البرهان يلغي الطوارئ ويحدد مهام المجلس العسكري الانتقالي بالسودان
التاريخ:13/4/2019
أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان -في أول بيان له عقب توليه رئاسة المجلس- إلغاء قانون الطوارئ وحظر التجوال وإطلاق سراح كل المعتقلين خلال الاحتجاجات على نظام عمر البشير ورموزه.
ودعا البرهان –في بيانه وهو الثالث للمجلس العسكري منذ تأسيسه- كل أطياف المجتمع السوداني من أحزاب ومجتمع مدني إلى الحوار، مؤكدا التزام المجلس العسكري الانتقالي بفترة انتقالية مدتها عامان كحد أقصى تفضي إلى حكومة مدنية.
كما أعلن عن وقف إطلاق النار في كل مناطق السودان، متعهدا بملاحقة كل المسؤولين عن الفساد ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء.
كما تعهد البرهان بالعمل على "إعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة وفق القانون"، مشيرا إلى أن مهمة المجلس تتمثل في إنفاذ القانون وتهيئة المناخ السياسي بما يفضي لانتقال السلطة.
وأثنى على شباب الحراك "ووعيهم الثوري" وسلميتهم، داعيا "المواطنين السودانيين للمساعدة في العودة للحياة الطبيعية.. واستكمال شعارات الثورة معا".
يشار إلى أن البرهان، الذي شغل منصب المفتش العام للجيش السوداني، تم تعيينه مساء أمس رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي من قبل رئيس المجلس السابق الفريق أول ركن عوض بن عوف الذي أعلن تنازله عن المنصب.
وأشرف البرهان، بالإضافة إلى منصب المفتش العام للجيش السوداني، على القوات السودانية المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن، وكان في السابق قائدا للقوات البرية.
وقد تردد اسمه في بادئ الأمر كمرشح لإعلان البيان الأول للجيش ورئاسة المجلس العسكري الانتقالي، في ظل الأنباء الأولى عن إطاحة الجيش بعمر البشير.
البرهان يؤكد تشكيل مجلس عسكري وحكومة مدنية "متفق عليها"
السبت 13/إبريل/2019
أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، أنه سيتم تشكيل مجلس عسكري لتمثيل سيادة الدولة، وحكومة مدنية "متفق عليها" بواسطة الجميع، لإدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك في أول بيان لبرهان، السبت، غداة اختياره رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي خلفا لعوض بن عوف، الذي أعلن تنحيه الجمعة عن رئاسة المجلس.
وقال البرهان، إنه تم إلغاء قرار حظر التجوال في البلاد، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار الفترة الانتقالية مدة عامين كحد أقصى، يتم خلالها أو نهايتها تسليم حكم الدولة لحكومة مدنية تشكل من قبل الشعب.
وأضاف بأنه سيتم "إطلاق سراح المحكوم عليهم فورا بموجب قانون الطوارئ أو أي قانون آخر في التظاهرات والاحتجاجات الأخيرة".
وشدد البرهان على "التأكيد الصارم على وقف إطلاق النار في كل أرجاء السودان"، مجددا الدعوة لحاملي السلاح "للجلوس والتحاور للوصول إلى إقرار السلام والتعايش السلمي وفق أسس ومعايير جديدة".
ولفت إلى أنه سيتم "الاهتمام اللازم بترقية وتعزيز حماية حقوق الإنسان وفق المواثيق الدولية والاقليمية التي صادق عليها السودان".
وأشار أن مهام المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية منحصرة في "إنفاذ القانون، وتهيئة المرحلة الانتقالية والمناخ السياسي بما يفضي لانتقال السلطة لمدنيين، وتوفير وحفظ الأمن وبث الطمأنينة للوطن والمواطن، وإزالة القيود والحواجز التي تعيق العمل الحر".
وأضاف بأنه سيتم "إعادة هيكلة ومراجعة مؤسسات الدولة المختلفة من وزارات ومؤسسات وهيئات وخلافه بما يتفق مع القانون".
وشدد على "الالتزام التام بمحاربة الفساد، وملاحقة جميع المسؤولين عنه، ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء".
وذكر رئيس المجلس العسكري، أنه سيتم "تفكيك كل الواجهات الرسمية والحكومية التي كانت تقوم على المحسوبية والمحاصصة الحزبية".
وقال في كلمته إن "الدعوة مفتوحة إلى الحوار لكل أطياف المجتمع السوداني وأحزابه ومنظمات المجتمع المدني"، فيما طالب الأحزاب والمواطنين المساعدة في إعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد، و"التعامل مع هذه المرحلة بتجرد ووطنية".
كما أعلن في البيان "إنهاء تكليف ولاة الولايات وقادة الفرق والمناطق العسكرية (المكلفين) بتسيير مهام الولايات".
وكان "بن عوف"، قد أعلن مساء الخميس، عزل الرئيس عمر البشير، واعتقاله في مكان آمن، وبدء فترة انتقالية لعامين تتحمل خلالها المسؤولية اللجنة الأمنية العليا والجيش، وتنتهي بإجراء انتخابات.
وجاء تحرك "بن عوف"، في ظل احتجاجات مستمرة في السودان، منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بإسقاط نظام البشير.
من هو البرهان رئيس المجلس العسكري بالسودان؟
تردد اسم المفتش العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح برهان، كثيرا خلال الأيام الماضية، قبل أن يخرج رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف، ليعلن تنازله عن منصبه، واختيار البرهان خلفا له.
ومساء الجمعة، أعلن ابن عوف، تنازله عن منصبه رئيسا للمجلس العسكري، بعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين رئيسا للمجلس، عقب عزل رئيس البلاد عمر البشير، وإعلان فترة انتقالية من عامين.
برهان الذي كان قائدا للقوات البرية، لمع نجمه مع القرارات التي أصدرها الرئيس المعزول مؤخرا، بإجراء تعديلات في قيادة الجيش عقب تصاعد الاحتجاجات الشعبية في شباط/ فبراير الماضي.
وعيّن البشير، برهان (60 عاما) مفتشا عاما للقوات المسلحة، بعد ترقيته من رتبه فريق ركن إلى فريق أول.
وظهر الرجل، الجمعة، في ميدان الاعتصام أمام مقر القوات المسلحة، وانتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث إلى رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق، إبراهيم الشيخ (معارض)، الذي كان يهتف مع المعتصمين بسقوط النظام.
وبحسب مراسل الأناضول، فإن برهان، ثالث ثلاثة أبلغوا البشير، بعزله من رئاسة البلاد الخميس.
ويقول مقربون من رئيس المجلس العسكري الجديد، إنه ليس له ارتباط بأي تنظيم سياسي، ما يعزز من فرص نجاحه في الوقت الراهن.
كما أن سيرة الرجل العسكرية، تشير إلى أنه أشرف على القوات السودانية في اليمن، وقضى الفترة الأخيرة متنقلا بين اليمن والإمارات.
ويقول أحد ضباط الجيش للأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، إن برهان، "صارم" في التزامه العسكري، وخاض عمليات كثيرة، حين كان ضابطا في سلاح المشاة.
ويضيف: "من الصعوبة بمكان أن نقول هو رجل المرحلة، لأنها مرحلة حرجة في تاريخ البلاد، وتحتاج إلى شخصية ذات قدرات خاصة، فميزات الرجل العسكرية ليست كافية لقيادة البلاد".
وأكد أنه قد يجد قبولا من القوى السياسة المختلفة، بوصفه رجلا معتدلا، كما أشار إلى أن برهان، لا ينتمي للتيار "الإسلامي".
ويصف مقربون من عبد الفتاح برهان، الرجل بأنه "مقدام"، ويذكرون أنه عمل مدربا بمعاهد عسكرية بمنطقة جبيت، شرقي البلاد.
وبرهان من منطقة "قندتو" غرب مدينة "شندي" بالولاية الشمالية (شمال)، وتخرج من الكلية الحربية الدفعة الـ 31، وخاض معارك عسكرية أيام حرب الجنوب، قبيل انفصال جنوب السودان عن الأم السودان في 2011.