منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. Empty
مُساهمةموضوع: عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ..   عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:33 am

من أساليب المعاملة الوالدية

في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. الحماية الزائدة




أسلوب الحماية الزائدة Over protection style:
يتمثَّل الأسلوب في العناية المُفرِطة بالطفل، والمغالاة في حمايته، والمحافظة عليه، والخوف عليه، ويتضح ذلك في السماحِ له بكل الإشباعات، وتدليلِه بإفراطِ تشجيعِ الوالدين له؛ لزيادة الاعتماد عليهما، وهذه الحماية الزائدة تشمل ثلاثة أشكال؛ هي:
• الاتصال المفرط بالطفل.

• التدليل.

• منع الطفل من السلوك الاستقلالي.

كما أنه يتمثَّل في شعور الأبناء بأن الوالدَ أو الوالدة يجعلُه مركز عنايته الشديدَ بالمنزل، ويودُّ لو أنه بَقِي معه يَعتَنِي به، ويحمل عنه همًّا لا يستطيعُ أن يحمله، ويحاول أن يقوم بدلاً منه بكلِّ ما ينبغي عمله، ويقلق عليه كلما خرج، ولا يطمئن إلا بعد عودته إلى المنزل، ولا يتركه يذهب إلى بعض الأماكن خوفًا عليه من حدوث شيء يُؤذِيه.
 
كذلك يتمثَّل أسلوبُ الحماية الوالدية الزائدة في فرطِ الاتصال المادي بين الوالد وصغيره، واستطالة رعاية طفولته، أو منع نموِّ اعتماده أو تعويله على نفسه، ثم فرط تحكُّم الوالد أو رقابته، ولا يسمح الآباء المبالغون في الحماية لأي فردٍ أن يتدخَّل في واجباتهم الأبوية.
 
كما يؤكِّد الآباء في هذا الاتجاه حبَّهم للطفل، لكن تصرفاتهم والمبالغة في الحماية له والمشوبة بالقلق؛ قد لا تعكس ذلك، والخطاب الذي قد يَفهَمُه الطفل هنا أن أمَّك أو أباك لا يثقانِ بك، إنهما يعتقدان أنك لا تستطيع أن تُحسِن الإنجاز بمفردك.
 
ونجدُ أن بعض الآباء يُعْنَون عنايةً خاصة بصحَّة أبنائهم، فنجدُهم يتخذون من الأساليب اللازمة لوقايتهم من المرض، كما نجدهم ينتابهم القلق والضيق - الذي يصل إلى حدِّ الفزع والخوف - حول وقاية أبنائهم من الأخطار، وسلامتهم منها، ونجدُهم يخافون من عدمِ قدرة أبنائهم على الدفاع عن أنفسهم ضد الأطفال الآخرين، كما يَمِيل بعض الآباء إلى اتباع بعض النُّظُم القياسية في النظافة، واتباع القواعد الصحية مع أبنائهم إلى درجة بعيدة.
 
ومثل هذه الأسرة - لخوفِها الشديد على الطفل من أي مكروه - تريده أن يأكل ما لا يحبه؛ لأنه سيغذِّيه، أو يأكل كميات من الطعام أكثر مما يحتاج، أو يلبَس أكثر مما يحتمل حتى لا يصاب بالبرد، وتريده ألا يجري أو يلعبَ كغيره من الأطفال، حتى لا يقع أو يجرح، وعندما يذهب إلى المدرسة غالبًا ما تُرَافِقُه الأم مهما كانت سنُّه، وأينما كان موقع المدرسة بالنسبة للمنزل، وحينما يعود تكتب له واجباته حتى لا يتعب، أو تقرأ له حتى لا تُرْهَق عيناه، وتدافع عنه عند مدرِّس الفصل حتى لو أخطأ.
 
إن كثيرًا من الآباء لا يعرفون كمية العناية والحماية المطلوبة للطفل؛ فهم يعتقدون أن الطفلَ يتطلَّب حماية زائدة؛ ولذلك فهم يمنحونه من الوقت والجهد والنفقة المالية والمحبة الزائدة ما قد لا يكون هو في حاجة إليه، وغالبًا ما يلجأ الوالدانِ إلى المبالغة في الاهتمام بالطفل، والإفراط في العاطفة نحوه، والخوف والشفقة عليه بقصد وقايته وحمايته؛ مما يؤدِّي هذا إلى العديد من المشكلات والصعوبات التي تقيده، بدلاً من إطلاق حريته، أو الإسراع في دفعه نحو الاستقلال، والثقة، والاعتماد على النفس؛ مما يؤدِّي في بعض الأحيان بالطفل إلى الأنانية والعناد الزائد الذي يكون من الآثار المباشرة للعطف والشفقة على الطفل.
 
وعلى الرغم من أن الحماية الزائدة مغلَّفة بالمحبة، فإنها اتجاهٌ سلبي؛ حيث إن المبالغة في أي شيء أمرٌ غير مرغوب، وهذا الاتجاه خليطٌ من التشدد والحنان والعطف، الذي يكون الطفل المعوق محوره، وكثير من الأولاد يرفضون هذه الحماية الزائدة، ويشعرون بأنهم ليسوا عاجزين إلى هذا الحد الذي يتصوره ذَوُوهم؛ ولذا يناضلون للتخلُّص من ذلك لتحقيق الاستقلال.


من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال

التذبذب في المعاملة Oscillation style

 
ويقصد به تقلُّب الوالدين في معاملة الطفل بين اللين والشدة، أو القَبول والرفض، وهذا يؤدِّي إلى وجود طفل قَلِق بصفة مستمرة، وهذا لا يُعِينه على تكوين فكرة ثابتة عن سلوكه.
 
كما يقصد به إدراكُ الطفل - من خلال معاملة والديه له - أنهما لا يعاملانه معاملة واحدة في الموقف الواحد، بل إن هناك تذبذبًا قد يصل إلى درجة التناقض في مواقف الوالدين، وهذا الأسلوب يجعل الطفل لا يستطيع أن يتوقعَ رد فعل والديه إزاء سلوكه، كذلك يشمل هذا الأسلوب إدراكَ الطفل أن معاملة والديه تعتمد على المزاج الشخصي والوقتي، وليس هناك أساسٌ ثابت لسلوك والديه نحوه.
 
ويتضمَّن هذا الأسلوب عدمَ استقرار الأب والأم؛ من حيث استخدام أساليب والثواب والعقاب، وهذا يعني أن سلوكًا معينًا يُثَاب عليه الطفل، وقد يُعَاقب الطفل من موقِف معيَّن، ويثاب في نفس الوقت مرَّة أخرى؛ مما يُفقِده تحديدَ مواقف الصواب والخطأ في تعامله مع الآخرين، وهذا التأرجح بين الثواب و العقاب، والمدح والذم، واللين والقسوة؛ يَجعَلُ الطفل في حيرةٍ من أمره، دائمَ القلق غيرَ مستقر، ويترتب على هذا النمط شخصية متقلِّبة متذبذبة، ويعتبر من أشد الأنماط خطورةً على الطفل، وعلى صحته النفسية.
 
ويذكر علاء كفافي (1990 : 239) أن من المواقف الوالدية التي يُدرِكها الطفل، وتمثِّل هذا الأسلوب ما يلي:
أ) أن الطفل لا يقدر على معرفة الحالة المزاجية لوالديه في لحظة معينة؛ لأنهما يتَّسِمان بتقلب المزاج.
 
ب) إدراك الطفل أنه قد يعاقب على سلوكه في مرَّة، ولا يعاقب على نفس السلوك مرة أخرى.
 
ج) إدراك الطفل أن الوالدين يغيران من الآراء التي أعلناها، إذا وجدا أن هذا التغيير يناسبهما.
 
كما يُشِير مصطلحُ التذبذب أو عدم الاتساق في أساليب التنشئة الاجتماعية الأسرية إلى عدم ثبات الوالدين في نظامهما أو في سلوكهما، فقد يُعَاقِبان الطفل على سلوكٍ ما في وقت ما، وقد لا يعاقبانه في وقتٍ آخر على نفس السلوك، وقد ينشأ التذبذب أو عدم الاتساق نتيجةَ الاختلافِ بين الوالدين في معاييرهما، وأسلوب تنشئة أطفالهما، فقد يكون الأب حنونًا متسامحًا بينما قد تكون الأم متسلطة وعنيفة أو بالعكس.
 
كما يحدث التذبذب أو عدم الاتساق عندما لا يَقبَل الوالدان سلوكًا من أطفالِهما، وفي نفس الوقت يُظهِران علاماتٍ ضمنية تدلُّ على أنهما يستحسنان هذا السلوك؛ أي: إن هناك اختلافًا بين ما أجبر الطفل على فعله أو عدم فعله، وبين ما يرى والديه يفعلانه.
 
كذلك يتضمَّن عدم الاتساق حيرة الوالدين إزاء بعض أنماط سلوك الطفل؛ هل يوبخانه أم يُثنيان عليه؟ هل يظهران الاستحسان، أم رفض ذلك السلوك، أم يتركانه على هواه؟

أما من أهمِّ نتائجه - أي أسلوب التذبذب - عدمُ قدرة الطفل على معرفة الخطأ والصواب، أو التمييز بينهما، بالإضافة إلى التردد، وعدم القدرة على اتخاذ مواقف، أو قرارات حاسمة، وعدم قدرة الطفل على التعبير الصريح عن آرائه ومواقفه.



من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال



أسلوب التسلط أو القسوة Cruelty style



 

والمقصودُ منه أن الطفلَ يُعَامَل من والديه بصرامةٍ وقسوة، بأن يُمنَع الطفل من تحقيق رغباته، ويقابل بالرفض الدائم لطلباته، والمنع الدائم من تنفيذ رغباته، واتخاذ أسلوب اللوم والعقاب معه في كل شؤونه، مع تحديد طريقةٍ لأكل الطفل، ونومه، ومذاكرته، وتعيين مَن يصادقهم ويلعب معهم، ونوعيات الملابس التي يرتديها الطفل دون مراعاةٍ لرغبات الطفل، أو اعتبار أي رأي له، أو إشعاره بأنه يتصرف في أموره الشخصية، وبالإجمال يكون الوالدانِ هما كل السلطة في إدارة أمور الطفل، وبزعم أن ذلك يعوِّده على الجدِّية والنظام والطاعة؛ ولذلك يحملون الطفل بالمهام التي تفوق طاقته، ويطلبون ذلك بالأمر، وليس بأسلوب الإقناع والرفق.

 

يترتَّب على أسلوب التسلط أن يُصبِح الطفلُ ضعيفَ الشخصية، سلبيًّا، دائمَ الخوف، مترددًا غيرَ واثق من نفسه.

 

والأسلوب المطلوب اتباعه سَبَق بيانُه في الفصول السابقة، ونذكر بأنه يَجِب الرِّفقُ في معاملة الطفل، والتسامح، وتقبل سلوك الطفل مع تشجيعه، وأن نعوِّده المناقشة، وإبداء الرأي، وننمِّي فيه الثقةَ بالنفس، مع رُوح من الصداقة الوالدية معه، ومع مساعدته على الإنجاز، وتقديره، والاهتمام بأعماله، ولا نكلفه ما لا يُطِيق من الواجبات.

 

كما يتمثَّل هذا الأسلوب في فرضِ رأي الوالدين على الطفل، والوقوف أمام رغباته التلقائية والحيوية، دون تحقيقها، حتى ولو كانت مشروعة، وكذلك استخدام أسلوب العقاب البدني، أو التهديد به؛ مما يضر بالصحة النفسية للطفل، ويدفعه لاتخاذ أساليب سلوكية غير سوية؛ كالاستسلام، والهروب، والتمرد، والجنوح، والانحراف.

 

ويختلف الآباء والأمهات فيما بينهم في نوع الضوابط والعقوبات التي يستخدمونها؛ لتشجيع أو حفز أطفالهم للقيام بالسلوك المرغوب فيه؛ فبعض الآباء والأمهات يَمِيلون لاستخدامِ الأسلوب التسلُّطي فيما يتعلق بالضوابط والنظام، بمعنى أنهم المتحكِّمون الواضعون للقواعدِ، ويتوقَّعون أن يُطَاعوا، ومنطقهم في ذلك هو: "لأنني الراشد قلتُ ذلك، ولأنني الراشد أرى ذلك..."، ومثل هؤلاء الآباء يَمِيلون إلى استخدام العقاب البدني.

 

والقسوة تعبِّر عن مجموعةٍ من الأساليب التي يتَّبعها الآباء لضبط سلوك الطفل المرغوب فيه (بالنسبة للآباء)، ويتضمَّن العقاب الجسمي؛ كالصفع، والضرب؛ أي: كل ما يؤدِّي إلى إثارة الألَم الجسمي، ويتَّسم هذا الأسلوب بالشدَّة المفرطة، ومداومة عقاب الطفل بصورة مستمرَّة، وعدم إتاحة الفرصة في التعبير عن مشاعره، وصدِّه وزجره كلما حاول الاقتراب من الوالدين، وقد يكون مصحوبًا بالتهديد اللفظي أو الحرمان، وقد يلجأ الآباء للضرب أحيانًا عندما يسيء الطفلُ التصرفَ؛ فالعقاب هنا قد يعدل السلوك حسب نظرية التعلم التي أظهرت أنه اتجاهٌ أساسي لتغيير السلوك غير المرغوب فيه، مقارنة بالأساليب الأخرى، لكنه يتضمَّن نتائج سلبية أكثرها وضوحًا تعلُّم السلوك العدواني.

 

والواقعُ أن العقاب - كأسلوبٍ من أساليب التربية - تأتي خطورتُه من ناحيتيْنِ؛ هما: نوع العقاب، ودور العقاب، فأما من حيث نوع العقاب، فإن كثيرًا من الآباء يتَّجِهون في أساليب عقاب الابن إلى استخدام العقاب البدني الشديد؛ كوسيلة لتوقيع نوعٍ من الأذى، أو الألم على الطفل، نتيجة سلوكٍ معيَّن أو خطأ معين، بينما يميل البعض الآخر إلى توقيعِ العقاب النفسي، ويجمع بعض الآباء أحيانًا بين النوعين، أما من حيث درجة العقاب، فإن بعض الآباء قد يفرط في العقاب، ويصل إلى درجة بعيدة في الشدة.

 

كما أن الشخصيةَ الانفعالية للآباء والتوتُّر المصاحِب للعقاب البدني، قد يعطِّل قدرةَ الآباء على الحكم الموضوعي لحلِّ المواقف، ويؤدِّي لمزيدٍ من النتائج السلبية، سواء في مستوى نموِّ الطفل النفسي والاجتماعي، أو على مستوى طبيعة العَلاقة بين الآباء والأبناء، والدخول في دائرة من التفاعل السلبي.

 

ومن هنا تأتي الخطورةُ في عقابِ الطفل في أنه يمثِّل سلاحًا ذا حدَّين، فهو يجعله - على سبيل المثال - يكفُّ عن العدوان، ولكنه في الوقت نفسِه يُعطِيه نموذجًا للسلوك العدواني الذي يحتمل أن يقلده في مواقف أخرى، أو مع أشخاص آخرين، وخاصة في غَيبة مَن يقوم بعقابه.

 

وتشير ممدوحة سلامة (1993) إلى أن "رونر" Rohner، R. يرى أن اعتداءَ الوالدين على الطفل بالضربِ يعبِّر عن حالة داخلية من الاستياء والغضب والضيق بهذا الطفل، ويعبِّر عنها ظاهريًّا في شكلِ عدوانٍ عليه، يتمثَّل في مظاهر سلوكية؛ مثل: الضرب، والسباب، والاستهزاء به، واستخدام الألفاظ النابية الجارحة معه.

 

ويتصف هذا الأسلوب بسيطرةِ الوالدين على الطفل في جميع الأوقات، وفي جميع مراحل نموه، وينوبان عنه في القيام بما يجب أن يقوم هو به، ويتحكمان في كل أعماله، ويَحُولان بينه وبين رغبتِه بالاستقلال لكي يأخذ مكانه كفرد ناضج في المجتمع.

 

والتسلط أو الاستبداد، قد لا يأتي من كرهِ أو نبذِ الوالدين للطفل، بل قد يكون ناتجًا عن اهتمامِهما وحبِّهما له، لكنهما يضطرَّانه إلى الخضوع غالبًا؛ لأنهما يعتقدان أن ذلك في مصلحته.

 

ومن مظاهر هذا الأسلوب التسلطي:

الافتقار إلى العَلاقات الاجتماعية الطيبة، سواء بين أفراد الأسرة، أو بين الأسرة والعالَم الخارجي، وله نتائج سلبية على الطفل؛ من شعوره بالنقص، وعدم الثقة بالنفس، والشعور الحاد بالذنب، والارتباك، وينشأ طفلاً سهلَ الانقياد، وأقل قدرة على تحمل المسؤولية، ويميل إلى الانسحاب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ..   عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:35 am


من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال



الأسلوب الديمقراطي (الاختيار الحر) Democratic style



أسلوب الدفء والتقبل Warmth and acceptance style



 

ويتمثَّل هذا الأسلوبُ في قيامِ الآباء الديمقراطيين بوضعِ قواعدَ واضحةٍ ومحددة، ويضعون معها استثناءات، ثم يناقشونها مع أطفالِهم، والآباء الذين يتبعون هذا الأسلوب يَظهَر عليهم كسلوك (ودي - فعال)، كما أن هؤلاء الأطفال - الذين يتبع آباؤهم هذا الأسلوب - يكونُ لديهم ثقةٌ عالية بالنفس، ويكافحون بشدة ضد الضغوط، ويحقِّقون التكيُّف المطلوب مع أقرانهم والوسط المحيط بهم.

 

كما يتَّصِف هذا الأسلوب بأن الأمور بين الوالدين والأبناء - الأسرة ككل - تَسِير بشكلٍ تعاوني؛ بحيث يتعلَّم الأطفال أنهم مُطَالَبون ببعضِ الواجبات بانتظامٍ، واتخاذ بعض القرارات بأنفسهم، كما يتعلمون أن للأبوين حقوقًا وامتيازات خاصة، كما لا ينتظر الأطفال من والديهم أن يكونا موقعَ الانتباه الدائم والرعاية المستمرة.

 

قد تقع الخلافات بين أفراد الأسرة التي تطبِّق هذا الأسلوب، لكنها لا تدوم طويلاً؛ حيث تعالج بالمناقشة الصريحة، وبرُوح التعاون والمحبة؛ (فهمي، 1979، 356).

 

أما أهم مظاهر الأسلوب الديمقراطي، فاعترافُ الوالدين بأن الأطفال أشخاصٌ يختلفون عن بعضهم البعض، وأن كلاًّ منهم ينمو بشكل مستقلٍّ نحو الرشد لحمل المسؤوليات في المستقبل، بالإضافة إلى النظام والانضباط والحزم المقترن باللين؛ حيث يسود النظام والانضباط في المنازل التي تطبِّق هذا الأسلوب؛ حيث يبذل الآباء والأبناء جهودَهم للمحافظة على النظام الذاتي، والتفكير السليم في جميع أعمالهم؛ حيث إن لكلِّ فردٍ في الأسرة حقوقًا وواجبات، يَعْرِفُها ويلتزم بها الجميعُ، ولمنع حدوث خللٍ ما في هذا النظام أو الانضباط؛ يُقِيم الوالدان ضبطًا ثابتًا على أبنائهما، لكن عليهما تبيين أسباب ذلك الضبط أو التقييد، ووضع حدود ثابتة وواضحة فيما يتعلَّق بالأشكال السلوكية المقبولة وغير المقبولة اجتماعيًّا، وفي الوقت نفسِه تشجيع الطفل على القيام بالسلوك الاستقلالي.

 

وقد أوضحتِ الدراسات الاجتماعية أن الطفل عندما يُحَاط بجو ديمقراطي في المعاملة؛ فإن نتيجة ذلك أن يُصبِح الطفل أكثرَ تحملاً للمسؤولية في المستقبل، وأكثر تحسسًا للمبادئ، وأكثر قدرةً على الضبط الذاتي، بالإضافة إلى الشعور بالأمن، والثقة بالنفس، والاندماج مع الآخرين، والتفاعل معهم.

 

أسلوب الدفء والتقبل Warmth and acceptance style:

ويَعنِي هذا الأسلوب مدى تقبُّل الوالدين لطفلِهما، ومدى تحقيقِ الدفء الأسري والعاطفي، كما أنه يشتمل على المشاركة الوجدانية، وقضاء وقت طويل في اللعب مع الطفل، واستخدام التشجيع، ويساهم ذلك في تحقيق توحد الطفل بالوالدين، واتخاذه لهما نماذج يحاكيها في حياته، ويظهر ذلك في تبني معتقدات الوالدين واتجاهاتهما، فضلاً عن أنماطهما الدافعية وسلوكهما الاجتماعي.

 

كما أنه يتمثَّل في شعور الابن بأن الوالد "الأب والأم" يَلتفت إلى محاسِنه، ويتفهم مشكلاته وهمومه، ويستمتع بالكلام والعمل معه، ويفكر في عملِ ما يسرُّه من أشياء، ويعطيه نصيبًا كبيرًا من الرعاية والاهتمام، ويشعر بالفخر بما يعمله، ويشعر بالراحة عندما يتحدث عن همومه.




من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال


أسلوب إثارة الألم النفسي style Raise the psychological pain


أسلوب التفرقة والتفضيل Differentiation style


 

ويتمثل هذا الأسلوب في إشعارِ الطفل بالذنب كلما أتى سلوكًا غيرَ مرغوبٍ فيه؛ فبعض الآباء والأمهات يَبْحَثُون عن أخطاءِ الطفل، ويُبْدُون ملاحظاتٍ نقدية هدَّامة لسلوكه؛ مما يُفْقِد الطفل ثقتَه بذاته، ويجعله مترددًا في أي عمل يُقدِم عليه؛ خوفًا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم، ويترتَّب على هذا الاتجاه شخصية انسحابية منطوية، غير واثقة من نفسها، توجِّه عدوانها نحو نفسها.
 

أسلوب التفرقة والتفضيل Differentiation style:
يتمثَّل هذا الأسلوب في التفضيل والتمييز بين الأبناء في المعاملة لأسباب غير منطقية؛ كالجنس (الذكورة والأنوثة)، أو الترتيب الميلادي، أو أبناء الزوج، أو الزوجة المحبوبة أو المنبوذة، بشكل يولِّد الحقد والكراهية، ويخلق الصراع بين الأبناء.
 
ويقصد به أيضًا عدم المساواة بين الأبناء جميعًا، والتفضيل بينهم؛ بناءً على المركز، أو الجنس، أو السن، أو أي سبب عرضي آخر، ومما يعزِّز ممارسة هذا الأسلوب وجودُ بعض الأنماط الثقافية الشائعة، التي تؤدِّي إلى وجود فروقٍ في التنشئة؛ مثل افتراض أن الطفل الذكر أكثر مقاومة وتحمل من الأنثى، وهذا يجعل الوالدين أكثر قلقًا على البنت من الولد، وهذا ما يؤدي بدوره إلى فروق جوهرية في أساليب التنشئة.
 
كما يقصد به أيضًا ويقصد بها التفضيل والتمييز بين الأبناء في المعاملة؛ لأسباب غير منطقية؛ كالجنس (الذكورة أو الأنوثة)، والترتيب الميلادي، أو أبناء الزوجة أو الزوج المحبوب، ويكون ذلك بعدمِ المساواة و التعاطف في معاملة بعض الأطفال عن بعضهم، كأن تميِّز الأسرةُ الابن الأكبر، أو الأصغر، أو تميِّز البنت على الأولاد الذكور، أو أبناء الزوجة الجديدة على غيرهم، ويكون ذلك تعمدًا.
 
وهكذا يمكن القول: إن التفرقة أسلوبٌ من أساليب المعاملة الوالدية، يُدرِك الطفل من خلال معاملة الوالدين له أنهما لا يساويان بين الإخوة و الأخوات في المعاملة، وأنهما قد يتحيَّزان لأحد الإخوة على حساب الآخرين؛ فقد يتحيَّزان للأكبر أو للأصغر، أو للمتفوِّق دراسيًّا، أو لأي عامل آخر، ويَزِيد إدراكُ الطفل لهذا الأسلوب في المعاملة إذا كان هو شخصيًّا هدفًا للتحيز ضده.
 
وكما تؤثِّر العَلاقة بين الوالدين والاتجاهات الوالدية في نمو شخصية الطفل؛ تؤثر أيضًا العَلاقات بين الإخوة في نمو شخصيته، فكلما كانتِ العَلاقات منسجمة، وخلت معاملة الوالدين من تفضيل طفلٍ على آخر، وما ينشأ من أنانية، وغَيْرة، وحقد؛ كانتْ هناك فرصة للطفل لكي ينمو نموًا نفسيًّا سليمًا.
 
فعلى الرغم من دعوى أحدِ الوالدين النمطيةَ أنه يُحِب كل أبنائه سواء بسواء؛ فإن تصرفاته لا تكون في هذا الشأن مُقنِعة للصغار؛ فالصغير الذي يُدرِك أنه أثير والديه يَعلَم أنه يمكنه قول وفعل أشياء، ربما يعاقَب عليها الأشقاء الأقلُّ تفضيلاً، والصغير الأقلُّ تفضيلاً يُدرِك أيضًا مركزَه، ويستاء من المزايا التي تُمنَح للمفضَّل، والمفضَّلُ - بطبيعة الحال - يُبدِي رغبةً كبيرة في إرضاء والديه، أما أشقاؤه يُصبِحون عدائيين، وكلما كان المفضَّل أكثر نجاحًا، ولامعَ الذكاء، ومتفوقًا؛ أصبح الوالد - أو الوالدة - أكثرَ رغبةً في التضحية من أجله، ولو استتبع ذلك الاستخفاف ببقية الأشقاء.
 
وتبدو التفرقةُ بين الأبناءِ من خلال الاهتمام الزائد بأحدِ الأبناء، ومنحه الحب والمساعدة، ومنحه مصروفًا أكبر قدرًا من الأبناء الآخرين، وشراء مزيدٍ من اللعب والهدايا والملابس أكثر من الأبناء الآخرين، وقد تتخذ التفرقة التفضيل الوالدي لجنسٍ ما عن الجنس الآخر؛ فقد يفضِّل الأبُ أو الأم البنتَ على الابن، أو العكس، وقد يُعطِي الوالدان أهميةً ودورًا تسلطيًّا للابن الأكبر دون الأصغر، أو يدلِّلان الطفل الأصغر ويعطفان عليه؛ لأنه "آخر العنقود"، ويُهمِلان طفلهما الأكبر.
 
ويرى محمد علي حسن (1970) أن وجود إخوةٍ للطفل يشاركونه حبَّ الوالدين يُثِير قلقَ الطفل وأمنَه، ويُثِير اضطرابَه الانفعالي؛ فالطفلُ لا يَعرِف معنى تجزئة الحبِّ أو تساويه بين الأبناء، وكلُّ ما يَعْرِفه هو أن هذا الحبَّ له وحدَه، وأن وجود آخرين يشاركونه هذا الحبَّ سيكون أمرًا مثيرًا لقلقه واضطرابه، ويسبب له الألم والاضطراب العاطفي والانفعالي.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ..   عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال .. Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:36 am

من أساليب المعاملة الوالدية

في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال



أسلوب الثواب والمكافأةstyle reward
أسلوب العقاب والحرمان من الإثابةPunishment and denial of reward style
أسلوب النبذ والإهمالRejection style
أسلوب الإفراط في التسامح والتساهلExcessive tolerance and leniency style
 
أسلوب الثواب والمكافأة style reward:
الثواب أو المكافأة المتوقَّعة أو المقرَّرة للعمل المقبول قد تكونُ حاجةً غير مادية؛ كالكلمة الحلوة، أو الابتسامة، أو الهمسة الحانية، أو النظرة الحنون، وقد تكون تصفيقًا واستحسانًا، وربما احتضانًا وتقبيلاً، وقد تكون المكافأة أو التعزيز حاجةً مادية؛ كالحَلْوى، واللعب، أو النقود، إن كلتا المكافأتينِ تؤدِّيان غرضًا واحدًا، وتَسْعَيان نحو هدفٍ معيَّن، ينبغي ألا يحصل عليهما كلُّ طفلٍ إلا بعد البَدْء في السلوك المطلوب إتمامه أو تكراره، وكما هو معروف فإن للمكافأة دورًا في دعم السلوك.
 
أسلوب العقاب والحرمان من الإثابة Punishment and denial of reward style:
إن المقصود هنا بأسلوب العقاب ليس العقاب البدني فقط؛ لأنه أسلوب له مضاعفات نفسية، وتشويه في البناء النفسي للطفل، ولكنه يشمل أيضًا العقاب غيرَ البدني؛ مثل: نظرة عدم الرضا، وحركة الرفض.
 
أسلوب النبذ والإهمال Rejection style:
يتمثَّل هذا الأسلوب في نَبْذ الوالدين لأطفالهم وإهمالهم؛ مما يؤدِّي إلى شعور الطفل بالقلق والاغتراب، والخوف الدائم، مما يؤثِّر على النمو النفسي للطفل وتكيفه.
 
كما أنه يتمثَّل في شعورِ الابنِ أو الابنة بأن الوالدَ أو الوالدة لا يهتمُّ بمعرفةِ أحواله أو أخباره، وينسى ما يَطلُبه منه من أشياء، وينسى مساعدتَه عندما يحتاج إليه، ولم يحدث أن يصحبَه في نزهةٍ أو رحلة في أيام الإجازات، أو المناسبات، وينظر إليه على أنه مجرَّد شخص يسكن معه.
 
فمثلاً إذا وُلِد الطفل وكان أنثى بعد عددٍ كبير من البنات، والوالدان يرغبان في طفلٍ ذَكَر، أو إذا جاء طفلٌ ولم يخطِّط الوالدانِ لمجيئه؛ فإنهما يَسْتَجِيبان لقدومِ هذا الطفل بطريقةٍ سلبيةٍ، وليست إيجابية، وعلى الرغم من عدمِ تصريحهما بذلك، وتنعكس مشاعرُ الرفض والإهمال هذه على سلوكياتِهم، وبالتالي تهدِّد مشاعر الأمن لدى الطفل، ويعاني من عدم تقدير والديه لذاته؛ مما يُشعِره بالإحباط وعدم إنجاز المهمات الموكلة له.
 
وينطوي الرفض الذي يقوم به الآباء تُجَاه طفلهما على نوعين مختلفين:
أولهما: رفضٌ شبه دائم منذ البداية، وفي مثلِ هذه الحالات لا يَشعُر الآباء بحبِّهم لأبنائهم، ويُوصَف هذا النوع من الآباء بأنهم يُحَاوِلون إخضاعَ أبنائهم لبعضِ القواعد السلوكية باتخاذِ مقاييس تتسم بالصرامة والقسوة، وقد يرجع السبب في ذلك إلى عدم تقبُّلهم.
 
وثانيهما: رفضٌ في صورةِ تجاهلٍ لرغبات الأبناء؛ إذ إن هناك نوعًا من الآباء يُهمِلون أبناءهم، ولا يلبُّون طلباتهم واحتياجاتهم، وكثيرًا ما يعمِدُ الأطفال الذين يتعرَّضون لهذا النوع من المعاملة إلى قضاءِ كثيرٍ من الوقت خارج المنزل، ومكمنُ الخطورة هنا في احتمالية مصاحبتِهم لمجموعةٍ من رفاق السُّوء الذين يُمَارِسون ألوانًا مختلفة من السلوك المنحرف فيتأثَّرون به.
 
ولا يلزم بالضرورةِ أن يكون الرفضُ الوالدي رفضًا صريحًا؛ فقد يتميَّز إما برباطة الجأش، واللامبالاة، والانشغال عن الطفل، أو بالتسلط الإيجابي، والمتطلبات الكثيرة، والعداوة المنافية للذوق السليم، وفي الرفض كثيرًا ما ينشأ الانطباع أن الوالد مبالغ في الحماية.
 
ففي بعض الأحيان يكون العطفُ الزائد، والحماية الزائدة، والرعاية المبالغ فيها بمثابةِ تكوينٍ عكسي لرفضِ الطفل وعدم الرغبة فيه، وقد يكون رفضُ الطفل مرتبطًا بانعدام الترابط العاطفي بين الوالدين، أو نتيجةً لبعض الصعوبات التي يُواجِهُها الوالدان في تربية أطفالهما.
 
ولذا فإن النتيجة التي تتبع نبذ كثير من الآباء لأطفالِهم أن ينمو لدى هؤلاء الآباء الشعور بالذنب، وحتى يتجنَّبوا هذا الشعور فإنهم يُلْقون باللوم - لا شعوريًّا - على وجود نقصٍ في الطفل - إعاقة مثلاً - وهكذا يصبح الطفل كبشَ فداء غير جذاب، فيه نقص جسمي، أو غير ذلك من الأسباب الواهية.
 
إن الشعور بالذنبِ الذي يحرِّك الأب والأم يكونُ تعويضًا لشعورِهما بالنبذ أو الرفض لطفلهما، ويدفعهما ذلك إلى العناية الزائدة به والحماية المبالغ فيها، وبهذه الطريقة يطمئنُّ الوالدان نفساهما على أنهما أبوان طيِّبان، فيُغدِقان على الطفل الهدايا والملابس والأشياء الأخرى، ويُرسِلانه إلى مدارس باهظة التكاليف، كما أنهما يعيبان على المجتمع والمدرِّسين عداوتَهما لطفلهما وتحيُّزهما ضده، وبهذه الحيلة الإسقاطية يحقِّق الأبوان شعورًا بتبرير عداوتهما نحو الطفل، ويخفِّفان من حدة الشعور بالإثم.
 
ويرى "محمد علي حسن" أن تأثير ذلك الرفض والنبذ على سلوك الطفل يجعلُه يقومُ بألوانٍ من السلوك التي يهدف منها إلى لفت نظر والديه إلى وجوده، وإلى حاجاته المختلفة، وقد تكون بعض هذه الألوان السلوكية وسائلَ انتقامية من الوالدين نتيجةَ تقصيرِهما في تقبله، أو عقابًا لهما على سلوكهما نحوه.
 
ويذهب "رونالد رونر" Rohner، R. إلى أبعد من ذلك عندما يتحدَّث عن آثار الرفض الوالدي، فيرى أنه قد يمتدُّ حتى مرحلةِ الرشد وما بعدها؛ حيث يقول: "إن الراشدين الذين مرُّوا بخبرةِ الرفض وهم أطفال يُعَانُون من فقدانِ الحب والتقبل، كما أنهم لا يستطيعون تعويضَ الحب المفقود في مرحلة الطفولة"، وبالتالي تترسَّب الخبرة السيئة، ويمتد أثرها للرشد؛ فيَصِيرون مُنْعَزِلين وسلبيِّين أثناء تفاعلهم مع الآخرين.
 
وعليه يمكن القول: إنالوالدين اللذين يمكن وصفُهما بأنهما غيرُ متقبلينِ لابنهما يتَّصِفان بالاستياءِ تُجَاهه، وينزعان إلى التقليل من شأنه ومن قدراته وصفاته الشخصية، ولا يهتمان به، ولا يسعدان بصحبته، ولا يقدِّمان له أي تعزيزٍ عندما يأتي بسلوك حسن، كما أنهما لا يعبأان به ولا يحترمانه، ويسخران من وجهة نظره.
 
أسلوب الإفراط في التسامح والتساهل: Excessive tolerance and leniency style:-
ويؤدِّي هذا الأسلوب إلى عدم النضج، وعدم تحمل المسؤولية، والاضطراب النفسي، وعدم التوافق النفسي والاجتماعي للطفل.
 
كما يقوم هذا الأسلوب على أساس التسامح المعقول الذي يجعل تكيُّف الفرد أسهل تحقيقًا؛ لأن هذا الأسلوب يُعطِي الفرد شعورًا حقيقيًّا بالأمن، ويخلق له جوًّا يستطيع فيه أن يتَّجِه نحو الاستقلال الشخصي والتحرر التدريجي.
 
ومن مظاهر هذا الأسلوب أن الأم تكون محبِّة والأب يكون لينًا، والأطفال لهم حقوق الراشدين ومسؤوليات قليلة.
 
ويقوم هذا الأسلوب أيضًا على أساسٍ من الحرية المطلقة، أو التساهل الزائد في التفاعل الوالدي مع الطفل، وفيه لا يُمَارِس الوالدان الضبطَ المناسب، بل يمنحان الطفل قدرًا كبيرًا من الحريَّة لينظِّم سلوكه.
 
ومن مظاهره تركُ الطفل دون تشجيعٍ على السلوك المرغوب فيه، أو الاستجابة له دون محاسبة على السلوك غير المرغوب فيه، وترك الطفل دون توجيه أو إرشاد لِما يجب أن يقوم به أو أن يتجنبه.
 
ومن أهم نتائجه أنه يخلق أشخاصًا متسيِّبين غير مسؤولين، لا يحترمون القوانين والأنظمة، مع نمو النزعة الأنانية وحب التملك، بالإضافة إلى كثرة وتنوع المشاكل السلوكية في الأسرة والمدرسة.


من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال



أسلوب المبالغة والإعجاب الزائد بالطفل



أسلوب التدليل Demonstrate style



أسلوب السواء Moderation style



 

أسلوب المبالغة والإعجاب الزائد بالطفل: Excessive admiration of children style :-

حيث يعبِّر الآباء بصورة مبالَغ فيها عن إعجابهما بالطفل، وحبه ومرحه، والمباهاة به، ويترتب على ذلك ما يلي:

• شعور الطفل بالغرور الزائد بالنفس، وكثرة مطالبه.

 

• تضخيم صورة الطفل عن ذاته، ويؤدِّي هذا إلى إصابتِه بالفشلعندما يتصادم مع غيره من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب.

 

ويتضمن هذا الأسلوب أيضًا تعبيرَ الوالدين على نحوٍ مبالَغ فيه عن إعجابهما بالطفل، وحبهما له، ومدحه، والمباهاة به، ومن آثاره: شعورُ الطفل بالغرور، والثقة الزائدة بالنفس، مع كثرة مطالب الطفل دون تقدير أو مراعاة لظروف وإمكانات الأهل، وتضخيم صورة الطفل عن ذاته؛ مما قد يُصِيبه بالإحباط أو الفشل عندما يصطدم مع غيره من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب والاهتمام.

 

أسلوب التدليل Demonstrate style:

يتمثَّل ذلك الأسلوب في تشجيع الطفل على تحقيق معظم رغباته بالشكل الذي يحلو له، وعدم توجيهه لتحمل أية مسؤولية مع مرحلة النمو التي يمر بها، وقد يتضمَّن هذا أيضًا تشجيعَ الطفل على القيام بألوانٍ من السلوك الذي يعبِّر عن عادةٍ غير مرغوب فيها اجتماعيًّا، وكذلك قد يتضمَّن دفاع الوالدين عن هذه الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها ضدَّ أي توجيه أو نقد يصدر إلى الطفل من الخارج؛ فالتدليل يتضمَّن التراخي والتهاون في معاملة الطفل، وعدم توجيهه لتحمل المسؤوليات والمهام التي تناسب مرحلته العمرية، مع إتاحة إشباع حاجاته في الوقت الذي يريده هو، والتدليل هو نوع المبالغة في التساهل مع الطفل؛ بحيث يستجيب الوالدان أو أحدهما لمطالبه مهما كانت هذه المطالب، ويغضُّون الطرف عن كلِّ ما يرتكب من أفعال تقتضي التأديب والعقاب، ويسلك الآباء مثلَ هذه الطريقةِ في معاملة الأبناء نتيجةَ ظروف معينة، كأن يكون الطفل وحيدًا، أو جاء بعد مدة طويلة من الزواج.

 

ففي بعض المنازل يعامل الأطفال كما لو كانوا ضيوفًا محظوظين، تشبع دائمًا أهواؤهم ورغباتهم بواسطة الأبوين، فهم يختارون ما يريدون أكله، ويَلْقَون عناية خاصة فيها كثيرٌ من المبالغة، فقد يختارون ألوانًا من الترفيه والتسلية التي يريدونها، وعندما لا يجدون فكرة جديدة يلجؤون إلى الأم وكأنهم يريدونها أن تفكِّر لهم فيما يمكنهم أن يلعبوا، وقد لا يطلب منهم إطلاقًا أن يقوموا بأي مجهود لمصلحتهم أو لمصلحة الأسرة.

 

وعليه، فإن الأم - الأب - المتسامحة تُحَاوِل أن تنأى عن استخدام العقاب، وأن تتقبل رغبات الطفل وأفعاله، وتكون مطالِبُ هذه الأمِّ من طفلها قليلةً؛ فهي لا تكلِّفه بمسؤوليات منزلية، ولا تطلب منه سلوكًا منظمًا ولا مرتبًا في حالات كثيرة، إنها تقدِّم نفسها للطفل كمصدرٍ يستخدمه كما يرغب، وليس كمَثَلٍ أعلى، عليه أن يقلده ويحتذي به، وهي لا تعمل على نحوٍ نشطٍ لتشكيل سلوك الطفل الحاضر والمستقبل وتعد له، إنها بذلك تتيح للطفل أن ينظم أنشطتَه بقدر ما يستطيع، وتتجنب ممارسة الضغط، وهذه الأم لا تشجع الطفل على إطاعة المعايير التي تتحدد من الخارج.

 

ومن ثَمَّ فإن هؤلاء الآباء الذين يخشون رفض أي مطلب للابن حتى لا يعكِّروا عليه صفو سعادته وأمنه، يتركون الأبناء يفعلون ما يريدون بلا حساب على ذلك.

 

والذي يدفع الوالدين لاتخاذِ هذا الأسلوب هو إصابةُ الطفل، أو مرضه مرضًا شديدًا يجعله عاجزًا لا يستطيع شيئًا، أو وجودُ نوعٍ من السيطرة عند الطفل يضلِّل به الآباء، ولا يستطيعون أن يتغلَّبوا عليه.

 

أما مشكلة الطفل المريض، فهي مشكلة معروفة؛ حيث يكون موضعَ عطفِ جميع أفراد الأسرة، بل وربما الأصدقاء، وهم يوفِّرون له الراحة والاطمئنان، ويرفعون عنه كل المسؤوليات، فإذا كان هذا المرض مزمنًا - كالإعاقة - فإن انغماسَ الوالدين في هذا السلوك قد يستمرُّ، أو أن يقوم الطفل بخداعِ وتضليل الوالدين ليصل إلى ما يُرِيد بالتشنج، والإغماء، والثورة، أو التهديد بترك المنزل أو الانتحار، فيضطر بعض الآباء إلى التنازل لصغارهم؛ خشيةَ تنفيذ هذه التهديدات.

 

أسلوب السواء Moderation style:

إن السواء يمثِّل جانبين؛ أولهما يتمثَّل في ممارسة الأساليب السوية؛ ومنها: التقبل، والتسامح، والديمقراطية، والتعاون، والمشاركة الوجدانية...، وغيرها، والآخر يتمثَّل في عدم ممارسة الأساليب غير السوية السابق ذكرها؛ مثل: الرفض، والتدليل، والحماية الزائدة، والقسوة، والتفرقة، والتذبذب في المعاملة.

 

يقصد به ممارسة الأساليب السوية من وجهة نظر الحقائق التربوية، وعدم ممارسة الأساليب المعبِّرة عن الاتجاهات السلبية، وقد بيَّنت جميعُ الدراسات الخاصة بموضوع العَلاقة بين الطفل ووالديه ارتباطَ اتجاهِ السواء إيجابيًّا بالثقة بالنفس، والقدرة على تحمل المسؤولية، والإبداع، والعلاقة الجيدة مع الآخرين، وضبط الذات، والارتباط الآمن، ومن جهة أخرى ارتبط هذا الأسلوب بنضج الآباء، واتزانهم الانفعالي، وتصوراتهم العلمية لمفهوم الطفولة وحاجاتهم.

 

إن تقبُّل الطفل لذاته على ما هو عليه يَعنِي ضرورةَ تقبُّل نوعِ الطفل، سواء كان ذكرًا أم أنثى، وأيضًا تقبل شكله - وما هو عليه من ملامح - ولونه، بصرفِ النظر عن أنه يُشبِه أشخاصًا نحبُّهم أو نَكرَهُهم، وتقبُّل ترتيب الطفل بين إخوته، وتقبل ما تَشتَمِل عليه شخصيتُه من ذكاءٍ، وقدراتٍ، واستعدادات، وميول، واهتمامات أو هوايات، ولا شكَّ أن تقبُّل الطفل غير المشروط (على ما هو عليه) يؤثِّر في فكرة الطفل عن نفسه؛ حيث توجد عَلاقة وثيقة بين تقبُّل الذات وتقبُّل الآخرين، وبالتالي يُمكِن القول: إن تقبل الطفل على ما هو عليه يعزِّز إيجابية مفهومه عن ذاته، وتقبله لها، وتكيُّفه معها ومع الآخرين؛ مما يؤثِّر في النهاية على سلامةِ صحَّة الطفل النفسية.

 

فالطفل في حاجة إلى أن يكون محبوبًا ومقبولاً، ومرغوبًا فيه من الوالدين ومن الآخرين حوله، ومقبولاً كما هو عليه ولذاته، وما يحتمل أن يكون عليه من عجز أو قصور، فلا يكون موضعَ استهجانٍ، أو سخرية، أو مواربة، أو مقارنة، ويتأكَّد الطفل من حب والديه خلال مواقفِ الحياة اليومية بعديدٍ من الأساليب، وطرق المداعبة؛ مثل: المعانقة، واللمسة الرقيقة، والابتسامة العذبة، فكلُّ هذا - وما يماثله من أساليب الملاعبة والتودد - يقنع الطفل بأنه يستطيع أن يعتمدَ على حب والديه، وهو بغيرِ هذا الضمان من الحبِّ والعطف لا يستطيع أن يعيش راضيًا.

 

هذا بالإضافة إلى أن الآباءَ الذين يُشَارِكون أطفالهم خبراتهم، ويكتسبون ثقتهم واستعدادهم الطيب للتعاون معهم حين يُظهِرون اهتمامًا مخلصًا بشؤونهم - يضعون الأسسَ السليمة للروابط القوية المشتركة بينهم وبين أطفالهم، وتلك الأسس التي ستتحطَّم عليها عواصفُ الخلافات المستقبلية بين الوالدين والابن، وكذلك فإن شعور الطفل بالأمان بالقدر الذي سيصبح معه معتمدًا على نفسه، وبالمهارة التي تجعله يقدِّر المسؤوليات الاجتماعية، وأن يعتمد إلى حد كبير على تلك الروابط التي يكوِّنها والداه معه منذ الصغر.

 

فمن المسلَّم به أن الحب والتعاطف داخل الأسرة من أهمِّ الأمور اللازمة لنموِّ الطفل ذي الإعاقة، ولكن ينبغي أن يكون هذا الحب وهذا العطف بشكلٍ معتدل ومتكافئ في مقداره مع بقية أفراد أسرته؛ بحيث يوفِّر للطفل الدفءَ العاطفي الذي يُشعِره بالطمأنينة، وأنه محبوب ومرغوب فيه، ويُبْعِده في نفس الوقت عن أي اضطراب نفسي قد يتعرَّض له.

 

والتعبير عن التقبل الوالدي يتأتَّى بطرقٍ مختلفة حسب النضج الانفعالي للوالدين؛ فالوالدان الناضجان والمتزنان انفعاليًّا يَسْعَيان لتنميةِ الشخصية المستقلة لطفليهما، ويحاولان تحقيق هذا الهدف، وعلى العكس فالوالدان غير الناضجين انفعاليًّا يتعلَّقان بطفليهما بصورة عصابية، والطفل المتقبل يكون متعاونًا، ودودًا، مخلصًا، وفيًّا، مرحًا، ويتمتع بالثبات الانفعالي.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التنشئة الاجتماعية والتحديات المعاصرة
» حقيقة عملية استهداف 30 جندي بسيناء ليست عملية ارهابية بقدر ماهي عملية استخبارتية ؟
» اجرأ عملية في بداية السنه (فيديو) استشهاد المنفذ- مقتل 4 جنود واصابة 15 في عملية دهس بالقدس
»  التنشئة الوطنية في المدرسة والبيت لدى الشباب اليهود أقوى منها لدى نظرائهم الفلسطينيين
» قانون التأمينات الاجتماعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: