الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في كبسولة
تاريخ خلافي
خلف ميراث التاريخ قضايا خلافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إحتل الرومان يهودا، التي كانت موطنا لليهود في العصور القديمة، وسمَّوْها فلسطين. ثم احتل العرب فلسطين وسكنوها بعد ذلك لأكثر من ألف عام. ونشأت الحركة الصهيونية لتعيد اليهود إلى إسرائيل، متناسية إلى حدٍّ كبير الوجود السكاني العربي. ومُنِحَت فلسطين لبريطانيا بعد وعد بلفور 1917 بتفويض من عصبة الأمم لبناء وطن قومي لليهود. واستاء العرب من تدفق اليهود لاستلابهم أرضهم. وتحت قيادة المفتي الأكبر الحاج أمين الحسيني قاموا بعمليات شغب لمرات عديدة، ثم الثورة لاحقا، خالقين تاريخا من العداء بين العرب واليهود في فلسطين. وبعد الهولوكوست، الذي قتل فيه النازي ستة ملايين يهودي، زادت الضغوط على بريطانيا للسماح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين. وقامت الأمم المتحدة بتقسيم الأرض عام 1947 إلى دولة عربية وأخرى يهودية. ولم يقبل العرب التقسيم فاشتعلت الحرب. وأحرز اليهود نصرا حاسما، ومدوا حدود دولتهم، مخلفين وراءهم مئات الآلآف من اللاجئين الفلسطينيين. ورفضت الدول العربية الاعتراف بإسرائيل أو إقامة سلام معها. وتأججت الحروب في أعوام 1956، و1967، و1973، و1982، وتكررت الغارات الإرهابية والانتقام الاسرائيلي. ويتمسك كل طرف برواية مختلفة لنفس التاريخ. يعتقد كل طرف أن الصراع بأسره هو خطأ الطرف الآخر ويتوقع اعتذارا.
الاحتلال والأرض والمستعمرات
احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة (حوالي 2,200 ميلا مربعا) منذ حرب الأيام الستة سنة 1967، وبنت مستوطنات يقطنها الآن حوالي 220,000 مستوطن، معظمهم بالضفة الغربية. ويطالب الفلسطينيون بالانسحاب التام من كل الأراضي التي تم احتلالها عام 1967، وبإخلاء المستوطنات. من جهتها تستمر إسرائيل حتى اليوم في تشييد المستوطنات مع الاستمرار في عملية السلام التي بدأت عام 1993. وفي مفاوضات الحل النهائي بكامب دافيد وطابا عرضت إسرائيل إرجاع 97% من أراضي الضفة وغزة، وكذلك الأجزاء العربية من القدس. وقوبل هذا العرض بالرفض من الفلسطينيين.
الدولة الفلسطينية
تكونت أساسا لتستعيد كل فلسطين للفلسطينيين العرب، وأشارت منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1988 إلى أنها ستقبل حل إقامة دولتين. وقد افترض أن اتفاقيات أوسلو ستقود إلى حل سلمي للصراع، لكن استمرار الاستيطان الاسرائيلي، والعنف والتحريض الفلسطينيين، انتهى إلى صراع مفتوح في سبتمبر 2000.
أغلب الفلسطينيين يطالبون بدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويعارض اليمينيون الاسرائيليون إقامة دولة بزعم أنها ستكون قاعدة للجماعات الارهابية. وقد وافقت الحكومة الاسرائيلية في مفاوضات الحل النهائي على دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ذات سيطرة محدودة على حدودها ومواردها – "دولة ناقصة". وكسب الفلسطينيون تعهدا من الأمم المتحدة، وكذلك من الرئيس الأمريكي بوش، بإقامة دولة لهم. وتعمد خطة سلام خارطة الطريق إلى أن تؤدي إلى دولة فلسطينية. ويعارض خارطة الطريق واتفاقيات أوسلو المجموعات الفلسطينية المتشددة مثل حماس، وكذلك الصهاينة المتشددون.
اللاجئون
حوالي 726,000 فلسطينيا طردوا أو هربوا من بيوتهم في عام 1948 في الحرب التي تلت إقامة دولة إسرائيل، وفر المزيد من الفلسطينيين في عام 1967. ويوجد الآن نحو 4 ملايين لاجيء فلسطيني. يحيا العديد منهم في مخيمات مكتظة، وتحت ظروف بائسة، في الضفة الغربية، وغزة، وفي الأردن وسوريا ولبنان والعراق. ويطالب الفلسطينيون بعودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم داخل إسرائيل إستنادا إلى قرار 194 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويشير الإسرائيليون إلى أن عددا مساو تقريبا لهذا العدد، من يهود الدول العربية، قد فروا من هذه الدول إلى إسرائيل في عام 1948. وهم يعارضون عودة اللجئين الفلسطينيين لأن ذلك سيخلق أغلبية فلسطينية عربية، منهيا إسرائيل كدولة يهودية. ومعظم الجماات الفلسطينية، بما فيها منظمة فتح، تقبل هذا المنطق، وتصرح علنا بأن حل قضية اللاجئين من خلال منح حق العودة يعني نهاية إسرائيل. المزيد عن اللاجئين.
الإرهاب الفلسطيني
أسست كل الجماعات الفلسطينية تقريبا بهدف معلن هو إزالة إسرائيل من خلال العنف، ولها جميعا تاريخ من الأنشطة الإرهابية. فقط منظمة التحرير الفلسطينية تخلت عن هذا الهدف رسميا. وقد وقعت المنظمة في 1993 إعلان مباديء أوسلو، متخلية عن العنف، ومعلنة إحترام قرار مجلس الأمن 242 الذي به اعتراف ضمني بحق إسرائيل في الوجود. في المقابل سمحت إسرائيل لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تدخل إلى أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وحصل الفلسطينيون على حكم ذاتي لغالبية سكان هذه المناطق. وبدأت الجماعات الفلسطينية المتطرفة، والمعارضة لهه الاتفاقيات حملة من الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية ضد إسرائيل. وادعت السلطة الوطنية الفلسطينية عدم مقدرتها السيطرة على الجماعات المنشقة. واهتزت مفاوضات الوضع النهائي في سبتمبر 2000، ثم قام آرييل شارون بزيارة جبل المعبد/الحرم الشريف، والذي يشتمل على المسجد الأقصى، في 28 سبتمبر دون أن يدخل المسجد. أشعلت تلك الزيارة تظاهرات عنيفة قوبلت بالأسلحة المميتة للجيش الاسرائيلي. وتحول العنف إلى مقاومة شاملة أطلق عليها الانتفاضة، انخرطت فيها قطاعات عريضة من الشعب الفلسطيني، بما فيها السلطة الوطنية ذاتها، وكذلك قوات الشرطة الفلسطينية التي تأسست من خلال اتفاقيات أوسلو. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نصف الفلسطينيين يعتقدون أن الهدف من الانتفاضة هو تدمير إسرائيل. ومنذ 28 سبتمبر 2000 قتل الفلسطينيون أكثر من 1000 إسرائيلي في اعتداءات إرهابية وانتحارية، بينما قتل الاسرائيليون أكثر من 3500 فلسطينيا، العديد منهم مدنيون، في عمليات "دفاعية" وانتقامية. وأنهت الانتفاضة إيمان العديد من الاسرائيليين بإمكانية السلام، كما قضت على مصداقية ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية كشريكين للسلام. وزاد الانتقام والقمع الاسرائيلي من مرارة الفلسطينيين. المزيد عن عملية السلام خط زمني مفصل ميثاق فتح دستور منظمة التحرير الفلسطينية دستور حماس
القمع الإسرائيلي
استجابت إسرائيل للعنف الفلسطيني، عند بداية عملية أوسلو، بوضع حدود لحركة العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل لمنع تسلل الإرهابيين، وبإجراءات تفتيش صارمة عند نقاط التفتيش الحدودية. وخفَّض غلق الحدود مستوى المعيشة للفلسطينيين بشكل عنيف. وخضع أولئك القادمون إلى إسرائيل من أجل العمل لإجراءات تفتيش مهينة، وأوقات طويلة للغاية من الانتظار عند نقاط التفتيش. وجعلت العمليات الإرهابية ضد نقاط التفتيش الجنود القائمين عليها أكثر توترا، بحيث أنهم أصبحوا يتعجلون إطلاق النار على أية سيارة يشتبهون بها، مما أدى لمقتل مدنيين أبرياء. وجعلت نقاط التفتيش حول القدس وصول الفلسطينيين لأعمالهم داخلها صعبا، وكذلك السفر بين المدن الفلسطينية.
أصبحت العمليات الإنتقامية الإسرائيلية بعد سبتمبر 2000 أكثر شدة، واشتملت على اغتيالات لإرهابيين مطلوبين رفض الفلسطينيون القبض عليهم. وبعد سلسلة من التفجيرات الإنتحارية المميتة في مارس 2002 شنت إسرائيل عملية الجدار الواقي بالضفة الغربية، وأعادت منذ ذلك الوقت إحتلال معظم أراضيها، والتي كانت قد سلمتها سابقا للفلسطينيين. من ناحية أخرى أقام الجيش الإسرائيلي المزيد من نقاط التفتيش، وأبقى المدن تحت حصار عملي، مع فرض أوقات ممتدة من حظر التجوال، وتعطيل العمل والتعليم والحياة اليومية. وأحاطت الخنادق بالمدن مانعة الناس من المغادرة، وقام الجيش الإسرائيلي بقتل ما يزيد عن 3,500 فلسطينيا، كما هدم بيوتا وقلع بساتينا للزيتون. وبعد أن أظهرت دراسة حديثة أن هدم البيوت لا يحول دون العمليات الإنتحارية توقف هدم بيوت الإنتحاريين، رغم أن بيوتا لا زالت تهدم لأسباب أخرى.
إضافة للإجراءات المتخذة لضمان الأمن فقد قام المستوطنون الإسرائيليون بمضايقة الفلسطينيين، وتدمير ممتلكاتهم، وقلع أشجار الزيتون، وقتل عدد من الفلسطينيين في ظروف مريبة. ونادرا ما تم التعرف على مرتكبي هذه الجرائم، كما لم يحدث أبدا أن حوكموا.
الأمن الإسرائيلي
تبلغ مساحة إسرائيل داخل حدود وقف إطلاق النار، ما قبل عام 1967، أقل قليلا من 8000 ميلا مربعا. وتبلغ المسافة من تل أبيب إلى الخط الأخضر على حدود الضفة الغربية حوالي 11 ميلا. (أنظر خريطة المسافات) بهذا تصبح تل أبيب والقدس والعديد من المدن الإسرائيلية الأخرى في مدى نيران المدفعية لأية دولة فلسطينية مستقبلة. لذا تصر إسرائيل على ضمانات لأن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح. وللضفة الغربية أهمية إستراتيجية هائلة لأية دولة تود غزو إسرائيل، ولذا فإن إسرائيل تصر على ضمانات تقضي بعدم سماح الدولة الفلسطينية لأية جيوش أجنبية بالدخول إلى حدودها، كما أصرت على الاحتفاظ بقواد داخل الضفة الغربية.
المياه
افتقرت منطقتنا دوما للمياه. وتمكنت إسرائيل عبر مؤسسة "إسرائيل القومية لتوزيع المياه" من خلق حياة سكانية كثيفة، وذات معيار قياسي. وتضخ المؤسسة المياه من بحر الجليل لتصل بها إلى مناطق في وسط وجنوب إسرائيل، وكذلك في المناطق الفلسطينية. وتوزع المؤسسة في يوم واحد ما كان يستهلك في عام 1948 بأسره، ومازال ذلك غير كاف. والطبقات الجوفية التي تمد المنطقة الوسطى بإسرائيل بالمياه تقع في الضفة الغربية. ويمر نهر الأردن بأراضٍ ستصبح جزءا من فلسطين. الجانبان بحاجة للمياه من أجل البقاء والتنمية، وكلاهما يريد ضمان المياه الكافية من المصادر المحدودة المتاحة. وقد احتفظت إسرائيل لنفسها بنسبة كبيرة من مياه الطبقات الجوفية بالضفة الغربية.
القدس
كان مقدرا للقدس أن تدول حسب خطة الأمم المتحدة للتقسيم. للجانبين دعاوى بحق القدس الشرقية. كانت القدس العاصمة القديمة لمملكة يهودا، ومقر المعبد اليهودي المقدس، والذي لم يبق منه سوى الحائط الغربي (يمين). هي أيضا مقر المسجد الأقصى (يسار) والذي يعتبره الكثيرون ثالث المواضع المقدسة في الإسلام. والأحياء العربية واليهودية شديدة التداخل بحيث يصبح من الصعب فصلها.