منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75480
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني   الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني Emptyالأربعاء 20 أكتوبر 2021 - 10:44

الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني


د. إبراهيم أبراش
كل من يتابع القضية الفلسطينية ومجريات أحداثها سيلاحظ أن وسائل الإعلام الدولية وحتى العربية باتت تتجاهل التطرق للقضية الفلسطينية وفي حالة تغطية بعض أحداثها يتم التركيز على الجانب السلبي من المشهد، سواء في البعد الصراعي مع الاحتلال كتوقف عملية السلام وزيادة وتيرة الاستيطان، أو التحولات في علاقة فلسطين بمحيطها العربي وزيادة وتيرة التطبيع، أو ما يتعلق بالوضع الداخلي الاقتصادي والمعيشي وخصوصاً في قطاع غزة والخلافات المرتبطة بالانقسام وتعثر جهود المصالحة والانتخابات وحكومة الوحدة الوطنية الخ.
لا شك بوجود تراجع للقضية الفلسطينية بشكل عام ولكن وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي تمارس الانتقائية في نقل الحدث الفلسطيني والتعليق عليه ولا تعكس أو تعبر عن كل ما يجري في الواقع، لأنه إعلام مرتبط بدرجة كبيرة بمن يملك ويتحكم بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية ووسائط التواصل الاجتماعي، ومن المعروف أن أهم المحطات والمراكز الإعلامية ووسائط التواصل يمتلكها أو يتحكم بها شركات ومستثمرون أمريكيون وغربيون وكثير منهم من اليهود وهم منحازون لإسرائيل وروايتها أو غير ملمين بكل تفاصيل الصراع في فلسطين وعليها، أو تابعة لمؤسسات إعلامية عربية رسمية أو خاصة ربحية، وقد رأينا كيف تحجب بعض المنصات الالكترونية مثل الفيسبوك وجوجل وأمازون تعليقات وأخبار وإغلاق مواقع مؤيدة للفلسطينيين كما تتبنى في كثير من الأحيان الرواية الصهيونية والتوراتية.
الخلل لا يقتصر على الإعلام الخارجي بل تتحمل وسائل الإعلام الفلسطينية، من فضائيات وإذاعات ووكالات أنباء والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المسؤولية بسبب المناكفات السياسية. فحركة حماس وفي سياق معارضتها لحركة فتح والسلطة ومنظمة التحرير تعمل على تشويه كل ما قاموا ويقومون به حتى التاريخ الوطني ولا ترى حركة حماس وقوى المعارضة ما هو إيجابي من منجزات  راكمتها عبر التاريخ وما زالت متواصلة حتى اليوم حتى وإن كانت متواضعة ، ما هو قريب من ذلك يحدث أحياناً بالنسبة لحركة فتح والسلطة حيث لا يرون في حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة إلا حالة انقلابية وأعمال مقاومة عبثية، ولقطاع غزة حالة فقر وجوع وعبء على السلطة دون تلمس الوجه الإيجابي من وجود حالة مقاومة وتصدي للعدوان الصهيوني وحالة عدم الاعتراف بإسرائيل، وفي الحالتين تجري عملية تشويه للمشهد الوطني. كما تقع بعض المسؤولية على المثقفين وكتاب الرأي حيث نلاحظ انكفاء البعض  عن القيام بواجبهم في الكتابة والتنظير في الشأن الوطني إما بسبب حالة إحباط ويأس أو الانجرار إلى حالة الاستقطاب الحزبي أو لتموضع بعضهم كمراقب أو خبير أجنبي لا يكتب إلا لمشاريع ممولة ومقابل أجر وبما يرضي الممول.
لا شك أن القضية الفلسطينية ليست بأفضل حال سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، ولكن هناك جهود إسرائيلية محمومة لتسليط الضوء على الوجه السلبي من المشهد الفلسطيني من أخطاء وتجاوزات ومظاهر فساد وتضخيمها وتكرر الحديث عنها وعرضها بكل وسائط الإعلام والتواصل الاجتماعي وتجنيد جيش من الإعلاميين والفيسبوكيين لتكرار الحديث عنها والتعليق عليها، ويتساوق بعض الأشخاص والمواقع العربية مع الإسرائيليين لشيطنة الفلسطينيين والإساءة لهم وإبراز كل ما هو سلبي وسيئ فيهم، وللأسف فإن بعض الأشخاص والمواقع والفضائيات العربية تتصرف مع الفلسطينيين وكأن بينها وبينهم ثأر وبالتالي تريد الانتقام منهم من خلال تشويه صورتهم.
الإعلام يتجاهل وبشكل مقصود الوجه الآخر من المشهد أو الواقع الفلسطيني ،وهو مشهد مشرق ومشَرِّف بالرغم مما يتخلله من آلام ومعاناة .فمقابل المناكفات السياسية الداخلية وما يروجه الإعلام الصهيوني والمعادي من أخبار غير صحيحة أو مبالغ فيها عن الفساد في السلطة وداخل الأحزاب بما فيها أحزاب المقاومة، أيضاً في مقابل كل ما يترتب عن الفقر والجوع والحصار من سلوكيات فردية وحتى جماعية مشينة وخصوصاً في قطاع غزة …، مقابل كل ذلك هناك وجه آخر من المشهد لا يوليه الإعلام كثير اهتمام إن لم يتجاهله كلياً.
إذا نظرنا لواقع القضية الفلسطينية نظرة موضوعية وشمولية سنكون أمام مشهد مغاير  لما يحاول الاعلام المعادي ترويجه، مشهد يدعو للفخر والاعتزاز بشعب فلسطين.
نعم، لا نقلل من خطورة ما يجري داخل النظام السياسي من تجاوزات وأخطاء ومن انزلاق متسارع نحو تكريس انفصال غزة والخلل الكبير في كيفية إدارة السلطة الوطنية للشأن العام، ولكن من الظلم إصدار أحكام قاطعة على الشعب الفلسطيني وعلى مستقبل القضية برمتها بناءً على هذه الأخطاء والتجاوزات والتي غالباً مردها الاحتلال و الانقسام الذي صنعه الاحتلال، أو طبقة سياسية عاجزة وفاشلة حتى وإن صدقت نوايا بعض مكوناتها.
من يريد أن يحكم على الشعب الفلسطيني وعلى مسار القضية بشكل عام عليه أن ينظر للمشهد بكليته، نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة كيان كولونيالي عنصري إرهابي مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، هذا الشعب الفلسطيني الذي تُحتل أرضه ويعيش نصفه داخل فلسطين والنصف الآخر في الشتات ولا يتحكم بموارده الطبيعية وليس له أية سيادة على أي شبر من أرضه وممنوع عليه ممارسة حقه بتقرير مصيره على أرضه أو حقه بمقاومة الاحتلال وإن قاوم يتم اتهامه بالإرهاب.
هذا الشعب وبالرغم من الاختلال الكبير في موازين القوى مع الكيان الصهيوني فإنه يواصل طوال مائة عام النضال والمقاومة بكل أشكالها وسطر ملاحم من الصمود والصبر والبطولة والإبداع على كافة المجالات، وهي انجازات وملاحم لا يوليها الإعلام المعادي وحتى العربي اهتماماً بل ولا يتم استثمارها جيداً من الطبقة السياسية الفلسطينية .
من خلال قراءة موضوعية للمشهد السياسي الفلسطيني وما له علاقة بالمسكوت عنه أو لا يتحدث عنه الإعلام إلا نادراً نسجل ما يلي:
1-      الشعب الفلسطيني لم يتنازل عن حقوقه المشروعة وخصوصاً حق العودة والدولة المستقلة حتى وهو يمد يده للسلام ويوقع اتفاقيات كان يراهَن عليها للتوصل لتسوية مع العدو، ولو تنازل الشعب والقيادة عن الحقوق الوطنية لتم طي ملف القضية الفلسطينية منذ زمن.
2-   الشعب الفلسطيني لم يعترف بدولة الكيان اليهودية، حتى اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل عند توقيع اتفاقية أوسلو لم يكن محل إجماع فلسطيني كما كان مشروطاً بنجاح عملية التسوية السياسية، وقد سمعنا الرئيس أبو مازن في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة يهدد بسحب هذا الاعتراف والتخلي عن الاتفاقات الموقعة والرجوع إلى قرار التقسيم أو خيار الدولة الواحدة إن لم تلتزم إسرائيل بعملية سلام جادة تؤدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
3-   الشعب الفلسطيني ما زال يمارس حقه بالمقاومة بما هو ممكن ومُتاح، صحيح، إن وتيرة المقاومة تراجعت وأنها تُمارَس بدون استراتيجية وطنية ويتم توظيفها احيانا لمصالح حزبية إلا أنها ما زالت متواصلة في الضفة الغربية والقدس من خلال عمليات الطعن والدهس والاشتباك مع الجيش والمستوطنين في نقاط التماس، بالإضافة إلى المقاومة المسلحة في قطاع غزة.
4-    الشعب الفلسطيني ما زال وفياً لشهدائه وأسراه في سجون الاحتلال ولا يتنكر لهم، يخلد ذكرى الشهداء ويتبنى عائلاتهم كما يواصل تبنيه لقضية الأسرى ولا يتوقف عن الدفاع عن قضيتهم بفعاليات وأنشطة متعددة وفي المحافل الدولية وهو يعتبر الشهداء والأسرى فخر وتاج يكلل جبين كل فلسطيني.
5-   يمارس الشعب حقه بالمقاومة والدفاع عن النفس بأشكال متعددة داخل الوطن وخارجه، من خلال العمل الدبلوماسي الرسمي مع الدول وفي المنظمات الدولية، والدبلوماسية الشعبية التي تمارسها الجاليات الفلسطينية في التصدي للدعاية والرواية الصهيونية، أيضاً من خلال حملات دعم عدالة القضية مثل تنظيم المظاهرات والندوات في المدن والعواصم الأوروبية والأمريكية وحملات المقاطعة المدعومة من أحرار العالم مثل مقاطعة البضائع الإسرائيلية والمقاطعة الأكاديمية ومقاطعة رياضيين وفعاليات رياضية إسرائيلية، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الخ.
6-   ما زال العالم يعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره السياسي وحقه في دولة مستقلة وهناك 135 دولة تعترف بدولة فلسطين كما تتواجد أكثر من 100 سفارة وممثلية لفلسطين عبر العالم ومثل هذا العدد من الممثليات الأجنبية في أراضي السلطة الفلسطينية، وما زال الاعتراف بدولة فلسطين يتوالى.
7-   أثبت الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده أنه شعب مُبدع وخلاق في كل المجالات العلمية والاقتصادية والخدماتية وتشهد له بذلك الدول والشعوب التي يتواجد فيها.
8-   بالرغم من الانقسام وقوة التدخلات الخارجية إلا أن الشعب الفلسطيني وأحزابه لم ينزلق لمستنقع الحرب الأهلية لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية ولا في الشتات– باستثناء المواجهات المحدودة منتصف يونيو  2007 عندما انقلبت حماس على السلطة وسيطرت على قطاع غزة- وقد أثبت وحدته ورقي وعيه الوطني خلال انتفاضة أيار الماضي .
9-   بالرغم من الاحتلال والحصار والاستيطان وكل أشكال التضييق في الضفة وغزة فالشعب مازال متجذراً ومتمسكاً بتواجده على أرضه وأفشل كل المحاولات لإجباره للهجرة الجماعية خارج وطنه، وهو اليوم داخل فلسطين يعادل عدد اليهود ومثل هذا العدد يعيش في الغربة معتزاً بفلسطينيته وينتظر العودة لأرض الوطن.
10-  تبجح قادة إسرائيل بالانتصار على الفلسطينيين ونهاية القضية الفلسطينية لدرجة تجاهل رئيس وزراء العدو الحديث عنها في خطابه في الجمعية العامة  للأمم المتحدة لا يعكس واقع الحال ولا يُقنع شعوب ودول العالم، فهذا التبجح والادعاء مبني على راهن موازين القوى وعلى حالة الانهيار العربي التي فتحت المجال لتطبيع بعض الدول العربية، ولكن هذه الأمور ليست أبدية بل قابلة للتغيير في أي وقت حيث العالم والإقليم يشهد تحولات متسارعة.
كل ما سبق لا يندرج في سياق الخطاب الأيديولوجي أو العاطفي أو الزعم أن الأمور على ما يرام ولا يحتاج الفلسطينيون إلا انتظار النصر القريب وإحصاء المغانم، بل مبني على إدراك عقلاني وواقعي لجوهر الصراع وحقائقه التي تحاول الدعاية الصهيونية تجاهلها أو تشويهها، كما ينبني على معرفة بالشعب الفلسطيني وتجربته النضالية، فالشعب الفلسطيني يصبر ويتحمل ويجامل أحياناً ولكنه في لحظة ما و عندما يطفح الكيل ينتفض ويصحح المسار، سواء فيما يتعلق بوضعه الداخلي والتعامل مع الطبقة السياسية الحاكمة في غزة والضفة أو في تعامله مع العدو الصهيوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75480
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني   الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني Emptyالثلاثاء 2 نوفمبر 2021 - 7:40

المشروع الجديد لتصفية قضية فلسطين.. أدواته وسبل مواجهته

ياسر الزعاترة
مساء الخميس الماضي (28 تشرين أول)؛ قال رجل الاعمال اليهودي (سوليفان آدامز) لقناة إسرائيلية، إن “FIFA”، يدرس بجدية استضافة إسرائيل والإمارات والسعودية إلى جانب مصر لنسخة كأس العالم لعام 2030.

وقال الرجل المقرب من رئيس “FIFA” إن “الرياضة يمكن أن تكون جسرا نحو بناء العلاقات والصداقات مع جيراننا، ويمكنها تغيير النموذج بأكمله في المنطقة وحول العالم”.

وأضاف أن هذا الملف تم طرحه خلال زيارة رئيس “FIFA”؛ جياني إنفانتينو إلى إسرائيل، ومشاركته في مراسيم افتتاح “مركز فريدمان للسلام” في مدينة القدس.

لم يكن هذا التصريح الذي يمثّل حلما بطبيعة الحال؛ سوى فصل من فصول الأحلام الصهيونية المتسارعة بشأن عمليات التطبيع بين “الكيان” وبين عدد من الدول العربية ذات الوزن والأهمية، إذ سبقته أخبار ووقائع حقيقية كثيرة يصعب تتبعها كاملة هنا؛ وصل بعضها حد الابتذال، مثل مشاركة الإمارات في مناورات عسكرية مع “إسرائيل”، ومشاركتها والمغرب في مسابقة لملكات الجمال، أو تسارع عمليات التطبيع الاقتصادي، والحديث عن مشاريع ذات أبعاد استراتيجية، بجانب زيارة رئيس وزراء الاحتلال إلى القاهرة، وسوى ذلك من مظاهر التطبيع المتسارع، إن كان مع الدول الجديدة في هذا المضمار (لبعضها تراث قديم أيضا)، أم مع الدول ذات المعاهدات، مثل الأردن ومصر.

هذا هو الوجه الأول الذي يكشف حقيقة مشروع التصفية الجديد للقضية الفلسطينية، أعني عمليات التطبيع المتسارعة، وصولا إلى التبشير بانضمام دول أخرى، وهو ما كان يسمّى في زمن سابق بـ”الحل الإقليمي”، أي فتح العلاقة مع الدول العربية من دون المرور بحل القضية، في الوقت الذي يتم فيه تحسين وضع السلطة الفلسطينية، ومن ثمّ تحويل المؤقت إلى دائم.

هذا الحل سمّاه نتنياهو “السلام الاقتصادي”، ويبدو أن الاسم يناسب “بينيت”، بينما سمّاه “بيريز” قديما “الدولة المؤقتة”، فيما كان شارون قد سمّاه “الحل الانتقالي بعيد المدى”.

وفيما كان الأمر يستحق بعض التحليل في الماضي لكشف حقيقة المشروع، لأن الطرف الصهيوني لم يكن يقول الحقيقة فيما يتعلق بالمستقبل، وكان يريدها عملية استدراج للعرب والفلسطينيين، عبر الحديث عن تأجيل ما يعرف بـ”قضايا الحل النهائي”؛ فإنه اليوم واضح كل الوضوح، إذ يجاهر برفض الدولة الفلسطينية، وتبعا لذلك التنازل عن الأرض بالمعنى الحقيقي، ويرفض تقسيم القدس وعودة اللاجئين، فيما يتحدث فقط عن تحسين وضع السلطة (عيش الفلسطينيين بتعبير أدق)، وفي ذات المناطق التي يتواجدون فيها (نحو ثلث الضفة الغربية)، مع إمكانية السماح بقدر محدود من التوسع في أجزاء من مناطق (ب)، و(ج)، بحسب تصنيفات “أوسلو”.

هذا هو الوجه الثاني لمشروع التصفية. إنه وضوح الهدف النهائي، وبتصريحات رسمية واضحة.

الدور الرسمي العربي واضح هنا، لا سيما المحاور الرئيسة والكبرى، فالمطلوب هو توسيع عمليات التطبيع، مقابل تحسين وضع السلطة، وتسكين وضع قطاع غزة، وصولا إلى جعل “إسرائيل” كيانا طبيعيا في المنطقة، يمكن فتح شراكات واسعة معه؛ وعلى كل صعيد.

من الضروري الإشارة هنا إلى أن مشروع التصفية الأهم بعد “أوسلو”، والذي كان بذات الروحية التي تحدثنا عنها، قد تم التصدي له بلقاء مصري سعودي سوري (قمة الإسكندرية) منتصف التسعينيات، وبالطبع بعدما أدرك الجميع أن المطلوب هو اختراق إسرائيل وهيمنتها على المنطقة.

هنا تحديدا تكمن المصيبة راهنا، فلا مصر بعافيتها القديمة التي تمنحها القدرة على قيادة التصدي لعمليات الهرولة الجديدة، وتبعا لها مشروع التصفية الجديد، ولا السعودية الغارقة في مشاكل اليمن، والباحثة عن مسار مختلف، يمكنها فعل شيء؛ هي التي باركت “اتفاقات أبراهام”، ولا سوريا التي تعيش ما تعيش، ويحكمها بوتين (صديق الكيان)، يمكنها ذلك، لا سيما أن المال العربي الذي يعمل مقاولا للتطبيع، قد دخل على خط إعادة تأهيلها عربيا ودوليا.

نأتي هنا إلى الجانب الآخر المهم في المشروع، أعني الوضع الفلسطيني.

من المؤكد أن الجانب الأهم في إفشال مشروع التصفية المشار إليه آنفا بعد “أوسلو” و”وادي عربة”، لم يكن الموقف الرسمي العربي المشار إليه، رغم أهميته، بل كان الموقف الفلسطيني، وتحديدا عبر “انتفاضة الأقصى” التي أهالت التراب على مسار التطبيع، وشطبت المشروع برمته.

حدث ذلك عندما انحاز عرفات، رحمه الله لـ”انتفاضة الأقصى” التي وحّدت الشعب وأرهقت الغزاة. صحيح أن الانتفاضة قد انتهت باجتياح الضفة الغربية، وحصار عرفات واغتياله، وبوضع عربي يذهب إلى “مبادرة بيروت” إثر عملية ابتزاز واضحة بعد هجمات سبتمبر 2001، إلا أن ذلك لا ينفي تبعاتها بانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، بجانب إنهاء مشروع التصفية في تلك الطبعة، وليبدأ التعويل لاحقا على مشروع احتلال العراق، وإعادة تشكيل المنطقة، والذي فشل أيضا.

الحل الوحيد المتاح لإفشال مشروع التصفية، هو توافق قوى المقاومة (بقيادة “حماس”) على مسار جديد يهمّش عباس، وإعادة النظر في آلية عملها في الضفة، بإبعاد الفاشلين المجرَّبين

هنا تكمن المصيبة الكبرى، فمقابل عرفات وقدرته على المغامرة، يوجد ها هنا عباس الذي وقف ضد إجماع الشعب الفلسطيني في “انتفاضة الأقصى”، وتآمر على عرفات، ومقابل “فتح” التي لم تكن قد تطبّعت تماما على مسار الانبطاح، وأجهزة أمنية تتشكل من عناصر لهم توجهات وطنية؛ توجد هنا “فتح” جديدة بطبعة “عباسية”، وأجهزة أمنية عنوانها “الفلسطيني الجديد”؛ بتعبير مؤسسها الجنرال “دايتون”، بجانب “تقديس” التنسيق الأمني؛ بتعبير عباس نفسه.

يبقى الجانب المشرق هو ذلك المتعلق بتحرّر قطاع غزة ووجود قاعدة مقاومة فيه، لكن غياب أفق لانضمام الضفة إلى “انتفاضة” جديدة، بوجود عباس (خليفة سيكون من ذات القماشة كما يبدو)؛ سيجعل حركة القطاع صعبة، وقبلها خضوع المقاومة لحاجات سكانه.

أما الحل الوحيد المتاح لإفشال مشروع التصفية، فهو توافق قوى المقاومة (بقيادة “حماس”) على مسار جديد يهمّش عباس، وإعادة النظر في آلية عملها في الضفة، بإبعاد الفاشلين المجرَّبين، وصولا إلى تثويرها استنادا إلى ما جرى سابقا (انتفاضة القدس)، واستثمارا لما يحدث حاليا من عمليات تهويد، كنقطة تثوير محورية، وعندها سيُهال التراب على المشروع إياه، مع فرصة سانحة وكبيرة لأن يكون ذلك محطة باتجاه انتفاضة أوسع تفرض دحر الاحتلال عن أراضي 67، كمحطة باتجاه تفكيك المشروع الصهيوني برمته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75480
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني   الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني Emptyالثلاثاء 2 نوفمبر 2021 - 7:48

وعد بلفور.. حقائق اليوم تهدم أوهام الأمس

زكي بني ارشيد

تصريح بلفور كان مغامرة سياسية لم يُواجه بما يكفي من المقاومة لإفشاله، وعزز من حالة الضعف والاستجابة لمفهوم الاستسلام بذريعة الواقعية ونظرية المؤامرة.

حقائق اليوم تهدم أوهام الأمس وتقوض قناعات صنعها سحرة الإعلام  والسياسة.

كم من المسلمات الوهمية التي ثبت فشلها بعد أن توارثتها الاجيال باعتبارها حقائق كونية ونظريات قطعية لا تقبل النظر أو التشكيك؟. 

كبرت كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلا كذبا.

قالوا : ( لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا ).

من حيث لم يحتسبوا غزة أدارت أربعة حروب قاسية وناجحة مع “اسرائيل” على الرغم من الخذلان  والتواطوء الرسمي…

تصحيح التشوهات التاريخية يحتاج إلى إرادة وإدارة.

وصناعة المستقبل يليق بالكبار ويحتاج إلى عزم وتصميم وتضحيات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إدارة البؤس الوجه الآخر لإدارة التَوَحُّش
» "الإصلاح المنشود" للنظام السياسي الفلسطيني.. أي عوائق أمام الخطة؟
» الفرق بين الثقافة السياسية والفهم السياسي والعقل السياسي
» دراسة تحليلية للمشهد الأفغاني القائم - أرقام وإحصاءات
» حكي من الآخر .... والزعلان يشرب من بحر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: