العسكر يحكمون ويتسلطون والشعوب تدفع الثمن
حكم العسكر في سوريا ومصر يدفع البلدين نحو مستقبل مظلم وأسود في ظل تسلط حمَلة السلاح وقياداتها في مختلف النواحي الحياتية.
جيش بشار الأسد الذي استقدم الروس والميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والأجنبية من كل حدب وصوب، لم يكتفِ بالسرقة والقتل والقصف والتعفيش؛ بل يصر على ملاحقة الشباب والرجال في عمر الأربعين ليزجَّهم في التجنيد الإلزامي والاحتياطي.
لم يبقَ إلا أن يجند النساء قسراً كما تفعل قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية التي حولت الحياة في مناطق سيطرتها إلى مافيات، القوي فيها يأكل الضعيف، ولا مكان للمظلوم فيها من بصيص أمل.
أما في مناطق سيطرة تنظيم الدولة، فيسود الاستبداد باسم الدين والاسلام، وتُشوَّه مبادئه على رؤوس المدنيين، فتُقطع رقابهم وتُجلد أجسادهم بحجة تطبيق شرع الله، ويحارب كل من يحاول الاعتراض وتُقطع أعناق الأبرياء ويُنكَّل بأجسادهم دون رحمة أو ضمير، فينتشر التطرف على أعلى مستوياته في بيئة أقل ما يقال عنها إنها منبع الأمراض الفكرية والنفسية.
ربما يظن البعض أن الحال يختلف في مناطق سيطرة الثوار، ولكنهم مخطئون تماماً، فهيئة تحرير الشام والتشكيلات التي انضمت إليها، أقسمت إلا أن تحول انتصارات الثوار إلى هزائم، وزرعت الفتن والأحقاد بين أبناء الشعب الواحد، لتتحول مناطق سيطرة الجيش السوري الحر إلى بؤرة لتصفية الأحقاد والحسابات والمصالح بين الدول الداعمة لكل فصيل على حدة.
وبعد كل ذلك، أستغرب ممن يتساءل: لماذا يرحل الشعب ويصر على الهجرة والنزوح؟
يبدو الوضع في مصر أكثر وضوحاً؛ فالفراعنة لا يخجلون من تزييف الحقائق في العلن، وقلب الحق إلى باطل، ورمي الاتهامات يمنة ويساراً، فمن انقلب على الشرعية في وضح الشمس، لن يخجل من نشر الأكاذيب وتسليط الإعلام ضد كل من يخالف هوى العسكر ورغباتهم.
نعم، هؤلاء هم العسكر؛ أينما حلوا أفسدوا، وأينما وضعوا أيديهم بطشوا وظلموا واستبدوا، لتكون الشعوب الضحيّة الأولى لممارساتهم.
مِن وراء أولئك العسكر داعمون فوق الطاولة وتحتها، بعض الداعمين بدأت تظهر نواياهم الخبيثة، وآخرون مذبذبون، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيدفع الشعبان السوري والمصري الثمن؟