آخر تطورات الملف النووي الإيراني
واشنطن أبدت استعدادا لرفع عقوبات عن قطاعات صناعية إيرانية، لكنها لا تنوي رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية.
موقع بوليتيكو أكد أن المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني في فيينا تحرز تقدما (غيتي)
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن التقدم في مفاوضات فيينا جاء بعد تقديم واشنطن ملامح خطة لتخفيف العقوبات عن إيران.
وأضافت المصادر أن واشنطن أبدت استعدادا لرفع عقوبات عن قطاعات صناعية إيرانية، لكنها لا تنوي رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية.
وأوضحت الصحيفة أن عقوبات واشنطن ضد الحرس الثوري الإيراني ومكتب المرشد الأعلى عقبتا التفاوض، كما أشارت إلى أن تعقيدات سياسية داخلية إيرانية وأميركية تُدخل مفاوضات فيينا مرحلة أصعب.
نستعرض في هذا التقرير آخر التطورات في ملف الاتفاق النووي، وما صاحبه من ردود فعل إقليمية ودولية.
إسرائيل وواشنطن
نقل موقع "أكسيوس" (Axios) عن مسؤوليَنْ إسرائيليَينْ أن اجتماعا أميركيا إسرائيليا رفيع المستوى عُقد اليوم التالي للهجوم الذي استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية.
وحسب المصدر فإن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات أعرب في الاجتماع عن قلقه من أن الإدارة الأميركية أثناء تعاملها مع الملف النووي الإيراني لم تُبد الاهتمام الكافي بشأن المخاوف الإسرائيلية إزاء هذا الملف.
أبدى الجانب الأميركي في الاجتماع قلقه من أن الحكومة الإسرائيلية لم تطلع واشنطن بشكل كامل على عملياتها وأنشطتها الاستخبارية ضد إيران.
أضاف المسؤولان الإسرائيليان أن الجانب الإسرائيلي أعرب عن قلقه من أن الإدارة الأميركية لم تكن شفافة بشأن مقترحاتها التي قدمتها في اجتماعات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني.
وبحسب الموقع فإن وفدا أمنيا إسرائيليا رفيع المستوى سيبحث الشأن الإيراني في واشنطن الأسبوع المقبل.
محادثات وتقدم
أكد موقع "بوليتيكو" (Politico) أن المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني في فيينا تحرز تقدما وستستأنف الأسبوع المقبل.
أفاد الموقع، نقلا عن دبلوماسي مطلع على المفاوضات، رفض الكشف عن هويته، بأن سرعة المفاوضات ازدادت وبلغت منتصف الطريق تقريبًا، مرجحا التوصل إلى اتفاق نهائي بعد جولة أو اثنتين إضافيتين.
في الوقت نفسه، شدد الموقع على أن المحادثات لا تزال هشة خصوصا عقب هجوم نطنز ووجود ضغوط في الولايات المتحدة على الرئيس الأميركي جو بايدن للإبقاء على بعض القيود الاقتصادية على إيران وهو ما ترفضه طهران.
وأوضح الموقع أن واشنطن وطهران لم تتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن كيفية ترتيب خطوات كل منهما وما إذا كان رفع العقوبات وتراجع إيران عن خطواتها النووية سيتم بالتزامن أم لا.
لا زيادة ولا نقصان
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء تمسك بلاده بنص وثيقة الاتفاق النووي، وشدد على أنها لن تقبل بأي زيادة أو نقصان عليها.
قال روحاني -في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية- إن إيران لا تريد شيئا إضافيا، لكن لديها مطالبات ستطرحها لاحقا، "فقد تحملت البلاد أضرارا في السنوات الأربع الماضية تقدر بمئات المليارات من الدولارات، لكن المطلوب حاليا هو تطبيق الاتفاق بشكل تام".
أضاف روحاني أن الخطوة الأولى لتنفيذ الاتفاق تتمثل في رفع واشنطن جميع العقوبات، موضحا أن بلاده لمست جدّية من الجانب الأميركي في بعض الملفات لكنه كان لديه تناقضات في ملفات أخرى.
تطرق روحاني إلى محادثات فيينا الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي، وقال إن "الجميع يعلمون أن السبيل لحل مشكلة برنامج إيران النووي يكمن في تطبيق الاتفاق بشكل كامل".
لا تنازلات أحادية
قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن مبعوث البيت الأبيض إلى إيران يبحث خطة تتضمن خطوات محددة لأجل العودة إلى الاتفاق النووي.
أكد برايس أن الولايات المتحدة لن تقدم مبادرات أو تنازلات أحادية لإيران، وقال إن غرض واشنطن هو إخضاع برنامج طهران النووي لأكثر أنظمة التحقق صرامة.
أضاف أن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات عن إيران ما لم تطمئن إلى أنها ستعاود الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق، وتحدّ من برنامجها النووي، بما يقلل من مستوى ونطاق التخصيب "وإلا فإن الولايات المتحدة لن تقدم أي تنازلات"، على حد تعبيره.
كتب المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يتولى تنسيق المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، عبر حسابه على تويتر، "طرأ تقدم في الأسبوعين الماضيين لكن هناك الكثير من العمل الواجب القيام به".
إيران وكوريا
قال رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران وكوريا الجنوبية إن سول أفرجت عن 30 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة لدى مصارفها.
أضاف أن طهران استفادت من هذا المبلغ لشراء لقاحات لفيروس كورونا، وقال إنه كان من المقرر أن تدفع كوريا الجنوبية مليار دولار من أموال إيران المحتجزة لديها لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
وكانت طهران قد طالبت المسؤولين الكوريين مرات عدة بالإفراج عن نحو 7 مليارات دولار من أموالها المجمدة لدى كوريا الجنوبية بفعل العقوبات الأميركية.