ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: افكار حول تنمية الذكاء عند الطفل السبت 14 سبتمبر 2013, 10:17 pm | |
| هل تريد أن يكون ابنك مثل بقية أبناء ألآخرين مجرد إنسان ترعاه لينمو وليحصل على وظيفة ويضمن رحلة العمر في سلامة ويموت بعد عمر طويل دون أن يترك أي أثر؟.
أم انك تريد إن يكون ابنك صاحب شخصية متميزة تغير في المجتمع وتضيء الطريق أمام الآخرين؟. وقد يتساءل الآباء: هل يجب أن نربي الطفل على التفرد وان يجد في أعماقه متعة في مناقشة كل أمر يلقى إليه, أم نجعله إنسانا مطيعا لكل الأوامر ونصبه بقالب الطاعة؟. إن اختلاف الثقافات والتقاليد من مجتمع إلى آخر في أسلوب تربية الأبناء هو الذي يمكن إن يطور المجتمع أو يجمده في قوالب؛ والآن لنبحث عن الفرق بين الإنسان المصبوب في قالب والإنسان الذي تتفجر فيه الموهبة، وكيف يمكن إن نصنع القالب أو أن نحطمه؟. إن الذي يتحكم بداية في ذلك الأمر هو علاقة التفاعل بين الأسرة والطفل إثناء نموه وتطوره، ولا أظن أن ذلك الأمر سهل؛ فليس من السهل طبعا أن تعقد الأسرة اجتماعا وتتخذ فيه قرارا بأنها اختارت لابنها ان يدخل (قالب) المجتمع الذي يفرضه على الأبناء حتى يكونوا ناجحين، أو تتخذ الأسرة قرارا بعكس ذلك بان يكون الابن انسانا مستقلا عبقريا يطور المجتمع، طبعا المسألة ليست بهذه السهولة وإلا لكان كل أب وأم قد اتخذا هذا القرار فورا ودون أي تأجيل. ولننظر إلى هذه المسألة بقليل من الهدوء؛ إن اغلب الآباء يميلون بطبيعة الحال إلى تربية أطفالهم على الطاعة وعلى تقبل الدخول بقالب معين بمنتهى السهولة، وبما أن الطفل كائن مقلد يرى في أسرته المثل الأعلى فانه غالبا ما يكون مطيعا ويقبل الدخول في هذا القالب بمنتهى التسامح والرضا. وطبعا لا احد من الأبوين يدري انه يستطيع لو عاش في ظروف أخرى وفي بيئة أكثر توفيرا لحاجات التربية الإنسانية لربما انفجرت فيه طاقات إبداعية لا حدود لها، فنحن نجد الأمر في الأسرة التي تعود الأب فيها على الرأي المستقل، والتفكير قبل التدبير، وكذلك الأم، نجد أبناء هذه الأسرة يتميزون بالفردية والاستقلال والقدرة على ابداء الرأي، وهناك بعض العوامل التي يمكن أن نراها تلعب دورا مؤثرا وبشكل واضح في بعض مراحل النمو بالنسبة للطفل؛ فمثلا عندما يكون الطفل في مرحلة من العمر تتراوح بين عام وثلاثة أعوام يتجه إلى الرغبة في إعلان استقلاله بشكل واضح يفرح له الأبوان أحيانا فهو عادة يتردد في اختيار ما يأكل ويختار ألوان ملابسه خصوصا في عامه الثالث ويحاول أن يتمرد على أوامر ألام ويفكر في أكثر من طريقة ليدبر بها أموره، انه يحاول أن يرتدي ملابسه بمفرده ويحاول أن يقود الأسرة إلى المكان الذي يحبه عندما تقرر الأسرة الخروج للنزهة، وعندما يصطدم عناد الطفل بعناد الأم نكتشف صراعا بين الإرادتين صراعا طويلا قد ينهزم فيه الطفل فيصبح شخصا سلبيا لا يفكر الا في تنفيذ ما يعكس أوامر الأم سواء كان يريد ذلك أم لا، ونحن نشاهد ذلك في الكبار الناضجين الذين نجد على ألسنتهم كلمة (لا) ينطقونها بصورة آلية ردا على كل اقتراح أو أي فكرة . وعندما يكون الطفل بين عامه الثالث وعامه السادس يدخل الصبي في منافسة مع والده؛ والفتاة تدخل في منافسة مع والدتها، وبتكرار هذه المنافسة يكتشف الصبي والبنت أنها بلا جدوى لا لشيء إلا لان الآباء والأمهات اكبر منهما سنا ويتمتعون بذكاء اكبر ويتفوقون عليهما في المهارة والدقة، لذلك فان الطفل يشعر في أعماقه بهزيمة ملخصها (أنا لااستطيع أن أكون كبيرا.... إذن فلماذا لا أقف تحت ظل الكبير) لكن عددا من الأطفال لايستطيع تقبل الهزيمة طائعا مختارا ويدفن في أعماقه الإحساس بالهزيمة ويظل هذا الإحساس مكتوما إلى أن يأتي الوقت الذي ينفجر فيه ويثور -انه وقت المراهقة- حينما يمر الطفل بمرحلة تشبه مرحلة الميلاد فعلا وقد بدأ يشعر بأنه يملك درجة من النضج الجسدي لابأس بها كما أن الذكاء والقدرة على تدبير الأمور لم تعد بعيدة جدا كما كانت في الطفولة، وهذا يحرك في الشاب القدرة على إعادة التنافس مع الأب بل والثورة عليه فهو يناقش بمنتهى العنف كل آراء الوالد، أما عن البنت فهي تحاول دائما التمرد على أسلوب حياة الأم فكل ما نستطيع أن نحيط به أبناءنا هو الأمن والاطمئنان وترك الحرية لهم للاختيار، صحيح انه يمكننا أن نحدد إطارات معينة ومعقولة لسلوك الأبناء عندما نكون نحن قدوة لهم على هذا الطريق، لكن لن ينجح احد في إكراه الابن على أن يكون مثلما يريد الأب .. إلا إذا أراد الابن ذلك. ناقوس الخطر وفقا لأحدث الدراسات تبين أن نسبة المبدعين والموهوبين من الأطفال من الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو90% وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10%، وما أن يصلوا إلى سن الثامنة حتى تصل إلى 2% فقط، مما يشير إلى أن أنظمة التعليم والأعراف الاجتماعية تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها مع أنها كانت قادرة على الحفاظ عليها بل تطويرها وتنميتها . كيف تتعامل الأسرة مع مواهب الطفل؟ مما لاشك فيه أن كل أسرة تحب لأبنائها الإبداع والتميز لتفخر بهم وبإبداعاتهم؛ ولكن المحبة شيء والإرادة شيء أخر؛ فالإرادة تحتاج إلى معرفة كاشفة لتربية الإبداع وتعزيز المواهب في حدود الإمكانات المتاحة وعدم التقاعس بحجة الظروف الاجتماعية والحالة الاقتصادية المالية ونحو هذا، فرب كلمة طيبة صادقة وابتسامة رقيقة تصنع (الأعاجيب) في أحاسيس الطفل ومشاعره وتكون سببا في تفوقه وإبداعه، وهذه الحقيقة يدعمها الواقع ودراسات المتخصصين التي تجمع على أن معظم العباقرة والمخترعين نشأوا وترعرعوا في بيئات فقيرة وإمكانات متواضعة؛ ونلفت نظر السادة المربين إلى مجموعة نِقاط يحسن التنبُّه لها كمقترحات عملية: 1-ضبط اللسان: ولا سيما في ساعات الغضب والانزعاج، فالأب والمربي قدوة للطفل فيحسنُ أن يقوده إلى التأسِّي بأحسن خُلُقٍ وأكرم هَدْيٍ، فإن أحسنَ المربي وتفهَّم وعزَّز، سما وتبعه الطفل بالسُّمُو، وإن أساء وأهمل وشتم دنيَ، وخسر طفلَه وضيَّعه. 2- الضَّبط السلوكي: وقوع الخطأ لا يعني أنَّ الخاطئ أحمقٌ أو مغفَّل، فـ "كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاء"، ولابد أن يقع الطفل في أخطاءٍ عديدة لذلك علينا أن نتوجَّه إلى نقد الفعل الخاطئ والسلوك الشاذ لا نقدِ الطفل وتحطيم شخصيته؛ فلو تصرَّف الطفلُ تصرُّفاً سيِّئاً نقول له (هذا الفعل سيِّئ) وأنت طفل مهذَّب جيِّد لا يحسُنُ بكَ هذا السُّلوك، ولا يجوز أبداً أن نقول له (أنت طفل سيِّئٌ، غبيٌّ،أحمق!!). 3-اللقب الإيجابي: حاول أن تدعم طفلك بلقب يُناسب هوايته وتميُّزه ليبقى هذا اللقب علامةً للطفل ووسيلةَ تذكيرٍ له ولمربِّيه على خصوصيته التي يجب أن يتعهدها دائماً بالتزكية والتطوير مثل: (عبقرينو) (نبيه) (دكتور) (النجار الماهر) (مُصلح) (فهيم). 4-التأهيل العلمي: لابد من دعم الموهبة بالمعرفة، وذلك بالإفادة من أصحاب الخبرات والمهن وبالمطالعة الجادة الواعية والتحصيل العلمي المدرسي والجامعي، وعن طريق الدورات التخصصية. 5-المعارض: ومن وسائل التعزيز والتشجيع الاحتفاءُ بالطفل المبدع وبنتاجه، وذلك بعرض ما يبدعه في مكانٍ واضحٍ أو بتخصيص مكتبة خاصة لأعماله وإنتاجه، وكذا بإقامة معرض لإبداعاته يُدعى إليه الأقرباء والأصدقاء في منزل الطفل، أو في منزل الأسرة الكبيرة، أو في قاعة المدرسة. 6-التواصل مع المدرسة: يحسُنُ بالمربي التواصل مع مدرسة طفله المبدع المتميِّز، إدارةً ومدرسين وتنبيههم على خصائص طفله المبدع ليجري التعاون بين المنزل والمدرسة في رعاية مواهبه والسمو بها. 7-المكتبة وخزانة الألعاب: الحرص على اقتناء الكتب المفيدة والقصص النافعة ذات الطابع الابتكاري والتحريضي، المرفق بدفاتر للتلوين وجداول للعمل، وكذلك مجموعة اللاصق ونحوها، مع الحرص على الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري، فضلاً عن المكتبة الألكترونية التي تحوي هذا وذاك، من غير أن ننسى أهمية المكتبة السمعية والمرئية التي باتت أكثر تشويقاً. دور الأسرة يقع على عاتق الأسرة توفير الأجواء الملائمة والإمكانيات المناسبة للطفل لكي يبدع ، ثم يقع على عاتق الأسرة التعزيز وهو عبارة عن مكافأة الطفل حتى يكرر ممارسة هوايته ويتشجع، ويجب على الأسرة أن تتيح للطفل ممارسة مواهبه دون إعاقة أو أية ضغوطات قد تؤثر على نشاطه وتنعكس عليه سلبا، ويجب ألا ننسى دور الأبوين في تنمية مواهب الطفل وهواياته، وخاصة عندما يرى مثلا أباه يمارس لعبة معينة أو فنا معينا فهو قد يقلده وتصبح له هواية؛ وخلاصة القول إن تنمية مواهب وهوايات الطفل يقع بالأساس على الأسرة بالدرجة الأولى، والمواهب هي هبة ربانية من الله سبحانه وتعالى يمنحها لمن يشاء من خلقه، ولكن هذه المواهب تحتاج إلى من يرعاها ويحافظ عليها حتى تجني للإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه الخير. ويشير المتخصصون إلى أن السنة الأولى في حياة الطفل هي الأهم بالنسبة إلى التعلّم وهناك ألعاب كثيرة تساعد في تنمية دماغ الطفل وزيادة معدّل ذكائه، إلا أن أفضل مدرسة له في الأشهر الأولى هي الوالدان، الأم والأب على السواء، إذ عليهما أو على كل منهما منفرداً أن يتكلم مع فلذة كبده كلما سنحت الفرصة والغناء له والقراءة والضحك معه، ويقول المتخصصون إن هذه العلاقة بين الطفل ووالديه مهمة جداً في حياة الطفل، وهنالك طرق ستساعدك في تنمية الإبداع عند طفلك عليك الاستعانة بها، ومنها: *اترك طفلك يسأل وحاول أن تجيب عليه بجواب يناسب عمره ولا تنهره عند السؤال حتى لو كنت مشغولا. *وفر لطفلك العابا تنمي الإبداع والذكاء عنده مثل الميكانو وألعاب الألغاز ومكعب الذكاء وغير ذلك بدل الألعاب التي تقضي على وقت الفراغ ولا تولد أي إبداع لديه،واترك طفلك يلعب كيفما شاء ولاتعاقبه أو تنهره إذا كسر شيئا عن غير قصد اثناء لعبه أو اتسخت ملابسه، فكم أم دمرت أطفالها لانها لاتدري أن مايفعله طفلها هو محاولته لاكتشاف مابداخل اللعبة فقام بكسرها، أو انه أحب الالوان فرسم على الجدران، وكلما وبخته ابتعد عن محاولاته مستقبلا ، فمن حيث لاتدري قتلت الابداع عنده وحرمت المجتمع من مهندس أورسام مبدعين. *درب طفلك على الخيال الإبداعي بتوجيه أسئلة له مثل ماذا لو كان لديك مليون دينار؟ ماذا لو فهمنا لغة الطيور؟ ماذا لو حكمت العالم يوما واحدا؟ ودعه يتخيل الدور ويبدع. *احترم الحلول التي يطرحها طفلك في أي مشكلة في المنزل مثلا، لتنمي عنده مهارة التفكير واستخلاص الحلول. *دع طفلك يمثل ليوم واحد انه رب الأسرة - والفتاة دور الأم- وكيف ستقود الأسرة وينجز أعمالها ومهامها. *علمه التفكير التناظري ويمكن أن يكون 80%من الأفكار ترجع في جذورها إلى هذا النوع من التفكير؛ مثلا قل له ما الشيء الذي يشبه هذه المشكلة؟ أي فكرة نستطيع تعديلها لكي تناسب مشكلتنا. دور البيئة والأصدقاء تؤثر البيئة التي يعيش فيها الطفل تأثيرا مباشرا في تنمية مواهبه واكتشاف طاقاته، فالبيئة المتنوعة الأنشطة تعمل على توسيع مداركه وإذا لم تكن كذلك تضمر وتخبو مواهبه. إن على مؤسسات المجتمع وشرائحه البحث عن الأطفال أصحاب الهوايات الخاصة وأصحاب المواهب والفكر الإبداعي، وأن تعكف على الاهتمام بهم وتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي، وبذلك نستطيع أن ننمي مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية . تعتبر السنوات الخمس الأولى ذات أهمية كبرى في حياة الطفل حيث تصقل شخصيته في شتى أنواع المعارف والعلوم ويتعلم في هذه المرحلة مجموعة كبيرة من العادات والتقاليد فهي تشكل 85% من معارف الطفل وإبداعاته، فأكثر الهوايات محببة لدى الأطفال هي هوايات اللعب وهو أول مايجمع الطفل ببيئته، فاللعب عبارة عن مهارة مركبة تحتوي في طياتها على الأداء الحركي والاجتماعي حيث يجتمع الطفل مع أقرانه وأصدقائه، كما انها تجعل هناك تفاعلا من قبل الطفل مع غيره،وبالمناسبة نشير هنا الى أمر هام وخطير يتمثل بالأصدقاء ـولانعني السنين الأولى لعمر الطفل فقط ـ فصديق الطفل قد يكون اشد تأثيرا في حياة أطفالنا من الوالدين والأهل، وذلك حسب قوة العلاقة بينهما، وعلينا ان ننتبه منذ سنوات الطفولة الأولى الى صديق الطفل، فننظر لبيئته وسلوكه وقيمه واهتماماته فان تاثيره البالغ عليه يدفعنا لحسن مساعدة اطفالنا في اختيار اصدقائهم ـوليس بإجبارهم ـ باستخدامنا لطرق عديدة مثل دعوتهم للخروج معنا في نزهة أو دعوتهم للبيت أو بإقامة علاقة مع ذويهم، فصديق طفلك انعكاس لشخصيته مستقبلا تماما، وكما قيل (قل لي من صديقك اقل لك من أنت)، وقد حذرنا رسول الله صل الله عليه وسلم وقال: (الخليل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) إن للأصدقاء تأثيرا على سلوكيات الطفل ومهاراته إما سلبا أو إيجابا . |
|