[rtl]
بالصور.. مقبرة الطائرات العسكرية الأميركية[/rtl]
تضم قاعدة ديفيس مونثان الجوية بولاية أريزونا جنوب غربي الولايات المتحدة مقبرة مترامية الأطراف للطائرات العسكرية التي خرجت من الخدمة، وفي هذه المنشأة الواقعة في منطقة صحراوية أكثر من 4400 طائرة تابعة لسلاح الجو وقوات البحرية (المارينز) وحرس السواحل ووكالة أبحاث الفضاء (ناسا).
واختير لهذه المنشأة -التي تمتد على مساحة 11 كيلومترا مربعا- مكان جاف في منطقة تكسن لتوفير الظروف المناخية المناسبة لمنع تآكل هياكل الطائرات، وذلك بسبب قلة معدل الرطوبة في الجو والارتفاع عن سطح البحر بـ780 مترا.
طائرات سي 5 أس العملاقة للنقل العسكري (وزارة الدفاع الأميركية)
وأقيمت هذه المنشأة مباشرة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية في منتصف أربعينيات القرن الماضي، بهدف أساسي هو تخزين طائرات بي 29 وسي 47، لتشمل في العقود الموالية أصنافا متعددة من الطائرات العسكرية، سواء القتالية أو غير القتالية، وحتى الطائرات المدنية.
مروحيات كوبرا من طراز آي أتش 1 دبليو (وزارة الدفاع الأميركية)
ويتم التعامل مع الطائرات التي "تتقاعد" في ذلك المكان، إما بتحويلها إلى خردة وبيعها في المزاد العلني، أو يتم إعادة تأهيلها وصيانتها كليا أو جزئيا (قطع غيار) لتستخدم ضمن أسطول سلاح الجو أو حرس السواحل أو غيرهما.
طائرات التدريب العسكري من طراز تي 37 (وزارة الدفاع الأميركية)
وتتولى وحدة عسكرية ضمن قاعدة ديفيس مونثان عملية صيانة وتأهيل الطائرات العسكرية، وتسمى المجموعة رقم 309 للصيانة وإعادة التأهيل.
صورة جوية لمقبرة الطائرات العسكرية التي أقيمت مباشرة عقب الحرب العالمية الثانية (وزارة الدفاع الأميركية)
وفي حال قرر المسؤولون عن الوحدة المكلفة بصيانة الطائرات وتأهيلها أن هذه الطائرة أو تلك أصبحت عديمة القيمة، فإنه يتم تحويلها إلى مركز تابع لوزارة الدفاع (البنتاغون) من أجل التخلص منها عن طريق المزادات الحكومية، ولكن بعد إزالة التجهيزات العسكرية الموجودة فيها، والتخلص من المكونات الضارة فيها.
مركبة عسكرية تجر طائرة أواكس للإنذار المبكر والتحكم من طراز إي 3 آي وصلت لمكان تخزينها بعد خروجها من الخدمة (وزارة الدفاع الأميركية)
وتستقبل الوحدة سنويا قرابة ثلاثمئة طائرة، سواء للتخزين أو لإعادة تأهيلها لتستخدم مرة أخرى، ويتراوح عدد الطائرات التي يعاد استعمالها ما بين خمسين ومئة طائرة سنويا.
موظفان في وحدة الصيانة وإعادة التأهيل منكبان على إصلاح طائرة مقاتلة من طراز إف 15 سي (وزارة الدفاع الأميركية)
وفي تسعينيات القرن العشرين، أسندت إلى مجموعة الصيانة وإعادة التأهيل التخلص من 365 قاذفة قنابل من طراز بي 52 أس، وذلك تنفيذا لمعاهدة ستارت 1 لخفض الأسلحة الإستراتيجية المبرمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
قاذفة قنابل إستراتيجية من طراز بي52 أتش وصلت إلى وحدة الصيانة وإعادة التأهيل بعد إحالتها إلى التقاعد (وزارة الدفاع الأميركية)
ويعمل داخل المنشأة قرابة سبعمئة شخص، وتقدر القيمة السنوية لقطع الغيار التي توفرها هذه المنشأة للقوات المسلحة الأميركية بنحو نصف مليار دولار.
مجموعة من الطائرات التابعة للبحرية الأميركية خرجت من الخدمة وهي من طراز بي 3 سي (وزارة الدفاع الأميركية)
ويقوم متحف يسمى "متحف بيما للجو والفضاء" تابع للمؤسسة العسكرية، بتنظيم جولات للعموم داخل هذه المنشأة، وسبق أن استخدمت بعض الأماكن فيها لتصوير العديد من الأفلام.