعتمد البركة على ثلاثة عناصر أساسية :
- حوض للترسيب يبلغ قطره 34، وسعته 4000 متر مكعب تسنده دعائم داخلية 17 وأخرى خارجية.
- الحوض الكبير وهو يتصل بالحوض الأول عن طريق فتحه تسمى السراج، ويمتاز بأبعاده المترامية حيث يبلغ قطره 7ر127م وعمقه 8ر4 م ، ويشتمل على 64 دعامة داخلية و 118 دعامة خارجية ، وتبلغ طاقة استيعابه 000ر58متر مكعب.
الصهريج، وهو معد لتخزين ماء الشرب، ويسع حوالي 9000متر مكعب، إن هذه البركة الكبيرة بأبعادها الشاسعة ، إسهام تذكاري لمجد المدينة الصامدة وتجسيد لمعركتها القديمة ضد القحط.
من أعلام القيروان:
من أعلام القيروان الإمام سحنون بن سعيد تلميذ الإمام مالك ومؤلف كتاب المدونة الذي كان له دور كبير في تدوين المذهب المالكي . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:07 am | |
| غرناطة
تقع مدينة غرناطة جنوب مدينة مدريد عاصمة أسبانيا الحالية،وتتميز بمناخ غاية في اللطف والجمال ومنه اشتق اسمها، حيث تعني كلمة غرناطة (رمنته) الحسن والجمال .
تطل غرناطة على البحر المتوسط من الجنوب وعلى نهر شنيل كذلك ، تعلو غرناطة قرابة 669 مترًا فوق سطح البحر، وهذا سر جمال مناخها .
ولما دخل المسلمون غرناطة بعد الفتح الإسلامي للأندلس تم تأسيسها في موضع مدينة رومانية صغيرة تعرف باسم (ألبيري) ثم أصبحت عاصمة فيما بعد لبني الأحمر .
كانت غرناطة مركزًا إسلاميًا علميًا كبيرًا، وتعتبر واحدة من حلقات الحضارة الإسلامية في الأندلس مع المدن الأخرى مثل قرطبة وبلنسية ومجريط وإشبيلية وطليطلة وغيرها .
كما كانت غرناطة قبلة أنظار الطلاب الذين يفدون من الأقطار المجاورة سواء الإسلامية وغير الإسلامية، فعرف فيها المدرسة اليوسفية والمدرسة النصرية وغيرهما من المدارس، وكان من أشهرها المدرسة الرياضية التي أسسها الفلكي الرياضي أبي القاسم المجريطي عام (398هـ / 1008م) . ومن أهم ما يميز غرناطة كذلك مساجدها، حيث يعد مسجد غرناطة الجامع من أبدع الجوامع وأحسنها منظرًا. واشتهر استخدام الرخام في مساجدغرناطة وكذلك البيمارستانات مثل بيمارستان غرناطة أو بيمارستان المدينة .
من المعالم التاريخية :
1- قصر الحمراء(قصبة الحمراء) : ويعتبر درة غرناطة وعنوانها وشعارها التاريخي الأول ، يكاد يكون هو المعلم العربي الأبرز في الأندلس راهنا. . بناه سادة الأندلس في العام 1238 وأول من وضع حجر الأساس فيه هو السلطان محمد الأول ابن الأحمر (1203-1273) مؤسس السلالة الناصرية .. ثم أضاف على البناء فيما بعد كل من يوسف الأول ومحمد الخامس . ومن بعدهما جاء خلفاء آخرون ليوسعوا ويحسنوا فيه ما ارتأوا الى ذلك سبيلا . ويرجع سبب تسمية قصر الحمراء بهذا الاسم لأن لون حجارته حمراء . وقد زُخرف الى ان اصبح آية في الهندسة الفنية في اسبانيا. ولا يزال قصر الحمراءوعلى الرغم من تعرضه القصر الى شيء من الهدم والتحوير بعد سقوط غرناطة يبهر عيون الناظرين لما فيه من بدائع الزخرف والافاريز ذات النقوش العربية.
2ـ البيمارستانات: تميزت غرناطة بعدد من البيمارستانات على غرار تلك الموجودة في المشرق العربي. فكان هناك بيمارستان المدينة الذي عرف ببيمارستان غرناطة وأنشأه محمد بن يوسف بن إسماعيل بن نصر، الذي تولى الملك بعد وفاة أبيه في عام 755هـ / 1354 م، وهو عبارة عن فناء أوسط تحيط به أروقة من بائكات ذات عقود مدببة في الطابق الأرضي وأعتاب خشبية في الطابق الأول. وكانت حجراته تفتح على الممرات التي تتقدمها كذلك امتازت واجهته بالتماثل والانسجام سواء من حيث زخارفها الفنية أو من حيث اشتمالها على النص التأسيسي للبيمارستان وكان يوجد في الطابق الأول نوافذ مفردة أو مزدوجة. والبيمارستان في مظهره أبسط من معاصره البيمارستان المنصوري ففي وجهته بعض النوافذ وفيها أقواس مزدوجة وفي الوسط باب وأسكفة يعلوهما كتابة تشبه أشرعة الفلك. ويدخل من الباب إلى ردهة مربعة الزوايا مستطيلة وفي وسطها حوض فيه أسدان جاثيان يشبهان مثيليهما في قصر الحمراء وينبع منهما الماء. وحول الردهة أربعة أروقة ينفتح فيها أبواب طويلة ذات انحناء على شكل نعل الفرسقد. وقد حول هذا المارستان إلى دار ضرب بعد سقوط غرناطة وحدثت به تغييرات مرات عديدة وتهدم ثلاثة أرباعه. كما كان هناك أيضا البيمارستان الذي أنشأه السلطان أبو عبد الله محمد بن المولى عام 767هـ / 1366 م، ووقف عليه الأوقاف. المساجد: يعد مسجد غرناطة الجامع من أبدع الجوامع وأحسنها منظرا لا يلاصقه بناء. ومؤسس هذا المسجد الجامع محمد الثالث، وقد أقام سقفه على أعمدة حسان والماء يجري داخله شيدت على أنقاضه كنيسة سانت ماريا، وإلى جانب المسجد الجامع وجدت مساجد أخرى مهمة مثل: مسجد الحمراء وعدد من المساجد في الأحياء المختلفة. واشتهرت مساجد غرناطة باستخدام الرخام كما عرفت بتجميل صحونها بحدائق الفاكهة وأقيمت المآذن منفصلة عن المساجد يفصل بينها صحن المسجد وكانت المئذنة عبارة عن أربعة أبراج مربعة وتتكون من طابقين ويحيط بها سور يزين أعلاه بكرات معدنية مختلفة. وحتى الآن توجد مئذنتان ترجعان إلى عصر دولة بني نصر - الأولى مئذنة مسجد تحول إلى كنسية هي كنيسة سان خوان دي لوس ريس، والثاني ببلدة (رندة) التي تحول مسجدها إلى كنيسة باسم سان سباستيان. الحمامات: يوجد من الآثار الباقية بالمدينة حمام واحد يقع في شارع كاليه ريال ويعرف بـالحمام الصغير، وهو يتكون من حجرة للاستراحة وخلع الملابس (تعرف عادة بالمسلخ أو المشلخ)، ويتوسط هذه الحجرة حوض (نافورة)، ويلي هذه الحجرة ثلاث حجرات مقبية موازية لبعضها هي بالترتيب: الباردة والحجرة الدافئة والحجرة الساخنة. وقد بنيت جدران الحمام من الحجارة القوية الشديدة الصلابة أما العقود والأقبية فمن الآجر . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:08 am | |
| بــغــداد
ترتبط نشأة بغداد بتاريخ الخلافة العباسية؛ فقد تولى العباسيون الحكم عام 750 ميلادي بعد سقوط الأسرة الأموية . . وفي عام 762 قام العباسيون بنقل عاصمتهم من دمشق إلى العراق وبنوا العاصمة بغداد .
أنشأها الخليفة أبو جعفر المنصور في عام 145 هـ على الضفة اليمنى من نهر دجلة، وكانت بغداد عند إنشائها مدورة ولها أربعة أبواب وصنع لها أبو جعفر سورين، ثم بنى قصره والجامع في وسطها.
كانت بغداد في القرن الرابع من أشهر المدن الثقافية والسياسية، ولقد بلغت في عهد الخليفة هارون الرشيد قمة مجدها، واتسعت اتساعًا عظيمًا ، وقدعُرفت بغداد أيضاعلى مدار التاريخ بمكانة علمية متميزة، فقد أنشأ الخليفة هارون الرشيد بيت الحكمة وأتمه ابنه المأمون في القرن الرابع الهجري، وهي عبارة عن دار علم ومكتبة كان يقام فيها مجالس العلم، حيث يجتمع فيها عدد كبير من العلماء والباحثين بغرض الترجمة والمناظرات العلمية، وكان الخليفة العباسي هارون الرشيد ومن بعده المأمون يشاركان مشاركة فعلية في هذه المجالس.
ولقد ساهمت هذه المكتبة مساهمة فعالة في تطوير علوم الطب والكيمياء والفلك حيث كانت التجارب العملية والبحوث العلمية تجري على قدم وساق، وكان الخلفاء والأثرياء يبذلون جهودًا مشكورة في جمع الكتب النادرة ويسهلون على أهل العلم الانتفاع بها، كما أنشأ الخليفة هارون الرشيد في قصره مكانًا خاصًا جمع فيه الكثير من الكتب النادرة العربية وغير العربية، ثم جاء المأمون من بعده فزاد في ثروة هذه الخزانة حتى حوت ألوفًا من المجلدات، كما ظهرت في بغداد أيضًا خزانات أخرى للكتب وقد اطلق على تلك الحقبة العصر الذهبي .
من المعالم التاريخية :
1- المدرسة المستنصرية
2- القصر العباسي
3- المدرسة المرجانية وتعرف اليوم بـ (جامع مرجان )
4- خان مرجان
5- سور بغداد الشرقي وابوابه/ باب المعظم - باب الظفرية (الوسطاني) – باب الحلبة – باب البصلية
6- تل حرمل
7- عقرقوف
8- المدائن (طيسفون)
9- بانوراما القادسية
سقوط بغداد:
مرت بغداد بأهوال وفتن عظيمة، استمرت فترة غير قصيرة وعم الاضطراب الشديد الذي أضر بعمرانها وظلت فترة تموج بالفتن، وضعف سلطان الخلافة العباسية وتدخل غير العباسيين في قيادة دفة الحكم.
وفي عام 656 هـ نزل هولاكو على بغداد وحاصرها واستمرت الحرب وحدثت فتنة داخلية انتهت باستيلاء التتار على بغداد وقتل الخليفة المعتصم وأولاده وحاشيته واستبيحت حرمات بغداد مدة طويلة وأفلت شمس الخلافة في بغداد بعد أن استمرت خمسة قرون، فكانت كارثة على العالم الإسلامي كله. ثم غزاها المغول أكثر من مرة كان آخرها عام 803 هـ بقيادة تيمورلنك ففتحها عنوة وفتك بأهلها فتكًا شديدًا واستحل جنده المدينة أسبوعًا اقترفوا فيه من المنكرات ما تقشعر منه الجلود .
وفي عام 914 هـ غزاها الشاه إسماعيل الصفوي فظلت تحت يد الصفويين حتى انتزعها العثمانيون عام 941 هـ، ثم عاد إليها الصفويون عام 1033 هـ وبقيت بأيديهم حتى استردها السلطان مراد الرابع العثماني عام 1048 هـ .
أدت تلك الأحداث إلى انحطاط بغداد وضعفها وتأخرها في كل نواحي الثقافة التي عرفت بها بغداد حقبة طويلة من الزمن.
وفي عام 1335 هـ سقطت بغداد تحت يد الإنجليز، ولما اندفعت الثورة العراقية ضد الإنجليز انتزع الإنجليز من مجلس عصبة الأمم صك الانتداب الذي جاء فيه الاعتراف بالعراق دولة مستقلة بشرط قبولها المشورة الإدارية من قبل دولة منتدبة إلى أن تصبح قادرة على القيام بنفسها. أصبحت بغداد عاصمة للعراق ولا تزال كذلك حتى الآن
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:09 am | |
| البتراء
تعتبر مدينة البتراء، عاصمة الأنباط العرب(والأنباط قبيلة عربية بدوية كانت ترعى الماشية وتتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الكلأ)، اعظم واشهر المعالم التاريخية في الأردن، وهي تقع على مسافة 262 كيلو مترا الى الجنوب من عمان. وقد وصفها الشاعر الإنجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
قبل اكثر من ألفى سنة أخذ أعراب الأنباط القادمون من شبه الجزيرة العربية يحطون رحالهم في البتراء. وبالنظر لموقعها المنيع الذي يسهل الدفاع عنه، جعل الأنباط منها قلعة حصينه واتخذوها عاصمة ملكية لدولته. وتتميز هذه المدينة بأسلوب بنائها المهيب وبالإبداع في أحواضها وسدودها وقنواتها.هذا التراث خلقه الأنباط العرب الذين استقروا في جنوب الأردن قبل أكثر من ألفي سنة، وسيطروا من محطة القوافل المستترة تلك على طرق التجارة في بلاد العرب قديمًا، وكانوا يفرضون المكوس، ويؤوون القوافل المحملة بسلع عربية كاللبان والمرّ المستعملين كبخور، وبالتوابل والحرير الهندي والعاج وجلود الحيوانات الإفريقية. وما تزال البتراء حتى يومنا هذا تحمل طابع البداوة، إذ ترى الزائرين يعتلون ظهور الخيول والجمال، لكي يدخلوا اليها في رحلة تبقى في الذاكرة طوال العمر.
وعندما كانت المملكة النبطية في أوج قوتها امتدت إلى دمشق، وشملت أجزاء من صحراء سيناء في مصر وصحراء النقب في فلسطين؛ فكانت بذلك تحكم فعليًا الجزء الأكبر من بلاد العرب .
البتراء في القرن السادس عشر :
كانت البتراء قد فُقدت تمامًا بالنسبة للغرب، ولم يكن العالم يعرف شيئًا عنها خلال الحروب الصليبية، إلى أن قام الرحالة الإنجليزي – السويسري "جوهان بوركهارت" بالكشف عنها خلال تجواله في أقطار الشرق العربي، وكان آنذاك يقوم برحلته من القاهرة إلى دمشق بعد أن ترك المسيحية إلى الإسلام ودرس العلوم الشرعية، بالإضافة لممارسة الاكتشاف والترحال.ففي ذلك العام 1812، أقنع "جوهان بوركهارت" دليله البدوي أن يأخذه إلى موقع المدينة التي أشيع أنها مفقودة. وقد كتب في ملاحظاته ورسوماته التي كان يدوّنها سرًا.. "يبدو محتملاً جداً أن تكون الخرائب الموجودة في وادي موسى هي بقايا البتراء القديمة".وبالرغم من اكتشاف البتراء من قبل بوركهارت، فلم تحدث الحفريات الأولى فيها للتنقيب عن الآثار إلا في عام 1924، تحت إشراف المدرسة البريطانية للآثار في القدس. ومنذ ذلك الحين أخرج التنقيب العصري عن الآثار من قبل فرق أردنية وأجنبية مناطق مختلفة من المدينة من تحت الأرض، وكشف لنا إلى حد بعيد حياة سكانها القدماء .
وهناك مئات المعالم المحفورة، من هياكل شامخة وأضرحة ملكية، إلي مدرج كبير يتسع لسبعة آلاف متفرج بالإضافة إلي البيوت الصخرية والكبيرة والردهات وقاعات الاحتفالات وقنوات المياه والصهاريج والحمامات، وصفوف من الأدراج المزخرفة والأسواق والبوابات المقوسة. ومن ابرز الأضرحة التاريخية فيها ضريح الجرة، وهو أعلى ارتفاعا من الآثار الأخرى وأمامه ساحة واعمدة منحوتة في الصخر، ولواجهته أعمدة مربعة. أما الضريح الثاني فيشبه الخزنة في طرازه، لكن العوامل الجوية أتلفت واجهته، والى الشمال يقع ضريح القصر.
هناك أيضا الدير الذي يعتبر من اضخم الأماكن الأثرية في المدينة، يبلغ عرضه 50 مترا، وارتفاعه 45 مترا، ويبلغ ارتفاع بابه 8 أمتار. ومن على قمة الدير، يمد الناظر بصره إلي ابعد فيرى الأرض الفلسطينية وسيناء بالكامل.
ولكن البتراء لا تقتصر على آثار الأنباط وحدهم، إذ يستطيع الزائر أن يشاهد على مقربة منها موقع البيضاء وموقع البسطة اللذين يعودان إلي عهد الادوميين قبل 8000 سنة. كما يستطيع الزائر أن يسرح بصره في موقع اذرح التي اشتهرت بحادثة التحكيم في تاريخ الأرض والتي تضم بقايا معالم من عهد الرومان.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:10 am | |
| صفاقس
مدينة صفاقس تعتبر ثاني أكبر المدن في تونس.
تقع على الساحل الشرقي شمالي خليج قابس، وذلك إلى الجنوب من سوسة بنحو 120 كم وتحيط بها مزارع الزيتون الفسيحة قد جذبت صفاقس كثيرًا من السكان من القرى المجاورة مثل قرية شرف وقلوس واللوزة وغيرها كما جذبت عائلات معروفة من سوسة والقيروان والمهدية ومن خارج تونس من كل من الجزائر والمغرب وليبيا بسبب تلك المزارع . ،ويميزالمدينة جزءان متميّزان - البلدة الجديدة والمدينه. يروج بعض الباحثين أنها ترجع في نشأتها إلى الرومان الذين استعمروا تونس قرونًا طويلة لقد احتلتها فرنسا سنة (1299 هـ، 1881 م) كما تعرضت للهجوم البريطاني في أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك سنة (1361 هـ ،1942 م) فاحتلتها بريطانيا سنة (1362 هـ ، 1943م)
وفي سنة 1910 متم مد خط "قفصة" الحديدي الذي يصل إلى صفاقس ، وقد خدم هذا الخط في تصدير الفوسفات. تم تطوير ميناء صفاقس بعد الحرب العالمية الثانية بتوسيعه وتعميقه ، ويتميز هذا الميناء بأن حركة المد والجزر تساعد على دخول وخروج السفن. تتكون صفاقس :
تتكون مدينة صفاقس من المدينة القديمة الموجودة داخل الأسوار التي تتميز بكثافة سكانية عالية وتتميز بأزقتها الضيقة والبيوت ذات الطابق الواحد. - أما المباني العصرية فقد شيدت بين المدينة القديمة والبحر وهي تتسم بتركيز النشاطات الخدمية.
تتميز صفاقس بما يأتي:
ـــ نحت الحجارة :
تستعمل حجارة الكلس في الفن المعماري التونسي بصفة كبيرة و تكون منقوشة و ذات لون سكري أو وردي و تسمى "كذّال" تجلب من دار شعبان (نابل). و توضف في إعداد الأقواس و أطر الأبواب و النوافذ و كذلك تيجان الأعمدة مثل ما هو موجود بكثرة في منازل مدينة صفاقس .
ـ كما تصدر الفوسفات من أضخم معمل في تونس بدأ إنتاجه 1952م وأيضًا الإسفنج. - تتميز صفاقس بأهمية النشاط الصناعي التقليدي مثل صناعة الصابون والصباغة وصناعات الجلد والأحذية الجاهزة ـ يتميز سكان مدينة صفاقس بنشاطهم حتى أن منطقة صفاقس تعتمد على الزراعة بصورة كبيرة، حيث ان ثلاثة أرباع سكان مدينة صفاقس يمتلكون مزارع زيتون لذلك فهي تشتهر بالزيتون الذي يأتي إليه التجار من كل مكان لرخص ثمنه بها وقامت عليه صناعة زيت الزيتون الذي يعد من أهم صادراتها بالإضافة إلى معاصر الزيتون.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:11 am | |
| تــدمــر
تقع مدينة تدمر على بعد 160كم شرقي حمص وسط واحة في بادية الشام، ترويها ينابيع كبريتية، وكان أول من سكنها الكنعانيون الذين عبدوا فيها إلههم (بعل)، وكان ذلك في الألف الثالثة قبل الميلاد، ثم استوطنها الآراميون
بعدهم وقد أعطاها الآراميون اسمها ( تدمرتو ) أي الأعجوبة , أما اليونانيون و الرومان فسموها ( بالميرا ) نسبة إلى النخيل .
وفي القرن الخامس قبل الميلاد أخضعها الفرس لحكمهم، ثم استولى عليها الإسكندر الكبير المقدوني، وكانت بعد موته من نصيب السلوقيين في سورية،ولكنها بقيت بعيدة عن سيطرتهم السياسية الكاملة، ومع ذلك تأثرت بالفن الهلنسي.
وعندما فتح الرومان سورية عام 64 ق.م، ظلت تدمر خارج سيطرتهم، حتى عهد الإمبراطور (تيبرسوس 14-27م)، عندما منحها الرومان لقب "المدينة الحرة"، ثم حازت لقب (مستعمرة رومانية)، وبموجب ذلك أعفيت من الضرائب، ومنحت امتيازات كثيرة مستفيدة من وجود أباطرة عرب حكموا روما في هذه الفترة. وقد آلت تدمر إلى الهيمنة الرومانية عام 160م،فعمل جنود الهجانة من تدمر في الجيش الروماني لحمايتها. وعندما استولى الفرس على سوريا في حوالي عام 260 م لم يكن لدى روما جنود احتياطيين للدفاع عن سوريا، فقاد أمير تدمر سبتيمياس أوديناثوس الفرسان ورماة السهام التدميرية لصد هجوم جيش الفرس الغازي وفي عام 262 م أصبح أوديناثوس قائدًا عسكريًّا أعلى لروما على الحدود الشرقية. وبعد أن مات أوديناثوس عام 267 م تولت بعده أرملته زنوبيا زمام الأمور. وهكذا بدأت تدمر تتألق في التاريخ كدولة غنية لدرجة كبيرة؛ مما مهد لها أن تلعب دوراً سياسياً واقتصادياً في تاريخ بلاد الشام. حاولت زنوبيا الحاكمة القوية ،بسط نفوذها على مصر ومختلف أنحاء آسيا الصغرى وقد أفلحت قواتها في الاستيلاء على أراض من أباطرة الرومان. غير أن الإمبراطور الروماني أوريليان ألحق بزنوبيا الهزيمة وأسرها عام 274 م، ودمر تدمر . لكن الإمبراطور ديو كليشيان الذي امتد حكمه من 284 إلى 305 م، أعاد بناء المدينة ، وظلت الحال على ما هي عليه حتى تغيرت طرق القوافل . وقد انتهت دولة تدمر فيما بعد، وبقيت منطقة نائية إلى أن دخل المسلمون تدمر في السنة الثالثة عشرة للهجرة، وكان فتحها بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه، صلحاً من غير إراقة دم.
من معالم تدمر :
ـــ قوس النصر : و له ثلاثة مداخل و تتبعه أعمدة يبلغ عددها 150 عموداً علو الواحد منها سبعة أمتار .
ــ المسرح : بناء نصف دائري قطر صحنه عشرون متراً و عد د درجاته 13 و طول منصة التمثيل 50 متراً بعمق عشرة أمتار و هي مزدانة بأعمدة رشيقة .
ـــ معبد بل : شيد في القرن الأول الميلادي و هو بطول 205 أمتار و عرض 310 أمتار يتوسطه هيكل و مذبح زخرفته رومانية . يحيط بالمعبد من الداخل أربعة أروقة .الرواق الغربي منها فيه 390 عموداً عالياً بقي منها سبعة قائمة , و في المعبد هيكل فيه محرابان يحتوي الشمالي منها على تماثيل الآلهة التدمرية الثلاثة الكبرى و سقفه مؤلف من قبة مزدانة بصور الكواكب السبعة .
ــ معبد بعلشمين : بني عام 130 م على أنه إله الخصب و النماء و ما زال محتفظاً بحالته و رونقه . يرتكز سقفه على ستة أعمدة .
ـــ معبد نبو : عاصر كما تدل الأثريات معبد بل و كرس لعبادة الإله البابلي ( نبوبن مردوخ ) و كان هو كاتب الآلهة و أمينها . لم يبق من المعبد سوى أجزاء من الأعمدة و يبدو أن رواقا كان يحيط بحرم المعبد دون أعمدة .
ـــ المدافن : (و هي ثلاثة أنواع ): القبور البرجية و تألفت من ثلاثة أو أربعة طوابق صممت في جدرانها غرف تضم الموتى . ثم القبور المنزلية وتتألف من باحة مربعة محاطة بالأروقة ذات الأعمدة , حفرت في جدرانها تجاويف مزدانة بالزخارف . النوع الثالث هو قبور الأقبية و هي الأوفر و الأغنى بالنقوش و الزخارف و يتم الهبوط إليها بسلم حجري و كانت أبواب التوابيت فيها تسد بتمثال للميت.
نبع أفقا: ـــ
نبع صحي يتدفق من مغائر قديمة تفيض بالبخار الكبريتي وتشعّه دافئا. وتبلغ درجة حرارة المياه 33ْ في الصيف والشتاء. وهذه المياه المعدنية، كانت منذ عصر زنوبيا وقبلها موئلاً لسكان تدمر الذين وجدوا فيها وسيلة للاستشفاء من كثير من الأمراض الجلدية والمعدية والمفصيلة . ولقد عثر على كتابة مؤرخة في عام 162م تتضمن عبارة التقدمة النذرية للإله العظيم زفس سيد الكون من يولدوا ابن زبيدة المتولي المسؤول عن نبع افقا. ولقد أثبتت التحاليل التي أجريت في باريس أن هذه المياه تحتوي على كمية جيدة من الكبريت والكلورور، وأنها غنية بالصوديوم والكالسيوم وبكميات أقل من المغنزيوم والبوتاسيوم والنيكل. وعند إنشاء فندق ميريديان في تدمر والذي أصبح أسمه تدمر الشام، تم تحسين موقع النبع لاستقبال زبائن الفندق، كما تم جر مياه النبع إلى أجنحة الفندق المستقلة.
ـــ قصور تدمر قصر الحير الغربي : يبعد 80 كم عن المدينة بناه هشام بن عبد الملك بين القريتين و تدمر على مربع طول ضلعه 70 مترا . قسمه الأسفل من الحجرالكلسي والأعلى من الآجر المشوي , نقلت واجهته الأمامية إلى متحف دمشق .
ـ قصر الحير الشرقي : على بعد 120 كم من تدمر و هو عبارة عن قصرين تحيط بهما جدران من الأجر و الجبس و الحجر و كان مركزاً لتجمعات زراعية هامة في منطقة قرية الطيبة الحالية و هي الآن محطة للراحة. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:12 am | |
| مـــأرب
تقع إلى الشرق من العاصمة صنعاء بمسافة ( 173 كم ) ، على ضفّة وادي أذنه الذي بني فيه سد مأرب التاريخي وأعيد بناؤه في ا لثمانينات في عهد الرئيس علي عبدالله صالح،يحدها من الشمال محافظة الجوف وصحراء الربع الخالي ومن الغرب محافظة صنعاء ، ومن الجنوب محافظتي البيضاء وشبوة ، ومن الشرق محافظة شبوة وصحراء الربع الخالي .
تسمية هـذه المدينة قديم جداً تعود إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، فـقـد ذكـرت
فــي نقوش من القرن الثامن قبل الميلاد باللفظ ( م ر ي ب ) ، وفي بعض النقوش المتأخرة ظهر اسمها باللفظ ( م ر ب ) .
ويرجح ان التل الذي تقع عليه قرية مأرب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره العلامة الحسن بن احمد الهمداني قبل الف عام، والذي ورد ذكره بالإسم نفسه في النقوش اليمنية القديمة . وتفيد الأبحاث الأثرية الحديثة أن مأرب العاصمة لعبت دورًا كبيرًا في نشوء وارتقاء الحضارة السبئية،
فقد شهدت هذه الأراضي قيام واحدة من أعظم الدول اليمنية القديمة هي دولة سبأ التي بـدأت في الظهور في مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وقد شهدت في القرون الممتدة من القرن التاسع إلى القرن السـابع قبل الميلاد نشاطاً معمارياً واسعاً ، شيدت خلالها المدن والمعابد ، وأعظم منشآتها سد مأرب العظيم الذي وفر للدولة ومنحها صفة الاستقرار والآية الكريمة الدالة على تلك الحضارة قوله تعالى : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية " ..
وقد شهدت مارب ذروة ازدهار الحضارة اليمنية القديمة طوال المرحلة الاولى والثانية للدولة السبئية ويرجح البعض ان مارب لابد ان تكون قد بنيت في وقت ما من الالف الثاني قبل الميلاد ، اذ لايعرف تاريخ نشأت المدينة على وجة الدقة بالرغم من ورود اسماء عدد من الملوك السبئيين الذين اسهموا في بناء المدينة وشيدوا بعض مرافقها خلال العصر السبئي الاول في بداية الالف الاول قبل الميلاد. على ان نشأت المدينة ربما تكون قد بدأت مع بداية ازدهار الحضارة اليمنية القديمة في الالف الثاني قبل الميلاد .
وقد تحكم موقع مأرب في وادي سبأ بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان، وكان اللبان من أحب أنواع الطيوب وأغلاها في بلدان الشرق القديم، وحوض البحر المتوسط، وقد تميزت اليمن بانتاجها أجود أنواع اللبان وهو الذي كان ينمو في الجزء الأوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار، وقد أدى ذلك الطلب المتزايد عليه إلى تطوير تجارة واسعة نشطة، تركزت حول هذه السلعة وامتدت إلى سلع أخرى نادرة عبر طريق التجارة المذكور.
ورغم أن مأرب ظل اسمًا يتردد في المصادر التاريخية ،إلا أن دورها في الأحداث بعد الإسلام كان ضئيلا، فقد ذكرت مأرب في عهد الرسول صل الله عليه وسلم من بين مخاليف اليمن، ونسب إليها الأبيض بن حمال الماربي الذي وفد على الرسول فكتب له عهدًا وأقطعه ملح مارب.
ومن معالم مدينة مأرب :
- المدينة القديمة :تقع مدينة مأرب القديمة إلى الجنوب من مدينة مأرب الجديدة ، وكانت تشتمل على سور محيط بها يحتوى في داخله منشآتها المختلفة مثل المعابد ، الأسواق ، المنازل السكنية ...
-مسجد سليمان :ارتبطت تسميته بالنبي سليمان الذي زارته الملكة بلقيس في ( أورشليم ) ،وهذا المسجد قد اندثر معظم سقفه وبعض أجزائه خاصة الغربية ، ولم يعد يستخدم للغرض الذي أنشئ من أجله .
- سد مأرب العظيم :يعود تاريخ سد مارب القديم كما يستنتج من قراءة النقوش اليمنية القديمة الى القرن الثــامن قبل الميــلاد غير ان نتائج الدراسة التي قامت بها البعثة الالمانية في احد السدود القديمة بوادي "ذنة"المنشأة "أ"ترى ان فكرة انشاء السد قد مرت بمراحل عدة وعبر فترة زمنية طويلة بين بداية الالف الثاني والالف الاول قبل الميلاد واين كانت البداية فان الذي لاخلاف حولة ان ســـد مارب معلـم ثابت لازم الحضارة السبئية منذ البداية مرورا بذروة الازدهار وحتى لحظات الانهيار ثم تصدع على اثرها.وهذا السد اشــهر اثــار اليمـن واعظم بناء هندسي قديم في شبة الجزيرة العربية وقد بني في ضيقــة بين البلــق الشمالي والبلق الجنوبي على وادي ذنة الذي تجري إليه السيول من مساقط المياة في المرتفعات المحاذية له شرقا على امتداد مساحة شاسعه من ذمار ورداع ومراد وخــولان .
- شبكة قنوات الري ( الجنتان ) :التي تقدر مساحتها بأكثر من اثنين وسبعين كم مربع ، تبدأ شبكة الري بالقناة الرئيسية الخارجة من السد ثم يليها مقسمات المياه الفرعية ، وقد كانت شبكة الري بكاملها مبنية بهيئة جدار تجري المياه في سطحه الذي شكل بهيئة مجرى ، وتصل إلى المقسم الذي بني بشكل إسطواني يقوم بتفريع المياه إلى ثلاثة اتجاهات .
- معبد عرش بلقيس ( برأن ): يقع هذا المعبد إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب القديمة ، ويبعد عنها نحو ( 4 كم ) ، وإلى الشمال الغربي من محرم بلقيس على بعد ( 1 كم ) .
- معبد محرم بلقيس ( أوام ):يقع هذا المعبد إلى الجنوب من مدينة مأرب القديمة على الضفة الجنوبية لوادي أذنة وهو بناء كبير وضخم ، تغطي الرمال معظم المنشأة المعمارية وبشكل كثيف . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:12 am | |
| القاهرة
الموقع:
تقع مدينة القاهرة على ضفتي النيل ، ويعود تاريخ مدينة القاهرة إلى عصر الفتح الإسلامي لمصر على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص عام 21هـ 390م وقد تمكن من الإنتصار على الطلائع البيزنطية التى واجهته فإنفتح له الطريق الى رأس الدلتا ثم حصن بابليون الذى كان بمثابة العاصمة الحربية البيزنطية بمصر وقتذاك. . فإستقرت مصر بذلك ولاية إسلامية عربية تابعة للخلافة الصحابية بالمدينة المنورة ثم للخلفاء الأمويين بدمشق ثم العباسيين ببغداد. وظلت تبعية مصر للخلافة الإسلامية زهاء قرنين ونصف قرن من الزمان وتوالى عليها أثناء تلك المدة ثمانية وتسعون واليا.
وحدث أن إنتقلت مقاليد السلطة إلى أيدى العناصر العسكرية من الترك المسلمين الذين إستكثر الخليفة المعتصم منهم فى الجيش الإسلامى. وهكذا إنتهى عصر الولاة من العرب على مصر وكان آخرهم عنبسة بن إسحاق (852-856)، وإفتتح عهد جديد من الولاة الترك العسكريين وأولهم فى مصر يزيد بن عبد الله التركى (856-867). و ظل الحال على ذلك المنوال حتى جاء الى مصر وال تركى من النوع الغير المعتاد، هو أحمد بن طولون الذي اسس مدينة القطائع عام 256 هـ متأثرا في تخطيطها بمدينة سامراء.
ثم استولى الفاطميون على القاهرة فأسس جوهر الصقلي قائد جيوش المعز مدينة القاهرة عام 359هـ, وبنى حولها سورا من اللبن على شكل مربع وطول كل ضلع من أضلاعه 1200 ياردة على مساحة تبلغ 340 فدانا.
تميزت القاهرة منذ إنشائها بجمال مبانيها, فقد تناوب حكام الفاطميين والأيوبيين والمماليك تعميرها, فكانت على أحسن ما يكون.
وظلت القاهرة على مر العصور في التوسع والبناء, لاسيما في عصر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي.
من المعالم التاريخية:
جامع عمرو بن العاص والمسجد الأزهر, ولقد اشتهرت القاهرة على مر العصور بالعديد من المساجد, فهي أول مدينة يدخلها الإسلام في أفريقيا, وكان الاهتمام بإنشاء المساجد بها متزايدا لدرجة أنه أطلق عليها مدينة الألف مئذنة ومن تلك المساجد جامع السلطان المؤيد شيخ،مسجدالأمير قرقماس السيفى،مسجد السلطان الغورى،وتشتهر ايضا بالاسواق والمستشفيات والحدائق والمكتبات والمدارس القديمة لاسيما في عصر صلاح الدين الأيوبي،ومن تلك المدارس مدرسة صرغتمش، مدرسة تغرى بردى الرومي،مدرسة الأشرف برسباى،
مدرسة السلطان برقوق وغيرهم الكثير .
من أعلام القاهرة :
ففي العلوم الشرعية اشتهر الإمام الشافعي صاحب أحد أكبر المذاهب الفقهية عند أهل السنة, والليث بن سعد إمام أهل مصر وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله مؤرخ من أهل العلم والحديث.
ومن علماء اللغة برز جلال الدين السيوطي الذي برز كذلك في علم الحديث والفقة والتفسير وعلوم القرآن, وابن منظور صاحب معجم لسان العرب والزبيدي صاحب معجم تاج العروس والمقريزي وابن هشام وابن حجر وغيرهم.
كما برز بها من الأطباء داود الأنطاكي وموفق الدين أبو نصر المشهور بابن العين الزربي.
وظهر بها كذلك من الرياضيين وفي الهندسة ابن الهيثم عالم الفيزياء والبصريات وابن يونس من الفلكيين.
ثم العباسيين ببغداد. وظلت تبعية مصر للخلافة الإسلامية زهاء قرنين ونصف قرن من الزمان وتوالى عليها أثناء تلك المدة ثمانية وتسعون واليا. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:14 am | |
| الــحــيــرة
مدينة عربية تاريخية كانت تقع على نهر الفرات غربا بين مدينتي الأنبار والكوفة على مسيرة ثلاثة أميال من الكوفة، وتقع شمالها الآن كربلاء وجنوبها النجف والحيرة مشتقة من الكلمة الآرامية حرتا ، و معناها المعسكر و المقام مما يشيرالى أنها كانت في البداية معسكرا لهم كانت الحيرة عاصمة مملكة تعرف باسم: مملكة الحيرة إبان القرون الثلاثة التي سبقت قيام الدولة الإسلامية فقداستمرت الممالك العربية في الظهور في مناطق الفرات الوسطى والجنوبية منذ العصر السلوقي، وكانت اخرها مملكة الحيرة على الضفة الغربية للفرات، في منطقة الكوفة الان وكانت حدود هذه المملكة تمتد في بلاد بابل على الفرات إلى الخليج العربي . ويعتقد المؤرخون ان الحيرة ظهرت مدينة عربية في الربع الأول من القرن الثالث الميلادي، وقد اختلفت الآراء في أصل عرب الحيرة فقيل انهم من اليمن ومن عرب الجنوب من عشائر قضاعة والازد، وهنالك من يعتقد انهم من العرب الشماليين بدليل التشابه اللغوي بينهم وبين اللهجة العدنانية. وربما كانوا مجموعة متحالفة من القبائل العربية الشمالية والقبائل الكلدية التي استوطنت بعد سقوط بابل المنطقة نفسها، كما انها (أي مملكة الحيرة) سيطرت على المنطقة نفسها بحدودها الجغرافية – السياسية التي كانت تحت سيطرة مملكة بيت عديني عند بداية الاحتلال الفرثي لبلاد الرافدين.
وقد اجمع المؤرخون، اعتماداً على المصادر العربية، ان سكان الحيرة كونوا تآلفاً من ثلاث مجاميع بشرية، هي: 1-اللخميون (آل نصر بن ربيعة): النازحون من الجزيرة.
2-العباد: من السكان الاصليين (أي من قبائل كلدة التي كانت تسكن المنطقة نفسها).
3-الاحلاف: عرب مهاجرون نزلوا في المنطقة، وحالفوا تنوخ والعباد. وكانت حقول القمح والنخيل بها كثيرة، وكان هواؤها ملائما لصحة السكان والزائرين. وكانت هذه المملكة تشغل إقليما يمتد بين مجرى نهر الفرات وبلاد العراق حول بحيرة النجف،وفي هذه القرون كانت الحيرة مركزا تجاريا هاما بين فارس والعراق وأرض جزيرة العرب، كذلك كانت الحيرة مركزا ثقافيا لنشر الحضارة الفارسية بين العرب قبل الإسلام. كما كانت مدينة حدود عسكرية عازلة تفصل بين بلاد فارس وبلاد العرب. كمملكة تابعة للفرس، كما تفصل بينها وبين حدود الدولة الرومانية في الشام، التي كان يقطن على أطرافها الغساسنة في مملكة الغساسنة التابعة للروم. وقد استوطنت إقليم الحيرة في مملكة الحيرة في القرون الثلاثة السابقة لدخول الإسلام بعض قبائل العرب من قبائل تنوخ خاصة والعباد وقضاعة. وكان التنوخيون هم أصحاب المظال وبيوت الشعر ينزلون غربي نهر الفرات، فيما بين الحيرة والأنبار، وما فوق الأنبار، وكان العباديون هم الذين سكنوا الحيرة وابتنوا فيها العمائر وكان القضاعيون ومعهم بعض القبائل من الأحلاف يقيمون حول الحيرة جنوبا وشرقا. وكانت أول عمارة للحيرة كمدينة في زمن الملك الفارسي: "بختنصر" ثم خربت الحيرة بعد موته، وعمرت مدينة الأنبار بعدها -فيما يقال- خمسمائة عام. ثم عمرت مدينة الحيرة مرة أخرى على يد عمرو بن العاص وصارت له مسكنا، وظلت في عمرانها خمسمائة عام وبضعة وثلاثين عاما، إلى أن عمرت مدينة الكوفة ونزلها المسلمون فاندثر أمر الحيرة مع الزمان. وفتح خالد بن الوليد الحيرة عام12هـ - 632م، وضعف شأن مدينة الحيرة في عهد الخلفاء الراشدين والأمويين، وزاد من ضعفها ظهور مدينة الكوفة.وبعد انهيار دولة الإسكندر الأكبر منح الملك الفارسي أردشير مدينة الحيرة ومملكتها استقلالا ذاتيا عام 226م فتشبه أمراء الحيرة العرب بالملوك الفرس الأكاسرة، ونظرا لأهمية مركز الحيرة الاستراتيجي اشترك ملوك الأسر الحاكمة في العديد من الحروب قبل الإسلام، مع عرب الغساسنة حلفاء الرومان في الشام، إلى أن وحد بينهما الفتح الإسلامي، وأطلق قوتيهما في وجه الفرس والرومان معا بالعراق وفارس والشام ومصر والشمال الإفريقي كله.و لعل أهم تلك الحروب هي حرب ( ذي قار ) التي وقعت بين الفرس و بين العرب من بني بكر وشيبان بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني ، و التي كان نتيجتها انكسار الجيش الفارسي ، و هي أول معركة انتصر فيها العرب على الجيش الفارسي ، حيث كانت مقدمة للفتوح الاسلامية و التي اكتسحت امبراطورية الساسانيين ، و يروى أن النبي صل الله عليه وسلم كان قد قال عنها : هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم.
و قد حكم الحيرة (25) ملكاً، منهم خمسة من الأوائل الذين تروي عنهم بعض القصص غير الواقعية. اما الملك الأول الذي حكم الحيرة فعلاً وثبت وجوده بنص مكتوب فهو امرؤ القيس بن عمرو بن عدي وقد ذكر في النص أنه وصل اسوار نجران، وكان له من ابنائه سفراء لدى الفرس والروم، وعاش ملكاً في حدود 288-328م.
أما النعمان بن المنذر (580-602م) فقد كان آخر ملوك آل لخم في الحيرة، وقد عاصر حكم الملك الفارسي ابرويز، وكان عهده يمتاز بجو من السلام الذي ساد علاقة الحيرة بالغساسنة في الشام،ودام حكمه ثمانية شهور.
من علماء وشعراء الحيرة:
العبادي ، امرؤ القيس، والنابغة الذبياني.
من معالم الحيرة:
قصر الأبلق الذي شيده أحد أكاسرة الفرس، وقصر بن بليلة، وقصر العدسيين الكلبيين، وقصر الخورنق، والسدير، وقصر سنداد، والعذيب والصنبر.وتحكي الروايات العربية عن أن صناعة الكتابة راجت في الحيرة، ومنها انتشرت إلى ربوع الجزيرة العربية.
وقد زار الخليفة هارون الرشيد الحيرة وشيد بها عددا من المباني. وفي عهد المقتدر تعرضت مدينة الحيرة كغيرها من بلاد السواد لغارات البدو، وظلت مدينة الحيرة متسعة الجنبات قليلة السكان إلى النصف الثاني من القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي، ثم اضمحلت باضمحلال إقليم الحيرة بأسره حتى أصبحت أثرا بعد عين. والحيرة الآن مراع فسيحة ليس فيها ما يذكر بماضيها إلا تلال وأكوام من أنقاض الأطلال. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:16 am | |
| الـلاذقـيـة
تقع على البحر المتوسط، أسسها الفينيقيون في موقع يطل على ميناء طبيعي و أطلقوا عليها اسم رميثا .إن أقدم اسم لمدينة اللاذقية هو راميتا، أو ياريموتا كما وردت في رسائل العمارنة، وكانت قريه صغيرة مبنية على تل صخري تبلغ مساحة سطحه حوالي هكتار ونصف. وأبانت الكسر الفخارية المكتشفة في التل أنه يعود إلى عصر البرونز الحديث 1600-1200ق.م. وكانت تابعة لمملكة أوغاريت. وكانت علاقاتها الدولية مرتبطة بعلاقات أوغاريت وقد أصبحت مع الأيام مركزًا مهمًّا للتجارة في ظل دولة أوغاريت في الألف الثاني قبل الميلاد ثم تحول اسمها لسبب مجهول إلى لوكي أكني كما يقول الكاتب اليوناني فيلون. وفي العصر الهلنستي بعد الإسكندر أي في عصر السلوقيين أصبحت تحمل اسم لاوذكيّة أو لاوديسة تيمناً باسم والدة سلوقوس نيكاتور. وألفت مع أنطاكية وسلوقية وأقاما نوعاً من الاتحاد. وفي العصر الروماني 64ق.م-395م منحها يوليوس قيصر بعض الامتيازات وفي تلك الفترة اشتهرت بصنع وإنتاج نوع من قماش الكتان الذي لقي استحسانًا لدى وجهاء روما ، وتمتع أهلها بحقوق المواطنة الرومانية ..
وفي عام 20ق.م اعتنى الإمبراطور أوكتافيان باللاذقية فأمر ببناء مدرج على هضبة الطابيات. وفي عام 194م توسعت شوارعها وصار لها شارعان رئيسيان مزينان بصفين من الأعمدة. ومن المرجح أن القوس الكبير الذي مازال قائماً في نهاية أحد الشوارع، أنشئ في ذلك العصر. وفي العصر البيزنطي أصيبت اللاذقية بزلزال 529م هدم أقساماً منها فأمر الإمبراطور جوستنيان بإعادة إعمارها. وفي عام 636م فتحها العرب المسلمون بقيادة عبادة بن الصامت الأنصاري والي حمص وعرّب اسمها ليصبح اللاذقية ، وصارت اللاذقية تابعة لجند حمص. وكان العرب فيها ينتمون إلى قبائل يمنية، هي همدان وزبيد وسليح ويحصب. سقطت بيد تانكرد الصليبي عام 1102م وبدأ صلاح الدين الأيوبي حملته لتحرير اللاذقية بحصار القلعة في تموز 1188م. ثم حررها ثانية الأمير حسام الدين طرنطاي في نيسان 1287م. تشكل المدينة مركزاً تجارياً للمنطقة الزراعية المحيطة وتشتهر بزراعة التبغ. وزار اللاذقية المتنبي وأبو العلاء المعري الذي حل ضيفاً على رهبان دير الفاروس وتتحدث المؤلفات عن هذا الدير بإعجاب، وقال عنه ابن بطوطة "أعظم دير بالشام ومصر"
الآثار المعمارية الباقية في اللاذقية: لم يبق من آثار الماضي سوى بقايا أبراج الميناء والقلاع وبعض القبور والحمامات والخانات، ومن أهم الآثار الرومانية، القوس المربع أو التترابيل في محلة الصليبة، وفي الجهة الشمالية من هذا القوس مازالت أربعة أعمدة غرانيتية تعود إلى معبد باخوس. ومن أشهر كنائس اللاذقية، كنيسة مارجرجس وتعود إلى عام 275م، وجددت مراراً، وكنيسة مارموسى الحبشي الذي مات قتيلاً سنة 400 م، ولقد أعيد بناؤها عام 1845م. من أقدم الجوامع التي مازالت قائمة الجامع المنصوري الكبير بني عام 607 هـ/1210م، ثم مسجد علاء الدين الخشاش المقابل لجامع الصليبة، بني عام 807هـ/31404، أما الجامع الجديد، فلقد أمر ببنائه سليمان باشا العظم عام 1139هـ/1726م وهو أكبر جوامع اللاذقية. ويمتاز بمئذنته الشامخة، ومحرابه ومنبره الخشبي المزخرف، وفي عام 1161هـ/1748 أنشئ جامع الميناء، أما الجامع المغربي فلقد انشئ على مراحل كان أخرها بناء مئذنته عام 1248هـ /1832م. وفي العصر العثماني، انشئت حمامات كثيرة أهمها الحمام الجديد وحمام القيشاني وحمام العوافي ولقد أزيلت، كما أزيلت أسواق اللاذقية كسوق الدمياطي وسوق البازار وسوق البيلستان، وكان كل منها يضم عدداً من الأسواق، ولم يبق من الخانات إلا خان الحنطة الذي بني عام 1139 هـ/1726م، أما الخانات الأخرى مثل خان إسرب وخان نور الدين فلقد تحولت لأغراض أخرى. في العصر العثماني، تمت زراعة التبغ في اللاذقية وبخاصة "دخان أبو ريحة" الذي أصبح مطلوباً في العالم. وفي أواخر القرن الثامن عشر ألف تجار اللاذقية شركة تحت اسم "شركة تجار التبغ"، وكان مقرها "خان الدخان" الذي اصبح منذ عام 1982 متحفاً لمدينة اللاذقية. وكانت الحكومة العثمانية قد حصرت زراعة التبغ في اللاذقية منذ عام 1874. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:17 am | |
| بـعـلـبـك
تعتبر من المدن القديمة في لبنان،تقع على بعد 45 كلم من زحلة فوق أعلى مرتفعات سهل البقاع وتبعد عن شرق "بيروت" بمسافة (85) كم , وعلى مفترق عدد من طرق القوافل القديمة التي كانت تصل الساحل المتوسطي بالبر الشمالي وشمال سوريا بشمال فلسطين وبعلبك مكونة من كلمتين ؛(بعل) و (بك) ،وتعني في اللغة السامية :رب سهل البقاع. وقد استفادت عبر تاريخها الطويل من هذا الموقع المميز لتصبح محطة تاريخية هامة ومحاجا دينيا مرموقا. وبعد أن ملك الرومان المنطقة في أواسط القرن الأول ق.م. انشا الإمبراطور "أوغسطس" مستعمرتي بيروت وبعلبك عام 15 ق.م. ونظرا لأهمية المدينة على الصعيدين الاقتصادي والديني, أسس اوغسطس لمشروع عظيم يجعل من بعلبك واجهة دعائية تبرز صورة روما وعظمتهاوقدرتها بين صفوف التجار والحجاج الذين يقصدونها فينشرون تلك الصورة في أوطانهم. كان ذلك جزءا من سياسة الدولة في ترسيخ السيطرة الرومانية على المنطقة. وكان من ابرز نتائج تلك السياسة أن ارتفعت معابد بعلبك العملاقة التي يمكن اعتبارها من عجائب العالم القديم, لا سيما وان العمل فيها استمر زهاء نيف وثلاثة قرون من الزمن وتعاقب على تحقيقه وتمويله عدد لا يستهان به من كبار أباطرة الرومان. ومن ثم فتحها المسلمون سنة (16هـ،637م) في عهد عمر بن الخطاب " على يد قائده" أبي عبيد بن الجراح" رضي الله عنه .وعندما فتح " المعز لدين الله الفاطمي " مدينة دمشق سنة (361هـ، 972م) عين على "بعلبك" واليًا من قبله ،وظلت تابعة للفاطميين سنة (468هـ،1075م) ، حين دخلها السلاجقة. وفي سنة (570هـ،1174م) استولى عليها صلاح الدين الأيوبي ثم استولى عليها قائد المغول كتبغا سنة (658هـ، 1260م) ، وعندما هزم قطز سلطان مصر المغول في السنة نفسها انتقلت بعلبك إلى سيطرة المماليك ثم دخلها القائد المغولي تيمور لنك سنة (803هـ،1400م ) لكنها عادت إلى حوزة المماليك مرة أخري ، وظلت تحت حكمهم حتى سنة (992هـ، 1516م) ، حين فتح السلطان سليم الأول بلاد الشام. وفي سنة (1344هـ،1952م) أعلن قيام دولة "لبنان "وضمت إليها بعلبك.
من علماء بعلبك: برز كثير من العلماء والأدباء في بعلبك منهم الوزاعي والمقريزي ومحمد بن علي بن أبي المضاء و خليل مطران.
ومن آثار بعلبك : معبد "بعل مرقد – جوبيتير" :
"بعل مرقد" Baal Marcad هو اكبر آلهة "دير القلعة" والمعروف أن الشعب الفينيقي لم يكن يدعو آلهته بأسمائها لان في هذا وجوب الرد على المناداة وهذا ينافي الاحترام الذي خصت به الالهة ، لذا عمد أهل فينيقيا إلى تلقيب ألهتهم ببعض الخصال الحميدة. فكلمة "بعل" تعني "الإله" أما لفظة "مرقد فهي مشتقة من فعل في اللغة الفينيقية معناه "هز" إن "ركز" وهو الأقرب إلى معنى "رقد" أو "ركد" بالآرامية. هكذا فان "بعل مرقودي" هو الإله الذي ترتجف منه الأرض وهذا الإله على القوة الإلهية. أما في اللغة الآرامية فكلمة "رقد"فمعناها "رقص" وهكذا فان "بعل مرقودي" يعني "اله الرقص والطرب والغناء". فهو الإله القدوس الواحد مرقودي (Theo Agio Mono Marcodi) وهذا يظهر جليا في منقوشات دير القلعة ويذكر أن "بعل مرقد" اتخذ لنفسه ألقاب عديدة "كاله الخمر" و "ملك المآدب" وغيرها.
يعرف معبد "بعل مرقد" اليوم ب "القلعة" وقد قام على جانب منه دير مار يوحنا للطائفة المارونية مشتهرا باسم "دير القلعة". ويعد المعبد من ابرز الآثار المكتشفة في "بيت مري" ذلك أن حجارته قد تكون الأعظم نظرا إلى أن ضخامتها تشبه صخور وأعمدة قلعة بعلبك ، حيث أن قوتها وجدا المعبد صامد حتى يوحنا هذا بحالة جيدة.
قد تكون معابد بعلبك رومانية الشكل والزخرف. بيد أن من يمعن التحديق في تصاميمها وبعض تفاصيلها لا بد له من ملاحظة الكثير من التأثيرات السامية المحلية عليها. ومما لا شك فيه أن تلك التأثيرات كانت ناجمة عن تدخل مباشر من قبل الكهنوت البعلبكي في التخطيط كي تتوافق البنى الجديدة مع متطلبات العبادة المحلية, لا سيما وان الرومان كانوا يحرصون على عدم استعداء السكان المحليين في المسائل الدينية. ف"جوبيتر" الروماني لم يكن اكثر من غلاف ل"حدد" رب الرعود والبرق المحلي, و"الزهراء" الرومانية لم تكن إلا وجه من اوجه الالاهة آلام السورية, وكذلك "عطارد" الذي لم يكن إلا صورة لاله بعلبكي شاب كان يهيمن على الزروع والقطعان التي كانت تشكل ثروة بعلبك في تلك الأيام.
ومن اهم الاثار ايضا : قلعة بعلبك والمسجد الأموي وينسب إلى الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:19 am | |
| حــمــاة
إحدى مدن الجمهورية السورية، ترتفع عن سطح البحر حوالي مائتين وسبعين مترا، تقع في غرب وسط سوريا على نهر العاصي، وهي رابع أكبر المدن السورية. يمر فيها نهر العاصي ويقسمها إلى قسمين: الحاضر والسوق.يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد. تشتهر سياحياً بنواعيرها الضخمة المقامة على نهر العاصي، والتي تعتبر أكبر وأقدم نواعير في العالم. ورد اسمها في التوراة باسم " حمت الكبرى " ، ويقال إنّ اسمها مأخوذ من اسم أول ملك آرامي لها كان يدعى "حماة " .. أو من اسم "حام" المدفون فيها ( في حماة اليوم مسجد يقال له مسجد النبي حام ، على اعتقاد أن " حاماً " نبي ، وأنه مدفون بجوار المسجد ) .
في حدود عام 1000 قبل الميلاد دخلت مدينة حماة تحت حوزة النبي داود عليه السلام وكانت تسمى في عهده مملكة صوية وكانت من أكبر المدن، فقد حارب داود عليه السلام ملك دمشق فانتصر عليه فلما بلغ توعي ملك حماة الخبر أرسل لداود ابنه يورام فوقع معاهدة صلح بينهما. ثم سار داود عليه السلام فملك حمص وجاء إلى حماة ونزل فيها ضيفا ومالكا، وكانت حماة فيما بعد تابعة لبني إسرائيل مرة ومرة أخرى تكون مستقلة. وظل الأمر كذلك حتى قضى بختنصر ملك بابل على بني إسرائيل واستولى على بلادهم وساقهم سبايا وقد خيم حول حماة وأرسل وزيره بعساكره الجرارة فساقوا بني إسرائيل وتركوا منازلهم خاوية على عروشها.
فتحت حماة بعد فتح حمص على أيدي أبي عبيدة عامر بن الجراح يعاونه خالد بن الوليد ويرجح أن ذلك كان عام 15 ه / 636 م ثم انسحب العرب منها لخوض معركة اليرموك وإثر معركة اليرموك استعيد تحرير أرض الشام كلها .وتأثرت حماة بوقائع التاريخ الاسلامي في العصر الراشدي ولاسيما بما نجم عن معركة صفين التي أحدثت خللاً عظيماً في التوازن القبلي في بلاد الشام حيث جلبت إلى الشام الشمالي وريف الجزيرة قبائل كلاب العدنانية وتصادمت هذه القبائل مع قبائل كلب اليمانية في أكثر من معركة خلال العصر الأموي وكانت معركة مرج راهط سنة 64 هـ/ 673 م حيث قسمت الشام بشكل اعتباري إلى دارين : شمالية لكلاب وجنوبية لكلب وفصل وادي الرستن بين هاتين الدارين وصارت قبائل كلاب سيدة الشام الشمالي وانشغلت طويلاً بالجهاد ضد الامبرطورية البيزنطية وقاومت هذه القبائل السيطرة الخراسانية على أرض الشام بعد زوال الدولة الأموية وظلت قوية خلال القرون الأولى للحكم العباسي وما ان ضعفت السيطرة المركزية حيث ظهرت النزعات الاستقلالية عند الكلابيين فتعاونو في الحكم الطولوني وكان لهم دورهم في حركات القرامطة ثم في قيام الدولة الحمدانية وزوالها بعد ذلك حيث ورثتها الدولة المرداسية الكلابية .
عاشت مملكة حماة أزمة الصراعات بعد وفاة صلاح الدين بين أولاد صلاح الدين ثم بينهم وبين عمهم الملك العادل ثم بين أبناء الملك العادل وكان على رأس ما شغل ملوك حماة ماتعلق بالحكم الأيوبي في حلب والحكم الأسدي في حمص ونجح ملوك حماة بشكل نسبي في المحافظة على استقرار مملكتهم وازدهارها وصارت حماة واجهة النشاط الثقافي وقدم اليها العلماء من جميع الديار خاصة من بغداد والعراق والجزيرة ومن مصر والأندلس ومازال ميدان النهضة الثقافية في حماة في العصر الأيوبي مما يستحق الدراسة المعمقة.
وفي عام 1920م وقعت حماة مع سائر المدن السورية تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي مُدّة ست وعشرين سنة ، وقد استهلت حماة تاريخها الحديث بثورات وانتفضات شعبية متتالية ضد الاستعمار الفرنسي ، وكان لها مواقف رائعة في البطولة والتضحية . وكانت قمّة عطائها في معارك الجلاء عام 1945م حيث أوسعها الفرنسيون ضرباً وعدواناً ، ولأهل حماة سجلاّت شرف في كلّ ميادين الجهاد .
المعالم الحضارية التي تتميز بها حماة:
اولا :آثار و قلاع حماة
قلعة حماة : تقع وسط المدينة وهي نواة المدينة و تضم آثاراً تعود إلى الألف السادسة قبل الميلاد.
ـ قلعة شيزر : شمالي حماة فوق أكمة صخرية تقع قلعة شيزر أو سيزار ( سنزار ) التي ورد اسمها في المعابد المصرية في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وكان اسمها في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ( لاريسا ) عاد إليها اسمها شيزر قبيل ظهور الإسلام . أطلق العرب عليها اسم تلة قلعة شيزر و اسم (عرف الديك). تهدمت القلعة عدة مرات و احتلها البيزنطيون إلى أن حررها علي بن مقلد المنقذي و صارت بعد عام 1081 مركز إمارة بني منقذ.
من أهم آثار القلعة : الكتلة الهرمية الصخرية و هي منيعة جدا ثم قصر البردويل الذي أقيم فوق الخندق الصناعي ثم باب السر الذي يوصل ساكن القلعة إلى ضفة نهر العاصي دون أن يراه أحد .
ـ قلعة المضيق: تقع قرب موقع أفاميا يمتد أمامها سهل الغاب تنقلت السيطرة عليها بين أيدي الرومان فالبيزنطيين و الصليبيين ثم السلاجقة و الأيوبيين. تعتبر قلعة المضيق حصن أفاميا السلوقية مند العام 300 قبل الميلاد . فيها جامع يعود لعام 1524 م و خان كبير مساحته 7 آلاف متر مربع تحول إلى متحف في عام 1982 م و يضم أروع لوحات الفسيفساء المكتشفة في مدينة أفاميا مما يجعله أحد أهم المتاحف العالمية.
ـ قلعة مصياف: شكلها مثير للإعجاب و محمية بمعالم طبوغرافية تتألف من بناء عال محاط بحصن خارجي تظهر عليه فنون البناء من فترات متباعدة.
ـ أفاميا: مدينة الإمبراطور نيكاتور السلوقي بناها عام 300 قبل الميلاد تتميز بأسوارها الطويلة و شارعها الرئيسي , و مسرحها الروماني أكبر المسارح القديمة المعروفة .
ـ قصر ابن وردان : هو تحفة أثرية سياحية هامة لا يماثله أي بناء في سورية , طرازه يشبه المباني الملكية في القسطنطينية و يعود بناؤه إلى عامي 561 - 564 و على بعد 63 كم من حماة باتجاه الشمال الشرقي.
ـ قلعة شميميس : على بعد 4 كم من مدينة السلمية في محافظة حماة و شميميس هو الاسم القديم لمدينة السلمية و القلعة تعود في تاريخها إلى العهدين الآشوري و البابلي لكن و ضعها الحالي تم في العهد الهلنستي , يحيط بها خندق عميق قائم تحت القلعة مما جعلها محصنة و منيعة جدا .
ثانيا الجسور:
كان في حماة العديد من الجسور التي كانت تصل شطري حماة ببعضهما حيث كان العاصي يفصل المدنية إلى قسمين ومن هذه الجسور جسر السرايا، وجسر بنت الشيخ، وجسر باب الجسر، وجسر المحمدية. وأعظم هذه الجسور ارتفاعا جسر باب الجسر لأنه لم يطغ عليه النهر أبدا بخلاف بقية الجسور التي طغى الماء عليها وطمس بعضها.
ثالثاً السواقي بمدينة حماة :
النواعير: من نهر العاصي كانت تؤخذ جداول يسقى بها بعض القرى وقناة أخرى عظيمة تدور عليها السواقي داخل البلد وخارجها فتسقى البيوت والبساتين والحمامات والمساجد. وكانت السواقي من صنع الرومانيين وقد اشتهرت في حماة حيث كان اعتماد أهلها على النواعير لسقي البساتين وإمداد المساجد والحمامات وغير ذلك من شئون الحياة تنسب هذه النواعير إلى العهد الروماني.
ومن النواعير الموجودة في حماة في جهة الشرق أربع وعند جسر السرايا أربع وعند جسر بيت الشيخ ثلاث نواعير أكبرهن تسمى الجعبرية وغربي محلة باب الجسر ثلاث نواعير أكبرهن ناعورة الخضر نسبة إلى بستان في جانبها. وكانت هناك العديد من النواعير الأخرى حتى أكثر الأدباء من ذكرها نظما ونثرا.
الطواحين:
كانت في حماة العديد من الطواحين وصلت في جملتها إلى إحدى وثلاثين طاحونة أو رحى للطحن يسيرها الماء منها في داخل حماة رحى الغزالة وتقع على نهر العاصي وقد قام ببنائها العالم الفلكي والمهندس الفاضل الشيخ علم الدين قيصر تعاسيف وكان هذا بأمر من الملك المظفر محمود ابن الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر وقد صممت هذه الرحى بحيث عمل لها صورة لسد من حجر نافر وحجز الماء بحواجز ليعلم أصحاب الرحى من هذا الحجر سير رحاهم إذا طغى النهر فمتى غمر هذا الحجر بالماء لا تبقى رحى دائرة ومتى غيض الماء عنها علموا أن الرحى مشت. كما كانت هنا ك العديد من الرحى منها المسرودة والحلوانية والقاسمية والعونية.
الحمامات:
كان في حماة العديد من الحمامات والتي كانت موجودة حتى وقت قريب ومنها حمام القاضي في محلة جورة حوا بانيها القاضي سراج الدين بن مغلي ، وحمام السلطان عند جامع نور الدين بناها الملك المنصور محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر وكانت حمامه الخاصة به، وحمام المدار في الحاضر وهي من بناء الأمير عبد الوهاب بن شيخ الأكراد بناها عام 962هـ / 1555 م، وحمام الذهب في محلة المدينة وهي قديمة مجهول بانيها. وغير هذا من الحمامات التي اندرست وأصبحت للحجارين يهدمونها ليبيعوا حجارتها كحمام دار الفرح في محلة باب الجسر.
البيمارستانات:
عرف بحماة بيمارستان واحد بناه السلطان نور الدين محمود ليكون دارا للمرضى ووقف لها أوقافا مدهشة وكانت النظارة عليها لبني القرناص ثم من بعدهم لبني الماوردي ثم تولاه آخر الأمر محمود جلبي عام 972هـ / 1565 م. وفي عام 100هـ / 1719 م كانت التولية عليه للشيخ صفا العلواني وقد كان لهذا المستشفى أطباء وخدمة ومصاريف كلية فمما كان على زمن الشيخ صفا العلواني من الموظفين والمصروف اليومي يبلغ مجموعه (88) عثمانيا. وهو الآن خاليا من فائدة وقد يستخدمه بعض الناس للسكنى .
رابعا المساجد:
ذخرت بلدة حماة بالعديد من المساجد التي بنيت في عصور مختلفة كان منها الجامع الكبير ويقع في محلة المدينة وقد وجد هذا المسجد من زمن أبي عبيدة رضي الله عنه وكان يسمى الجامع الأعلى ولم يكن على هذه الصورة فإن المهدي العباسي زاد فيه وحسنه ثم جاء المظفر عمر فزاد فيه وبنى مدرسة بجواره ثم جاء إبراهيم الهاشمي فأنشأ منارته الشمالية وبنى رواق الجامع. وفي وسط هذا الجامع قبة صغيرة على ثمانية أعمدة تحتها بحرة صغيرة وعلى الأعمدة خطوط قديمة عربية وله حرم واسع جدا وفي جانبه الغربي ضريح المظفر وابنه وليس في حماة جامع مثله في اتساعه وعظمته وله في جهة القبلة منارة مقطوعة الرأس بابها من الحجر الأسود. وهذا الجامع تقام فيه الصلوات وكان له أوقاف كثيرة اندرست ولم يبق له إلا القليل.
أما الجامع الثاني بحماة فهو جامع الحيات ويقع في باب الجسر وكان يسمى جامع الدهيشة وكان متسعا وقد هدم من جهة الغرب فذهب نصفه وعدا عليه الجوار فأخذوا من أرضه الشرقية مقدار ربعه. وكان الملك المؤيد قد بنى هذا الجامع وعمل لحرمه من جهة الشرق شباكين كبيرين بينهما عمود كبير من الرخام على شكل أفاعي ملتفة ولهذا سمى جامع الحيات وقد نقش حرمه بالذهب والفسيفساء والرخام الملون في جدرانه وأرضه وعمل له من الغرب شباكين مثل ما في الشرق غير أنهما هدما ودخلا في البستان المجاور له وقد عمل فيه خزانة كتب وقف لها سبعة آلاف مجلد وكل هذه ذهبت ما عدا الشباكين الشرقيين.
وهناك أيضا جامع نور الدين ويقع في محلة باب الناعورة حيث جاء نور الدين محمود بعد الزلزلة الكبرى فجدد ما تهدم وبنى هذا الجامع ووقف له أوقافا كثيرة لم يبق منها شيء بتاتا وكان له باب شاهق من جهة الغرب وهو الآن مندرس وفي مكانه بنيان وقد كان هذا الباب عند الحجرة الكائنة في الرواق الشمالي، وله باب آخر من الشرق حتى اليوم وبين هذين البابين تاريخ بناء الجامع محفور بخط جميل وحروف ضخمة وكان لهذا الجامع شأن عظيم وأصبح بحالة يرثى لها.
وجامع العزي ويقع في محلة باب الجسر في طريق رحى الحلوانية بناه محمد بن حمزة العزي عام 723هـ / 1323 م وكان لهذا الجامع أوقاف كثيرة وهو اليوم مهجور. وجامع أبي الفدا بناه الملك إسماعيل أبو الفداء المؤرخ و الجغرافي و ذلك عام 1326 م. وغير هذا العديد من المساجد الأخرى التي تذخر بها مدينة حماة عبر العصور .
المكانة العلمية :
العلماء:
ـ اشتهر في حماة من العلماء عدد كبير كان من أشهرهم الشيخ العلامة جمال الدين محمد بن سالم بن واصل قاضي القضاة بحماة كان فاضلا إماما مبرزا في علوم كثيرة مثل المنطق والهندسة وأصول الدين والفقه والهيئة والتاريخ وتوفي في حماة ودفن فيها.
ـ وعرف من الأدباء الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري المعروف بشيخ الشيوخ وكان مولده بحماة وكان متقدما عند الملوك وله النثر البديع والنظم البديع. وابن خضر بن قسيم الحموي وكان من الشعراء المجيدين.
ـ ومن النحاة تاج الدين محمد بن هبة الله البرمكي الحموي وكان فقيها فرضيا نحويا متكلما إماما من أئمة المسلمين وكان يرجع إليه أهل الديار المصرية في فتاويهم وكان مدرسا بالمدرسة الصلاحية وخطيبا بالقاهرة.
ـ وعرف من المؤرخين جمال الدين بن بركات الحموي، ومن الجغرافيين الرحالة المشهور ياقوت الحموي صاحب كتاب معجم البلدان .
ـ كما عرف من علماء الشريعة محمد بن المظفر بن بكران بن عبد الصمد بن سليمان الحموي وكان أحد المتقنين لمذهب الشافعي، تولى منصب قاضي قضاة بغداد كان يلقب بالشامي. ومحمد بن الحسن بن رزين موسى بن عيسى العامري الحموي قاضي القضاة بالديار المصرية لقبه تقي الدين ولد بحماة ثم قدم دمشق وولي إعادة دار الحديث الأشرفية ثم وكالة بيت المال ثم انتقل إلى القاهرة ثم درس بالظاهرية ثم ولي قضاء القضاء وتدريس المذهب الشافعي. وإبراهيم ابن أبي الدم ولد بحماة ونشأ فيها ثم سافر إلى بغداد فسمع الحديث من ابن سكينة وغيره وحدث بحلب و القاهرة .
وإبراهيم بن نصر بن طاقة المعروف بابن الفقيه ولد بحماة ونشأ فيها ثم رحل في طلب العلم وسكن مصر وكان فقيها أديبا رئيسا وجيها. ومحمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة قاضي القضاة كان محدثا فقيها ولد بحماة ثم درس بالق يمرية بدمشق ثم ولي قضاء القدس وخطابتها ثم ولي القضاء بالديار المصرية ومات في مصر.
- تخرج ايضا من حماة الكثير من العلماء والأدباء نذكر منهم الفارس الأديب أسامة بن منقذ ، ابن الفقهيه وتاج الدين البرمكي، الشاعر بدر الدين الحامد وطاهر النعساني ، أمين الكيلاني. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:21 am | |
| خــيــبــر
تقع مدينة خيبر على بعد 170 كم شمال المدينة المنورة على منطقة جلها عبارة عن حرة عظيمة الاتساع متوسط ارتفاعها 850 مترا عن سطح ، عرفت بهذا الاسم منذ اقدم العصوروقد وردت عدة روايات في تفسير سبب التسمية لعل اهمها اشتهارها بحصونها وقلاعها، ذلك ان كلمة خيبر (جمعها: خيابر) تعني الحصن بلغة العماليق او العمالقة، وهم الأقوام السامية التي سكنت خيبر قديماً، وهم أول من سكن خيبر. كذلك ورد اسم خيبر كأحد المناطق التي استولى عليها الملك البابلي نابونيد وكانت تابعة لملكه الذي ضم تيماء وديدان وخيبر، وذلك خلال الفترة من 555 إلى 539 قبل الميلاد، إذ ظهر اسمها في كتابات الاشوريين. وفي عام 270 ميلادي و122 ميلادي زمن الامبراطور الروماني هدريانوس زحف اليهود على خيبر بعد دخول الرومان الى بلاد الشام
وتعتبر خيبر منذ اقدم العصورولا تزال واحة واسعة خصبة معطاء وذات عيون ومياه غزيرة تصلح تربتها لزراعة الحبوب والفواكه بانواعها وهي من أكبر واحات النخيل في جزيرة العرب وكانت خيبر من اسواق العرب المعروفة بهصر الجاهلية ويعرف باسم ( سوق نطاة خيبر ) وخيبر بلد سياحي لاشتهارها بالعديد من الأثار والمعالم التاريخية والمناظر الطبيعية .
و قد وقعت فيها غزوة خيبر المشهورة فقد سار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في المحرم من السنة السابعة للهجرة ومعه الذين كانوا في صلح الحديبية، فصلى الصبح بخيبر، وقد خرج عدد من اليهود إلى مزارعهم فلما رأوا المسلمين هربوا إلى ديارهم، فقال صلى الله عليه وسلم "اللّه أكبرخربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ". وحاصر صل الله عليه وسلم يهود خيبر وقاتلهم قتالاً شديداً حتى تم للمسلمين فتح خيبر،وكانت نقطة تحول ، حيث أن الله سبحانه وتعالى وعد رسوله بها بالحديبية بالآية الكريمة ( وعدكم الله مغانم كثيرة تاخذونها فعجل لكم هذه ) يعنى صلح الحديبية وبالمغانم فتح خيبر . ضمّت خيبر عام 1208هـ الى حكم الدولة السعودية في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود مع تيماء ووادي السرحان حين ضمت الى حائل بقيادة أميرها آنذاك عبد الرحمن بن معيقل. وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى استولت الدولة العثمانية على خيبر، ثم انسحب العثمانيون منها ليدخلها جيش طلال بن عبد الله بن رشيد بعيد عام 1269هـ، وبقيت كذلك فترة من الزمن تحت حكم ابن رشيد في حائل، وفي اثناء حكمه ضاق الأهالي ذرعاً بالحال التي آلت اليها الأمور، حيث تعرضوا كثير لمضايقات، وعاشوا في فوضى، مع انتشار السلب والنهب والقتل وانعدام الأمن، فدفعهم هذا الى مكاتبة الشريف في المدينة المنورة لحمايتهم وابداء استعدادهم لمناصرة الشريف ان هو قدم الى خيبر،وبذالك دخلت خيبر، مجدداً، تحت حكم الاشراف تابعة للمدينة المنورة ـ وكانت قد دخلت للمرة الأولى تحت حكم الأشراف في عهد الشريف قتادة عام 579هـ، حيث شكلت خيبر حدوده الشمالية والقنفذة حدوده الجنوبية .
وظلت خيبر تتنقل تارة تحت حكم الاشراف وتارة اخرى تحت حكم ابن رشيد وأخرى تحت الحكم السعودي في دولته الأولى، حتى تأسيس الدولة السعودية الثالثة على يدي الملك عبد العزيز آل سعود، لتنضم خيبر لإمارة حائل التي دخلت هي الأخرى في هذا العهد في آخر صفر من عام 1340هــ، وقد كان ارتباط خيبر بحائل في تلك الفترة ادارياً فقط، اما في ما يتعلق بالنواحي المالية، فكانت مرتبطة بالمدينة المنورة، الى ان ألحقت فعليا بإمارة منطقة المدينة المنورة عام 1391هـ.
أهم الآثار الموجودة في منطقة خيبر :
ـ حصن القموص: ويرجح المؤرخون ان هذا هو حصن بني الحقيق اليهود، وبه كنانة بن الحقيق، زوج صفية التي اصطفاها النبي (صل الله عليه وسلّم) لنفسه وتزوجها. وهذا الحصن من حصون الكتيبة
حصن القموص
حصن ناعم: المعروف بالعاصمية من حصون نطاة والشق. وهو الحصن الذي قتل تحته محمود بن مسلمة. وتتفق جميع الروايات التاريخية ان هذا هو حصن مرحب، وهو الذي دارت تحته اولى المعارك بين المسلمين واليهود، وهو اول ما فتح المسلمون من الحصون. كما انه هو الاقرب الى الرجيع معسكر النبي (صل الله عليه وسلم)، وتوجد تحت هذا الحصن عين تسمى «عين علي» غير تلك العين المشهورة القريبة من حصن القموص. وفي الجانب الاخر يوجد أيضا حصن الصعب بن معاذ، ويقع بالقرب من الحصن السابق.
حصن ناعم
حصن البزاة او البازة: وهو في المنطقة المعروفة حالياً بالروان.
حصن البزاة أو البازة
حصن الوطيح: وهو مكيدة القديمة، او ما يطلق عليه عبلة ورشيدة.ـ حصن الوطيح: وهو مكيدة القديمة، او ما يطلق عليه عبلة ورشيدة.
حصن الوطيح
حصن السلالم: وهو مع حصن الوطيح المكانان اللذان تحصّن فيهما اليهود بعدما طردهم جيش الفتح من بقية الحصون الاخرى، وما لبثا ان فتحها، النبي (صل الله عليه وسلّم). وبفتحهما اصبحت خيبر ملكا للمسلمين وقسمها النبي بين اصحابه. حصن قلة والبريء، أو قصير النبي ـ وهكذا اسمه حالياً على تصغير قصر، ويقع الى الجنوب من خيبر. ويقال انه هو الموقع الذي عسكر فيه جيش الفتح لدى وصوله الى خيبر في الصهباء قبل ان يغيّر الجيش موقعه الى الشمال من خيبر. ويجوز القول هنا أن قلة من مدن شبه الجزيرة العربية تضاهيها في عدد حصونها وقلاعها . مقابر الشهداء : القصد هنا مقابر شهداء خيبر، وتقع على بعد ما يقارب خمسة كيلومترات على الطريق المؤدي الى الصفق الأحمر. وقد أوردت المصادر اسماء من استشهد في خيبر من الصحابة على النحو التالي حسب ما ذكره ابن هشام في السيرة النبوية، وهم: ربيعة بن أكثم بن سخبرة، وثوقف بن عمرو، ورفاعة بن مسروح، وعبد الله بن الهبيب، وبشر بن البراء بن معرور، وفضيل بن النعمان، ومسعود بن سعد بن قيس، ومحمود بن مسلمة، وأبو ضياح بن ثابت بن النعمان، والحارث بن حاطب، وعروة بن مرة بن سرافة، وأوس بن القائد أو أوس بن قتادة، وأنيف بن حبيب، وثابت بن أثلة، وعمارة بن عقبة، وعامر بن الأكوع، والأسود الراعي، ومسعود بن ربيعة.
- وكذالك بها العديد من عيون المياه الجارية وتبلغ أكثر من ثلاثمائة عين لعل اهمها ( عين اللجيجة والهامة والبحير والبركة وعين علي والصفصافة والجمة ) وبها السدود التاريخية مثل سد البنت وسد الحصيد وسد الزايدية .تقع مدينة خيبر على بعد 170 كم شمال المدينة المنورة على منطقة جلها عبارة عن حرة عظيمة الاتساع متوسط ارتفاعها 850 مترا عن سطح ، عرفت بهذا الاسم منذ اقدم العصوروقد وردت عدة روايات في تفسير سبب التسمية لعل اهمها اشتهارها بحصونها وقلاعها، ذلك ان كلمة خيبر (جمعها: خيابر) تعني الحصن بلغة العماليق او العمالقة، وهم الأقوام السامية التي سكنت خيبر قديماً، وهم أول من سكن خيبر.
كذلك ورد اسم خيبر كأحد المناطق التي استولى عليها الملك البابلي نابونيد وكانت تابعة لملكه الذي ضم تيماء وديدان وخيبر، وذلك خلال الفترة من 555 إلى 539 قبل الميلاد، إذ ظهر اسمها في كتابات الاشوريين. وفي عام 270 ميلادي و122 ميلادي زمن الامبراطور الروماني هدريانوس زحف اليهود على خيبر بعد دخول الرومان الى بلاد الشام. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:22 am | |
| ســامــراء
مدينة في العراق كانت عاصمة العباسيين في الفترة بين (222- 263هـ) ،(836 - 876م). لم يكن قد انقضى على بناء بغداد قرن واحد حتى عرضت للمعتصم فكرة بناء عاصمة جديدة، بعدما ضاقت بغداد بجنده الأتراك الذين أكثر من استخدامهم في الجيش، ولم تسلم العاصمة من مضايقاتهم، حتى أكثر الناس الشكوى من سلوكهم. واختار المعتصم لعاصمته الجديدة مكانا يبعد 130 كم رأسا من شمال بغداد، شرقي نهر دجلة، وشرع في تخطيط عاصمته سنة (221هـ= 836م) وبعث إليها بالمهندسين والبنّاءين وأهل المهن من الحدادين والنجارين وغيرهم، وحمل إليها الأخشاب والرخام وكل ما يحتاج إليه البناء. وعُني الخليفة بتخطيط المدينة وتقسيمها باعتبارها مركزا حضاريا ومعسكرا لجيشه، ففصل الجيش ودواوين الدولة عن السكان، واهتم بفصل فرق الجيش بعضها عن بعض، وامتدت المدينة على ضفة دجلة الغربية نحو 19 كم، وكان تخطيط المدينة رائعا، يتجلى في شق عدة شوارع متوازية على طول النهر، يتصل بعضها ببعض عن طريق دروب عدة، وكان أهم شوارع المدينة بعد شارع "الخليج" الذي على دجلة "الشارع الأعظم"، وكان يمتد في عهد المعتصم 19 كم من الجنوب إلى الشمال بعرض مائة متر تقريبا . وعُنِي المعتصم بزراعة القسم الغربي من دجلة تجاه المدينة، وشجع قادته على المساهمة في الزراعة، وحرص أن تكون عاصمته الجديدة مجمعا للصناعات المعروفة في عهده، واهتم ببناء الأسواق، وجعل كل تجارة منفردة مثلما هو الحال في أسواق بغداد، وجعل شارع الخليج الذي على دجلة رصيفًا ومرسى لسفن التجارة.
وكانت المدينة الجديدة جميلة بقصورها الضخمة ومبانيها الرائعة وشوارعها المتسعة، ومسجدها الجامع وغيره من المساجد، فدعيت بـ"سُرّ مَن رأى"، وزاد إقبال الناس على السكنى بها. وقد اتخذها عاصمة للخلافة بدلا من بغداد ، وبقيت كذلك حتى عهد الخليفة المعتمد(256 - 279 هـ) ،(869 - 892 م) الذي أعاد لبغداد مكانتها يصل عدد سكانها إلى أكثر من مائة ألف نسمة،و قد خربت على يد المغول فسميت ساء من رأى.
وتكشف الآثار الباقية من سامراء عن مدى التقدم العمراني والحضاري الذي كانت عليه الخلافة العباسية في القرن الثالث الهجري.
من آثارها الباقية :
ـ دار الخليفة .
ـ المنارة الملوية.
- قصر العاشق.
- قصر المعشوق.
ضريحا الإمام على الهادي وولده حسين العسكري.
وقد اشتهرت بكثرة البساتين والميادين وشوارعها الفسيحة ، وإليها ينسب كثير من العلماء والسياسيين. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:23 am | |
| عــســقــلان
على الرغم من ان مدينة عسقلان الفلسطينية هي اليوم مدينة لا تعد من المدن التي تطبق شهرتها الآفاق الا أنها كانت ذات يوم يعود لحوالي عام 3500 قبل الميلاد واحدة من كبرى موانىء البحر المتوسط. تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كم شمال مدينة غزة ،تعد مدينة عسقلان من أقدم مدن فلسطين، وقد دلت الحفريات المكتشفة على أنها كانت مأهولة منذ العصر الحجري الحديث في عصور ما قبل التاريخ، لقد عثر على بقايا أكواخ دائرية يتراوح قطرها ما بين متر إلى متر ونصف على شكل أجراس ، كما عثر على أدوات مصنوعة من العظم وأواني حجرية وزينات صدفية وبقايا هياكل حيوانات .
عرفت مدينة عسقلان باسم اشقلون Aseckalon منذ أقدم العصور التاريخية، وقد ظهر اسمها مكتوبا لاول مرة في القرن التاسع عشر في الكتابات الفرعونية، كما ظهرت في رسائل تل العمارنة المصرية التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واستمر حتى العصر الهليني 232 - 64 ق.م . إلى إن تحول إلى اشكلون واستمر حتى الفتح الإسلامي، وورد كذلك في كل المصادر التاريخية . ـ أما لفظ عسقلان فطبقا لما ورد في لسان العرب يعني أعلى الرأس كما جاء فيه إنها بمعنى الأرض الصلبة المائلة إلى البياض . وقد ورد أن اسم عسقلان هو عربي كنعاني الأصل بمعنى المهاجرة .
وقد كانت مدينة عسقلان هيلينية مزدهرة ذائعة الصيت في إقامة عبادات وطقوس دينية، واحتفالات خاصة بالمبارايات المختلفة، ومزارا مباشرا لآلهة أفروديت، وكانت في الفترة المسيحية مقرا لأسقفية (مقبرة الثلاثة الأشقاء المصريين الشهداء) . كان الملك الآشوري بلاصر أول من هاجم عسقلان في حملته على فلسطين سنة 731 ق.م. ولم ينته الحكم الآشوري لعسقلان إلا على يد نبوخذ نصر ( 602 – 562 ق.م .) ـ استولى الإسكندر المقدوني على مدينة عسقلان سنة 332 ق.م . وسرعان ما تنافس عليها ورثته في الحكم فخضعت المدينة تارة للبطالمة وتارة أخرى للسلوقيين .
ـ فتحت عسقلان في عام 633م على يد معاوية بن ابي سفيان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب،وانتقلت عسقلان بعد تقلبات الزمن إلى أيدي الفاطميين، وأصابها قدر من الازدهار في ظل حكمهم وفق رواية المقدسي وناصر خسرو، وأصبح بها دار لسك العملة، واستخدمت قاعدة بحرية فرعية في بعض الأحيان. وقد احتفظ الفاطميون بعسقلان حتى بعد فقدهم سائر سوريا وفلسطين على أيدي السلاجقة، ولكن لم يكن لهم سوى سيطرة صورية على العمال المحليين. وفي عام 492هـ -1099م دخل الجيش المصري المنسحب من بيت المقدس مدينة عسقلان، وفي ردح من الزمن بدا أن عسقلان على وشك أن تنتقل إلى حكم الفرنجة. إلا أن الخلافات الداخلية بين الصليبيين هي التي أنقذتها من براثنهم، وبقيت في أيدي المصريين. وقد ظلت عسقلان على مدى قرن ونصف قرن من الزمان مدينة حدودية، وهدفا عسكريا رئيسيا في الصراع بين الصليبيين، وحكام مصر المسلمين. وظلت تحت سيطرة المصريين في الثلاث والخمسين سنة الأولى بعد قدوم الصليبيين، حيث استخدموها رأس جسر وقاعدة تشن الغارات منها على أراضي الفرنجة. ومنذ العام 1124م بعد سقوط صور بيد الصليبيين بقيت عسقلان معقلاً وحيداً على الساحل وتصدت لهجماتهم المتكررة إلى أن سقطت بيدهم سنة 1153م .
ـ حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م من الصليبيين، ولكنهم عادوا واحتلوها مرة ثانية على يد " ريتشارد قلب الأسد " عام 1192م بعد سقوط عكا بأيديهم .إلا أن صلاح الدين قبل انسحابه من المدينة أمر واليها بهدم المدينة وسورها حتى لا تكون حصناً للفرنجة يقطع الطريق بين مصر والشام . وقد كانت على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي بسبب مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، وقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن .وبعد هذا بدأ نجم عسقلان في الأفول إلى أن دمرت نهائياً سنة 1270 م على يد السلطان الظاهر بيبرس ، لتسلم الدور التاريخي إلى المجدل التي تقع على بعد 6 كم إلى الشمال الشرقي منها.
ـ وفي العصر الحديث أصبحت محطة هامة لخط سكة حديد القنطرة حيفا، كما يمر بها الطريق المعبد الرئيسي الذي يخترق فلسطين من الجنوب إلى الشمال على طول الساحل . . من معالم عسقلان:
في العصور القديمة والعصور الوسطى، كانت الأكناف المحيطة بمدينة عسقلان مشهورة بنبيذها وأشجار الجميز وشجيرات الحناء، وقد أعطت عسقلان اسمها لنوع من البصل يسمى البصل العسقلاني. ويردد مؤلفو العصر الوسيط أثرا هو أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول دائما: "عسقلان عروس الشام"،ولقد تعرضت المجدل عسقلان إلى أعمال التخريب وذلك نتيجة الحروب والمعارك المستمر التي كانت تدور على أراضيها ومن أبرز حوادث التدمير ما قام به القائد صلاح الدين الأيوبي من تدمير للمدينة لدواعي عسكرية واستراتيجية وفقا للمصالح العليا للمسلمين التي رآها ضرورية ورأيي في تخريب عسقلان قضاء من الله لا راد له بقوله " والله لئن افقد أولادي كلهم احب إلى من أن اهدم حجرا واحدا ولكن اذا قضى الله بذلك و عينه لحفظ مصلحة المسلمين طريقاً فكيف أصنع ؟؟ " ثم دمرت في عهد السلطان الظاهر بيبرس ليبزغ نجم مدينة المجدل بعد ذلك . أما معالمها الباقية فلا يوجد سوى مسجد عبد الملك بن مروان وهو بدون مئذنة وبناء عسقلان القديم .
أما أهم المكتشفات الأثرية حسب العصور التاريخية والتي ذكرتها مصادر الحفريات حتى اليوم فهي :
1- العصر الحجري الحديث : أدوات مصنوعة من العظم ، أواني حجرية ، وتأت صدفية ، ودلائل مباشرة على استئناس الإنسان لحيوانات مثل : الثور والماعز والضأن . 2- العصر البرونزي الحديدي : تم إعادة بناء البلدة ، وتم اكتشاف أواني من الالابستر يعود تاريخها إلى الأسرة التاسعة عشر الفرعونية ، وبقايا تمثال من البازلت بكتابات هيروغليفية ، مما يدل على وجود العلاقات مع مصر . كما تم اكتشاف نقش في 1936-1937 م يدل على وجود علاقة بين البلدة وجزيرة قبرص في هذا العصر . 3- العصر الروماني والهيليني : كثرت المكتشفات الأثرية التي تعود إلى هذا العصر وأهمها : - مجلس المدينة ( بوليترون ) على شكل صالة مسرحية شبه دائرية طولها 128 متراً مع صفوف من المقاعد ، وأجنحة النصر تزين جوانبها وساحة مجاورة للمجلس يزينها 24 عموداً رخامياً برؤوس كورنثية . - قبر يتم النزول إليه بثلاث درجات ، عبارة عن غرفة مع عقد دائري مزين بعرائش الكرمة ، على هيئة ميدالية كبيرة ، ويظهر خلال الزينة تمثال نصفي لامرأة ، وكلب يطارد غزالاً . وعرفت في هذا العصر توابيت الرصاص ، واكتشفت بعض المسكوكات التي تعود إليه. - تم اكتشاف سور شبه دائري يشبه سـور مدينة قيساريــة ، كما اكتشفت كنيسـة قبـطية ( لشهداء المصريين ) يعود تاريخيا إلى القرن السابع الميلادي ، وقد قام باكتشافها م. جراين عام 1854 مع حائطين إلى الجنوب الشرقي منها ، وسراديب تنتهي إلى البحر، كما أن هناك العديد من المقامات في المدينة.
وقد ذكر فخر الدين الرازي أن وادي النمل الذي ذكر بالقرآن يقع بجوار عسقلان(( حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون))
أبرز علماء عسقلان:
اضافة إلى أهمية عسقلان التجارية العسكرية وانتعاشها الاقتصادي ، فقد ظهر بين أهلها طوال فترة الحكم الإسلامي علماء اشتهروا بالحديث والفقه والأدب ، وتعود شهرة عسقلان العلمية إلى أبعد من العهد الإسلامي تاريخياً ، فقد ظهر فيها " أكاديمية عسقلان التي أسسها الفيلسوف انطيوخس العسقلاني في مسقط رأسه ، بهدف نشر الأفضل من آراء الفلاسفة الأفلاطونيون والرواقيون ، ولتكون مركزاً للإبداع الفني والأدبي في ضوء الفكر الهيليني الذي دخل قبل فتوحات الإسكندر بقليل ، وساعدت السياسة السلوقية على ازدهاره . وكان شيشرون الخطيب الروماني المعروف من أشهر تلامذة أنطوخيوس .
ومع دخول عسقلان في الإسلام ، ومنذ أواخر القرن الأول الهجري ، نمت الحركة العلمية فيها واتجهت إلى علم الحديث ، وظهر فيها مدرسة من حفاظ الحديث اشتهر منهم :
أبو بكر إبان بن صالح بن عمير القرشي ، الذي ولد سنة 60 هـ – 680 م وتوفي في عهد هشام بن عبد الملك . وعمر بن محمد بن يزيد بن عبد الله بن عمر المتوفي سنة 150 هـ – 768م وداود بن الجراح في أواسط القرن الثالث الهجري . ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني سنة 329 هـ – 922 م ، من رواة الحديث والحفاظ في فلسطين وعاصر الفترة الطولونية ، وكان من أواخر الرجال الذين أعطتهم عسقلان . وأبناء أبي السري العسقلاني : الحسين ومحمد ولدا المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي بالولاء في أواخر القرن الثاني واواسط القرن الثالث الهجري . وأما في العهد الفاطمي ، ومع نهاية القرن الثالث الهجري ، فقد خبت مدرسة الحديث هذه ، لتعطي دوراً لبروز مجموعة من الأدباء والشعراء ، أشهرهم الأديب الشاعر أحمد بن مطرق العسقلاني ، صاحب المصنفات في اللغة والأدب، والفتيان المفضل بن حسن بن خضر العسقلاني ( في عهد الوزير بدر الدين الجمالي ) . والأديب أبو علي حسن بن عبد الصمد بن أبي الشخباء العسقلاني الذي قتل سنة 486 هـ . وكان من كبار موظفي الرسائل ولقب بالمجيد ذي الفضيلتين . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:25 am | |
| أصفهان
تقع أصفهان أو أصبهان بين طهران و شيراز في الجنوب الشرقي من المقاطعة المركزية في وسط إيران تقريبا.وقد كانت يوما ما عاصمة لإيران ولكنها لا تعدو اليوم كونها مقرا إداريا للمقاطعة. وقد حازت المدينة أهمية وصارت من المدن الكبرى في عهد الشاه عباس الكبير الذي اتخذها عاصمة له. وفي القرن السابع عشر أطلق عليها اسم "أصفهان نصف الدنيا ويعود تاريخها إلى نحو خمسمائة عام قبل الميلاد عندما قام الملك سايروس أول ملوك الأكامانيديين بغزو الإيلاميين،وفي عهده نشأت الإمبراطورية الفارسية الأولى .ويعود تاريخها إلى نحو خمسمائة عام قبل الميلاد عندما قام الملك سايروس أول ملوك الأكامانيديين بغزو الإيلاميين،وفي عهده نشأت الإمبراطورية الفارسية الأولى . وحدث في تلك الفترة أن ظهرت الديانة الزرادشتية لأول مرة وخطت المخطوطات المسمارية لتسجيل الأحداث وتنظيم المعاملات بين الناس. وكان اليهود الأوائل الذين تحرروا من الأسر البابلي قد استقروا في أصفهان. وكان آخر ملوك الأكامانيديين الملك داريوس الثاني والذي حارب الإسكندر الأكبر ثم هزمه الأخير في إحدى المعارك واغتاله قواده وكان جبل "كوه إي صوفيه" الذي يحيط بأصفهان من ناحية الجنوب مسرحا لهذه المعركة والتي شاهدها داريوس عند مهبط هذا الجبل.
وفي عام 18هـ / 640 م فتح المسلمون أصفهان. وخلال الفتح الإسلامي شهدت المدينة العديد من المعارك كما شهدت أيضا فترات زاهرة. وقد أعقب ضعف الخلافة في نهاية القرن العاشر الميلادي نشوء سلالات حاكمة محلية داخل إيران من خلال التجمعات الأسرية. فكان غرب إيران يسيطر عليه الديلميون والذين انقسموا بدورهم إلى البويهيين والكاكويين.
ومن الناحية المعمارية، يعد فخر الدولة البويهي أهم الشخصيات الحاكمة حيث أنشأ وزيره الصاحب بن عباد البوابة المؤدية إلى المسجد والتي حل محلها بعد ذلك مسجدي حاكم. كما قام الحاكم الكاكوي علاء الدولة بتوسعة الحصون في أصفهان وأنشأ اثني عشر بوابة مغطاة بالمعد ن لحمايتها من قبائل التركمان الغازية. وقبيل وفاته، أعلن علاء الدولة محمد ولاءه للسلاجقة الذين كانوا في ذلك الوقت قد قاموا باحتلال أغلب الأراضي الواقعة في وسط إيران. ثم كان من ابنه فاراموز أن سلم أصفهان إلى القائد السلجوقي طغرل بك بعد حصار طويل لجأ خلاله سكان المدينة إلى استخدام خشب مسجد جوميه كوقود للتدفئة. وعندما وصل السلاجقة إلى الحكم بعد هزيمة حفيد السلطان محمود الغزنوي الذين كان راعيا للفردوسي. وقد وطد قائدهم طغرل حكمه في نيسابور، ثم توسع في فتوحاته ليضم العراق. ثم اعتلى ابن أخيه ألب أرسلان العرش في عام 455هـ / 1063 م. وعزز السلاجقة دولتهم من خلال التغلب على الرومان وبلاد ما وراء النهر. ثم تم اغتياله خارج برزيم في عام464هـ / 1072 م وتولى بعده ابنه ملكشاه (1072-1092) الحكم بالرغم من أن الوزير نظام الملك كان هو المصرف الفعلي لأمور الدولة وعندما بلغ الوزير سن التسعين، أمرت السلطانة تركان خاتون بتنحيته بسبب مخاوفها من أن يحول دون وصول ابنها إلى العرش، ثم قتله أحد أتباع حسن صباح قائد قبيلة الحشاشين الجبلية. وبعد ذلك بقليل توفي ملكشاه. ثم تلا ذلك فترة من الحروب الأهلية تنازع خلالها أخوه وأبناؤه الأربعة العرش إلى أن حسم الصراع لصالح الابن الثالث ويدعى "سنجار". وقد عانى هذا الأخير فترة من التقلبات ووقع أسيرا للتركمان في الفترة من 547هـ / 1153 م إلى 550هـ / 1156 م حيث حكمت سلطانته الأثيرة الدولة من مدينة خراسان. وقد استطاع سنجار أن يفر من الأسر ليلقى حتفه في سن الثالثة والسبعين. أعقب وفاته أربعون عاما من الحروب الأهلية لقي بعدها طغرل الثالث- الذي استطاع أن يوحد الدولة من جديد- الهزيمة في أحد المعارك عام589هـ / 1193 م على يد حاكم خوارزم، ووقع ابنه أسيرا في قبضة جانكيز خان ومات عام626هـ / 1220 م.وبعد ذلك قسمت المملكة بين عدد من الإقطاعيين حتى كان غزو هولاكو خان حفيد جانكيز خان لبلاد فارس عام 616هـ / 1230 م. وبعد وفاته في شيرفان إثر إصابته بالحمى تجددت الفوضى حتى كان فتح تيمور والذي تسمى خلفاؤه بالتيموريين. وخلال تلك الفترة تولى حكم أصفهان شرف الدين المظفر ثم تلاه ابنه مبرز الدين محمد في عام713هـ / 1314 م.
ويعد العهد الصفوي هو البداية التي أخذت بالمدينة إلى عصرها الذهبي في أواخر القرن السابع عشر الميلادي. وقد أخذت المدينة زخرفها وازينت تحت حكم الحكام الجدد خاصة في عهد الشاه عباس الكبير، وذاع صيتها في أرجاء العالم المتحضر. وقد حكم الملوك الصفويون زهاء قرن ونصف من الزمان وكانت أصفهان طيلة هذا الزمان عاصمة لهم.
من معالم اصفهان:
تميزت أصفهان عبر العصور بكثير من المعالم الحضارية التي قدمتها على عديد من مدن إيران. فقد اهتم حكام أصفهان من البويهين والصفويين بالعمارة وفنونها مما كان لها بالغ الأثر في تطور المدينة.
أولا الجسور: انتشرت بأصفهان العديد من الجسور والقناطر ومن أقدم هذه الجسور :
1-جسر شهرستان: الذي تم بناؤه في القرن الرابع عشر من الميلاد في شرق مدينة أصفهان، ويربط الجسر قرية شهرستان في الجانب الشمالي بالمنطقة الزراعية على الضفة الجنوبية. ويعد بناء هذا الجسر مستمدا من نماذج رومانية، وقد صممت الدعامات الضخمة لحماية العوامات من سيول نهر "زايانديه". وقد وضعت صدادات في الجانب الموازي لاتجاه تدفق المياه للتقليل من ظاهرة الدوامات التي تعمل على تآكل القراميد على الجوانب. وحسب النموذج الروماني، توجد قنوات ثانوية في الدعامات. وتمتد هذه القنوات بامتداد الانحناء في القناطر الرئيسية بحيث تعامل مع أكبر قدر ممكن من المياه. ولتفادي مخاطر الانهيار بسبب اندفاع كميات كبيرة من المياه من العلو إلى الأجزاء الأقل اتساعا، فقد تم شق قنوات أخرى إضافية للتصريف تجري من القنوات الثانوية وتعود إلى القنوات الرئيسية حيث يتوقع أن يكون منسوب الماء أقل لأن عرضها أكثر اتساعا. وقد شهد الجسر حادث اغتيال الخليفة العباسي الرشيد بالله حيث قتل على يد الإسماعيلية سنة 532هـ / 1138 م.
- جسر سي أو سيه بول :الذي يتكون من ثلاثة وثلاثين قوسا وقد أصدر الشاه عباس الأول تكليفا ببنائه لأحد قواده عام 1010هـ / 1602 م. واسم "سي أو سيه بول" مشتق من العبارة الفارسية "سي أو سيه" التي تعني ثلاثة وثلاثين. وقد تم بناء الجسر على عدد من العوامات الهائلة الاتساع. وهناك صالة شهيرة لتقديم الشاي تتوسط هذه العوامات يمكن الوصول إليها من الضفة الجنوبية.
- جسر بول إي خاجو (جسر خاجو) الذي بني فيما بين عامي 1051هـ / 1642 - و 1077هـ / 1667 م. أثناء حكم الشاه عباس الثاني. ويتخذ الجسر اسمه من ضاحية "خاجو" على الضفة الشمالية من نهر "زايانديه" حيث يربط الجسر الضفة الشمالية بالجنوبية. ويستمد الجسر النقوش الموجودة به من جسر "بول سي أو سيه" حيث تم بناؤه من خلال طبقتين، إلا أنه يمتاز بأنه توسع في العديد من ملامح الجسر القديم ونماها. ويبلغ طول هذا الجسر (110) مترا بينما يزيد عرضه قليلا عن (20) مترا في أغلب مساره. وفي الجانب الشرقي من الجسر، توجد مصفاة شاهقة تجمع المياه وترفعه إلى ما يقرب من ارتفاع مترين. وبذلك يتوفر حوض يوفر مياه الري للمناطق الزراعية المحيطة من خلال سلسلة من القنوات. وفي الجانب الغربي، توجد درجات يتدفق الماء فوقها وبين بعضها البعض حيث يتجمع الناس لغسل متعلقاتهم أو لمجرد تبادل أطراف الحديث. ومن خلال الجزء السفلي للجسر الذي يتكون من (20) قنطرة، توجد درجات مؤدية إلى الطابق الثاني الرحب حيث توجد العديد من المحاريب المصممة لتجمع والتقاء المارة. ويميز هذا الجسر التجاويف المزخرفة والدهاليز والقناطر وأعمال القرميد البالغة الروعة و الأقواس التي تحلي المقصورات العليا والأجزاء السفلية الممتدة بين دعامات القناطر وبالأخص الفجوات المركزية. وكان الجسر في الأصل يعرف باسم "جسر اللهفيردي خان" وهو القائد الذي وكل إليه بناؤه. ويعلو الجزء السفلي من الثلاثة وثلاثين قوسا طبقة ثانية مؤلفة من قوس يعلو كل عوامة من العوامات وقوسين فوق كل قوس سفلي ليكون شكل الجسر موافقا لاسمه وليحظى علاوة على ذلك بمظهر إيقاعي. ويطوق الطريق في القمة أسوار عالية لتقي من الرياح وتكون بمثابة حماية للراجلين من الاصطدام بالمركبات المارة على الجسر. ويب
ثانيا القصور: تشتهر أصفهان بالقصور العديدة التي يعود معظمها إلى العصر الصفوي وهي تتباين في تصميماتها وروعتها ومن هذه القصور :
1- قصر علي قابو: الذي يقع غرب ميدان نقشي جاهان وينتمي هذا المبنى إلى العصر الصفوي. كان الغرض من بنائه استقبال السفراء والرسل من الدول الأخرى. ويتكون القصر من ستة طوابق تحوي العديد من الشرف. وتعد الزخارف الجصية واللوحات الموجودة في هذا القصر من الأشياء التي تبعث على الإعجاب والزهو. 2- قصر هاشت بهيشت :تم تشييده في القرن السادس عشر إبان حكم الشاه سليمان الثاني يقع بالقرب من طريق شهار باغ وفي مقابل طريق شيخ باهاي الحالي. وتعد الأسقف المحلاة بالرسوم والمشغولات القرميدية واللوحات الحائطية من الأشياء التي تجعل هذا القصر جديرا بالزيارة.
3-القصر الملكي: الذي يقع في الجنوب الشرقي من الميدان الواقع في وسط أصفهان والذي كان يطلق عليه من قبل "ميداني شاه" ويعني الاسم البوابة الكبيرة. وقد كان الغرض من مدخله الباهر أن يكون رمزا يعكس سلطان ملوك الصفويين الذين حكموا البلاد كما تبين ذلك اللافتات المعلقة بالشرفة وقد ظل هذا الإبهار موجودا حتى الوقت الحاضر عندما تغير اسم الميدان إلى "ميداني إمام". وتمثل الشرفة مكانا نموذجيا يمكن من خلاله مشاهدة مسابقات البولو التي كانت تقام في الميدان. وكانت تلك الشرفة محلاة بأشكال الطلاء على الجص الخارجي في الجزء الخلفي منها والزخارف الشجرية المتطاولة في السقف. أما الأعمدة كتلك القائمة في "شيهل سوتون" فقد كانت مغلفة بالمرايا الزجاجية بحيث تعطي منظر سقف طاف في الهواء، وقد اتخذت الأعمدة من نفس نوع الأشجار الذي اتخذت منه أعمدة "شيهل سوتون". ولم تحظ الطوابق السفلية بنفس ذلك القدر من الروعة والبهاء بل قد اتخذت إيواء للحرس، وقد تم تعزيز الأمن في الغرف العلوية من خلال الدرج الضيق المنحدر والمؤدي إلى الطوابق العلوية والسفلية داخل المبنى. وقد تم تزيين الجزء الداخلي من المبنى بالمناظر الطبيعية والطيور المرسومة بروعة وبعض الأشكال الأخرى. 4- قصر الأربعين عمودا :هذا القصر الصفوي العظيم كان واحدا من بين الثلاثمائة قصر التي بنيت في أصفهان أيام كانت عاصمة لإيران ويعد من أجمل القصور . وقد اكتمل بناؤه في عهد الشاه عباس الثاني رغم أن البداية في تشييده قد ترجع إلى سنة 1006هـ / 1598 م. وقد أخذ القصر اسمه من الأعمدة المنتشرة في الشرفة، فمنها عشرون قد صفت في ثلاث صفوف كل منها يتألف من ستة أعمدة بالإضافة إلى عمودين آخرين على جانبي المدخل. وعندما كانت تنعكس هذه الأعمدة على سطح مياه البركة يصبح عددها وكأنها أربعون عمودا.
ثالثا الميادين:
ـ ميدان شاه موضع شهرة وهو فناء مستطيل الشكل في امتداد لا نهائي يشعر بالعظمة حقا يتوسطه حوض ماء كأنه البحيرة العظيمة، ويطل عليه من وسط أحد جوانبه آلى كابو أو الباب العالي مسكن شاه عباس وهو شاهق أقيم في سبعة طوابق يرتقيها المرء بسلم حلزوني ويرد كلا منها بليات وسراديب عجيبة كان الغرض منه إخفاء طريق الهروب إن دعت الحاجة، والجدران كلها نقوش بالذهب والألوان التي يخالها الواحد مورقة، وفي الطابق الثاني شرفة يسمونها تالار أقيمت من خشب على عمد مزركشة، وفي وسطها حوض ماء أنيق كان يرده الماء في أنابيب أرسلت من جبل شاهق في طرف المدينة.
رابعا الحدائق:
ـ من أشهر حدائق أصفهان تلك التي شيدها الشاه عباس الثاني في قاعة استقبال قصر "الأربعين عمودا". وقد ضمت هذه القاعة حديقة مساحتها 26 فدانا. ولا يزال المبنى قائما حتى الآن تحيطه الأشجار القديمة على مساحة كبيرة من مساحة الحديقة الأصلية. وتطل الشرفة الكبيرة من القصر على بركة عظيمة تعكس على صفحة مياهها العديد من الأعمدة. ويحوي الجزء العلوي من قاعة الزوار الكبيرة عددا كبيرا من اللوحات منها ما يعرض مناظر للشاه عباس في بعض الولائم والشاه إسماعيل والشاه طهماسب عند استقبالهما لهمايون ملك الهند. وعلى جدران الحجرات الأخرى توجد منمنمات ولوحات وأعمال أخرى أبدعتها أيدي الفنانين البارعين في هذا العصر.
خامسا المساجد:
من أبرز ما يميز أصفهان المساجد الكثيرة التي تنتشر في أرجائها وتمثل نموذجا لفترات حكم مختلفة رمت بها الدولة الإيرانيةومن أقدم هذه المساجد: 1- المسجد الجامع: الذي أنشأه الفاتحون المسلمون عام 23هـ / 644 م في معبد للنار المجوسية عندما دخلوا البلاد، وكان أول أمره مسجدا صغيرا، ثم هدم وبني مرارا حتى جاء السلاجقة فأعادوا بناءه على الصورة التي بقي عليها إلى اليوم. ولم يبق من المسجد الجامع في أصفهان إلا جدرانه، أما القاشاني والقباب والمآذن التي تزين المسجد فتعود إلى العصور التالية. والمسجد مبني من الحجر والآجر، وينقسم بيت الصلاة إلى أربعة أواوين. والمبنى الحالي يرجع إلى عصر السلطان ملكشاه (464هـ / 1072 - 484 / 1092 م) وهو الذي أقام قبته البديعة عام 470هـ / 1080 م، وقد أضاف إليه السلطان "أولجايتو محمد خدابنده" قسما كبيرا بين سنتي 702هـ / 1303 - 715 / 1316 م، وعهد إلى وزيره محمد صافي بإنشاء محراب يعتبر من أجمل المحاريب الإيرانية وهو مزين بالخزف والقاشاني.
2- مسجد إمام :الذي شيد إبان حكم الشاه عباس والذي يعد الفن المعماري والقرميد المستخدم في هذا المسجد آية في الروعة والجمال. وترتفع مآذن المسجد نحو 48 مترا. وفي الجانب الشرقي يقع مسجد الشيخ لطف الله ذو القبة المنخفضة.
3- مسجد الشاه عباس: و يعد من الآثار الإسلامية الرائعة بمدينة أصفهان وهو يشرف على ميدان شاه عباس من الناحية الجنوبية والذي شيده المهندس علي الأصفهاني، ويعد من أفخم المساجد التي بنيت في العصر الصفوي، فكان يمثل التكامل الفني المعماري الإسلامي فجدرانه الداخلية والخارجية مكسوة بأجمل القاشاني الملون ذي الرسوم الزخرفية البديعة المنظومة، وعلى جانبي المدخل منارتان رشيقتان بارتفاع ثلاثة وثلاثين مترا تقريبا على حين ارتفاع عقد المدخل بلونه الأزرق اللازوردي وزخارفه التي لا تضارع حوالي سبعة وعشرين مترا. وإن كانت خطوط الستار القائم الزوايا المستقيم الأضلاع تباين كروية القبة من ورائه كما ترتفع بينهما المنارتان النحليتان الشاهقتان رأسيا في اتجاه قائم بذاته. وتقوم قبته الزرقاء السامقة على قاعدة دائرية تكثر فيها النقوش والكتابات، ويقوم بيت الصلاة في المسجد على نظام الإيوانات لا الأ روقة، والإيوان الأوسط هو إيوان القبلة والمحراب، وصحن المسجد تطل عليه البوائك من كل جهة، وجهة بيت الصلاة مكسوة بالقاشاني.
4- جامع شاه سلطان حسين المعروف باسم "نادر شاه" :وهو مسجد ومدرسة من أجمل ما بناه المعماريون الإيرانيون عام 1008هـ / 1600 م. فبيت الصلاة أشبه بقاعة كبرى تقوم فوق معظم سقفها قبة ضخمة هي من أجمل قباب المسجد، وتحيط بالصحن المستطيل مجنبات على شكل إيوانات ذات طبقتين، ومنظر البوائك المشرفة على الصحن آية في الجمال، وتتصل بإيوانات المجنبات أفنية صغيرة مربعة ومستطيلة في جوانبها غرف للسكن وخلوات للصلاة.
5- مسجد بارسيان: في بارسيان التي تقع على مسافة 42 كيلومترا شمال شرقي أصفهان، يوجد مجمع يحتوي على مئذنة قديمة ومسجد سلجوقي وما يبدو أنه أحد النزل التي بناها الشاه عباس الأول من أجل تشجيع التجارة الداخلية. وغالبا ما كانت تلحق هذه الأبنية بالمساجد. ويحتوي على نموذج رائع للبناء القرميدي في قمة واجهة المسجد والتي يسهل رؤيتها بوضوح كما أن البناء القرميدي في المئذنة يتميز بنفس الروعة على الرغم من أنه يتطلب منظارا مكبرا أو عدسة مكبرة. كذلك يوجد محراب في حجرة الصلاة يحوي نوعا فريدا من النحت. ولا يزال المسجد تمارس فيه شعائر الدين. وقد كانت المئذنة قد بنيت مستقلة ويرجع تاريخ بنائها إلى عام 490هـ / 1097 م. في عصر برك ياروك ابن ملك شاه، ويبلغ ارتفاع المئذنة 34 مترا وبها رسم قوي يتميز بالبساطة من أشغال القرميد. وقد كانت المواضع المضغوطة في أشكال متداخلة والمنتظمة في شكل أعمدة على الروافد الخشبية محشوة بالجبس. وتم ضم المسجد بعد أربعين سنة في عام 528هـ / 1134 م وبذلك صار الموقع أقرب في الشبه بالمصلى مع المئذنة من النموذج ذي الدواوين الأربعة الذي أصبح مبدأ من مبادئ العمارة الفارسية.
6- مسجد داشتي :يمكن رؤية هذا المسجد الصغير والوصول إليه من الطريق الذي يربط أصفهان بزيار، حيث يقع المسجد والذي يسمى بنفس اسم القرية. ولعل تاريخ هذا المسجد يرجع إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي. وتعد البساطة الشديدة في بناء المسجد من العوامل التي تساعد على تتبع عمليات التشييد في الحجرة، بينما يساعد صغر حجمه وسهولة الوصول إليه الزوار على دراسة الأسلوب الذي تم به وضع القراميد المصقولة الزخرفية في البناء المحيط.
7- مسجد جوميه (مسجد الجمعة) :ويعد مسجد الجمعة تعبيرا حيويا عن أربعمائة عام من العمارة الفارسية التي تظهر جليا في المساحة الصغيرة التي يشغلها المسجد. ولذلك فهو يجمع العديد من الموضوعات والأفكار الزخرفية التي أفردت في العديد من الآثار الأخرى في أنحاء المدينة. ولعل قضاء يوم أو يومين في هذا المسجد يغني عن مشاهدة أغلب العمارة الباقية في المدينة. وقد تم وضع الأساس للرواق الجنوبي إبان حكم السلاجقة في بداية القرن الثاني عشر الميلادي بأمر نظام الملك، وقد أعاد أوزون حسن بيك أقويونلو بناء السطح في عامي 879هـ / 1475 - 880 هـ / 1476 م، كما تم إضافة المئذنتين في نفس الوقت. وترجع الوطائد الرخامية والقرميد الفسيفسائي في داخل الإيوان إلى عصر أوزون حسن. وقد تم إدخال العديد من التعديلات في عهد الشاه طهماسب. وفي الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد يوجد مكان يعرف باسم "صفة عُمَر" نسبة إلى عمر بن عبد العزيز الذي كان حاكما لأصفهان. لكن الغرض من إنشائه غير واضح على الإطلاق. ويشمل المسجد حجرة للصلاة وما يشبه مدرسة أو كلية دينية. ويبلغ الفناء الذي التقطت منه هذه الصورة حوالي (25) مترا عرضا و(56) مترا طولا. ويبدو أن تشييد هذا الجزء من المسجد قد تم في الفترة الجزء الثاني من القرن الرابع عشر، ويوجد به العديد من الأمثلة الرائعة للفسيفساء الخزفي تتضمن زوجين من النقوش البارعة على القنطرة التي تعلو المدخل المؤدي إلى حجرة الصلاة. وقد أعاد الشاه سلطان حسين في القرن الثامن عشر بناء الإيوان الغربي حيث غطى البناء القرميدي الأصلي الخالي من الزخارف بعدد هائل من النقوش القرميدية والزخارف. أما المحراب فقد تم استثناؤه من هذه المعالجة لأن طبيعة وضعه لا تسمح بالانعكاس. وبدلا من ذلك، قام المهندس المعماري بوضع لوحة من أعمال القرميد تتضمن أجزاء من أعمال القرميد المرفوع والتي يعكس تصميمها الشكل التقليدي الذي تنتمي إليه. وقد اشتق هذا الشكل التقليدي من اسم الجلالة "الله" المكتوب بالخط الكوفي ويتمثل في أربعة خطوط رأسية ومربع. وتم إدخال التقويس المشبك في الإيوان الشرقي الذي ينتمي إلى القرن الثاني عشر الميلادي على يد الشاه سليمان سنة 1180هـ / 1689 م. وقد أدى الوضع المستقل الخاص بمسجد الجمعة وحالته الثابتة إلى جعله يمتاز بأهمية سياسية والتأكد من أن كل أسرة حاكمة قد أسهمت في تحسينه وتزيينه. وتعد بركة التحكم الفوارة مثالا رائعا على نموذج التشييد المسمى "تشهار تاك" والذي يتوسط المسجد. وتعكس أقواسها الأربعة المحلاة بالمنمنمات الإيوانات الأربعة المحيطة بها، والتي تنعكس بدورها على صفحة الماء كما لو كان البناء كله قد شيد للتحكم في عكس الطاقة المتولدة حوله.
سادسا الأسواق:
ـ من معالم أصفهان سوق قيسارية الكبير أعاد الشاه عباس بناء أصفهان، وكان اهتمامه منصبا على التجارة والأمن معا. وقد كان السوق القديم موجودا في المنطقة التي يوجد بها مسجد جوميه. وكان الشاه يريد أن تكون الحياة التجارية للمدينة على مقربة من مقر الحكومة فقام بتوسعة السوق القديم ببناء منطقة تجارية أكثر اتساعا إلى الشمال من الميدان الرئيسي الخاص به. ويطلق على مدخل السوق الذي تم بناؤه في عام 1028هـ / 1619 م. اسم "قيسارية". وتحتوي المساحات الموجودة بين طرفي القناطر على أشكال تشبه "سنتور" (شكل خرافي يمثل رأس وذراعي وجذع إنسان وبقية الجسد حصان) الذي ينظر إلى الخلف ويرمى بالسهام. ويعزى إلى العرف المنسوب إلى مدينة بارثيا القديمة والذي تمثل في الالتفاف على السرج حال التظاهر بالانسحاب وإمطار العدو بوابل من السهام. غير أن هذا الشكل يعزى أيضا إلى التأثير الذي كان يظن حدوثه من قبل برج الرامي على المدينة.
المكانة العلمية لمدينة أصفهان:
لعبت أصفهان دورا مهما في تاريخ الفكر العربي والإسلامي منذ أن فتحت في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- عام (19 أو 23هـ / 640 -644م)، فقد كانت مركزا من مراكز الحركة العلمية والأدبية في العالم الإسلامي، ولا سيما حينما كانت تحت حكم آل بويه (321هـ / 933 م-447 / 1055 م) الذين نشطوا الحركة الفكرية في البلاد التي حكموها، وشجعوا العلماء والأدب اء والفلاسفة، حتى لقد نبغ في عهدهم من يعد بحق فخر الدولة الإسلامية في العصور المختلفة. المدارس: تعد المدارس هي النواة الأولى للحركة الفكرية التي شهدتها البلاد خلال الحكم البويهي، ويأتي في مقدمة هذه المدارس مدرسة "جهار باغ" الدينية فوقها قبة زرقاء بديعة تمتد حولها الألونة في طابقين لإيواء (160) من طلاب العلم، وفيها يتخرج المولاة، وواجهة أحد المداخل آية فنية في نقوشها وزخرفها الفارسي البديع، وقد أقامها الشاه حسين عام 1173هـ / 1760 م.
وهناك مدرسة "شهر ياق" وهي في نفس الوقت مسجد، وهي مدرسة سلطانية أنشأها الشاه حسين الصفوي عام 1134هـ /1722 م ، وبها قبة ومئذنة تعتبران من أروع ما خلفه المسلمون من أعمال تلبيس المنشأت بالقاشاني والخزف المزين بالزخارف والكتابات. العلماء: نبغ في أصفهان خلق لا يحصون من العلماء في كل علم وفن، ولا سيما الحفاظ ورجال الحديث. ولقد كانت أصفهان درة في تاريخ فارس، ومركزا حضاريا حين انطوت تحت راية الإسلام. وممن لمعوا في سماء أصفهان من أئمة الحديث أبو محمد عبد الله بن حيان الأصفهاني، وجمال الدين الجواد الأصفهاني الوزير، وعماد الدين الكاتب الأصفهاني. ومن المفسرين محمد بن بحر الأصفهاني. ومن المؤرخين ابن حمزة بن الحسين الأصفهاني، والحسن بن عبد الله الأصفهاني. ومن الأدباء واللغويين أبو الفرج الأصفهاني، ومحمد بن داود الأصفهاني. ومن الفلكيين صدر الدين الخجندي . ووحه عمر بن الخطاب عبد الله بن بديل بن ورقاء الخز اعي إلى أصبهان سنة ثلاث وعشرين ويقال بل كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري يأمره بتوجيه جيش إلى أصبهان فوجهه ففتح عبد الله بن بديل جى صلحًا بعد قتال على أن يؤدي أهلها الخراج والجزية. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:26 am | |
| سمرقند
تقع سمرقند في بلاد ما وراء النهر وتعد من أقدم مدن العالم، وهي اليوم ثاني مدن جمهورية أوزبكستان في الاتحاد السوفيتي سابقا، وقد كانت عاصمة بلاد ما وراء النهر لمدة خمسة قرون منذ عهد السامانيين إلى عهد التيموريين. وقد أطلق عليها الرحالة العرب اسم "الياقوتة" الراقدة على ضفاف نهر زرافشان. وهي المنافسة التاريخية لبخارى ، وهي العاصمة الرائدة التي أعدها تيمورلنك لتحتل الصدارة في عهده.
ولقد كانت سمرقند وبخارى أهم حاضرتين فيما وراء النهر (الصغد وما وراء النهر) وتقوم سمرقند على الضفة الجنوبية لنهر الصغد (وادي الصغد، زرافشان) في موقع عرف بأنه جنة بحق. وقد تعرضت سمرقند عبر تاريخها لويلات وكوارث عديدة كان أهمها :
- تدمير الإسكندر لها عام 329 قبل الميلاد، وكانت تعرف وقتذاك باسم "مرقندا".
- والمرة الثانية التي تعرضت فيها للتدمير كانت في عهد جنكيزخان عام 617هـ / 1220 م.
-أما التدمير الثالث فكان على أيدي الأوزبك حوالي منتصف القرن التاسع الهجري / القرن الخامس عشر الميلادي. وكانت قبائل الأوزبك حتى هذه الفترة لم تعتنق الإسلام.
وقد احتل الإسكندر مدينة سمرقند عدة مرات إبان قتاله مع السبتاميين وسواها بالأرض هذا ما جاء في إحدى الروايات في حين تذكر بعض الروايات أن الإسكندر هو منشئ هذه المدينة. وكانت سمرقند في عهد القواد الذين تنازعوا ملك الإسكندر بعد تقسيم عام 323 قبل الميلاد تابعة لولاية بلخ بصفتها قصبة الصغد، وقد وقعت في أيدي السلوقيين هي وبلخ عندما أعلن ديودوتس استقلاله، وتأسست المملكة الإغريقية البلخية في عهد أنطيوخس الثاني ثيوس، ومن ثم أصبحت معرضة لهجمات برابرة الشمال.
وغدت سمرقند من ذ لك الوقت حتى الفتح الإسلامي منفصلة عن إيران من الناحيتين التاريخية والاقتصادية وإن ظل التبادل الثقافي بينها وبين البلاد الغربية متصلا. وكانت فتوحات المسلمين لمناطق وراء نهر جيحون قد بدأت منذ عام 46هـ / 667 م، ولم يبدأ المسلمون توغلهم فيما وراء النهر توغلا منتظما إلا بعد أن عين قتيبة بن مسلم واليا على خراسان حيث وجد طرخون حاكما على مدينة سمرقند.
وفي عام 91هـ / 709 م تصالح طرخون مع قتيبة على أن يؤدي الجزية للمسلمين ويقدم لهم الرهائن غير أن ذلك أغضب رعاياه فخلعوه، وحل محله إخشيذ غورك، واسمه بالصينية أو -لي- كيا، ولكن قتيبة أجبر إخشيد على التسليم في عام 93هـ / 712 م بعد أن حاصر المدينة وقتا طويلا. وقد سمح له بالبقاء على العرش، ولكن أقيم في المدينة وال مسلم ومعه حامية قوية. وغدت سمرقند هي وبخارى قاعدة للفتوح الإسلامية الأخرى ونشر الإسلام في البلاد، وهو أمر كانت تزعزعه في كثير من الأحيان الفتن التي تثيرها مماحكات الولاة التي أشاعت القلاقل فيما وراء النهر في العقود الأخيرة من عهد الأمويين. وفي عام 204هـ / 819 م تولى أبناء أسد بن سامان سمرقند بأمر من الخليفة المأمون العباسي ، وظلت منذ ذلك الحين دون أن تتأثر بفتن الطاهرية والصفارية في أيدي بيت سامان إلى أن قضى إسماعيل بن أحمد على سلطان الصفارية عام 287هـ / 900 م، وأسس الدولة السامانية فأتاح بذلك لما وراء النهر قرنا من الرخاء والازدهار لم تر له مثيلا إلا بعد ذلك بخمسمائة سنة أيام تيمور وخلفائه المباشرين. وقد ظلت سمرقند محتفظة لنفسها بالمكانة الأولى بصفتها مركز التجارة والثقافة وخاصة في أنظار العالم الإسلامي حتى بعد أن انتقلت القصبة إلى بخارى.
وقد حكم القراخانية سمرقند بعد سقوط الدولة السامانية (الإلكخانية)، ففي عام 495هـ / 1102 م كان أرسلان خان محمد القراخاني صاحب السلطة على سلجوق سنجر وظلت سلالته قابضة على السلطة إلى أن أصبح القرة خطاي أصحاب الكلمة فيما وراء النهر بعد أربعين سنة، عندما انتصر القرة خطاي انتصارا كبيرا على سنجر في قطوان عام 536هـ / 1141 م. وفي عام 606هـ / 1209 م هزم خوارزمشاه محمد بن تكش الكورخانية وحاصر جنكيزخان خصم خوارزمشاه المخيف، سمرقند بضعة أشهر بعد أن عبر نهر سيحون في طريقه من بخارى التي دمرها تدميرا تاما. ومن حسن حظ هذه المدينة أنها سلمت في ربيع الأول عام 617هـ / مايو 1220م. وسمح لعدد من أهلها بالبقاء فيها تحت حكم وال مغولي وإن كانت قد نهبت وطرد الكثير من سكانها.
وكانت سمرقند في المائة والخمسين سنة التالية صورة باهتة لما كانت عليه من عز ومكانة. وبدأت المدينة تنتعش عندما أصبح تيمور لنك حوالي عام 771هـ / 1369 م صاحب الكلمة العليا فيما وراء النهر. واختار سمرقند قصبة لدولته الآخذة في النمو باستمرار، وراح يزينها بكل آيات الروعة والفخامة. وقد جمل أولغ بك حفيد تيمور هذه المدينة بقصره المسمى "جهل ستون" كما شيد بها مرصده المشهور.
وقد استولى تيمور لنك على سمرقند لأول مرة عام 906هـ / 1497 م. واحتفظ بها بضعة أشهر، وفي عام 909هـ / 1500 م. استولى عليها منافسه تيمور أوزبك خان شيباني، وبعد وفاة أوزبك تحالف بابر مع إسماعيل شاه الصفوي فأفلح في الظفر مرة أخرى بفتح ما وراء النهر واحتلال سمرقند، ولكنه اضطر في العام التالي إلى الانسحاب انسحابا تاما إلى مملكته الهندية تاركا الميدان للأوزبكيين ولم تكن سمرقند في عهد الأوزبكيين إلا قصبة بالاسم دون الفعل، ذلك أنها قد تخلفت كثيرا عن بخارى. وقد تقدم الإسلام من هذه البلاد إلى الصين والهند وروسيا ذاتها، حتى إن الأراضي الروسية ظلت خاضعة للسيطرة التترية الإسلامية لمدة ثلاثة قرون، بل كان دوق موسكو يدفع الجزية سنويا لأمير بخارى. ولكن قياصرة روسيا سرعان ما استردوا هذه المناطق الإسلامية وسقط أول حصن إسلامي وهو حصن آق مسجد في بلاد ما وراء النهر بيد الروس عام 1268هـ / 1852 م.
وفي منتصف القرن السادس عشر وبينما كانت الدولة العثمانية تهدد وسط أوروبا وتزحف إلى إفريقيا وآسيا، كانت روسيا القيصيرية تهاجم المناطق الإسلامية حتى سقطت قازان في منطقة الفولغا، وبعدها دولة خانات ستراخان ثم مملكة سيبير المسلمة في سيبيريا، ثم اتجهت الجيوش الروسية إلى الجنوب إلى تركستان في القرن التاسع عشر. وتساقطت الخانات فيما وراء النهر الواحدة تلو الأخرى، حتى زحف ثمانية آلاف من جيوش الروس نحو سمرقند وعبروا نهر زارافشان في 13 أيار / مايو عام 1868م / 1285 هـ وسيطروا عليها في اليوم التالي، ودخل القائد كاوفمان العاصمة التيمورية القدي مة، وكانت في ذلك الوقت في أيدي مظفر الدين أمير بخارى. وحين قام النظام الشيوعي عام 1342هـ / 1923 م في روسيا صارت سمرقند ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق حتى انهياره عام 1412هـ / 1991 م فصارت إحدى مدن جمهورية أوزبكستان المستقلة.
من معالم مدينة سمرقند:
اولا الأسوار: كان يحيط بمدينة سمرقند سورا عظيما يفتح منه أربعة أبواب رئيسية:
1- باب الصين :وهو في شرق المدينة، وقد أقيم تخليدا لذكر الصلات القديمة مع الصين الناجمة من تجارة الحرير،
2- باب بخارى:وهو في شمال المدينة،وقد وجدت كتابة بالعربية اليمينة الحميرية عند باب بخارى هذا نصها: "بين المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ وبين بغداد وبين أفريقية ألف فرسخ، وبين سجستان وبين البحر مائتا فرسخ، ومن سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخا".
3- باب النوبهار:ويقع في جهة الغرب ويشير هذا الاسم إلى معبد قد يكون بوذيا.
4- الباب الكبير أو باب كش: ويقع في الناحية الجنوبية و يرتبط باسم بلدة كش موطن تيمور الأص لي.
ثانيا المساجد:
من أهم معالم سمرقند الأثرية التي تشهد على تاريخ المسلمين في سمرقند المساجد الكثيرة التي حول بعضها إلى متحف لتاريخ الفن والحضارة في أوزبكستان ومن هذه المساجد :
-المسجد الجامع: الذي شيد في أواخر القرن الرابع عشر في شرق ميدان ريكستان، ويطلق عليه اسم مسجد بي بي خانم زوجة تيمورلنك الكبرى. ويذكر بأن تيمورلنك هو الذي وضع أسس المسجد في أعقاب حملته الناجحة على الهند. وفي الجانبين الشمالي والجنوبي من المسجد يقوم مسجدان صغيران لكل منهما قبة تواجه الأخرى.
ولقد اقترن بناء المساجد في سمرقند بالأضرحة فهي تمثل سمة مميزة للمدينة، إلا أن أبرز ما فيها هو الناحية الجمالية التي تتمثل في القباب المزخرفة وهي نموذجا فريدا من الفن الإسلامي المشرقي.
ثالثا منشآت شاه زنده: وهي تتضمن الكثير من المؤسسات والآثار الإسلامية منها:
1-ضريح قثم بن العباس بن عبد المطلب ابن عم النبي محمد صل الله عليه وسلم ، الذي قيل بأنه استشهد في فتح سمرقند عام 57 هجرية. وأقيم له ضريح على غاية من الروعة والجمال، غير أن تاريخ البناء الموجود حاليا يعود لعام 753 هجرية، وهو قد يكون تاريخ تجديد الضريح، ويضم الضريح ثلاث قاعات ومسجد وغرفة للعبادة والاعتكاف. ولقد تحول شاه زنده بعد ذلك إلى مجموعة من الأضرحة والمنشآت الدينية. وكان ذلك كفيلا بأن يوفر للأضرحة المقامة حول ضريح قثم وللمساجد أسبابا عديدة للعناية بها والإنفاق الكثير عليها، جعلت منها قطعا فنية رائعة، واجتمعت لأج لها قدرات أمهر الفنانين والبنائين في عهد تيمورلنك وبعده، حتى أصبحت مجموعة "شاه زداه" من أهم التراث المعماري الفريد في آسيا.
2-ومن المنشآت المميزة في منطقة " شاه زنده " مجموعة كاملة من المباني أنشئت بأمر من الأميرة " ترمان آقا " زوجة تيمورلنك، وتضم مسجدا (خانقاه) وضريح "ترمان آقا" الذي لا يقل روعة وجمالا عن أي ضريح آخر في " شاه زنده " بل ويزيد عليها جميعا ببوابة مكسوة بالفسيفساء ليس كمثلها بوابة أخرى. كما تضم هذه المجموعة حجرة متوسطة للخدمة.
رابعا الاضرحة :
1- ضريح الإمام البخاري الواقع في ضاحية سمرقند عند مشارف قرية باي أريق حيث دفن هناك بعد وفاته في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي عن اثنين وستين سنة، وذلك بعد هجرته من بخارى، ودفن إلى جواره عدد من علماء بخارى... وقد أقيم بالقرب من ضريحه قبل سنوات قليلة مسجد حديث في أواخر السبعينات من هذا القرن.
2- قبر تيمورلنك، حيث يتميز بقبته الباهرة التي تعلو الضريح. وهي قبة فيروزية مضلعة ومكسوة بكم هائل من زخارف الفسيفساء. ويسمى هذا الضريح باسم كور أمير أو مدفن خلفاء الأمير تيمور. وكور أمير يطلق أيضا على مجموعة من المباني المرتبطة باسم حفيد تيمور المعروف باسم محمد سلطان وتضم هذه المجموعة مدرسة خانقاه، والضريح الملحق بالمسجد، ومبان عديدة تطل على مئذنة من كل ركن فيها. كما يتميز البناء بوجود حجر المرمر الرمادي السداسي الشكل وهو حجر العرش الذي لا يزال يطلق عليه الاسم التقليدي له "كوك طاش".
3- ضريح " طوغلوتكين " إحدى الأميرات المغوليات. وإلى جواره ضريح آخر عرف باسم " أمير زاده ". وبجانبه مصلى صغير اسمه "زيارة خانه" غطيت جدرانه بنقوش كثيفة تلمع رغم الظلام النسبي الذي يسود المكان. وهناك ضريح هام بمثابة تحفة معمارية وفنية هو ضريح الأميرة شيوين بيكه آقا شقيقة تيمورلنك. كما يوجد ضريح آخر لشقيقة أخرى لتيمورلنك هي الأميرة تركان آقا.
4- توجد أيضا مجموعة من الأضرحة تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي عندما اختار تيمورلنك سمرقند عاصمة له.
خامسا الأسواق:
اشتهرت سمرقند عبر التاريخ بالعديد من المنتجات الوطنية مثل المنسوجات والسجاد، إلا أن أشهر ما عرفت به سمرقند هو ((الورق السمرقندي)) وقد نقلت سر صناعته عن الصين. ولهذا الورق شهرة خاصة تميزت بها سمرقند عبر التاريخ. ولقد بدأت هذه الشهرة عندما قام أهل إقليم بخارى بثورة في عهد أبي مسلم الخراساني فبعث بحملة قوامها عشرة آلاف رجل بقيادة زياد بن صالح حيث قضى على الثورة في مدينة بخارى واستمر في زحفه إلى أن أخضع أيضا ثورة سمرقند التي كان الصينيون يساندون الثوار فيها ضد العرب المسلمين وقد وقع الكثير من الصينيين في الأسر وخيروا بين الرق أي العبودية وبين الحرية إذا علموا المسلمين حرفة فآثروا العتق وعلموا المسلمين من بين ما علموهم صناعة الورق ومع مضي الزمان تقدمت هذه الصناعة باستخدام الكتان والقطن في صناعة الورق الأبيض الناعم الجميل الذي وجد سوقا رائجة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وبخاصة في عاصمة الدولة العباسية بغداد فالورق صفحة من صفحات الفخر للإسلام والمسلمين فالورق كان معروفا في جنوب شرق آسيا إلا أن العالم لم يعرفه سوى بعد أن تعلمه المسلمون وانتقل من بلادهم إلى العالم كله. وقد أنشئ أول مصنع للورق في بغداد حاضرة الخلافة العباسية بعد نصف قرن من إقامة مصانع الورق في سمرقند. وقد ازدهرت هذه الصناعة في سمرقند أيما ازدهار ثم بدأ الصراع بين الورق المصري الذي كان يطلق عليه القراطيس أو القباطية وبين ورق سمرقند الذي كان يطلق عليه الكاغد أو الرقوق الرومية. ولكن الكاغد السمرقندي تفوق على كل هذه الأنواع ولاقى رواجا عظيما حتى عطلت قراطيس مصر والجلود التي كان الأوائل يكتبون عليها.
المكانة العلمية :
تميزت سمرقند على مر العصور بالعديد من المدارس التي تدل على مدى اهتمام أهلها بالعلم كما تدلنا على الحالة العلمية التي كانت عليها هذه المدينة.
المدارس: من أهم مدارس سمرقند التاريخية في قلب ميدان ريكستان ثلاث مدارس هي:
1-مدرسة أولغ بك: ذات واجهة مهيبة وعالية، وتنتصب حول بوابتها مئذنتان عاليتان ، وتظهر قبة في ركن جانبي، والكل حافل بالنقوش ال بديعة. وكانت المدرسة تضم ( 50 ) غرفة للدراسة والإعاشة ويدرس بها حوالي مائة طالب ثم ازداد العدد إلى أكثر من ذلك وكان المبنى يشتمل على طابقين وأربع قباب عالية فوق قاعات الدراسة الركنية (درس خانه). وكان أولغ بك قد تولى بنفسه التدريس في هذه المدرسة.
2- مدرسة شيرا دار: كانت في الأساس زاوية للصوفيين ومسجدا لهم ثم أقام حاكم سمرقند في المكان ذاته هذه المدرسة العظيمة الموجهة لمدرسة أولغ بك. ولكن الناظر إلى واجهتها لا يظنها مدرسة نظرا للفخامة والعظمة والروعة المعمارية التي تتميز بها لا سيما بابها وقببها والمنارتان اللتان انتصبتا بشموخ على مداخلها.
3- مدرسة طلا كاري فيعود تاريخها إلى عام 1056هـ / 1646 م. وهي المدرسة الذهبية الفخمة التي تمثل المضلع الثالث في ميدان ريكستان، ويلاصقها المسجد. وهي تتميز بفن معماري جذاب وبثروة في الألوان والزخارف. وقد توقفت هذه المدارس الدينية والعلمية عن رسالتها الإسلامية بعد أن تحولت منذ عام 1336هـ / 1918 م إلى مبان أثرية سياحية وذلك بعد الاجتياح الروسي الشيوعي والذي كان يريد أن يمحو كل ما هو ذو صلة بالدين محاولة منه في سلخ أهل هذه البلاد عن هويتهم الإسلامية.
العلماء: ينتسب إلى سمرقند جماعة من أهل العلم نذكر منهم:
- الفقيه أبا منصور الماتريدي: وهو نسبة إلى حي ما تريد أو ما تريب أحد أحياء سمرقند وكان له أثر حاسم في تطور الفقه السني بالمشرق.
- الفقية محمد بن عدي بن الفضل أبو صالح السمرقندي، نزيل مصر سمع بدمشق أبا الحسن الميداني، وجماعة غيره، وروى عنه أبو الربيع سليمان بن داود ابن أبي حفص الجبلي، وجماعة غيره.
-الفقية أحمد بن عمر أبو بكر السمرقندي، سكن بدمشق وقرأ القرآن وأقرأه، وكان يكتب المصاحف من حفظه.
ومن أعلام سمرقند:
-صاحب التفسير المعروف بتفسير العياشي، وهو محمد بن مسعود السمرقندي، وكان من المحدثين والأطباء والنجوميين، ومن أعلامها أيضا علاء الدين السمرقندي. ومنهم نجيب الدين السمرقندي، وكان طبيبا معاصرا لفخر الدين الرازي، وقتل بهراة لما دخلها التتار. ومنهم شمس الدين السمرقندي العالم والمنطقي والفلكي والأديب.
-ومن علمائها المتأخرين أبو القاسم الليثي السمرقندي. وكذلك الفلكي المشهور قاضي زاده الرومي أستاذ أولغ بك الذي كان أحد أبرز الفلكيين في العالم خلال العصور الوسطى. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:27 am | |
| الـخـلـيـل
تقع الخليل على بُعد36كم للجنوب من القدس، على هضبة ترتفع 940م عن سطح البحر. يربطها طريق رئيسي بمدينتي بيت لحم والقدس، وتقع على الطريق الذي يمر بأواسط فلسطين رابطة الشام بمصر مروراً بسيناء. وقد بنيت الخليل على سفحي جبلي الرميدة وجبل الرأس على ارتفاع 927 م، وفي الوادي بين الجبلين الذي يختلف اسمه على طول مجراه، حيث يعرف بوادي التفاح، وهو يخترق وسط الخليل. تعتبر من أقدم مدن العالم وتاريخها يعود إلى 5500 عام، نزلها سيدنا إبراهيم عليه السلام والذى قدم إليها فى حوالى سنة (1700) قبل الميلاد. بناها العرب الكنعانيون وأطلقوا عليها اسم (قرية أربع) نسبة إلى بانيها (أربع)وهو أبو عَناق أعظم العناقيين،وكانوا يوصفون بالجبابرة،ولما جاء يوشع بن نون غير اسم قرية اربع الى حيرون نسبة إلى أحد أولاد كالب بن يفنة ، ثم سميت الخليل نسبة الى((خليل الرحمن))إبراهيم -عليه السلام-ففي أوائل القرن التاسع عشر قبل الميلاد سكن إبراهيم عليه السلام بعض السنين تحت بلوطات "ممرًا" الواقعة شمال الخليل، وتضم الخليل رفاته ورفاة زوجته سارة، وعائلته من بعده إسحق ويعقوب ويوسف ولوط ويونس، ثم صارت الخليل قاعدة لدواد بن سليمان سبع سنين ونصفا فقط،وكذالك تضم الكثير من رفات الصحابة وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين.
في أيام الرومان أقيمت كنيسة على مقبرة إبراهيم وعائلته، ولما دخل الفرس سنة 614 م هدموها، استولى العثمانيون على الخليل عام 922 هـ كما استولوا على بقية بلاد الشام على إثر معركة مرج دابق شمالي حلب هُزم فيها السلطان الأشرف قانصوه الغوري ففلج لوقته ووقع تحت سنابك الخليل ولم يوقف له فيها على أثر، وهكذا تم للسلطان العثماني سليم الأول امتلاك الشام بلا مقاومة.
وقد سقطت مدينة "الخليل" فى أيدى الفرنجة عام (1099 م) إبَّان الحروب الصليبية. واستطاع "صلاح الدين الأيوبى" استردادها من أيدى الصليبيين إثر موقعة حطين عام (1187 م). ـ وفى عام (656هـ ـ 1258 م) أغار "المغول" على مدينة "الخليل" بعدما دمروا "بغداد"، غير أن انتصارات " قطز " فى " عين جالوت " عام (658هـ ـ 1260 م) وضعت حدًا نهائيًا لتلك الغارات.
ـ وفى عصر الدولة المملوكية اهتم "المماليك" ـ خلال فترة حكمهم التى استمرت (3) قرون ـ اهتمامًا كبيرًا بمدينة "الخليل"، و"الحرم الإبراهيمى" على وجه الخصوص. ـ وقد احتل "العثمانيون" "الشام" ومدينة "الخليل" بعد معركة " مرج دابق " عام (1517م)، واستمر حكمهم (4) قرون، حتى جاء الاحتلال البريطانى لفلسطين عام (1917م) إلى عام (1948م) ومكن "اليهود" من "فلسطين"، وقد استولى "اليهود" على نصف مساحة "الخليل" بعد نكسة (1948م) وإعلان تقسيم "فلسطين". ـ وبعد هزيمة (1967م) استولى "اليهود" على مدينة "الخليل" وما حولها من قرى (35 قرية كبيرة، و109 قرية صغيرة). ـ ومازال اليهود إلى الآن مسيطرين على مدينة "الخليل"، إلى أن يأذن الله ـ عز وجل ـ بخروجهم منها.
أهم آثار ومعالم مدينة الخليل:
-مسجد الحرم الإبراهيمى، ويبلغ طول ضلع السور المحاط به (198) قدمًا، وعرضه (112) قدمًا أما ارتفاعه فيصل إلى (40) قدمًا والأحجار التى يتكون منها ضخمة جدًا يصل طول بعضها إلى (7) أمتار، وارتفاعه إلى مترين. ـ قبور بعض الأنبياء، حيث دفن "إبراهيم الخليل" ـ عليه السلام ـ، وزوجته "سارة"، وابنيه "إسحاق" و"يعقوب" ـ عليهما السلام.
- وقد عثر في مدينة الخليل على اثار انسان العصور الحجرية القديمة والمتوسطة والحديثة ثم نزل العرب الكنعانيون المنطقة في فجر العصور التاريخية وعمروها وبنوا قرية اربع (الخليل) وقد اثبتت الحفريات ان تاريخ المدينة يعود الى ابعد من العام 3500ق.م.
- توجد بها قمم الجبال العالية مثل:جبل السندس، جبل جالس، وخلة بطرخ، رأس طور.
- توجد بها العيون: عين الطواشي ،وعين المسجد ، وعين سارة ، وعين الحمام.
- الصناعة: اشتهرت بصناعة الصابون وغزل القطن وصنع الزجاج حيث يوجد بها المعمل الوحيد لصناعة الزجاج بسوريا.
- الزراعة: يكثر بها بساتين الزيتون والعنب وزراعة القطن الذي يغزلونه ويبيعونه في القدس أو غزة .
وقد وصفها الرحالة ابن بطوطة بقوله: (( هى مدينة صغيرة المساحة كبيرة المقدار، مشرقة الأنوار، حسنة المنظر، عجيبة المخبر، فى بطن واد، ومسجدها أنيق الصنعة، محكم العمل، بديع الحسن، سامى الارتفاع مبنى بالصخر المنحوت، فى أحد أركانه صخرة،طول أحد أقطارها (37) شبرًا، وفى داخل المسجد الغار المكرم المقدس)). |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:28 am | |
| الــطــائــف
تقع على السفوح الشرقية لجبال السروات في حضن جبل (غزوان) عند ملتقى الطرق الرئيسية القادمة من الجنوب والشمال والشرق والغرب , على ارتفاع 1700م فوق سطح البحر ويزداد الارتفاع كلما اتجهنا إلى الغرب والجنوب ليصل إلى 2500م ويربطها بمكة المكرمة طريقان :الأول عبر طريق الهدا وطوله 88كلم والآخر طريق السيل وهو يزيد بما يقارب 25 كيلو مترا . تتصل الطائف بباقي المناطق والمدن عبر عدد من الطرق المسفلتة أهمها طريق الطائف - مكة المكرمة (85 كم ) الطائف - الرياض 901 كم ، الطائف - أبها (653) كم .وتعتبر من أولى المدن التي دخلت في دين الله بعد أقل من عقد واحد من الهجرة، وتعد الطائف من أشهر المدن السعودية وهي مدينة عريقة يقال إنها وجدت قبل طوفان نوح وأن قبيلة تدعى مهلائيل قد سكنتها في العصور القديمة وأن ممن سكنوا المدينة أيضًا العمالقة و ثمود إلا أن هذه المعلومات هي مجرد تقولات لم تدعمها بعد الأسانيد الأثرية والتاريخية الثابتة . اما الحقائق التاريخية فتقول إن أهم القبائل التي سكنت الطائف هي ثقيف التي وصفها ياقوت في معجمه بأنها كانت تتمتع بأسعد عيشة بين كل العرب نظرًا لوفرة إنتاجها الزراعي حتى اعتبرها المؤرخون ثاني موقع استيطاني بعد مكة المكرمة في ذلك الحين وكان هذا الموقع مختلف عن موقع مدينة الطائف الحالي وتعد من أقدم بلاد "الحجاز " وسار إليها الرسول صل الله عليه وسلم يدعو أهلها إلى الإسلام ،إلا أنهم ردوه ردًّا قبيحًا . وفي سنة 3 هـ جاء وفد ثقيف إلى " المدينة "،ودخلو في الإسلام ، وتبعهم قومهم بعد أن كسروا صنم اللات.
وقد استولى عليها اتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في عام (1216هـ ،1802م) ، ودخلها "سعود بن عبد العزيز الأول". وفي عام 1813م احتلها "طوسون بن محمد علي" وفي سنة 1814م حاصرها اتباع الشيخ عبدالوهاب ، ثم رفعوا عنها الحصار بتدخل "محمد علي"، وفي عام 1815م هزم جيش "محمد علي" اتباع الشيخ عبدالوهاب عند "بسل" شمالي الطائف، وفي عام 1827م حاصرها واستولى عليها "أحمد باشا يكن" وتم رحيل المصريين عن " الحجاز" في عام 1841م.
اتخذ العثمانيون من الطائف مدينة عسكرية نشروا فيها القلاع والثكنات وزادت الحركة الاقتصادية في البداية ركوداً حتى وصلت ( كما وصفها الرحالة الأوربيون ) إلى حالة بؤس شديد ومع مرور الأيام وفي عام 1300هـ بدأت المدينة في الانتعاش نوعاً ما بسبب الإقبال الذي وجدته من الأثرياء والحكام وكبار رجال الدولة المحليين . وفي عام 1916م استولى عليها الملك " حسين بن علي " من العثمانيين وفي نهاية عام 1924م استولى عليها " عبد العزيز آل سعود" ومنها دخل "مكة " ،ودان " الحجاز" كله له.
تزخر مدينة الطائف بسجل حافل من الاثار التي تحكي عراقة وتاريخ وماضي هذه المدينة والتي تثبت ان لهذه البقعة تاريخا عظيما وحضارة باسقة من تلك الاثار:
- المساجد:مسجد عبدالله بن عباس وسط الطائف ، مسجد الهادي وسط المدينة في المنطقة المركزية ، مسجد عداس اقيم على البستان الذي استراح فيه الرسول صل الله عليه وسلم ، مسجد الكوع احد الاثار القديمة والثرية بالتاريخ وهو موجود في المثناة ، مسجد حليمة السعدية في بني سعد ، ومسجد الرسول عند سدرة الصادرة بوادي النمل بحي نخب .
- السدود القديمة :وقد ذكر ان بالطائف اكثر من 70 سدا كلها بنيت قبل 1000 عام ومنها مايلي : سد سيسد يقع جنوب شرق الطائف بحمى سيسد وتصب مياهه في وادي سيسد الشهير ( يوجد في هذه المنطقة المنتزه الوطني للطائف) ، سد السملقي يقع جنوب غرب الطائف بحوالي 18 كم ويعرف باسم سد ثماله وهو يقع في وادي ثماله على طريق الجنوب ، سد قريقير يقع في وادي عرضه على طريق الشفا ، سد العقرب يقع جنوب غرب الطائف وطوله اكثر من 113م وارتفاعه 4م وعرضه 5 م ، بالاضافة الى سدود حديثه وكبيرة أشهرها سد عكرمة ، سد ليه ، سد صعب ، سد اللصب ، سد تربه الجوفي الوحيد من نوعه في المملكة .
- ملعب ابو زيد الهلالي ويقع في قرية غرابة ببني سعد .
- الهدى :وتعتبر الطبيعة الخلابة للجبال المحيطة بالطائف من كل جهة نقطة الجذب الرئيسية للطائف فإذا ما ذهبت بإتجاه الغرب على الطريق المحاط بالعرعر والمؤدي إلى مكة المكرمة ستصل إلى منطقة الهدى ويمكن أعتبار الخط السريع على أنه واحد من الإنجازات الهندسية العظيمة في العصر الحديث حيث يتسلق الخط إلى إرتفاع 2000متر عن سطح البحر لتوفر مشاهد مدهشة للمناطق المحيطة وتمنح المحطات على الطريق فرص مذهلة لتأمل المنحدرات الشديدة والتمتع بمشاهدة جبال الحجاز الرائعة .وعلى مسافة ليست بعيدة عن الهدى يقع وادي محرم ميقات جميع القادمين من جنوب المملكة واليمن وقد تم بناء مسجد حديث به .
- سوق عكاظ :ولعشاق التاريخ يمكن أعتبار زيارة سوق عكاظ أساسية . يقع سوق عكاظ في جرف صحراوي شرق مدينة الطائف وهو ليس بمدينة ولا قرية بل واحة تتمتع بإمتداد غير عادي وقد كانت الواحة مرتعاً لواحد من أكثر الأسواق شهرة في شبة الجزيزة العربية والذي يعود إلى ما قبل الإسلام حيث كان يتجمع التجار لشراء وبيع البضائع المختلفة . وكانت السوق أيضاً مركزاً للشعر يتجمع فيه الشعراء من كل أنحاء المنطقة العربية للمشاركة في المسابقة السنوية للشعر ويعني الفوز أعترافاً مباشراً بقدرات الشاعر وتذكر الروايات بأن الأشعار الفائزة كانت تكتب بخيوط من ذهب على رقعة بيضاء وتعلق على حائط الكعبة .
- البركة وتقع غرب طريق الرياض وبها كثير من النقوش والاثار التاريخية .
- أم السباع وتقع في شمال الردف وبها كثير من الاثار المنحوته في الصخور .
- الشفا: وإلى الجنوب من مدينة الطائف تقع ضاحية الشفا التي ترتفع 2300متراً عن سطح البحر حيث تكسو مرتفعاتها الغابات وتظلل وديانها الأشجار وتنتشر المزارع الخضراء في جنباتها وتعلوها جميعاً قمة أخاذة . وفي العصور السالفة كان يطلب أرجوان الشفا وعرعره بكثرة ولكن يبقى الصبار السلعة الأكثر طلباً . وتعيش في هذه المناطق الجبلية مجموعة متنوعة من الحيوانات . فتحلق الغربان السوداء الكبيرة فرحة بصمت خلال السماء الصافية فوق الوادي وتثغو العنز جماعات ووحدات خلال مقاومتها لقوة الجاذبية وهي تتسلق على طول الجانب الحاد من المنحدر . ويشق فريق من السعادين طريقه عبر الصخور ويتجمعوا حول العائلات التي تزور المنطقة على أمل الحصول على حصة من الخيرات .
- سور الطائف : ـ لسور الطائف 3 أبواب بنيت ببنائه هي :
1-باب الحزم ( باب شبره)
2- باب الريع .
3-باب ابن عباس .
- قصر شبرا (القلعة ): يعتبر قصر شبرا واحداً من المعالم الآثرية المهمة للطائف وهو عبارة عن قصر كبير من أربعة طوابق وقد استخدمه الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمة الله ويعتبر الآن متحف تاريخي للطائف .
- القشلة ( قصر نجمة )
روعة الطبيعة :
لقد حبى الله الطائف بمخزون مائي كبير وتربة جيدة وطقس جميل مما أدى إلى أن تتمتع ومنذ قديم الزمان بشهرة واسعة لخصوبتها وما زالت الطائف تعتبر من المراكز الزراعية الأساسية في منطقة مكة المكرمة على الصعيدين النباتي والحيواني . وتغطي كروم العنب المحملة بالعناقيد السفوح المحيطة وتشكل صورة العنب المنشور على مساحات واسعة ليتم تجفيفه إلى أن يصل إلى لون الجبال البركانية المحيطة واحدة من الصور الشعرية المفضلة في الشعر العربي . وتغطي ضواحي الطائف من حفة الصحراء إلى أعلى قمة في الجبال إنفجار حقيقي من النباتات والأزهار البرية تضم الأقاقيا والعرعر والكروم والبنفسج . وتعرف الطائف ايضاً بوردها فلا تعتبر حديقة مكتملة بدونها وتلون المدينة والتلال المحيطة خلال فصل الربيع مجموعة جميلة من الألوان تضم الأبيض الناصع والأصفر والزهري والأحمر القاني . ويتضمن هذا التنوع الكبير زهرة حمراء زكية الرائحة وقد قيمت لآلاف السنين لكونها مصدر مهم للعطر والعطر هو عطر خفيف وجميل بحد ذاته ويستخدم أيضاً كجزء من مجموعة كبيرة من خليط العطور والبخور
- تعتبر الزراعة أهم معالم النشاط الاقتصادي في الطائف ويوزع معظم النتاج الزراعي وخاصة من العنب والرمان والعسل في مختلف أنحاء المملكة إلي جانب عدد من الزراعات الأخرى ومزارع تربية الدواجن والإنتاج الحيواني.
- مجموعات من التلال ، وتكثر بها الآبار والعيون التي تسقي الحقول وبساتين الفاكهة التي حولها ، وتشمل العنب والرمان والخوخ والمشمش ،كما تجود بها زراعة الورد الذي يستخرج منه عطر فاخر كانت له أسواق إبان موسم الحج ، ونظرًا لارتفاعها وغزارة مياهها وكثرة بساتينها ؛ عدت منتجعًا صيفيًّا لأهل"مكة".
- وينشط قطاع التجارة من خلال سبعة وعشرين مجمعًا تجاريًّا في مختلف أحياء المدينة وفروع المصارف وفنادق الدرجة الممتازة. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:30 am | |
| دمشق
الجامع الأموي
دِمَشق أو دِمِشق (عاصمة الجمهورية السورية حاليا) وأكبر مدنها. وتقع على خط طول شرقي 37َ 30 ْ وخط عرض شمالي 33َ 30ْ. وهي إلى الشرق والجنوب من مدينة بيروت، وتبعد عنها 112 كيلو متر، وتبعد عن جنوبي مدينة حمص أربع مراحل وتعلو عن سطح البحر 2400 قدم. وتعرف المدينة بأسماء أخرى من أشهرها الفيحاء ولؤلوة الشرق. و هي أقدم عاصمة في العالم، وأقدم مدينة مأهولة في العالم أيضاً. ورد ذكرها في مخطوطات مصرية تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.يبدأ التاريخ الموثّق لبدايات دمشق في نصف الألفيّة الثّانية قبل الميلاد , في فترة الآراميين.أصبحت المدينة في ذلك الوقت العاصمة لإمارة آرامية. كان الآراميون عرباً يتكلمون العربية باللهجة الشمالية الّتي تسمى السريانية, نشأوا في شبه الجزيرة العربيّة حيث أصبحت دمشق محور لممالك آراميين , كما وثّق في العهد القديم . ثمّ انتقلت السّيادة ألى أيدي الآشوريين و لاحقًا إلى البابليين الجدد تحت حكم نيبوتشادنيزار في 572 قبل الميلاد. أوقف الحكم البابلي بعد فترة قصيرة من قبل الملك الفارسيّ , سيروس الذي أخذ المدينة عام 538 قبل الميلاد و جعل دمشق العاصمة والمركز العسكريّ الرّئيسيّ للإقليم الفارسيّ في سوريا. اكتسح الجنرال المقدوني , الاسكندر الأكبر و جيوشه سوريا و الإمبراطوريّة الفارسيّة عام 333 قبل الميلاد, و كانت المرّة الأولى الّتي تقع فيها دمشق تحت الحكم الغربي.
أصبحت سوريا فيما بعد قلب الإمبراطوريّة الكبيرة الّتي تشمل جميع آسيا الصّغرى إلى إيران و أفغانستان . احتل الآشوريون المدينة عام 732 ق.م وسقطت بأيدي الاسكندر الأكبر عام 333 ق.م. وبعد وفاته، أصبحت دمشق جزءاً من المملكة السلوقية. احتلها الإمبراطور الروماني بومبيي الأكبر عام 64 ق.م وقد أصبحت مركز التّجارة للإمبراطوريّة الرّومانيّة , للتّسويق و توزيع المنتجات بين أوروبّا و الشرق . حيث قاموا ببناء مدينة جديدة على حطام المدينة القديمة . كنتيجة لذلك ,أصبحت منتجات دمشق , مثل السيوف , الأواني الزّجاجيّة و القماش , مشهورة في الإمبراطوريّة . مما أدى إلى جعل دمشق ّ بين المدن العشر البارزة في الإمبراطوريّة الرّومانيّة .
في غضون هذه الفترة, أدخلت الديانة المسيحية إلى دمشق . و رسخت بشكل كبير عند قدوم القديس بول إلى دمشق تقريباً عام 34 للميلاد. كان في طريقه إلى دمشق عندما أتته الرؤيا الّتي تركته أعمى و أقنعته بأنه لا ينبغي عليه أن ينفّذ مهمّته للقبض على مسيحيّي دمشق . عولج بول من عماه من قبل أنانياس الذي قدّس فيما بعد . أصبحت دمشق مركزاً مهماً للمسيحيّين و أصبح أسقف دمشق ثاني أهم مبلغ كنائسيّ بعد بطريرك أنتيوتش . و مع انتهاء الإمبراطوريّة الرّومانيّة عام 39 بعد الميلاد , أصبحت سوريا جزءاً من الإقليم الشّرقيّ للإمبراطوريّة البيزنطيّة . في موضع استراتيجي بين أناتوليا و مصر , أهم إقليمين في للإمبراطوريّة البيزنطيّة .
وقد لعبت دمشق دورا كبيرا في تاريخ الشرق القديم ولا سيما في عهد الدولة اليونانية والرومانية والبيزنطية. وظل لها هذا الدور حتى بعد أن فتحها المسلمون على يد خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح عام 14هـ / 635 م. ولقد جعلها معاوية ابن أبي سفيان عاصمة للخلافة الأموية، واستمرت دمشق هكذا إلى أن سقطت الدولة الأموية فسقطت هي بدورها بيد القائد العباسي في غرة رمضان سنة 132 هـ / 750 م وأصبحت ولاية عباسية حيث انتقلت الخلافة العباسية إلى بغداد ، والخليفة العباسي الوحيد الذي اهتم بها نوعا ما هو المتوكل حيث أقام فيها سنة 244هـ / 858 م لفترة قصيرة لم تكن كافية لإعادة الازدهار إليها، وعندما بدأت الدولة العباسية في التمزق إلى دويلات وظهرت الدولة الطولونية في مصر سنة 264هـ / 878 م وقعت دمشق في قبضة أحمد بن طولون مستقلة عن دار الخلافة في بغداد، وبعد سقوط هذه الدولة سنة 282هـ / 896 م ظهر القرامطة على أبوابها على شكل غارات شنوها عليها حتى قضى جند الخليفة عليهم، وقد مرت دمشق بأوقات عصيبة حتى تمكن نور الدين محمود صاحب حلب من الاستيلاء عليها سنة 549هـ / 1154 م ، وكان حكم نور الدين في دمشق فاتحة عهد جديد من الرخاء والقوة، ويعتبر عهده مع عهد صلاح الدين أزهر أيامها، وفي سنة 658هـ / 1260 م عادت دمشق إلى سابق عهدها وذلك عندما أصبحت أهم ولاية مملوكية في بلاد الشام خاصة في عهد الظاهر بيبرس. وفي عام 923هـ / 1516 م إثر معركة مرج دابق أصبحت ولاية عثمانية، وقد اهتم بها العثمانيون لأهميتها الدينية والتجارية.
المعالم الأثرية:
عرفت دمشق على مر العصور بكثرة الأنهار وجريان الماء في قنواتها فقل أن تمر ببستان إلا والماء يخرج منه إلى حوض يشرب منه الرائح والغادي. وكانت دمشق في بادئ أمرها مدينة زراعية صغيرة في المنطقة التي يرويها نهر بردي. ونظرا لموقع المدينة المتميز كمركز تجاري انتشرت الأسواق بها. كما انتشرت بها القصور المساجد والبيمارستانات .
جامع سنان
أولا :المساجد:
في دمشق أكثر ن 200 مسجد، منها 70 مسجداً مستعملاً اليوم. أهم هذه المساجد، وربما أشهر معالم دمشق، هو المسجد الأموي الكبير الذي شيده الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 98هـ / 716 م، وقد بني المسجد فوق آثار كنيسة قديمة في القرن السابع للميلاد. ويحتوي المسجد على ضريح النبي يحيى عليه السلام (القديس يوحنا المعمدان). وقد أخذ الأمويون المسجد النبوي الشريف في المدينة مثالا لهندسة مسجدهم، ولا سيما التقسيم من الداخل. ويتكون المسجد من قاعة للصلاة كبيرة طولها 148 م وعرضها 40,5 م وصحن خارجي واسع وتقسم قاعة الصلاة الداخلية إلى ثلاثة دهاليز متوازية أو أروقة متساوية في العرض والارتفاع، تفصلها أقواس متناسقة مرفوعة على أعمدة أثرية من الرخام، تعود إلى العصور التي سبقت العصر الأموي مثل العصر الإغريقي والروماني والبيزنطي. وفوق صف الأعمدة هذه نجد صفا آخر من الأعمدة والأقواس الصغيرة، وسقف المسجد مصنوع من صفوف خشبية متتابعة مزخرفة باللون الذهبي، وفي طرف سقف قاعة الصلاة وفوق الرواق الأوسط توجد قبة عالية جدا سميت قبة النسر، وقد أعطيت هذا الاسم لارتفاعها الذي يشبه ارتفاع عش النسر . ويقع محراب الجامع مباشرة تحت قبة النسر في الرواق الأوسط على حائط القبلة، والمحراب مزين بالفسيفساء الملونة، وعلى يمين المحراب يقع المنبر
ومآذن المسجد الأموي الأربع في الأصل كانت أبراج مراقبة أيام اليونان، فتركها الوليد بن عبد الملك مع الحائط الخارجي، وحولها إلى صوامع للأذان، واليوم لم يبق منها إلا البرج الجنوبي الغربي، وقد شيدت فوقه مئذنة أيام المماليك عام 894هـ / 1488 م، بينما اختفت الأبراج الشمالية الغربية، والشمالية الشرقية، والجنوبية الشرقية التي يوجد مكانها مئذنة بنيت عام 741هـ / 1340 م. وهناك مئذنة ثالثة يعود تاريخها إلى نهاية القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي، أقيمت مكان مئذنة كانت موجودة قبل عام 375هـ / 985 م. وأمام المدخل الرئيسي لقاعة الصلاة وسط الصحن المكشوف تقع الميضأة، وهي على شكل مثمن، وعلى جانبي البركة في الصحن مبنيان تعلو كل واحد منهما قبة صغيرة. وإلى جانب هذا المسجد يوجد المسجد الذي شيده نور الدين بجوار القلعة. ومسجد العيدين وغيرهم كثير من المساجد المنتشرة في أرجاء المدينة. ومن مساجد دمشق الشهيرة الأخرى التكية السليمانية، التي بناها السلطان العثماني سليم الأول عام 1516، ومسجد السنانية.
التكية السليمانية زخارف محراب الجامع الأموي
ثانيا القلاع:
تشتهر دمشق بقلعتها التي شيدت في الزاوية الشمالية الغربية من المدينة القديمة ضمن السور، ويحيطها خندق عرضه حوالي عشرين مترا ولها أربعة أبواب أشهرها باب الحديد في سورها الشمالي وكان له جسر فوق بردي، ثم باب جسر الخندق الشرقي. وهو الباب الرئيسي لأنه يفتح في المدينة عند باب أبي عصرون، والباب الغربي أو باب السر عند جادة السنجقدار والذي كان السلاطين والأمراء يدخلون منه سرا ويخرجون، وأخيرا باب السر الجنوبي الواقع أمام دار السعادة والمغطى بمبانى سوق الحميدية، وللقلعة أيضا اثني عشر برجا موزعا في أطرافها. وقد تعرضت القلعة للعديد من الكوارث كهدم بعض أجزائها نتيجة الزلازل أو العمليات الحربية وغير ذلك في عهود شتى منذ زمن الأيوبيين والتتار والمغول ، وكذلك في عهد المملوكي والعثماني، كما شهدت إقامة عديد من السلاطين والملوك والأمراء والولاة فيها كنور الدين محمود زنكي، وصلاح الدين، والظاهربيبرس وغيرهم. وفي عام 1403هـ / 1983 م تم الكشف عما اختفى من أسوارها الغربية والشرقية وكذلك الخندق المحيط بها، وتم هدم سوق الخجا والجزء الشمالي من سوق العصرونية، وجزء من الجهة الغربية لسوق الحميدية، كما نقل منها السجن إلى مكان آخر بهدف تحويلها إلى منطقة أثرية.
ثالثاالقصور:
تميزت دمشق بقصورها الفارهة التي شيدها الخلفاء وال أمراء في عصور الدولة الإسلامية. ويعد قصـر الحـير الغـربي الذي بناه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وجعله مركزا للمنطقة الزراعية هو أكثر هذه القصور تميزا. وكان القصر عبارة عن مربع طول ضلعه (70) مترا ، تحيط بسوره من الخارج أبراج نصف دائرية، كما يحيط بالمدخل الرئيسي برجان؛ أما داخل القصر، فعبارة عن صحن مكشوف، تحيط به ستة بيوت، ويتكون كل منها من قاعة كبيرة مستطيلة، تحيط بها غرف صغيرة مربعة الشكل. والقصر من الداخل مملوء بالزخارف الجصية التي توجد على النوافذ وأعلى أبواب القاعات ؛ وتمثل هذه الزخارف أسلوبين متميزين. ففي النوافذ العليا يتجسد إلى حد كبير الأسلوب الساساني ، فقوام الزخرفة فيها شجرة الحياة ، وهي شجرة مقدسة عند الساسان. أما النوافذ السفلى، فزخرفتها عبارة عن رسوم هندسية، قوامها رسوم نجمية ودوائر وهي التي كانت مستعملة لدى البيزنطيين. وكذلك كان هناك قصر الحجاج الذي ينسب إلى الحجاج بن عبد الملك بن مروان والقصر الذي شيده الظاهر بيبرس في الميدان الأخضر علي نهر بردي ويسمي القصر الأبلق.
رابعا البيمارستانات:
تميزت دمشق بالمستشفيات التعليمية والمدارس الطبية. فمن المستشفيات التي ازدهرت بها البيمارستان الكبير النوري الذي شيده السلطان نور الدين محمود النوري عام 595هـ / 1199 م، ويقع غرب سوق الخياطين داخل دمشق. وهو بيمارستان متعامد في تخطيطه، ويحتوي على أربعة إيوانات، خصص كل واحد منها لعلاج نوع خاص من المرضى. ويدخل الزائر إلى هذا البيمارستان من بابه الذي يبرز عن جداره الغربي، وتزين المقرنصات أعلاه ، كما أن النوافذ التي تعلو الأبواب قد زخرفت بزخارف جصية مخرمة، تشبه إلى حد كبير، زخاف نوافذ قصر الحير. وهناك بيمارستان الخليفة الوليد بن عبد الملك الذي أنشئ لعزل المجزومين عن المجتمع خوفا من انتقال عدوى المرض إلى الأصحاء، وكان مكانه في محلة الأعاطلة بالقرب من باب شرقي وبقي يستقبل مرضاه منذ تأسيسه وحتى مطلع القرن العشرين. أما البيمارستان الثالث فهو البيمارستان القيمري الذي يقع إلى غرب جامع الشيخ محيي الدين بن العربي. وينسب إلى منشئه أبي الحسن ابن أبي الفوارس المتوفى سنة 653هـ /1255 م. وقد رممه حسن باشا المعروف بشوريزي حسن. ونظر في أوقافه وأقام شعائره كما فعل بالبيمارستان النو ري من قبل. وكان يصرف على البيمارستان القيمري من أوقاف عديدة، حبسها عليه مؤسسه. وقد حددت صورة وقفه وجوه الصرف المختلفة كمعالجة المرضى والمصابين والأشربة والحوائج وأجرة الطبيب وأمين المتشاوفين والإمام وعامل البناء المرتب لعمارته والناظر والمؤذن واثنين بخدمة البيمارستان. وبجوار هذه المستشفيات كانت هناك المدارس الطبية اشتهر منها المدرسة الدخوارية التي أوقفها مهذب الدين عبد الرحيم علي بن حامد المعروف بالدخوار وذلك عام 621هـ / 1224 م، وكان موقعها بالصاغة العتيقة بدرب العجل قرب الخضراء في الجهة القبلية من الجامع الأموي. وكان قد وقف لها ضياعا وعدة أماكن يستغل منها وتصرف في مصالحها من المدرسين والمشتغلين بها. وهناك أيضا المدرسة الدنيسرية التي أنشأها عماد الدين أبو عبد الله محمد الربعي المعروف بالدنيسري عام 680هـ / 1281 م، وقد أقامها غربي باب البيمارستان النوري والصلاحية بآخر الطريق من قبلة بدمشق. ومن المدارس الطبية أيضا المدرسة اللبودية النجمية أنشأها نجم الدين يحيى بن محمد اللبودي عام 664هـ / 1266 م، وكان موقعها خارج البلد لبستان الفلك المشيري.
خامسا الحمامات:
ومن جملة ما اشتهرت به دمشق حماماتها. وهي من المنشآت ذات النفع العام يرتادها أبناء دمشق والغرباء عنها على حد سواء. وكان بعضها في ذلك الوقت موقوفا لجهة وقف خيري، ومن أهمها حمام فتحي أفندي القلانسي في محلة الميدان بالشارع السلطاني الذي كان يستحم المرء فيه دون مقابل. وهناك حمام ساقة الذي أشرف عليه الشيخ عبد الرحمن المرادي عام 1210هـ / 1795 م. وكانت دخول هذه الحمامات تصرف في وجوه مختلفة بحسب رغبة واقفها، فبعضها كان يذهب للصرف على المدارس أو المنشآت الدينية والبعض الآخر لمتولي أوقافها أو للقائمين على إدارتها وتشغيلها، وكذلك لترميمها بين الحين والآخر. ولم تكن على درجة واحدة من حيث فخامتها ورقيها وتجهيزها، لهذا كانت ترتاد من فئات الشعب المختلفة. كما أنشئ العديد منها في قصور أغنياء دمشق وأفراد الهيئة الحاكمة أنشئ بعضها في الرياض المحيطة بدمشق وفي قرى الغوطة. ولقد ارتبط عدد الحمامات في دمشق بعدد سكانها وتوسعها العمراني لهذا ترى أن عدد تلك الحمامات قد تناقص مع الزمن بدءا من القرن الثامن وحتى القرن الحادي عشر للهجرة / السابع عشر للميلاد، ثم بدأ بعد ذلك يتزايد عما كان عليه في ال قرن الحادي عشر. فمجموع حمامات دمشق داخل سورها كان حماما.
ولقد بلغ عدد الحمامات التي تقع داخل دمشق (34) حماما منها: حمام النايب في محلة باب توما باطن دمشق، وحمام منجك بمحلة القباقبية، وحمام عيسى القاري، وحمام بني أسامة بدخلة بني الصايغ، وحمام لصيق بالبيمارستان النوري بالقرب من المدرسة الشامية من ناحية القبلة، وحمام الأمير علي في محلة سوق القطن بزقاق المدرسة الخضيرية، وحمام المسك في محلة طالع القبة أو حمام السلسلة. أما الحمامات التي كانت موجودة خارج أسوار دمشق في الرياض المحيطة بها فهي: حمام الفواخير في صالحية دمشق، وحمام القاشاني في سوق الجركسية من الصالحية ثم حمام القناطر في محلة القنوات ، والحمام الجديد في القنوات بزقاق التعديل، وحمام الورد بسويقة ساروجة، وحمام السنانية، وحمام المحتسب بالداخلة النافذة بالقرب من خان لالا مصطفى باشا، وحمام الزين بالسويقة المحروقة بدخلة المقدم، وحمام القرماني بمحلة القلعة ظاهر دمشق، وحمام التيروزي في محلة قبر السيدة عاتكة، وحمام الحدادين في محلة الدرويشية، والحمام الجديد بمحلة القماحين من الميدان، وحمام فتحي القلانسي، وحمام الحاجب بباب السريجة، وحمام الخانجي، وحمام السلسلة، وحمام الجوزة في سويقة ساروجة، وحمام أمونة بمحلة العمارة بالقرب من جبالة أبي الدحداح، وحمام السكاكري. ولقد اختلف نمط بناء كل حمام من حيث الزخرفة والمواد المستخدمة وطريقة بنائه والمساحة التي بني عليها إلا أن غالبها يتألف من ثلاث دوائر أساسية هي: البراني (الخارجية) والوسطاني (الوسطى) والجواني (الداخلية)، والبعض القليل منها كان مكونا من دائرتين: البراني والجواني. وكان يدخل إلى الدائرة الخارجية من باب الشارع أو الحارة. وعلى جانبي المدخل توجد غرفتان صغيرتان تليهما مصطبتان أو أكثر مرتفعتان عن أرضية البراني يصعد إليهما بدرج خاص فيخلع عليها المغتسلون ثيابهم ويقدم لهم ما يلزم من البشاكير والمناشف وما شابه ذلك للرجال. أما النساء فكن يجلبن بقجاتهن من بيوتهن. وكانت مصاطب الحمام مكسوة بالسجاد والبسط. وفي داخلها نافورة ماء تحيط بها من جهاتها الثلاث مصاطب صغيرة أو مقاعد لجلوس المستحمين علي ها. وفي وسط المصاطب الكبيرة توجد بركة ماء كبيرة بها فسقية ونافورة وغالبا ما تكون مزينة. ويزود الحمام بالقباقيب العديدة التي تستخدم من قبل المغتسلين وعمال الحمام وبه المرايا التي تعلق على الجدران. ولتأمين الإضاءة للحمام نهارا تجد به شبابيك علوية محكمة الغلق من الزجاج . أما الدائرة الثانية فتتكون من الوسطاني - الوسطى - للزبائن والجواني - الداخلية- وهي خاصة بالاستحمام، بها منافع (دورات مياه) ويوجد في كل منها أجران، وهذه الأجران من الرخام أو الحجارة تنصب فيها المياه من فتحتي أنبوبين. الأول حار والثاني بارد تتحكم فيها قطعتان من الخشب. أما جدار البناء وأرضيته فغالبا من الرخام والسقف من حجارة العقد أو على شكل قباب بها فتحات توضع عليها قطع زجاجية للإضاءة ويطلق على هذه القطع اسم القماري. ولا يوجد بهذين القسمين شبابيك على الإطلاق وذلك للحفاظ على حرارة الحمام الداخلية. وتستمد هذه الحمامات المياه من الطوالع القريبة التي تتزود بدورها من الطالع الرئيسي. وينتقل الماء بأنابيب فخارية إلى مرجل ناري وإلى صنابير المياه الباردة ودورات المياه والنافورات في داخل برك الماء. ومن الحمامات التي كانت تزود بالمياه البزورية حمام نور الدين الشهيد، وحمام العفيف، وحمام المقدم، وحمام الحاجب. وكان لكل منها طالع ماء يزوده طالع رئيسي يأتيه الماء بدوره من نهر يزيد. أما الطاقم الذي كان يعمل في داخل الحمام فكان يضم المعلم وهو صاحب الحمام أو مستأجره الذي يقوم بتشغيل الحمام وتوزيع العمل على بقية عماله، والناطور وهو الذي يتعاطى كسوة الزبائن في القسم الخارجي، والمصوبن ومهمته تغسيل الزبائن بالصابون والليفة والدلك بالكيس الخاص بالحمام لإخراج الوسخ لمن أراد ثم القهوجي ويسقي القهوة للزبائن في الحمام، والتبع وهو عامل يقدم للزبائن المناشف إذا كانوا من متوسطي الحال أو من الفقراء كما يعمل النورة المعروفة بالدواء ، ثم الأجير ويكون واحدا أو أكثر ومهمته أخذ النعال وتقديمها لأصحابها، والإقميمي ومهمته إيقاد النار في الإقميم والإشراف عليه والحصول على الوقود والزبل ونشره ليجف كما يخرج الرماد من تحت الإقميم، وأخيرا الزبال ومهمته جلب روث الجمال والحمير والبقر في الشليف على ظهر حمار من أماكن عدة كالخانات وغيرها ويعطيها للإقميم .
سادسا الأسواق:
أسواق دمشق القديمة ذات السقوف لكل منها نكهة تستطيع أن تميزها وأنت مغمض العينين وبينما أنت تنساب في عتمتها الحانية وسط أريج عطورها وبهارها وتناثر ألوان البضائع على مداخل حوانيتها تظنك دخلت إلى عالم الأساطير حيث السندباد والمهرة من تجار الحكايات . وأشهرها :ـ
- سوق الحميدية: يمتد على خط مستقيم من الغرب (السـلطان عبد الحميد حيث كان باب النصر) وحتى الجامع الأموي تاريخه إلى عام 1863 خلال العهد العثماني وحكم السـلطان عبد الحميد الذي سمي السوق باسمه.
- سوق مدحت باشا: أو السوق الطويل أنشأه والي دمشق مدحة باشا عام 1878 وهو يعلو الشارع الروماني المستقيم الذي كان يخترق المدينة من باب الجابية إلى الباب الشرقي، ويسير بموازاة سوق الحميدية ويفصل بينهما أسواق صغيرة أخرى. وفي أحد الأزقة المتفرعة يوجد مكتب عنبر وهو من اجمل البيوت الدمشقية التي أنشئت في القرن التاسع عشر. وقد رمم مؤخراً وأصبح قصراً للثقافة وهو يتميز بزجاجه الملون وباحاته الفسيحة. كما انه في نهاية السوق وقبيل باب شرقي توجد العديد من الكنائس الجميلة والعريقة وأهمها كنيسية (حنانيا) التي تعود للعهد البيزنطي.
- سوق الحرير: أنشأه درويش باشا عام 1574، ويقع مدخله في آخر سوق الحميدية بالقرب من الجامع الأموي ويؤدي سوق الحرير إلى سوق آخر هو سوق الخياطين الذي أنشأه شمسي باشا عام 1553. وبين السوقين يقع جامع وضريح القائد الإسلامي نور الدين زنكي الذي أنشئ عام 1173.
- سوق البزورية: يصل ما بين سوق مدحة باشا وقصر العظم. وهو يشتهر بأريجه المتميز إذ ان حوانيته الصغيرة تغص بأنواع البهارات والعطور واللوز والفستق والفواكه المجففة والأعشاب الطبية وحلويات الأعراس والمناسبات كالسكاكر والشوكولاته والملبس.
- سوق السنانية :الذي ينسب إلى الوالي العثماني سنان باشا، ثم سوق الدورويشية نسبة إلى الوالي العثماني درويش باشا. وهذان السوقان يقعان خارج أسوار المدينة من جهة الغرب.
- سوق الوزير محمد باشا العظم المسمى (بالسوق الجديد): وقد أقيم هذا السوق على أنقاض أسواق ومبان قديمة إلى الشرق من باب السعادة داخل الأسوار، وكان الشروع في عمارته في أوائل جمادى الأولى 1192هـ / 1781 م.
وبشكل عام فقد بقيت أسواق دمشق على تخصصها السابق فنسب السوق إلى الحرفة القائمة فيه كما نسب بعضها إلى بانيها أو محتلها، وبلغ عددها في دمشق أكثر من مائة وخمسين سوقا كان معظمها داخل سورها وحول الجامع الأموي. كما كان للصناعات المتقاربة أسواق متقاربة أيضا. فسوق مجلدي الكتب وسوق الوراقين وسوق المكتبيين كانت كلها تقع في منطقة باب البريد لصيق الجامع الأموي من الغرب. وكانت بعض الأسواق تعقد في الساحات العامة المكشوفة كسوق الجمال في حي الميدان وسوق الغنم وسوق البقر وسوق الجمعة بالقرب من قلعة دمشق حيث كان يؤتى بالبقر من أرزروم. وتخلل هذه الأسواق حوانيت للحلاقين ويقوم هؤلاء بدعوة المارة للحلاقة. وكان رواد هذه الأسواق من جنسيات وقوميات مختلفة وبأزياء متنوعة، فمنهم الراك ب والماشي، ومنهم من يقبض على لجام راحلته ليسير بها إلى هدفه.
المكانة العلمية :
كانت جوامع دمشق تقوم بمهامها التدريسية إلى جانب مدارسها، كجامع العداس والدرويشية والسليمانية والسليمية والسنانية وغيرها. إلا أن أهم الجوامع على الإطلاق في هذا المجال كان الجامع الأموي، نظرا لعراقته واتساعه وكثرة أوقافه الدارة ومدرسيه الكثيرين ، وتعدد حلقات التدريس في أرجائه. وكانت تلك الحلقات تعقد في صحنه وأروقته وداخل حرمه. وأهم حلقاته التدريسية ما كان تحت قبة النسر التي كانت موقوفة لأعلم علماء دمشق. واعتبرت الدراسة تحتها بمثابة المرحلة العليا من الدراسة
أولا المدارس:
عرفت دمشق منذ العصور الإسلامية الأولى بأنها مدينة المدارس وذلك لكثرة المدارس بها حتى إنها وصلت في عهد الملك صلاح الدين الأيوبي نحو عشرين مدرسة وزاد عدد المدارس فيما بعد زيادة كبيرة. ويأتي في مقدمة المدارس المدرسة العادلية الكبرى وهي تقع في باب البريد قبالة المدرسة الظاهرية، أنشأها في العهد الأيوبي الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب شقيق صلاح الدين الأيوبي عام 612هـ / 1215 م ، وأكمل بناءها ابنه الملك المعظم عام 618هـ / 1221 م. وهي تعتبر نموذجا للعمارة الأيوبية من حيث التخطيط ورصانة البناء وتناسب الأبعاد ، وبساطة الزخارف. والمدرسة مبنية من الحجر المنحوت وكأنها مصباح على قاعدة منمقة من الخارج ، وتحتها أربع زوايا مثلثة الشكل. أما المدخل الرئيسي فيزينه عقدان متجاوران من المقرنصات ، ويتوجه عقد واحد وتحيط بالباب زخارف هندسية سوداء وبيضاء، تمتد حتى نهاية الواجهة، فتمنحها جمالا بسيطا رائعا. وفي عام 1337هـ / 1919 م أنشئ فيها المتحف الوطني و المجمع العلمي العربي الذي أسسه العلامة محمد كرد علي بعد الحرب العالمية الأولى، ويعرف حاليا باسم مجمع اللغة العربية ومقره الجديد في غربي المالكي. ومن المدارس الأخرى الشهيرة في دمشق المدرسة الجمقمية وهي تقع في حي الكلاسة بجوار الجامع الأموي من جهة الشمال وقرب ضريح صلاح الدين، بدأ تشييد أساساتها علم الدين سنجر الهلالي ثم رفع جدرانها في العهد المملوكي السلطان حسن عام 761هـ / 1360 م، وجعلها ميتما للأطفال وبعد ذلك خانقاه، إلى أن احترقت عند احتلال تيمورلنك لدمشق عام 804هـ / 1 401 م. وجدد عمارتها الأمير جقمق الدوادار من العهد المملوكي عام 824هـ / 1421 م، كما أعيد تجديدها بين السنوات 1379- 1385هـ / 1960 -1965م وجعلت مقرا لمتحف الخط العربي. وهناك أيضا المدرسة الظاهرية التي أنشئت في باب البريد قبالة المدرسة العادلية الكبرى عام 676هـ / 1277 م وكانت في الأصل دارا (للعقيقي) المتوفي عام 368هـ / 978 -979م ثم تولى الملك السعيد بن الملك الظاهر بيبرس البندقداري بناء التربة والمدرسة فيها بعد وفاة أبيه عام 678هـ / 1279 م. ويعتبر باب المدرسة ذو المقرنصات الرائعة من أجمل نماذج العمارة المملوكية في مدينة دمشق، ويضم المبنى إلى جانب ما ذكرت (المكتبة الظاهرية) التي أنشئت سنة 1296هـ / 1879 م في عهد الوالي أحمد حمدي باشا الذي اشترك مع الوالي الأسبق مدحت باشا في جمع الكتب لها، وتم تأسيسها بمساعي طاهر الجزائري وغيره من العلماء. كما وجدت المدرسة النورية الكبرى التي أسسها نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي في منتصف القرن السادس الهجري، والمدرسة الناصرية التي أسسها الملك الناصر في أواخر القرن السادس الهجري، والمدرسة الشبلية التي أسسها شبل الدولة كافور بن عبد الله الحامي في أواخر القرن السادس الهجري، والمدرسة السيفية التي أسسها الأمير سيف الدين بكتمر في أواخر القرن السادس الهجري. ولقد كانت هناك مدارس أخرى عديدة منها المدرسة الرواحية، والمدرسة الصلاحية، والمدرسة الأسدية، والمدرسة العصرونية، والمدرسة العزيزية، والمدرسة البدرية، والمدرسة الأمجدية، والمدرسة الإقبالية ، والمدرسة البهنسية، والمدرسة الشامية الجوانية، والمدرسة الصاحبية، والمدرسة الأتابكية، والمدرسة المرشدية، وغيرها كثير. ولقد كان التعليم في هذه المدارس مقسوما على مراحل تبدأ أولاها بالكتاتيب وفيها فترتان دراسيتان، في الأولى منها يتلقن الأطفال حروف الهجاء، ومفردها ومركبها وأشكالها، ثم يعلمهم شيخ الكتاب قراءة القرآن والكتابة وحسن الخط، وطرفا من الحساب ومن لم يرغب في متابعة المرحلة الثانية يترك الكتاب مكتفيا بهذا القدر من التحصيل العلمي، فيبحث عن حرفة ليكسب منها ما يقوم بمعاشه ، أما المرحلة الثانية من التعليم ففيها يحضر الطالب دروس الأفاضل ذوي المعارف والفضائل ويدرس لهم ما يساعدهم على فهم القرآن والحديث والمناقشة المنطقية .
ثانياالمكتبات:
انتشرت بدمشق المكتبات، إلا أنها لم تكن منفصلة عن الجوامع والمدارس والمنشآت الدينية الأخرى كالتكايا والخانقاهات والزوايا وغيرها، باستثناء القليل منها في بيوت بعض رجال الدين وغيرهم. وكان أغلب هذه المكتبات عبارة عن وقف ينتفع به طلاب العلم. وأهم هذه المكتبات مكتبة المدرسة العادلية. وكانت المكتبة في صدر الإيوان بالمجلس الكبير من مبنى المدرسة وهذه المكتبة في الأصل وقف وقفه قطب الدين النيسابوري. ثم هناك مكتبة المدرسة البادرائية المخصصة لكتب الفقه الشافعي وموقوف عليها وقوف حسنة ينفق منها علي المكتبة ويوجد بهذه المكتبة خزانة للكتب وتنسب هذه المكتبة إلى نجم الدين البادرائي. وكذلك مكتبة المدرسة العمرية في صالحية دمشق. ثم مكتبة مدرسة إسماعيل باشا العظم، التي أسهم في إمدادها بالكتب، ابنه أسعد باشا العظم، ثم مكتبة مدرسة عبد الله باشا العظم التي أضيفت إليها كتب والده محمد باشا العظم سنة 1190هـ / 1776 م، ثم مكتبة مدرسة الملا عثمان الكردي. ومكتبة التكية السليمانية، ومكتبة المدرسة المرادية، ومكتبة المدرسة السمسياطية، ومكتبة بيت الخطابة في الجامع الأموي، والمكتبة السياغوشية، ومكتبة جامع يلبغا، والأحمدية، ومكتبة الشيخ خالد في محلة القنوات في بيت الشيخ عمر الحضرة ومكتبة الاشماسية بمدرسة قرب الجامع الأموي.
ثالثا العلماء:
خلال العصور الإسلامية اشتهر في دمشق العديد من العلماء الأفذاذ الذين شهد لهم التاريخ وكان من بين هؤلاء العلماء، عبد العزيز بن أحمد بن سليمان التميمي الدمشقي الكنافي الصوفي الحافظ وكان من أعيان المحدثين، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو البصري الدمشقي الحافظ المشهور شيخ الشام في وقته، وأبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية شيخ الإسلام المجتهد وصاحب المؤلفات الشهيرة في الفقه والعقيدة، وعلي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن عساكر الشافعي الحافظ المحدث، وعبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان الشهير بأبي شامة فقيه ومحدث ومؤرخ، وأبو الفداء إسماعيل بن علي بن محمود كان مؤرخا جغرافيا قرأ التاريخ والأدب وأصول الدين، وأبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك أحد علماء النحو والقراءات المشهورين. كما اشتهر بها من الفلكيين أبو الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم بن الشاطر الأنصاري الدمشقي، وفخر الدين رضوان بن محمد بن علي الساعاتي كان مشهورا في معرفة الساعات وهو الذي عمل الساعات عند باب الجامع الأموي، ومحمد بن معروف بن أحمد الشهير بتقي الدين الراصد مهندس ميكانيكي فلكي ورياضي أقام بدمشق ثم انتقل إلى إستانبول حيث أسس مرصدها. ومن النباتيين أبو محمد عبد الله بن أحمد ضياء الدين الأندلسي الشهير بابن البيطار بلغ منزلة كبيرة في علم الأعشاب والنباتات ولد في مالقة من بلاد الأندلس ثم انتقل إلى دمشق وأقام فيها مدة فدرس النباتات في الشام وآسيا الصغرى ثم ألف كتبا في الأدوية المفردة، وأبو جعفر عمر بن علي بن البذوخ القلعي كان فاضلا خبيرا بمعرفة الأدوية المفردة والمركبة وله حسن نظر في الاطلاع على الأمراض ومداواتها ومن العلماء الأطباء اشتهر بدر الدين محمد ابن قاضي بعلبك، وشيخ الأطباء علاء الدين ابن النفيس ، ونجم الدين بن المنفاخ، و موفق الدين البغدادي ، والحكيم شرف الدين علي بن الرحبي والطبيب المؤرخ ابن أبي أصيبعة ، ومهذب الدين عبد الرحيم بن علي ويعرف بابن الدخوار صاحب المدرسة الدخوارية. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:32 am | |
| البصرة
مدينة من المدن العراقية تقع على الضفة الغربية من شط العرب على بعد حوالي (67) كم من الخليج العربي، و(549) كم من بغداد ، وهي منفذ العراق لأقطار الخليج العربي والشرق الأقصى بحرا. ووصفت بانها ثغر العراق وهي المنفذ الوحيد له للاتصال بالعالم الخارجي بحرا عبر ثلاثة خطوط ملاحية عالمية عن طريق ميناء ام قصر وميناء الفاو وترتبط جوا عبر مطارها الدولي الحديث عبر كل عواصم العالم ، وترتبط بخمسة طرق برية منها اربعة للسيارات والخامس طريق للقطار السريع، وبطريقين نهريين بالعاصمة ومحافظات القطر عبر نهري دجلة والفرات . أسسها عتبة بن غزوان عام 16هـ / 637 م. في خلافة عمر بن الخطاب، اطلق العرب هذا الاسم على الارض التي فيها الحصى والحجارة الرخوة والتي فيها بياض وسواد ، وتعد اول مدينة عربية اسسها العرب في ظل الاسلام ، ومؤسسها عتبة بن غزوان في عام 14هـ/635م وانشئت على مقربة من قرية عراقية تدعى ((البصيرة)) والتي ترجع عروبتها الى عصر بخنتصر . وبالقرب منها جرت موقعة الجمل عام 36هـ / 656 م بين علي وبين عائشة وطلحة والزبير، ونظرا لموقع البصرة الجغرافي كانت مركزا لكثير من الثورات السياسية والفكرية، منها ثورة الخوارج والزنج والقرامطة، وفيها ظهر مذهب الأشاعرة.
وقد مرت مدينة البصرة بخمس مراحل في إنشائها: كانت الأولى حين كتب عتبة بن غزوان للخليفة عمر رضي الله تعالى عنه أنه لا بد للمسلمين من منزل يشتون به إذا شتوا ويسكنون فيه إذا انصرفوا من الغزو، فوافق الخليفة عمر واختار عتبة الموقع فكانت البداية متواضعة إذ ضربوا الخيام والقباب والفساطيط ولم يكن بناء. والمرحلة الثانية حين بنى الناس مساكن بالقصب وهو متوفر في تلك الناحية فبني المسجد ودار الإمارة ودونه الرحبة وهي رحبة بني هاشم وفيها السجن والديوان. فكانوا إذا خرجوا للفتح نزعوا ذلك القصب وحزموه وصفوه حتى إذا رجعوا أعادوا بناءه.
وفي المرحلة الثالثة استعملوا بناء اللبن والطين وسقف الخشب. وكتب إليهم عمر قد كنت أكره لكم ذلك فإذا فعلتم فعرضوا الحيطان وأرفعوا السمك وقاربوا بين الخشب. وكانت أول دار بنيت في البصرة دار نافع بن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني. وكان ذلك في العامين الأوليين ما بين 14هـ / 636 م و16هـ / 634 م. وتوالى على البصرة من بعد عقبة مجاشع بن مسعود السلمي، ثم المغيرة بن شعبة الثقفي ، ثم جاء أبو موسى الأشعري ما بين عامي 17-29هـ / 638 -650م وشرع في تغيير هيكل المنشآت الدينية والإدارية والمدنية في البصرة فبنى المسجد ودار الإمارة باللبن والطين، وغرس النخل وتسابق الناس إلى زراعة الأرض المتروكة. وقد جعلت البصرة أخماسا في مواقع خمسة للقبائل هي محلة أهل العالية وهم في قلب المدينة بين المربد والجامع وأغلبهم من قريش وقد نزحوا إلى البصرة قبل عام 40هـ / 661 م، ومحلة الأزد وموقعها إلى الشمال الغربي من المدينة وهم القبائل اليمنية القادمة من عسير وعمان وأكثرها عددا، ومحلة بني تميم المضريين وتقع في الجنوب الشرقي من المدينة، وهي تلي الأزد في العدد وتقسم اجتماعيا ما بين دارم وحنظلة، ومحلة بني بكر بن وائل في القسم الأوسط من شمال شرقي البصرة ومنهم جماعة ربيعة وسدود وذهل، ومحلة بني عبد القيس على الطرف الشمالي الشرقي من البصرة وهي جماعة بحرية ولديهم بنيت مدينة الرزق على النهر. وكان لكل محلة دسكرة إلا تميم وأزد فلهما دسكرتان. ولكل دسكرة مسجد فثمة سبعة مساجد منها مسجد العلافين في الفرضة ، ومسجد همدان من الأزد، ومسجد بني عدي من الأزد، ومسجد بني مجاشع، ومسجد عاصم. ومع انتقال مركز الخلافة إلى الشام، استمرت البصرة في التوسع وكثر عمرانها، وبذل الأمويون جهودا كبيرة في إظهارها بالمظهر اللائق كمركز مهم من مراكز ولاة الإقليم في بداية الحكم الأموي، وصاحب هذا التقدم العمراني نموا واضحا في الصناعة والزراعة والتجارة وفنون أخرى. وفي العصر العباسي الأول ازدهرت البصرة وذاعت شهرتها وقصدها طلاب العلم والأدب واللغة وبرز فيها أعلام كان لهم دور بارز في علوم اللغة والفقه والأدب، ولكن هذا التقدم الذي شهدته لم يدم طويلا فاحتلها صاحب الزنج سنة 257هـ / 781 م، وعاث فيها فسادا، فخرب مبانيها وقتل الكثير من أهلها، وتعرضت لنكبة أخرى عندما احتلها القرامطة سنة 311هـ / 924 م فخربوا ودمروا كل ما وقعت عليه أيديهم. وفي سنة 656هـ / 1258 م استولى المغول على البصرة، وكذلك استولى عليها العثمانيون عام 941هـ / 1534 م. ولم تسترد البصرة أيام عزها بعد ذلك فكانت الحياة فيها تتأثر بالمشاكل والمشاحنات بين القادة والوزراء في العاصمة، فقل الإقبال على السكنى فيها وبدأ الناس يهجرونها فتناقص عدد سكانها حتى هجرت تماما في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي وتحول معظم السكان إلى البصرة الحديثة التي حلت محل البصرة القديمة.
المعالم الاثرية :
البصرة مدينة فسيحة الأرجاء ذات بساتين كثيرة، وفواكه أثيرة، ليس في الدنيا أكثر نخلا منها، سبخة التربة ملحة الماء لأن المد يأتي من البحر يمشي إلى ما فوق البصرة بثلاثة أيام، وماء دجلة والفرات إذا انتهى إلى البصرة خالطه ماء البحر فيصير ملحا.
والبصرة لم يكن موقعها الذي اختير لها على ماء ولكنه قريب من الفرات على (15) كم منه، ولذلك كانت تعتمد أولا على قناة قديمة جانبية تجري إلى الغرب من الفرات تنفصل عنه في هيت ثم تعود للفرات بعد قليل لتصب في البحر في الموضع المعروف بخور عبد الله وتسمى كرى سعدة. ومع زيادة السكان واتساع المدينة حفرت عدة قنوات من الفرات منها نهر معقل الذي احتفره الصحابي معقل بن يسار أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،ويوجد في البصرة حوالي 635 نهراً . متصلة اتصالا مباشراً بشط العرب من جانبيه الشرقي والغربي . وابرز هذه الانهار :
-نهر الرباط/ وينسب الى رباط مالك بن دينار المتصوف البصري .
-نهر الخندق / حفرهذا النهر ليكون خندقاً ويرجع تاريخ حفره الى عهد القائد العباسي الموفق سنه 270هـ .
-نهر العشار / لايعرف متى تم حفر هذا النهر ، وربما حفره بعض افراد العشائر والاعراب سنة 700 للهجرة كما تقول بعض المصادر وزرعوا النخل على حافتيه .
-نهر الخورة / طوله 10 كم وله عدد من الفروع تمتد الى يمينه وشماله ، وهو من الانهر الجميلة في البصرة
-نهر السراجي/ سمي بالسراجي نسبة الى رجل كان يعمل بصناعة السروج .
-وهناك انهار اخرى في البصرة كنهر الابله ونهر الداكير وابو فلوس وسيحان وبويب وابو سلال وباب الهوى وشتوي والشبطانية وفجة العرب والمقام … الخ
وثمة نهر الأبلة أيضا والنهران يمتدان من البصرة نحو الجنوب الشرقي لكن بساتين الأبة تسقى بالمد والجزر. وثمة فروع شقت من الفرات مثل نهر المرة ونهر الدير ونهر الجاحد ونهر الفيض وكلها سواق صغيرة، وكان منها في البصرة عندما زارها ابن حوقل الرحالة في القرن حوالي (129) نهرا تجري في أكثرها الزواريق. ومع ذلك فقد استخدم أهل البصرة من آلات رفع المياه الناعورات والسواقي. وكانت المياه المختزنة في حوض المربد موزعة في أنابيب من الرصاص إلى مسافة فرسخ ثم يرفع مستوى هذه المياه بواسطة دواليب كبيرة. وقد دمرت هذه المنشآت في سنة 438هـ / 1046 م.
المساجد:
تميزت البصرة أيضا بمساجدها الكبيرة الجامعة، والتي في مقدماتها مسجد البصرة الذي كان بناؤه في بداية أمره بالقصب مثل بقية أبنية المدينة، وعندما اجتاح الحريق مدينة البصرة التهم هذا الحريق المسجد أيضا، فقام أبو موسى الأشعري بتوسيع المسجد وبنائه باللبن والطين وصبغ جدرانه واتخذ له سقفا وكان المسجد في ذلك الوقت مربع الشكل، ولم يبق المسجد على حالته طويلا بل وسع وجدد وأعيد بناؤه أكثر من مرة. وفي عهد زياد ابن أبيه والي البصرة لمعاوية ابن أبي سفيان زيدت في المسجد زيادة كبيرة استجابة لتكاثر الناس في المدينة، وبناه زياد بالآجر والجص وسقفه بالسج، وجعل لصفته المقدمة خمس سوار أتى بها من جبل الأهواز. وبنى منارته بالحجارة وهو أول من عمل المقصورة ونقل دار الإمارة إلى قبلة المسجد ليخرج منها مباشرة إلى القبلة فيصلي بالناس. وكان أمر زياد بجمع الحصى وإلقائه في المسجد حين ر أى الناس ينفضون أيديهم من التراب بعد كل صلاة وقال أخشى أن تصبح سنة. وكان جانب المسجد الجامع الشمالي منزويا بسبب دار بنيت بجانبها فسويت في عهد عبيد الله بن زياد، وفي العصر العباسي ضاق المسجد بالمصلين فأمر الحاكم المهدي بتوسيعه وأدخل فيه عدة دور عام 161هـ / 778 م، وفي عصر هارون الرشيد وسع المسجد مرة أخرى وأدخلت فيه دار الإمارة وصار من أوسع مساجد البصرة الجامعة آنذاك، وصار له ثمانية عشر مدخلا، وتعد عمارة المستنصر بالله أروع ما حدث في المسجد من عمارة. ومع تكاثر العمران لم يعد المسجد متوسطا تماما للمدينة، فبني جامع آخر في الأسواق، كما بني جامع ثالث على أطراف البلد على سيف البحر هو جامع العلافين. ومن المساجد أيضا التي تميزت بها البصرة مسجد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان في وسط البصرة، وهو من أحسن المساجد، وصحنه متناهي الانفساح، وكان مفرش بالحصباء الحمراء التي يؤتى بها من وادي السباع، وفي هذا المسجد المصحف الكريم الذي كان عثمان يقرأ فيه لما قتل، ولهذا المسجد سبع صوامع.
-الحمامات:
تميزت مدينة البصرة بحماماتها الكثيرة، وأول حمام اتخذ فيها حمام عبد الله بن عثمان ابن أبي العاص الثقفي، ثم حمام فيل مولى زياد ابن أبيه وحاجبه ثم حمام مسلم ابن أبي بكرة، وكان مسلم يستغل من حمامه ألف درهم في اليوم، فمكثت البصرة دهرا وليس بها سوى هذه الحمامات، وكانت لا تبنى فيها الحمامات إلا بإذن السلطان، فما لبث أن كثرت الحمامات في البصرة حتى صارت في أواسط القرن الأول الهجري أحد عشر حماما. وكان من أشهر هذه الحمامات حمام فيل وكان يضرب به المثل،وحمام بلج المنسوب إلى بلج بن كبشة التميمي.
-الأسواق:
كانت بالبصرة على مدار عمارتها عدة أسواق منها سوق الإبل قرب المربد، وسوق البزازين ومعظمهم من اليمنيين، وسوق العلافين والقصباء، وسوق الشعارين في باطنه، وسوق الدباغين، وسوق غزالة، وسوق القصابين، وسوق الثبوذكية ، وسوق الصابونيين، وسوق التماريت، وسوق الخلالين وهي سويقة قديمة. الأسوار: كانت البصرة بحكم موقعها بعيدة عن أي تهديد لخطر خارجي. ولكن في عام 155هـ / 771 م في عهد المنصور بني سور يحيط البصرة ومن حوله خندق، وكان ذلك بسبب تكاثر غارات الميد البحريين عليها ما بين سنتي 141-153هـ / 75 9 -770م. وهم قوم من القراصنة من أطراف كرمان على المحيط الهندي اجترئوا على الصعود في الخليج العربي، ثم أتوا دجلة البصرة فكانوا ينهبون ويخربون فيه ويقطعون طريق تجارة البصرة إلى الهند والصين حتى وصلت مهاجمتهم إلى جدة على البحر الأحمر. فكان ذلك بداية إلى إنشاء أسطول أمر به المنصور ليعبر الخليج ويضربهم. ومن ناحية أخرى فقد أقام أهالي البصرة سورا يحميها وخندقا على حساب أهلها أنفسهم.
المكانة العلمية
أصبحت البصرة بعد تمصيرها عام 14هـ / 636 م. مركزا علميا التقت فيه الثقافات المختلفة إلى جانب الثقافة العربية المتمثلة بالقرآن الكريم وسنة النبي -صل الله عليه وسلم- وبالشعر واللغة والأخبار، وكانت البصرة منذ تأسيسها تموج بالعلماء وتحفل بالشعراء، وتضم اللغويين والنحاة، وتعنى بما يترجم وترعى المثقفين، ولم تمض سنوات طويلة حتى أصبحت أهم الأمصار الإسلامية تتدفق منه أسراب العلماء وتفد إليها قوافل الطلاب وتصخب بالمجالس العلمية التي تثار فيها شتى الموضوعات، فقد كانت منبرا حرا يعلن الناس آراءهم فيه. ولعل أبرز صفة امتازت بها البصرة هي أنها كانت موطن المتكلمين والمتناظرين ومهد الاعتزال. وكان الجاحظ يخرج مع أستاذه أبي إسحاق النظام وغيره يلتمسون الرياضة ويبتغون الحديث ويتناظرون في شيء من الكلام. وكان يقول: "وقد علم الناس أن الكلام مقصور على أهل البصرة، وأنه ليس لسائر الأمة إلا ما صار إليهم من فضالاتهم وما نقلته عنهم". وقد رأى الجاحظ عند داود بن محمد الهاشمي كتابا في الحيات أكثر من عشرة مجلدات.
-المكتبات:
مما اشتهرت به مدينة البصرة وجود العديد من المكتبات العامة كان من أشهرها مكتبة ابن سوار، وكان الواقف لهذه المكتبة أبا علي ابن سوار الكاتب المعاصر لابن النديم في القرن الرابع الهجري، وكانت هذه المكتبة هي أول مكتبة توقف بعد أن أقر العلماء عملية وقف الكتب، وذلك بعد جدل عنيف حول هذا الموضوع. وقد أحرقت هذه المكتبة على يد أحد المنجمين وكان يسمى (تليا) حيث حرض أحد شيوخ القبائل التي تنزل بالقرب من البصرة وحثه على الإغارة على المكتبة فهاجمها ودخلها وأخذت قبيلته في نهبها وحرقها. وبذلك أصبحت البصرة من أكبر مراكز الحياة العلمية فكان بها عدد كبير من العلماء الذين نبغوا في علوم النحو واللغة فكان من علمائها أبو عمرو ابن العلاء، والخليل بن أحمد، والأصمعي، وأبو الأسود الدؤلي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي، وأبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وسيبويه، واليزيدي، ويونس بن حبيب وغيرهم.
-دور العلم:
كانت المساجد دورا للعلم يلتقي فيها الناس ويأخذ بعضهم عن بعض، وكان جعفر بن الحسن أول من اتخذ مسجد البصرة حلقة وقرأ القرآن في مسجد البصرة. وكان المسجد الجامع في البصرة يقوم بدور كبير في نشر العلم، وكانت المساجد الأخرى المنتشرة في البصرة تقوم بمثل ما يقوم به المسجد الجامع، ومن تلك المساجد مسجد بني عدي، ومسجد بني مجاشع، ومسجد حدان، وهي مما بناه زياد ابن أبيه. وكانت دور سراة البصرة منتديات يغشاها الشعراء والعلماء البصريون، ومن تلك الدور دار إسحاق بن سليمان الهاشمي الذي كان يهتم بجمع الكتب كثيرا. ودار محمد بن علي بن سليمان الهاشمي، وكان من روادها إبراهيم النظام، وكان يجري فيها بعض تجاربه على الحيوانات، ودار جعفر بن سليمان التي كانت تقوم فيها المناقشات، ومن ذلك ما كان بين الأصمعي والمفضل الضبي، ودار آل نوبخت التي كان الشعراء والعلماء يفدون إليها، وممن كان يفد عليها أبو نواس، ودار مويس بن عمران التي كانت منتدى يغلب عليه طابع المتكلمين، غير أنه كان يستقبل في هذا الدار غير المتكلمين من الأدباء والعلماء وأهل الحديث، وكانت دار مويس مرتعا لكثير من أصدقائه يفدون عليه ويأكلون عنده وكان كريما، ودار جعفر ابن أبي جعفر المنصور التي كانت منتدى يفد الناس إليه. وكان لهذه الدور أهمية في الثقافة، لأنها كانت تجمع العلماء والأدباء والمتكلمين، وكانت تثور فيها المناقشات وتعرض شتى الموضوعات كالكلام في الفرق والعقائد والنحو والأدب والغناء والأخبار.
-المدارس:
كانت بعض المدارس النظامية قد أنشئت إلى جانب دروس المساجد ودور العلم، وأهم هذه المدارس مدرسة النظامية التي أمر بتشييد هذه المدرسة الوزير السلجوقي نظام الملك، الذي اشتهر بإنشائه المدارس للشافعية. ومدرسة الشيخ حسن بن دويرة والتي أنشأها الشيخ حسن بن دويرة وكانت هذه المدرسة للحنابلة. وكذلك مدرستا باتكين آقسنقر باتكين التي كانت إحداهما للحنابلة والأخرى للطب، وذلك عندما سلمت البصرة له بحربها وخراجها جدد مدارس كانت بها وقد دثرت، وأ نشأ مدرسة للحنابلة ولم يكن يعرف بالبصرة لهم مدرسة، وعمل مدرسة يقرأ فيها علم الطب، ووقف في جميع المدارس كتبا وانتشر العلم في زمانه. وهذه هي المدرسة الوحيدة من بين مدارس العراق التي كان يدرس فيها الطب بصورة مستقلة. وقد أنشئ فيها في القرن الرابع الهجري مدرسة عظيمة طار صيتها في الآفاق، ودعي أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا، وقد بثوا العلوم الدينية والفلسفة بمؤلفات ومصنفات كثيرة. وقد كان هناك تأثيرا ثقافيا متبادلا بين مدارس بغداد ومدارس مدن العراق الأخرى ومن ضمنها البصرة، فضلا عن أن نوعية المواد والعلوم كانت متشابهة، تعتمد في الأساس على العلوم الدينية كالتفسير والفقه، يضاف إلى هذا كله فإن مدرسة ابن دويرة كانت من المدارس المهمة في البصرة وكان الشيخ عبد الرحمن بن عمر كان من علماء المدرسةالمستنصرية المشهورين ودرس بها . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:34 am | |
| صنعاء
عاصمة الجمهورية اليمنية ، من المدن الأثرية الجميلة في العالم الإسلامي ، وتقع في الجزء الجنوبي من سلسلة جبال السروات المعروفة على ارتقاع نحو 2.300 مترا عن سطح البحر، ويطل عليها من الجهة الشرقية جبل "نقم" الشهير ، ومن الناحية الغربية جيل "عصر" وجبل "عبيان"،و تقع على خط عرض 15 ، 23ْ شمالا وخط طول 44 ، 12ْ شرقا.
وتعتبر صنعاء من أقدم المدن في العالم ، وقيل إن من أسسها هو سام بن نوح عليه السلام وتحمل صنعاء اسم (مدينة سام) إلى اليوم، وتسمى أيضا(آزال) وهو اسم ورد في كتاب العهد القديم (التوراة) وهو اسم لأحد أبناء يقطن بن عار. وأصل الكلمة في اللغة اليمنية القديمة بمعنى القوة والمنعة فكلمة (صنع) تعني حصن ومنع و(تصنع) يعني تحصن.
تاريخها إلى العصر السبئي ، وأقدم ذكر لها في نقوش المسند يعود الى أواخر القرن الميلادي الأول ..ظلت على مر ألزمان إما مدينة هامة أو عاصمة لأحدى الدول الحاكمة .. كما كانت محطة هامة على طريق التجارة .. والقرأن الكريم يسجل تاريخها العظيم في رحلتي الشتاء والصيف..
أما أقدم ذكر لمدينة صنعاء في النقوش اليمنية القديمة فيعود إلى عهد(هلك آمر بن كرب إيل وتار يهنعم) ملك سبأ وذي ريدان الذي عاش في القرن الأول الميلادي، ثم يتكرر ذكر صنعاء في النقوش بعد القرن الأول مرارا وخاصة في القرن الثالث الميلادي، ولاسيما في عهد الملكين السبئيين (أبي شرح يحصب، ويأزل بين) في حوالي منتصف القرن المذكور.
وفي حوالي عام 530 ميلادية ظهر أبرهة الحبشي- صاحب الفيل والذي أراد هدم الكعبة المشرفة في السنة التي ولد فيها النبي صل الله عليه وسلم- بعد سقوط الملك اليهودي ذى نواس الذي اضطهد النصارى في صنعاء، وقد جعل أبرهة من هذه المدينة مقرا للوالي الحبشي بعد أن أطاح بمنافسه الحبشي أرياط. وقد زين المدينة بالكاتدرائية المسيحية التي تعرف بقليس -ekklesia- كما جلب مواد البناء من أطلال مأرب، أما العمال فقد بعث بهم إمبراطور الروم وكذلك الفسيفساء.
وفي عام 570 ميلادية استدعت أسرة ذي يزن وهي الأسرة اليمنية الحاكمة القديمة (وهزر) القائد العسكري لكسرى الأول أنو شروان فاستطاع أن يخرج من صنعاء مسروق بن أبرهة الثاني وخليفته ثم أقام فيها بادئ الأمر حكما مشتركا مع ذي يزن ثم انفرد الفرس بالحكم وتولاه ابن وهرز فحفيده ثم ابن حفيده. وظل الأمر كذلك حتى عام 10هـ / 631 م عندما دخل باذان خامس هؤلاء الولاة في الإسلام. وقد انتشر الإسلام في اليمن بسرعة منذ ظهوره. وازداد انتشاره بعد أن فتحها المسلمون عام 16هـ / 636 م، وكان أهل اليمن من أوائل الذين آمنوا بالرسول ونصروه، كما كان لهم أثر كبير في نشر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية.
ولكن صنعاء ما لبثت أن وقعت عام 11هـ / 632 م في قبضة خصم النبي صل الله عليه وسلم عبهلة بن كعب الأسود الذي تحصن في غمدان وظل يقبض على أزمة الأمور فيها ثلاثة أشهر. ولما توفي النبي صل الله عليه وسلم دخلت فتنة عبهلة في محاولة للانفصال عن الدولة الإسلامية في المدينة وقد وجدت حكومة الخلافة في المدينة سندا قويا لها في طائفة من أبناء اليمن كان يطلق عليهم (الأبناء) وهم أشراف الفرس المستعربين. وفي نفس العام تمكن فيروز الديلمي بمساعدة المهاجر ابن أبي أمية بن المغيرة من رد السيادة الإسلامية إلى صنعاء واليمن العليا. وقد تهدم حصن غمدان في ذلك القتال المرير. ويحكى أن هذا الحصن كان قد أعيد بناؤه قبل ذلك في العهد الحميري على يد عمرو ابن أبي شرح بن يحصب الذي ورد ذكره في النقوش. وقد ساد السلام بعض الشيء بعد الفتح، حيث عامل أولو الأمر في المدينة الأشراف في صنعاء وما جاورها برفق وحكمة.
وكان يعلى بن منبه الذي عينه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة للمهاجر لا يزال واليا على صنعاء عندما استخلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجهه ولكن عليا عزله وولي مكانه عبيد الله بن عباس. ولما تولى الصحابي الجليل معاوية ابن أبي سفيان الخلافة استبدل عبيد الله بن عباس بآخر هو بسر ابن أبي أرطأة. وقد خرج أهل اليمن مع الفتح الإسلامي في جيش عمرو بن العاص، فاستقر عدد كبير من المجاهدين ومن القبائل اليمنية في بلاد الشام وفي مختلف أقطار العالم الإسلامي. وقد تعرضت اليمن إلى هجمات أجنبية، بما فيها الهجمات الصليبية والمغولية، ثم الهجمات البرتغالية والهولندية والبريطانية. ولكنها استطاعت في أواخر القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي قوات صلاح الدين الأيوبي ثم قوات المماليك التصدي للهجمات الصليبية والمغولية، والوصول إلى مدخل البحر الأحمر من أجل حمايتها. وفي عام 876هـ / 1517 م وبعد سيطرة العثمانيين على مصر، أعلنت اليمن ولاءها للسلطان العثماني سليم الأول. كما خضعت اليمن ل لحكم المصري عام 1194هـ / 1835 م في عهد والي مصر محمد علي باشا. واستمرت اليمن لسنوات طويلة في مرحلة الصراعات الدولية بين الدول الأوربية والدولة العثمانية، إلى أن احتلت القوات البريطانية عدن عام 1198هـ / 1839 م، واستمر الشعب اليمني يئن من وطأة الاحتلال الإنجليزي والصراعات الدولية، وقام بثورات عديدة من أجل ضم عدن وملحقاتها إلى الوطن الأم اليمن. وفي عام 1306هـ / 1947 م انضمت اليمن وكانت تعرف باسم المملكة المتوكلية اليمنية إلى هيئة الأمم المتحدة، كما انضمت إلى جامعة الدول العربية عام 1313هـ / 1954 م، ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية عام 1321هـ / 1962 م.
المعالم الأثرية :
تتميز صنعاء بتنوع آثارها وحضارتها. ومما يميز صنعاء ذلك التراث المعماري اليمني، وهو أكثر ما يلفت النظر في العاصمة ومختلف المناطق اليمنية، بالإضافة إلى النقوش الدقيقة والرائعة التي تظهر على جدران المنازل والقصور والمساجد والقلاع. ويعد سد مأرب من أشهر السدود التي عرفت على مر التاريخ وهو يعتبر من عجائب الفن الهندسي. وقد شيد أساسا لتنظيم الري ووقاية العاصمة من أخطار الفيضانات الموسمية التي تصيب مأرب في شمال شرقي صنعاء. وقد حرصت الحكومة اليمنية على الاحتفاظ بالطابع المعماري اليمني التراثي حتى عند بناء المباني الحديثة، بما فيه مباني الوزارات، غير أن هناك بعض الاخترقات الغربية المحدودة في العمارة الحديثة.
أولا المساجد: يعتبر الجامع الكبير بالنسبة لمدينة صنعاء أشهر معلم إسلامي، فقد تم بناؤه بناء على أوامر الرسول صل الله عليه وسلم. واختلف فيمن قام بتأسيسه فقيل الصحابي الجليل معاذ بن جبل وقيل هو الصحابي وبر بن يحنس الأنصاري وقيل بل الصحابي فروة بن مسيك المرادي. وقد تم إصلاحه بأمر من الوليد بن عبد الملك وسار على نهجه الولاة من بعده. وتوجد بالمسجد مكتبة عامة، هي من أكبر المكتبات في العالم العربي، تحتوي على نفائس الكتب والمخطوطات النادرة. ويقال بأن هذا الجامع الكبير أقيم على أنقاض قصر غمدان، وقد عرف الجامع باسم الجامع الكبير أو جامع السيدة أروى بنت أحمد. على أن هناك مسجدا آخر في صنعاء يحمل اسمه ويتمثل اليوم في مصلى العيد خارج المدينة ا لقديمة شمال باب شعوب وقد تعاقبت عليه سلسلة من الإصلاحات والإضافات منها ما شيده الوالي الأموي أيوب بن يحيى الثقفي عام 86 هـ بأمر الوليد بن عبد الملك وأخرى قام بها علي بن الربيع الحارثي عام 134 ومنها ما قام به الأمير اليعفري محمد بن يعفر الحوالي بين عامي 266 و 270هـ وتوالت التوسيعات حتى صار إلى ما هو عليه. كما أوقف عليه أوقافا كثيرة من أشهرها ما أوقفه الأمير أسعد اليعفري. بالإضافة إلى هذا الجامع يوجد في صنعاء جامع البكرية الذي يعتبر مفخرة الفن المعماري الإسلامي وقد كان في صنعاء القديمة مائة مسجد وستة لم يبق منها عامرا بالعبادة إلا أربعين إلى جانب ما بني خارج المدينة القديمة بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م والتي بلغ تعدادها الآن حوالي مائتين وخمسين مسجدا.
ثانيا الأسوار:
كانت الأحياء القديمة بصنعاء محاطة بسور ضخم ترجع أقدم أجزائه إلى أيام الأيوبيين، ويبلغ طول هذا السور نحو خمسة أميال ويخترقه عدد من الأبواب على كل باب حفاظ، وحراس الباب يحملون مفاتيح أبواب السور أو يضعونها في خزانة السلطان، وقد تهاوت بعض أجزاء السور وبقيت بعض أبوابه، وبقيت أسماء هذه الأبواب كما كانت تعرف منذ القديم، وقد كان مجموع الأبواب تسعة، أربعة منها رئيسية وهي أبواب صنعاء القديمة الأربعة (باب اليمن، وباب شعوب، وباب السبحة، وباب ستران) ثم الخمسة الأبواب الأخرى (باب خزيمة وباب البلقة، وباب القاع ، وباب الشقاديف، وباب الروم).
ثالثا القصور:
اشتهرت صنعاء أنها مدينة القصور حيث احتوت على العديد من القصور العظيمة على مر التاريخ، ومن هذه القصور قصر مهم مميز في صنعاء هو قصر غمدان المدفون الآن في صنعاء، وعلى تلاله أقيم القصر، وهو بناء قديم نصفه مخزن للسلاح، والنصف الآخر سجن للمعتقلين، ويعتبر قصر غمدان أول ناطحة سحاب في التاريخ، فهو من بناء القرن الأول الميلادي، وكان لا يزال قائما حتى أوائل القرن الأول للهجرة / السابع الميلادي على عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. ويعد قصر ناعط قصر القصور، إذ تألف من (20) قصر كبير مقامة على قمة جبل تنين بهمدان. ومن هذه القصور أيضا مقر الإمام ويسمى بستان المتوكل ويقع في الشمال الغربي من المدينة العربية. ومن قصور صنعاء المميزة أيضا قصر القليس. ولا يزال بصنعاء كثير من القصور التي شيدتها الأسر الحاكمة المختلفة التي تعاقبت على الحكم هناك.
رابعا الحمامات:
عرف اليمنيون الحمامات قبل الإسلام وكانت تبنى في الغالب بجوار المعابد، كما كانت بعد الإسلام تبنى في الغالب إلى جوار المساجد لصلة النظافة بالطهارة وواجب التطهر (الاغتسال) قبل الصلاة، بالإضافة إلى أنها باتت مظهرا حضاريا للمدينة الإسلامية في عصر ازدهارها. وقد مر الحمام بمراحل كثيرة غير مسجلة حتى استقر على وضعه الحالي والمتوارث منذ بضعة قرون سواء من حيث الشكل وهندسة البناء ومواده، أو من حيث الهدف والتقاليد التي ارتبطت به. ولا يستبعد بأن الحمام كفكرة يمنية قد استفاد من الحمام الطبيعي الذي يهبط إليه بسلم، فجرى إنشاء كل الحمامات تحت مستوى الأرض ولا يظهر منها إلا السقف المبني على شكل قباب بعدد غرفه (التي تسمى خزائن) لها فتحات صغيرة يتسرب منها الضوء عبر قمريات استبدلت بالزجاج في العصر الحديث، وبهذا يحافظ الحمام المبني أساسه بالحجر الأسود ثم بالحبش الأسود، على حرارته التي يكتسبها من فرن كبير يبنى تحته في المؤخرة حيث يعلو الفرن الدست من النحاس مبني عليه بالآجر يفضي إلى خزانة(المغطس) الذي يكون مصدرا للمياه الساخنة لكل خزائن الحمام، وإلى جواره حوض عميق آخر للمياه الباردة، كما ينزل إلى الحمام من مدخله عبر سلم حجري مريح يفضي بعد عبور ممر له إلى ردهة الحمام حيث الاستقبال وغرفة الملابس (المخلع) وبركة (الشذروان). ويتم من خلف الحمام النزول إلى الفرن عبر درجات تؤدي إلى غرفة مستطيلة تسمى (المللة) هي مخزن الوقود الذي كان إلى عهد قريب في معظمه من الفضلات البشرية التي يتم تجميعها من أسفل مخرجات حمامات منازل المدينة القديمة ويتم نشرها حتى تيبس في ساحة مكشوفة منخفضة قريبة من (المللة) تسمى (المضحى) قبل إحراقها في الفرن. أما بقية خزائن (غرف) الحمام وفي رأسها (الصدر) الذي يتوسط خزانتين إحداهما(المغطس) فتكتسب حرارتها من تسرب لهب الفرن تحتها عبر فوهات خاصة تمتد إلى تحت الأرضية والجدران المصلولة بالحبش وتصاعد دفئها من مخارج محكمة لقربه من مصدر النيران وهو المكان الأول - بعد التطهر في خزانة المغطس- الذي يقصده المتحممون للعرق والاستفادة من جوه الحار، وذلك قبل الخروج إلى الخزائن الأخرى المعتدلة الحرارة لتلقي خدمات الحمام على يد الحمامي، أو أحد مهرته من الأساطية الذين يقومون بالتدليك بالكيس والتلييف بالصابون حيث يتحلق المتحممون حول أحواض حجرية صغيرة تزود بالمياه من أنابيب ممتدة من المغطس وحوض المياه البارد الذي بجواره، وقد تستخدم الدلاء لنقل المياه في الغالب، خاصة عند الاغتسال النهائي الذي يتم في خزانة المغطس قبل الخروج إلى (المخلع) حيث تترك الملابس بعهدة الحمامي الذي يقوم بواجب الخدمة ومنها تكييس من يحتاج إلى مثل ذلك نظير مقابل لا علاقة له بأجرة الحمام التي كانت تخضع لتقنين رسمي حدده قانون صنعاء عام 1237هـ / 1822 م ببقشة واحدة من الريال. وقد تصاعدت أجرة الحمام وغيرها من خدماته عبر السنين لكنها كانت دائما متناسبة مع دخل العامة من الناس وذلك باعتبار الحمام مؤسسة موقوفة للخير العام يرعاها وقف خاص وإدارة يتبعها، وهو ما جعل الحمام مستمرا لأداء مهمته والإنفاق على الصيانة والتجديد، في حين يكون دخله -مقابل الخدمات- للحمامي وأسرته والعاملين معه، الذين يتوارثون العمل والمهنة جيلا بعد آخر. ومن أقدم الحمامات في صنعاء وأكثرها شهرة والتي مازالت عامرة روادها حتى الآن: حمام السلطان وهو القائم حتى اليوم في حي (بستان السلطان) غربي السايلة وهو أقدم الحمامات العامة التي تمثل النموذج التاريخي المتوارث والمشهور، وقد حمل اسم بانيه السلطان طغتكين بن أيوب (توفي عام 593هـ / 1397 م) الذي اختط الحي وبنى فيه قصره ودور الأمراء والقادة الأيوبيين ومسجدا والحمام. ومد قناة فأجرى (غيل البرامكة) ليعبر بستان السلطان الذي كان من أحسن الأحياء وأرقاها. وقد هدم القصر الإمام المنصور بن عبد الله بن حمزة المتوفى عام 614هـ / 1217 م حين استولى على صنعاء ونقل بعض أبوابها وأخشابها إلى ظفار وهو حصنه المعروف بـ (ظفار ذيبين). أما الحمام فقد كان آخر من جدده الإمام المهدي عبد الله المتوفى عام 1251هـ / 1836 م بالصفة التي هو عليها إلى الآن. وهناك أيضا حمام شكر وهو من الحمامات القديمة المعروفة، ويقع شرقي سايلة صنعاء في أول الشارع المقابل لقبة المهدي عباس، ويرجع تاريخه إلى زمن أقدم من عام 977هـ / 1569 م حين تم تسجيله في المسودة السنانية ونسبته إلى أسرة صنعانية، ويقال إن هذا الحمام كان خاصا باليهود. وحمام الطواشي وتم بناؤه عام 1028هـ / 1619 م عندما زار اليمن رسول مبعوث من سلطان الهند يعرف بالطواشي، ومعه هدية عظيمة لمحمد باشا الوالي العثماني على اليمن، وخلال مقامه بصنعاء بنى الحمام والمسجد المعروفين باسمه إلى اليوم، وجعل مصالح الحمام وقفا للمسجد. وقد عرف حمام الطواشي بفوائده الطبية وبمغطسه العميق. وهناك أيضا حمام الميدان العامر إلى اليوم وبناه الوالي العثماني حسن باشا الوزير (988-1012هـ / 1580 -1603م) مقابل قصر السلاح في الجانب الغربي من الميدان، وهو الوحيد -مع حمام العرضي المتأخر- الذي بناه الأتراك في صنعاء. ورغم أنه بني على الطراز المعماري اليمني، إلا أنه أدخل عليه بعض الإضافات التركية في ردهة المدخل وخزانة المخلع، وهو من أحسن الحمامات وأوسعها. وحمام الجلاء ويرجع تاريخ هذا الحمام إلى ما قبل القرن العاشر للهجرة / السادس عشر للميلادي، وكان خاصا باليهود في الحي الذي كانوا يسكنونه شرقي السايلة حتى تم نقلهم إلى قاع اليهود بعد عام 1086هـ / 1676 م أيام حكم الإمام المهدي أحمد بن الحسن. وعرف الحي من يومها باسم حي الجلاء. وقد قام المهدي عام 1091هـ / 1780 م ببناء مسجد الجلاء محل (كنيس اليهود)، جنوبي الحمام بعد إجلائهم، وكلا الحمام والمسجد عامر إلى اليوم. ومن الحمامات أيضا حمام المتوكل وهو حمام مشهور عامر، بناه في باب السبح شمالي قبة المتوكل التي بناها أيضا، الإمام المتوكل القاسم بن حسين (1128-1139هـ / 1716 -1626م). وقد قام المهدي عبد الله بن المتوكل أحمد بترميمه وتجديده على الحالة القائمة الآن. وهناك عدد آخر من الحمامات تحمل أسماء أحياء صنعاء القديمة مثل ح مام سبأ وحمام ياسر وهما من أقدمهما، وحمام سوق البقر والبونية وكذا حمام الفيش جنوبي قاع اليهود وحمام العرضي الوالي العثماني الذي بناه داخل مبنى العرضي الوالي العثماني المشير عبد الله باشا عام 1318هـ / 1900 م. وكان حمام علي المبني بجوار بستان (دار الحمد) أحدث حمام قبل ثورة 26 سبتمبر عام 1962م بناه بعد عام 1367هـ / 1948 م سيف الإسلام علي بن الإمام يحيى حميد الدين. وفي السنوات الأخيرة، ونتيجة لتزايد سكان صنعاء توجه بعض الناس في بناء حمامات جديدة خارج نطاق المدينة التاريخية عرف منها ثلاثة هي: حمام النور جنوب باب اليمن، وحمام الجراف شمالها، وحمام الخاوي جنوب سور ما كان يعرف بالعرضي الدفاعي (التموين العسكري) الآن.
خامسا الأسواق:
كانت صنعاء قبل الإسلام حاضرة هامة ومحطة تجارية وسوقا من أشهر أسواق العرب واشتهرت بذلك أيضا بعد الإسلام حتى قيل إنها "كانت وجهة كل تاجر وعالم" وشاع عنها قولهم: "لابد من صنعاء وإن طال السفر وإن تحنى كل عود وإن عقر". أما أسوق صنعاء فقد كانت من أسواق العرب المشهورة قبل الإسلام وقد كانت أسواقا متميزة ومتعددة الأغراض وقد ارتبط توسع السوق بازدهار المدينة ونموها واعتماد المنتجات الحرفية عليه. وفي عام 1974م كان بصنعاء (49) سوقا، و(29) سمسرة تستعمل كمخازن للتجارة ومصارف للتبادل التجاري بالنقود ونزل تقدم خدماتها للمسافرين ودوابهم وبها أماكن لحفظ أمتعتهم. وفي صنعاء حتى اليوم الأسواق المتخصصة على غرار أسواق المدن الإسلامية مثل القاهرة ، و دمشق ، و بغداد ، وبيروت ، و إستانبول ، فهناك سوق النحاسين، وسوق الحدادين، وسوق السلاح، وسوق النجارين، وسوق البنائين، وسوق الأقمشة، وسوق العطارين، وسوق القات وملحقاته. والقات نبات مخدر يمضغ مضغا، وهو من المقتنيات اليومية التي يحرص اليمني على اقتنائها وتناولها. وهناك أسواق أخرى عديدة متخصصة باحتياجات اليمني، غير إن الذي يميز أسواق صنعاء واليمن عامة، صناعة الخناجر المعقوفة، التي يضعها اليمني على وسطه، ولا يستغني عنها أي يمني. ولذا فإن هذه الصناعة من أروج الصناعات اليمنية. والأدوات التي في الأسواق، هي أدوات تماثل الأدوات التي استخدمها اليمني ال قديم من خناجر وسيوف وحلي وصحون وسبحات وأدوات زينة ووصفات شعبية طبية. وشوارع صنعاء تسمى عادة "الحارات"، وتوصل إلى المساجد والأسواق. وقد كان لكل حارة المسجد والبستان والسوق الخاص بها يؤمن للسكان الاحتياجات اليومية من الغذاء والمآكل والخضار والفواكه. وتزرع في صنعاء فاكهة المنطقة المعتدلة جميعا مثل المشمش والكمثرى والتفاح والسفرجل والأعناب والأعشاب العطرة وقد أقام الترك بها أيضا جميع أنواع الخضر بما في ذلك البطاطس. وأشجار النخيل ليست إلا أشجار زينة في مثل هذا الارتفاع الشاهق ويزرع البن هناك وبخاصة على منحدرات جبل نقم.
المكانة العلمية :
بدأ التعليم في اليمن بعد الإسلام أول ما بدأ في المساجد، وانتقل بعدها إلى الزوايا والكتاتيب وبعض المنازل والأماكن العامة والخاصة. واستمرت هذه المؤسسات والأماكن في أداء دورها إلى أن نشأت المدرسة كمؤسسة متخصصة تقوم بوظائف تربوية واجتماعية وثقافية في العصر الحديث. ولا تزال المؤسسات القديمة تؤدي بعض وظائفها في عهدنا هذا. وقد استطاعت صنعاء على الرغم من بعدها وتاريخها الحافل بالفتن والقلاقل أن تسهم في الحركة العلمية الإسلامية، وقد اكتسبت صنعاء بعد الإسلام ملامح جديدة فقد دخلها عدد من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم وأسس فيها واحد من أقدم الجوامع الإسلامية هو (الجامع الكبير) تركزت فيه تعاليم الإسلام وازدهرت فيه العلوم. وقد كان هذا الجامع من الجوامع العامرة بشيوخ الفقه والتلاميذ من العاصمة وخارجها لأن حول الجامع سورا من الغرف المكونة من طابقين أو ثلاثة، وذلك لإيواء الطلاب الوافدين من الأرياف، ولما تواصل التعليم بهذا الجامع، تكاثرت أوقاف الكتب على خزائنه وكان أغلب تلك الكتب تعليمية، ولم تكن تسد حاجة الطلاب فكان الطلاب يشتركون كل اثنين في كتاب يتابعان إملاء الشيخ، وفي عام 1343هـ / 1925 م افتتحت دار العلوم مما خفف التزاحم عن كتب الجامع نتيجة التحاق بعض الطلاب بها.
- المدارس:
أنشئ في عهد العثمانيين العديد من المدارس منها المدرسة السكندرية وبناها إسكندر موز عام 984هـ / 1576 م، ومدرسة العادلية وبناها الوالي مراد باشا وقد خصصت لتدريس الفقه الحنفي وكان إنشاؤها في عام 1005هـ / 1596 م. وفي أواخر القرن التاسع عشر تم بناء العديد من المدارس على أيدي الولاة الأتراك و منها البكيرية ودار المعلمين ومكتب الصنائع والإعدادية والأيتام والبنات ثم المدرسة الرشيدية وقد تم بناؤها من أجل تخريج الموظفين وإعداد الراغبين في الالتحاق بدار المعلمين التي كانت بمثابة البديل عن حلقات الدرس في المساجد وخرجت المدرسة الرشيدية عددا من الكتبة والمحاسبين، كما خرجت دار المعلمين عددا من معلمي المرحلة الابتدائية والمدارس العلمية فيما بعد. ومن المؤسسات التعليمية ذات الأثر الكبير في الحياة الثقافية والعلمية لدى أهل اليمن (دار العلوم) تلك الدار التي أنشأها الإمام يحيى في صنعاء حيث حول دار الاستراحة التي كانت تخص الوالي التركي في ميدان شرارة -ميدان التحرير حاليا- إلى المدرسة العلمية وافتتحها في حفل حافل عام 1343هـ / 1925 م فأصبحت المدرسة العلمية أول دار علوم تنفق الدولة عليها وتضع المناهج الدراسية الخاصة بها، وقد تحمس لها أغنى المزارعين فوقفوا عليها أعداد من المزارع في كل منطقة، وتشكلت لهذه الأوقاف إدارة تسمت بنظارة (الترب والخوالي) وأضيفت إلى هذه الأوقاف مواريث الذين يموتون ولا وارث لهم. وقد تشكلت دار العلوم من ثلاثة صفوف، كل صف أربع شعب. إلى جانب شعبة تسمت بـ"الشعبة التحضيرية" أي: التي تعد الطلاب لدخول الشعبة الأولى، وكان طلاب التحضيرية من خريجي ابتدائيات المدن أو كتاتيب الأرياف، فكانت التحضيرية بمثابة المتوسطة، أما الذين يتخرجون من المتوسطة أو الثانوية فيلتحقون بإحدى الشعب على حسب تقدير هيئة الامتحان التي تحدد الشعبة والصف الذي يلحق بها الطالب. وكان الترقي على حسب امتحان سنوي شفوي، تحضره مجموعة من العلماء المحققين في الفقه واللغة وأصول الدين وعلم البلاغة. إلى جانب أساتذة الدار الذين كانوا يسمون مشايخ فقد كانت دار العلوم تتكون من ثلاثة طوابق تضم اثنتي عشرة شعبة تسمى الشعبة الأخيرة (الغاية). وكان أغلب الخريجين يتعينون قضاة شرعيين أو مديروا مناطق أو كتاب محاكم. وقل منهم من يتقلد وظيفة حسابية أو جمركية أو كتابة تحرير عند مدير منطقة. ووظيفة كاتب التحرير هو الرد على الشكاوى الشعبية إما بتوقيع المدير أو بتوقيعه إذا كانت المسألة عادية أما المدير فلا يسد مسده أحد في الأوامر الرسمية وفي الصلة بينه وبين المقام الإمامي (مقر الحكم) بشهارة أو صنعاء أو تعز. وكان البعض يعود مدرسا في نفس الدار إذا سبقت له ممارسة الإعادة بعد الشيوخ أو التدريس في الشعب الأولى أيام طلبه، وكان التخرج من هذه الدار مضمون الوظيفة غالبا، لأن الدولة هي التي أنفقت على الطلاب. وضمنت لهم الكسوة والسكن إلى جانب الطعام وصرف نصف ريال في كل أسبوع مدة سنوات الدراسة. وفي السنة الأخيرة من الدراسة، كان يجري المقام الإمامي مشروع مرتب من عشرة ريالات للذين لم يحصلوا على وظيفة حتى يحصلوا عليها فتنضاف إلى مرتبه أو يحل محله في قبضها خريج آخر لم يصل إلى التوظيف.
أما الوافدون إلى دار العلوم من الجوامع: كجامع صعدة، وحوث، وثلا. والمدرسة الشمسية بذمار وجامع أروى بجبلة أو جامع زبيد فكانوا يلتحقون بالصف الثاني أو الأول على مقدار تحصيلهم في تلك الجوامع التي كانت تشبه "منهج دار العلوم" وبالأخص الفقه واللغة والبيان. وكان سبب التحاق طلاب الجوامع بدار العلوم يرجع إلى دافعين: التوسع والانتظام في الدراسة. أو ضمان الوظيفة التي يفضي إليها التخرج، وكان يحصل البعض على وظائف في منتصف الدراسة أو ثلثيها. وقد كانت الدولة ملتزمة بتوفير كل كتب المنهج الذي كان يحتوي على ستة دروس في اليوم، لكل درس خمس وأربعون دقيقة وخمس عشرة دقيقة راحة بين الدرس والدرس. وكانت هذه الكتب من مقتنيات مكتبة دار العلوم، توزع في أول العام الدراسي شهر شوال وتعاد في آخر العام الدراسي شهر رجب. وقد كانت مكتبة الدار تضم إلى جانب الكتب الدراسية مقادير قليلة من الكتب الثقافية، أغلبها تراثية من أمثال: نهج البلاغة، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، تاريخ الطبري، مروج الذهب للمسعودي، الأغاني للأصفهاني ، ديوان الحماسة لأبي تمام، الاتفاقيات التي عقدها الإمام يحيى مع الدول. ومن مطلع الخمسينات إلى ثورة سبتمبر 1962م تكاثرت كتب المكتبة، إذ أمر الإمام أحمد بمصادرة ما كانت تضم مكتبات الدستوريين وضمها إلى مكتبة دار العلوم، فأضيف إلى المكتبة. ديوان شوقي، وديوان البحتري، ونظرات المنفلوطي، وحاضر العالم الإسلامي، وسيرة ابن هشام... وأمثال هذه الكتب. وبعد الثورة تم تحويل دار العلوم إلى مدرسة الوحدة ثم حملت المدرسة المجاورة لها هذا الاسم فأصبحت دار العلوم الآن سكنا للطلاب الذين لا سكن لهم في المدينة وما تزال كذلك.
العلماء:
لم يزل بصنعاء دوما عالم مجتهد وفقيه أصولي وأديب شاع ر أصيل، ففيها وضع عبيد بن شريه قصصه التاريخية أساس شهرته التي دفعت معاوية ابن أبي سفيان إلى استدعائه إلى بلاطه، كما أن زميله الأصغر وهب بن منبه الذي توفي في صنعاء أشاد به مواطنوه باعتباره حجتهم الأولى في القرآن الكريم. ومن أعيان علمائها وصاحب القدر العظيم في المعرفة بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم وهو الإمام الجليل عبد الرزاق بن همام بن نافع المتوفى في صنعاء عام 211هـ / 827 م. وقد روى عنه جماعة من أعلام وأئمة أهل الحديث المشهورين منهم سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، والإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه(شيخ البخاري)، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعلي بن المديني، وأحمد بن منصور الرمادي، والشاذكوني. كما تعرف صنعاء بأنها البلد الذي ولد به وتوفي العالم الموسوعي الحسن بن أحمد الهمداني . ومن الشعراء علقمة ذي جدن ووضاح اليمن وعبد الخالق ابن أبي الطلح الشهابي وغيرهم.تاريخ مدينة صنعاء https://www.alarabimag.com/download/?book=21428
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:41 am عدل 1 مرات |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:35 am | |
| الموصل
تقع شمال العراق على بعد 396 كيلومتر شمال العاصمة بغداد. وهي مدينة تاريخية قديمة قامت على أنقاض مدينة نينوى الأشورية. وهي أكبر مدن الشمال العراقي، وثالث أكبر مدن العراق. ويقطن الموصل سكان من أصول عربية، أما خارجها فيسكن الأكراد.وقد سميت الموصل بالحدباء وكما نسبه ياقوت الحموي الى احتداب في دجلتها واعوجاج في جريانه . الا ان الرحالة الشهير ابن بطوطة يعزوه الى قلعتها الحدباء . ويقول صاحب منهل الاولياء عن سبب تسميتها بالحدباء . لانحداب أرضها لان البيوت والمحال فيها لم تقع على مستوى من أرضها بل بعضها نشز وقلاع ، وبعضها في واد منخفض . ويعود تاريخها إلى عام 1080 قبل الميلاد عندما اتخذ الآشوريون مدينة نينوى عاصمة لهم وحصنوها فأقاموا حولها القلاع، ومنها القلعة التي كانت في الجهة الغربية من دجلة تقابل مدينة نينوى، وتقع هذه القلعة فوق "تل قليعات" الذي يشرف على السهول الغربية المقابلة لمدينة نينوى، كما يشرف على السهول التي بين نينوى والموصل. كانت هذه القلعة -الحصن- النواة لمدينة الموصل، فإن مناعة الموقع، وخصب السهول المجاورة لها، وقربها من دجلة، ووجود حامية في الحصن، ووقوعها على طريق رئيسية تصل بين طرفي الهلال الخصيب كل هذا شوق الناس على أن يسكنوا حول هذا الحصن المذكور، وأخذت البيوت تزداد على مر السنين. وفي سنة 612 قبل الميلاد سقطت مدينة نينوى فدمرها الأعداء وقتلوا أهلها، ولم ينج من سكانها إلا القليل، ولا شك أن التخريب والقتل أصاب الحصن الغربي ومن حوله. وبعد أن هدأت الأحوال واستتب الأمن في البلاد، تراجع بعض السكان الذين سلموا من سيوف الأعداء إلى نينوى، وأسسوا لهم حصنا على"تل توبة" في نينوى، كما أن قسما منهم رجعوا إلى الحصن الغربي فرمموه وسكنوا فيه. فصار قرب دجلة حصنان أحدهما" الحصن الشرقي" وهو الذي فوق "تل التوبة" يقابله في الجهة الغربية من دجلة " الحصن الغربي" الذي فوق "تل قليعات".
وفي القرن الرابع قبل الميلاد ازدادت العمارة حول الحصن الغربي وصار قرية لها شأن يذكر وقد كان يطلق عليها مسبلا وقد أصبح لها شأن بعد سقوط نينوى لموقعها المهم الذي يصل بين عدة أقطار، وهذا الموقع نفسه سبب للمدينة ويلات ومصائب عديدة، فقد كانت ساحة للحروب التي استعرت نيرانها بين المتنازعين على الحكم، فكانت الجيوش تكتسحه فتدمر ما به.
وفي عهد كسرى الأول أنوشروان 521 / 579 م كانت الحرب سجالا بين الروم والفرس فأغار الروم وخربوا الموصل، وفي عهد كسرى أبرويز بن هرمز 579 / 590 م اهتم بتعزيز موقع الموصل. فبنى فيها عدة دور وحصنه ا، وأتى ببعض الفرس وأسكنهم فيها فتوسعت المدينة وكانت من معاقل الفرس القوية التي تصد زحف الروم عنها. وقد لاقت الموصل اهتماما كبيرا من أردشير وسميت باسمه "نيو أردشير " أي أردشير الجديدة وأما الكتبة الآراميون فكانوا يسمونها "حصن عبورايا" أي الحصن الغربي، أما العرب فقد كانوا يسمونها "خولان" كما كانوا يطلقون عليها الحصنين.
وقد تم الفتح الإسلامي للموصل في عام 16هـ / 637 م والقبائل التي اشتركت في الفتح هي (تغلب وأياد والنمر) بقيادة ربعى بن الأفكل العنزي. وقد كانت هذه القبائل منتشرة بين تكريت والموصل ، وقد سكن قسم من هذه القبائل الموصل بعد الفتح، والقسم الكبير منها استمر في الزحف على البلاد المجاورة وخاصة أذربيجان وأرمينيا. وفي عام 17هـ / 638 م عين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتبة بن فرقد السلمي واليا على الموصل وهو الذي بنى المسجد الجامع، وإلى جانبه دار الإمارة، وكان بها أحد الأجناد الستة التي جندها الفاروق وجعلها تابعة للكوفة.
وفي خلافة عثمان بن عفان كثرت هجرة القبائل العربية إليها خاصة بعد أن توطدت الأمور واستقرت الفتوحات، وأخذ العرب يقطنون البلاد المفتوحة ويتخذونها مقاما لهم. وأول من نزلها من القبائل هي الأزد وطى وكندة وعبد قيس. ونزل منها أربعة آلاف، وأمر عليهم الخليفة عثمان بن عفان "عرفجة بن هرثمة البارقي" وسعى البارقي في توسيع الموصل وتعميرها فاختط منازل العرب فيها، ووسع الجامع الذي كان قد بناه عتبة بن فرقد السلمي. وفي عهد الخليفة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه زادت الهجرة إلى الموصل، فهاجرت القبائل العربية من الكوفة و البصرة ، وهكذا توسعت الموصل واتخذها العرب دار إقامة لهم.
وانقضى عهد الراشدين، والموصل في توسع دائم حتى صارت من أمهات أمصار الجزيرة وبلغ خراجها في خلافة معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه أربعة ملايين درهم. واهتم الأمويون بالموصل كثيرا نظرا لأهميتها الحربية والتجارية فكانوا يولون عليها أقدر الولاة وأحزمهم، وكثيرا ما كانوا يولون عليها من ثبت عندهم حبه للإصلاح والعمران. وقد سكن الموصل من الخلفاء الأمويين هشام بن عبد الملك، وذلك قبل أن يولى الخلافة، فبنى له قصرا في ربطها الأسفل، وزرع النخيل والأثمار حوله، وبقي القصر إلى سقوط الدولة العباسية، فأقطعه أبو جعفر المنصور السحاج بن وائل الأزدي الذي ساعدهم على الأمويين.
وقد توالى على الموصل عدد من الولاة زادوا في خطتها، فقد أحاط سعيد بن عبد الملك الموصل بسور ورصف طرقها بالحجارة، وبنى بها مسجدا عرف بـ"مسجد عبيدة" نسبة إلى مؤذنه، كما بنى فيها سوق سعيد. ثم ولى عبد الملك أخاه محمد بن مروان الموصل، فجدد سور الموصل، وربما أكمل السور الذي بناه ابن أخيه سعيد، أو أنه وسعه في الأماكن التي توسعت إليها المدينة. وفي عام 106-113هـ / 724 -731م تولى الموصل الحر بن يوسف الأموي الذي وجد نهر دجلة بعيدا عن المدينة، وأن السكان يلاقون عناء ومشقة في نقل الماء، فشق نهرا من قرب دير مار ميخائيل، وسيره محاذيا للتلال التي تطل على حاوي الكنيسة، وأجراه تحت المدينة في مجرى دجلة الحالي، بدأ بهذا العمل عام 108هـ / 726 م واستمر به العمل إلى عام 115هـ / 733 م فأتم فتحه الوليد ابن تليد العبسي وأراح الناس وعرف بـ"نهر الحر"، ورصفوا شارعا محاذيا لمجراه، وغرسوا على جانبيه الأشجار، فكان أهل المدينة يتنزهون به في الأمسيات، وبنى الحر قصره المعروف بالمنقوشة. وكان من القصور المشهورة، بناه عام 106هـ / 724 م، وهو قصر منقوش بالساج والرخام الأبيض المصقول والفصوص الملونة والفسافس. وكان من أجمل القصور في زمانه، وبقي القصر إلى القرن السابع الهجري. ثم تولاها مروان بن محمد مرتين (إحداهما 102- 104هـ / 720 - 722م والثانية 126- 127هـ / 743 - 744م. وكان أول من عظم الموصل وألحقها بالأمصار العظام، وجعل لها ديوانا يرأسه، ونصب عليها جسرا، ونصب طرقاتها وبنى عليها سورا، وهدم المسجد الجامع ووسعه وبنى له منارة، وأحاطه بأسواق، فكانت أسواق الموصل الرئيسية حوله. وعلى هذا فقد صارت الموصل قاعدة بلاد الجزيرة بعد أن كانت مدينة تابعة للكوفة.
وفي العصر العباسي الأول نكبت الموصل على أثر ثورة أهلها على محمد بن صول سنة 133هـ / 750 م وفتك بها العباسيون فتكا ذريعا، حتى أن أسواقها بقيت معطلة عدة سنين، وكان هذا على يد يحيى بن محمد أخي السفاح. وفي عام 133هـ / 750 م ولى المنصور عليها عمه إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس، ولما دخل البلد وجدها بحالة يرثى لها، فجمع الناس وخطبهم ووعدهم بحسن السيرة فيهم بأن يرد عليهم المظالم، ويعطيهم ديات من قتلهم يحيى، وكتب إلى المنصور يعلمه بسوء حال البلد وخراب ه. فكتب إليه المنصور أن أرفق بالناس وتألفهم. فأخذت المدينة تستعيد مركزها الاقتصادي حتى بلغت جبايتها في خلافة هارون الرشيد (24.000.000) درهم و(20.000) رطل عسل. مع العلم بأن المهدي كان قد خزل منها كورة دراباذ وكورة الصامغان. ومع أن المعتصم خزل منها أيضا كورة تكريت وكورة الطيرهان فإنه بلغ ما كان يجبى منها ومن أعمالها في خلافته ( 6.300.000 ) دينار كان هذا في الربع الأول من القرن الثالث الهجري.
وفي أواخر القرن الثالث للهجرة / التاسع الميلادي ملكها بنو حمدان فاهتموا بالزراعة كثيرا، فغرسوا فيها الأشجار، وكثرت الكروم وغرست الفواكه، وغرست النخيل والخضر، وكانوا يعنون بزراعة القطن والأرز والحبوب. وبلغ خراج الحنطة والشعير فيها خمسة ملايين درهم. وخلف العقيليون الحمدانيين في حكم الموصل سنة 368- 486هـ / 979 - 1093م وخلال مدة حكمهم تنازعوا فيها على الحكم وسبب هذا تأخر المدينة عما كانت عليه. ثم انتزع السلاجقة منهم البلاد، وزادت الاضطرابات والحروب بين أمرائهم على الحكم ولاقت المدينة ويلات كثيرة ومصائب، فتأخرت فيها التجارة وقلت المزروعات وهجر قسم كبير من سكان الموصل مدينتهم، وهكذا تقلصت عما كانت عليه، حتى استولى الخراب على أكثر أحيائها. وفي رمضان من عام 521هـ / 1127 م تسلم عماد الدين زنكي الموصل وبدأ بذلك العهد الأتابكي لحكم الموصل- ولما تسلم عماد الدين الموصل أقام بها يقرر أمرها ويصلح قواعدها وكانت الموصل هي المركز بالنسبة إليه فانطلق منها ليوسع دولته خاصة بعد أن وجد البلاد مقسمة بين الأمراء وكل واحد منهم قد استأثر بولايته لا يهمهم من أمر البلاد سوى جمع ما يقدر على جمعه من أي طريق كان، كما استفحل خطر الصليبيين واحتلوا أكثر البلاد السورية ووصلوا إلى أسوار حلب فحشد عماد الدين جيوشه وبدأ بأمراء الأطراف ثم سار إلى حلب فاستبشر به أهلها خاصة لما كانوا يقاسونه من النزاع بين الأمراء فضلا عما يصيبهم من مضايقة الصليبيين لهم حتى كانوا يقاسمونهم في بعض محاصيلهم، ثم توجه إلى حماة فاستولى عليها عام 524هـ / 1130 م، ثم التفت إلى ما جاوره من حصون النصارى فهاجمهم ودخل معهم في معارك كبيرة كان فيها مؤيدا من الله بالنصر العظيم عليهم فهابه النصارى، وأصبح أعظم قائد في الهلال الخصيب، وصار ملكه يمتد من شهرزور شرقا، إلى قرب سواحل سورية غ ربا ومن آمد وديار بكر وجبال الأكراد الهكارية والحميدية شمالا إلى الحديثة جنوبا. وفي عهد العثمانيين كانت الموصل إحدى الولايات التابعة للخلافة العثمانية وقد تمكنت في حكمها المحلي والإقليمي الأسرة الجليلية 1136- 1249هـ / 1724 - 1834م التي تنتمي إلى مؤسسها عبد الجليل.
وكان من أبرز أبناء الأسرة الجليلية الوزير محمد أمين باشا الذي منح لقب "الغازي" نظرا لاشتراكه في الحرب العثمانية - الروسية عام 1184هـ / 1770 م كسردار للجيوش العثمانية، وقد أسر من قبل الروس، وفك أسره بعد حوالي خمس سنوات، فقابل السلطان عبد الحميد الأول 1180- 1203هـ / 1774 - 1789م الذي وكل إليه مهمة تعديل نظام بلاد الشرق والعراق وولاه العراق ولكنه توفي سنة 1181هـ / 1775 م، قبيل الشروع بمهمته الكبرى. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وقعت الموصل تحت الاحتلال الفرنسي وظلت كذلك تحت الحكم الفرنسي حتى نالت العراق الاستقلال، وهي الآن مدينة من أهم المدن العراقية التي تحظى بمكانة عالية.
بعض المعالم الاثارية:
- جامع النبي يونس : يقع في الجهة الشمالية الشرقية من نهر دجلة فوق تل النبي يونس حيث ذكر بان الزهاد والنساك كانوا ياوون اليه ،وقد عرف ايضا باسم مسجد التوبة وقد عثر عام 767هـ على قبر النبي يونس لذا سمي بجامع النبي يونس .
- الجامع النوري(الكبير) : يقع وسط مدينة الموصل وقد انشا عام 566-568 ابرز اثر باق في الجامع منارته التي تبلغ ارتفاعها من 52-54م ،نظراً لعظم الميل الحاصل بها قدمت عدة دراسات لاجراء ترميمات عليها .
- الجامع الاموي : يقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الموصل القديمة بني في عهد عمر بن الخطاب عام 16هـ –637م .ولم يبقى من اثاره المهمة سوى صدر المحراب والعقد الذي يعلوه الذي ثبت بالجامع النوري .
- جامع النبي شيت : استظهر قبر النبي شيت عام 1057 هـ ثم تم بناء مرقد للنبي شيت ثم عمر بجانب المرقد جامع للصلاة سمي جامع النبي شيت عام 1206 وفيه غرفة مثمنة للدراسة لاتزال الى يومنا هذا. - مزار الامام عون الدين (ابن الحسن) : يقع جنوب شرق الموصل .
- تل النبي يونس : يقع داخل مدينة الموصل الأثرية ويضم قصر اسرحدون وقصر سنحاريب ويعتبر من اثمن ما بقى من مدينة نينوى حيث لم تمتد اليه ايد العبث والتخريب ويسمى ايضاً (تل التوبة ). - تل قوينجق: استكشفه العالم الاثري ب.أ بوتا 1842م-1851م حيث اماط اللثام عن قصر اشور بانيبال ومكتبته العظيمة . - تل الرماح: يقع غربي الموصل 80كم ، يشتهر بزقورة بجوار معبد منتظم الشكل يرجع الى 1800ق.م . - سور الموصل : يبلغ محيط السور 12كم ،مستطيل الشكل مبني بالحلان الاسمر فيه ابراج حجرية وله عدد من البوابات منها (العمادي ،الجصاصين الميدان،كندة،السر،العراق، لكش،القصابين،المشرعة،الجس ر،القلعة)وينتهي السور من الاعلى بشرفات وتليها ابراج من اللبن مرتفعة تشكل الخط الدفاعي الثاني . - قلعة باشطابيا: يرجع تاريخها الى القرن السادس الهجري ولعبت دوراً في حصار الموصل عام 1156هـ ولها بابان احدهما يؤدي الى النهر ويسمى (باب السر) والاخر يؤدي الى الميدان الذي امامها ويسمى (باب القلعة)،وباشطابيا تعني (القلعة الكبير
الأسواق الشعبية :
- سوق الشعارين : ويمتد هذا السوق من جامع النبي جرجيس الى التقائه بشارع نينوى ،وقد بقي هذا الاسم ملازماً للشارع حتى الان .
- سوق الاربعاء:موقعه يبدا من بداية باب الجسر الحديدي الى ان يلتقي بسوق الشعاريين .
- ومن أسواقها الكبيرة داخل المدينة :
"جهار سوك" وهو يقع في وسط المدينة أيضا في المحلة التي لم تزل تسمى باسمه. ولقد ظل هذا السوق إلى عهد قريب. ثم هدمت أكثر دكاكينه، وأضيفت أرضها إلى شارع الفاروق.
وقد كانت أسواق الموصل ملتقى تجارة الشرق والغرب حيث كانت تصلها القوافل التجارية من العراق محملة ببضائع الهند، وتصلها قوافل إيران ومعها بضائع الصين وفارس، وتحط بها قوافل أذربيجان وترسو فيها مئات الفلك المحملة بحاصلات جزيرة ابن عمر وما يجاورها من بلاد الأناضول. ومن الموصل تخرج القوافل العديدة إلى بلاد سورية محملة ببضائع الشرق وحاصلاته، وتسير إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.
- برج المزاول العمودية العربية :
موجودة في ساحة الاحرار (الطبقجلي)سابقا وتتالف من ثلاث مزاول العمودية الشرقية و العمودية الجنوبية و العمودية الغربية ارتفاعها اكثر من سبعة امتار وتكون هذه المزاول مواجهة للشمس منذ شروق الشمس وحتى غروبها .
- غابة الحدباء النموذجية :
تقع هذه الغابة طرف مدينة الموصل الشمالي مجاور نهر دجلة ،مساحتها كبيرة جدا وفيها مختلف اصناف الاشجار حيث يبلغ عددها (25الف شجرة) وفيها يقيم المخيم الكشفي الدائم لمدينة الموصل.
- تمثال ابي تمام:
يقع في ساحة الحرية بالقرب من نهاية جسر الحرية في الجانب الايمن لمدينة الموصل ،وهو حبيب بن اوس الطائي من المع الشعراء الذين عرفهم الادب العربي ولد في قرية جاسم عام 188هـ – 804م قدم الى مصر وهو شاب ،فأقام بها خمس سنوات ،القى من خلالها الادب والشعر على شعرائها وادبائها ثم عاد الى دمشق وقد قويت ملكته الشعرية ومنها انتقل الى حمص.
متنزه الشلالات:
يقع هذا المتنزه على طريق الموصل –الشيخان الرئيسي يبعد عن مركز المحافظة بنحو(10كم) والموقع في الاصل اقيم في مكان السد الاثري الذي انشاءه الملك الاشوري سنحاريب (705-861ق.م) واثاره باقية حتى الان في موقع الشلالات ،وهو واحد من عدد كبير من السدود التي كانت تشكل مشروعا اروائيا متكاملا .
- تمثال الملا عثمان الموصلي:
ولد في الموصل عام 1271هـ –1854م وهو عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي المنسوب الى بيت الطحان الموصلي المولوي كان قاريْ مشهور عالما بفنون الموسيقى ، شاعر حسن الشعر كف بصره وهو صغير ثم انتقل الى بغداد وزار بعدها دمشق ثم رحل الى القسطنطينية ثم مصر وبعد مدة سافر الى الحجاز لاداء فريضة الحج عاد بعدها الى بغداد وبقي في بغداد الى ان توفي .
المكانة العلمية :
تميزت الموصل منذ إنشائها بمكانة علمية عالية فقد انتشرت بها المدارس والمكتبات العامة، كما استوطن بها كثير من العلماء وإليها نسبوا.
أولا المدارس:
لقد كان في الموصل العديد من المدارس التي كان لها دور كبير في ازدهار الحركة العلمية فيها. ومن هذه المدارس المدرسة النظامية التي بناها نظام الملك الوزير المشهور في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي على غرار التي بنيت في بغداد . وقد درس فيها من العلماء أبو حامد الشهرزوري، وأبو العباس الأنباري المعروف بالشمس الدنبلي. ومن الآثار الباقية لهذه المدرسة محراب نفيس من المرمر الأزرق المطعم بمرمر أبيض وحول المحراب مكتوب بخط كوفي البسملة وآيات من القرآن الكريم. وكان هناك المدرسة الأتابكية العتيقة التي بناها سيف الدين غازي بن عماد الدين زنكي بن آقسنقر في منصف القرن السادس الهجري. وقد جعلها وقفا على الفقهاء الشافعية والحنفية نصفين. ووقف عليها الوقوف الكثيرة، وبعد موته دفن بمدرسته هذه. وممن درس فيها أبو البركات عبد الله بن الحسين المعروف بابن الشيرجي الذي درس على ابن شداد العالم المشهور. وكذلك المدرسة الكمالية التي بناها زين الدين أبو الحسن علي بن بكتكين في القرن السادس الهجري. وبناية المدرسة في الوقت الحاضر تسمى جامع شيخ الشط وهي تتألف من غرفة كبيرة مثمنة الشكل فوقها قبة تستند إلى مقرنصات وهي على ما يظهر كانت مزينة بزخارف جبسية من الداخل وزخارف وكتابات آجرية من الخارج. ولم يزل بعض هذه الزخارف باقيا إلى اليوم. وقبة المدرسة مبنية من الآجر وهي بحالة يمكن صيانتها والمحافظة عليها. وفي عام 1219هـ / 1804 م رمم القبة وجدد بابها وبنى أروقة أمامها أحمد باشا بن بكر أفندي الموصلي، وأقام منبرا داخل المدرسة واتخذها جامعا كان يعرف بجامع الشهوان لأنه يقع في المحلة التي تسكنها قبيلة الشهوان. وفناء المدرسة واسع، كما أن عددا من الدور التي تحيط بالمدرسة مبنية على أرض فناء المدرسة نفسها فهي عرصات وقفية . وهناك مدرسة الجامع النوري التي بناها نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي. وهي عبارة عن مدرسة وجامع في نفس الوقت إذ رأى نور الدين إنه من المفيد أن يجمع بين الدين والعلم في نفس المبنى. وفي الجامع النوري خزانة كتب كانت في المدرسة وهي الكتب التي أوقفها السيد محمد بن الملا جرجيس القادري النوري الذي سعى في ترميم الجامع واتخذ له فيه تكية عام 1281هـ / 1864 م. وكذلك بعض الكتب الأخرى أوقفتها عائشة خاتون بنت أحمد باشا الجليلي. ولم يكن التدريس مستمرا في المدرسة فقد تعطل بها بعد العهد الأتابكي، ثم درس بها في فترات متباينة. ولم يبق لها أثر في الوقت الحاضر.
ثانيا المكتبات:
انتشرت بالموصل عدد من المكتبات العامة كان من أشهرها المكتبة التي أنشأها أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي السحام في نهاية القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع الهجري، وتعتبر هذه المكتبة هي أول مكتبة عامة توقف لهذا الغرض وحده. وكانت تحتوي على كتب في جميع فروع المعرفة البشرية، كما كانت وقفا على كل طالب علم لا يمنع أحد من دخولها، وإذا جاءها غريب يطلب العلم وكان معسرا قدم له المال والورق وكانت المكتبة تفتح كل يوم وكان هناك مكانا لمبيت الغرباء المحتاجين.
ثالثا العلماء:
ينتسب للموصل عدد كبير من العلماء وكان فيها جماعة من المؤرخين من أهل الموصل أو من الذين نزحوا إليها واتخذوها دار إقامة لهم وكتبوا عنها. ومن أشهر من ينتسبون إلى الموصل ابن شداد الموصلي صاحب كتاب تاريخ حلب وهو من علماء عصره المعدودين، كان إماما في الدنيا والدين وكان يشبه القاضي أبا يوسف في عصره، وأيضا المبارك بن الشعار الموصلي صاحب كتاب عقود الجمان ، وأبو الحسن الهروي الرحالة الشهير وله كتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات . كما اشتهر منها من علماء الدين الفخر الموصلي وكان بصيرا بعلل القراءات وله كتاب في مخارج الحروف ، وأبو عبد الله محمد بن الحنبلي الموصلي المعروف بشعلة كان شيخ القراء في الموصل ، متضلعا بالعربية والنظم والنحو وله كتاب كنز المعاني في حرز الأماني . واشتهر من المحدثين أبو زكريا يحيى بن سالم بن مفلح البغدادي الموصلي الحنبلي. حدث بالموصل وتوفي بها ودفن بمقبرة الجامع العتيق. والحافظ زين الدين عمر بن س عيد الحنفي الموصلي له كتاب المغني في علم الحديث رتبه على الأبواب وحذف الأسانيد. ومن فقهاء الحنابلة أبو المحاسن المجمعي الموصلي الحنبلي جمع كتابا اشتمل على طبقات الفقهاء من أصحاب الإمام أحمد. كما اشتهر من فقهاء الحنفية أولاد بلدجي. واشتهر بها من الأطباء أبو الحسن علي ابن أبي الفتح بن يحيى كمال الدين الكباري الموصلي عاش ما يقارب مائة سنة. وكان من أطباء زمانه. والمهذب علي بن أحمد بن مقيل الموصلي وكان أعلم أهل زمانه بالطب له تصنيف حسن. ومن الأعلام الذين سكنوا الموصل وكتبوا عنها وعن رجالها ابن المستوفي الأربلي، وياقوت الحموي الرومي، و عبد اللطيف البغدادي ، والسمعاني صاحب الأنساب . والعز ابن عبد السلام وله كتاب الفتاوى الموصلية . وابن الصلاح الشرخاني الشهرزوري الملقب تقي الدين، كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال وما يتعلق بعلم الحديث واللغة وله مشاركة في فنون كثيرة وهو من فقهاء الشافعية في عصره. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:39 am | |
| [rtl] تحميل وقراءة كتاب قصة مدينة حيفا pdf[/rtl]
[rtl] لقد وقعت مدينة حيفا تحت الاحتلال بعد عدة معارك ومجازر قامت بها قوات الكيان الصهيوني بحق السكان العرب في المدينة وضواحيها، نتج عنها طرد جماعي لمعظم هؤلاء السكان من أحيائهم، واستبدال أسماء الشوارع والمناطق العربية مباشرة بالعبرية. في هذا الكتاب نتعرف على تفاصيل تلك المدينة وقصتها عبر تاريخ طويل زاخر بالنضال والحضارة.
[/rtl] [rtl] https://ebooksstream.com/pdfs/kutub-pdf.net_l7HNrn.pdf
[/rtl] |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: مدن لها تاريخ الثلاثاء 08 يناير 2019, 12:45 am | |
| |
|
| |
| مدن لها تاريخ | |
|